محمدالمهوس
28-09-2012, 00:10
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جعل قوة هذه الأمة في إيمانها، وعزها في إسلامها، والتمكين لها في صدق عبادتها، أحمدُه سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله, دعا إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه, كانوا في هذه الأمة قدوتها ومصابيحها, والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى (( ياأيّها الّذينَ ءامنُو اتقُوا اللهَ حقَّ تُقاتِهِ ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مُسلمونَ ))
عباد الله / لقد امتن علينا الله بنعمة الإسلام، وهي أعظم نعمة على الإطلاق كما قال تعالى (( اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلَامَ دِينًا)) فلا دين إلا الإسلام كما قال تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ )) ولم يأت الإسلام ليأخذ من الأديان الأخرى أو يعطيها، أو ليعقد معها الأحلاف ويعايشها في إخاء ومودة ويقرها على كفرها، لا، فقد حسم الله سبحانه هذه القضية بقوله: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
فالإسلام كله حق جاء ليظهر على الأديان كلها، ولو كره أعداء الإسلام وحاولوا الوقوف أمام تحقيق هذا الأمر.
والملاحظ أن أعداء الإسلام لا يرضون بأحقية الإسلام عليهم أبدًا؛ لذا فهم يحاربونه بكل سلاح يملكونه، فهم الآن لا يتوقفون عن النباح ليلا ونهارا بأن الإسلام دين الإرهاب والتطرف والتعصب، وهذا ليس بغريب عليهم لأن الله بين لنا أنهم يكرهون أي خير يصيبنا، ويريدون من أعماقهم أن تحل بنا الشرور والآلام ، والمصائب والآثام ، كما قال تعالى: ((مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) ومع ذلك يتمنى أعداء الدين إضلالنا عن ديننا كما قال تعالى عنهم : ((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) وقال تعالى: ((إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ))فهم الإسلام ويكرهون كل من يدعو إلى الإسلام، ويحرضون على منعه والتنكيل به وإخراس صوته، ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) ولم ولن يكتفو بعدم الرضا ، بل كما قال تعالى (( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ))
هذاعندما كان المسلمون ضعفاء كانوا يستخدمون معهم القوة العسكرية، وما أمر الحملات الصليبية عنا ببعيد، وفي هذا العصر ولأنه تلوح في الأفق بداية يقظة إسلامية، طاشت عقولهم وراحوا يفكرون في خطط جديدة ووسائل جديدة يمكن لهم بها القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين، فهم عرفوا مثلا عشق الناس للحضارة والتقدم فراحوا يشيعون بين المسلمين أن التطور مرتبط بالتخلي عن الإسلام، فقالوا لهم: الدين إذا عارض مصالحكم أصبح عقبة في طريق التقدم، وكل عقبة تقف في طريق التقدم ينبغي أن تزال، لاسيما إذا وقف الدين دون مصلحة من مصالحكم فأزيلوه وأبعدوه واعلموا أنه لم يعد صالحا لزمانكم هذا، أو غيروه وشكلوه حتى يصبح مماشيا لمصالحكم خادما مطيعا لها كما فعلنا نحن، إما أن تكونوا مثلنا وإما أن تتركوا دينكم.
أما إذا أردتم التمسك بإسلامكم فلا مانع، لكن عليكم أن تكونوا متسامحين، بل نحن الذين نحدد لكم ما هو التسامح – نعم عباد الله - التسامح كلمة حق لكن الأعداء أرادوا بها باطلا؛ وديننا الإسلامي هو دين التسامح، فقد تسامح الإسلام مع غير المسلمين الذين اختاروا العيش في المجتمع الإسلامي، فلم يكرههم على الدخول في الإسلام؛ لأن الله يقول: ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) ورضي الله تعالى للمسلمين أن يعاملوا غير المسلمين الذين يعيشون معهم معاملة حسنة يتجلى فيها البر والعدل: ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) وقد ذكر القرطبي أن رجلا مسلما أراد إرغام ابنه النصراني على الإسلام، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيدخل بعضي النار وأنا قادر على منعه؟ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تلا الآية: ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) ووقعت سرقة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان جيران هذا البيت المسروق بعضهم مسلم وبعضهم يهودي، واتهم اليهودي، لكن الوحي نزل يقول: اليهودي بريء والذي سرق منافق يتظاهر بالإسلام: ((إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * لاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا))
فأي تسامح مثل هذا الذي عرفه الإسلام والمسلمون؟! لكن أي تسامح هذا الذي يدعون إليه في الغرب الآن بمساعدة أذنابهم في العالم الإسلامي؟! إنما هم دعوا بالأفعال لا بالأقوال إلى التسامح في كل الحدود التي شرعها الله ، كما دعوا إلى التسامح في التخلي عن إقامة أركان الإسلام، فلا الصلاة تقام، ولا الصيام يحترم، ولا الزكاة تدفع، فبالله عليكم ماذا يبقى من الإسلام بعد ذلك؟!
وتسامحوا مع المنصّرين، فمكنوهم من بناء الكنائس والدعوة إلى النصرانية، وتسامحوا مع اعتناق عقائد الإلحاد الكافرة في أوساط المسلمين باسم حرية الفكر، فظهر سلمان رشدي، وظهرت أمثلة له في كثير من بلاد المسلمين. وصار الطعن في الإسلام هو صك الغرب من الغرب والتودد إليه، وكلما ظهر مرتد يطعن في الإسلام وأهله رحب به الغرب واستقبله وأعطاه الجوائز وسخر له وسائل الإعلام تمجده ليلا ونهارا؛ نكاية في المسلمين، وهم مع ذلك كله يقولون للسذج من المسلمين: نحن لسنا ضد الإسلام ولكننا ضد التطرف، يعني: يا مسلمون، إما أن ترضوا بالهوان وتخضعوا لنا وتكيفوا أنفسكم وإسلامكم كما نريد نحن، فتصبحون عندنا من المعتدلين، وإما أن تحكموا الدين فنقف ضدكم ونحاربكم في عقيدتكم واقتصادكم وكل حياتكم، فاستجاب لهم كثير من المسلمين، وساروا في ركابهم، فصار همهم في هذه الدنيا إرضاء الغرب بأية وسيلة كانت حتى يرضوا عنهم، ومع ذلك لم يتركونا في حالنا، بل طعنونا في أعظم وأحب إنسان لدينا وهو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وخرجوا علينا بفيلم سينمائي قبيح، أخرجه قواد مشهور بإخراج الأفلام الإباحية في عمل استفزازي بغيض، يدل على خسة ونذالة وحقارة ليس لها مثيل.
وقضية الفيلم المسيء تؤكد أننا أمام مسلسل قديم جديد يتصاعد مع صعود الإسلام؛ لأن الإسلام الآن أكثر الأديان انتشارا في العالم، والغرب يرى في ذلك الخطر كل الخطر؛ لأنه وبالمقابل فقد أقفلت كثير من الكنائس الغربية أبوابها حتى إن الذين يذهبون إلى قداس يوم الأحد في فرنسا والتي يسمونها بيت الكاثوليكية لا يتعدى 5 بالمائة من عدد السكان، أي: أقل من 3 ملايين، وهو ما يمثل نصف عدد المسلمين الذي يصلون الجمعة على أرض فرنسا، حتى إن بعض الكنائس صارت تحاول جذب الزبائن بكل الوسائل ، بينما الإسلام ينتشر بجذبهم إلى التوحيد والفضيلة والعفة. ومن هنا يحاول الغرب تحجيم انتشار الإسلام في الدول الغربية عن طريق الإعلام الموجه العام والخاص، والذي يحاول بشتى الوسائل تشويه صورة الإسلام والمسلمين لإبعاد الشعوب الغربية عنه، قال سبحانه: ((وَكَذَلِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ المُجرِمِينَ))
وفي كل مرة تصدر فيها إساءة للإسلام في الغرب تبرر السلطات الحاكمة في الغرب موقفها المتخاذل منها بأنها لا تستطيع منع حرية الرأي والإبداع، وفي الحقيقة لا نعلم كيف تكون البذاءة إبداعا أو فنا، وهناك حالات واضحة تدلل على تناقض الحكومات الغربية وطريقة تعاطيها وتساهلها عندما يخص الأمر المسلمين، ويمكن القياس فعندما يهاجم الإسلام ويزدرى رسوله، يعتبر الأمر حرية تعبير، وعندما يتعلق الموضوع بمجرد التشكيك في المحرقة اليهودية تصبح القضية عنصرية ومعاداة للسامية وتتحول إلى قضية عالمية بامتياز.
لذلك ياعباد الله لا توجد قوة على الأرض تجبرنا على الرضا بالإساءة أو قبولها، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولدينا من الوسائل ما يمكننا من مواجهة وتأديب أمثال هؤلاء المجرمين، نعم لأنه من حقنا أن نغضب، وإذا لم نغضب من أجل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا خير فينا، بل باطن الأرض خير لنا من ظاهرها، لكن لا بد أن يكون غضبنا مشروعًا، لماذا؟ لأننا نحن لسنا مثلهم، فنحن أصحاب الدين الوحيد الذي يحترم مقدسات الأديان الأخرى من أنبياء وكتب رغم أنه الدين الذي يحظى بالقدر الأكبر من الإساءات، ولأن غضبنا لا بد أن يكون مشروعا حكيما فلا بد أن نرفض كل رد فعل عنيف من اعتداء أو تخريب أو قتل لأي أحد حتى لا نأخذ أحدًا بريئا بذنب المسيء؛ لأن الله يقول: ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)) ولأن ردود الفعل العنيفة هي ما يريده هؤلاء السفلة حتى يقولوا للعالم: ألم نقل لكم: إن الإسلام دين عنف وقتل وتخريب؟! فردة الفعل غير المنضبطة تساهم في نشر كثير مما يروج له أعداء الدين ، ونتمنى أن لا نقع فريستهم مرة أخرى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين))، ولو تم تجاهل الفيلم من الأساس لنسيه الناس وانتهى أمره.
اللهم عليك بالمفسدين في الأرض فإنهم لا يعجزونك اللهم اكشف أمرهم واهتك سرهم وانشر خبرهم وأجعلهم عبرة للمعتبرين يا رب العالمين .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
عباد الله : رغم كل ما حدث فمن باب الأمانة نقول: إن هناك بعض الإيجابيات قد واكبت حدوث هذا الأمر السيئ، فالموقف الرسمي الأمريكي كان أفضل من الماضي، وندد بالفيلم ورفض الإساءة جملة وتفصيلًا، وهذا لم يكن موجودا في الماضي، والممثلون الذين شاركوا في التمثيل أعلنوا براءتهم منه وأنهم خدعوا وضللوا، وهذا أمر إيجابي أيضا.
وهروب واختفاء المخرج الجبان أمر إيجابي، وهو يدخل في معنى قوله تعالى لنبيه الكريم: ((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ))
هل تذكرون سلمان رشدي، وهو رائد الإساءة للإسلام، وهو الذي استقبله الغرب بترحاب شديد، وأغدقوا عليه الجوائز والألقاب لطعنه بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟! أين هو الآن؟ هل تعلمون أنه أصيب بالعمى ، ورغم حربه على تعدد الزوجات إلا أنه كلما تزوج -وقد تزوج عدة مرات- تركته زوجته لأنها رأته يعيش مثل الخفافيش، يخاف من ظله، ويخاف من الظلام، ويخاف من النور، ومصاب بمرض الخوف والرعب، وكانت آخر زوجاته ممثلة هندية فارقته بعد بضعة أسابيع، ووصفته بالمجنون، وهو الآن يعيش وحيدا منتظرا أجله إما قتلا كما قال هو من خنجر أو رصاصة مجهولة، أو أن يسُلم روحه بعد مرض معنوي سيكون أقسى من السرطان. فبالله عليكم أهذه حياة يتمناها أي إنسان؟! وصدق الله سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)) عذابا مهينا في الدنيا، ولقد أهانه الله في الدنيا، ولعذاب الآخرةِ أشدُّ وأبقى .
أخيراً عباد الله / سؤال يطرح على الجميع هو : كيف نرد على مثل هذه الإساءات المتكررة لديننا الحنيف ولرسولنا الكريم ؟
نقول وباختصار : أولا : عدم الانشغال بتتبع مثل هذه الإساءات وتجاهلها حتى لا تنتشر وتتعاظم، هذا من أفضل أنواع العلاج.
ثانيا ً: تركيز جهودنا جميعا في إيضاح حقائق الإسلام للعالم من حولنا، وشرح موقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غير المسلمين، وسماحة الإسلام مع غير المسلمين، عبر الوسائل المختلفة وبكل اللغات .
ثالثاً : توعية الناس بالأساليب المنضبطة لردود الأفعال العاقلة تجاه مثل هذه القضايا وغيرها نصرة لديننا، وحتى لا نحقق آمال الصهاينة في حشد وتجييش الغرب النصراني ضد المسلمين للوقوف ضد انتشار دين الله في الغرب؛ لأنه يهدد مصالحهم القائمة على الهيمنة والتسلط والسيطرة ، ونقول أخيرا: لا ينال الحاقدون من نبينا الكريم الذي رفع الله ذكره وأعلى مكانته، فلا نحزن فهذا الرسول العظيم الذي بدأ دعوته وهو رجل واحد، أتباعه الآن ملئوا العالم ، والمستقبل لدين رسول الإسلام، شاء من شاء وأبى من أبى، ((هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ)) هذا وصلوا وسلموا على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه ......
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جعل قوة هذه الأمة في إيمانها، وعزها في إسلامها، والتمكين لها في صدق عبادتها، أحمدُه سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله, دعا إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه, كانوا في هذه الأمة قدوتها ومصابيحها, والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
أيها الناس أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى (( ياأيّها الّذينَ ءامنُو اتقُوا اللهَ حقَّ تُقاتِهِ ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مُسلمونَ ))
عباد الله / لقد امتن علينا الله بنعمة الإسلام، وهي أعظم نعمة على الإطلاق كما قال تعالى (( اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلَامَ دِينًا)) فلا دين إلا الإسلام كما قال تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ )) ولم يأت الإسلام ليأخذ من الأديان الأخرى أو يعطيها، أو ليعقد معها الأحلاف ويعايشها في إخاء ومودة ويقرها على كفرها، لا، فقد حسم الله سبحانه هذه القضية بقوله: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
فالإسلام كله حق جاء ليظهر على الأديان كلها، ولو كره أعداء الإسلام وحاولوا الوقوف أمام تحقيق هذا الأمر.
والملاحظ أن أعداء الإسلام لا يرضون بأحقية الإسلام عليهم أبدًا؛ لذا فهم يحاربونه بكل سلاح يملكونه، فهم الآن لا يتوقفون عن النباح ليلا ونهارا بأن الإسلام دين الإرهاب والتطرف والتعصب، وهذا ليس بغريب عليهم لأن الله بين لنا أنهم يكرهون أي خير يصيبنا، ويريدون من أعماقهم أن تحل بنا الشرور والآلام ، والمصائب والآثام ، كما قال تعالى: ((مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) ومع ذلك يتمنى أعداء الدين إضلالنا عن ديننا كما قال تعالى عنهم : ((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) وقال تعالى: ((إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ))فهم الإسلام ويكرهون كل من يدعو إلى الإسلام، ويحرضون على منعه والتنكيل به وإخراس صوته، ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)) ولم ولن يكتفو بعدم الرضا ، بل كما قال تعالى (( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ))
هذاعندما كان المسلمون ضعفاء كانوا يستخدمون معهم القوة العسكرية، وما أمر الحملات الصليبية عنا ببعيد، وفي هذا العصر ولأنه تلوح في الأفق بداية يقظة إسلامية، طاشت عقولهم وراحوا يفكرون في خطط جديدة ووسائل جديدة يمكن لهم بها القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين، فهم عرفوا مثلا عشق الناس للحضارة والتقدم فراحوا يشيعون بين المسلمين أن التطور مرتبط بالتخلي عن الإسلام، فقالوا لهم: الدين إذا عارض مصالحكم أصبح عقبة في طريق التقدم، وكل عقبة تقف في طريق التقدم ينبغي أن تزال، لاسيما إذا وقف الدين دون مصلحة من مصالحكم فأزيلوه وأبعدوه واعلموا أنه لم يعد صالحا لزمانكم هذا، أو غيروه وشكلوه حتى يصبح مماشيا لمصالحكم خادما مطيعا لها كما فعلنا نحن، إما أن تكونوا مثلنا وإما أن تتركوا دينكم.
أما إذا أردتم التمسك بإسلامكم فلا مانع، لكن عليكم أن تكونوا متسامحين، بل نحن الذين نحدد لكم ما هو التسامح – نعم عباد الله - التسامح كلمة حق لكن الأعداء أرادوا بها باطلا؛ وديننا الإسلامي هو دين التسامح، فقد تسامح الإسلام مع غير المسلمين الذين اختاروا العيش في المجتمع الإسلامي، فلم يكرههم على الدخول في الإسلام؛ لأن الله يقول: ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) ورضي الله تعالى للمسلمين أن يعاملوا غير المسلمين الذين يعيشون معهم معاملة حسنة يتجلى فيها البر والعدل: ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) وقد ذكر القرطبي أن رجلا مسلما أراد إرغام ابنه النصراني على الإسلام، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيدخل بعضي النار وأنا قادر على منعه؟ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تلا الآية: ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) ووقعت سرقة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان جيران هذا البيت المسروق بعضهم مسلم وبعضهم يهودي، واتهم اليهودي، لكن الوحي نزل يقول: اليهودي بريء والذي سرق منافق يتظاهر بالإسلام: ((إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * لاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا))
فأي تسامح مثل هذا الذي عرفه الإسلام والمسلمون؟! لكن أي تسامح هذا الذي يدعون إليه في الغرب الآن بمساعدة أذنابهم في العالم الإسلامي؟! إنما هم دعوا بالأفعال لا بالأقوال إلى التسامح في كل الحدود التي شرعها الله ، كما دعوا إلى التسامح في التخلي عن إقامة أركان الإسلام، فلا الصلاة تقام، ولا الصيام يحترم، ولا الزكاة تدفع، فبالله عليكم ماذا يبقى من الإسلام بعد ذلك؟!
وتسامحوا مع المنصّرين، فمكنوهم من بناء الكنائس والدعوة إلى النصرانية، وتسامحوا مع اعتناق عقائد الإلحاد الكافرة في أوساط المسلمين باسم حرية الفكر، فظهر سلمان رشدي، وظهرت أمثلة له في كثير من بلاد المسلمين. وصار الطعن في الإسلام هو صك الغرب من الغرب والتودد إليه، وكلما ظهر مرتد يطعن في الإسلام وأهله رحب به الغرب واستقبله وأعطاه الجوائز وسخر له وسائل الإعلام تمجده ليلا ونهارا؛ نكاية في المسلمين، وهم مع ذلك كله يقولون للسذج من المسلمين: نحن لسنا ضد الإسلام ولكننا ضد التطرف، يعني: يا مسلمون، إما أن ترضوا بالهوان وتخضعوا لنا وتكيفوا أنفسكم وإسلامكم كما نريد نحن، فتصبحون عندنا من المعتدلين، وإما أن تحكموا الدين فنقف ضدكم ونحاربكم في عقيدتكم واقتصادكم وكل حياتكم، فاستجاب لهم كثير من المسلمين، وساروا في ركابهم، فصار همهم في هذه الدنيا إرضاء الغرب بأية وسيلة كانت حتى يرضوا عنهم، ومع ذلك لم يتركونا في حالنا، بل طعنونا في أعظم وأحب إنسان لدينا وهو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وخرجوا علينا بفيلم سينمائي قبيح، أخرجه قواد مشهور بإخراج الأفلام الإباحية في عمل استفزازي بغيض، يدل على خسة ونذالة وحقارة ليس لها مثيل.
وقضية الفيلم المسيء تؤكد أننا أمام مسلسل قديم جديد يتصاعد مع صعود الإسلام؛ لأن الإسلام الآن أكثر الأديان انتشارا في العالم، والغرب يرى في ذلك الخطر كل الخطر؛ لأنه وبالمقابل فقد أقفلت كثير من الكنائس الغربية أبوابها حتى إن الذين يذهبون إلى قداس يوم الأحد في فرنسا والتي يسمونها بيت الكاثوليكية لا يتعدى 5 بالمائة من عدد السكان، أي: أقل من 3 ملايين، وهو ما يمثل نصف عدد المسلمين الذي يصلون الجمعة على أرض فرنسا، حتى إن بعض الكنائس صارت تحاول جذب الزبائن بكل الوسائل ، بينما الإسلام ينتشر بجذبهم إلى التوحيد والفضيلة والعفة. ومن هنا يحاول الغرب تحجيم انتشار الإسلام في الدول الغربية عن طريق الإعلام الموجه العام والخاص، والذي يحاول بشتى الوسائل تشويه صورة الإسلام والمسلمين لإبعاد الشعوب الغربية عنه، قال سبحانه: ((وَكَذَلِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ المُجرِمِينَ))
وفي كل مرة تصدر فيها إساءة للإسلام في الغرب تبرر السلطات الحاكمة في الغرب موقفها المتخاذل منها بأنها لا تستطيع منع حرية الرأي والإبداع، وفي الحقيقة لا نعلم كيف تكون البذاءة إبداعا أو فنا، وهناك حالات واضحة تدلل على تناقض الحكومات الغربية وطريقة تعاطيها وتساهلها عندما يخص الأمر المسلمين، ويمكن القياس فعندما يهاجم الإسلام ويزدرى رسوله، يعتبر الأمر حرية تعبير، وعندما يتعلق الموضوع بمجرد التشكيك في المحرقة اليهودية تصبح القضية عنصرية ومعاداة للسامية وتتحول إلى قضية عالمية بامتياز.
لذلك ياعباد الله لا توجد قوة على الأرض تجبرنا على الرضا بالإساءة أو قبولها، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ولدينا من الوسائل ما يمكننا من مواجهة وتأديب أمثال هؤلاء المجرمين، نعم لأنه من حقنا أن نغضب، وإذا لم نغضب من أجل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا خير فينا، بل باطن الأرض خير لنا من ظاهرها، لكن لا بد أن يكون غضبنا مشروعًا، لماذا؟ لأننا نحن لسنا مثلهم، فنحن أصحاب الدين الوحيد الذي يحترم مقدسات الأديان الأخرى من أنبياء وكتب رغم أنه الدين الذي يحظى بالقدر الأكبر من الإساءات، ولأن غضبنا لا بد أن يكون مشروعا حكيما فلا بد أن نرفض كل رد فعل عنيف من اعتداء أو تخريب أو قتل لأي أحد حتى لا نأخذ أحدًا بريئا بذنب المسيء؛ لأن الله يقول: ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)) ولأن ردود الفعل العنيفة هي ما يريده هؤلاء السفلة حتى يقولوا للعالم: ألم نقل لكم: إن الإسلام دين عنف وقتل وتخريب؟! فردة الفعل غير المنضبطة تساهم في نشر كثير مما يروج له أعداء الدين ، ونتمنى أن لا نقع فريستهم مرة أخرى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين))، ولو تم تجاهل الفيلم من الأساس لنسيه الناس وانتهى أمره.
اللهم عليك بالمفسدين في الأرض فإنهم لا يعجزونك اللهم اكشف أمرهم واهتك سرهم وانشر خبرهم وأجعلهم عبرة للمعتبرين يا رب العالمين .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
عباد الله : رغم كل ما حدث فمن باب الأمانة نقول: إن هناك بعض الإيجابيات قد واكبت حدوث هذا الأمر السيئ، فالموقف الرسمي الأمريكي كان أفضل من الماضي، وندد بالفيلم ورفض الإساءة جملة وتفصيلًا، وهذا لم يكن موجودا في الماضي، والممثلون الذين شاركوا في التمثيل أعلنوا براءتهم منه وأنهم خدعوا وضللوا، وهذا أمر إيجابي أيضا.
وهروب واختفاء المخرج الجبان أمر إيجابي، وهو يدخل في معنى قوله تعالى لنبيه الكريم: ((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ))
هل تذكرون سلمان رشدي، وهو رائد الإساءة للإسلام، وهو الذي استقبله الغرب بترحاب شديد، وأغدقوا عليه الجوائز والألقاب لطعنه بالإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟! أين هو الآن؟ هل تعلمون أنه أصيب بالعمى ، ورغم حربه على تعدد الزوجات إلا أنه كلما تزوج -وقد تزوج عدة مرات- تركته زوجته لأنها رأته يعيش مثل الخفافيش، يخاف من ظله، ويخاف من الظلام، ويخاف من النور، ومصاب بمرض الخوف والرعب، وكانت آخر زوجاته ممثلة هندية فارقته بعد بضعة أسابيع، ووصفته بالمجنون، وهو الآن يعيش وحيدا منتظرا أجله إما قتلا كما قال هو من خنجر أو رصاصة مجهولة، أو أن يسُلم روحه بعد مرض معنوي سيكون أقسى من السرطان. فبالله عليكم أهذه حياة يتمناها أي إنسان؟! وصدق الله سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)) عذابا مهينا في الدنيا، ولقد أهانه الله في الدنيا، ولعذاب الآخرةِ أشدُّ وأبقى .
أخيراً عباد الله / سؤال يطرح على الجميع هو : كيف نرد على مثل هذه الإساءات المتكررة لديننا الحنيف ولرسولنا الكريم ؟
نقول وباختصار : أولا : عدم الانشغال بتتبع مثل هذه الإساءات وتجاهلها حتى لا تنتشر وتتعاظم، هذا من أفضل أنواع العلاج.
ثانيا ً: تركيز جهودنا جميعا في إيضاح حقائق الإسلام للعالم من حولنا، وشرح موقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غير المسلمين، وسماحة الإسلام مع غير المسلمين، عبر الوسائل المختلفة وبكل اللغات .
ثالثاً : توعية الناس بالأساليب المنضبطة لردود الأفعال العاقلة تجاه مثل هذه القضايا وغيرها نصرة لديننا، وحتى لا نحقق آمال الصهاينة في حشد وتجييش الغرب النصراني ضد المسلمين للوقوف ضد انتشار دين الله في الغرب؛ لأنه يهدد مصالحهم القائمة على الهيمنة والتسلط والسيطرة ، ونقول أخيرا: لا ينال الحاقدون من نبينا الكريم الذي رفع الله ذكره وأعلى مكانته، فلا نحزن فهذا الرسول العظيم الذي بدأ دعوته وهو رجل واحد، أتباعه الآن ملئوا العالم ، والمستقبل لدين رسول الإسلام، شاء من شاء وأبى من أبى، ((هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ)) هذا وصلوا وسلموا على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه ......