الشيخ/عبدالله السالم
03-01-2013, 15:17
الحمدُ لله الذي أحاط بكُل شيءٍ علماً ، وهو على كُل شيء قدير وجعل لِكُلِ شيء قدراً وأجلاً مُطابقاً لعلمهِ وحكمتهِ ، وَهُوَ الحكيم الخبير ، وأشهدُ أن لا إله الآ الله وحدةُ لا شريك لهُ في الأولوهية والخلق والتدبير وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله ، البشير النذير والسراج المُنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهمُ بإحسان إلى يوم المعاد والمصير وسلم تسليماً . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعد :أيها الأحبةُ في اللهِ: فإنَّ الإيمانَ بالقضاءِ والقدرِ أحدُ أركانِ الإيمانِ ، فلا يتمُ الإيمان إلا به ، لا يتم الإيمان حتى يؤمنُ العبدُ بالقدر ، حتى يؤمن الإنسان بأربعة أموُر الأول عِلمُ الله المحيط بكلِ شيءٍ ، فإنهُ سُبحانه(أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) ، عليمٌ بالأمُور كُلها ، دقيقها وجليلها ، سِرها وعلنِها ، فلا يخفى عليهِ شيء ، يقولُ سُبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) الأمرُ الثاني ، أن الله كتبَ في اللوحِ المحفوظِ مقادير كُل شيء ، إلى قيامِ الساعةِ من قبلِ أن يخُلقَ السماواتِ ولأرضى ، يقولُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، كما في صحيحِ مسلم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ {كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ - قَالَ - وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } وعند الطبراني في المعجم الكبيرعندَ قَوْلِهِ تعالى: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [القمر آية 49] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهُما:إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْعَرْشَ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ فَأَمَرَهُ لِيَجْرِيَ بِإِذْنِهِ، وَعَظَّمَ الْقَلَمَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَقَالَ الْقَلَمُ: بِمَ يَا رَبِّ أَجْرِي؟ قَالَ: بِمَا أَنَا خَالِقٌ وَكَانَ فِي خَلْقِي مِنْ قَطْرٍ، أَوْ نَبَاتٍ، أَوْ نَفْسٍ، أَوْ أَثَرٍ، يَعْنِي بِهِ الْعَمَلَ أَوِ الرِّزْقَ أَوِ أَجَلَ، فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَأَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ الْمَكْنُونِ عِنْدَهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، قال الله تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ*لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد:23) فعلى العبد المؤمن إذا جرتِِ الأقدار على ما لا يحُب ، عليه أن يرضى بقضاء الله وقَدَرهِ ، وأن يستسلم للقضاء المكُتوب ، فإنه لا بُد أن يكون ويقع ، فلا راد لقضاءِ اللهِ وقَدَرِهِ ، فطوبى لِمَن قابل ذلك بالرضاء ، يعلمُ أن الأمرَ من اللهِ سبحانَهُ ، فيرضى به رباً ، ويرضى به إلهاً ، ليحصُلَ لَهُ الثوابُ العاجِلُ والآجلُ ، فإن من أُصيبَ بالمصائب فصبر، هدى اللهُ قلبهُ ، وشرحَ صدرَهُ ، وهْوّن عليه المُصيبة ، لِمَا يرجُو من ثُوابِهَا عند اللهِ سُبحانَه ، حتى إذا بُعثَ يومَ القيامة ، وَهُوَ أحوجُ ما يكونُ إلى الأجرِ والثَّواب ، وجَدَ أجرَ مصيبتِهِ وصبرِهِ عليهَا مُدَّخراً له عند الله (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وكما أن الله تعالى ، كتب في اللوحِ المحفوظِ مقاديرَ كُل شيء فكذالك يَكتُبُ سُبحانهُ ، ويُقَدِّرُ في ليلةِ القدرِ ما يكُونُ في السنةِ كُلِّها كما قال تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) كذالك يُكتبُ على الإنسانِ وهُوَ في بطنِ أُمِّهِ ما سيجري عليه كما قال عبدُ الله ابن مسعود رضي اللهُ عنه قال حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ e وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ : إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ ، أَوْ قَالَ : يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ، فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ ، وَعَمَلَهُ ، وَأَجَلَهُ ، وَشَقِيٌّ ، أَوْ سَعِيدٌ... الحديث ، والأمرُ الثَّالث مما يَتمُ بهِ الأِيمانُ بالقَدرِ ، إن تُؤمن بمشِيئةِ الله النَّافِذَه ، وقدرتِهُ الشَّامِله وإنَّ ما شاءَ اللهُ كان ، وما لم يشأ لم يْكُنُ ، فمشيئةُ اللهِ فوقَ كُلَ مَشيئة ، وقدرتهُ فوقَ كُلَّ قُدْرة (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:29) ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية21)فكلُ ما حدثَ وما يَحدثُ في السماواتِ والأرض من أفعالِ ، أو من أعمالِ الخلق فإنَّهُ بمشيئةِ الله ، فلا يَحدُثُ كبيرٌ ولا صَغِيرٍ ولا عظيمٌ ولا حقير إلاّ بمشيئة اللهِ وقدَرِه ، وتحتَ سمعِهِ وبصرَه ، فهُوا الَّذي كتَبَهُ وقدَّرهُ ويسَّر أسبابهُ ، فمن عمل صالِحاً فبمشيئةِ الله ومن عمل سيئاً فبمشِيئة الله ، يقولُ سُبحانَه (مًنْ يشإِ اللهُ يُضلِلْهُ ومَنَ يشأ يجعْلَهُ على صرَاطٍ مُستقيم ) فكل شيء يعملُهُ الإنسانُ ، فإنهُ بمشيئةِ الله ، حتَّى صلاحَ طعامِهِ وشرابِهِ ، وبيعهِ وشراءِهِ ، وأخذهِ وعطائِهِ ، ونومِهِ ويقظَتِهِ ، وجميعَ حركاتِهِ وساكناتهِ كُلَّها بمشيئةِ الله تعالى ، وفي الحديث عن النبي e إنهُ قالَ { كُلُّ شَىْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ أَوِ الْكَيْسُ وَالْعَجْزُ }رواهُ مُسلم ، والأمر الرابع الإيمان بأن اللهَ خالقُ كُلَ شي ء ومُدَبَّرُ كُلَّ شيء ، وإنَّ ما في السماوات والأرض ، من صغيرٍ وكبيرٍ ، وحركةٍ وسكون ، قائم بمشيئة الله وخلقه .
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمَّا بعد :يقولُ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كما في المُسندِ وغيرِهِ ، لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ e فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَعَلَى مَا نَعْمَلُ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، أَوْ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ ، قَالَ بَلْ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ وَجَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ يَا عُمَرُ ، وَلَكِنْ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، وفي المسندِ وغيرِهِ عن رسول الله e قال: { إن العبدَ إذا سبقت لَهُ من اللهِ منزلةً فلم يَبلغها بعمل ، ابتلاهُ الله في جسدهِ أو مالهِ أو ولدهِ، ثم صبرَ على ذلك حتى يَِبلغَ المنزلةَ التي سبقت له من الله عز وجل}وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام {ما يصيبُ المؤمن من وصب ولا نصب، ولا سقمٍ، ولا حزنٍ، حتى الهمِّ يُهمه، إلا كُفر به من سيئاته) } فوا عجباً لأمر المؤمن ، يقولُ عليهِ الصلاة والسلام ، كما في صحيحِ مسلم{عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ } أللهُ أكبر ، كم من مِحنةٍ في طيّها مِنَحٌ ورحمات، وكم من مكروهٍ يَحلُّ بالعبدِ ، ينالُ به رفيعُ الدرجات ، وجليل الكرامات، وصدق الله العظيم إذ يقول: (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام:83]. ويقول:سُبحانَه (إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) عباد الله إنَّ الله أمركم بِأمر بدأ فيه بنفسه وثنَّى بملائِكته المُسبِّحةِ بقُدسه والثَلث بكم أيها المؤمنون من جنّه وإنسه فقالَ جلَّ من قائلٍ عليماً(إن الله وملائكتِه يُصلون على النبي يا أيها الَّذين آمنوا صلُّوا عليهِ وسلِّموُا تسليماً ) وقد قالَ عليه الصلاة والسلام ، من صلَّى علي صلاةٍ صلَّى الله عليه بها عشراً ، اللهُمَّ صلى وسلِّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وأرض اللهُمَّ عن الخُلَفاء الأء مه الحنفاء أبي بكرٍ وعُمَرَ وعثمانْ وعلي وعن سائر أصحاب بيتك أجمعين وعن التَّابعين وتابِعيهم بإِحسانٍ إلى يوم الدّين وعنَّا معهم بمنِّكَ وفضلك ورحمتك يا أرحم الراَّحمين اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ودمِّر أعداء الدِّين من اليهود والنَّصارى وجميع الكفرةِ الملحِدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئِنًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ، اللهم إنَّا نسألُك إيمانًا كاملاً ويقينًا صادقًا وعملاً مُتَقَبَّلاً ، وتوبةً صادِقَةً قبل الموت ، وراحةً عندَ الموت مغفرةً ورحمةً بعد الموت اللهم آمنَّا في دورنا ، ولأصلح أئمتنا وولاة أمورِنا اللهم احفظ إمامنا خادم الحرمين الشريفين بحفظك وأيدهُ بتأييدك ، وأعز به دينك وأعلى به كلمتك واحفظه من كل سوء يا رب العالمين ، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فشغلهٌُ بنفسه وجعل تدبيرُه تدميراً عليه يا رب العالمين ، اللهم ارحم موتى المسلمين الَّذين شهدوا لك بالوحدانيه ولنبيك بالرسالةِ وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم ونقهم من الذنوب والخطايا ، كما يُنقَّ الثوب الأبيض من الدنس ، ربنا آتتا في الدُّنيا حسنه وفي الآخِرَةِ حسنه وقنا عذاب النَّار ، عباد الله إنَّ الله يأمر بالعدل والإِحسان وإيتاء ذالقربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكر والبغي يعظكُم لعلَّكُم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل يذكُرُكُم واشكُروه على نعمته يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمَّا بعد :يقولُ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كما في المُسندِ وغيرِهِ ، لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ e فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَعَلَى مَا نَعْمَلُ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، أَوْ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ ، قَالَ بَلْ عَلَى شَيْءٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ وَجَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ يَا عُمَرُ ، وَلَكِنْ كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، وفي المسندِ وغيرِهِ عن رسول الله e قال: { إن العبدَ إذا سبقت لَهُ من اللهِ منزلةً فلم يَبلغها بعمل ، ابتلاهُ الله في جسدهِ أو مالهِ أو ولدهِ، ثم صبرَ على ذلك حتى يَِبلغَ المنزلةَ التي سبقت له من الله عز وجل}وفي صحيح مسلم يقول عليه الصلاة والسلام {ما يصيبُ المؤمن من وصب ولا نصب، ولا سقمٍ، ولا حزنٍ، حتى الهمِّ يُهمه، إلا كُفر به من سيئاته) } فوا عجباً لأمر المؤمن ، يقولُ عليهِ الصلاة والسلام ، كما في صحيحِ مسلم{عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ } أللهُ أكبر ، كم من مِحنةٍ في طيّها مِنَحٌ ورحمات، وكم من مكروهٍ يَحلُّ بالعبدِ ، ينالُ به رفيعُ الدرجات ، وجليل الكرامات، وصدق الله العظيم إذ يقول: (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام:83]. ويقول:سُبحانَه (إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) عباد الله إنَّ الله أمركم بِأمر بدأ فيه بنفسه وثنَّى بملائِكته المُسبِّحةِ بقُدسه والثَلث بكم أيها المؤمنون من جنّه وإنسه فقالَ جلَّ من قائلٍ عليماً(إن الله وملائكتِه يُصلون على النبي يا أيها الَّذين آمنوا صلُّوا عليهِ وسلِّموُا تسليماً ) وقد قالَ عليه الصلاة والسلام ، من صلَّى علي صلاةٍ صلَّى الله عليه بها عشراً ، اللهُمَّ صلى وسلِّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وأرض اللهُمَّ عن الخُلَفاء الأء مه الحنفاء أبي بكرٍ وعُمَرَ وعثمانْ وعلي وعن سائر أصحاب بيتك أجمعين وعن التَّابعين وتابِعيهم بإِحسانٍ إلى يوم الدّين وعنَّا معهم بمنِّكَ وفضلك ورحمتك يا أرحم الراَّحمين اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ودمِّر أعداء الدِّين من اليهود والنَّصارى وجميع الكفرةِ الملحِدين ، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئِنًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ، اللهم إنَّا نسألُك إيمانًا كاملاً ويقينًا صادقًا وعملاً مُتَقَبَّلاً ، وتوبةً صادِقَةً قبل الموت ، وراحةً عندَ الموت مغفرةً ورحمةً بعد الموت اللهم آمنَّا في دورنا ، ولأصلح أئمتنا وولاة أمورِنا اللهم احفظ إمامنا خادم الحرمين الشريفين بحفظك وأيدهُ بتأييدك ، وأعز به دينك وأعلى به كلمتك واحفظه من كل سوء يا رب العالمين ، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فشغلهٌُ بنفسه وجعل تدبيرُه تدميراً عليه يا رب العالمين ، اللهم ارحم موتى المسلمين الَّذين شهدوا لك بالوحدانيه ولنبيك بالرسالةِ وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم ونقهم من الذنوب والخطايا ، كما يُنقَّ الثوب الأبيض من الدنس ، ربنا آتتا في الدُّنيا حسنه وفي الآخِرَةِ حسنه وقنا عذاب النَّار ، عباد الله إنَّ الله يأمر بالعدل والإِحسان وإيتاء ذالقربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكر والبغي يعظكُم لعلَّكُم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل يذكُرُكُم واشكُروه على نعمته يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .