المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنـــافـــر الـــــــــود !!!!!!



الشيخ/عبدالله السالم
28-06-2012, 12:24
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخَالِقُ النَّاسِ مِن تُرابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أَن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد أيُها الأخوةُ في اللهِ ، ألبغضاءُ : مرضٌ من أمراضِ القلوبِ ، التي تَتَسربُ إليها على غفلةٍ منَّا ؟ فَتُخالِطُ مَشَاعِرَنا ، وتنموا في وجدانِنا ، والشيطانُ يأسَ من إيقاعِ المسلمِ ، في الشِّركِ والوَثَنيةِ ، فصارتْ وسيلَتُهُ ، إيقادُ نيرانِ الحقدِ والبغضاءِ والعداوةِ في القلوبِ ، حتى إذا اشتعلتْ ، استمتعَ الشيطانُ برُؤيتِها ، وهي تُحرقُ حاضرَ الأخوّةِ ، في الدينِ ، والنسبِ ، والقرابةِ ، والصداقةِ ، ومُستقبلِها ، وتَلتَهِمُ علاقاتِ الودِّ بينَها يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ { إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ}رواه مسلمٌ في صحيحِهِ من حديثِ جابرٍ رضي الله عنه ، وإن من الناسِ أيها الأخوةُ في الله ، من لعبَ فيه الشيطانُ ، كَلَعِبِ الصبيانِ بالكُرةِ ، فجعلَ الشيطانُ يُلقي في قلبِ هذا المسكينِ ، بُغُضَ فُلانٍ ، وعداوةَ عَلانٍ ، فيُلقي في قلبِهِ ، أَنَّ فلاناً يُبغضُكَ ، ويَنظُرُ إليك نظرةَ استحقارٍ وكبرٍ وازدراءٍ ، وفُلاناً قصدَ كذا في موضوعِ كذا ، وفلاناً لا يراكَ شيئاً ، وفلاناً لا يُسلِّمُ عليكَ ، وهكذا ما يزالُ يُلقي الشيطانُ في هذا القلبِ الخربِ ، حتى يُبعدَهُ عن أهلِهِ وأصدقائِهِ وعشيرتِهِ ، حتى رُبما أبعدَهُ عن المسجدِ ، وهذا تنفيرٌ للودِّ ، وتمكينٌ للشرِّ ، وإذا تنافرَ الودُ وتمكنَ الشرُ ، عادَ الناسُ إلى حالِ القسوةِ والعنادِ ،فتجدُ أحدهُم يسعى إلى الإساءةِ إلى أخيهِ ومضايقتهِ وتعكيرِ صفوهِ ، بإي وسيلةٍ كانت ،وما علمَ المسكين ، أن النبي e يقول { إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ إِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ}وهؤلاءِ يَقطعونَ ما أمرَ اللهُ به أن يوصلَ ،ويفسدون في الأرض ،طاعةً لشيطان ، ومعصيةً للهِ ورسولِه ، وإن الإيمانَ ليتسربُ من القلبِ الحقودِ ، كما يَتَسربُ الماءُ من الإناءِ المثلومِ ، من هُنا أيُها الأخوةُ ، فّإِنَّ الحقدَ والضغينةَ ، غليانٌ شيطانيٌّ ، وهِياجٌ إبليسيُّ ، سبقَ به إمامُ الحاقدينَ إبليس ، أَمَا أَخَذَ على نَفسِهِ عَهداً عِندَ ربِّهِ و( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) إِنَّ مِنْ دلائلِ الصَّغارِ وخِسةِ الطَّبعِ ، ترسبَ الحقدِ في أعماقِ النفسِ ، وكثيرٌ من أصحابِ القلوبِ الحاقدةِ ، لا يستريحونَ ، إلاَّ إذا أَرغَوا وأزبَدوا ، وآذوا وأفسدوا ، فالحقدُ ثمرةُ الغَضَبِ ، والحسَدُ من نتائجِ الحقدِ ، والحقدُ أصلُ الشرِّ ، ومَنْ أضمرَ الشرَّ في قلبِهِ ، أنبتَ لهُ نباتاً مُرَّ المذاقِ ، نماؤُهُ الغيظُ ، وثمرتُهُ النَّدمُ ، إِنَّ الحقدَ يَسربُ إلى القلبِ ، فَيجثمُ فيهَ ، ويَتَرعرعُ فيهَ ، حتى رُبَّما مَلئَهُ فَأترغَهُ ، والحقُودُ يعيشُ قَلِقاً كَئيباً ، ويزدادُ قلقُهُ وهَمُّهُ ،كُلَّما رأى مَن يُبغضُهُ ، في مكانٍ مَرمُوق ، أو أَثنَا النّاسُ على من يُبغِضُه خيراً ، سآءَهُ ذلك وقَلِقَ ، وتَكدَّرَ عليه قلبُهُ ، فيا أيها الفُضلاءُ ، يجبُ علينا إن نتفقدَ القلوبَ ، من هذا الدّاءِ وغيرِهِ من الأدواء ، التي تأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النارُ الحطبَ ، يقولُ عليه الصلاةُ والسلامُ{ دبَّ إليكُم داءُ الأممِ قبلَكُم ، الحسدُ والبغضاءُ ، هي الحالقةُ لا أقولُ تحلِقُ الشعرَ ، ولكن تحلِقُ الدّينَ } ثم تأتي مشكلةٌ أُخرى ، وهي أّنَّ المصابَ بهذه الأدواءِ ، يَتأَلَّفُ مَعَهَا ، فهي تنموا وتتضاعفُ ، دونَ أن يُحسَ ذلك من نفسِهِ ، بل دونَ أن يُأنِّبَ نفسَهُ عليها ، مَنْ الَّذي وقفَ مع نفسِهِ مُعنفاً ، لأنه أحسَّ بالبغضاءِ تدبُ في قلبِهِ ؟ ومَنْ الذي وقفَ مع نفسِهِ مُحذراً ، لأن الحسدَ تحركَ بين جوانحِهِ ؟ ومَنْ الَّذي وقفَ مع نفسِهِ مَذعوراً ، لأنه أحسَّ فيها شهوةَ تَصَدُّرٍ ؟ إن هذه مشكلةٌ أُخرى ، وهي أن الإنسانَ ، يتألفُ مع هذه الخطايا والأمراضِ ، ولا يتفقدُها في نفسِهِ ، بل رُبَّما يَتَعَدَّى ذلك ، إلى أنَّهُ يُبررُ هذه الخطايا ، ويصطنعَ لنفسِهِ المعاذيرَ ، ويفتح َلها سُبُلَ التهرِبِ ،سُألَ النبيُ e ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: {كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ } قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْب؟ِ قَال:َ {هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ } إننا بِأشدِّ الضرورةِ ، إلى تفقدِ خطراتِ القلوبِ وتصفيتِها ، وأن يَعلمَ كلٌّ منَّا ، إِنَّهُ يَومَ يَدبُّ إلى قلبِهِ ، شيءٌ من خطايا القلوبِ ، فَإنَّ مَعنَى ذلك ، أن النَّارَ تشتعلُ في ثيابِهِ ، ويوشكُ أن تُحرقَ بدنَهُ ،
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم

الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،: أمّا بعد أيها المُبارك باركَ اللهُ فيك ،أرعني سمعكَ واستَمع إلى هذهِ القصة ، ذكرى و(الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ، الإمامُ أحمدُ رحمه الله ، ضُرِبَ في زمنِ المعتصمِ ، ضَرباً شديداً ، فلما كان زمنُ المتوكلِ ، أحسَّ الإمامُ بأذى في ظَهرِهِ ، فإذا هي لَحمَةٌ فاسدةٌ ، التأمَ عليها الجرحُ، ولم يكنْ بُدٌّ من شَقِّ الظهرِ وإخراجَها، قالوا: فلما أحسَّ الإمامُ بألمِ المبضعِ ، وحرِّ الشقِّ قالَ: اللهمْ اغفرْ للمعتصمِ … ، يدعوا بالمغفرَةِ لمن كانَ سبباً في ألمِهِ!!! فياسبحانَ اللهِ ،ما هذا ، ما هذهِ القلوب ،ماهذا المِنطق إِنَّهُ مَنطِقٌ عظيمٌ ، لا تَعرِفُهُ القلوبُ الحاقِدةُ ، ولا النّفوسُ الضيقةُ. إنَّهَا قُلُوبٌ تسامتْ عن ذاتِها، فأينَ من هؤلاءِ ، مَنْ يحملُ على أخيهِ ، لمجردِ أنه نسي دعوتَهُ إلى وليمةٍ ؟ وأين من هؤلاء من يحملُ على أخيهِ ، لكلمةٍ خرجتْ من غيرِ قصدٍ ، فيحملُها على الشرِّ ، ويكيدُ لَهُ بِهَا ،وأين مِنْ هؤلاء من يَتَمَيّزُ غيظاً على أخيهِ ، لأنَّ النَّاس اجتَمعوا عليه ، وأين من هؤلاء ، من يجعلُ من ذهنِهِ حاسوباً ، يُسجِلُ فيه كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ من هفواتِ إخوانِهِ ، حتى إذا غَضِبَ على أحدِهم ، أخرجَ له قائمةً طويلةً ، فيها الحوادثُ والأرقامُ والتواريخُ ؟ وأين من هؤلاءِ من لا يكادُ يَصفُو قلبُهُ لأحدٍ ، فهو يَحسِدُ هذا، ويَحقِدُ على ذاك، ويغضبُ على الثالثِ ، ويسيءُ الظنَّ بالرابعِ ، ويَتَهِمُ الخامسَ وهكذا دَواليك ؟ فلماذا التعاتُبُ بين الإخوةِ ،كلٌّ منهم يطلبُ من صاحبِهِ أن يكونَ مَعصُوماً ؟ أليس التغافرُ وسلامةُ الصدرِ أولى وأطهرَ وأبردَ للقلبِ؟ أليس جمالُ الحياةِ أن تقولَ لأخيكَ كلما صافحتَهُ: اللهم اغفرْ لي ولأخي هذا، ثم تُضمِرُ في قلبِكَ أنك قد غفرتَ له تقصيرَهُ تجاهَكَ ؟ بلى واللهِ ، بلى واللهِ ، بلى واللهِ ، ولكنّهُ الرّان ، الذي غلّف القلوب ، بسببِ الذنوبِ والمعاصي ، اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، الذي يقولُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني }ويقولُ بأبي هو وأمي { من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدك ورسولك محمد ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهُم اعطْنا ولا تحرمْنا ، وجُدْ علينا بكريمِ نوالِكْ ، وتتابُعِ حفظانِكْ ، اللهُم خُذْ بأيدينا إلى ما تحبُ وترضى ،اللهُمَّ بلّغنا رمضان ، اللهُمَّ بلّغنا رمضان ، اللهُمَّ بلّغنا رمضان ، واجعلنا جميعاً من الذين يصومونه ويقومونَهُ إيماناً واحتِساباً ، ياربَّ العلمين ، اللهُم زكِّ أقوالَنا وأعمالَنا وعُقولَنا ، واهدْنا ويسرْ الهدى لنا اللهُم يا منْ لا يُعاجلُ بالعقوبهْ ، ألهمْنا حُسنَ التُوبةِ إليكْ ، وجميلَ التوكلِ عليكْ ، وعظيمَ الزُلفى لديكْ ، نحن بكَ وإليكْ ، تباركتْ ربَّنا وتعاليتْ ، فيا أهلَ المغفرةِ إغفرْ لنا ، ويا أهلَ التقوى إستعملْنا في طاعتكْ ، ويا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكْ ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ واكرمْ وزدْ وباركْ على عبدِكَ ورسُولِكَ محمدٍ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

سالم الظفيري
28-06-2012, 21:55
جزاك الله خير



وبارك فيك

ابو ضاري
04-07-2012, 21:12
بارك الله فيك