الياس اسكندر
15-01-2014, 20:28
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى : كيف ننقذ شبابنا من الضياع ؟
الحمد لله رب العالمين ، يعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الإحسان العام والفضل الكبير ، وأشهد أن نبينا محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج المنير ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى الدين وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، اتقوا الله ربكم الذي أسبغَ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة لعلكم تشكرون (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
أخوة الإسلام : في زمن العولمة ، والفضائيات والانترنت والهواتف الذكية والبلاك بيري والواتساب وغيرها أصبحت أعباءُ التربيةِ والتوجيه للأبناء والبنات والأخوة والأخوات أكثرَ ثقَلا ، وأعظمَ مسئوليةً، وأكبر هما . فكيف نحن مع من ولانا الله أمرهم في مواجهة تلك الدخيلات وغيرها مما يؤثر في السلوك والأخلاق ، كيف نحمي أولادنا من تأثير تلك الأجهزة السلبي على سلوكهم وحياتهم ؟ .
عباد الله: إن المجتمع يعُجّ بآفاتٍ يغرق في وحَلها المراهقون والمراهقات بسبب غياب دور الولي أو ثقته الزائدة في ولده ابناً أو بنتا .. هذه الثقة التي حملته على أن يوفر له كلَّ مطلوبِه دون مراقبة أو مساءلة أو حوار .
فالقنوات الفضائية متاحةٌ للولد بكل ألوانها ، والانترنتُ وتصفحُ الأجهزة الذكية قد استهلكَ جلَّ وقته ، والأب المسكين يقول : الحمد لله الذي رزقنا هذه التقنيةَ التي تمنع الأولاد من الخروج من البيت ، وما علم ـ عفا الله عنا وعنه ـ أنها السم الزعاف إذا لم يُحكم عليها رقابته ، وينظمْ لأجلها وقت أولاده .
وهذه الهواتفُ النقالة في يد كلِّ صغير وكبير ، قد أُحرزت برمز دخول فلا يدري الولي ما تحمله من كلمات وألفاظ وصورٍ ، ورسائل .
وجلَساتُ الاستراحات مأمونةٌ لأنها مع عمه و ابن عمه و ابن خالته وهكذا ، وفيها ما فيها من ضياع الأوقات والوقوع في حمأة المهلكات .
لقد انتشر بين الشبابِ في تلك المجامع شربُ الدخان ، واستمرءوا الشيشة أو المعسل بسبب هذه الثقة الزائدة التي كانت في غير محلها .
عباد الله : تشتد الحاجة في هذا الزمن إلى إحكام الرقابة على الأبناء ولكن باتزان من غير إشعار بالتجسس أو الشك والريبة ، وإنما رقابةٌ أشبه ما تكون بالسياج للولد والبنت حتى لا يقع فريسةً للهوى والشهوة والتقليد . ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) . وإنما تكون هذه الوقاية بتربيتهم وتعليمهم وتوجيههم .
إن هذه المراقبةَ المطلوبة ينبغي أن يَعرف من خلالها الأبُ أين يذهبُ ولده في سيارته ، ومن يصاحب ويجالس ، وماذا تحوي غرفته من أجهزة وكتب وأشرطة ، وماذا يحوي جواله من مقاطع وصور ومذكرات ، وما مواقع الانترنت التي يزورها ومن أصحابه الذين يتواصل معهم في المسنجر أو البلاك ونحوهما، كل هذا بأسلوب يجعل الولد لا يفقد شخصيتَه ومسئوليتَه عن نفسه ، ولا يقيدُ حريتَه المحدودة بالمباح .
فإذا ما رأى على ابنه أو بنته ملحوظة أو خطأ ، أو أبصره واقعا في تقليعة غريبة مريبة غير لائقة ناقشه بهدوء وعقلانية ، محاولا إقناعه بما فيه مصلحته ، وبما يحفظ عليه دينه وخلقه ، بعيدا عن التقريع والتجريح الذي قد ينفر الولد من والده ، ويحمله على التمادي في الخطأ أو مضاعفته .
