الشيخ/عبدالله السالم
23-06-2012, 13:50
الحمدُ للهِ ذي المنِّ والعطاءِ، يوالي على عبادِهِ النعماءَ، ويرادفُ عليهم الآلاءَ، أحمدُهُ وأشكرُهُ على حالِ السَّراءِ والضراءِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ، إمامَ الحنفاءِ وسيدَ الأصفياءِ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ الأوفياءِ، وصحابتِهِ الأتقياءِ، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ ، ما دامتْ الأرضُ والسماءُ ، وسلمَ تسليماً كثيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) :أمَّا بعدُ : أيها الأحبة في الله :ثبتَ في صحيحِ البُخاري ومسلم ، من حديثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّاسَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ{ هَلْ تُمَارُونَ فِى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ } قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ { فَهَلْ تُمَارُونَ فِى الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ } قَالُوا لاَ .قَالَ { فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ . فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الْقَمَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ . فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا . فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ جَهَنَّمَ ،[يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام] فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلاَّ الرُّسُلُ ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ . وَفِى جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ } قَالُوا نَعَمْ . قَالَ{ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِى حَمِيلِ السَّيْلِ ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَهْوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولاً الْجَنَّةَ ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِى عَنِ النَّارِ ، قَدْ قَشَبَنِى رِيحُهَا ، وَأَحْرَقَنِى ذَكَاؤُهَا . فَيَقُولُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ . فَيُعْطِى اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ قَدِّمْنِى عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِى كُنْتَ سَأَلْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ . فَيَقُولُ فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ . فَيُعْطِى رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا ، فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِى الْجَنَّةَ . فَيَقُولُ اللَّهُ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِى أُعْطِيتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِى أَشْقَى خَلْقِكَ . فَيَضْحَكُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُ ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِى دُخُولِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ تَمَنَّ . فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَمَنَّ كَذَا وَكَذَا . أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِىُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ} قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ لأَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنهما - إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ { قَالَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ } قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمْ أَحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ e إِلاَّ قَوْلَهُ { لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ } قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إِنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ { ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ } أللهُ أكبر هذا العطاء لإخرِ أهلِ الجنةِ دخولاً الجنة ، فكيفَ بالسابقين المُقرَّبين ، جعلني اللهُ وإيَّاكُم من المُقربين ، هذهِ رحمةُ أرحمِ الرَّاحمين ، التي عمَّتْ جميعَ الكائناتِ ، فما مِنْ موجودٍ إلاَّ وبِرَحمةِ اللهِ يحيا ، وفي ظلالِها يعيشُ ،يقولُ سُبحانه ( فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ)ويقولُ جلَّ في عُلاه ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )يقولُ :سفيان بن عيينة ، رحمه الله ، قال أبو بكر الهذلي لما نزلت هذه الآية : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) مدَّ إبليسُ عُنقَهُ فقال : أنا من الشيء ، فنزلَ قولُ الله (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمدُ للهِ المعزِّ لمن أطاعَهُ واتقاهُ، والمذِلِّ لمن خالفَ أمرَهُ وعصاهُ، أحمدُ ربِّي وأشكرُهُ على ما أولاهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ولا إلهَ سواهُ، وأشهدُ أنّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اصطفاهُ ربُّهُ واجتباهُ، اللهمِّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ.أما بعد :أيها الأخوةُ في اللهِ,فَإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ، يرحمُ عبادَهُ رحمةً عامةً ، فيشملُهم بها أجمعينَ ، ويرحمُ رحمةً خاصةً بعبادِهِ المؤمنينَ المُتَقين , ويَرحمُ سبحانَهُ عبادَهُ المعذَبينَ ، فَيُزيلَ عنهم العذابَ , ويرحمُ الضالينَ فيهديَهم إلى رُشدٍ وصوابٍ، ويرحمُ المذنبينَ فيغفرَ ذنوبَهم ويسترَ عيوبَهم ، ويجودَ بإحسانِهِ على التائبينَ ، فكم للهِ على الخلقِ من نعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومِنَنٍ لا تُكافأُ ولا تُجزى ، يقولُ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهُ ، كما في البخاري ومسلم ، قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ e بِسَبْىٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ تَبْتَغِى ، [ أي تبحث] إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِى السَّبْىِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e { أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ} قُلْنَا لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e { لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا }فَسُبحانَ الملِكِ البرِ الرحيم ، مَالِكِ يومِ الدِّين ، عباد الله صلّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتُم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } ,اللهم صلِّ وسلّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمّدٍ ، صاحبِ الوجهِ الأنورِ ، والجبينِ الأزهرِ ، الشافعِ المُشَّفَعِ في المحشرِ ، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ ، الأءمةِ الحنفاءِ، أبي بكرٍ وعمرَ ، وعثمانَ وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّكَ أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعِيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّينِ ، وعنّا معهم ، بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ ، يا أرحمَ الراحمين ، اللهم أنصرْ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ ، و ا نصرْ عبادَك المجاهدينَ في كُلِّ مكانٍ ياربَّ العلمين ، اللهم سددْ رميَهم ، ووحدْ صفَّهم ، واجمعْ على الحقِّ كلمتَهم ، ياربَّ العالمين ، اللهم ارحمْ عبادَك المستضعفينَ المستهدفينَ ، في الشَّامِ وفي فلسطينَ ، وفي كُلِّ مكانٍ يارب العالمين ، اللهم ارحمْ الأطفالَ الرُضعْ والشيوخَ الرُكعْ والثكالى ، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملْهم ، اللهم إنهم عراةٌ فاكسْهُم اللهم إنهم جياعٌ فأشبعْهم ،اللهم عليك باليهودِ ومن هاودهم ، والنصارى ومن ناصرهُم ، والشيعةَ والشيوعيينَ ومن شايعهُم اللهُم عليكَ بِمن كرِهَ الإسلامَ والمسلميَن ، اللهم شتتْ شملَهم وأوهنْ عزمَهُم ، اللهم عليك ببشار وجنودِهِ الأشرار ، اللهُم أرنا بهم عجائبَ قدرتِك ، وفجاءةَ نقمتِك ، وأليمَ عذابِك ،.اللهم شلَّ أطرافَهم وجمدِ الدماءَ في عروقِهم ، وجعلْ بأسَهم بينهم ، واجعلْهم شذرَ مذرَ ، اللهم اقذفْ الرعبَ في قلوبِهم ، اللهُم سلطْ عليهم ريحاً صرراً عاتيهْ ، واجعلْهم كأعجازِ نخلٍ خاويهْ ، إنك على كلِ شيءٍ قديرٌ ، وبالإجابةِ جديرٌ ، ياربَّ العلمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفرْ للمسلمين والمسلماتِ والمؤمنيين والمؤمناتِ ، الأحياءِ منهم والأمواتِ ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون
http://abosami.com/pro/jan.mp3
التحمـــيل (http://abosami.com/pro/jan.mp3)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمدُ للهِ المعزِّ لمن أطاعَهُ واتقاهُ، والمذِلِّ لمن خالفَ أمرَهُ وعصاهُ، أحمدُ ربِّي وأشكرُهُ على ما أولاهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ولا إلهَ سواهُ، وأشهدُ أنّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ اصطفاهُ ربُّهُ واجتباهُ، اللهمِّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ.أما بعد :أيها الأخوةُ في اللهِ,فَإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ، يرحمُ عبادَهُ رحمةً عامةً ، فيشملُهم بها أجمعينَ ، ويرحمُ رحمةً خاصةً بعبادِهِ المؤمنينَ المُتَقين , ويَرحمُ سبحانَهُ عبادَهُ المعذَبينَ ، فَيُزيلَ عنهم العذابَ , ويرحمُ الضالينَ فيهديَهم إلى رُشدٍ وصوابٍ، ويرحمُ المذنبينَ فيغفرَ ذنوبَهم ويسترَ عيوبَهم ، ويجودَ بإحسانِهِ على التائبينَ ، فكم للهِ على الخلقِ من نعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومِنَنٍ لا تُكافأُ ولا تُجزى ، يقولُ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهُ ، كما في البخاري ومسلم ، قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ e بِسَبْىٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ تَبْتَغِى ، [ أي تبحث] إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِى السَّبْىِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e { أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ} قُلْنَا لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e { لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا }فَسُبحانَ الملِكِ البرِ الرحيم ، مَالِكِ يومِ الدِّين ، عباد الله صلّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتُم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } ,اللهم صلِّ وسلّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمّدٍ ، صاحبِ الوجهِ الأنورِ ، والجبينِ الأزهرِ ، الشافعِ المُشَّفَعِ في المحشرِ ، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ ، الأءمةِ الحنفاءِ، أبي بكرٍ وعمرَ ، وعثمانَ وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّكَ أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعِيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّينِ ، وعنّا معهم ، بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ ، يا أرحمَ الراحمين ، اللهم أنصرْ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ ، و ا نصرْ عبادَك المجاهدينَ في كُلِّ مكانٍ ياربَّ العلمين ، اللهم سددْ رميَهم ، ووحدْ صفَّهم ، واجمعْ على الحقِّ كلمتَهم ، ياربَّ العالمين ، اللهم ارحمْ عبادَك المستضعفينَ المستهدفينَ ، في الشَّامِ وفي فلسطينَ ، وفي كُلِّ مكانٍ يارب العالمين ، اللهم ارحمْ الأطفالَ الرُضعْ والشيوخَ الرُكعْ والثكالى ، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملْهم ، اللهم إنهم عراةٌ فاكسْهُم اللهم إنهم جياعٌ فأشبعْهم ،اللهم عليك باليهودِ ومن هاودهم ، والنصارى ومن ناصرهُم ، والشيعةَ والشيوعيينَ ومن شايعهُم اللهُم عليكَ بِمن كرِهَ الإسلامَ والمسلميَن ، اللهم شتتْ شملَهم وأوهنْ عزمَهُم ، اللهم عليك ببشار وجنودِهِ الأشرار ، اللهُم أرنا بهم عجائبَ قدرتِك ، وفجاءةَ نقمتِك ، وأليمَ عذابِك ،.اللهم شلَّ أطرافَهم وجمدِ الدماءَ في عروقِهم ، وجعلْ بأسَهم بينهم ، واجعلْهم شذرَ مذرَ ، اللهم اقذفْ الرعبَ في قلوبِهم ، اللهُم سلطْ عليهم ريحاً صرراً عاتيهْ ، واجعلْهم كأعجازِ نخلٍ خاويهْ ، إنك على كلِ شيءٍ قديرٌ ، وبالإجابةِ جديرٌ ، ياربَّ العلمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعلْ هذا البلدَ رخاءً سخاءً ، وسائرَ بلادِ المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفرْ للمسلمين والمسلماتِ والمؤمنيين والمؤمناتِ ، الأحياءِ منهم والأمواتِ ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون
http://abosami.com/pro/jan.mp3
التحمـــيل (http://abosami.com/pro/jan.mp3)