المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هــــل تأخــــــــــــر النصــــــــــر ( خطبة الجمعة القادمة 1434/7/21 هـ )



محمدالمهوس
28-05-2013, 21:46
الخُطْبَةُ الأُولى
الحمدُ للهِ العظيمِ في قَدرِهِ،العزيزِ في قَهرِهِ، يسمعُ أنينَ المظلومينَ ويجُودُ عليهم بِنصرِهِ، نشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, آمنَّا بِقَدَرِ اللهِ خَيرِه وَشَرِّهِ، ونَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدَاً عَبدُ اللهِ ورَسُولُهُ جاهدَ في اللهِ طُولَ عُمُرِهِ وَدَهرِهِ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وصَحبِهِ, ومن تَبعهم في حُلوِ الأمرِ ومُرِّه
أمَّا بعدُ: فاتَّقُوا اللهَ أيّها النّاس, فإنَّ التَّقوى أَفضَلُ ما تُستَدفَعُ بِهِ البَلايا، وتُرفعُ بِهِ الرَّزَايا(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))
عبادَ اللهِ: مضى أَكثَرُ مِن عَامَينِ على أَحدَاثِ سُورِيَا وإخوانُنا يَخرجُونَ كُلَّ يومٍ في العَرَاءِ رافِعينَ الشِّعاراتِ مُطالِبينَ بِخلْعِ حُكومةِ الرَّفْضِ الباطِنِيَّةِ النُّصَيرِيَّةِ, والظَّالِمُ لا يزَالُ يَفرِي فيهم فَرْيَهُ وَيَعمَلُ فيهم بالقَتلِ والسَّجنِ والتَّعذِيبَ بِأبشعِ صورِهِ وأشكالِهِ! وما تَزالُ أروَاحُهم تُزهقُ، ودِمَاؤهم تُسفَكُ، وبِلادُهم تُستَبَاحُ, وأَعرَاضُهم تُنتهكُ, ولا حول ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ, ولكنِ اعلموا عِبادَ اللهِ عِلمَ اليقينِ: أنَّ الأرضَ كُلَّها لِلهِ, والمُلكَ لِلهِ، يورِثُه مَنْ يشاءُ من عبادِهِ, وأنَّ للهِ تعالى حِكَماً في تَأخُّرِ نَصْرِهِ! فَبَعدَ انتِفَاشِ البَغِيِ والظُّلمِ, وَتَسَرُّبِ اليَأسِ إلى القُلُوبِ تأتي البَشَارَةُ بالنَّصرِ في شِدَّةِ الكَرُوبِ, قالَ اللهُ تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ))وفي صحيحِ البُخاريِّ رحمهُ اللهُ بسنَدِهِ عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رضي اللهُ عنهُ،قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ » نعم – عباد الله - قد يتأخَّرُ النَّصرُ ولكنَّهُ بوعدِ اللهِ لا يَستَحيلُ! فالنَّصرُ قادِمٌ بإذِنِ اللهِ تعالى, نَصْرٌ حَقِيقِيٌّ، نعم قد يتَأخَّرُ لِحِكَمٍ يُرِيدُها اللهُ ويَعلُمها وهو أَحكَمُ الحَاكِمِينَ! ونحنُ مُطَالَبُونَ بِالسَّيرِ على نَهجِ القُرآنِ الكريمِ، والنَّصرُ بَعدَ ذَلِكَ مِن أَمْرِ اللهِ الْقائل ((فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) قد يَتَأخَّرُ النَّصرُ: لِتَزيدَ الأُمَّةُ صِلَتَها باللهِ،فإنَّ اللهَ تعالى: لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فلا رُكُونَ ولا رُجُوع إلاَّ إلى اللهِ وحدَهُ،فَتُؤمِنُ بِقولِ اللهِ: ((وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) فلا تَعَلُّقَ بالغَربِ وَمَجَالِسِهِ الْخَائِنَةِ الْخائِبَةِ،ولا تَمَسُّكَ بِأذيالِ بعضِ العَرَبِ الْمُخزِيَةِ الْمُحزِنَةِ (( ياأيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) قالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ:إنَّا لا نَنتَصِرُ على عَدُوِّنا بِعَددٍ ولا عُدَّةٍ، وإنَّما نَنتَصِرُ بِطَاعَتِنَا للهِ وَمَعصِيَتِهِم لَهُ، فإنْ نحنُ عَصينَا اللهَ تعالى فقد استَوينَا وإيَّاهم في الْمَعصِيَةِ، وكانَ لَهمُ الفَضلُ عَلينا.
وقد يَتَأخَّرُ النَّصرُ لِئنَّ اللهَ يُريدُ أنْ يَتَّخِذَ مِن الْمسلمينَ أَصفِيَاءَ وُشهدَاءَ؛ فدِمَاءُ الشُّهداءِ تُسَطِّرُ أَمْجَاداً خالِدَةً (( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ))
قد يَتَأخَّرُ النَّصرُ لِأَجلِ مَزِيدٍ من فَضحِ الطُّغَاةِ والْمُنافِقِينَ والْمُندَسينَ حتى لا يبقى عُذرٌ أَمَامَ أَيِّ مُتابعٍ,فقد ظَهَرَ حِقدُ الرَّافِضَةِ الباطِنِيَّةِ,والأمَّةِ النُّصيريَّةِ, وزَيفِ الدَّولَةِ الإيرَانِيَّةِ الإسلامِيَّةِ,وكَشَّرَ حِزبُ اللاَّتِ عن أنيابِهِ!وَصَدَقَ اللهُ ((وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ))
عبادَ اللهِ:مَا أَحوَجَنا في هذا الزَّمَنِ بالذَّاتِ أنْ يَقوَى تَضَافُرُنا،وَيَشتَدَّ تَنَاصُرُنا،وأنْ نَكونَ صَفَّاً واحِدَاً مُتَعاضِدِينَ مُتَعاوِنِينَ ((وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ )) ويقولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم ((الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ))رواه ُ أبوداودُ والنّسائي .
فالْمسلِمُونَ بُنيانٌ وَاحِدٌ وَجَسدٌ واحِدٌ،يَسعَدُ بِسعَادِةِ بَعضِهِ،وَيَتَأَلَّمُ لِأَلَمِهِ وَمَرَضِهِ، والاهتمامُ بأمرِ المسلِمينَ:لا يعني المَظهَرَ دُونَ المَخْبَرِ،ولا يكفي الشُّعُورُ دُونَ العَمَلِ فَمِنَ الواجِبِ علينا أنْ نُقَدِّمَ لإخوانِنا كُلَّ دَعمِ مَادِّيٍّ وَمَعنَوِيٍّ، حتى يَشعُروا أنَّنا بِجِوارِهم نَشُدُّ أَزرَهُم وَنَرعَى حَقَّهم! فكيفَ يامؤمنُونَ: إذا استنصَرُوكم في الدِّينِ ونادَوكم نِدَاءَ الْمَنكُوبينَ؟ وربُّنا يقولُ((وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ )) فإخوانُكم في سُوريا الآنَ طلبوا منكم النَّجدَةَ والإغاثةَ! نَتَحرَّكُ لِنَجدَتِهم ونُصرَتِهم؟ إنْ لَم نَتَحَرَّكُ في هذا الوقتِ العَصيبِ! وأنتم تَعلَمُونَ أنَّ دُولاً كُبرى وَقَفَتَ ضِدَّ الشَعبِ السُّورِيِّ, وَسَانَدتِ النِّظَامَ الغَاشِمَ الظَّالِمَ بالسِّلاحِ والعَتَادِ! قال رَسُولُنا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم ((ما من امرئٍ يَخونُ مُسلِمَاً في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ، وَيُنتَهَكُ فيه مِنْ حُرمَتِهِ،إلاَّ خَذَلَهُ اللهُ في مَوطنٍ يُحِبُّ فيه نُصَرَتَهُ،ومَا مِن امرئٍ يَنصُرُ مُسلِمَاً في مَوطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته إلا نصرَه الله في مَوطِنٍ يحبُّ فيه نُصرتَهُ))
أَقُولُ قَولي هَذا وأَسْتَغْفرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ .
الخُطبةُ الثّانيةُ
الحمدُ لله مُجِيبِ دَعوةِ المضطرِّين،وقاصمِ ظُهور الظَّالِمينَ,نشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ لَهُ,إلهُ الأولينَ والآخرينَ،وَنَشهَدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه الأَمِينُ،صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّينِ.
أمَّا بعدُ فاتَّقوا اللهَ في إخوانِكمِ فَالكَوَارِثُ التي تَنَزَّلُ على أهلِنا بالشَّامِ،وتَستهدَفُ العُزَّلَ والأبرياءَ!والرُّضَّعَ والشُّيوخَ والنِّسَاءَ،لَيستَ غَرِيبَةً على نِظَامٍ نُصَيرِيٍّ رَافِضِيٍّ!ولكِنَّ الغَريبَ ذَاكَ التَّخَاذُلُ والتَّواطؤُ والنُّكرانُ!فَيا عِبادَ اللهِ:إنَّها مِحَنٌ تُمتَحَنُ بِها القُلوبُ ((وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ))
فَمَهمَا بَلَغت قوةُ الظَّلُومِ وَضَعُفُ المَظلُومُ!فإنَّ الظَالِمَ مَخذُولٌ،وأَنفَذُ السِّهامِ دَعوةُ المَظلُومِ،يَقُولُ لها الحيُّ القَيُّومُ((وعِزَّتي وجَلالي لأَنصُرَنَّك ولو بعد حين)) ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) فَأَلِحُّوا على اللهِ تعالى بالدُّعاءِ,
فلا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ،لا إله إلا الله ربُّ العرشِ العظيم،لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ السَّبعِ وربُّ العرشِ الكريم.
رَبَّنَا أَعِنْ إخوَانَنَا في سوريا وفي كلِّ مكان ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم،وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم،واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم،وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم.اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ،مُجْرِىَ السَّحَابِ،سَرِيعَ الْحِسَابِ,هَازِمَ الأَحْزَابِ،اللَّهُمَّ اهْزِمِ طواغيتَ العصرِ وجُنْدَهم،اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ،وَانْصُر إخوانَنَا عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحورِهِم،وَنَعوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهمْ.اللَّهُمَّ اِكْفِنَاهمْ بِمَا شِئْتَ.اللَّهُمَّ سَلِّطْ على الأسَدِ جُنداً من جُندِكَ.اللهمَّ يَا قَوِيُّ انصُرْ إخوانَنا بِقُوتِكَ،يا عَظِيمُ!يَا قَدِيرُ!يا مَلِكُ!يا مُنتَقِمُ!يا جَبَّارُ!عليكَ بِبَشَّارِ الأسدِ وجُندِهِ وأعوانِهِ!اللهم يا كاشِفَ الضَّرَّاءِ،فَرِّج عن إخوانِنَا في سُوريا.اللهم لَا تَكِلْهُمْ إلينا فَنضْعُفَ عَنْهُمْ،ولا تَكِلْهُمْ إلى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عنها، اللهم كِلْهُم إلى رحمَتِكَ التي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ.اللَّهُمَّ وحِّد صفوفَ إخوانِنا في سوريا,واجمع كلمتَهم على الحقِّ والهدى,اللَّهُمَّ احقن دِمائَهم,واحفظ أعراضَهم وأموالَهم.اللَّهُمَّ تَقَبَّل موتَاهم في الصَّالِحينَ,واشفِ مرضَاهُم,وهيئ لهم قادةً صالحينَ مُصلِحينَ.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد فقد أمركم اللهُ بالصّلاة والسّلام عليه ، فقال تعالى ((إنّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلى النّبي يَا أيّها الّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))

abumuslim
30-05-2013, 23:21
jazaka llaho khayran

سالم الظفيري
30-05-2013, 23:34
بارك الله فيك وجزاك خير