محمدالمهوس
11-09-2013, 17:07
الخطبة الأولى
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد عباد الله : فمن أعظم القربات عند الله تعالى إدخال السرور في قلب المسلم من خلال بشارته بما يسره ، إذِ البشارة من أميزِ وأنبلِ وأجملِ صفات المؤمنين الذين يُحبون الخير لأنفسهم كما يُحبونه لغيرهم ، وقد علّمنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن يكون المسلم مُبشراً لا مُنفراً ، وأن يحرص كل فردٍ منا على أن يُبشر بالخير في كل وقتٍ وحين ؛ لأن البُشرى تُدخل البهجة إلى النفوس ، وتُنْبىءُ عن حبٍ للخير ، وصفاءٍ للسريرة ، ولأنها التزامٌ بمنهج النبوة المبارك وتربيته الإسلامية التي يجب علينا جميعاً أن نلتزم بها ، وأن نحرص على آدابها وتوجيهاتها القولية والفعلية .
عباد الله / لقد حث ديننا على أمر البشارة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وكل جزئيةٍ من جزئياتها ، قال تعالى ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار )) وقال ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )) وقال ((الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ .. ))
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه بعدما أعطاه نعليه ((اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة))
ِوجاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((أتانيِ جبريلُ فَبَشّرنِي أنْ أُبشِّر أُمّتي أنّ مَنْ لَقِيَ الله َتَعالى لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنّةَ )) فهذه بشارة عظيمة من جبريل عليه السلام لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم والذي أمره أن يبشر أهل التوحيد،أهل العقيدة الصافية النقية من أمته أن من مات ولقي الله تعالى وهو على شهادةِ توحيدٍ خالص لله فإن له الجنة وعداً من الله تعالى .
وقد دلنا صلى الله عليه وسلم على أفضل الخصال وأجل الأعمال وبشرنا صلى الله عليه وسلم بأجل مطلوب وأفضل مرغوب فقال صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناسُ ، أفْشُوا السّلامَ ، وأطْعِمُوا الطّعامَ ، وَصِلُوا الأرحامَ ، وَصِلُّوا والناسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنّةَ بِسَلامٍ )) رواه الترمذي بسند صحيح .
ومن المُبشرات تلك البُشرى التي يمكن أن يحصل عليها المسلم بكل سهولةٍ ويسر ، ودونما تعبٍ أو مشقة ، فعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ)) رواه مسلم
كما أنّ من المبشرات التي جاءت بها تعاليم وتوجيهات الدين ، ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (( أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ " ، قَالَوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ)) رواه مسلم.
ومن المبشرات التي يُبشر بها نبينا صلى الله عليه وسلم العباد سواءً الأغنياء منهم أو الفقراء ، الكبار أو الصغار ، الذكور أو الإناث ، المتعلمين وغير المتعلمين هذا الحديث الشريف الذي تعجز الألسن عن وصف فضله وتعجز العقول عن حصر ثوابه ، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضَى إلى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خُطُواتُهُ، إحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)) رواه مسلم
عباد الله / إن فضل الله تعالى عظيمٌ ، وخيره عميم وعطاياه لا يحدها حدٌ ولا يُحصيها أحد ، أسأل الله تعالى أن يعمنا فضله وأن تسعنا رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحْسانهِ، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد عباد الله / روى البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيّ ِصلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ (( يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ! قَالَ : " فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ ؟ قَالَ : " لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا)) فمعاذُ بن جبل رضي الله عنه حرص أن يبشر الصحابة بهذا الفضل العظيم ! لعلمه رضي الله عنه بفضل بشارة المسلم لأخيه بما يسره ، والأجر المترتب عليها لاسيما في أمور الآخرة .
أسأل الله تعالى أن نكون دوماً مفاتيحَ خيرٍ مغاليقَ شرٍّ ، هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد فقد أمركم اللهُ بالصّلاة والسّلام عليه ، فقال تعالى ((إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلى النّبي يَا أيّها الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد عباد الله : فمن أعظم القربات عند الله تعالى إدخال السرور في قلب المسلم من خلال بشارته بما يسره ، إذِ البشارة من أميزِ وأنبلِ وأجملِ صفات المؤمنين الذين يُحبون الخير لأنفسهم كما يُحبونه لغيرهم ، وقد علّمنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن يكون المسلم مُبشراً لا مُنفراً ، وأن يحرص كل فردٍ منا على أن يُبشر بالخير في كل وقتٍ وحين ؛ لأن البُشرى تُدخل البهجة إلى النفوس ، وتُنْبىءُ عن حبٍ للخير ، وصفاءٍ للسريرة ، ولأنها التزامٌ بمنهج النبوة المبارك وتربيته الإسلامية التي يجب علينا جميعاً أن نلتزم بها ، وأن نحرص على آدابها وتوجيهاتها القولية والفعلية .
عباد الله / لقد حث ديننا على أمر البشارة في كل شأنٍ من شؤون الحياة ، وكل جزئيةٍ من جزئياتها ، قال تعالى ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار )) وقال ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )) وقال ((الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ .. ))
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة رضي الله عنه بعدما أعطاه نعليه ((اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة))
ِوجاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((أتانيِ جبريلُ فَبَشّرنِي أنْ أُبشِّر أُمّتي أنّ مَنْ لَقِيَ الله َتَعالى لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً دَخَلَ الْجَنّةَ )) فهذه بشارة عظيمة من جبريل عليه السلام لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم والذي أمره أن يبشر أهل التوحيد،أهل العقيدة الصافية النقية من أمته أن من مات ولقي الله تعالى وهو على شهادةِ توحيدٍ خالص لله فإن له الجنة وعداً من الله تعالى .
وقد دلنا صلى الله عليه وسلم على أفضل الخصال وأجل الأعمال وبشرنا صلى الله عليه وسلم بأجل مطلوب وأفضل مرغوب فقال صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناسُ ، أفْشُوا السّلامَ ، وأطْعِمُوا الطّعامَ ، وَصِلُوا الأرحامَ ، وَصِلُّوا والناسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنّةَ بِسَلامٍ )) رواه الترمذي بسند صحيح .
ومن المُبشرات تلك البُشرى التي يمكن أن يحصل عليها المسلم بكل سهولةٍ ويسر ، ودونما تعبٍ أو مشقة ، فعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ)) رواه مسلم
كما أنّ من المبشرات التي جاءت بها تعاليم وتوجيهات الدين ، ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (( أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ " ، قَالَوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ)) رواه مسلم.
ومن المبشرات التي يُبشر بها نبينا صلى الله عليه وسلم العباد سواءً الأغنياء منهم أو الفقراء ، الكبار أو الصغار ، الذكور أو الإناث ، المتعلمين وغير المتعلمين هذا الحديث الشريف الذي تعجز الألسن عن وصف فضله وتعجز العقول عن حصر ثوابه ، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضَى إلى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خُطُواتُهُ، إحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)) رواه مسلم
عباد الله / إن فضل الله تعالى عظيمٌ ، وخيره عميم وعطاياه لا يحدها حدٌ ولا يُحصيها أحد ، أسأل الله تعالى أن يعمنا فضله وأن تسعنا رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحْسانهِ، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد عباد الله / روى البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيّ ِصلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ (( يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ! قَالَ : " فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ ؟ قَالَ : " لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا)) فمعاذُ بن جبل رضي الله عنه حرص أن يبشر الصحابة بهذا الفضل العظيم ! لعلمه رضي الله عنه بفضل بشارة المسلم لأخيه بما يسره ، والأجر المترتب عليها لاسيما في أمور الآخرة .
أسأل الله تعالى أن نكون دوماً مفاتيحَ خيرٍ مغاليقَ شرٍّ ، هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد فقد أمركم اللهُ بالصّلاة والسّلام عليه ، فقال تعالى ((إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلى النّبي يَا أيّها الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))