الشيخ/عبدالله السالم
02-03-2012, 07:29
الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) : أمَّا بعدُ : أيُّها الأحبةُ في الله ، سبقَ لنا في جُمعةٍ مضة ، أن تحدثنا من على هذا المنبر ، بأنَّ الأَحْدَاثَ الدَّامِيَةَ ، التِي تَجْرِي يَوْمِيًّا عَلَى أرضِ الشَّام ، قَدَرٌ مَكْتُوبٌ ، والمؤمنُ مهما تفاقمَ الشرُّ ، وتراقى الخطرُ والضرّ ، فإنه يَعلمُ أن ما قُضِيَ كائنٌ ، وما قُدِّر واجب ، وما سُطِّر مُنتظَر، ومهما يشأِ الله يَكُن ، وما يَحكُمُ به اللهُ يحقّ ، وهذه الأشياءَ التي تَجري في الكون ، خلقهَا اللهُ وشاءَ وجودَها ،فلا يكون في ملكِه ما لا يريد ، وإنّما يكونُ ما يريد جلّ وعلا وسلفُ الأمّة يقولون : ما شاء الله كان ، وما لم يشَأ لم يكن ، وله الحكمةُ في كلّ الأحوال ، قدَرُه مُحكَم ، لا لعِبَ ولا باطلَ فيه ، يقولُ سُبحانه (وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَـٰطِلاً ذٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ) [ص:27]،ويقولُ جلَّ في عُلاه (وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ *مَا خَلَقْنَـٰهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [الدخان:38، 39]. فعقيدةُ المسلم حقاً أن يعلمَ أنّ ما يجري في الكون ، إنما هوَ بحِكَمٍ عظيمةٍ بالغة، أدركَ البعضَ منها ، وغابَ عنهُ أشياء ، لكنّ المسلم على يقينٍ أَنَّمَا يجري بحكمةِ الربّ جلّ جلاله، له الحكمةُ في كلِّ ما يَقضي ويُقَدِّر، (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ) والمؤمنُ حقًّا ، إن أصابَه ما يسُرُّه من إيمانٍ وتقوى ، وتوفيقٍ للخيرِ ونُصرةٍ على الأعداءِ ، شكر اللهَ على نعمتِهِ، واستعانَ بِهَا على ما يُرضي ربَّه، وتقرَّب إلى الله بما يرضيه ، من صالح الأقوالِ والأعمالِ ، وإن أصابَهُ ضررٌ في ساعتِهِ الراهنةِ ، من مُصيبةٍ حلَّت به ، أو قارعَةٍ دَهَتْ أُمّتَهُ ونَحو ذلك ، فله مع القضاءِ والقدَرِ وقفَات.أوَّل ذلك: أن يعلَم أنَّ ما يجري ما بين ابتلاءٍ وامتحان ، يقولُ سُبحانه (أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ) [العنكبوت:2، 3]، ويكون الابتلاء تمحيصاً وحطًّا للخطايا، يقولُ سُبحانه (وَلِيَبْتَلِىَ ٱللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) وقد يكون عُقوبةً على واجبٍ تركته ، أو أمرٍ خالفتَ فيه شرعَ الله ، يقولُ اللهُ جلَّ في عُلاه (وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30].ثمَّ هو بعد هذا يبحَث عن نفسِه ومكامِن الخطأ في نفسه، ويعلمَ أنَّ اللهَ أعدلُ العادلين، (إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [يونس:44]، (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ) [فصلت:46]. فيعلمُ حقاً أنّ ما أصابَه بذنوبٍ اقترفها، قال تعالى: (أَوَ لَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) [آل عمران:165]، فمن أنفسنا أوتينا، فتوبةً إلى الله وعوداً إلى الحقّ والهدى، وأنَّ المسلمَ إذا تصوَّر ذلك أصلح ما بينه وبين ربِّه، وحمل أهلَه وولدَه على الخير، ودعاهم إلى الهدى والاستقامة ، وأهلُ الإيمانِ أمامَ الأحداثِ والبلايا ، يَكثُر التِجاؤهم إلى ربِّهم ، وتضرُّعهم بين يدَيه ، مع أخذِهم بكلِّ سببٍ نافع ، لكنَّهم يلجؤون إلى الله، ويُلحّون في الدعاء آناء الليل وأطرافَ النهار، فَمَا أصاب المسلمين من كَرب ، ففوّضوا أمرَهم إلى ربِّهم ! والتجؤوا إلى ربِّهم ![إلا] وجَدوا الله توّاباً رحيماً . ها هم أنبياؤه ورسلُه إذا نزلت بهم المضائق لجؤوا إلى الله، (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ *فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ) [الأنبياء:83، 84]، (وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ *فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْغَمّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـى ٱلْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:87، 88] ثمَّ إنَّ أهلَ الإيمانِ مع ذلك يُحسِنون الظنَّ بربِّهم ، ولا يُسيؤونَ الظنَّ بِربِّهِم ، ويَعلمُونَ أنَّه الحكيمُ العليمُ ، فِيمَا يَقضي ويُقدِّر، ولايظنُّونَ به ظنَّ المنافقين ، الظانّين باللهِ ظنَّ السّوء ، لكنَّ ثقتَهم بربِهِم ، وأنَّ الأمورَ بيَد الله، وموازينُ القوى بيدِ الله، والعبادُ كلُّهم خَاضِعُونَ لله، لكن الابتلاءُ والامتحانُ لا بُدَّ منه؛ لِيُظهرَ صِدقَ المؤمنينَ وثَبَاتُهم ، وارتباطهم وقوّتهم ، ووقوفهم أمامَ عدوِّهم ، وقفةَ الصّدقَ واليقين ، والارتباط والثباتِ ، وشدّ الأزر ، والتعاونِ القويّ ، بين أفراد الأمّة . نسأل الله الثباتَ على الخير والاستقامة على الهدى، إنّه وليّ ذلك والقادِر عليه.أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.أمّا بعد:أيُّها الأحبةُ في الله ،فَإنَّ الدُعاءَ هو سيفُ الصالحينَ المخبتينَ ، مع تعاقبِ الأزمانِ وتغيرِ الأحوالِ... وسَيْفُ كُلِّ مَنْ ظُلِمَ واسْتُضْعِفَ، وانقطعتْ به الأسبابُ، وأغلِقَتْ في وجهِهِ الأبوابُ... ففي الحديثِ الصحيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: { ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِه ِ} وقَـالَ رَسُولُ اللَّهِ e: {دَعْوَةُ الْمَظْلُـومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ}وفي صحيحي البخاري ومسلم: {دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ{وقال رسول الله e: {إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ}.فادعوا لهذه الأمةِ.ودعوا لإخونِكُم في الشام ، وفي فلسطينوفي مشارِقِ الأرضِ ومغارِبها ، وترصَّدوا ساعاتِ الإجابةِ ، كيومِكم هذا يومِ الجمعةِ ، وأخصُّ آخرَ ساعةٍ فيهِ ، والثلُثَ الآخِرَ من الليلِ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ ، وبين الأذانِ والإقامةِ، وفي السجودِ وألِحُّوا في الدعاءِ، وأيقِنوا بالإجابةِ، فاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يقولُ (ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ).ويقولُ سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فَستَعِنْ أيها العاجزُ الضعيفُ ، بالقويِّالقادرِ ،واستغثْ أيها الْملهوفُ ، بالفعالِ لما يريدُ ، توجهاً ورجاءً ، إلى مصرِّفِ الكونِ ومدبِّرِ الأمرِ، لِيُزيلَ عِلَّةً ، أو يَرْفَعَ مِحْنَةً ، أو يَكْشِفَ كُرْبَةً ، أو يُحَقِّقَ رجاءً أو رَغْبَةً...نسأل الله أن يجمعَ كلمةَ المسلمين على الحقّ، وأن يردَّ كيدَ أعدائهم في نُحورهم، وأن يوفِّقَهم جميعاً للعَمَل بشرع الله ، والتمسّك بدين الله ، والاعتصام بكلمة التقوى، إنّه على كلّ شيء قدير.وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وحمي حوزة الدين ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ، وجعل وليتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين ، اللهم عليك ببشار وجنودهِ الأشرار ، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم ، وجمّد الدماء في عُروقهم ، وشُلَّ أطرافِهم ، وجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ، اللهم احصهم عددا ، وقتلهم بددا ، ولا تُغادر منهم أحدا ،.. اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك ، وفجائة نقمتك ، وإليمِ عذابك ، إنّك على ذلك قدير وبالإجابةِ جدير ، يارب العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروهُ على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون
الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.أمّا بعد:أيُّها الأحبةُ في الله ،فَإنَّ الدُعاءَ هو سيفُ الصالحينَ المخبتينَ ، مع تعاقبِ الأزمانِ وتغيرِ الأحوالِ... وسَيْفُ كُلِّ مَنْ ظُلِمَ واسْتُضْعِفَ، وانقطعتْ به الأسبابُ، وأغلِقَتْ في وجهِهِ الأبوابُ... ففي الحديثِ الصحيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: { ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِه ِ} وقَـالَ رَسُولُ اللَّهِ e: {دَعْوَةُ الْمَظْلُـومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ}وفي صحيحي البخاري ومسلم: {دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ{وقال رسول الله e: {إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ}.فادعوا لهذه الأمةِ.ودعوا لإخونِكُم في الشام ، وفي فلسطينوفي مشارِقِ الأرضِ ومغارِبها ، وترصَّدوا ساعاتِ الإجابةِ ، كيومِكم هذا يومِ الجمعةِ ، وأخصُّ آخرَ ساعةٍ فيهِ ، والثلُثَ الآخِرَ من الليلِ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ ، وبين الأذانِ والإقامةِ، وفي السجودِ وألِحُّوا في الدعاءِ، وأيقِنوا بالإجابةِ، فاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يقولُ (ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ).ويقولُ سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فَستَعِنْ أيها العاجزُ الضعيفُ ، بالقويِّالقادرِ ،واستغثْ أيها الْملهوفُ ، بالفعالِ لما يريدُ ، توجهاً ورجاءً ، إلى مصرِّفِ الكونِ ومدبِّرِ الأمرِ، لِيُزيلَ عِلَّةً ، أو يَرْفَعَ مِحْنَةً ، أو يَكْشِفَ كُرْبَةً ، أو يُحَقِّقَ رجاءً أو رَغْبَةً...نسأل الله أن يجمعَ كلمةَ المسلمين على الحقّ، وأن يردَّ كيدَ أعدائهم في نُحورهم، وأن يوفِّقَهم جميعاً للعَمَل بشرع الله ، والتمسّك بدين الله ، والاعتصام بكلمة التقوى، إنّه على كلّ شيء قدير.وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وحمي حوزة الدين ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ، وجعل وليتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين ، اللهم عليك ببشار وجنودهِ الأشرار ، اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم ، وجمّد الدماء في عُروقهم ، وشُلَّ أطرافِهم ، وجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ، اللهم احصهم عددا ، وقتلهم بددا ، ولا تُغادر منهم أحدا ،.. اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك ، وفجائة نقمتك ، وإليمِ عذابك ، إنّك على ذلك قدير وبالإجابةِ جدير ، يارب العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) عباد الله ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروهُ على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون