صلفيق
03-11-2012, 01:54
قالوا له أمامك ثلاثة أشهر في هذه الحياة !!
أقسى تصريح يمكن أن يواجهك به شخص ما، لكن هب أنه قد قيل لك، ترى ماذا أنت فاعل آنذاك!!؟.
فكر مليا .. ثم عد لي بذهنك مرة أخرى لأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العبارة،
فقدم بعدها أجمل وأروع وأبلغ خطاباته، وأثر في الملايين على سطح الأرض..!
انه راندي باوش "Randy Pausch" أستاذ علوم الحاسوب بجامعة كاريجي ميلون ، والذي صنفته محطة (ABC) من
أفضل ثلاث شخصيات في العالم عام 2007 م، ووضعته مجلة التايمز من أفضل مائة شخصية مؤثرة حول العالم، هذا
الرجل أخبروه وهو في السابعة والأربعين من عمره أن أمامه من ثلاث إلى ستة أشهر ليعيش بصحة جيدة،
لتأخر حالته الصحية فقد كان يعاني من سرطان البنكرياس.
عندها قام راندي بجمع طلبته وأصدقائه ومحبوه، وألقى لهم بمحاضرته الأخيرة، وسماها:
"الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك"،
أخبرهم فيها بأنه تاركهم وذاهب، لم يذرف دموعا بل كان أربطهم جأشاً، وكان كل هدفه أن يحفزهم لإكمال
مشاريعهم وحياتهم بدونه!.
قال لهم: ماالذي ستخبره للعالم اذا علمنا أن هذه هي محاضرتك الأخيرة؟
وماالذي ستفعله في هذا العالم لو كانت لديك فرصة أخيرة؟
وماهي وصيتك وميراثك للعالم؟
كان مرحا كما عهدوا عليه، وعندما قال له أحدهم حدثنا عن أهمية الاستمتاع بالحياة،، قال لهم:
أستطيع أن أقول لكم ذلك، ولكن سأكون كالسمكة التي تحاضر عن أهمية الماء !
لا أعرف كيف لا أستمتع، أنا أموت وأنا أستمتع وأمزح، وسأبقى كذلك لآخريوم في حياتي، لأنه لاتوجد طريقة أخرى.
ثم تحدث لهم عن حياته وكثرة الاحباطات والمحاولات الفاشلة التي مر بها، وكيف أنه رُفض في أكثر من جامعة دون أن
يفقدالأمل، ثم ذكر موقفا أثر فيه كثيرا، وذلك أنه اشتكى إلى والدته صعوبة إحدى المواد في الجامعة.
فقالت له: في مثل عمرك، كان والدك يقاتل الألمان في الحرب العالمية الثانية.
وكانها شحنته بطاقة هائلة، وقال لنفسه لأحاول بلا يأس فأنا في أسوأ الأحوال..
لن أتلقى رصاصة طائشة أو أموت من العطش أو التعذيب!.
أخبرهم راندي بأنه لو يأخذ الإنسان عُشر الطاقة التي يصرفها في التذمر ويوجهها نحو حل المشكلة، فإنه سيتفاجئ
بالحلول الكثيرة التي سيراها. ثم ذكر لهم قصة امرأة وقعت في قروض متزايدة، واصيبت بحالة من القلق والاضطرابات،
وكي تستطيع التغلب على هذه الضغوط حجزت عند معالج باليوجا، وقال لهم لو أن هذه المرأة صرفت وقتها في عمل
إضافي بدلاً من اليوجا لدفعت قروضها كاملة. إننا يجب أن نحل المرض بدلا من أن ندور حول أعراضه.
حكى لهم أنه زار ذات يوم ديزني لاند (وهو صبي)، وبدلا من تركيز فكره وإستمتاعه على الألعاب، كان يفكر، كيف يصنع
أشياء كهذه ؟
وبعد تخرجه من جامعة كارنيجي ميلون أرسل شهادته وطلبه لـ والت ديزني ،، لكن جاءه الرد بالرفض أيضا. هنا لم يتوقف
أيضا، فالحواجز مصنوعة من أجل هدف كبير، هكذا قال لنفسه كان يرى صعوبات الحياة كتحديات، لم يخلقها الله لعرقلتنا
وإيقافنا عن تحقيق أهدافنا، لا.. فهذا قول المتكاسلين ، لكنها في الحقيقة اختبار يتخطاه الكفء الجدير بالفوز، ويسقط
فيها من لا يمتلك الجدية للتحرك والعمل والإنجاز.
ثم وجه حديثا للآباء والمربين يدعوهم لإكتشاف الإبداعات في أبنائهم،
فيقول: دعوا أبنائكم يُخرجوا مالديهم، لاتكتموا مواهبهم وتكبتوها،
دعوهم يرسموا على جدران غرفهم، ويلونوها بما يريدون من الألوان،
إن هذه هي الطريقة الطبيعية للأبناء كي يعبروا عن آرائهم واستكشافاتهم.
ومنع الأبناء هنا بأي حجة، يأتي بنتائج خطيرة، فقط انظروا للحياة وامتلاء شوارع الحكومات القمعية بالكتابات على الجدران؟!.
لقد فعلت هذا وأنا صغير، لم يغضب أبواي مني بل ينظرون إلى ما أفعله وهم يبتسمون في تشجيع.
ثم أكمل قائلا: دعوني أقص لكم موقفا حدث لي قبل سنوات، حينها كنت في زيارة لأختي بسيارتي الجديدة، وعندما هممت
بأخذ جولة أنا وأبنائها الصغار، جاءت إليهم وهي تحذرهم قائلة:
حافظوا على سيارة خالكم نظيفة، إنها جديدة، لايجب أن تقفزوا، أوتفتحوا النوافذ، أو تأكلوا الأيس كريم كي لاتفسدوا شيئاً،
وتكرر هذه التحذيرات أكثرمن مرة .
هل تدرون ما الذي فعلته بعدما سمعت هذه التحذيرات..!؟
لم أعبر لها عن امتناني أو شكري لهذه التنبيهات، بل أمسكت بأحد المشروبات الغازية وفتحتها، ثم سكبت محتوياتها في السيارة !.
ليس في الأمر جنون، لقد اكتشفت أن ما يقف حائلاً أمام حركة الإنسان فلا يدعه ينجح، هو تلك التعليمات الكثيرة التي تلقاها
طوال حياته . لقد أحببت أن أخبر أختي وأبنائها والجميع "أن الإنسان أهم من الأشياء".
ثم أعطى راندي درسا آخر من دروس الحياة مفاده أن النظر إلى الانسانيات والعواطف شيء يجب أن يوضع في الحسبان.
فيحكي أنه في بداية عمله كان يشرف على أحد الطلاب المميزين في مواد الحاسوب، لكنه لم يهتم بمادة أخرى فرسب فيها،
وكاد أن يطرد، فما كان من راندي إلا أن ذهب للعميد وأخبره أن الطالب له قدرات غير طبيعية في التعامل مع الحاسوب وأنه
يستطيع تجاوز المادة وطلب منه أن يبقى.
فرد العميد بالموافقة ولكن..
اذا لم يفلح الطالب فإن راندي قد لايتم تثبيته في القسم، فوافق راندي !.
إنه هنا ضحى بمستقبله وراهن على شخص آخر، ولم يخيب الله ظنه.
وهنا أتسائل: كم أب منا يراهن على قدرات ابنه عندما يخفق في مادة، أو يتراجع في تحصيله الدراسي لسبب أو لكثر؟
ثم يلقي راندي على تلاميذه أهم دروسه قائلا : ماذا تفعل اذا كانت أوراقك كلها غير جيدة؟
لا تنسحب لكن حاول أن تلعب بمهارة أكبر
العالم لايعترف بالقادة الضعاف، ولا بالقادة الذين يعترفون بأصغر وأتفه وأسخف الحلول، فهم لايجلبون خيراً بل ضراً،
ولا تخلدهم ذاكرةالتاريخ ولا حتى الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
العالم والتاريخ لايعترف إلا بمن يحمل مشعل النور.. ويسير حافياً على مسامير الألم وجمرات الشوك، حتى يأنس
إنجازاً عالمياً وعدلاً أرضياً ونوراً سماوياً ومدداً ربانياً فيرى من خلالهم الآيات الصغرى وربما الكبرى.
أنهى راندي حديثة قائلاً "بأن هذه المحاضرة هي خارطة طريق لأبنائه الثلاثة".
ثم ودع الجميع مبتسماً، وأنهى حواره وسط تصفيق تلاميذه ودموعهم.
ورحل راندي عن دنيانا يوم الجمعة 25 يوليو 2008 عن 47 عاما. بعد ثلاثة أشهر تقريبا من وقت هذه المحاضرة.
لكنه لم يرحل من وجدان الملايين الذين شاهدوا محاضرته عبر الأنترنت، ولا الذين قرأوها مترجمة في كتابه الذي
تُرجم لأكثر من ثلاثون لغة.
ترى كم منا سيكون برباطة جأش هذا الرجل إذا أدرك أن الموت يزحف نحوه مسرعاً كالبرق؟
كم منا يمتلك سلاماً نفسياً وصلحاً مع الذات يدفعه إلى احتضان العالم وتوديعه برحابة صدر قبل أن يدير له ظهره مودعاً؟.
.
.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أقسى تصريح يمكن أن يواجهك به شخص ما، لكن هب أنه قد قيل لك، ترى ماذا أنت فاعل آنذاك!!؟.
فكر مليا .. ثم عد لي بذهنك مرة أخرى لأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العبارة،
فقدم بعدها أجمل وأروع وأبلغ خطاباته، وأثر في الملايين على سطح الأرض..!
انه راندي باوش "Randy Pausch" أستاذ علوم الحاسوب بجامعة كاريجي ميلون ، والذي صنفته محطة (ABC) من
أفضل ثلاث شخصيات في العالم عام 2007 م، ووضعته مجلة التايمز من أفضل مائة شخصية مؤثرة حول العالم، هذا
الرجل أخبروه وهو في السابعة والأربعين من عمره أن أمامه من ثلاث إلى ستة أشهر ليعيش بصحة جيدة،
لتأخر حالته الصحية فقد كان يعاني من سرطان البنكرياس.
عندها قام راندي بجمع طلبته وأصدقائه ومحبوه، وألقى لهم بمحاضرته الأخيرة، وسماها:
"الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك"،
أخبرهم فيها بأنه تاركهم وذاهب، لم يذرف دموعا بل كان أربطهم جأشاً، وكان كل هدفه أن يحفزهم لإكمال
مشاريعهم وحياتهم بدونه!.
قال لهم: ماالذي ستخبره للعالم اذا علمنا أن هذه هي محاضرتك الأخيرة؟
وماالذي ستفعله في هذا العالم لو كانت لديك فرصة أخيرة؟
وماهي وصيتك وميراثك للعالم؟
كان مرحا كما عهدوا عليه، وعندما قال له أحدهم حدثنا عن أهمية الاستمتاع بالحياة،، قال لهم:
أستطيع أن أقول لكم ذلك، ولكن سأكون كالسمكة التي تحاضر عن أهمية الماء !
لا أعرف كيف لا أستمتع، أنا أموت وأنا أستمتع وأمزح، وسأبقى كذلك لآخريوم في حياتي، لأنه لاتوجد طريقة أخرى.
ثم تحدث لهم عن حياته وكثرة الاحباطات والمحاولات الفاشلة التي مر بها، وكيف أنه رُفض في أكثر من جامعة دون أن
يفقدالأمل، ثم ذكر موقفا أثر فيه كثيرا، وذلك أنه اشتكى إلى والدته صعوبة إحدى المواد في الجامعة.
فقالت له: في مثل عمرك، كان والدك يقاتل الألمان في الحرب العالمية الثانية.
وكانها شحنته بطاقة هائلة، وقال لنفسه لأحاول بلا يأس فأنا في أسوأ الأحوال..
لن أتلقى رصاصة طائشة أو أموت من العطش أو التعذيب!.
أخبرهم راندي بأنه لو يأخذ الإنسان عُشر الطاقة التي يصرفها في التذمر ويوجهها نحو حل المشكلة، فإنه سيتفاجئ
بالحلول الكثيرة التي سيراها. ثم ذكر لهم قصة امرأة وقعت في قروض متزايدة، واصيبت بحالة من القلق والاضطرابات،
وكي تستطيع التغلب على هذه الضغوط حجزت عند معالج باليوجا، وقال لهم لو أن هذه المرأة صرفت وقتها في عمل
إضافي بدلاً من اليوجا لدفعت قروضها كاملة. إننا يجب أن نحل المرض بدلا من أن ندور حول أعراضه.
حكى لهم أنه زار ذات يوم ديزني لاند (وهو صبي)، وبدلا من تركيز فكره وإستمتاعه على الألعاب، كان يفكر، كيف يصنع
أشياء كهذه ؟
وبعد تخرجه من جامعة كارنيجي ميلون أرسل شهادته وطلبه لـ والت ديزني ،، لكن جاءه الرد بالرفض أيضا. هنا لم يتوقف
أيضا، فالحواجز مصنوعة من أجل هدف كبير، هكذا قال لنفسه كان يرى صعوبات الحياة كتحديات، لم يخلقها الله لعرقلتنا
وإيقافنا عن تحقيق أهدافنا، لا.. فهذا قول المتكاسلين ، لكنها في الحقيقة اختبار يتخطاه الكفء الجدير بالفوز، ويسقط
فيها من لا يمتلك الجدية للتحرك والعمل والإنجاز.
ثم وجه حديثا للآباء والمربين يدعوهم لإكتشاف الإبداعات في أبنائهم،
فيقول: دعوا أبنائكم يُخرجوا مالديهم، لاتكتموا مواهبهم وتكبتوها،
دعوهم يرسموا على جدران غرفهم، ويلونوها بما يريدون من الألوان،
إن هذه هي الطريقة الطبيعية للأبناء كي يعبروا عن آرائهم واستكشافاتهم.
ومنع الأبناء هنا بأي حجة، يأتي بنتائج خطيرة، فقط انظروا للحياة وامتلاء شوارع الحكومات القمعية بالكتابات على الجدران؟!.
لقد فعلت هذا وأنا صغير، لم يغضب أبواي مني بل ينظرون إلى ما أفعله وهم يبتسمون في تشجيع.
ثم أكمل قائلا: دعوني أقص لكم موقفا حدث لي قبل سنوات، حينها كنت في زيارة لأختي بسيارتي الجديدة، وعندما هممت
بأخذ جولة أنا وأبنائها الصغار، جاءت إليهم وهي تحذرهم قائلة:
حافظوا على سيارة خالكم نظيفة، إنها جديدة، لايجب أن تقفزوا، أوتفتحوا النوافذ، أو تأكلوا الأيس كريم كي لاتفسدوا شيئاً،
وتكرر هذه التحذيرات أكثرمن مرة .
هل تدرون ما الذي فعلته بعدما سمعت هذه التحذيرات..!؟
لم أعبر لها عن امتناني أو شكري لهذه التنبيهات، بل أمسكت بأحد المشروبات الغازية وفتحتها، ثم سكبت محتوياتها في السيارة !.
ليس في الأمر جنون، لقد اكتشفت أن ما يقف حائلاً أمام حركة الإنسان فلا يدعه ينجح، هو تلك التعليمات الكثيرة التي تلقاها
طوال حياته . لقد أحببت أن أخبر أختي وأبنائها والجميع "أن الإنسان أهم من الأشياء".
ثم أعطى راندي درسا آخر من دروس الحياة مفاده أن النظر إلى الانسانيات والعواطف شيء يجب أن يوضع في الحسبان.
فيحكي أنه في بداية عمله كان يشرف على أحد الطلاب المميزين في مواد الحاسوب، لكنه لم يهتم بمادة أخرى فرسب فيها،
وكاد أن يطرد، فما كان من راندي إلا أن ذهب للعميد وأخبره أن الطالب له قدرات غير طبيعية في التعامل مع الحاسوب وأنه
يستطيع تجاوز المادة وطلب منه أن يبقى.
فرد العميد بالموافقة ولكن..
اذا لم يفلح الطالب فإن راندي قد لايتم تثبيته في القسم، فوافق راندي !.
إنه هنا ضحى بمستقبله وراهن على شخص آخر، ولم يخيب الله ظنه.
وهنا أتسائل: كم أب منا يراهن على قدرات ابنه عندما يخفق في مادة، أو يتراجع في تحصيله الدراسي لسبب أو لكثر؟
ثم يلقي راندي على تلاميذه أهم دروسه قائلا : ماذا تفعل اذا كانت أوراقك كلها غير جيدة؟
لا تنسحب لكن حاول أن تلعب بمهارة أكبر
العالم لايعترف بالقادة الضعاف، ولا بالقادة الذين يعترفون بأصغر وأتفه وأسخف الحلول، فهم لايجلبون خيراً بل ضراً،
ولا تخلدهم ذاكرةالتاريخ ولا حتى الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية.
العالم والتاريخ لايعترف إلا بمن يحمل مشعل النور.. ويسير حافياً على مسامير الألم وجمرات الشوك، حتى يأنس
إنجازاً عالمياً وعدلاً أرضياً ونوراً سماوياً ومدداً ربانياً فيرى من خلالهم الآيات الصغرى وربما الكبرى.
أنهى راندي حديثة قائلاً "بأن هذه المحاضرة هي خارطة طريق لأبنائه الثلاثة".
ثم ودع الجميع مبتسماً، وأنهى حواره وسط تصفيق تلاميذه ودموعهم.
ورحل راندي عن دنيانا يوم الجمعة 25 يوليو 2008 عن 47 عاما. بعد ثلاثة أشهر تقريبا من وقت هذه المحاضرة.
لكنه لم يرحل من وجدان الملايين الذين شاهدوا محاضرته عبر الأنترنت، ولا الذين قرأوها مترجمة في كتابه الذي
تُرجم لأكثر من ثلاثون لغة.
ترى كم منا سيكون برباطة جأش هذا الرجل إذا أدرك أن الموت يزحف نحوه مسرعاً كالبرق؟
كم منا يمتلك سلاماً نفسياً وصلحاً مع الذات يدفعه إلى احتضان العالم وتوديعه برحابة صدر قبل أن يدير له ظهره مودعاً؟.
.
.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