محمدالمهوس
29-08-2012, 06:31
الخطبة الأولى
الحمدُ لله ربِّ العالمين خلقَهم وأبدعَهم، أنْزل شرعَه وخلق كونَه، وبعث رُسَله إلى الناس جميعًا ليُخرجوا الناسَ من الكفر إلى الإِيمان، ومن الظلمة إلى النّور، ومن الجَهالةِ إلى العلم، فجعل العلمَ نوراً يستضيءُ به العالِمُ ويَنشُرُهُ لِلْمُتَعَلِّمِ. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله صلّى الله ُعليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وسلّم تسْلِيماً كثيراً ... أما بعد ُأيها النّاس /
اتقُوا اللهَ في سِرَّكم وعلانيتِكم، فغدًا تُبلى السرائرُ، وتكشف الخبايا وتظهرُ مافي الضمائرِ، والناجون هم الصادقونَ المُتقون ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(
عبادَ الله/ انْقَضَتِ الإجازةُ، وطُويت فيها صَحائِفُ، ورحلَ فيها عن الدنيا من رحل، وَوُلِدَ فيها من وُلد، وأطلَّ على الدنيا خِلالها جِيلٌ جديدٌ ، وَعُمّرَ منْ عُمرّ، ) وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(
هَاهُوَ مُجتَمَعُنا – عِبَادَ اللهِ - فِي حالةِ اسْتنفارٍ ملحوظٍ لاستقبال عامٍ دراسيٍّ جديد , وهذا الاستنفارُ يتكرّرُ كلَّ عام ؛ اسْتنفارٌ في البيوت ، واسْتنفارٌ في الْعُقول ، واسْتنفارٌ في الأسواق بِحَاجِيّاتِ المدارسِ ولوازِمِها فَتبْقى أخْطاءُ ، وتُعالجُ أخطاء ُ، فَمِنَ الأخطاء التي تبقى ما يَظُنـُّه بعضُ الآباء ِأنه بتوفيرِ لوازمِ المدرسةِ وحاجياتِها قد أدّى ما عليه وانْتهى دورُه ، وهذا من الخطاء ! لأنَّ مسؤوليةََ الوالدِ لا تنْتهي عندَ هذا ، بَلْ عليه متابعةُ أبنائِهِ في دراستهم وغيرِها ، فَفِي خارجِ المدرسةِ : يختارُ جُلَسَاءَه ُ، ويَعْرِفُ ذََهابَه وإِيابَه ، يَصْحَبُهُ إلى المساجدِ والمجامع النافعةِ ، يُعَلِّمُه مكارمَ الأخلاق ويحثُّه عليها ، يُصَوِّبُ خطأَه وَيَشْكُرُ صَوابَه ُ.
وأمّا في المدرسة : فعِلاقة ُالوالدِ بمدرسةِ ابْنِهِ علاقةَُ رَحِمٍ لا ينبغي أن تُقْطَعْ , تَتمَثّلُ : بزيارتهِ لِمدْرَستهِ , والالتقاءِ ِبمُعلميه وأخذِ آرائِهم , ومُتابعةِ تحصيلِ الولد خُلُقِياً وعِلْمِيًّا , يقول ابنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ يَقُولُ :(( كُلُّكُمْ رَاعٍوَمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِفَالْإِمَامُرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِوَالرَّجُلُ فِيأَهْلِهِرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِوَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَارَاعِيَةٌوَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْرَعِيَّتِهَاوَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِرَاعٍوَهُوَمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِقَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِأَبِيهِرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ)) متفق عليه .
إذاً هاتوا المصاحفَ كيْ نُرَبي ِّ** على التقوى لنا طِفْلاً وَطِفْلة
إذاً هاتوا الحديـث َلكي نربي ** على الإيمان في الميدانِ أهْلَه
إليكَ أخِي المُعلِّم : فأنتَ بيتُ القصيدِ ومَحَطُّ الرّكب , وأنت أكثرُ الناس اتصالاً بالطلاب منْ غيرك َ. عَِمَلُكُ رسالةًٌ ، وشَخْصُكَ قُدْوَةٌ ، فَكُنْ عند حُسْنِ الظنِّ بِكَ ، فَتـَمثّل تقوى اللهِ في حياتِكَ , واسْتمْسِكْ بِعُرََى الإخلاص في عَمَلِكَ , واعْلم أنك متى اتّصفتََ بهذه الصفاتِ فَسَتَبْقَى ذِكْراكََ عاطِرَةً فِي أذْهانِ طُلابِكَ مَهْما دارت عجلةُ الزمان ، وإذا كنتَ خِلافَ ذلك فسوف تُنـْسَى وَتنـْسَى ، ويكونُ لِسانُ حَالِ طُلابِكَ : مُسْتـَرِيحٌ ومُسْتـَراحُ مِنْه ُ. فَكُنْ من أولئك الذين إذا حَضَرُوا ذُكِروا بخير ، وإذا غابوا ذُكروا بخير ، وإذا ماتوا ذكروا بخير , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ دلَّ على خيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ )) رواه مسلم من حديث أبي مسعود البدري – رضي الله عنه -
فَسَلْ ربّك التوفيقَ وقدّم لِطُلابِكَ ما تَسْتـَطيعُ من التربية والتعليم , والله ُلا يُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً .
أخي المعلم : إنّ أقلّ ما يُنظَر فيك أن يكون مظهرُكَ إسلاميًا، وأن يتفق القولُ مع الفعل، وأن تكون الرّوحُ إسلاميةً حقًّا. نريدُ مدرّسًا أمينًا على فلذات أكبادِنا، فإذا تكلّم فلا يتكلمُ إلا بخير، حَسَنَ التعاملُ فلا تصدُرُ منه إلا عباراتُ التربيةِ والتوجيه، قدوةٌ في مظهره، محافظٌ على صلاته، إذا دخل على الطلاب قابلَهم بالْبَسْمةِ وطلاقةِ الوجه، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًًا وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخاكَ بِوَجْهٍ طََلِق)) رواه مسلم.
إذا دخلَ حياهُم بتحيةِ الإسلام،وإذا بَدأ حديثَه وشرحَهُ بدأه بالْحمد للهِ والثّناءِ على اللهِ والصّلاةِ والسّلامِ على رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليهِ وَسَلّم .
هكذا نغْرِسُ التّربيةَ الإسْلاميةَ في نُفوسِ أجْيالِنا، ونربيهم على الأخلاق الحميدة.
وإنّه لَمَنْظرٌ سيئٌ أنْ تجدَ المدرسَ الفاضلَ يُغَذِّي في الطلاب التعصّبَ الرياضيَّ، فيُحللُ لهم المُبارياتِ ويشرحُ لهمْ أسْبابَ خسارةِ الفُرُقِ الرياضية.
منظرٌ مُشِين أن ترى مربّي الأجيال يتسلّل لِوَاذًا بين الْحِصَصِ ِليُلوّثَ فاهُ بالدُّخَان.
منظرٌ سيئٌ أنْ ترى بعضَ الْمُدرسينَ لايُحْسِنُ العدلَ مع الطُّلاب فَيُفَضِّلُ هذا على هذا، لا لأدبهِ ولا لِجِدِّه، بل لحاجةٍ في نفسه وظلمٍ في قلبه نسأل الله العافية . فعلىَ العدلِ قامت السماواتُ والأرضُ.
منظرٌ سيئ أن ترى المدرسَ لا يتقنُ شرحَهُ لِدروسِهِ، بلْ ينامُ بقيّةَ الدّرسِ أو يَتَضاحَكُ مع الطُّلاب سَاخِرًا.
وإنّني أتساءلُ أيها الإخوة : الطالبُ الذي يرى مُدرّسَهُ في حالٍ من المُيوعةِ والتسيُّبِ كيف يتعلمُ الفضيلةَ والرُّجولةَ الطالبُ الذي يسمعُ من مُدرّسهِ السّبََّ والشَّتْمََ وفُحْشَ الكلامِ كيف يتعلمُ الطّالِبُ حلاوةَ المنطق وعذابةِ الكلام ؟! والطالبة التي ترى معلمتها تسيرُ خلفَ صرخاتِ المُوضةِ وصيحاتِ الأزياء وتتلقّى كُلَّ ما يُصْدِرُهُ الأعداءُ.
كيف تتعلّمُ الفضيلةَ والعفاف؟! والطالبةُ التي ترى مدرستَها متبرجةً سافرةً كيف تلتزم بالحجاب والجلباب؟! والطالبةُ التي ترى مدرستَها تركبُ مع السائقِ وحدَها كيف تبتعدُ عن الاختلاط بالأجانب والخلوة بهم؟! ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ(
إنّها مصيبةٌ أنْ تختلَّ الموازينُ حينما يتولّى مُهِمّةَ التربيةِ والتعليم مَنْ لا يلتزمُ بأحكامِ الإسلام، مُتهاونٌ في أمرِ الله، قدِ اسْتحوذَ عليه الشيطانُ ؛ لأنَّ المطلوبَ من المُعلمِّ المُرَبِّي الإرشادُ إلى كُلِ خُلُقٍ حسنٍ والتحذيرُ من كُلِ خُلقٍ ذميمٍ، ولكن فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه.
يا أيها الرجلُ الْمعلّمُ غيرَه **هلاّ لنفسكَ كان ذا التعليمُ
تََصِفُ الدواءَ لذي السّقَام وذي الضَّنَى** كَيْمَا يصحّ به وأنت سَقِيمُ
ونراك تُصلِحُ بالرشادِ عقولَنا **أبدًا وأنت من الرشاد عَدِيْمُ
ابدأ بنفسك فانْهَهَا عن غَيِّها ** فإذا انتهت عنه فأنتَ حكيمُ
فهناك يُقْبَلُ ما وَعَظْتَُ ويُقْتَدَى ** بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ
لا تَنْهَ عن خُلُق وتأتِيَ مثلَه ** عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
أخي المعلم : الأمانةََ الأمانةََ في هذه المهنةِ الشّريفة والعدلَ العدلَ بين أبنائِكَ الطُّلاب، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله ُرَعِيّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غاشٌ لِرَعِيّتِهِ إلاّ حَرّمَ الله ُعَليهِ الْجَنّة)) رواه مسلم، ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أدِّ الأمانةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَك، ولا تَخُنْ مََنْ خَاَنَك))
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم ) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(
أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقهِ وعظيمِ امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنِهِ، وأشهد أنّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه ، صلى اللهُ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابهِ وأتباعهِ وسلّم تسْليماً كثيراً .
أما بعد: اتقوا اللهَ عبادَ الله ، فبِالتّقوى يَصلحُ العملُ، ويُغفر الزللُ ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب(
أبْنائِي الطُّلاب / إنّ الفُؤادَ ليتألّمُ وإنّ الصّدرَ لَيضيقُ عندما نراك حزينَ القلبِ كسيرَ النفسِ ِلبِدْءِ العامِ الدراسيِّ الْجديدِ ، فسبحانَ الله ! ألا ترى أُمَمَ الكُفرَ شَرْقِيَّهَا وغَرْبِيَّهَا تفاخربِأجْيالِها وبصناعتِها وتَطورِها، وأنت تتبرّمُ كثيرًا، وتُعطي الدَّعةَ والكسلَ والراحةَ من وقتك شيئًا كبيرًا، ألا ترى إخوانَك المحرومين من الدِّراسةِ ، والذين قُصِفَتْ مدارسُهُم وقُتل آباؤهم ومعلموهم ومُزقت مصاحِفُهُم وكتبُهُم وشرِّدوا من ديارهِم – نَعَم بُنيّ – إنّهم إخوانُك في سُوريا الشّهامةِ والكرامةِ والْحُوريّةِ والْجِهادِ .
فآهٍ لآلامِهِم ومُعاناتِهم، آهٍ لِمشاعِرِهِم وأوجاعِهِم؟! آهٍ لشعبٍ أعْزلٍ مُسالمٍ يواجهُ كُلَّ لحظةٍ مَجازرَ جماعيةٍ متناهيةٍ في الْبشاعةِ والقبحِ .
يَطَأونَ أعناق الرِّجالِ إهانةً ** وعلى المساجدِ يطلقونَ النَّارا
تختـالُ دبَّاباتُهُمْ، وكأنَّها ** تلقى العدوَّ وجيشَهُ الجرَّارا
كانتْمُخبَّأةَ لتقتُلَ شعبَها ** حِقداً عليه وتهْتِكَالأستارا
بئسَالجيوشُ إذا غدتْ أُلْعوبةً ** بيدِ الطُّغاةِ،وداستِ الأزهارا
أسَفي علىالجيش الذي تَركَ العِدا **ومَضى يُحارِبُ شَعبهُ استكبارا
إلىَ اللهِ نَشْكُو وهو القادِرُ، إلى اللهِ نتوجّهُ وهو القاهِرُ، إلى اللهِ وحده نَبُثُّ الأنينَ، إلى الله وحدَه الناصرُ والمُعين، اللّهم ندعوكَ في هذه اللحظاتِ من يوم جُمعتِنا، وأنتَ العليمُ بِضعِفنا وقِلّةِ حيلتِنا، اللّهم إنّك تعلمُ أنّ في القلوبِ آلامٌ وحسراتٌ، وتعلم مافي النّفوس من توجُّعٍ وآهات، فقد خَفقتِ الضُّلوعُ وجفّت الدُّموعُ وهتفتِ الجُموعُ تَرْجُوكَ وتدعُوكَ وتسألُكَ بِرحمتِكَ ولُطفك أنْ ترْحمَ ضعفَ إخوانِنا في سوريا، وأنْ ترفعَ بِلُطفكَ عنهم الظُّلم عاجلاًً غير آجل، اللهم فرّج هَمّهُمْ، وفُكَّ كَرْبَهُم، اللّهم عليك بِعَدُوِّهِم بشّارَ وأعوانِه ومن أعانَهُم واصْطَفَّ بِصفِّهم، اللهم إنّهم يمكرونَ وأنتَ خيرُ الماكرين، ويُخَطّطونَ وأنتَ الخبيرُ العليم، فاجْعلِ اللّهمَّ تدبيرَهم تدْميرَهم، وادِرْ الدَّائرةّ عليهم، اللَّهم أطْبِقْ عليهم قبضتكَ وبطشكَ، ورجزكَ وعذابكَ، اللهم بَغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صُبَّ عليهم سَوط عذاب، يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين من النصيرين البعثيين ومن آزرَهم، اللهم خالِفْ بين رأيِهم وكلمتِهم، اللهم شتّت شمْلَهم، وفرّق صفّهم، اللهم أرِنَا فيهم عجائبَ قدرتك، وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم انْصر جُندَك وكتابَك وسنةَ نبيِّك، وأعْلِ كلمةَ الحق، اللهم انصر المستضعفين، وفرّج همَّ المهمومين، وفُكَّ أسرى المأسورين، واشُفِ المرضى وارحمِ الموتى، ورُدَّ اللاجئينَ لبيوتِهم مُعَزّزينَ مكرمين، اللهم فرجَكَ ونَصْرَكَ لأهلِ الشام برحمتِك يا أرْحمَ الراحمين، اللهم رُحماك ُرحماك بالضُّعفاء واليتامى، وبالصَّغار وبالنساء الثكالى، وبذي الشيبة الكبير والأيامى ياربّ العالمين.
عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
الحمدُ لله ربِّ العالمين خلقَهم وأبدعَهم، أنْزل شرعَه وخلق كونَه، وبعث رُسَله إلى الناس جميعًا ليُخرجوا الناسَ من الكفر إلى الإِيمان، ومن الظلمة إلى النّور، ومن الجَهالةِ إلى العلم، فجعل العلمَ نوراً يستضيءُ به العالِمُ ويَنشُرُهُ لِلْمُتَعَلِّمِ. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وصفيه وخليله صلّى الله ُعليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وسلّم تسْلِيماً كثيراً ... أما بعد ُأيها النّاس /
اتقُوا اللهَ في سِرَّكم وعلانيتِكم، فغدًا تُبلى السرائرُ، وتكشف الخبايا وتظهرُ مافي الضمائرِ، والناجون هم الصادقونَ المُتقون ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(
عبادَ الله/ انْقَضَتِ الإجازةُ، وطُويت فيها صَحائِفُ، ورحلَ فيها عن الدنيا من رحل، وَوُلِدَ فيها من وُلد، وأطلَّ على الدنيا خِلالها جِيلٌ جديدٌ ، وَعُمّرَ منْ عُمرّ، ) وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(
هَاهُوَ مُجتَمَعُنا – عِبَادَ اللهِ - فِي حالةِ اسْتنفارٍ ملحوظٍ لاستقبال عامٍ دراسيٍّ جديد , وهذا الاستنفارُ يتكرّرُ كلَّ عام ؛ اسْتنفارٌ في البيوت ، واسْتنفارٌ في الْعُقول ، واسْتنفارٌ في الأسواق بِحَاجِيّاتِ المدارسِ ولوازِمِها فَتبْقى أخْطاءُ ، وتُعالجُ أخطاء ُ، فَمِنَ الأخطاء التي تبقى ما يَظُنـُّه بعضُ الآباء ِأنه بتوفيرِ لوازمِ المدرسةِ وحاجياتِها قد أدّى ما عليه وانْتهى دورُه ، وهذا من الخطاء ! لأنَّ مسؤوليةََ الوالدِ لا تنْتهي عندَ هذا ، بَلْ عليه متابعةُ أبنائِهِ في دراستهم وغيرِها ، فَفِي خارجِ المدرسةِ : يختارُ جُلَسَاءَه ُ، ويَعْرِفُ ذََهابَه وإِيابَه ، يَصْحَبُهُ إلى المساجدِ والمجامع النافعةِ ، يُعَلِّمُه مكارمَ الأخلاق ويحثُّه عليها ، يُصَوِّبُ خطأَه وَيَشْكُرُ صَوابَه ُ.
وأمّا في المدرسة : فعِلاقة ُالوالدِ بمدرسةِ ابْنِهِ علاقةَُ رَحِمٍ لا ينبغي أن تُقْطَعْ , تَتمَثّلُ : بزيارتهِ لِمدْرَستهِ , والالتقاءِ ِبمُعلميه وأخذِ آرائِهم , ومُتابعةِ تحصيلِ الولد خُلُقِياً وعِلْمِيًّا , يقول ابنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ يَقُولُ :(( كُلُّكُمْ رَاعٍوَمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِفَالْإِمَامُرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِوَالرَّجُلُ فِيأَهْلِهِرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِوَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَارَاعِيَةٌوَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْرَعِيَّتِهَاوَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِرَاعٍوَهُوَمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِقَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِأَبِيهِرَاعٍوَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ)) متفق عليه .
إذاً هاتوا المصاحفَ كيْ نُرَبي ِّ** على التقوى لنا طِفْلاً وَطِفْلة
إذاً هاتوا الحديـث َلكي نربي ** على الإيمان في الميدانِ أهْلَه
إليكَ أخِي المُعلِّم : فأنتَ بيتُ القصيدِ ومَحَطُّ الرّكب , وأنت أكثرُ الناس اتصالاً بالطلاب منْ غيرك َ. عَِمَلُكُ رسالةًٌ ، وشَخْصُكَ قُدْوَةٌ ، فَكُنْ عند حُسْنِ الظنِّ بِكَ ، فَتـَمثّل تقوى اللهِ في حياتِكَ , واسْتمْسِكْ بِعُرََى الإخلاص في عَمَلِكَ , واعْلم أنك متى اتّصفتََ بهذه الصفاتِ فَسَتَبْقَى ذِكْراكََ عاطِرَةً فِي أذْهانِ طُلابِكَ مَهْما دارت عجلةُ الزمان ، وإذا كنتَ خِلافَ ذلك فسوف تُنـْسَى وَتنـْسَى ، ويكونُ لِسانُ حَالِ طُلابِكَ : مُسْتـَرِيحٌ ومُسْتـَراحُ مِنْه ُ. فَكُنْ من أولئك الذين إذا حَضَرُوا ذُكِروا بخير ، وإذا غابوا ذُكروا بخير ، وإذا ماتوا ذكروا بخير , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ دلَّ على خيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ )) رواه مسلم من حديث أبي مسعود البدري – رضي الله عنه -
فَسَلْ ربّك التوفيقَ وقدّم لِطُلابِكَ ما تَسْتـَطيعُ من التربية والتعليم , والله ُلا يُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً .
أخي المعلم : إنّ أقلّ ما يُنظَر فيك أن يكون مظهرُكَ إسلاميًا، وأن يتفق القولُ مع الفعل، وأن تكون الرّوحُ إسلاميةً حقًّا. نريدُ مدرّسًا أمينًا على فلذات أكبادِنا، فإذا تكلّم فلا يتكلمُ إلا بخير، حَسَنَ التعاملُ فلا تصدُرُ منه إلا عباراتُ التربيةِ والتوجيه، قدوةٌ في مظهره، محافظٌ على صلاته، إذا دخل على الطلاب قابلَهم بالْبَسْمةِ وطلاقةِ الوجه، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًًا وَلَوْ أنْ تَلْقَى أخاكَ بِوَجْهٍ طََلِق)) رواه مسلم.
إذا دخلَ حياهُم بتحيةِ الإسلام،وإذا بَدأ حديثَه وشرحَهُ بدأه بالْحمد للهِ والثّناءِ على اللهِ والصّلاةِ والسّلامِ على رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عليهِ وَسَلّم .
هكذا نغْرِسُ التّربيةَ الإسْلاميةَ في نُفوسِ أجْيالِنا، ونربيهم على الأخلاق الحميدة.
وإنّه لَمَنْظرٌ سيئٌ أنْ تجدَ المدرسَ الفاضلَ يُغَذِّي في الطلاب التعصّبَ الرياضيَّ، فيُحللُ لهم المُبارياتِ ويشرحُ لهمْ أسْبابَ خسارةِ الفُرُقِ الرياضية.
منظرٌ مُشِين أن ترى مربّي الأجيال يتسلّل لِوَاذًا بين الْحِصَصِ ِليُلوّثَ فاهُ بالدُّخَان.
منظرٌ سيئٌ أنْ ترى بعضَ الْمُدرسينَ لايُحْسِنُ العدلَ مع الطُّلاب فَيُفَضِّلُ هذا على هذا، لا لأدبهِ ولا لِجِدِّه، بل لحاجةٍ في نفسه وظلمٍ في قلبه نسأل الله العافية . فعلىَ العدلِ قامت السماواتُ والأرضُ.
منظرٌ سيئ أن ترى المدرسَ لا يتقنُ شرحَهُ لِدروسِهِ، بلْ ينامُ بقيّةَ الدّرسِ أو يَتَضاحَكُ مع الطُّلاب سَاخِرًا.
وإنّني أتساءلُ أيها الإخوة : الطالبُ الذي يرى مُدرّسَهُ في حالٍ من المُيوعةِ والتسيُّبِ كيف يتعلمُ الفضيلةَ والرُّجولةَ الطالبُ الذي يسمعُ من مُدرّسهِ السّبََّ والشَّتْمََ وفُحْشَ الكلامِ كيف يتعلمُ الطّالِبُ حلاوةَ المنطق وعذابةِ الكلام ؟! والطالبة التي ترى معلمتها تسيرُ خلفَ صرخاتِ المُوضةِ وصيحاتِ الأزياء وتتلقّى كُلَّ ما يُصْدِرُهُ الأعداءُ.
كيف تتعلّمُ الفضيلةَ والعفاف؟! والطالبةُ التي ترى مدرستَها متبرجةً سافرةً كيف تلتزم بالحجاب والجلباب؟! والطالبةُ التي ترى مدرستَها تركبُ مع السائقِ وحدَها كيف تبتعدُ عن الاختلاط بالأجانب والخلوة بهم؟! ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ(
إنّها مصيبةٌ أنْ تختلَّ الموازينُ حينما يتولّى مُهِمّةَ التربيةِ والتعليم مَنْ لا يلتزمُ بأحكامِ الإسلام، مُتهاونٌ في أمرِ الله، قدِ اسْتحوذَ عليه الشيطانُ ؛ لأنَّ المطلوبَ من المُعلمِّ المُرَبِّي الإرشادُ إلى كُلِ خُلُقٍ حسنٍ والتحذيرُ من كُلِ خُلقٍ ذميمٍ، ولكن فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه.
يا أيها الرجلُ الْمعلّمُ غيرَه **هلاّ لنفسكَ كان ذا التعليمُ
تََصِفُ الدواءَ لذي السّقَام وذي الضَّنَى** كَيْمَا يصحّ به وأنت سَقِيمُ
ونراك تُصلِحُ بالرشادِ عقولَنا **أبدًا وأنت من الرشاد عَدِيْمُ
ابدأ بنفسك فانْهَهَا عن غَيِّها ** فإذا انتهت عنه فأنتَ حكيمُ
فهناك يُقْبَلُ ما وَعَظْتَُ ويُقْتَدَى ** بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ
لا تَنْهَ عن خُلُق وتأتِيَ مثلَه ** عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
أخي المعلم : الأمانةََ الأمانةََ في هذه المهنةِ الشّريفة والعدلَ العدلَ بين أبنائِكَ الطُّلاب، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله ُرَعِيّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غاشٌ لِرَعِيّتِهِ إلاّ حَرّمَ الله ُعَليهِ الْجَنّة)) رواه مسلم، ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أدِّ الأمانةَ إلى مَنِ ائْتَمَنَك، ولا تَخُنْ مََنْ خَاَنَك))
أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيم ) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(
أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقهِ وعظيمِ امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنِهِ، وأشهد أنّ نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه ، صلى اللهُ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابهِ وأتباعهِ وسلّم تسْليماً كثيراً .
أما بعد: اتقوا اللهَ عبادَ الله ، فبِالتّقوى يَصلحُ العملُ، ويُغفر الزللُ ) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِب(
أبْنائِي الطُّلاب / إنّ الفُؤادَ ليتألّمُ وإنّ الصّدرَ لَيضيقُ عندما نراك حزينَ القلبِ كسيرَ النفسِ ِلبِدْءِ العامِ الدراسيِّ الْجديدِ ، فسبحانَ الله ! ألا ترى أُمَمَ الكُفرَ شَرْقِيَّهَا وغَرْبِيَّهَا تفاخربِأجْيالِها وبصناعتِها وتَطورِها، وأنت تتبرّمُ كثيرًا، وتُعطي الدَّعةَ والكسلَ والراحةَ من وقتك شيئًا كبيرًا، ألا ترى إخوانَك المحرومين من الدِّراسةِ ، والذين قُصِفَتْ مدارسُهُم وقُتل آباؤهم ومعلموهم ومُزقت مصاحِفُهُم وكتبُهُم وشرِّدوا من ديارهِم – نَعَم بُنيّ – إنّهم إخوانُك في سُوريا الشّهامةِ والكرامةِ والْحُوريّةِ والْجِهادِ .
فآهٍ لآلامِهِم ومُعاناتِهم، آهٍ لِمشاعِرِهِم وأوجاعِهِم؟! آهٍ لشعبٍ أعْزلٍ مُسالمٍ يواجهُ كُلَّ لحظةٍ مَجازرَ جماعيةٍ متناهيةٍ في الْبشاعةِ والقبحِ .
يَطَأونَ أعناق الرِّجالِ إهانةً ** وعلى المساجدِ يطلقونَ النَّارا
تختـالُ دبَّاباتُهُمْ، وكأنَّها ** تلقى العدوَّ وجيشَهُ الجرَّارا
كانتْمُخبَّأةَ لتقتُلَ شعبَها ** حِقداً عليه وتهْتِكَالأستارا
بئسَالجيوشُ إذا غدتْ أُلْعوبةً ** بيدِ الطُّغاةِ،وداستِ الأزهارا
أسَفي علىالجيش الذي تَركَ العِدا **ومَضى يُحارِبُ شَعبهُ استكبارا
إلىَ اللهِ نَشْكُو وهو القادِرُ، إلى اللهِ نتوجّهُ وهو القاهِرُ، إلى اللهِ وحده نَبُثُّ الأنينَ، إلى الله وحدَه الناصرُ والمُعين، اللّهم ندعوكَ في هذه اللحظاتِ من يوم جُمعتِنا، وأنتَ العليمُ بِضعِفنا وقِلّةِ حيلتِنا، اللّهم إنّك تعلمُ أنّ في القلوبِ آلامٌ وحسراتٌ، وتعلم مافي النّفوس من توجُّعٍ وآهات، فقد خَفقتِ الضُّلوعُ وجفّت الدُّموعُ وهتفتِ الجُموعُ تَرْجُوكَ وتدعُوكَ وتسألُكَ بِرحمتِكَ ولُطفك أنْ ترْحمَ ضعفَ إخوانِنا في سوريا، وأنْ ترفعَ بِلُطفكَ عنهم الظُّلم عاجلاًً غير آجل، اللهم فرّج هَمّهُمْ، وفُكَّ كَرْبَهُم، اللّهم عليك بِعَدُوِّهِم بشّارَ وأعوانِه ومن أعانَهُم واصْطَفَّ بِصفِّهم، اللهم إنّهم يمكرونَ وأنتَ خيرُ الماكرين، ويُخَطّطونَ وأنتَ الخبيرُ العليم، فاجْعلِ اللّهمَّ تدبيرَهم تدْميرَهم، وادِرْ الدَّائرةّ عليهم، اللَّهم أطْبِقْ عليهم قبضتكَ وبطشكَ، ورجزكَ وعذابكَ، اللهم بَغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صُبَّ عليهم سَوط عذاب، يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين من النصيرين البعثيين ومن آزرَهم، اللهم خالِفْ بين رأيِهم وكلمتِهم، اللهم شتّت شمْلَهم، وفرّق صفّهم، اللهم أرِنَا فيهم عجائبَ قدرتك، وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم انْصر جُندَك وكتابَك وسنةَ نبيِّك، وأعْلِ كلمةَ الحق، اللهم انصر المستضعفين، وفرّج همَّ المهمومين، وفُكَّ أسرى المأسورين، واشُفِ المرضى وارحمِ الموتى، ورُدَّ اللاجئينَ لبيوتِهم مُعَزّزينَ مكرمين، اللهم فرجَكَ ونَصْرَكَ لأهلِ الشام برحمتِك يا أرْحمَ الراحمين، اللهم رُحماك ُرحماك بالضُّعفاء واليتامى، وبالصَّغار وبالنساء الثكالى، وبذي الشيبة الكبير والأيامى ياربّ العالمين.
عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .