منصور الغايب
14-12-2013, 13:28
في سوريا تعددت الأسباب والموت واحد ، فكل يوم يمر عليك وأنت مواطن سوريّ باقٍ في سوريا أو مشرّد في أحد مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة يعني أنه لازال لديك المزيد من الوقت لتتمنى وتطلب من الله ميتةً سهلة لاتتجرع معها مزيداً من الألم في لحظاتك الأخيرة ، ففي سوريا قائمة أصناف الموت مليئة ومتجددة ولك عزيزي السوري الضيف على هذه الحياة أن تتتمنى - إذ ليس لك حرية الاختيار - ما يناسبك منها ، في قائمة الموت هناك الموت بالغازات الكيماوية أو الموت بالصواريخ أو الموت تحت الأنقاض أو الموت تعذيباً بسبب انتمائك المذهبي أو الموت بسبب الأمراض والأوبئة أو الموت في حرب بين الثوّار أنفسهم وأخيراً وليس آخراً تمت إضافة صنف جديد في قائمة الموت في سوريا وهو الموت برداً .
سوريا تتجمد لأن الدماء في عروقنا تجمّدت من قلة الحياء منذ زمن ، سوريا تتجمّد لأننا أبرد الشعوب في التعامل مع ما يمسّ إخواننا في الدين والعقيدة ، سوريا تتجمّد لأننا لانستطيع إشعال نار الغيرة في قلوبنا على إخواننا ، سوريا تتجمّد لأننا نطفئ كل شعلة خير تشتعل تحت ذرائع عدّة ، سوريا تتجمّد لأننا نتعامل ببرود مع قضايا أمتنا ، سوريا تتجمّد لأننا أحببنا برد العيش في هذه الدنيا ، سوريا تتجمّد لأننا بكل بساطة ... بلا دم .
يا أطفال سوريا ... يامن يفتك وحش البرد بأجسامكم النحيلة التي نال منها الجوع قبل ذلك ؛ بالله عليكم أخبروا أبناء بلدي - وأنتم الأقدر - عن نعمة الأمن والأمان التي نعيشها ويتندّر منّا السفهاء حين نذكّر بها ، وأخبروا أبناء بلدي عن نعمة الجلوس حول مدفأة بجانب آبائهم ليستمتعوا بكلا الدفأين ، وأخبروهم عن نعمة تقبيل آبائهم قبل خروجهم للعمل وهم على يقين بعودتهم ما لم يطرأ طاريء ، وأخبروهم عن نعمة الذهاب للمدارس ونعمة الذهاب للملاهي وغيرها من النعم التي نعيشها ولا نعرف قدرها إلا حين نحرم منها إما بسبب أفعالنا الهوجاء أو بسبب ازدرائها مما يتسبب في زوالها .
ما الذي بقي من عجائبك أيتها الثورة والتي يدفع الشعب السوري أجساد أبنائهم المتجمدة ثمناً لها في حين يجلس من أجّجها في القصور الدافئة ويردّد "الحريّة لها ثمن" لكنّه يمسك عن دفع الثمن ويدع غيره يقوم بذلك ليفرك هو يديه ويردد "كثّر الله خيركم" ! ، وأجزم بأننا لو سألنا أي مواطن سوري منصف عاقل عن أمنياته حاليّا لما وجدناها تخرج عن العودة للوطن وبيت صغير ومدفأة تجتمع حولها العائلة وأمن وأمان ويخرب بيتك يابشّار ويخرب بيت الحريّة ويخرب بيت الثورات التي تجلب على الأمة الدمار .
منصور الغايب
twitter : @Mansour_m
سوريا تتجمد لأن الدماء في عروقنا تجمّدت من قلة الحياء منذ زمن ، سوريا تتجمّد لأننا أبرد الشعوب في التعامل مع ما يمسّ إخواننا في الدين والعقيدة ، سوريا تتجمّد لأننا لانستطيع إشعال نار الغيرة في قلوبنا على إخواننا ، سوريا تتجمّد لأننا نطفئ كل شعلة خير تشتعل تحت ذرائع عدّة ، سوريا تتجمّد لأننا نتعامل ببرود مع قضايا أمتنا ، سوريا تتجمّد لأننا أحببنا برد العيش في هذه الدنيا ، سوريا تتجمّد لأننا بكل بساطة ... بلا دم .
يا أطفال سوريا ... يامن يفتك وحش البرد بأجسامكم النحيلة التي نال منها الجوع قبل ذلك ؛ بالله عليكم أخبروا أبناء بلدي - وأنتم الأقدر - عن نعمة الأمن والأمان التي نعيشها ويتندّر منّا السفهاء حين نذكّر بها ، وأخبروا أبناء بلدي عن نعمة الجلوس حول مدفأة بجانب آبائهم ليستمتعوا بكلا الدفأين ، وأخبروهم عن نعمة تقبيل آبائهم قبل خروجهم للعمل وهم على يقين بعودتهم ما لم يطرأ طاريء ، وأخبروهم عن نعمة الذهاب للمدارس ونعمة الذهاب للملاهي وغيرها من النعم التي نعيشها ولا نعرف قدرها إلا حين نحرم منها إما بسبب أفعالنا الهوجاء أو بسبب ازدرائها مما يتسبب في زوالها .
ما الذي بقي من عجائبك أيتها الثورة والتي يدفع الشعب السوري أجساد أبنائهم المتجمدة ثمناً لها في حين يجلس من أجّجها في القصور الدافئة ويردّد "الحريّة لها ثمن" لكنّه يمسك عن دفع الثمن ويدع غيره يقوم بذلك ليفرك هو يديه ويردد "كثّر الله خيركم" ! ، وأجزم بأننا لو سألنا أي مواطن سوري منصف عاقل عن أمنياته حاليّا لما وجدناها تخرج عن العودة للوطن وبيت صغير ومدفأة تجتمع حولها العائلة وأمن وأمان ويخرب بيتك يابشّار ويخرب بيت الحريّة ويخرب بيت الثورات التي تجلب على الأمة الدمار .
منصور الغايب
twitter : @Mansour_m