عباد الله : إن ضعف الرقابة على الولد خاصة فيما يستطيع معه الاستقلالية والخصوصية يجر إلى عواقب وخيمة قد لا يفيق المرء من أثرها إلا بعد وقوعها .. فكم بنت وقعت في المعاكسة عبر الهاتف أو النت بسبب السرية التي تفرضها على نفسها بغلق باب غرفتها دون مساءلة . وكم من شاب وقع ضحية الأفكار الضالة والغلو المحرم، أو الزيغ والإلحاد بسبب متابعته لبعض المواقع والنقاشات في الشبكة العنكبوتية أو القنوات الفضائية، أوقراءته للكتب الفلسفية ، فصار وبالا على أهله ومجتمعه، فالأمر ليس مجردَ شهواتٍ ونزوات وضيعة ، وإنما شبهاتٌ تجعل الحليم حيرانا ، وتعصف بالعقل و الإدراك ، حتى ولو كان في ظاهره ذكيا، مدركا ..
أخوة الإسلام : وتشتد الحاجة إلى الرقابة في مثل ما نستقبله من أوقات الاختبارات التي قد تنتهي فترتها في أوقات مبكرة من النهار ، ولكن لا يعود الولد بعدها إلى البيت إلا مع الظهر.. فاجعل ولدك بحوارك معه أهلا لأن يقود نفسَه بنفسه إلى ما فيه مصلحتُه بالعودة إلى البيت مباشرة ، والبعدِ عن التسكع في الشوارع أو الذهاب إلى تجمعات التفحيط والاستعراض التي أزهقت عشرات الأنفس بكل استهتار.. وكذا البعدُ عن الاستراحات التي لا يجني من الذهاب إليها أدنى مصلحة . ولا تُغفلْ أمر ابنتك خاصة عندما تحتاج إلى درس خصوصي ، وليكن هذا الدرس في بيتك أو في بيت ثقة تحفظ لك عرضك وحرمتك .
فلنتق الله عباد الله : ولنستشعر مسئوليتنا في أبنائنا وبناتنا فإنهم والله أثمن وأغلى من الدراهم والدنانير ، وأكثر ربحا من الدنيا الدنية التي طالما ركضنا خلفها ووهبناها أوقاتنا في وقتٍ بخِلنا فيه بهذه الأوقات على فلذات أكبادنا .
إن أولادَنا هم ثمرة كدنا وكدحنا ، وجلوسُنا معهم في البيت يشعرهم بالطمأنينة والحب والعاطفة ، فلماذا نحرمهم كلَّ هذا بسبب شلة الاستراحة التي يمكن أن نقنن اجتماعنا معها ما لم يكن ثَمَّ منكر ، فنجعل الاجتماع نهايةَ الأسبوع أو في وقت لا يؤثر على تربية الأولاد وتوجيههم . فلنستشعر أيها الأولياء النجباء قول المربي الأول صلوات ربي وسلامه عليه ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .
أخوة الإسلام : يتوجه ويتوجب علينا في هذا العصر المدلهم بالفتن والشهوات والشبهات أن نعتمد بعد الله جل في علاه على التربية الذاتية لأولادنا وبناتنا حتى لا نتكلّف عسيرا عند المتابعة .. تربيةً تبدأ مع الولد منذ ولادته ونشأته نبين له من خلالها الحلال والحرام والثواب والعقاب ، تربية تجعله يخاف الله ويراقبه في حركاته وسكناته، ثم نحمّله مسئولية الفصل بين الحق والباطل فيما يواجهه في حياته ، مع القربِ منه وإسعافِه بالمشورة والرأي عندما يستوجب الأمر ذلك ، وتنبيهه على الخطأ، أو وقايته منه حينما تضعف نفسه في بعض المواقف..
فنحن في بحر متلاطم يستلزم أن يكون الناجي من الغرق فيه أو من يحاول النجاة سباحا ماهرا يستطيع أن ينفذَ بجلده من الرياح والأعاصير والعواصف التي تحيط به من كل صوب وتزدادُ بتقدم الليالي والأيام .
عباد الله : ومما يعين على تربية الولد ويخففُ من مسؤولية الرقابةِ دون الاستغناء عنها كليا ربطُه بالجلساء الصالحين ، وبحلق المساجد المباركة سواءٌ حلقُ العلم أو تحفيظِ القرآن ، فإن في ذلك عصمةً له من كثير من الزلل والخلل . ومما يعين على ذلك أيضا الدعاءُ ذلك السلاح الذي غفل عنه الكثير ، فالدعاء للولد - مع الحرص على استجماع شروطه- حافظٌ له بإذن الله عاجلا أم آجلا من المكاره والشرور والسقطات .ومما يعين على التربية أيضا ربط الولد بالصلاة ربطا روحيا تجعله لا يقدم عليها شيئا، ويسعى إليها ذاتيا بكل طوع، فإن سلمت الصلاة من التقصير نجا بإذن الله ..ومما يعين على التربية استشعار القدوة في نفس الولي فاحذر أن تأتيَ أمرا تنكره على ولدك أو تفعلَ ما تنهاه عنه،ومما يحفظ الولد بإذن الله إشغاله بالمفيد من القراءة والحفظ ورصد الجوائز لذلك تشجيعا وتحفيزا له ..ومما يعين على التربية الاطلاع على تطورات التقنية الحديثة ، والاستعانة بالخبراء والعارفين في وضع الحمايات اللازمة في الأجهزة حذرا من الدخول إلى المواقع المريبة والخادشة ..
أسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح و هداية أبنائنا وبناتنا ، وأن يوفقنا للقيام بمسؤولياتنا تجاههم حق القيام ، فنكون ممن أدى الأمانة وحاطهم بالنصح والرعاية . أقول قولي هذا ، فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الخطبة الأولى : كيف ننقذ شبابنا من الضياع ؟
الحمد لله رب العالمين ، يعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الإحسان العام والفضل الكبير ، وأشهد أن نبينا محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والسراج المنير ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى الدين وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، اتقوا الله ربكم الذي أسبغَ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة لعلكم تشكرون (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
أخوة الإسلام : في زمن العولمة ، والفضائيات والانترنت والهواتف الذكية والبلاك بيري والواتساب وغيرها أصبحت أعباءُ التربيةِ والتوجيه للأبناء والبنات والأخوة والأخوات أكثرَ ثقَلا ، وأعظمَ مسئوليةً، وأكبر هما . فكيف نحن مع من ولانا الله أمرهم في مواجهة تلك الدخيلات وغيرها مما يؤثر في السلوك والأخلاق ، كيف نحمي أولادنا من تأثير تلك الأجهزة السلبي على سلوكهم وحياتهم ؟ .
عباد الله: إن المجتمع يعُجّ بآفاتٍ يغرق في وحَلها المراهقون والمراهقات بسبب غياب دور الولي أو ثقته الزائدة في ولده ابناً أو بنتا .. هذه الثقة التي حملته على أن يوفر له كلَّ مطلوبِه دون مراقبة أو مساءلة أو حوار .
فالقنوات الفضائية متاحةٌ للولد بكل ألوانها ، والانترنتُ وتصفحُ الأجهزة الذكية قد استهلكَ جلَّ وقته ، والأب المسكين يقول : الحمد لله الذي رزقنا هذه التقنيةَ التي تمنع الأولاد من الخروج من البيت ، وما علم ـ عفا الله عنا وعنه ـ أنها السم الزعاف إذا لم يُحكم عليها رقابته ، وينظمْ لأجلها وقت أولاده .
وهذه الهواتفُ النقالة في يد كلِّ صغير وكبير ، قد أُحرزت برمز دخول فلا يدري الولي ما تحمله من كلمات وألفاظ وصورٍ ، ورسائل .
