ام الرغفان
12-03-2012, 21:19
عندما ..يجن الشعر لا يقف لجنونه سوا شاعران ...
نزار قباني .. فهد المساعد ..
http://www10.0zz0.com/2012/03/12/18/788161388.png
وعندما يكون تفاح الحب هو المحرض الوحيد لهما ..
و الطفولة هي بيتهم ..فلماذا لا يبدع الاثنين؟
مني لكم رحلة قصيرة ولكنها مبحرة في محيطاتهم هيا لنجدف معهم
..
لنصغي لمن قال :
إذا مر يومٌ. ولم أتذكر
به أن أقول: صباحك سكر...
ورحت أخط كطفلٍ صغير
كلاماً غريباً على وجه دفتر
فلا تضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئاً تغير
فحين أنا . لا أقول: أحب..
فمعناه أني أحبك أكثر.
ولنصغي لمن قال :
ياشاعـري قـل للدفاتـر والأحــلام
مرت سنـه واليـوم كملـت عشريـن
قلّي كبرتي .. قل كبرتي .. من العام ..
وأنا احتريها .. وأنت ساكت لهالحين ؟!
مدخل 1.
تقاسم نزار قباني و فهد المساعد الحياة العامة معنا فلم يكونوا ينتمون سوا لأسر بسيطة تغمرهما الطيبة ويتقاسمون هموم الحياة مع أهالي الحي ..
وكان يتم الأب هو .. الألم الذي نما في دواخلهم فجاءنا كل شاعر بقصيدة راقيه لوالده "الله يرحم أموت المسلمين جميعا"
يقول نزار قباني ..في قصيدة أبي:
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكأه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
...
ويقول المساعد في قصيدته .. يبه
يبه وانا بعد اثنعش عـام حسيـت
اني قـدرت اقـول شـيٍ كتمتـه
ابطى قصيدي ماانكتب فيك وابطيت
اجر صوتي وارجع اجـر صمتـه
ماودي اكتب بيت واندم على بيت
ماهوب شعر الشعر كاني زهمتـه
الشعر كانه ماانحنى ليّّ .. ماجيت
ان ماعـزم مرثيتـك ماعزمـتـه
ان ماكتبته باازرق الدمع وابكيـت
كل الجـروح المبطيـه مارحمتـه
يبه وانا من بعدك ابـو التناهيـت
مامـر طعـمٍ للحـزن مانهمـتـه
يبه ( يبه ) كلمه وانا كل مااوحيت
كلمة ( يبه ) صديت والوقت لمته
يبه ( يبه ) كلمه وانا كم تمنيـت
اهدم بها وابني بها اللـي هدمتـه
يومـك تعلمنـي الامـن تحاكيـت
درس الحياه اللي كبرت وفهمتـه
هنـاك كانـت دلتـك لاتقهويـت
وهناك كان يساق طيـبٍ حشمتـه
وهناك ايه اذكرني هنـاك خليـت
طفلٍ مـلا بالدمـع دربٍ رسمتـه
هناك جاني علمـك انـك توفيـت
وهناك خاويت الشقـا واحتزمتـه
لكن بعد صمت اثنعش عام حسيت
اني عجزت اقول شـيٍ كتمتـه !!
.. كلتا القصيدتان .. تملئنا حزن ..
وتغسل حنايانا ..طهرا ..
مدخل _2
نتساءل جميعنا ما هي المدرسة التي علمت لنا هذان الشاعران ..
أنها .. مدرسة الحب ..
فقال شاعرنا نزار ..:
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك.. سيدتي
أسوء عادات ..
وقال شاعرنا المساعد :
هذي هي اللي عرّفتنـي علـى الشـوق
هذي قدر .. ما كنـت حاسـب حسابـه
قطعة حزن في جيـب بالـي ومشقـوق
ومضة فرح في عيـون نـاسٍ غلابـه
.. هكذا أ فصح عن من علمهم .. شاعران و مبدعان
مدخل -3
من هن حبيباتهم .. كيف استطاعت كل واحدة منهما أن أتفجر مشاعر من تحب وتحرضه من أجل أن يب ..
فردت علينا ملهمة نزار بشعره فقالت :
لو أخبروني أنه
طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني أنه..
سيضرم النيران في دقائقٍ
ويقلب الأشياء في دقائقٍ
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ
لكنت قد طردته..
هذا الهوى أجمل حبٍ عشته
أروع حبٍ عشته
فليتني حين أتاني زائراً
بالورد قد طوقته..
وليتني حين أتاني باكياً
فتحت أبوابي له.. وبسته
.. وردت علينا ملهمة المساعد فقالت :
الباب هـذا بـاب بيتـك .. بـس مـا يفتـح عليـه!
البـاب هـذا لـو فتحتـه .. تنفتـح لــيّ الحـيـاه
وانـا وراه .. احـسّ كـنّ الدمـع تخنقنـي يـديـه
احـسّ كنّـه حـدّ منفـى .. وفهد كـلّـه وراه
صوتك وحشني يا فهد .. وأحترت وين القاه فيـه؟
!وأمسيت اغني به .. وانا اللّي كنت اغنّي لـه معـاه !
وحشني صوتك يا فهد .. وأمسيت اغنّي : ليه؟..ليه؟
·ليه الكلام اللي نقـول يمـوت فـي سكـة صـداه؟!
ليـه الدوايـر تنتهـي مـع دربهـا اللـي تبتديـه؟
!ليه الشوارع ساكتـه .. والنـاس كـلٍ فـي هـواه؟!
ليـه اليديـن تصـدّ عـن شـيٍٍ تبيـه وتشتهيـه؟!..
يـوم العيـون تسابـق الجايـع علـى لقمـة عشـاه!
علمّتني في صف (أول حبـك) .. ان اكبـر سفيـه....
اللـي اذا حـسّ بغـلا خلّـه يفـرّط فـي غـلاه
مدخل_4
شاعران .. وعاشقان ماذا سيقولان لهن
.. لنرى ..
قال لها نزار :
شرشت .. في صوتي ، و في لغتي
و دفاتري ، و خيوط أثوابي ..
شرشت بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعك كل أبوابي ..
شرشت .. حتى في عروق يدي
وحوائجي .. و زجاج أكوابي ..
شرشت بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كروم أعناب
شرشت .. حتى صار جوف يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشاب
شرشت .. حتى العظم .. يا امرأةً
فتوقفي .. رفقاً بأعصابي ..
وقال لها المساعد:
شيطانه أنتي
ماتحبي من بناتي الا بنتي اللي أنتي فيها بنتي
كم صار لك يابنتي
ماعاد بيّنتي
مدري ليه ! ..
يا أنتي كنتي منتي انتي يوم شفتك !
والا شفتك ..
يوم انتي منتي كنتي أنتي !
* * *
يا اجمل من عيون خل ٍ ينتظر خله
بغمازتين وسله
فيها سحاب وعيد
وطيور مبتله
مدخل _5
عندما يكون عيد ميلاد من نحب فأننا نحتار ماذا نقدم لمن نحب هديه ..
لكن نزار أختصرها وأخبرنا عن هديته لمن يحب :
نزار بماذا تفكر
؟
بطاقة من يدها ترتعد
تفدى اليد
تقول : عيدي الأحد
ما عمرها؟
لو قلت .. غنى في جبيني العدد
ترى إذا جاء غد
واندفعت حوامل الزهر..
وطاب المشهد
ورد..وحلوى ..وأنا
يأكلني التردد
بأي شيء أفد
إذا يهل الأحد
بخاتم ..بباقة؟
هيهات. لا أقلد
أليس من يدلني؟
كيف .. وماذا أقتني؟
ليومها الملحن
أحزمة من سوسن؟
أنجمة مقيمة في موطني؟
أهدي لها
الله .. ما أقلها؟ ..
من ينتقي؟
لي من كروم المشرق
من قمر محترق
حقا غريب العبق
آنية مسحورة خالقها لم يخلق..
أحملها ..غدا لها
الله ..ما أقلها
لو بيدي الفرقد
والدر والزمرد
فصلتها جميعها
ومحبسا لزندها
هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها
لعلها
إذا أنا حملتها
غدا لها
ستسعد
يا مرتجي .. يا أحد
و سألت المساعد
بماذا يتمم وهو يفكر بعيد ميلادها؟
حبيبي جيت اقدّم لـك هديـة عيـد ميـلادك
وانا متأكد اني لـو نسيتـك مانقـص قـدري
ولكن قلـت ادوّر أي شـيّ يناسـب ّعيـادك
تصفحّت الهدايا لين ضاق بشوفهـا صـدري
أبي شـي ٍ يجمّلنـي معـك لا فـاح رينـادك
مابي شي ٍ أمدّه والخجل من فوقـي وحـدري
وقلت آشوف بعض الناس قبل يحـل ميعـادك
وش اللي من هداياهم يليق بوجهـك البـدري
بعضهم جاب ورد .. وشفت كل الورد مافـادك
وانا اصلا أعتبر من جاب ذاك الورد مايدري !
لأن الورد لـو مـازاد بيـن إيديـك مـازادك
تركت الورد ذبلان .. وذكرت اللي سروا بدري
هديتهم قفص وطيور .. قلـت فعيـد ميـلادك
اسوّي مثلهم واهديك طير ٍ في قفص صـدري
مدخل _7
ماذا دهى العاشقان فراح يسحبان العتاب .. ويهتمان بالتفاصيل الصغيرة
نزار .. ماذا تحاول أن تقول؟
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليل
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
فسألت المساعد .. فقال منزعج :
ازعل عليك احيان
وأزعل على نفسي قبل ماأزعل عليك
وأرضى عليك احيان
وأرضى على الدنيا وانا راضي عليك
وأنت عمرك
مازعلت .. وماعتبت ... ومارضيت
أزعل علي لو كذب
أعتب علي لو كذب
هذي التفاصيل الصغيره
اللي تخلينا نحب
ماأحب انا ازعل عليك
ازعل انا لأني احب
***
ياأدفي من حروف الشعر
ياأرق من حلم السنين
إذا تركتك تنتظر
حسسني إن انتا حزين
مابي تقول مسامحك
قل : ماأبيك
وإذا رجعت اصالحك
أبعد يديك
أنا انجرح قبل اجرحك
وأبكي عليك
لكن أبي مره تحس
وشلون أنا أمووت فيك
هي التفاصيل الصغيره
اللي تخلينا نحب
ماأحب أنا أقسى عليك
أقسى أنا لأني أحب
***
أدري فيك تموت فيني
وأنا ميت من برودك
لي متى وانتا تبيني
وماتحسسني بوجودك
ايه ... حسسني بوجودك
لمّ صوتي
بعثر حكاية سكوتي
لاتخلي الحب يفقد همسك العذب ويمووت
قل احبك ..
قل احبك بأعلى صوت
انا مليت السكوت
مدخل _8
لماذا العتاب يولد الكثير من الانفجار و الغضب :
فقالي نزار:حجرية الإحساس .. لن تتغيري
إني أخاطب ميتاً لن يسمعا
ما أسخف الأعذار تبتدعينها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا
سنةٌ مضت. وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيف الذي لن يرجعا..
كل الذي عندي رسائل أربعٌ
بقيت – كما جاءت- رسائل أربعا.
أنا من هواك .. ومن بريدك متعبٌ
وأريد أن أنسى عذابكما معا..
لا تتعبي يدك الرقيقة. إنني
أخشى على البللور أن يتوجعا..
إني أريحك من عناء رسائلٍ..
كانت نفاقاً كلها.. وتصنعا
الحرف في قلبي نزيفٌ دائمٌ
والحرف عندك.. ما تعدى الإصبعا.
وهذا شاعري المساعد منفعل :
لا..لا تغرّك طولـة البـال والسـدّ
القلب شكلـه قـرّب اليـوم سـدّه
أنا عزيز النفـس لا جيـت للجـدّ
واللي تمادى يقضب اليـوم حـدّه
صحيح صعبة ابني الحـب واهـدّ
لكن ترى لا ضقـت والله لا اهـدّه
مهوب انا اللي يرفع بوجهك اليـدّ
وْلا عاش من يرفع على بنت يـدّه
لكن با اروح ولو غشى دمعك الخدّ
باقول : "وينه غايبٍ فيـه مـدّه"؟!
يوم الوصل من بيننـا حبـل ممّـدّ
ترخي وانا ارجي منك يـومٍ تشـدّه
بعد المذلّه جيتنـي اليـوم بتشـدّ؟!
خلاص انـا فكّيـت حبـل المـودّه
ما دام به ناس عن الديـن ترتـدّ
وش يضمن انه ما يجي منك ردّه؟!
مدخل_9
نزار لقد عفا عمن يحب .. عندما سمعها تقول
:
أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
ولكن المساعد ضاق ذرعا..
فقال :
يانديـم الجـرح واللـي وصتّـك بأرقامهـا
عارف انّك ما تعـرف الا شـذى يشمومهـا
لا تعلمني عـن آخـر مـا حصـل فأيامهـا
من رسالتها عرفـت اليـوم كـل علومهـا
أدري إن الوقت شمّر عـن يديـه وضامهـا
وأدري إن الحظ الأقشر صار مثـل هدومهـا
وأدري إن الهم وقّف فـي طريـق أحلامهـا
لين صار الحزن أثرها .. والشقى مقسومها
بس تستاهل .. هي اللي طاوعت من لامهـا
وباعت اللي كل ذنبه .. مادخل فـي سومهـا
خلهـا تدفـع ثمـن غلطاتهـا مـا دامهـا
همّّلت قلبي .. وراحت .. وأسرفت في حومها
يبتعد مع كل خطوه .. صوت وقـع أقدامهـا
وتقرب الضيقه .. وتصحى دمعتي من نومها
كنت احس بشيّ .. والله ماتشيـل عظامهـا
لو تحس بشييّ منه .. يمر وسـط حلومهـا
ياكثر ما اغرقت نفسي في بحـور اوهامهـا
وياكثر ماضعـت بيـن أوهامهـا وهمومهـا
ما جـداي إلا احلـم انـي واقـفٍ قدامهـا
وأتخيلهـا تعاتبـنـي .. وأروح ألومـهـا
يانديم الجرح .. خلّـك مـن علـوم أيامهـا
مابقى في القلـب رغبـه يلتفـت لعلومهـا
والرسالـه ردّهـا للـي زمنهـا ضامـهـا
وقلها كلمه .. وتفهمهـا حسـب مفهومهـا
والله أن أقص كفـي قبـل .. أدق ارقامهـا
والله أن اشيل قلبي .. قبل أشيـل همومهـا
مدخل _10
أين يسكن الوطن ؟ في أي شريان تمر ؟
لقد وجدت الوطن هنا ..
أقتربوا
نزار ماذا للوطن في داخلك؟
يا شام، إن جراحي لا ضفاف
لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها
وكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراً
وكم كسرت على أدراجـها لعبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا
فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً
و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي
لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـه
إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه
وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
وسألت المساعد فرد:
وطنّا كثرة أحبابك تحيّـر والكـلام يطـول
ولكـن لاتغـرّك ياوطنّـا كثـرة أحبـابـك
بعض هالعالم يحبّك عشان النفط والبتـرول
وحنّا ننطح العالم علـى ذرّه مـن ترابـك
لك الله ياوطنّا .. لابدا اللازم .. وطقّ الجول
نجـي وثيابنـا لعيونـك أكفـانٍ تغنّـابـك
نجي ماهمنّا الماضي ولاخفنا من المجهـول
نجي ونقدّم المـوت بيدينـا قبـل نحيابـك
مدخل أخير
لقد وجدت أن نزار وفهد يخفيان حالة من الاشمئزاز حيال السياسة التي تتغاضى عن أصوات فلسطين
فسألت نزار .. فأجاب
يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور
عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا
فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور
والعطش الطويل لا يخيفنا
فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور
هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور
قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور
ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور
ننصحكم أن تحملوا توراتكم
وتتبعوا نبيكم للطور..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور
من باب كل جامعٍ..
من خلف كل منبرٍ مكسور
سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور
إنتظرونا دائماً..
في كل ما لا ينتظر
فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر
نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر
نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..
رجالنا يأتون دون موعدٍ
في غضب الرعد، وزخات المطر
يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..
نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر
يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر
يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..
وأجابني فهد المساعد:
عاشـر قنـاة .. ومنظـر يهـزّ الأبـدان
من شوفته ضاقـت علـى دمعـي العيـن
قبلـه وأنـا تحـت الغمـا بيـن جـدران
حول الحطب وأقسى علـى البـرد ويليـن
بعده وأنـا تحـت السمـاء فـوق طوفـان
وأحـس فـي صـدري سـواة البراكيـن
منظـر طفـل دينـه نسـخ كـل الأديـان
مسلـم يعـرف الله قبـل ينطـق السيـن
منظـر طفـل مسلـم مشـرّد ومنـهـان
بيـن المطـر والبـرد والجـوع والطيـن
عاري وخايف .. لأن كـم طفـل عريـان
فـي مثـل عمـره واندفـن قبـل يوميـن
جايـع ومـن كثـر القناعـة والايـمـان
يسكـت ويقـرا الحمـد ويقـول آمـيـن
صوته عتاب .. ورعشـة ايدينـه احـزان
و نظـرة عيونـه مثـل طعـن السكاكيـن
في قلب مـن لـه قلـب مفعـم بالايمـان
وفي عين من له في زمـان الدجـى عيـن
يـا الله ياللـي عنـدك الـنـاس سـيّـان
تّجّار .. وضعوف .. وعبيد .. وسلاطيـن
حنّـا عبيـدك .. وأنـت ياعالـي الشـأن
أدرى بخبـث و غطـرسـات الملاعـيـن
يـارب تدحـر كـيـد عُـبّـاد الاوثــان
و تعـزّ نـاسٍ همّهـا نـصـرة الـديـن
ملطووش:)
نزار قباني .. فهد المساعد ..
http://www10.0zz0.com/2012/03/12/18/788161388.png
وعندما يكون تفاح الحب هو المحرض الوحيد لهما ..
و الطفولة هي بيتهم ..فلماذا لا يبدع الاثنين؟
مني لكم رحلة قصيرة ولكنها مبحرة في محيطاتهم هيا لنجدف معهم
..
لنصغي لمن قال :
إذا مر يومٌ. ولم أتذكر
به أن أقول: صباحك سكر...
ورحت أخط كطفلٍ صغير
كلاماً غريباً على وجه دفتر
فلا تضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئاً تغير
فحين أنا . لا أقول: أحب..
فمعناه أني أحبك أكثر.
ولنصغي لمن قال :
ياشاعـري قـل للدفاتـر والأحــلام
مرت سنـه واليـوم كملـت عشريـن
قلّي كبرتي .. قل كبرتي .. من العام ..
وأنا احتريها .. وأنت ساكت لهالحين ؟!
مدخل 1.
تقاسم نزار قباني و فهد المساعد الحياة العامة معنا فلم يكونوا ينتمون سوا لأسر بسيطة تغمرهما الطيبة ويتقاسمون هموم الحياة مع أهالي الحي ..
وكان يتم الأب هو .. الألم الذي نما في دواخلهم فجاءنا كل شاعر بقصيدة راقيه لوالده "الله يرحم أموت المسلمين جميعا"
يقول نزار قباني ..في قصيدة أبي:
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكأه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
...
ويقول المساعد في قصيدته .. يبه
يبه وانا بعد اثنعش عـام حسيـت
اني قـدرت اقـول شـيٍ كتمتـه
ابطى قصيدي ماانكتب فيك وابطيت
اجر صوتي وارجع اجـر صمتـه
ماودي اكتب بيت واندم على بيت
ماهوب شعر الشعر كاني زهمتـه
الشعر كانه ماانحنى ليّّ .. ماجيت
ان ماعـزم مرثيتـك ماعزمـتـه
ان ماكتبته باازرق الدمع وابكيـت
كل الجـروح المبطيـه مارحمتـه
يبه وانا من بعدك ابـو التناهيـت
مامـر طعـمٍ للحـزن مانهمـتـه
يبه ( يبه ) كلمه وانا كل مااوحيت
كلمة ( يبه ) صديت والوقت لمته
يبه ( يبه ) كلمه وانا كم تمنيـت
اهدم بها وابني بها اللـي هدمتـه
يومـك تعلمنـي الامـن تحاكيـت
درس الحياه اللي كبرت وفهمتـه
هنـاك كانـت دلتـك لاتقهويـت
وهناك كان يساق طيـبٍ حشمتـه
وهناك ايه اذكرني هنـاك خليـت
طفلٍ مـلا بالدمـع دربٍ رسمتـه
هناك جاني علمـك انـك توفيـت
وهناك خاويت الشقـا واحتزمتـه
لكن بعد صمت اثنعش عام حسيت
اني عجزت اقول شـيٍ كتمتـه !!
.. كلتا القصيدتان .. تملئنا حزن ..
وتغسل حنايانا ..طهرا ..
مدخل _2
نتساءل جميعنا ما هي المدرسة التي علمت لنا هذان الشاعران ..
أنها .. مدرسة الحب ..
فقال شاعرنا نزار ..:
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك.. سيدتي
أسوء عادات ..
وقال شاعرنا المساعد :
هذي هي اللي عرّفتنـي علـى الشـوق
هذي قدر .. ما كنـت حاسـب حسابـه
قطعة حزن في جيـب بالـي ومشقـوق
ومضة فرح في عيـون نـاسٍ غلابـه
.. هكذا أ فصح عن من علمهم .. شاعران و مبدعان
مدخل -3
من هن حبيباتهم .. كيف استطاعت كل واحدة منهما أن أتفجر مشاعر من تحب وتحرضه من أجل أن يب ..
فردت علينا ملهمة نزار بشعره فقالت :
لو أخبروني أنه
طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني أنه..
سيضرم النيران في دقائقٍ
ويقلب الأشياء في دقائقٍ
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ
لكنت قد طردته..
هذا الهوى أجمل حبٍ عشته
أروع حبٍ عشته
فليتني حين أتاني زائراً
بالورد قد طوقته..
وليتني حين أتاني باكياً
فتحت أبوابي له.. وبسته
.. وردت علينا ملهمة المساعد فقالت :
الباب هـذا بـاب بيتـك .. بـس مـا يفتـح عليـه!
البـاب هـذا لـو فتحتـه .. تنفتـح لــيّ الحـيـاه
وانـا وراه .. احـسّ كـنّ الدمـع تخنقنـي يـديـه
احـسّ كنّـه حـدّ منفـى .. وفهد كـلّـه وراه
صوتك وحشني يا فهد .. وأحترت وين القاه فيـه؟
!وأمسيت اغني به .. وانا اللّي كنت اغنّي لـه معـاه !
وحشني صوتك يا فهد .. وأمسيت اغنّي : ليه؟..ليه؟
·ليه الكلام اللي نقـول يمـوت فـي سكـة صـداه؟!
ليـه الدوايـر تنتهـي مـع دربهـا اللـي تبتديـه؟
!ليه الشوارع ساكتـه .. والنـاس كـلٍ فـي هـواه؟!
ليـه اليديـن تصـدّ عـن شـيٍٍ تبيـه وتشتهيـه؟!..
يـوم العيـون تسابـق الجايـع علـى لقمـة عشـاه!
علمّتني في صف (أول حبـك) .. ان اكبـر سفيـه....
اللـي اذا حـسّ بغـلا خلّـه يفـرّط فـي غـلاه
مدخل_4
شاعران .. وعاشقان ماذا سيقولان لهن
.. لنرى ..
قال لها نزار :
شرشت .. في صوتي ، و في لغتي
و دفاتري ، و خيوط أثوابي ..
شرشت بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعك كل أبوابي ..
شرشت .. حتى في عروق يدي
وحوائجي .. و زجاج أكوابي ..
شرشت بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كروم أعناب
شرشت .. حتى صار جوف يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشاب
شرشت .. حتى العظم .. يا امرأةً
فتوقفي .. رفقاً بأعصابي ..
وقال لها المساعد:
شيطانه أنتي
ماتحبي من بناتي الا بنتي اللي أنتي فيها بنتي
كم صار لك يابنتي
ماعاد بيّنتي
مدري ليه ! ..
يا أنتي كنتي منتي انتي يوم شفتك !
والا شفتك ..
يوم انتي منتي كنتي أنتي !
* * *
يا اجمل من عيون خل ٍ ينتظر خله
بغمازتين وسله
فيها سحاب وعيد
وطيور مبتله
مدخل _5
عندما يكون عيد ميلاد من نحب فأننا نحتار ماذا نقدم لمن نحب هديه ..
لكن نزار أختصرها وأخبرنا عن هديته لمن يحب :
نزار بماذا تفكر
؟
بطاقة من يدها ترتعد
تفدى اليد
تقول : عيدي الأحد
ما عمرها؟
لو قلت .. غنى في جبيني العدد
ترى إذا جاء غد
واندفعت حوامل الزهر..
وطاب المشهد
ورد..وحلوى ..وأنا
يأكلني التردد
بأي شيء أفد
إذا يهل الأحد
بخاتم ..بباقة؟
هيهات. لا أقلد
أليس من يدلني؟
كيف .. وماذا أقتني؟
ليومها الملحن
أحزمة من سوسن؟
أنجمة مقيمة في موطني؟
أهدي لها
الله .. ما أقلها؟ ..
من ينتقي؟
لي من كروم المشرق
من قمر محترق
حقا غريب العبق
آنية مسحورة خالقها لم يخلق..
أحملها ..غدا لها
الله ..ما أقلها
لو بيدي الفرقد
والدر والزمرد
فصلتها جميعها
ومحبسا لزندها
هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها
لعلها
إذا أنا حملتها
غدا لها
ستسعد
يا مرتجي .. يا أحد
و سألت المساعد
بماذا يتمم وهو يفكر بعيد ميلادها؟
حبيبي جيت اقدّم لـك هديـة عيـد ميـلادك
وانا متأكد اني لـو نسيتـك مانقـص قـدري
ولكن قلـت ادوّر أي شـيّ يناسـب ّعيـادك
تصفحّت الهدايا لين ضاق بشوفهـا صـدري
أبي شـي ٍ يجمّلنـي معـك لا فـاح رينـادك
مابي شي ٍ أمدّه والخجل من فوقـي وحـدري
وقلت آشوف بعض الناس قبل يحـل ميعـادك
وش اللي من هداياهم يليق بوجهـك البـدري
بعضهم جاب ورد .. وشفت كل الورد مافـادك
وانا اصلا أعتبر من جاب ذاك الورد مايدري !
لأن الورد لـو مـازاد بيـن إيديـك مـازادك
تركت الورد ذبلان .. وذكرت اللي سروا بدري
هديتهم قفص وطيور .. قلـت فعيـد ميـلادك
اسوّي مثلهم واهديك طير ٍ في قفص صـدري
مدخل _7
ماذا دهى العاشقان فراح يسحبان العتاب .. ويهتمان بالتفاصيل الصغيرة
نزار .. ماذا تحاول أن تقول؟
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليل
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
فسألت المساعد .. فقال منزعج :
ازعل عليك احيان
وأزعل على نفسي قبل ماأزعل عليك
وأرضى عليك احيان
وأرضى على الدنيا وانا راضي عليك
وأنت عمرك
مازعلت .. وماعتبت ... ومارضيت
أزعل علي لو كذب
أعتب علي لو كذب
هذي التفاصيل الصغيره
اللي تخلينا نحب
ماأحب انا ازعل عليك
ازعل انا لأني احب
***
ياأدفي من حروف الشعر
ياأرق من حلم السنين
إذا تركتك تنتظر
حسسني إن انتا حزين
مابي تقول مسامحك
قل : ماأبيك
وإذا رجعت اصالحك
أبعد يديك
أنا انجرح قبل اجرحك
وأبكي عليك
لكن أبي مره تحس
وشلون أنا أمووت فيك
هي التفاصيل الصغيره
اللي تخلينا نحب
ماأحب أنا أقسى عليك
أقسى أنا لأني أحب
***
أدري فيك تموت فيني
وأنا ميت من برودك
لي متى وانتا تبيني
وماتحسسني بوجودك
ايه ... حسسني بوجودك
لمّ صوتي
بعثر حكاية سكوتي
لاتخلي الحب يفقد همسك العذب ويمووت
قل احبك ..
قل احبك بأعلى صوت
انا مليت السكوت
مدخل _8
لماذا العتاب يولد الكثير من الانفجار و الغضب :
فقالي نزار:حجرية الإحساس .. لن تتغيري
إني أخاطب ميتاً لن يسمعا
ما أسخف الأعذار تبتدعينها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا
سنةٌ مضت. وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيف الذي لن يرجعا..
كل الذي عندي رسائل أربعٌ
بقيت – كما جاءت- رسائل أربعا.
أنا من هواك .. ومن بريدك متعبٌ
وأريد أن أنسى عذابكما معا..
لا تتعبي يدك الرقيقة. إنني
أخشى على البللور أن يتوجعا..
إني أريحك من عناء رسائلٍ..
كانت نفاقاً كلها.. وتصنعا
الحرف في قلبي نزيفٌ دائمٌ
والحرف عندك.. ما تعدى الإصبعا.
وهذا شاعري المساعد منفعل :
لا..لا تغرّك طولـة البـال والسـدّ
القلب شكلـه قـرّب اليـوم سـدّه
أنا عزيز النفـس لا جيـت للجـدّ
واللي تمادى يقضب اليـوم حـدّه
صحيح صعبة ابني الحـب واهـدّ
لكن ترى لا ضقـت والله لا اهـدّه
مهوب انا اللي يرفع بوجهك اليـدّ
وْلا عاش من يرفع على بنت يـدّه
لكن با اروح ولو غشى دمعك الخدّ
باقول : "وينه غايبٍ فيـه مـدّه"؟!
يوم الوصل من بيننـا حبـل ممّـدّ
ترخي وانا ارجي منك يـومٍ تشـدّه
بعد المذلّه جيتنـي اليـوم بتشـدّ؟!
خلاص انـا فكّيـت حبـل المـودّه
ما دام به ناس عن الديـن ترتـدّ
وش يضمن انه ما يجي منك ردّه؟!
مدخل_9
نزار لقد عفا عمن يحب .. عندما سمعها تقول
:
أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..
ولكن المساعد ضاق ذرعا..
فقال :
يانديـم الجـرح واللـي وصتّـك بأرقامهـا
عارف انّك ما تعـرف الا شـذى يشمومهـا
لا تعلمني عـن آخـر مـا حصـل فأيامهـا
من رسالتها عرفـت اليـوم كـل علومهـا
أدري إن الوقت شمّر عـن يديـه وضامهـا
وأدري إن الحظ الأقشر صار مثـل هدومهـا
وأدري إن الهم وقّف فـي طريـق أحلامهـا
لين صار الحزن أثرها .. والشقى مقسومها
بس تستاهل .. هي اللي طاوعت من لامهـا
وباعت اللي كل ذنبه .. مادخل فـي سومهـا
خلهـا تدفـع ثمـن غلطاتهـا مـا دامهـا
همّّلت قلبي .. وراحت .. وأسرفت في حومها
يبتعد مع كل خطوه .. صوت وقـع أقدامهـا
وتقرب الضيقه .. وتصحى دمعتي من نومها
كنت احس بشيّ .. والله ماتشيـل عظامهـا
لو تحس بشييّ منه .. يمر وسـط حلومهـا
ياكثر ما اغرقت نفسي في بحـور اوهامهـا
وياكثر ماضعـت بيـن أوهامهـا وهمومهـا
ما جـداي إلا احلـم انـي واقـفٍ قدامهـا
وأتخيلهـا تعاتبـنـي .. وأروح ألومـهـا
يانديم الجرح .. خلّـك مـن علـوم أيامهـا
مابقى في القلـب رغبـه يلتفـت لعلومهـا
والرسالـه ردّهـا للـي زمنهـا ضامـهـا
وقلها كلمه .. وتفهمهـا حسـب مفهومهـا
والله أن أقص كفـي قبـل .. أدق ارقامهـا
والله أن اشيل قلبي .. قبل أشيـل همومهـا
مدخل _10
أين يسكن الوطن ؟ في أي شريان تمر ؟
لقد وجدت الوطن هنا ..
أقتربوا
نزار ماذا للوطن في داخلك؟
يا شام، إن جراحي لا ضفاف
لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها
وكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراً
وكم كسرت على أدراجـها لعبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا
فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً
و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي
لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـه
إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه
وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
وسألت المساعد فرد:
وطنّا كثرة أحبابك تحيّـر والكـلام يطـول
ولكـن لاتغـرّك ياوطنّـا كثـرة أحبـابـك
بعض هالعالم يحبّك عشان النفط والبتـرول
وحنّا ننطح العالم علـى ذرّه مـن ترابـك
لك الله ياوطنّا .. لابدا اللازم .. وطقّ الجول
نجـي وثيابنـا لعيونـك أكفـانٍ تغنّـابـك
نجي ماهمنّا الماضي ولاخفنا من المجهـول
نجي ونقدّم المـوت بيدينـا قبـل نحيابـك
مدخل أخير
لقد وجدت أن نزار وفهد يخفيان حالة من الاشمئزاز حيال السياسة التي تتغاضى عن أصوات فلسطين
فسألت نزار .. فأجاب
يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور
عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا
فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور
والعطش الطويل لا يخيفنا
فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور
هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور
قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور
ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور
ننصحكم أن تحملوا توراتكم
وتتبعوا نبيكم للطور..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور
من باب كل جامعٍ..
من خلف كل منبرٍ مكسور
سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور
إنتظرونا دائماً..
في كل ما لا ينتظر
فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر
نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر
نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..
رجالنا يأتون دون موعدٍ
في غضب الرعد، وزخات المطر
يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..
نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر
يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر
يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..
وأجابني فهد المساعد:
عاشـر قنـاة .. ومنظـر يهـزّ الأبـدان
من شوفته ضاقـت علـى دمعـي العيـن
قبلـه وأنـا تحـت الغمـا بيـن جـدران
حول الحطب وأقسى علـى البـرد ويليـن
بعده وأنـا تحـت السمـاء فـوق طوفـان
وأحـس فـي صـدري سـواة البراكيـن
منظـر طفـل دينـه نسـخ كـل الأديـان
مسلـم يعـرف الله قبـل ينطـق السيـن
منظـر طفـل مسلـم مشـرّد ومنـهـان
بيـن المطـر والبـرد والجـوع والطيـن
عاري وخايف .. لأن كـم طفـل عريـان
فـي مثـل عمـره واندفـن قبـل يوميـن
جايـع ومـن كثـر القناعـة والايـمـان
يسكـت ويقـرا الحمـد ويقـول آمـيـن
صوته عتاب .. ورعشـة ايدينـه احـزان
و نظـرة عيونـه مثـل طعـن السكاكيـن
في قلب مـن لـه قلـب مفعـم بالايمـان
وفي عين من له في زمـان الدجـى عيـن
يـا الله ياللـي عنـدك الـنـاس سـيّـان
تّجّار .. وضعوف .. وعبيد .. وسلاطيـن
حنّـا عبيـدك .. وأنـت ياعالـي الشـأن
أدرى بخبـث و غطـرسـات الملاعـيـن
يـارب تدحـر كـيـد عُـبّـاد الاوثــان
و تعـزّ نـاسٍ همّهـا نـصـرة الـديـن
ملطووش:)