الحيمري
18-03-2012, 22:46
الاسم :. شالح بن حطاب بن هدلان بن قاشان بن قريان
بن دراج بن حسن بن خنفر آل محمد .. الجحادر
القبيله :. قحطان
تاريخ الوفاه :. سنة ؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد عمر طويلا إلى أن قارب عمره 100سنة
المكان : نجد قرب ضرما.
&& && && &&
( شالح ) وأخاه ( الفديع )
قـصـة حـب ووفاء وشجاعة
http://www.albdoo.info/imgcache2008/fce6a7719c87314d59ab94bd6c48697b.jpg
نشأ شالح بين قبيلة الخنافرة , وكان له أخ شقيق يسمى ( الفديع )
أصغر منه بكثير, وكان الفديع وفياً لأخيه شالح , وكان فارس شجاع
وكان مغامر بفروسيته إلى أبعد الحدود وكان متفانياً في خدمت أخيه شالح
وعندما كبر الفديع وكملت رجولته تحمل مشاق الحياة عن أخيه شالح
وأصبح هو حامي القبيلة , وكانت الإبل لاتذهب إلى المرعى إلا وهو معها
مدججاً بسلاحه , وعلى صهوة جواده , وكان حصناً حصيناً لها
ولإبل قبيلته , ولا يخطر ببال أي عدو أن يغير عليهم من هيبة ( الفديع ).
وذات يوم ومع بزوغ الشمس وأخاه شالح جالس حول ناره
يحتسي القهوة فالتفت إلى الإبل وهي في مباركها قرب البيت
رآها تعتب في عقلها ولم ير ( الفديع )
فنادى شالح : الإبل تعتب في عقلها و ( الفديع ) غايب عنها أين هو ؟ ؟
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/232ca9f08c9c6543d89bcc5819536e93.jpg (http://www.albdoo.info/imgcache2008/6c0214fb07c6e45c965a96378608e496.jpg)
فقيل له: إنه في المحرم عند النساء يغسلن رأسه ويرجلنه داخل البيت
فقام غاضباً إلى أخي وقال : الإبل حائرة في مباركها ولم تذهب إلى المرعى
وأنت عند النساء يغسلن رأسك ثم أخذ من التراب ووضعه على رأس أخيه
فقام الأخ البار خجلاً من أخيه وأخذ يمسح التراب عن رأسه
وهو يردد ــ العفو يا أخي العفو يا أخي ــ ثم طلب من زوجة أخيه أن تسرج
جواده وتحضر سلاحه وذهب للإبل مسرعاً
أما شالح فقد رجع إلى قهوته وجلس حولها وعندما أطلق ( الفديع )
عقل الإبل ذهب إلى أخيه يمشي بحذر وبخفة متناهيه من حيث لايشعر به
فقبل رأسه وقبل مابين عينيه وقال في أمان الله يا أخي وركب جواده وتبع إبله
وعند غروب الشمس عاد ( الفديع ) مع إبله ثم أقبل إلى مكان أخيه في مجلسه
عند القهوة وأخذ يصب لأخيه القهوة ويقص عليه أخبار يومه الفائت
ويداعبه بالنكات المضحكة ويحاول أن يثبت لإخيه انه لايحمل في نفسه
عليه شيء وأنه لم يغضب من حثو أخيه التراب على رأسه وكل همه رضا أخوه عليه .
وفي يوم الأيام وعندما عاد ( الفديع )بعد غروب الشمس
وسلم على أخيه وجلس عنده .
لاحظ ( الفديع ) أن أخاه شالح كثير التفكير , ومشدود البال ! !
سأله قائلا : مابك ياأخي هذه الليلة , ماتشكو من الألم ؟
فقال له شالح : يا أخي ما بي شيء غير أنني أفكر فيك ! !
فقد ساءني ما أنت فيه من تعب وكد
فقد أتعبتك يا أخي وأولادي ما زالو صغار
كنت أتمنى أنهم كبار ليخدموك ويخدموني
فأنت من شروق الشمس إلى الغروب
وأنت على صهوة جوادك , وقائماً بخدمتي .
فقال ( الفديع ) :أنا سعيد يا أخي بأن أقوم بخدمتك
وكل ما أتمناه أن تكون راضياً علي
وأن لا يحصل مني أي شيء يكون سبب في إزعاجك ,وأنشد يقول :
يابو ذعار أكفيك لونـي لحالـي ** واصبر على الدنيا وباقي تعبهـا
وإن غم أخوه معثريـن العيالـي ** أنا لخويه سعد عينـه وعجبهـا
وإن جن مثلي مخزمات الجمالي ** كم سابق تقزي وأنا من سببهـا
كم خفرة قـد حرمـت للدلالـي ** لبست سواد عقب لـذة طربهـا
وإن جيت لي قفر من النشر خالي ** يفرح بي الحواز يوم أقبل بهـا
أفديك يا شالح بحالـي ومالـي ** يا فارس الفرسان مقدم عربهـا
يا متيه إبله بـروس المفالـي ** يالي حميت حدودها يـا جنبهـا
فتأثر شالح من هذه الأبيات التي قالها أخيه الفديع فتمثل بهذه القصيده :
لا وأخوٍ لي عقب فرقـاه باضيـع ** كني بما يجري على العمـر داري
أخوي يا ستـر البنـي المفاريـع ** ومطلق لسان اللي بأهلها تمـاري
ما قط يـوم شـد بيـن الفراريـع ** يا كود ما بين الكمـا والمشـاري
ليته عصاني مرةٍ قال مـا اطيـع ** كود اني اصبر يوم تجري المجاري
أنا اشهد انه لـي سريـع المنافيـع ** عبدٍ مليـك لـي ولانـي بشـاري
تشهد عليه منايـلات المصاريـع ** واعداه من كفه تشـوف العـزاري
يمناه تنثر مـن دماهـم قراطيـع ** وعوق العديم اللـي بدمـه يثـاري
جداع سفريـن الوجيـه المداريـع ** مخلي سروج الخيل منهم عـواري
القلب مـا ينسـى بعيـد المناويـع ** ليثٍ على صيد المشاهير ضـاوي
وكان شالحاً قد توقع بهذه القصيدة مستقبل أخيه ( الفديع )
لأن ( الفديع ) كان مغامراً بقتاله وكان يهاجم القوم المغيرة
لوحده ويكسرها , و شالح يخشى عليه دائماً من مغامراته
وكان يحبه حباً عظيم , وكيف لا وهو باراً به وحامياً لقبيلته
وتهابه الفرسان في نجد كلها وكان أخوه يفاخر به وبشجاعته عند القبائل
http://www.albdoo.info/imgcache2008/88d0b7cdd75a87ab8a73911687c35ccc.jpg
وفي ذات يوم كان شالح راحلا بضاعنته
و أخوه الفارس الضرغام ( الفديع ), أرمد العينين
محمول في هودج , معصوبة عيناه وجواده تقاد مع الضعينه
فأغار على ضعينتهم كوكبة من الخيل , وتبين لهم أن هذه الخيل
هي خيل الحمده زعماء قبيلة عتيبه ,المشهورين بالشجاعة والفروسية
وقـد كانت الحروب قائمة بين عتيبة وقحطان
فأخذ شالح يدافع عن الضعين بكل بسالة وإقدام
وكان القتال بينه وبين المغيرين سجال , فمرة يهزمهم ويبعدهم
عن الضعينة , ومرة يتكاثرون عليه , ويهزمونه إلى أن يصل إلى الضعينة
ثم تتصاعد زغاريد النساء , وصيحاتهن محفزات لشالح على القوم .
فيلقى القوم بقلب من حديد إلى أن يبعدهم عن الضعينة
فطال القتال وهم على هذا المنوال وقد لاحظت والدة شالح و ( الفديع )
أن شالح قد أعياه الطراد , وهو وحيد في مواجهت القوم
فنزلت من هودجها وأسرجت جواد ( الفديع ) الأصفر وأحضرت سلاحه .
وقالت : انزل وهب لمساعدة أخيك , لأن القوم سيغلبونه.
فقال( الفديع ) : يا أماه أنا أذوب كمداً , واحترق حسرة
من حين سمعت غارة الخيل ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي وعيناي مقفلة ومعصوبة .
فقالت أمه انا سأجعلك تبصر , وكان متلهفاً لأن يرى بعينه , فأتت أمه بماء
وغسلت عينيه وأخذت تفتحها بشدة , ويقال أنه عندما انفصل كل جفن عن الآخر
نزل الدم والصديد معاً من عينيه , فوثب كالنمر , وهو لا يبصر إلا قليلاً ولمسافة قريبة جداً .
وكانت خيل الأعداء قد كرت على أخيه آتية به إلى الضعينة
فاستقبلهم الفديع بقلب كالحديد مغامراً غير مبالي , فجندل أول فارس
ثم جندل الثاني , ثم جندل الثالث , فانكسر القوم وانهزمو .
ولكن ( الفديع ), استمر في ملاحقتهم وقتلهم , وعندما انغمس بين خيلهم
رشقوه بعدد كثير من الرماح دفاعاً عن أنفسهم لأنه قاتلهم لا محاله
وكانوا يرشقونه وهم فارين , وهو لا يبصرهم إلا كالخيال , فلم يتمكن
من المناورة وتفادي طعن الرماح , فأصابه رمح اخترق رأسه فخر قتيلاً
ولكن الأعداء استمروا بالإدبار, لأنه قد أعياهم القتال .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/f5738121faefaf91fef47cd6844998f9.jpg
وعندما أقبل شالح على أخيه , وجده ميت
وقد اخترقت جسده عدد كثير من الرماح.
فكانت لحظات ألم وحسرة ونكبة كبيرة على شالح
فقد فقد السند بعد الله والعضيد الذي لا يقهر في الميدان
وتهابه الفرسان , فلم يتمالك نفسه فذرفت الدموع على وجنتيه
التي علاهما غبار المعركة , وبعد أن قبل أخاه القبلة الأخيرة
ونظر إلى ذلك الجبين المعفر بالتراب الذي طالما لامس
الأرض من خشية الله , ونظر إلى تلك العينين التي طالما
سهرتا عليه الليالي الطوال , ونظر إلى ساعديه اللذين طالما
انطلقت منها الرماح لتصافح صدور الأعداء , ذائده عنه
وعن محارمه وماله , وهكذا دارت الأفكار في رأس
الأمير الفارس المنكوب شالح , ثم مسح التراب عن جبين أخيه
وأطبق عينيه وأمر من حوله من النساء أن يكفنوه
وكانوا في واد بنجد يسمى ( خفا ) وكان على جانب الوادي
هضبة تسمى هضبة ( خفا ) فدفن ( الفديع )على مقربة منها .
وهكذا طويت صفحة من التاريخ , سجلت مثلاً رائعاً
للشجاعة والوفاء وكيف كان بر الأخوين لبعضهما
والمعاملة التي كانت بينهما والتي هي من شيم العرب,وإحدى مفاخرهم .
وقد رثى شالح أخاه ( الفديع )بقطرات من دم قلبه في هذه القصيدة :
أمس الضحى عديت روس الطويلات ** وهيضت في راس الحجا ماطرالـي
وتسابقن دمـوع عينـي غزيـرات ** صفقـت بالكـف اليميـن الشمالـي
وجريت من خافي المعاليـق ونّـات ** والقلب من بيـن الصناديـق جالـي
وأخوي ياللي يم قارة ( خفا ) فـات ** من عاد من عقبـه بيستـر خمالـي
ليته كفانـي سـوّ بقعـا ولا مـات ** وانـا كفيتـه سـوّ قبـرٍن هيالـي
وليته مـع الحييـن راع الجمـالات ** وأنا فدا لـه مـن غبـون الليالـي
وأخوي يومن بعض الأخوان فـلاّت ** من خلقتـه ماقـال ذا لـك وذالـي
تبكيه هجنٍ تالـي الليـل عجـلات ** ترقب وعدها يـوم غـاب الهلالـي
وتبكي على شوفـه بنيٍ (ن) عفيفـات ** ومن عقب فقـده حرمّـن الدلالـي
عوق العديم إن جاء نهار المشارات ** والخيل من حسّـه يجيهـن أجفالـي
&& && && &&
الجزء الثاني
( شالح ) وابنه ( ذيـب )
قـصـة حـب ووفاء وشجاعة
http://www.albdoo.info/imgcache2008/0cfaed7cc9eb3da46c0c814e64e76f35.jpg
وقد كانت المعارك بين عتيبة وقحطان كر وفر غالب ومغلوب
وضل شالح بن هدلان مابينها وهاجس الثأر في قلبه قبل أن يكون
بعقله وضل يتحين الفرص للأخذ بثأر أخيه الفديع من عتيبه وخلال
إحدى المعارك بين القبيلتين عمد أحد فرسان ال هدلان
وهومبارك بن غنيم بن هدلان للفارس عبيد ابن الأمير تركي بن حميد
فقتله فكبرت مصيبة الحمده على مقتل فارسهم عبيد
فقال أخوه ضيف الله ابن الأمير تركي من عتيبه هذه القصيدة :
ياونتي ونّة كسير الجباره *** اليا وقف مااحتال واليا قعد ونّ
عليك ياشبّاب ضوّ المناره***عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قلنا وداره *** لاباكيٍ عقبه ولا قايلٍ من
تبكيه صفراّ البسوها الغياره *** وتبكيه يوم انّ السبايا يعنن
وتبكيه وضحٍ ربعّت بالزباره *** اليا قزن من خايعٍ مايردّن
الخيل عقب عبيد مابه نماره *** وشعاد لوّ راحن ووشعاد لوّ جنّ
ياشيخ ماتامر عليهم بغاره *** كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبيٍ ماينادي بثاره *** إلى اقبلن ذولي وذوليك قفّن
ياهل الرمك كلٍ يعسف امهاره *** والمنع مانطريه لاهم ولا حن
وبعد أن سمعها الشيخ شالح رد عليها بقصيده قال فيها :
ضيف الله اشرب ماشربنا مراره *** واصبر وكنّك شالحٍ يوم حزّن
راح الفديع اللي علينا خساره *** وأخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن
يمنىّ رمت به ماتجيها الجباره *** اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاريٍ بالشطاره *** يصيب رمحه يوم الأرماح يخطن
وعبيد خليّ طايحٍ بالمعاره *** عليه عكفات المخالب يحومن
وعادتنا بالصيد ناخذ اخياره *** ثلاثة الجذعان غصبٍ بلا من
ياقاطع الحسنى ترى العلم شاره *** لابد دورات الليالي يدورن
حريبنا كنّه رقيد الخباره *** خطرٍ عليه اليا توقّظ من الجن
ماني بقصّادٍ بليّا نماره *** أجدع نطيحي بالسهل وان تلاقن
من حل دار الناس حلوّ ادياره *** لابد ماتسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوّ استاره *** ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن
وإن كان ضيف الله يعسّف امهاره *** فمهارنا من عصر نوحٍ يطيعن
تدنا لصبيانٍ سواة النماره *** شهبٍ لماضين الفعايل يعنن
وهنا نوه شالح بن هدلان عن مقتل عبيد بن تركي بن حميد وأنه
أخذ بثار أخيه ( الفديع ) منه وكذلك أشار إلى
مقتل الثلاثة الجذعان في بيته القائل :
وعادتنا بالصيد ناخذ اخياره *** ثلاثة الجذعان غصبٍ بلامن
وهم سلطان بن محمد بن هندي ونايف بن محمد بن هندي
وابن عم لهم وقد قتل الجميع مبارك من قحطان بثأر الفديع .
وهكذا انتهى ثأر الفديع وطويت صفحته
ونعود لنكمل قصة بطلنا الهمام شالح بن هدلان
لقد كان لشالح بن هدلان ستة أبناء وقيل ثلاثه
ولكن الأصح ما قيل بأنهم ثلاثة من أمهم بدويه
وهم ( ذعار وذيب وعبدالله ).
وكان ذيب هو هبة الله للشيخ شالح على صبره بفقدان أخيه( الفديع )
فقد برزت به صفات( الفديع ) منذ الصغر بالإضافة إلى صفات الفارس
الشجاع والكريم والشهم المقدام ومنذ نعومة أظافره فكان هو الأسطورة
التي أرادها الشيخ شالح وأرادبناءها من جديدوذات يوم اجتمع أقاربه
وهم أبناء عمه السفارين في أمر لم يدعو به شالح وعندما قرب على
الانتهاء دعوه فرفض دعوتهم لعلمه المسبق باجتماعهم وأنشدهم
هذه القصيدة يقول شالح :
أنا ليا كثرت الأشاوير ماشير *** حلفت ماتي بارزٍ مادعاني
وأنا خويّه بالليالي المعاسير *** وإلا الرخا كلنٍ يسد بمكاني
وشوري ليا هجّت توالي المظاهير *** شلفاّ عليها رايب الدم قاني
شلفّا معوّدها لجدع المشاهير *** يوم السبايا كنها الديدحاني
ماني بخبلٍ مايعرف المعايير *** قدني على قطع الفرج مرجعاني
إن سندوّ حدرت صوب الجوافير *** وان حدروا سندت لمرييغاني
تاخذ بخيران المريبخ مسايير *** ومادبر المولى على العبد كاني
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2441322bd9796f2713f41c51a8c32cbc.jpg
بـعد ذلك شد رحاله تجاه قبيلة الدواسر الذين عرفوا بشدة بأسهم
ومنعتهم وإكرامهم لضيفهم ولقد حاول رجال قبيلته ثنيه
عن ما عزم عليه لكن دون جدوى .
هي قراره وعندما وصل إلى قبيلة الدواسر
أكرموه واجزلو كرمه .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/328c112449a99eb8dfce4fbba1008e2f.jpg
*ذكر من مواقفه مع ابنه ذيب*
وقوف بدوية أم ذيب أمام بيت الشعر تنادي أطفالها ذعر وذيب وعبدالله
تدعوهم لتناول وجبة العشاء ثم النوم ،ذعار وعبدالله بجوارها
أما ذيب فكان على مد البصر يجري على خط الشفق الأحمر ويدفع
بجسده الصغير بين طيات ظلام الليل نحو صدر رجل في منتصف
العمر يفرد يديه ويرفع الصغيرعن الأرض يخاطبه بصوت قوي
"تكبر وتعوضني عن الفديع"
كان هو الشيخ شالح
ومرت السنين وبلغ الفتى ذيب 25 سنة وهاهو يتقلب في فراش نومه
يراقب النجوم عله يجد من بينها شكل محدد للفديع بينما شالح ينظر إلى
ذات النجمة ويستعيد تفاصيل أيامه مع أخيه الأصغر الفديع الذي لو أرسل
ضده مائة فارس هزمهم من شدة بائسة وتوغل رهبته في قلوب كل
من حمل سيفا أو علق روحه في راس رمحه
واستمرت النجمة حائرة بين الصورة الموجودة في ذاكرة الأب وبين
الصورة المجودة في مخيلة الطفل الذي أصبح شاباً فتياً
يعتقد أن شقيق أبيه الفديع قادرا على لف الف فارس تحت عباءته
من كثرة تكرار قصص بطولاته على لسان جدته وأمه ووالده
وإصرار والده على امتداد العشر سنوات على إقناع الشجر والسحاب
والبشر والصخر والمطر رغم وفاته قبل سنوات من ولادة ذيب وأصبح الفديع
في ذاكرة ذيب والبادية أسطورة مختلفة صنعها أخوه شالح الذي حاول
خلال أول 14 عام من عمر ابنه ذيب أن يدفعه بكل قوته إلى سد الفراغ
الذي تركه الفديع ، وكان يهيئ ذيب لأخذ الثار من قوم غزوه وقتلوه
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2077a7dfb772e4c4650b29380c671253.jpg
وفي يوم من الأيام أغارت عتيبه على الدواسر وغنموا إبلهم ولكن الدواسر
لحقو بالمغيرين وردوّا إبلهم ومعهم ابن جارهم ذيب بن شالح وقد غرز
رمحه بدم احد الغزاة وممسكا بلجام فرس ابيض أصيل تبين فيما بعد بأنـها
(( العزبــه )) سيدة خيول أهل الجزيرة العربية والتي لايساويها خيل
من الشرق إلى الغرب بعد امتلاك ذيب للعزبه أدرك شالح بان ابنه بدء
بأخذ مسار أخيه وبداء بتحقيق حلمه.
وعندما علم الإمام محمد بن سعود بن فيصل
والأمير محمد بن رشيد أمير حائل
حينها أرسل كل منهما رسله يطلبها ولكنه اعتذر
للرسل وقال لهم بصريح العبارة
إن هذه الجواد أخذها ذيب بن شالح من الأعداء وهي لا تصلح إلا لشالح
وأنشد هذه القصيدة :
يـا سابقي كثرت علوم العرب فيك *** عـلوم الـملوك مـن أول ثم تالي
لانـيب لا بـايع ولانـي بمهديك *** وأنا الـلي استاهل هدوا كل غالي
وانتي من الثلث المحرم ولا أعطيك *** وانـتي بـها الـدنيا شريدة حلالي
يـاما حلى خطوى القلاعة تباريك *** أفـرح بـها قلب الصديق الموالي
ويـاما حلى زين الندا في مواطيك *** فـي عـثعثٍ توه من الوسم سالي
ويـاحلو شـمشولٍ من البدو يتليك *** بـقفر بـه الجازي تربي الغزالي
الـخير كـله نـابتٍ في نواصيك *** وادلـه لـيا راعـيت زولك قبالي
بـالضيق لـو جيه المداريع نثنيك *** وعـجله وريـضة خلاف التوالي
حـقك عـلي انـي من البر ابديك *** وعـلي بدنك الجوخ احطه جلالي
ابـيه عـن بـرد الـمشاتي يدفيك ***وبـالقيظ احـطك في نعيم الظلالي
يـانفدا الـلي حصلك من مجانيك *** جـابك عـقاب الخيل ذيب العيالي
جابك صبي الجود من كف راعيك *** فـي سـاعةٍ تذهل عقول الرجالي
يـاسابقي نـبي نـبعد مـشاحيك ***والـبعد سـلم مـكرمين الـسبالي
يـم الـجنوب وديرتة ننتحي فيك *** لـربعٍ مـن الاونـاس قفرٍ وخالي
وبعد ماقال هالقصيدة شد صوب الربع الخالي والسبب أن شالح خاف على
ولده من ابن سعود وابن رشيد ان يأخذون منه الخيل بالقوه خصوصا
أنه بعيد عن قبيلته قحطان والدواسر قبيلة كثيرة الحروب وهو سيثقل عليهم
إن دخلوا في حرب مع الأميرين جلس فتره في الربع الخالي حتى
لفى عليه شيوخ الخنافره من قحطا ن طالبين منه أن يرجع معهم ويسامحهم
وحملوا له أيضاً أن الملك عبدالعزيز أعطاه الآمان
رجع شالح وعياله للقبيلة وفي هاذي الفترة سطع نجم ذيب
وأخذت القبايل تتناقل أخبار هذا الشاب وكان ذيب يسال راعيه أي جهه
تخاف ترعى فيها فيقول من الشمال ناحيه عتيبه .
فقال ذيب خذ ابلي وابل الخنافره هناك .
وخل أحد يقربها من العتبان وإلا غيرهم.
وفي الحقيقة كان العتبان يخشون من سطوة ذيب
حتى أن الأمير محمد بن هندي بن حميد العتيبي قال لفرسانه:
انا اوصيكم ان اغرتم على ابل وسمعتوا
(خيال البلها وأنا ابن دراج)
فلا تطمعون بالإبل ترى ذي نخوة الخنافره
أهل ذيب فكروا راجعين ولا تغامرون .
وهذا دليل واضح على قوة ذيب وانتشار اسمه بين أهل نجد وغيرهم
&& && && && &&
* مــقـــتل الذيب *
قصة مقتل ذيب بن شالح ومراثي والده له رحمها الله:
كان ذيب شديد البر بوالده حتى إنه لا يرضى أن يخدم والده أحد سواه
وكان كلما انتقلوا من مكان إلى مكان حسب المرعى لأنهم كانوا في الباديه
يسبق أباه إلى المكان الذي اتفقوا على أن ينزلوا عليه ويصطاد له من الصيد
ويقوم بشويه لوالده ويستقبله به ويطعمه منه وكان في كل مرة يستقبله كأنه ما
رآه من عدة سنوات من شدة حفاوته بوالده ومرة من المرات كما جرت العادة
بحث ذيب عن صيد لأبيه ليطعمه منه ولكنه لم يجد صيدا فقام وابتعد
عن المكان الذي سوف ينزل عليه أهله وقام بنحر ذلوله واخذ من طيب لحمها
واستقبل والده وطبخ له منها وكان يصب له القهوة قبل أن يجهز اللحم
فشم والده رائحة اللحم فعرف أنه ليس بلحم صيد
فقال له: وش هذا لحمه ياذيب؟
فقال ذيب: هذا ( شبب يايبه) أي ( رزق من الله )
وهذا من لهجة قبيلة قحطان فعرف والده أنه قام بنحر ذلوله
وقال له: ذبحتها ياذيب ؟! فقال ذيب هي فداك يايبه وعوضا
من حلال القوم أجيبه لك ثم قال ذيب يايبه ما أقدر إني استقبلك
إذا ماقدمت لك شي تاكله وأقسمت على نفسي أن استمر على هذه الحال
إلى أن يتوفاني الله فتأوه والده ثلاث مرات
وقال : (( يالهفي على فراقك ياذيب ))
وهذا فراسة منه بقرب أجل ابنه .
وقال هذه القصيدة يرثيه وهو حي :
ما ذكر به حيّ بـكى حي يا ذيــب ** واليوم أنا بابكيك لو كنت حـــــيا
وياذيب يبكونك هل الفطر الشّيب **إن لايعتــهُمْ مثل خيل المـــحَـيّـا
وتبكيك قـطعان عليها الكُــوَاليب ** وشيال حمل اللي يبون الكـــــفيّا
وتبكيك وضـحٍ علقُــوهَا دِبَابيب **إن ردّدّتْ من يمّة الخوف عـــيـّا
ويبكيك من صكّت عليه المغاليب**إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميّا!
ننـزل بك الحزم المطرّف لياَ هِيْب **إن ردّدُوهن ناقــلـين العــصـــِيّا
أنا أشهـد انك بيننا منقع الطيب **والطيب عسرٍ مطلبه مـا تــــهيـــّا
********
لقد اشتهر ذيب ببره لوالديه ووفائه مع أصدقائه وعطفه
على جيرانه وكرمة الحاتمي وذات ليلة كان هو ووالده
في تالي الليل يتسامران وكان والده يداعبه ، ويلقي علية بعض الأشعار
فانشده هذه الأبيات:
ياذيب أنا يا أبوك حالي تردى...وأنا عليك من المواجيب ياذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا... طويلة النسنوس حرشا العراقيب
تجر ذيل مثل حبل المعدا... وتبرا لحيران صغار حباحيب
واشري لك اللي ركضها ماتقدا... ماحد لقى فيها عيوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحدى ... مثل الفهد توثب عليهم تواثيب
أنا اشهد انك باللوازم تسدا ... وعز الله انك خيرة الربع بالطيب
ياللي على ذيب السرايا تعدا... لوحال من دونه عيال معاطيب
ليث على درب المراجل مقدا ... مافيك ياذيب السبايا عذاريب
وبعد أن قال والده هذه القصيدة بطريقة المزاح آسرها ذيب
في نفسه وعندما نام والده واطمأن انه قد استغرق في النوم
ذهب خفية وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان
وطلب منهم مرافقته فهبوا كالليوث فزعة مع خويهم فشدوا
مطاياهم وركبوا مع ذيب وعددهم لايتجاوز خمسة عشر شابا
وكلهم يأتمرون بأمر ذيب وبعد ذلك سألوا ذيب إلى أين هم سائرون
فقال إلى ديار القوم ( عتيبة ) لنكسب لأهلنا إبلا منها وقال لابد أن
آتي لوالدي من خيار ابل عتيبة واستمروا بسيرهم وبعد ثلاثة أيام
قصدوا بئرا في ديار عتيبه ليستقوا ماء منه ويسقوا رواحلهم
وهذه البئر اسمها (مليه) وهي تقع غرب جبل ذهلان في نجد في
أواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا وردا من عتيبة يستقون
فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيلة بوجودهم
وكان من السقاة صياد اخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي انحدروا منه
باحثا عن صيد وعندما رآهم اختفى تحت شجرة وأطلق عليهم
عيارا ناريا فأراد الله أن يصيب ذيب إصابة مميتة.
لقد حلت الكارثة على الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان
لأنه فقد كل أمل له في هذه الحياة فقد كل ركن على وجه الأرض
فقد الشجاعة الفذة فقد الكرم الحاتمي فقد الابن المطيع لقد خر ذيب صريعا
وودع الخيل وصهيلها، وودع الإبل وحنينها، وودع أباه الذي
هو بحاجة الى بره ورعايته ترك ذيب شالح حزينا وودع قبيلة قحطان
المجيدة وودع سنانه ورمحه وبندقيته، ونقع الخيل وهزيج
الأبطال ، ودع ذيب نجدا العزيزة ورياضها ودع غزلان الريم والأرانب
وطيور الحباري التي كان يصطاد منها لوالده لقد انقشعت هالت
الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالحا بالحنان والبر والفضيلة التي ضربت
أروع امثلا بين الأبناء والآباء.
بعد ما سقط ذيب على الأرض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه
وضموه إلى صدورهم وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم
الحارة ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي وقفلوا راجعين إلى أهلهم
أما الصياد الذي أطلق النار فقد ظل مختبئا تحت الشجرة
إلى أن رأى الركب قد ولى فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه
ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجد شابا بهي الطلعة
وفي خنصره الأيمن خاتم فضي وكانت رائحة الطيب تعج منه
وكان لباسه يدل على انه شخصية بارزة فرجع إلى جماعته
الذين يستقون من البئر فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده
فقال إن ركبا من العدى انحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين
فأطلقت عليهم عيارا ناريا قتل منهم شخصا تبين لي انه زعيمهم
وقد وضعوه في كهف في جانب الوادي فقالوا ومادلك
على انه زعيمهم فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه وان في خنصره
الأيمن خاتما فضيا فقالوا هيا بنا لنراه وكانوا قبيلة برقا إحدى
جذمي قبيلة عتيبة وكانوا بالتحديد من قبيلة المقطة إحدى اكبر أفخاذ قبيلة
برقا من عتيبة وهم جماعة الشيخ تركي بن حميد وكان معهم فتاة
قد جلى أهلها منذ سنة إلى جوار قبيلة قحطان وقد جاوروا ذيب بن شالح ووالده
لأسباب بينهم وبين بني عمهم وعندما رأوا ذيب وشاهدته الفتاة صاحت بأعلى
صوتها هذا ذيب بن شالح الذي جاورنهم العام فشتموها وقالوا لابد أن بينك وبينه
صداقة قالت البنت للذي قت ذيب بهذه اللهجة (( تعقب وتخسي يالردي هذا ذيب بن شالح
اللي ماعمره رفع عينه في جارته وكان يعزنا ويكرمنا وكان مايجي من البر بالصيد
إلا ويجي بقسمنا معه ويحطه على الأرض وهو منزل عيونه بالأرض ثم يروح لبيته ))
فسكتوا ولم يستطيعوا أن يجادلوها لأن سيرة فروسية ذيب قد ملأت أرجاء نجد .
ما اكبر مصاب شالح لما وصل رفاق ابنه واخبروه بما حدث
لاشك أن وقع الخبر على شالح كان عظيما جدا عندما علم أن ابنه
قد قتل وكان الخبر على قلبه اشد وأنكى من طعن الحراب ولاشك انه
سيتجرع ويلات الحزن ومرارته وماسي الفراق ولوعاته..
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... الفيت كل منية لاتنفع
إنها كارثة كبرى حلت ليست على شالح وحده بل على أهله آل هدلان
وعلى قبيلة الخنافر من قحطان بل على قبيلة قحطان الكبرى .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/e68ce2255fa9ef92ed2d04367b5f649a.jpg
وقد قال شالح أشعارا كثيرة بعد وفاة ابنه أولها هذه القصيدة :
يــــاربـــعنا باللي على الـــفِطّر َالشيب**عــزالله إنه ضــاع مِنــكم وداعــه
رحتوا على الطّوعَات مِثلِ العَيَاسِيب**وجـــِيتواوخـلّيتوا لِقــلبي بِضاعــه
خـلّيتوا النـــــادر بـــدار الآجــَــانِيب**وضـاقت بي الآفاق عِـقب اتساعــه
تِـكـَــدّرن لي صافــيات المـــشاريب**وبالعون شِفت الذل عِـقب الشجاعه
يـاذيب أنـابـوصــيك لاتــأكـل الذيب**كـم ليـــلةٍ عشــاك عِـقبِ المجاعــه
كــم ليلةٍ عــشاك حِــرشَ العَــرَاقِيب**وكم شِيخِ قــومٍ كــزّتِه لك ذِرَاعِــه
كــفّه بــعدوانه شِـــــنِيع الـمضارِيب**ويسقي عدوه بالـوغى سـِم سَاعَــه
ويـضحَك ليا صـكت عليه المـغالِيب**ويــلكد على جمعِ الـعدو بانـدفَاعـَـه
وِبَيـتِهِ لِجِــيرانِه يِشّــيّد على الطــيب **وللضيف يبني في طِــويل الرفَاعَــه
جَرحِي عَطِيب وَلا بَقى لِيَ مِقَاضِيب **وَافَخَتّ حَبل الوَصل عِقب انقِطَاعه
كِنّــي بَــعَد فــقدِه ِبِـحـَامي اللّهـَـاهِـيب **وِكنّي غَرِيبَ الــدّار مـالي جِمَاعَــه
مِن عِقب ذِيبَ ، الخَيلِ عِرج مهَالِيب **يَاهـل الرّمَك ماعَـاد فِــيهِن طِمَاعـَه
قَالوا تِطِيب وقلت: وِش لون أبا طِيب **وطَــلَبت مِن عِند الـكِرِيم الشّفَاعـَـه
ولقد ندم شالح على قصيدته التي تسببت بمقتل ذيب
ندما شديدا مما حداه الى نظم قصيده قال فيها :
ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب..ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب..والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رزّاق عِكف المخاليب .. يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب..وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب..مانيب من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب .. ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه
يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب .. ولاني برادي كسرها من ضلاعه
ويا طول ما نوختها تصرخ النيب .. وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه
وأضوي عليهم كنهم لي معازيب .. إليا رمى زين الوسايد قناعه
أضوي عليهم واتخطى الأطانيب .. وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه
أبا أنذر إلي من ربوعي يبا الطيب .. لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب .. عِز لأبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب .. غبنٍ لأبوه وفاشله بالجماعه
يا كبر زوله عند بيت المعازيب .. متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه
وبقي شالح حزينا متأثراً يسهر أيامه ولياليه ولايفارق
نار قهوته وذات ليلة وهو ساهر مع أحزانه
كان شخص من قبيلة قحطان اسمه الهويدي قد ضاع صقره
واخذ يبحث عنة بالليل ويسال رافعا صوته كلما مر
بنار قطين مناديا (يامن عين الطير)
فعرفه شالح وسكت عنة أول مرة
ثم عاد إليه مرة ثانية مارا ببيته
بعد أن مر بنيران الحي ثم استمر بسؤاله مارا بكل نار
يراها وعاد على شالح للمرة الثالثة.
فناداه شالح والهويدي لم يعلم أن النار هي نار
شالح وعندما دعاه لكز هجينه (أي ضربها)
وجاء مسرعا ظنا منه أن المنادي سيبشره بصقره
وعندما أناخ هجينه واقترب من المنادي تبين له
انه الشيخ شالح بن هدلان الذي لازال يصارع أحزانه
فاعتذر الهويدي لشالح انه لا يعرف أن هذه ناره ثم قبل جبينه
معتذرا وطالبا السماح فأذن له بالجلوس من حوله
واخذ شالح يصب له القهوة ثم قال هذه الأبيات:
إن كان تنشد يالهويدي عن الطير.....الطير والله يالهويدي غدالي
طيري عذاب معسكرات المسامير.....إن حل عند قطيهن الجفالي
إن جاء نهار فيه شر بلا خير.....وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
إن دبرن خيل وخيل مناعير.....وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك ليا صكت عليه الطوابير.....طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وان عرجدن المظاهير.....وزيزوم عيرات طواها الحيالي
غيث لنا وان جت ليالي المعاسير.....وبالشح ريف للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الروايح مزابير.....تمطر على قبر سكن فيه غالي
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2f37d9e050add93f979b344d0bf69976.jpg
لاشك أن طير شالح يصيد أفذاذ الرجال
كما قاله بأشعاره أما طير الهويدي
فهو لايصيد إلا الأرانب والكروان و الحبارى...
رحم الله شالحا وابنه ذيبا لأنهما سجلا مفاخر
قيمة لكل من يقطن نجدا...
إننا نودعهما بالرحمة ودعوات الغفران ونشيعهما
بما يشيع به الأبطال المغاوير ،الذين أبقوا لهم ذكرا
في الآخرين دينا وشجاعة وكرما وشيما وطيب ذكر
وهكذا انتهت قصة أسطاير خلدوا أسمائهم بماء الذهب
على صفحة التاريخ بطيب ذكرهم وأفعالهم
http://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gifhttp://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gifhttp://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gif
بن دراج بن حسن بن خنفر آل محمد .. الجحادر
القبيله :. قحطان
تاريخ الوفاه :. سنة ؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد عمر طويلا إلى أن قارب عمره 100سنة
المكان : نجد قرب ضرما.
&& && && &&
( شالح ) وأخاه ( الفديع )
قـصـة حـب ووفاء وشجاعة
http://www.albdoo.info/imgcache2008/fce6a7719c87314d59ab94bd6c48697b.jpg
نشأ شالح بين قبيلة الخنافرة , وكان له أخ شقيق يسمى ( الفديع )
أصغر منه بكثير, وكان الفديع وفياً لأخيه شالح , وكان فارس شجاع
وكان مغامر بفروسيته إلى أبعد الحدود وكان متفانياً في خدمت أخيه شالح
وعندما كبر الفديع وكملت رجولته تحمل مشاق الحياة عن أخيه شالح
وأصبح هو حامي القبيلة , وكانت الإبل لاتذهب إلى المرعى إلا وهو معها
مدججاً بسلاحه , وعلى صهوة جواده , وكان حصناً حصيناً لها
ولإبل قبيلته , ولا يخطر ببال أي عدو أن يغير عليهم من هيبة ( الفديع ).
وذات يوم ومع بزوغ الشمس وأخاه شالح جالس حول ناره
يحتسي القهوة فالتفت إلى الإبل وهي في مباركها قرب البيت
رآها تعتب في عقلها ولم ير ( الفديع )
فنادى شالح : الإبل تعتب في عقلها و ( الفديع ) غايب عنها أين هو ؟ ؟
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/232ca9f08c9c6543d89bcc5819536e93.jpg (http://www.albdoo.info/imgcache2008/6c0214fb07c6e45c965a96378608e496.jpg)
فقيل له: إنه في المحرم عند النساء يغسلن رأسه ويرجلنه داخل البيت
فقام غاضباً إلى أخي وقال : الإبل حائرة في مباركها ولم تذهب إلى المرعى
وأنت عند النساء يغسلن رأسك ثم أخذ من التراب ووضعه على رأس أخيه
فقام الأخ البار خجلاً من أخيه وأخذ يمسح التراب عن رأسه
وهو يردد ــ العفو يا أخي العفو يا أخي ــ ثم طلب من زوجة أخيه أن تسرج
جواده وتحضر سلاحه وذهب للإبل مسرعاً
أما شالح فقد رجع إلى قهوته وجلس حولها وعندما أطلق ( الفديع )
عقل الإبل ذهب إلى أخيه يمشي بحذر وبخفة متناهيه من حيث لايشعر به
فقبل رأسه وقبل مابين عينيه وقال في أمان الله يا أخي وركب جواده وتبع إبله
وعند غروب الشمس عاد ( الفديع ) مع إبله ثم أقبل إلى مكان أخيه في مجلسه
عند القهوة وأخذ يصب لأخيه القهوة ويقص عليه أخبار يومه الفائت
ويداعبه بالنكات المضحكة ويحاول أن يثبت لإخيه انه لايحمل في نفسه
عليه شيء وأنه لم يغضب من حثو أخيه التراب على رأسه وكل همه رضا أخوه عليه .
وفي يوم الأيام وعندما عاد ( الفديع )بعد غروب الشمس
وسلم على أخيه وجلس عنده .
لاحظ ( الفديع ) أن أخاه شالح كثير التفكير , ومشدود البال ! !
سأله قائلا : مابك ياأخي هذه الليلة , ماتشكو من الألم ؟
فقال له شالح : يا أخي ما بي شيء غير أنني أفكر فيك ! !
فقد ساءني ما أنت فيه من تعب وكد
فقد أتعبتك يا أخي وأولادي ما زالو صغار
كنت أتمنى أنهم كبار ليخدموك ويخدموني
فأنت من شروق الشمس إلى الغروب
وأنت على صهوة جوادك , وقائماً بخدمتي .
فقال ( الفديع ) :أنا سعيد يا أخي بأن أقوم بخدمتك
وكل ما أتمناه أن تكون راضياً علي
وأن لا يحصل مني أي شيء يكون سبب في إزعاجك ,وأنشد يقول :
يابو ذعار أكفيك لونـي لحالـي ** واصبر على الدنيا وباقي تعبهـا
وإن غم أخوه معثريـن العيالـي ** أنا لخويه سعد عينـه وعجبهـا
وإن جن مثلي مخزمات الجمالي ** كم سابق تقزي وأنا من سببهـا
كم خفرة قـد حرمـت للدلالـي ** لبست سواد عقب لـذة طربهـا
وإن جيت لي قفر من النشر خالي ** يفرح بي الحواز يوم أقبل بهـا
أفديك يا شالح بحالـي ومالـي ** يا فارس الفرسان مقدم عربهـا
يا متيه إبله بـروس المفالـي ** يالي حميت حدودها يـا جنبهـا
فتأثر شالح من هذه الأبيات التي قالها أخيه الفديع فتمثل بهذه القصيده :
لا وأخوٍ لي عقب فرقـاه باضيـع ** كني بما يجري على العمـر داري
أخوي يا ستـر البنـي المفاريـع ** ومطلق لسان اللي بأهلها تمـاري
ما قط يـوم شـد بيـن الفراريـع ** يا كود ما بين الكمـا والمشـاري
ليته عصاني مرةٍ قال مـا اطيـع ** كود اني اصبر يوم تجري المجاري
أنا اشهد انه لـي سريـع المنافيـع ** عبدٍ مليـك لـي ولانـي بشـاري
تشهد عليه منايـلات المصاريـع ** واعداه من كفه تشـوف العـزاري
يمناه تنثر مـن دماهـم قراطيـع ** وعوق العديم اللـي بدمـه يثـاري
جداع سفريـن الوجيـه المداريـع ** مخلي سروج الخيل منهم عـواري
القلب مـا ينسـى بعيـد المناويـع ** ليثٍ على صيد المشاهير ضـاوي
وكان شالحاً قد توقع بهذه القصيدة مستقبل أخيه ( الفديع )
لأن ( الفديع ) كان مغامراً بقتاله وكان يهاجم القوم المغيرة
لوحده ويكسرها , و شالح يخشى عليه دائماً من مغامراته
وكان يحبه حباً عظيم , وكيف لا وهو باراً به وحامياً لقبيلته
وتهابه الفرسان في نجد كلها وكان أخوه يفاخر به وبشجاعته عند القبائل
http://www.albdoo.info/imgcache2008/88d0b7cdd75a87ab8a73911687c35ccc.jpg
وفي ذات يوم كان شالح راحلا بضاعنته
و أخوه الفارس الضرغام ( الفديع ), أرمد العينين
محمول في هودج , معصوبة عيناه وجواده تقاد مع الضعينه
فأغار على ضعينتهم كوكبة من الخيل , وتبين لهم أن هذه الخيل
هي خيل الحمده زعماء قبيلة عتيبه ,المشهورين بالشجاعة والفروسية
وقـد كانت الحروب قائمة بين عتيبة وقحطان
فأخذ شالح يدافع عن الضعين بكل بسالة وإقدام
وكان القتال بينه وبين المغيرين سجال , فمرة يهزمهم ويبعدهم
عن الضعينة , ومرة يتكاثرون عليه , ويهزمونه إلى أن يصل إلى الضعينة
ثم تتصاعد زغاريد النساء , وصيحاتهن محفزات لشالح على القوم .
فيلقى القوم بقلب من حديد إلى أن يبعدهم عن الضعينة
فطال القتال وهم على هذا المنوال وقد لاحظت والدة شالح و ( الفديع )
أن شالح قد أعياه الطراد , وهو وحيد في مواجهت القوم
فنزلت من هودجها وأسرجت جواد ( الفديع ) الأصفر وأحضرت سلاحه .
وقالت : انزل وهب لمساعدة أخيك , لأن القوم سيغلبونه.
فقال( الفديع ) : يا أماه أنا أذوب كمداً , واحترق حسرة
من حين سمعت غارة الخيل ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي وعيناي مقفلة ومعصوبة .
فقالت أمه انا سأجعلك تبصر , وكان متلهفاً لأن يرى بعينه , فأتت أمه بماء
وغسلت عينيه وأخذت تفتحها بشدة , ويقال أنه عندما انفصل كل جفن عن الآخر
نزل الدم والصديد معاً من عينيه , فوثب كالنمر , وهو لا يبصر إلا قليلاً ولمسافة قريبة جداً .
وكانت خيل الأعداء قد كرت على أخيه آتية به إلى الضعينة
فاستقبلهم الفديع بقلب كالحديد مغامراً غير مبالي , فجندل أول فارس
ثم جندل الثاني , ثم جندل الثالث , فانكسر القوم وانهزمو .
ولكن ( الفديع ), استمر في ملاحقتهم وقتلهم , وعندما انغمس بين خيلهم
رشقوه بعدد كثير من الرماح دفاعاً عن أنفسهم لأنه قاتلهم لا محاله
وكانوا يرشقونه وهم فارين , وهو لا يبصرهم إلا كالخيال , فلم يتمكن
من المناورة وتفادي طعن الرماح , فأصابه رمح اخترق رأسه فخر قتيلاً
ولكن الأعداء استمروا بالإدبار, لأنه قد أعياهم القتال .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/f5738121faefaf91fef47cd6844998f9.jpg
وعندما أقبل شالح على أخيه , وجده ميت
وقد اخترقت جسده عدد كثير من الرماح.
فكانت لحظات ألم وحسرة ونكبة كبيرة على شالح
فقد فقد السند بعد الله والعضيد الذي لا يقهر في الميدان
وتهابه الفرسان , فلم يتمالك نفسه فذرفت الدموع على وجنتيه
التي علاهما غبار المعركة , وبعد أن قبل أخاه القبلة الأخيرة
ونظر إلى ذلك الجبين المعفر بالتراب الذي طالما لامس
الأرض من خشية الله , ونظر إلى تلك العينين التي طالما
سهرتا عليه الليالي الطوال , ونظر إلى ساعديه اللذين طالما
انطلقت منها الرماح لتصافح صدور الأعداء , ذائده عنه
وعن محارمه وماله , وهكذا دارت الأفكار في رأس
الأمير الفارس المنكوب شالح , ثم مسح التراب عن جبين أخيه
وأطبق عينيه وأمر من حوله من النساء أن يكفنوه
وكانوا في واد بنجد يسمى ( خفا ) وكان على جانب الوادي
هضبة تسمى هضبة ( خفا ) فدفن ( الفديع )على مقربة منها .
وهكذا طويت صفحة من التاريخ , سجلت مثلاً رائعاً
للشجاعة والوفاء وكيف كان بر الأخوين لبعضهما
والمعاملة التي كانت بينهما والتي هي من شيم العرب,وإحدى مفاخرهم .
وقد رثى شالح أخاه ( الفديع )بقطرات من دم قلبه في هذه القصيدة :
أمس الضحى عديت روس الطويلات ** وهيضت في راس الحجا ماطرالـي
وتسابقن دمـوع عينـي غزيـرات ** صفقـت بالكـف اليميـن الشمالـي
وجريت من خافي المعاليـق ونّـات ** والقلب من بيـن الصناديـق جالـي
وأخوي ياللي يم قارة ( خفا ) فـات ** من عاد من عقبـه بيستـر خمالـي
ليته كفانـي سـوّ بقعـا ولا مـات ** وانـا كفيتـه سـوّ قبـرٍن هيالـي
وليته مـع الحييـن راع الجمـالات ** وأنا فدا لـه مـن غبـون الليالـي
وأخوي يومن بعض الأخوان فـلاّت ** من خلقتـه ماقـال ذا لـك وذالـي
تبكيه هجنٍ تالـي الليـل عجـلات ** ترقب وعدها يـوم غـاب الهلالـي
وتبكي على شوفـه بنيٍ (ن) عفيفـات ** ومن عقب فقـده حرمّـن الدلالـي
عوق العديم إن جاء نهار المشارات ** والخيل من حسّـه يجيهـن أجفالـي
&& && && &&
الجزء الثاني
( شالح ) وابنه ( ذيـب )
قـصـة حـب ووفاء وشجاعة
http://www.albdoo.info/imgcache2008/0cfaed7cc9eb3da46c0c814e64e76f35.jpg
وقد كانت المعارك بين عتيبة وقحطان كر وفر غالب ومغلوب
وضل شالح بن هدلان مابينها وهاجس الثأر في قلبه قبل أن يكون
بعقله وضل يتحين الفرص للأخذ بثأر أخيه الفديع من عتيبه وخلال
إحدى المعارك بين القبيلتين عمد أحد فرسان ال هدلان
وهومبارك بن غنيم بن هدلان للفارس عبيد ابن الأمير تركي بن حميد
فقتله فكبرت مصيبة الحمده على مقتل فارسهم عبيد
فقال أخوه ضيف الله ابن الأمير تركي من عتيبه هذه القصيدة :
ياونتي ونّة كسير الجباره *** اليا وقف مااحتال واليا قعد ونّ
عليك ياشبّاب ضوّ المناره***عليك ترفات الصبايا ينوحن
من مات عقب عبيد قلنا وداره *** لاباكيٍ عقبه ولا قايلٍ من
تبكيه صفراّ البسوها الغياره *** وتبكيه يوم انّ السبايا يعنن
وتبكيه وضحٍ ربعّت بالزباره *** اليا قزن من خايعٍ مايردّن
الخيل عقب عبيد مابه نماره *** وشعاد لوّ راحن ووشعاد لوّ جنّ
ياشيخ ماتامر عليهم بغاره *** كود الجروح اللي على القلب يبرن
يقطع صبيٍ ماينادي بثاره *** إلى اقبلن ذولي وذوليك قفّن
ياهل الرمك كلٍ يعسف امهاره *** والمنع مانطريه لاهم ولا حن
وبعد أن سمعها الشيخ شالح رد عليها بقصيده قال فيها :
ضيف الله اشرب ماشربنا مراره *** واصبر وكنّك شالحٍ يوم حزّن
راح الفديع اللي علينا خساره *** وأخذ قضاه عبيد حامي ثقلهن
يمنىّ رمت به ماتجيها الجباره *** اللي رمت بعبيد في معتلجهن
من نسل ابوي وضاريٍ بالشطاره *** يصيب رمحه يوم الأرماح يخطن
وعبيد خليّ طايحٍ بالمعاره *** عليه عكفات المخالب يحومن
وعادتنا بالصيد ناخذ اخياره *** ثلاثة الجذعان غصبٍ بلا من
ياقاطع الحسنى ترى العلم شاره *** لابد دورات الليالي يدورن
حريبنا كنّه رقيد الخباره *** خطرٍ عليه اليا توقّظ من الجن
ماني بقصّادٍ بليّا نماره *** أجدع نطيحي بالسهل وان تلاقن
من حل دار الناس حلوّ ادياره *** لابد ماتسكن دياره ويغبن
ومن شق ستر الناس شقوّ استاره *** ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن
وإن كان ضيف الله يعسّف امهاره *** فمهارنا من عصر نوحٍ يطيعن
تدنا لصبيانٍ سواة النماره *** شهبٍ لماضين الفعايل يعنن
وهنا نوه شالح بن هدلان عن مقتل عبيد بن تركي بن حميد وأنه
أخذ بثار أخيه ( الفديع ) منه وكذلك أشار إلى
مقتل الثلاثة الجذعان في بيته القائل :
وعادتنا بالصيد ناخذ اخياره *** ثلاثة الجذعان غصبٍ بلامن
وهم سلطان بن محمد بن هندي ونايف بن محمد بن هندي
وابن عم لهم وقد قتل الجميع مبارك من قحطان بثأر الفديع .
وهكذا انتهى ثأر الفديع وطويت صفحته
ونعود لنكمل قصة بطلنا الهمام شالح بن هدلان
لقد كان لشالح بن هدلان ستة أبناء وقيل ثلاثه
ولكن الأصح ما قيل بأنهم ثلاثة من أمهم بدويه
وهم ( ذعار وذيب وعبدالله ).
وكان ذيب هو هبة الله للشيخ شالح على صبره بفقدان أخيه( الفديع )
فقد برزت به صفات( الفديع ) منذ الصغر بالإضافة إلى صفات الفارس
الشجاع والكريم والشهم المقدام ومنذ نعومة أظافره فكان هو الأسطورة
التي أرادها الشيخ شالح وأرادبناءها من جديدوذات يوم اجتمع أقاربه
وهم أبناء عمه السفارين في أمر لم يدعو به شالح وعندما قرب على
الانتهاء دعوه فرفض دعوتهم لعلمه المسبق باجتماعهم وأنشدهم
هذه القصيدة يقول شالح :
أنا ليا كثرت الأشاوير ماشير *** حلفت ماتي بارزٍ مادعاني
وأنا خويّه بالليالي المعاسير *** وإلا الرخا كلنٍ يسد بمكاني
وشوري ليا هجّت توالي المظاهير *** شلفاّ عليها رايب الدم قاني
شلفّا معوّدها لجدع المشاهير *** يوم السبايا كنها الديدحاني
ماني بخبلٍ مايعرف المعايير *** قدني على قطع الفرج مرجعاني
إن سندوّ حدرت صوب الجوافير *** وان حدروا سندت لمرييغاني
تاخذ بخيران المريبخ مسايير *** ومادبر المولى على العبد كاني
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2441322bd9796f2713f41c51a8c32cbc.jpg
بـعد ذلك شد رحاله تجاه قبيلة الدواسر الذين عرفوا بشدة بأسهم
ومنعتهم وإكرامهم لضيفهم ولقد حاول رجال قبيلته ثنيه
عن ما عزم عليه لكن دون جدوى .
هي قراره وعندما وصل إلى قبيلة الدواسر
أكرموه واجزلو كرمه .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/328c112449a99eb8dfce4fbba1008e2f.jpg
*ذكر من مواقفه مع ابنه ذيب*
وقوف بدوية أم ذيب أمام بيت الشعر تنادي أطفالها ذعر وذيب وعبدالله
تدعوهم لتناول وجبة العشاء ثم النوم ،ذعار وعبدالله بجوارها
أما ذيب فكان على مد البصر يجري على خط الشفق الأحمر ويدفع
بجسده الصغير بين طيات ظلام الليل نحو صدر رجل في منتصف
العمر يفرد يديه ويرفع الصغيرعن الأرض يخاطبه بصوت قوي
"تكبر وتعوضني عن الفديع"
كان هو الشيخ شالح
ومرت السنين وبلغ الفتى ذيب 25 سنة وهاهو يتقلب في فراش نومه
يراقب النجوم عله يجد من بينها شكل محدد للفديع بينما شالح ينظر إلى
ذات النجمة ويستعيد تفاصيل أيامه مع أخيه الأصغر الفديع الذي لو أرسل
ضده مائة فارس هزمهم من شدة بائسة وتوغل رهبته في قلوب كل
من حمل سيفا أو علق روحه في راس رمحه
واستمرت النجمة حائرة بين الصورة الموجودة في ذاكرة الأب وبين
الصورة المجودة في مخيلة الطفل الذي أصبح شاباً فتياً
يعتقد أن شقيق أبيه الفديع قادرا على لف الف فارس تحت عباءته
من كثرة تكرار قصص بطولاته على لسان جدته وأمه ووالده
وإصرار والده على امتداد العشر سنوات على إقناع الشجر والسحاب
والبشر والصخر والمطر رغم وفاته قبل سنوات من ولادة ذيب وأصبح الفديع
في ذاكرة ذيب والبادية أسطورة مختلفة صنعها أخوه شالح الذي حاول
خلال أول 14 عام من عمر ابنه ذيب أن يدفعه بكل قوته إلى سد الفراغ
الذي تركه الفديع ، وكان يهيئ ذيب لأخذ الثار من قوم غزوه وقتلوه
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2077a7dfb772e4c4650b29380c671253.jpg
وفي يوم من الأيام أغارت عتيبه على الدواسر وغنموا إبلهم ولكن الدواسر
لحقو بالمغيرين وردوّا إبلهم ومعهم ابن جارهم ذيب بن شالح وقد غرز
رمحه بدم احد الغزاة وممسكا بلجام فرس ابيض أصيل تبين فيما بعد بأنـها
(( العزبــه )) سيدة خيول أهل الجزيرة العربية والتي لايساويها خيل
من الشرق إلى الغرب بعد امتلاك ذيب للعزبه أدرك شالح بان ابنه بدء
بأخذ مسار أخيه وبداء بتحقيق حلمه.
وعندما علم الإمام محمد بن سعود بن فيصل
والأمير محمد بن رشيد أمير حائل
حينها أرسل كل منهما رسله يطلبها ولكنه اعتذر
للرسل وقال لهم بصريح العبارة
إن هذه الجواد أخذها ذيب بن شالح من الأعداء وهي لا تصلح إلا لشالح
وأنشد هذه القصيدة :
يـا سابقي كثرت علوم العرب فيك *** عـلوم الـملوك مـن أول ثم تالي
لانـيب لا بـايع ولانـي بمهديك *** وأنا الـلي استاهل هدوا كل غالي
وانتي من الثلث المحرم ولا أعطيك *** وانـتي بـها الـدنيا شريدة حلالي
يـاما حلى خطوى القلاعة تباريك *** أفـرح بـها قلب الصديق الموالي
ويـاما حلى زين الندا في مواطيك *** فـي عـثعثٍ توه من الوسم سالي
ويـاحلو شـمشولٍ من البدو يتليك *** بـقفر بـه الجازي تربي الغزالي
الـخير كـله نـابتٍ في نواصيك *** وادلـه لـيا راعـيت زولك قبالي
بـالضيق لـو جيه المداريع نثنيك *** وعـجله وريـضة خلاف التوالي
حـقك عـلي انـي من البر ابديك *** وعـلي بدنك الجوخ احطه جلالي
ابـيه عـن بـرد الـمشاتي يدفيك ***وبـالقيظ احـطك في نعيم الظلالي
يـانفدا الـلي حصلك من مجانيك *** جـابك عـقاب الخيل ذيب العيالي
جابك صبي الجود من كف راعيك *** فـي سـاعةٍ تذهل عقول الرجالي
يـاسابقي نـبي نـبعد مـشاحيك ***والـبعد سـلم مـكرمين الـسبالي
يـم الـجنوب وديرتة ننتحي فيك *** لـربعٍ مـن الاونـاس قفرٍ وخالي
وبعد ماقال هالقصيدة شد صوب الربع الخالي والسبب أن شالح خاف على
ولده من ابن سعود وابن رشيد ان يأخذون منه الخيل بالقوه خصوصا
أنه بعيد عن قبيلته قحطان والدواسر قبيلة كثيرة الحروب وهو سيثقل عليهم
إن دخلوا في حرب مع الأميرين جلس فتره في الربع الخالي حتى
لفى عليه شيوخ الخنافره من قحطا ن طالبين منه أن يرجع معهم ويسامحهم
وحملوا له أيضاً أن الملك عبدالعزيز أعطاه الآمان
رجع شالح وعياله للقبيلة وفي هاذي الفترة سطع نجم ذيب
وأخذت القبايل تتناقل أخبار هذا الشاب وكان ذيب يسال راعيه أي جهه
تخاف ترعى فيها فيقول من الشمال ناحيه عتيبه .
فقال ذيب خذ ابلي وابل الخنافره هناك .
وخل أحد يقربها من العتبان وإلا غيرهم.
وفي الحقيقة كان العتبان يخشون من سطوة ذيب
حتى أن الأمير محمد بن هندي بن حميد العتيبي قال لفرسانه:
انا اوصيكم ان اغرتم على ابل وسمعتوا
(خيال البلها وأنا ابن دراج)
فلا تطمعون بالإبل ترى ذي نخوة الخنافره
أهل ذيب فكروا راجعين ولا تغامرون .
وهذا دليل واضح على قوة ذيب وانتشار اسمه بين أهل نجد وغيرهم
&& && && && &&
* مــقـــتل الذيب *
قصة مقتل ذيب بن شالح ومراثي والده له رحمها الله:
كان ذيب شديد البر بوالده حتى إنه لا يرضى أن يخدم والده أحد سواه
وكان كلما انتقلوا من مكان إلى مكان حسب المرعى لأنهم كانوا في الباديه
يسبق أباه إلى المكان الذي اتفقوا على أن ينزلوا عليه ويصطاد له من الصيد
ويقوم بشويه لوالده ويستقبله به ويطعمه منه وكان في كل مرة يستقبله كأنه ما
رآه من عدة سنوات من شدة حفاوته بوالده ومرة من المرات كما جرت العادة
بحث ذيب عن صيد لأبيه ليطعمه منه ولكنه لم يجد صيدا فقام وابتعد
عن المكان الذي سوف ينزل عليه أهله وقام بنحر ذلوله واخذ من طيب لحمها
واستقبل والده وطبخ له منها وكان يصب له القهوة قبل أن يجهز اللحم
فشم والده رائحة اللحم فعرف أنه ليس بلحم صيد
فقال له: وش هذا لحمه ياذيب؟
فقال ذيب: هذا ( شبب يايبه) أي ( رزق من الله )
وهذا من لهجة قبيلة قحطان فعرف والده أنه قام بنحر ذلوله
وقال له: ذبحتها ياذيب ؟! فقال ذيب هي فداك يايبه وعوضا
من حلال القوم أجيبه لك ثم قال ذيب يايبه ما أقدر إني استقبلك
إذا ماقدمت لك شي تاكله وأقسمت على نفسي أن استمر على هذه الحال
إلى أن يتوفاني الله فتأوه والده ثلاث مرات
وقال : (( يالهفي على فراقك ياذيب ))
وهذا فراسة منه بقرب أجل ابنه .
وقال هذه القصيدة يرثيه وهو حي :
ما ذكر به حيّ بـكى حي يا ذيــب ** واليوم أنا بابكيك لو كنت حـــــيا
وياذيب يبكونك هل الفطر الشّيب **إن لايعتــهُمْ مثل خيل المـــحَـيّـا
وتبكيك قـطعان عليها الكُــوَاليب ** وشيال حمل اللي يبون الكـــــفيّا
وتبكيك وضـحٍ علقُــوهَا دِبَابيب **إن ردّدّتْ من يمّة الخوف عـــيـّا
ويبكيك من صكّت عليه المغاليب**إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميّا!
ننـزل بك الحزم المطرّف لياَ هِيْب **إن ردّدُوهن ناقــلـين العــصـــِيّا
أنا أشهـد انك بيننا منقع الطيب **والطيب عسرٍ مطلبه مـا تــــهيـــّا
********
لقد اشتهر ذيب ببره لوالديه ووفائه مع أصدقائه وعطفه
على جيرانه وكرمة الحاتمي وذات ليلة كان هو ووالده
في تالي الليل يتسامران وكان والده يداعبه ، ويلقي علية بعض الأشعار
فانشده هذه الأبيات:
ياذيب أنا يا أبوك حالي تردى...وأنا عليك من المواجيب ياذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا... طويلة النسنوس حرشا العراقيب
تجر ذيل مثل حبل المعدا... وتبرا لحيران صغار حباحيب
واشري لك اللي ركضها ماتقدا... ماحد لقى فيها عيوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحدى ... مثل الفهد توثب عليهم تواثيب
أنا اشهد انك باللوازم تسدا ... وعز الله انك خيرة الربع بالطيب
ياللي على ذيب السرايا تعدا... لوحال من دونه عيال معاطيب
ليث على درب المراجل مقدا ... مافيك ياذيب السبايا عذاريب
وبعد أن قال والده هذه القصيدة بطريقة المزاح آسرها ذيب
في نفسه وعندما نام والده واطمأن انه قد استغرق في النوم
ذهب خفية وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان
وطلب منهم مرافقته فهبوا كالليوث فزعة مع خويهم فشدوا
مطاياهم وركبوا مع ذيب وعددهم لايتجاوز خمسة عشر شابا
وكلهم يأتمرون بأمر ذيب وبعد ذلك سألوا ذيب إلى أين هم سائرون
فقال إلى ديار القوم ( عتيبة ) لنكسب لأهلنا إبلا منها وقال لابد أن
آتي لوالدي من خيار ابل عتيبة واستمروا بسيرهم وبعد ثلاثة أيام
قصدوا بئرا في ديار عتيبه ليستقوا ماء منه ويسقوا رواحلهم
وهذه البئر اسمها (مليه) وهي تقع غرب جبل ذهلان في نجد في
أواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا وردا من عتيبة يستقون
فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيلة بوجودهم
وكان من السقاة صياد اخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي انحدروا منه
باحثا عن صيد وعندما رآهم اختفى تحت شجرة وأطلق عليهم
عيارا ناريا فأراد الله أن يصيب ذيب إصابة مميتة.
لقد حلت الكارثة على الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان
لأنه فقد كل أمل له في هذه الحياة فقد كل ركن على وجه الأرض
فقد الشجاعة الفذة فقد الكرم الحاتمي فقد الابن المطيع لقد خر ذيب صريعا
وودع الخيل وصهيلها، وودع الإبل وحنينها، وودع أباه الذي
هو بحاجة الى بره ورعايته ترك ذيب شالح حزينا وودع قبيلة قحطان
المجيدة وودع سنانه ورمحه وبندقيته، ونقع الخيل وهزيج
الأبطال ، ودع ذيب نجدا العزيزة ورياضها ودع غزلان الريم والأرانب
وطيور الحباري التي كان يصطاد منها لوالده لقد انقشعت هالت
الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالحا بالحنان والبر والفضيلة التي ضربت
أروع امثلا بين الأبناء والآباء.
بعد ما سقط ذيب على الأرض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه
وضموه إلى صدورهم وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم
الحارة ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي وقفلوا راجعين إلى أهلهم
أما الصياد الذي أطلق النار فقد ظل مختبئا تحت الشجرة
إلى أن رأى الركب قد ولى فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه
ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجد شابا بهي الطلعة
وفي خنصره الأيمن خاتم فضي وكانت رائحة الطيب تعج منه
وكان لباسه يدل على انه شخصية بارزة فرجع إلى جماعته
الذين يستقون من البئر فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده
فقال إن ركبا من العدى انحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين
فأطلقت عليهم عيارا ناريا قتل منهم شخصا تبين لي انه زعيمهم
وقد وضعوه في كهف في جانب الوادي فقالوا ومادلك
على انه زعيمهم فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه وان في خنصره
الأيمن خاتما فضيا فقالوا هيا بنا لنراه وكانوا قبيلة برقا إحدى
جذمي قبيلة عتيبة وكانوا بالتحديد من قبيلة المقطة إحدى اكبر أفخاذ قبيلة
برقا من عتيبة وهم جماعة الشيخ تركي بن حميد وكان معهم فتاة
قد جلى أهلها منذ سنة إلى جوار قبيلة قحطان وقد جاوروا ذيب بن شالح ووالده
لأسباب بينهم وبين بني عمهم وعندما رأوا ذيب وشاهدته الفتاة صاحت بأعلى
صوتها هذا ذيب بن شالح الذي جاورنهم العام فشتموها وقالوا لابد أن بينك وبينه
صداقة قالت البنت للذي قت ذيب بهذه اللهجة (( تعقب وتخسي يالردي هذا ذيب بن شالح
اللي ماعمره رفع عينه في جارته وكان يعزنا ويكرمنا وكان مايجي من البر بالصيد
إلا ويجي بقسمنا معه ويحطه على الأرض وهو منزل عيونه بالأرض ثم يروح لبيته ))
فسكتوا ولم يستطيعوا أن يجادلوها لأن سيرة فروسية ذيب قد ملأت أرجاء نجد .
ما اكبر مصاب شالح لما وصل رفاق ابنه واخبروه بما حدث
لاشك أن وقع الخبر على شالح كان عظيما جدا عندما علم أن ابنه
قد قتل وكان الخبر على قلبه اشد وأنكى من طعن الحراب ولاشك انه
سيتجرع ويلات الحزن ومرارته وماسي الفراق ولوعاته..
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... الفيت كل منية لاتنفع
إنها كارثة كبرى حلت ليست على شالح وحده بل على أهله آل هدلان
وعلى قبيلة الخنافر من قحطان بل على قبيلة قحطان الكبرى .
http://www.albdoo.info/imgcache2008/e68ce2255fa9ef92ed2d04367b5f649a.jpg
وقد قال شالح أشعارا كثيرة بعد وفاة ابنه أولها هذه القصيدة :
يــــاربـــعنا باللي على الـــفِطّر َالشيب**عــزالله إنه ضــاع مِنــكم وداعــه
رحتوا على الطّوعَات مِثلِ العَيَاسِيب**وجـــِيتواوخـلّيتوا لِقــلبي بِضاعــه
خـلّيتوا النـــــادر بـــدار الآجــَــانِيب**وضـاقت بي الآفاق عِـقب اتساعــه
تِـكـَــدّرن لي صافــيات المـــشاريب**وبالعون شِفت الذل عِـقب الشجاعه
يـاذيب أنـابـوصــيك لاتــأكـل الذيب**كـم ليـــلةٍ عشــاك عِـقبِ المجاعــه
كــم ليلةٍ عــشاك حِــرشَ العَــرَاقِيب**وكم شِيخِ قــومٍ كــزّتِه لك ذِرَاعِــه
كــفّه بــعدوانه شِـــــنِيع الـمضارِيب**ويسقي عدوه بالـوغى سـِم سَاعَــه
ويـضحَك ليا صـكت عليه المـغالِيب**ويــلكد على جمعِ الـعدو بانـدفَاعـَـه
وِبَيـتِهِ لِجِــيرانِه يِشّــيّد على الطــيب **وللضيف يبني في طِــويل الرفَاعَــه
جَرحِي عَطِيب وَلا بَقى لِيَ مِقَاضِيب **وَافَخَتّ حَبل الوَصل عِقب انقِطَاعه
كِنّــي بَــعَد فــقدِه ِبِـحـَامي اللّهـَـاهِـيب **وِكنّي غَرِيبَ الــدّار مـالي جِمَاعَــه
مِن عِقب ذِيبَ ، الخَيلِ عِرج مهَالِيب **يَاهـل الرّمَك ماعَـاد فِــيهِن طِمَاعـَه
قَالوا تِطِيب وقلت: وِش لون أبا طِيب **وطَــلَبت مِن عِند الـكِرِيم الشّفَاعـَـه
ولقد ندم شالح على قصيدته التي تسببت بمقتل ذيب
ندما شديدا مما حداه الى نظم قصيده قال فيها :
ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب..ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب..والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رزّاق عِكف المخاليب .. يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب..وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب..مانيب من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب .. ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه
يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب .. ولاني برادي كسرها من ضلاعه
ويا طول ما نوختها تصرخ النيب .. وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه
وأضوي عليهم كنهم لي معازيب .. إليا رمى زين الوسايد قناعه
أضوي عليهم واتخطى الأطانيب .. وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه
أبا أنذر إلي من ربوعي يبا الطيب .. لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب .. عِز لأبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب .. غبنٍ لأبوه وفاشله بالجماعه
يا كبر زوله عند بيت المعازيب .. متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه
وبقي شالح حزينا متأثراً يسهر أيامه ولياليه ولايفارق
نار قهوته وذات ليلة وهو ساهر مع أحزانه
كان شخص من قبيلة قحطان اسمه الهويدي قد ضاع صقره
واخذ يبحث عنة بالليل ويسال رافعا صوته كلما مر
بنار قطين مناديا (يامن عين الطير)
فعرفه شالح وسكت عنة أول مرة
ثم عاد إليه مرة ثانية مارا ببيته
بعد أن مر بنيران الحي ثم استمر بسؤاله مارا بكل نار
يراها وعاد على شالح للمرة الثالثة.
فناداه شالح والهويدي لم يعلم أن النار هي نار
شالح وعندما دعاه لكز هجينه (أي ضربها)
وجاء مسرعا ظنا منه أن المنادي سيبشره بصقره
وعندما أناخ هجينه واقترب من المنادي تبين له
انه الشيخ شالح بن هدلان الذي لازال يصارع أحزانه
فاعتذر الهويدي لشالح انه لا يعرف أن هذه ناره ثم قبل جبينه
معتذرا وطالبا السماح فأذن له بالجلوس من حوله
واخذ شالح يصب له القهوة ثم قال هذه الأبيات:
إن كان تنشد يالهويدي عن الطير.....الطير والله يالهويدي غدالي
طيري عذاب معسكرات المسامير.....إن حل عند قطيهن الجفالي
إن جاء نهار فيه شر بلا خير.....وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
إن دبرن خيل وخيل مناعير.....وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك ليا صكت عليه الطوابير.....طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وان عرجدن المظاهير.....وزيزوم عيرات طواها الحيالي
غيث لنا وان جت ليالي المعاسير.....وبالشح ريف للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الروايح مزابير.....تمطر على قبر سكن فيه غالي
http://www.albdoo.info/imgcache2008/2f37d9e050add93f979b344d0bf69976.jpg
لاشك أن طير شالح يصيد أفذاذ الرجال
كما قاله بأشعاره أما طير الهويدي
فهو لايصيد إلا الأرانب والكروان و الحبارى...
رحم الله شالحا وابنه ذيبا لأنهما سجلا مفاخر
قيمة لكل من يقطن نجدا...
إننا نودعهما بالرحمة ودعوات الغفران ونشيعهما
بما يشيع به الأبطال المغاوير ،الذين أبقوا لهم ذكرا
في الآخرين دينا وشجاعة وكرما وشيما وطيب ذكر
وهكذا انتهت قصة أسطاير خلدوا أسمائهم بماء الذهب
على صفحة التاريخ بطيب ذكرهم وأفعالهم
http://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gifhttp://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gifhttp://www.albdoo.com/vb/images/smiles2/rose_102.gif