وجلَساتُ الاستراحات مأمونةٌ لأنها مع عمه و ابن عمه و ابن خالته وهكذا ، وفيها ما فيها من ضياع الأوقات والوقوع في حمأة المهلكات .
لقد انتشر بين الشبابِ في تلك المجامع شربُ الدخان ، واستمرءوا الشيشة أو المعسل بسبب هذه الثقة الزائدة التي كانت في غير محلها .
عباد الله : تشتد الحاجة في هذا الزمن إلى إحكام الرقابة على الأبناء ولكن باتزان من غير إشعار بالتجسس أو الشك والريبة ، وإنما رقابةٌ أشبه ما تكون بالسياج للولد والبنت حتى لا يقع فريسةً للهوى والشهوة والتقليد . ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) . وإنما تكون هذه الوقاية بتربيتهم وتعليمهم وتوجيههم .
إن هذه المراقبةَ المطلوبة ينبغي أن يَعرف من خلالها الأبُ أين يذهبُ ولده في سيارته ، ومن يصاحب ويجالس ، وماذا تحوي غرفته من أجهزة وكتب وأشرطة ، وماذا يحوي جواله من مقاطع وصور ومذكرات ، وما مواقع الانترنت التي يزورها ومن أصحابه الذين يتواصل معهم في المسنجر أو البلاك ونحوهما، كل هذا بأسلوب يجعل الولد لا يفقد شخصيتَه ومسئوليتَه عن نفسه ، ولا يقيدُ حريتَه المحدودة بالمباح .
فإذا ما رأى على ابنه أو بنته ملحوظة أو خطأ ، أو أبصره واقعا في تقليعة غريبة مريبة غير لائقة ناقشه بهدوء وعقلانية ، محاولا إقناعه بما فيه مصلحته ، وبما يحفظ عليه دينه وخلقه ، بعيدا عن التقريع والتجريح الذي قد ينفر الولد من والده ، ويحمله على التمادي في الخطأ أو مضاعفته .
عباد الله : إن ضعف الرقابة على الولد خاصة فيما يستطيع معه الاستقلالية والخصوصية يجر إلى عواقب وخيمة قد لا يفيق المرء من أثرها إلا بعد وقوعها .. فكم بنت وقعت في المعاكسة عبر الهاتف أو النت بسبب السرية التي تفرضها على نفسها بغلق باب غرفتها دون مساءلة . وكم من شاب وقع ضحية الأفكار الضالة والغلو المحرم، أو الزيغ والإلحاد بسبب متابعته لبعض المواقع والنقاشات في الشبكة العنكبوتية أو القنوات الفضائية، أوقراءته للكتب الفلسفية ، فصار وبالا على أهله ومجتمعه، فالأمر ليس مجردَ شهواتٍ ونزوات وضيعة ، وإنما شبهاتٌ تجعل الحليم حيرانا ، وتعصف بالعقل و الإدراك ، حتى ولو كان في ظاهره ذكيا، مدركا ..
أخوة الإسلام : وتشتد الحاجة إلى الرقابة في مثل ما نستقبله من أوقات الاختبارات التي قد تنتهي فترتها في أوقات مبكرة من النهار ، ولكن لا يعود الولد بعدها إلى البيت إلا مع الظهر.. فاجعل ولدك بحوارك معه أهلا لأن يقود نفسَه بنفسه إلى ما فيه مصلحتُه بالعودة إلى البيت مباشرة ، والبعدِ عن التسكع في الشوارع أو الذهاب إلى تجمعات التفحيط والاستعراض التي أزهقت عشرات الأنفس بكل استهتار.. وكذا البعدُ عن الاستراحات التي لا يجني من الذهاب إليها أدنى مصلحة . ولا تُغفلْ أمر ابنتك خاصة عندما تحتاج إلى درس خصوصي ، وليكن هذا الدرس في بيتك أو في بيت ثقة تحفظ لك عرضك وحرمتك .
فلنتق الله عباد الله : ولنستشعر مسئوليتنا في أبنائنا وبناتنا فإنهم والله أثمن وأغلى من الدراهم والدنانير ، وأكثر ربحا من الدنيا الدنية التي طالما ركضنا خلفها ووهبناها أوقاتنا في وقتٍ بخِلنا فيه بهذه الأوقات على فلذات أكبادنا .
إن أولادَنا هم ثمرة كدنا وكدحنا ، وجلوسُنا معهم في البيت يشعرهم بالطمأنينة والحب والعاطفة ، فلماذا نحرمهم كلَّ هذا بسبب شلة الاستراحة التي يمكن أن نقنن اجتماعنا معها ما لم يكن ثَمَّ منكر ، فنجعل الاجتماع نهايةَ الأسبوع أو في وقت لا يؤثر على تربية الأولاد وتوجيههم . فلنستشعر أيها الأولياء النجباء قول المربي الأول صلوات ربي وسلامه عليه ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .
أخوة الإسلام : يتوجه ويتوجب علينا في هذا العصر المدلهم بالفتن والشهوات والشبهات أن نعتمد بعد الله جل في علاه على التربية الذاتية لأولادنا وبناتنا حتى لا نتكلّف عسيرا عند المتابعة .. تربيةً تبدأ مع الولد منذ ولادته ونشأته نبين له من خلالها الحلال والحرام والثواب والعقاب ، تربية تجعله يخاف الله ويراقبه في حركاته وسكناته، ثم نحمّله مسئولية الفصل بين الحق والباطل فيما يواجهه في حياته ، مع القربِ منه وإسعافِه بالمشورة والرأي عندما يستوجب الأمر ذلك ، وتنبيهه على الخطأ، أو وقايته منه حينما تضعف نفسه في بعض المواقف..
فنحن في بحر متلاطم يستلزم أن يكون الناجي من الغرق فيه أو من يحاول النجاة سباحا ماهرا يستطيع أن ينفذَ بجلده من الرياح والأعاصير والعواصف التي تحيط به من كل صوب وتزدادُ بتقدم الليالي والأيام .
عباد الله : ومما يعين على تربية الولد ويخففُ من مسؤولية الرقابةِ دون الاستغناء عنها كليا ربطُه بالجلساء الصالحين ، وبحلق المساجد المباركة سواءٌ حلقُ العلم أو تحفيظِ القرآن ، فإن في ذلك عصمةً له من كثير من الزلل والخلل . ومما يعين على ذلك أيضا الدعاءُ ذلك السلاح الذي غفل عنه الكثير ، فالدعاء للولد - مع الحرص على استجماع شروطه- حافظٌ له بإذن الله عاجلا أم آجلا من المكاره والشرور والسقطات .ومما يعين على التربية أيضا ربط الولد بالصلاة ربطا روحيا تجعله لا يقدم عليها شيئا، ويسعى إليها ذاتيا بكل طوع، فإن سلمت الصلاة من التقصير نجا بإذن الله ..ومما يعين على التربية استشعار القدوة في نفس الولي فاحذر أن تأتيَ أمرا تنكره على ولدك أو تفعلَ ما تنهاه عنه،ومما يحفظ الولد بإذن الله إشغاله بالمفيد من القراءة والحفظ ورصد الجوائز لذلك تشجيعا وتحفيزا له ..ومما يعين على التربية الاطلاع على تطورات التقنية الحديثة ، والاستعانة بالخبراء والعارفين في وضع الحمايات اللازمة في الأجهزة حذرا من الدخول إلى المواقع المريبة والخادشة ..
أسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح و هداية أبنائنا وبناتنا ، وأن يوفقنا للقيام بمسؤولياتنا تجاههم حق القيام ، فنكون ممن أدى الأمانة وحاطهم بالنصح والرعاية . أقول قولي هذا ، فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .