الشيخ/عبدالله السالم
18-08-2012, 21:07
[CENTER]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يَا أَ يُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُون ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُواْ اللهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُوْلُوا قَولاً سَدِيْداً يُصْلِح لَكُم أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيْماً ) أما بعد : أيها الاخوةُ في اللهِ ، لقد منَّ اللهُ علينا جميعاً ببلوغِ هذا الشهرِ الكريمِ ، فنسألُه عزَّ وجلَّ ، أن يعينَنا على صيامِهِ وقيامِهِ ، ونسألُه عزَّ وجل ، أن يوفقَنا وإياكم ، لفعلِ الخيراتِ وتقديمِ الطَّاعاتِ ، وأن يتقبلَ منَّا الصيامَ والقيامَ ، ويغفرَ لنا سيئاتِنا ، فإنه عزَّ وجل ، أتاحَ لنا الفرصةَ ، وأعطانا المهلةَ ، ومكننا من العملِ الذي ينفعُنا ، فنعمةٌ عظيمةٌ جدُّ عظيمةٍ ، أن بلَّغَنا اللهُ هذا الشهرَ المباركَ ، فيَجبُ علينا أن نفرحَ بهاذهِ النعمةِ غايةَ الفرحِ ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون ) نَفرَحزا بهذه النعمةِ ونَغتنموا أوقاتَ هذا الشهرِ ، بمزيدٍ من الأعمالِ الصالحةِ ،والقرباتِ ، ]فإنما هيَ كما قال تبارك وتعالى : (أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ) سُرعان ما تنقضي ، وسُرعان ما تنتهي ،فيجب على المسلم أن يتقيَ الله ويُحافظَ على هذهِ الأيام ، ويبتعد عن الحرام ، ويصونَ نفسَهُ عما لايليقُ بها ، بترك شهواته وملذاته ، كما في الحديثِ القدسي : { إِنَّمَا يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرابَهُ مِنْ أَجْلِي } فَحافظوا على شهرِكُم وأكثروا فيه من طاعةِ ربِّكم ، لعلَّكم تُكتبون فيه ، من الفائزينَ ، اغتنموا فضلَ ربِّكم ، ذي الجود والإحسانِ ، وتعرَّضوا لنفحاتِهِ ، في أوقاتِ شهرِكم الحسانِ ، واعطِفوا على أقارِبِكم ، وصلوهم يصلْكم اللهُ برحمتِهِ ،وتَفَقَّدوا الإيتَامَ والأرامِلَ والمسَاكين ، واحذروا أن تمحقوا صومَكم ، بالفسوقِ العصيانِ ، وأكثروا من التسبيحِ والأذكارِ ، وتلاوةِ القرآنِ ، ومن الصلاةِ والسلامِ على النبي المختارِ ، ومن شهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وطلبِ المغفرةِ ، وسؤالِ الجنةِ ، والتَّعوذِ من نارِ جهنمَ ، وإيَّاكم أن تُدخِلوا بُطُونَكم غذاءً حراماً ، في سَحورٍ أو فطورٍ، فإنَّ ذلك محضُ خيبةٍ وخُسرانٍ ، وادخلوا دارَ الصومِ راشدين ، واحرصوا على شعائرِ إسلامِكم ، واحذروا أن تكونوا مستهترين ، من الذين فسدتْ قلوبُهُم ، وضلَّتْ عقولُهُم ، وساءتْ تربيتُهم ، فيفطرون في رمضانَ ، ويُعرضونَ عن ربِّهم ، ويهدمونَ من أركانِ الإسلامِ أقواها ، فيحِلَّهم اللهُ دارَ البوارِ ، (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ) ، ولا يخدعنَّكم الشيطانُ ، بالتسويفِ والتأخيرِ ، فإن الشيطانَ كما قالَ تعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً ) فإنَّكم لا تدرونَ متى يكونُ المصير ُ، ألا فتقرَّبُوا إلى الله ، بِالبُعد عن معاصيه وعن مُخالفةِ أوامرِهِ ،قالَ عليهِ الصلاةُ والسلام { مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ }رواه البخاري من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه ، وعن عمر رضي الله عنه ، قال : {ليس الصيامُ من الطعامِ والشرابِ وحدَهُ ، ولكِنَّهُ من الكذبِ والباطلِ واللغوِ والْحَلِف }وفي سُننِ البيهقي من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه { لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ فَقَطْ. إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ. فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقَلْ : إِنِّى صَائِمٌ } قال بعض السلف : أهونُ الصيام ، تركُ الشرابِ والطعامِ . ويقول جابررضي الله عنه ، إذا صُمت فليَصُم سمعُكَ وبصرك ولِسَانُكَ عن الكذبِ والمحارم ، ودع اذى الجار ، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يومَ صومِكَ ، ولا تجعل يومَ صومِك ، ويومَ فطرِكَ سواء ، ويا بنَ آدمَ ، إنَّك ناظرٌ إلى عملِكَ ، يوزنُ خيُرُهُ وشرُّهُ ، فلا تحقرنَّ من الخيرِ شيئاً أن تَفعلُهُ ، وإن هو صَغُرَ ، فإنَّك إذا رأيتَهُ سرَّكَ مكانُهُ ، ولا تحقرنَّ من الشرِّ شيئاً أن تَجتَنِبَهُ، فإنَّك إذا رأيتَهُ ، ساءَكَ مكانُهُ ، ورحمَ اللهُ رجلاً كسبَ طيباً ، وأنفقَ قصداً ، وقدَّمَ فضلاً لِيومِ فقرِهِ وفاقتِهِ ،
سبيلُك في الدنيا سبيلُ مسافرٍ ولا بدَّ من زادٍ لكلِّ مسافرِ
فانتبهوا يارعاكُم اللهُ ، لا تكونوا من الغافلينَ ، ولا تجتر حوا السيئاتِ ، فقد قال تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ،
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أمّا بعدُ : أيها الاخوةُ في اللهِ ، فضيلةُ الصومِ معروفةٌ ، والجزاءُ على الصومِ عظيمٌ ، وثوابُهُ جزيلٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها ،ويكفي قولُ اللهِ تعالى في الحديثِ القدسي ، { إلاَّ الصومَ فإنَّه لي وأنا أجزي به } ، يتقبَّلُهُ عزَّ وجلَّ من الصائِمِ ، ويثيبُهُ عليهِ ، ففي صحيحِ البخاري من حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه ، أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : { قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِى ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ . وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ . وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ } واللهُ عندَهُ حسنُ الثوابِ ، وما ربُّك بظالمٍ ولا بخيلٍ ، ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) يدعُ الإنسانُ طعامَهُ وشرابَهُ للهِ ، فيطعمُهُ اللهُ من ثمارِ الجنةِ ، ويسقيه من السلسبيلِ ، ويمنعُ الإنسانُ نفسَهُ من شهواتِها ، ويكفُّ نفسَهُ عن القيلِ والقالِ ، فيزوجُه ربُّهُ من الحورِ العين ، والذي عندَ اللهِ كثيرٌ ، والذي تعملونَهُ قليلٌ ، وفي الجنَّةِ بابٌ ، يقالُ لهُ الريَّانُ لا يدخلُ منه إلاَّ الصائمونَ ، واللهُ تعالى يقولُ : ( إِنَّ الْمُتَّقِيْنَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُون وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُون كُلُواْ وَشْرَبُواْ هَنِيْئاً بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون ) سيندمُ عبدٌ واجَهَ الحسابَ بِلا عملٍ ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّا لَهُ الذِّكْرَىَ يَقُولُواْ يَا لَيْتَنِيْ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) فقَدِمزا لإنفسكم خيرا تجدوه عند الله ذخرا ،)يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) عبادَ الله ، صلّوا على المعصوم ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتم التسليم ، فإنه يقولُ بأبي هو وأمي { مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ }اللهم صلي وسلّم وأنعم وأكرم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنوار ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعِ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهُم اعطْنا ولا تحرمْنا ، وجُدْ علينا بكريمِ نوالِكْ ، وتتابُعِ حفظانِكْ ، اللهُم خُذْ بأيدينا إلى ما تحبُ وترضى ، اللهُم زكِّ أقوالَنا وأعمالَنا وعُقولَنا ، واهدْنا ويسرْ الهدى لنا اللهُم يا منْ لا يُعاجلُ بالعقوبهْ ، ألهمْنا حُسنَ التُوبةِ إليكْ ، وجميلَ التوكلِ عليكْ ، وعظيمَ الزُلفى لديكْ ، نحن بكَ وإليكْ ، تباركتْ ربَّنا وتعاليتْ ، فيا أهلَ المغفرةِ إغفرْ لنا ، ويا أهلَ التقوى إستعملْنا في طاعتكْ ، ويا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكْ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون ..
للتحمـــيل (http://abosami.com/pro/dar.mp3)
http://abosami.com/pro/dar.mp3
سبيلُك في الدنيا سبيلُ مسافرٍ ولا بدَّ من زادٍ لكلِّ مسافرِ
فانتبهوا يارعاكُم اللهُ ، لا تكونوا من الغافلينَ ، ولا تجتر حوا السيئاتِ ، فقد قال تعالى (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ،
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم منكلِّ ذنب ، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أمّا بعدُ : أيها الاخوةُ في اللهِ ، فضيلةُ الصومِ معروفةٌ ، والجزاءُ على الصومِ عظيمٌ ، وثوابُهُ جزيلٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها ،ويكفي قولُ اللهِ تعالى في الحديثِ القدسي ، { إلاَّ الصومَ فإنَّه لي وأنا أجزي به } ، يتقبَّلُهُ عزَّ وجلَّ من الصائِمِ ، ويثيبُهُ عليهِ ، ففي صحيحِ البخاري من حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه ، أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : { قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِى ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ . وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ . وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ } واللهُ عندَهُ حسنُ الثوابِ ، وما ربُّك بظالمٍ ولا بخيلٍ ، ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) يدعُ الإنسانُ طعامَهُ وشرابَهُ للهِ ، فيطعمُهُ اللهُ من ثمارِ الجنةِ ، ويسقيه من السلسبيلِ ، ويمنعُ الإنسانُ نفسَهُ من شهواتِها ، ويكفُّ نفسَهُ عن القيلِ والقالِ ، فيزوجُه ربُّهُ من الحورِ العين ، والذي عندَ اللهِ كثيرٌ ، والذي تعملونَهُ قليلٌ ، وفي الجنَّةِ بابٌ ، يقالُ لهُ الريَّانُ لا يدخلُ منه إلاَّ الصائمونَ ، واللهُ تعالى يقولُ : ( إِنَّ الْمُتَّقِيْنَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُون وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُون كُلُواْ وَشْرَبُواْ هَنِيْئاً بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون ) سيندمُ عبدٌ واجَهَ الحسابَ بِلا عملٍ ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّا لَهُ الذِّكْرَىَ يَقُولُواْ يَا لَيْتَنِيْ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) فقَدِمزا لإنفسكم خيرا تجدوه عند الله ذخرا ،)يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) عبادَ الله ، صلّوا على المعصوم ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتم التسليم ، فإنه يقولُ بأبي هو وأمي { مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ }اللهم صلي وسلّم وأنعم وأكرم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنوار ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعِ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهُم اعطْنا ولا تحرمْنا ، وجُدْ علينا بكريمِ نوالِكْ ، وتتابُعِ حفظانِكْ ، اللهُم خُذْ بأيدينا إلى ما تحبُ وترضى ، اللهُم زكِّ أقوالَنا وأعمالَنا وعُقولَنا ، واهدْنا ويسرْ الهدى لنا اللهُم يا منْ لا يُعاجلُ بالعقوبهْ ، ألهمْنا حُسنَ التُوبةِ إليكْ ، وجميلَ التوكلِ عليكْ ، وعظيمَ الزُلفى لديكْ ، نحن بكَ وإليكْ ، تباركتْ ربَّنا وتعاليتْ ، فيا أهلَ المغفرةِ إغفرْ لنا ، ويا أهلَ التقوى إستعملْنا في طاعتكْ ، ويا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكْ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون ..
للتحمـــيل (http://abosami.com/pro/dar.mp3)
http://abosami.com/pro/dar.mp3