ابو عبد الله نواف
06-11-2012, 22:31
التدليس لغة: اختلاط الظلام
وفي الاصطلاح: الخديعة
ومن امثلته:
أتيَ العُرْيانُ بن الهيثم بشابٍّ سَكران، فقال له: من أنت؟ فقال:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهرُ قِدْرَهُ ... وإن نزلتْ يوماً فسوف تعودُ
فظنّ أنه من بعض أشراف الكوفة فخلاه، ثم ندِم على ألاّ يكون سأله مَنْ هو،
فقال لبعض الشُرَط: سَلْ عن هذا. فسأل، فقالوا: هو ابن بَيّاع البَاقِلى.
فهذا الشاب خدع الامير دون ان يكذب عليه
ومثال هذا في الشعر كثير
ومنه قول ابن ربيعة شاعر المنتفق:
هجيج سلطان السويطي وطا الكوم --- والشمري للشام يلبك ظعينة
فاغلب شمر سمعوا بغزوة صفوق الجربا للشام ويسمونها (السبع كوان), وهي سبع معارك انتصرت فيها شمر
تقول الرواية المشهورة عند شمر ان صفوق كان نازلا الحسينية جنوب العراق ويجبي ضريبة تلك المناطق
فاشتاقوا شمر للغزو وقالوا لهايس القعيط: كلم لنا صفوق
فقال لهم هايس: صفوق الان (يا حسين يا امامي حط الصحن قدامي) يعني ترك حياة البدو والمغازي
ووصل قول هايس الى صفوق, فغضب, وغزا بشمر بالمظاهير حتى وصل الى الشام, وكان ياخذ القبائل التي في طريقه, واستمرت هذه الغزوة مدة طويلة
فقالوا شمر لهايس القعيط: كلم صفوق, فقد هلك الاطفال
ولما كلمه هايس, رد عليه صفوق فقال: (يا حسين يا امامي حط الصحن قدامي يقوله قعيطان)
الرواية الاخرى:
اخبرني بها (عايد الفضي) من البريك ذكرها له (عبيران الولغة), كان سارح بالدبش مع خوياه وشرقوا, وكما هو شان راعي الابل فانهم يبتعدون ويغيبون عن اهلهم كثير
وقد شاهدو دخانا من بعيد
فاتفقوا فيما بينهم ان يستضيفون عند صاحب النار
ولما وصلوا الى البيت, وجدوا صاحب البيت رجل كبير صبوح الوجه,
وبعد ان حيا بهم , ذهب الى المحرم, وقبل ان يخرج من المضيف, قال احد الضيوف الشمامرة:
دن الرحايل وارتحل يابن كيشون --- ذودك مع المسيوق مثل الجلابة
فتوقف المعزب, واستدار, ونظر اليهم نظرة تعجب واستغراب, ثم واصل طريقه دون ان يتكلم!
فبدؤا الضيوف يلومون صاحبهم الذي قال بيت الشعر
فعاد المعزب ومعه الطعام, وقدمه اليهم ورحب بهم, ثم قال: من منكم قال بيت الشعر؟
فقال احدهم: انا قلته ولا اعلم قصته, ولا اعرف باقي القصيدة!
قال المعزب: انتم من شمر؟
قالوا: نعم
ورحب بهم كثيرا, وسألهم عن الابل اللي سارحين بها, فاخبروه انها لدهام الهادي
وقال لهم: ان ابلي من ابلكم
ثم سألهم هل تعرفون ابن كيشون المذكور في بيت الشعر؟
فقالوا: لا
فقال لهم: (ان ابن كيشون جدي [من شيوخ البعيج], وكان نازلا عند شيخ شمر صفوق الجربا, وفي يوم من الايام جاءوا الرعيان واخبروا جدي ان عنزة اخذت الابل, ولما سمعت النساء الخبر صاحن
فجاءوا عبيد الشيخ صفوق يركضون وقالوا: الشيخ يقول من صيَّح جاراتي؟!
فقال لهم جدي: عنزة خذت الابل
فذهب العبيد وعادوا بسرعة وقالوا: الشيخ يقول ان عنزة اخذت بعارين الشيوخ, وبعارينك سالمات, فسكتن النساء!
ومع مغيب الشمس ساقوا الرعيان الابل على بيت ابن كيشون, وكانن اكثر من اللي خذتهن عنزة وعقلوهن عند بيته
وبعدها بمدة قال صفوق الجربا: يابن كيشون ترانا غزو
قال ابن كيشون: وين يا شيخ؟!
قال صفوق: على اللي صيحوا جاراتي
وتعبر شمر الفرات على عنزة, حتى وصلوا الشام, ولما عادوا واعزلوا الفود, كانت ابل ابن كيشون الماخوذة من ضمنها
فقال الشيخ صفوق: يا ابن كيشون, ترى الشيوخ ما هم مانين بعطيتهم, لكن اذا بعارينك غاليات عليك نردهن لك
قال ابن كيشون: يا شيخ اللي عطيتن اخير منهن, ولاني ماخذهن عقب ما تعازلوهن شمر!
وهذه اللي يقول فيها الشاعر
دن الرحايل وارتحل يابن كيشون --- ذودك مع المسيوق مثل الجلابه
من الحفا خلى عبيده يتصاكون = والحقهم ابن كويخ تدعك اركابه
وشرب المعجل كنهم شرب غليون = ولا هل الحره نهبهم نهابه
قلت: وقد رد عبد العزيز القصيمي شاعر صفوق الجربا على ابن ربيعة بقصيدة منها:
ودلا يقد الجو تقديدك الخام --- وتوحي لابن معجل بكفه بغوما
وصاحوا علف واشرف على راس جرثام --- واقفن عنه عقبان الازرق خروما
واشار الى هذه الغزوة الشاعر الكبير القرقشي في ظعاينه
ابكي زمان صفوق زاكي النسايب --- بتال كفه لاطرم العظم ناثور
بشمر كما مزنٍ حقوقٍ غضايب --- يمطر على دار العمارات وصقور
وضفى على السبعان عج ولهايب --- يوم ابن معجل جنب البيت مذعور
وكثر على روس الحماد الوعايب --- سحابته صبت على الولد شختور
ومن خلال الاشعار عرفنا القبائل اللي خذوهم شمر في غزوة الشام (السبع كوان) وهم:
ابن معجل شيخ المحلف (الاشاجعة والعبدالله والسوالمة)
اهل الحرة
منطقة الازرق
العمارات ومنهم الصقور
السبعة
الولد
ومع كل هذه الانتصارات, فقد دلس ابن ربيعة, واراد يجعل هذه الغزوة هروب من ابن سعدون, وهو بهذا القول قد جنى على عقيل السعدون امير المنتفق,! حيث وصلت قصيدة ابن ربيعة للقصيمي
فقال القصيمي للشيخ صفوق: ان ابن ربيعة قال قصيدة في انتصار ابن سعدون على سلطان السويط, وذكرك فيها, فرفض صفوق الاستماع اليها, او الى رد القصيمي وقال احتفظ بهن الى ان ترى الفعل!
فذكر مؤرخ العراق العزاوي في تاريخ العراق بين احتلالين في حوادث 1247هـ في اواخر جمادي الثانية معركة بين شمر بقيادة صفوق الجربا وبين المنتفق بقيادة عقيل السعدون, انتصرت فيها شمر, وقُتِلَ فيها عقيل السعدون, رحم الله الجميع
وفي الاصطلاح: الخديعة
ومن امثلته:
أتيَ العُرْيانُ بن الهيثم بشابٍّ سَكران، فقال له: من أنت؟ فقال:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهرُ قِدْرَهُ ... وإن نزلتْ يوماً فسوف تعودُ
فظنّ أنه من بعض أشراف الكوفة فخلاه، ثم ندِم على ألاّ يكون سأله مَنْ هو،
فقال لبعض الشُرَط: سَلْ عن هذا. فسأل، فقالوا: هو ابن بَيّاع البَاقِلى.
فهذا الشاب خدع الامير دون ان يكذب عليه
ومثال هذا في الشعر كثير
ومنه قول ابن ربيعة شاعر المنتفق:
هجيج سلطان السويطي وطا الكوم --- والشمري للشام يلبك ظعينة
فاغلب شمر سمعوا بغزوة صفوق الجربا للشام ويسمونها (السبع كوان), وهي سبع معارك انتصرت فيها شمر
تقول الرواية المشهورة عند شمر ان صفوق كان نازلا الحسينية جنوب العراق ويجبي ضريبة تلك المناطق
فاشتاقوا شمر للغزو وقالوا لهايس القعيط: كلم لنا صفوق
فقال لهم هايس: صفوق الان (يا حسين يا امامي حط الصحن قدامي) يعني ترك حياة البدو والمغازي
ووصل قول هايس الى صفوق, فغضب, وغزا بشمر بالمظاهير حتى وصل الى الشام, وكان ياخذ القبائل التي في طريقه, واستمرت هذه الغزوة مدة طويلة
فقالوا شمر لهايس القعيط: كلم صفوق, فقد هلك الاطفال
ولما كلمه هايس, رد عليه صفوق فقال: (يا حسين يا امامي حط الصحن قدامي يقوله قعيطان)
الرواية الاخرى:
اخبرني بها (عايد الفضي) من البريك ذكرها له (عبيران الولغة), كان سارح بالدبش مع خوياه وشرقوا, وكما هو شان راعي الابل فانهم يبتعدون ويغيبون عن اهلهم كثير
وقد شاهدو دخانا من بعيد
فاتفقوا فيما بينهم ان يستضيفون عند صاحب النار
ولما وصلوا الى البيت, وجدوا صاحب البيت رجل كبير صبوح الوجه,
وبعد ان حيا بهم , ذهب الى المحرم, وقبل ان يخرج من المضيف, قال احد الضيوف الشمامرة:
دن الرحايل وارتحل يابن كيشون --- ذودك مع المسيوق مثل الجلابة
فتوقف المعزب, واستدار, ونظر اليهم نظرة تعجب واستغراب, ثم واصل طريقه دون ان يتكلم!
فبدؤا الضيوف يلومون صاحبهم الذي قال بيت الشعر
فعاد المعزب ومعه الطعام, وقدمه اليهم ورحب بهم, ثم قال: من منكم قال بيت الشعر؟
فقال احدهم: انا قلته ولا اعلم قصته, ولا اعرف باقي القصيدة!
قال المعزب: انتم من شمر؟
قالوا: نعم
ورحب بهم كثيرا, وسألهم عن الابل اللي سارحين بها, فاخبروه انها لدهام الهادي
وقال لهم: ان ابلي من ابلكم
ثم سألهم هل تعرفون ابن كيشون المذكور في بيت الشعر؟
فقالوا: لا
فقال لهم: (ان ابن كيشون جدي [من شيوخ البعيج], وكان نازلا عند شيخ شمر صفوق الجربا, وفي يوم من الايام جاءوا الرعيان واخبروا جدي ان عنزة اخذت الابل, ولما سمعت النساء الخبر صاحن
فجاءوا عبيد الشيخ صفوق يركضون وقالوا: الشيخ يقول من صيَّح جاراتي؟!
فقال لهم جدي: عنزة خذت الابل
فذهب العبيد وعادوا بسرعة وقالوا: الشيخ يقول ان عنزة اخذت بعارين الشيوخ, وبعارينك سالمات, فسكتن النساء!
ومع مغيب الشمس ساقوا الرعيان الابل على بيت ابن كيشون, وكانن اكثر من اللي خذتهن عنزة وعقلوهن عند بيته
وبعدها بمدة قال صفوق الجربا: يابن كيشون ترانا غزو
قال ابن كيشون: وين يا شيخ؟!
قال صفوق: على اللي صيحوا جاراتي
وتعبر شمر الفرات على عنزة, حتى وصلوا الشام, ولما عادوا واعزلوا الفود, كانت ابل ابن كيشون الماخوذة من ضمنها
فقال الشيخ صفوق: يا ابن كيشون, ترى الشيوخ ما هم مانين بعطيتهم, لكن اذا بعارينك غاليات عليك نردهن لك
قال ابن كيشون: يا شيخ اللي عطيتن اخير منهن, ولاني ماخذهن عقب ما تعازلوهن شمر!
وهذه اللي يقول فيها الشاعر
دن الرحايل وارتحل يابن كيشون --- ذودك مع المسيوق مثل الجلابه
من الحفا خلى عبيده يتصاكون = والحقهم ابن كويخ تدعك اركابه
وشرب المعجل كنهم شرب غليون = ولا هل الحره نهبهم نهابه
قلت: وقد رد عبد العزيز القصيمي شاعر صفوق الجربا على ابن ربيعة بقصيدة منها:
ودلا يقد الجو تقديدك الخام --- وتوحي لابن معجل بكفه بغوما
وصاحوا علف واشرف على راس جرثام --- واقفن عنه عقبان الازرق خروما
واشار الى هذه الغزوة الشاعر الكبير القرقشي في ظعاينه
ابكي زمان صفوق زاكي النسايب --- بتال كفه لاطرم العظم ناثور
بشمر كما مزنٍ حقوقٍ غضايب --- يمطر على دار العمارات وصقور
وضفى على السبعان عج ولهايب --- يوم ابن معجل جنب البيت مذعور
وكثر على روس الحماد الوعايب --- سحابته صبت على الولد شختور
ومن خلال الاشعار عرفنا القبائل اللي خذوهم شمر في غزوة الشام (السبع كوان) وهم:
ابن معجل شيخ المحلف (الاشاجعة والعبدالله والسوالمة)
اهل الحرة
منطقة الازرق
العمارات ومنهم الصقور
السبعة
الولد
ومع كل هذه الانتصارات, فقد دلس ابن ربيعة, واراد يجعل هذه الغزوة هروب من ابن سعدون, وهو بهذا القول قد جنى على عقيل السعدون امير المنتفق,! حيث وصلت قصيدة ابن ربيعة للقصيمي
فقال القصيمي للشيخ صفوق: ان ابن ربيعة قال قصيدة في انتصار ابن سعدون على سلطان السويط, وذكرك فيها, فرفض صفوق الاستماع اليها, او الى رد القصيمي وقال احتفظ بهن الى ان ترى الفعل!
فذكر مؤرخ العراق العزاوي في تاريخ العراق بين احتلالين في حوادث 1247هـ في اواخر جمادي الثانية معركة بين شمر بقيادة صفوق الجربا وبين المنتفق بقيادة عقيل السعدون, انتصرت فيها شمر, وقُتِلَ فيها عقيل السعدون, رحم الله الجميع