فتى البيداء
17-05-2012, 03:32
المختصر / موقف ايران المتناقض والمتذبذب من الاحتجاجات والانتفاضات والثورات العربية يلفت النظر, فهي اعلنت تأييدها للثورات المصرية والتونسية واليمنية والاحتجاج المسلح في ليبيا, واحتجاجات البحرين, واعتبرتها جزءا من الثورة الاسلامية التي استلهمت روح الثورة الايرانية عام 1979 . لكننا نتوقف قليلا عند خطابها المؤيد للثورة المصرية حيث اشاد مرشد الثورة الاسلامية بها صراحة, بل ترى ايران تحول السياسة المصرية باعتباره انجازا لسياستها الخارجية وبرهانا على ان مصر "الجديدة" هي التي تحض على تجديد العلاقات مع ايران, و تشعر ايران الآن بأن الثورات في مصلحتها وتريد أن تجعل ساحة البحر المتوسط علاوة على ساحة البحر الاحمر, مجالا لتدخل ايراني, بينما هي في الوقت نفسه تندد بالثورة السورية, وتشترك في قمعها هناك تخطيطا وتنفيذا وتمويلا, ورغم كل الدماء التي اراقها النظام السوري والقمع الدموي ضد متظاهرين سلميين , فإن ايران تعتبر الثورة السورية مؤامرة على سورية . فما هو تفسير ذلك التناقض?
الواقع انها تعتبر الثورات ضد النظم التي كانت تناصبها العداء ثورات تتناغم مع روح الثورة الايرانية , بينما النظام الايراني المتحالف مع النظام السوري يرى في ثورة الشباب السوري مؤامرة . والواقع ان موقف ايران من الثورة السورية هو موقفها الحقيقي من الثورات والانتفاضات العربية, وآية ذلك انه بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران سنة 1979 , تحدث الخميني عما اسماه الامبريالية الشرقية والامبريالية الغربية , واتهم الدول التى تسمي نفسها دولا غير منحازة (وهو كان يقصد مصر والهند تحديدا) - بأنها تعتمد - اما علنا او سرا - على الشرق او الغرب, والشباب المصري في ميدان التحرير رفض ان يدس المرشد الايراني انفه في الشؤون المصرية. وبعدما انتصرت الثورة فان الايرانيين حشدوا لوبيا قديما لهم في مصر من بعض الاعلاميين, وهناك تقارير مؤكدة انها ادخلت ما يزيد عن 500 مليون دولار اميركي لتحقيق اهدافها ومشروعها في مصر, وهذه الابواق الايرانية راحت تطلق الاشاعات الكاذبة ضد المملكة العربية السعودية, وانها ضد الثورة والثوار على خلاف ما تعلن المملكة التي بادرت الى مساعدة مصر الثورة, اقتصاديا وماليا, ولكن الاصابع الايرانية راحت تطلق حملة بلا هوادة ضد المملكة مستهدفة ضرب العلاقات المصرية - السعودية لان تلك العلاقات هي الركن المكين للتضامن العربي ازاء دولتين محوريتين في المحيط الاقليمي والعربي, وايران تريد ضرب التحالف بين الدولتين السنيتين لانهما تقفان ضد المشروع الايراني للهيمنة على الشرق الاوسط. ومن هنا كان تحرك الجماهير المصرية رفض أي مساس بهذا التحالف الستراتيجي بين مصر والمملكة. وستظل العلاقات المصرية السعودية هي الاساس المتين لتحقيق اهداف العالم العربي في التقدم والسؤدد. وستقف ضد المخططات الايرانية للهيمنة مهما بذلت ابواق دعايتها المسمومة .
* خبير سياسي وستراتيجي مصري
الواقع انها تعتبر الثورات ضد النظم التي كانت تناصبها العداء ثورات تتناغم مع روح الثورة الايرانية , بينما النظام الايراني المتحالف مع النظام السوري يرى في ثورة الشباب السوري مؤامرة . والواقع ان موقف ايران من الثورة السورية هو موقفها الحقيقي من الثورات والانتفاضات العربية, وآية ذلك انه بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران سنة 1979 , تحدث الخميني عما اسماه الامبريالية الشرقية والامبريالية الغربية , واتهم الدول التى تسمي نفسها دولا غير منحازة (وهو كان يقصد مصر والهند تحديدا) - بأنها تعتمد - اما علنا او سرا - على الشرق او الغرب, والشباب المصري في ميدان التحرير رفض ان يدس المرشد الايراني انفه في الشؤون المصرية. وبعدما انتصرت الثورة فان الايرانيين حشدوا لوبيا قديما لهم في مصر من بعض الاعلاميين, وهناك تقارير مؤكدة انها ادخلت ما يزيد عن 500 مليون دولار اميركي لتحقيق اهدافها ومشروعها في مصر, وهذه الابواق الايرانية راحت تطلق الاشاعات الكاذبة ضد المملكة العربية السعودية, وانها ضد الثورة والثوار على خلاف ما تعلن المملكة التي بادرت الى مساعدة مصر الثورة, اقتصاديا وماليا, ولكن الاصابع الايرانية راحت تطلق حملة بلا هوادة ضد المملكة مستهدفة ضرب العلاقات المصرية - السعودية لان تلك العلاقات هي الركن المكين للتضامن العربي ازاء دولتين محوريتين في المحيط الاقليمي والعربي, وايران تريد ضرب التحالف بين الدولتين السنيتين لانهما تقفان ضد المشروع الايراني للهيمنة على الشرق الاوسط. ومن هنا كان تحرك الجماهير المصرية رفض أي مساس بهذا التحالف الستراتيجي بين مصر والمملكة. وستظل العلاقات المصرية السعودية هي الاساس المتين لتحقيق اهداف العالم العربي في التقدم والسؤدد. وستقف ضد المخططات الايرانية للهيمنة مهما بذلت ابواق دعايتها المسمومة .
* خبير سياسي وستراتيجي مصري