المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوسط أبواب الجنـــــــة



الشيخ/عبدالله السالم
28-03-2013, 13:29
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تُعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ . وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يُبعثونَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أمَّا بعدُ : أيُّها الأحبةُ في الله ، يقولُ المولى جلَّ وعلا ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )ويقولُ جلّ ذِكرُهُ (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ويقولُ تقدستْ أسماؤهُ (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فيا منْ متّعَكَ اللهُ بِبقاءِ الوالدينِ ، وتفضَّلَ عليك بوجُودِهما ، وسَرَّ خاطِرَكَ بِهِما ، وصيةً بالوالدينِ!! فالوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ ، يقولُ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي اللهُ عنه ، كما في سُننِ الترمذي وغيره ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ { الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ }وفي الصحيحينِ وغيرِهْمِا واللفظُ لمسلمٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : أقبلَ رَجُلٌ إِلَى نَبيِّ الله r ،فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَةِ وَالجِهَادِ أَبْتَغي الأجْرَ مِنَ الله تَعَالَى ، قَالَ :{ فَهَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَيْكَ أحَدٌ حَيٌّ ؟} قَالَ : نَعَمْ ، بَلْ كِلاهُمَا، قَالَ : { فَتَبْتَغي الأجْرَ مِنَ الله تَعَالَى ؟ }قَالَ : نَعَمْ . قَالَ { فارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ ، فَأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ، وفي روايةٍ لَهُمَا : جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأذَنَهُ في الجِهَادِ ، فقَالَ : { أحَيٌّ وَالِداكَ ؟} قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : { فَفيهِمَا فَجَاهِدْ} وفي حديثٍ سندُهُ جيدٌ عندَ الطبراني ، أنّ رجلاً جاءَ إلى النبيِّ r يِستشيرُهُ في الجهادِ . فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ {أَلكَ والدانِ ؟ قالَ نعمْ ؟ قال : الزمْهُما فإن الجنةَ تحتَ أقدامِهما} إذاً الجهاد فيهما ، مُقَدَّمٌ على جهادِ القِتَال ،فَإيَّاكَ أن تَتَنكرَّ للجميلِ ؟أو تُغِلظَ في القولِ والْمُعامَلَه ، وكأنَّك أنتَ المنعمُ المتفضلُ ؟ فَإنَّ حَقَّهُما عظيمٌ ، ومعُروفُهما لا يُجازى ، وإنَّ مِنْ حَقِّهِمَا . المحبةَ والتقديرَ . والطاعةَ والتَّوقيرَ ، والتَّأدبَ أمامَهما . ذُكِرَ عَن حارثه أَنَّهُ كان لا يَستَفْهِمُ أُمَّهُ كَلاماً تَأمُرَهُ بِهِ ، أي لا يقولَ لإمِّهِ حين تقولُ له كلاماً ، ولم يسمعهُ ما يقولُ مَاذَا أَرَّدتِ ؟ حتى أَنَّهُ لَيَسألُ مَنْ عِندَهَا ، بَعَدْ أَنْ يَخْرُج ، يَقولُ ماذا أَرادت أُمِّي؟. وكان ابن سيرين – رحمه الله – لا يُكلِّمُ أُمَّهُ بِكُلِّ لِسَانِهِ ، يعني لا يَرفَعُ صوتَهُ إِجلالاً لَهَا ، فَمِنْ حقِّ الوالدينِ ، طاعتُهما في غير معصيةِ الله ، وأن تقولَ لهمُ القولَ الكريمَ ، قالَ بعضُ العلماءِ ، إن اللهَ عز وجل أمرَ بالقولِ الكريم ،بقولِهِ سُبحَانه (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) ومِنْهُ أَنْ يُشعرَ أباهُ بالأبوةِ ، وأمُّهُ بالأموُمةِ ، فلا يُنَادِي أَبَاهُ باسمِهِ ، بل يُناديهِ فيقولُ (يآأَبتاه ) أو يُنادي أمَّهُ فيقولُ (يآأُماه ) ولقد أخبرَ تعالى عن هذا الأدبِ الكريمِ حينما قالَ . نبيُّهُ إبراهيمُ وهو يخاطبُ أباهُ ، وأباهُ على الشركِ والكُفرِ (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً*يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً*يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً) (مريم:45) لم يناديهِ باسمِهِ وأنما قال يآأبتي ... ولذلك كَانَ لَهَ أَعظمُ البِرِّ من ابنهِ إسماعيلَ ، حَين أُمِرَ بذبحِهِ ، ماذا قالَ له إسماعيلُ ؟ وهو يُقولُ (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: من الآية102) قالَ بعضُ العُلماءِ ، إنّ الإبنَ إذا دَعَا أباهُ بالأبوةِ ، أشْعرَهُ بِعلوي المرتبةِ عليهِ ، ومن حقِّ الوالدينِ . أن تُنفقَ عَليهِمَا ما استطعتَ {أنتَ ومالُكَ لابيكَ }ادفعْ عنهُما الأذى ، فقد كانَا يدفعانِ عنكَ الأذى .. قيل لعُمر بن ذر – رحمه الله -: كيف كان بِرُّ ابنَكَ ، قَالَ : مَا مَشيتُ نَهَاراً قط ، إلا مَشى خَلْفِي ، وَلاَ ليلاً إلاَّ مَشى أَمَامِي ، ولا رَقَى سَطحاً وأَنَا تَحتَه . وقال أبو هريرةَ رضي الله عنه لرجُلٍِ وهُو يَعظُه بِبرِ أبيه : قال[لا تمشِ إمام أبيك ولا تجلس قبله ولا تدعوه باسمه ]
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ
ونفعني وإياكم بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم





الحمد للهِ ، حمداً يَلِيقُ بكريمِ وجهِهِ ، وبعظيمِ سلطانهِ ، وأشهدُ أن لا إله إلا هوَ وَحدَهُ لا شريك له ، ولا ندَّ له ولا شبيه . وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نَهجِهِم إلى يومِ الدِّينِ ، وسلم تسليماً كثيراً : أَمَّا بعد: أيُّها الأحبةُ في الله : قالَ رجلٌ لعمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه :إنَّ لي أُماً بَلغَ مِنْهَا الكِبَرُ ، أَنَّهَا لاتَقضي حَوائجَها إلا وظهري لها مطيةٌ ، فهل أديتُ حقَّها ؟ قالَ : لا لأنّها كانتْ تصنعُ بكَ ذلكَ ، وهي تَتمنَّى بقائِكَ ، وأنتَ تَفعلُ بها ذلِك ، وأنت تَتمَنَّى فُراقُها ،ولكِنَّك مُحسنٌ ، واللهُ يُثيبُ الكثيرَ على القليلِ ، وعن الحسن رحمه الله ، قال : إن ابن عمر رضي الله عنهما رأى رجلاً يطوفُ بالبيت حاملاً أُمَّهُ ، وهو يَقولُ لها : أَتريني جَزيتُكِ يا أُمَّه ؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما : « أي لكع (1) ولا طلقةٍ واحدة . نَعَم إنَّ حَقَهما عظيمٌ ، ومعرفهما لا يُجازى ، جاءَ رجلٌ من الأنصارِ . فقالَ يا رسولَ للهِ هلْ بقي عليَّ شيءٌ من برِّ أبوي بعدَ موتِهما . أبرُّهما به قالَ نعمْ . الصلاةُ عليهما والإستغفارُ لهُما وصلةُ الرحمِ التي لاتُوصلُ إلا بهما..اللهم اغفر لهما ورحمهما وأكرم نزلهم . ورفع درجتهما في عليين ، وجعلهم من أهل الفردوس الأعلى آمين ياربَّ العالمين ، عبادَ الله صلُّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)