صلفيق
10-10-2012, 02:58
يقول الدكتور محمود النحاس "إنه يستحيل أن يصل الغبي إلى مستوى مسؤولية معينة
وما تظنونه غباء إنما هو التغابي"، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة لاتطاق.
لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون
بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.
علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم
فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين.
وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم) او كما قال صلى الله عليه وسلم.
فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا
ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لاتعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه
فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب
فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح.
وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). صدق الله العظيم
والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق.
وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.
ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألة
فاتفق أن خرج منها صوت فخجلت.
فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت فسُرّت المرأة بذلك.
ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.
وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه
يسمع من أحدهم مايكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين
ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.
ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.
.
.
وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين..
فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، فقد ينفر منه.
ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لايعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية.
ومن طرائف ماسمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها .. يعطيه ورقة وقلماً
ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها.
وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر.
فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن.
ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها.
فـ ياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.
أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف
حتى لايكتسب الأولاد عادات العناد والكذب.
وهناك فرق بين التغافل والغفلة.
فالتغافل هو التغاضي عن بعض مايصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها.
أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة مايقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.
وما تظنونه غباء إنما هو التغابي"، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة لاتطاق.
لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون
بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.
علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم
فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين.
وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم) او كما قال صلى الله عليه وسلم.
فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا
ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لاتعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه
فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب
فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح.
وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). صدق الله العظيم
والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق.
وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.
ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألة
فاتفق أن خرج منها صوت فخجلت.
فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت فسُرّت المرأة بذلك.
ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.
وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه
يسمع من أحدهم مايكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين
ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.
ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.
.
.
وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين..
فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، فقد ينفر منه.
ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لايعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية.
ومن طرائف ماسمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها .. يعطيه ورقة وقلماً
ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها.
وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر.
فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن.
ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها.
فـ ياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.
أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف
حتى لايكتسب الأولاد عادات العناد والكذب.
وهناك فرق بين التغافل والغفلة.
فالتغافل هو التغاضي عن بعض مايصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها.
أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة مايقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.