الشيخ/عبدالله السالم
06-09-2012, 13:22
الحمدُ للهِ الذي اهتدى بهديهِ ورحمتِهِ المهتدون ، وضلَّ بعدلِهِ وحكمتِهِ الضالونَ ، ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، يعلمُ ما كانَ وما يكونُ ، وما تسرونَ وما تعلنونَ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، بلّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمّةَ ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ ، وتركَنا على المحجّةِ البيضاءِ ، ليلُها كنهارِها ، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ . صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وأتباعِهِ ، وسلّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدينِ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد : أيُّها الأحبةُ في الله ، في الجمعةِ الماضيةِ ،وجّهتُ رسالةً إلى المعلمينَ والمعلماتِ والطُلابِ والطالبات،بِمُناسَبةِ عودةِ الدرسٍ والمدارِس ، وهذهِ رٍسالةٌ لكُم أيُّهاالآباءِ ، لكي لا تظنواأنكم مُعفَونَ من المسؤوليةِ ، تجاهَ أولادِكم وبناتِكم في التعليمِ ، فلا تُلقُوا بالمسؤوليةِ على المدرسينَ وحدَهم ، فالمسؤوليةُ مشتركةٌ ، وتذكروا قولَ اللهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) وتذكروا قولَ رسولِنا الأكرم: {ألا كلُكم راعٍ، وكلُكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيتِهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ، وهومسؤولٌ عن رعيتِهِ، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ زوجِها وولدِهِ، وهي مسؤولةٌ عنهم}فأللهَ اللهَ في حقوقِ الأبناءِ والبناتِ، اغرسوا في قلوبِ أبنائِكم وبناتِكم ، حبَّ العلمِ والمُعلمينَ والعلماءِ ، اغرسوا في قلوبِ أبنائِكم وبناتِكم ، إجلالَ المعلمينَ والمعلماتِ ، وتوقيرَهم وإحترامَهم ، طلباً لمرضاتِ اللهِ سبحانه وتعالى ، عِلِّموهم الأدبَ قبل أن يجلسوا في مجالسِ العلمِ والطلبِ ، هذه أمُّ الإمامِ مالكٍ بنِ أنسٍ رحمة الله عليه وعليها، لما أرادَ أن يطلبَ العلمَ ، ألبستْهُ أحسنَ الثيابِ ، ثم أدنتْهُ إليها، أدنتْهُ تلك المرأةُ الصالحةُ ، ومسحتْ على رأسِهِ ، وقالتْ: يا بنيّ أذهبْ إلى مجلسِ ربيعةَ ، واجلسْ في مجلسِه ، وخذْ من أدبِهِ وَوقارِهِ وحشمتِهِ ، قبلَ أن تأخذَ من عِلْمِهِ ،وجهتهُ أن يأخذَ منَ الأدبِ والوقارِ والحشمةِ ، قبلَ أن يجلسَ في مجلسِ الدرسِ والطلبِ ، وهذا ربُّ العزةِ والجلالِ يخاطبُ حبيبَهُ وكليمَهُ موسى ، صلواتُ اللهِ وسلامه عليه فيقولُ ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) علمه سبحانه الأدبَ: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) علمَه أدبَ الحديثِ: (فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) ثم أوحى إليه بالتوحيدِ والشريعةِ : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) الأدبَ ثم الأدبَ ،قبلَ أن يجلسَ الإنسانُ في مجالسِ العلمِ والطلبِ ، يتُعلمُ للعلمِ الوقارُ، ويُتعلمُ له الحشمةُ والقرارُ، وينطلقُ الأبناءُ والبناتُ ، وقد غَرَسَ الآباءُ والأمهاتُ في نفوسِهم المعانيَ الساميةَ ، معانيَ الإسلامِ الكريمةِ ، التي تدعوهم إلى احترامِ الكبيرِ، وتوقيرِ كلِّ من أمرَ اللهُ له بالتوقير ِ، يا معشرَ الآباءِ : تَضِيْعُ رسالةُ العلمِ ، إذا ضاعتْ حقوقُ المعلمينَ والمعلماتِ ، إذا أصبحَ الآباءُ والأمهاتُ ، لايتابعونَ الأبناءَ والبناتِ ، ولا يسألونَ عن أحوالِهم ، ولا يتفقدونَ حالَهم ، تضيعُ رسالةُ العلمِ ، بضياعِ هذه الأمانةِ العظيمةِ ، فاشحذوا هممَكم رحمكم اللهُ ، واحتسبوا الأجرَ عندَ اللهِ ، بالمتابعةِ والملاحظةِ والتوجيهِ ، للأبناءِ والبناتِ ، أعينوا الأبناءَ والبناتِ ، على ما للعلمِ من مشاقٍ ومتاعبٍ ، هذه أمُّ سفيانَ الثوري رحمةُ اللهِ عليهِ وعليها، يا لها من أمٍّ صالحةٍ ، توفي أبوهُ وكان صغيرَ السنِّ حَدَثاً، فنشأَ يَتِيماً لا أَبَ لَهُ ، ولكِنَّ اللهَ رزقَهُ أُماً صالحةً ، كانتْ عِوَضاً له عن أبيهِ ، هذه الأمُّ الصالحةُ ، لما تُوفيَ زوجُها ، تفكرَ سفيانُ رحمه اللهُ في حالِهِ ، وحالِ أمِّهِ وإخوانِهِ ، فأرادَ أن يطلبَ العيشَ والرزقَ ، وينصرفَ عن طلبِ العلمِ ، فقالتْ له تلك الأمُّ الصالحةُ ، مقالةً عظيمةً مباركةً ، قالتْ له : أَيْ بني ، اطلبِ العلمَ أكفِكَ بمِغْزَلي ، فانطلقتْ الأمُّ تغزلُ صوفَها، وتكافحُ في حياتِها ، حتى أصبحَ سفيانُ ، عَلَماً من أعلامِ المسلمين ، وإماماً من أئمةِ الشريعةِ والدينِ ، وكلُّ ذلك في ميزانِ حسناتِ هذه المرأةِ الصالحةِ ، أعظمَ اللهُ ثوابَها عن المسلمين ، فاحتسبوا الأجرَ عندَ اللهِ عز وجل ، في القيامِ بحقوقِ الأبناءِ والبناتِ، وإسداءِ الخيرِ إليهم ، اللهم إنا نسألُك السدادَ والرشادَ، ونسألُكَ صلاحَ الحالِ في الدنيا والآخرة .
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، الرحمنِ الرحيمِ مالكِ يومِ الدينِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، إلهُ الأولين والآخرين، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى الأمينَ، صلى الله عليه وسلم، وعلى آلِ بيتِهِ الطيبين والطاهرين، وعلى جميعِ أصحابِهِ الغرِّ الميامين، وعلى جميعِ من سارَ على نهجِهم وسلكَ سبيلَهم إلى يومِ الدينِ ، أما بعد:فَإنَّ بعضَ الآباءِ والأمهاتْ ،يستَخِفونَ بحقوقِ المعلمين والمعلماتِ ، فحينما ينطلقُ الأبناءُ والبناتُ إلى مقاعدِ الدراسةِ ، دونَ توجيهٍ ولا إرشادٍ ولا تربيةٍ ، يعبثُ هنا وهناك، ويلغوا كيفَ يشاءُ ،حتى تضيعَ طاقاتٌ وإمكاناتٌ بِعَبَثِ العَابثِينَ ، وسُخريةِ المستهزئينَ ، فإذا أُدَّبَ ابنُهُ وقُوِّمَ على السبيلِ ، أقامَ الدُّنيا وأقعدَها ، وانطلقَ ذلك الأبُ ، يَسبُّ هذا ويشتمُ ذاك ، ويَستَخِفَّ بالمعلمين ، ويُهينَهم أمامَ المدرسين ، فأيُّ معنويةٍ ننتظرُها ، إذا أُهينَ المعلِمُ أمامَ زملائِهِ ، أصبحَ كثيرٌ من المعلمينَ ، لا يستطيعون القيامَ بكثيرٍ من الواجباتِ والحقوقِ ، بسببِ تفريطِ الآباءِ ، كذلك المعلماتُ أضعنَ كثيراً من الأماناتِ والواجباتِ ، بسببِ تدخلِ الأمهاتِ وكثرةِ الشكايةِ هنا وهناك ، ألا فاتقوا اللهَ رحمكم اللهُ ، اتقوا اللهَ في حقوقِ المعلمينَ عليكم ، فما جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ، من منَّا الكاملُ ؟ وأنتَ بين أبنائِكَ وبناتِكَ كم تظلمُ ، وكم تؤذي ، وكم تضربُ ،وكم تَتجاوزُ من حدودِ اللهِ جل في عُلاه؟ ولكِنَّكَ تَنسى الإساءةَ ، في عَظيمِ إحسانِكَ إلى أبنائِكَ، فكيف بهذا المعلمِ ، الذي أقامَ لابنِكَ وعلمَهُ وأدبَهُ ، ويريدُ الخيرَله، فاحتسبوا رحمَكم اللهُ في إكرامِ المعلمينَ ، واغرسوا في قلوبِ الأبناءِ حبَّهم وتوقيرَهم ، وإجلالَهم والصبرَ على تَاديبَهُم ، يكنْ لكم في ذلك خيراً كثيراً ، وصلَّوا وسَلٍّموا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ..
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، الرحمنِ الرحيمِ مالكِ يومِ الدينِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، إلهُ الأولين والآخرين، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى الأمينَ، صلى الله عليه وسلم، وعلى آلِ بيتِهِ الطيبين والطاهرين، وعلى جميعِ أصحابِهِ الغرِّ الميامين، وعلى جميعِ من سارَ على نهجِهم وسلكَ سبيلَهم إلى يومِ الدينِ ، أما بعد:فَإنَّ بعضَ الآباءِ والأمهاتْ ،يستَخِفونَ بحقوقِ المعلمين والمعلماتِ ، فحينما ينطلقُ الأبناءُ والبناتُ إلى مقاعدِ الدراسةِ ، دونَ توجيهٍ ولا إرشادٍ ولا تربيةٍ ، يعبثُ هنا وهناك، ويلغوا كيفَ يشاءُ ،حتى تضيعَ طاقاتٌ وإمكاناتٌ بِعَبَثِ العَابثِينَ ، وسُخريةِ المستهزئينَ ، فإذا أُدَّبَ ابنُهُ وقُوِّمَ على السبيلِ ، أقامَ الدُّنيا وأقعدَها ، وانطلقَ ذلك الأبُ ، يَسبُّ هذا ويشتمُ ذاك ، ويَستَخِفَّ بالمعلمين ، ويُهينَهم أمامَ المدرسين ، فأيُّ معنويةٍ ننتظرُها ، إذا أُهينَ المعلِمُ أمامَ زملائِهِ ، أصبحَ كثيرٌ من المعلمينَ ، لا يستطيعون القيامَ بكثيرٍ من الواجباتِ والحقوقِ ، بسببِ تفريطِ الآباءِ ، كذلك المعلماتُ أضعنَ كثيراً من الأماناتِ والواجباتِ ، بسببِ تدخلِ الأمهاتِ وكثرةِ الشكايةِ هنا وهناك ، ألا فاتقوا اللهَ رحمكم اللهُ ، اتقوا اللهَ في حقوقِ المعلمينَ عليكم ، فما جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ، من منَّا الكاملُ ؟ وأنتَ بين أبنائِكَ وبناتِكَ كم تظلمُ ، وكم تؤذي ، وكم تضربُ ،وكم تَتجاوزُ من حدودِ اللهِ جل في عُلاه؟ ولكِنَّكَ تَنسى الإساءةَ ، في عَظيمِ إحسانِكَ إلى أبنائِكَ، فكيف بهذا المعلمِ ، الذي أقامَ لابنِكَ وعلمَهُ وأدبَهُ ، ويريدُ الخيرَله، فاحتسبوا رحمَكم اللهُ في إكرامِ المعلمينَ ، واغرسوا في قلوبِ الأبناءِ حبَّهم وتوقيرَهم ، وإجلالَهم والصبرَ على تَاديبَهُم ، يكنْ لكم في ذلك خيراً كثيراً ، وصلَّوا وسَلٍّموا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ..