محمدالمهوس
18-02-2012, 21:37
ِ
خطبة استسقاء 1433هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسولُه.
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
((يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))
أما بعد : فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
عباد الله :إنكم اجتمعتم بهذا المكان تشكون إلى الله جدبَ أرضكم ، وانحباسَ المطر عن إبّانه ، وإنكم لم تخرجوا أشرين ولا جبارين ، ولا للجاه سائلين ، ولا للمال طالبين ، وإنما خرجتم افتقارًا لربِّ العالمين ، ولمغفرته طالبين ، ولرزقه راغبين ، مبتهلين للولي الحميد ، أن يعفوَ عنكم ، ويتجاوزَ عن ذنوبكم ، ويغفرَ لكم ؛ فَأروا اللهَ من أنفسكم ما يستجلبُ خيْرَه ، ويرفعُ ضرَّه .
عباد الله : ما من ذنبٍ يقع إلا بمعصية ، ولا يرتفع إلا بتوبة ، فالمعاصي معاولُ هدم ، وأدواتُ دفن ، تهدم العقيدة ، وتدفن التوحيد ، والتوبة تجدد الإيمان ، وتَزيد الإحسان ، وتبعث في النفس سراجَ النور ، ومشعلَ الحق والسرور ، لأجل المعاصي والآثام ، والجرائم العظام ، يعاني العالمُ بأكمله تحدياتٍ متنوعة ، ومصائبَ متكاثرة ، وآفاتٍ مختلفة ، فها هو العالم ينادي ، مستغيثًا من ارتفاع معدّلاتِ القتل ، وكثرة أنواع الجنايات ، وتدهور في الاقتصاد ، واحتباس للأمطار ، كل ذلك بما كسبت أيدي العباد ، فقر يُراد ، وغَلاءٌ يزداد ، تضخّمٌ مخيف ، وتمرد سخيف ، ديون تتراكم ، وويلات تتعاظم ، ألا فلنأخذ من ذلكم العظاتَ والعبر، فالربا سببٌ للحرمان من الأمطار ، ومنعُ الزكاة حبسٌ عن الخير المدرار ، وانتشار الفواحش يؤدي إلى موت الدواب والأشجار ، وافتقار الفيافي والقفار ، ألا وإنّ أعظم أسباب فقدان الأمن ، وحلول المخاوف والمصائب ، البعد عن المنهج الإلهي ، والمخالفة للنهج النبوي ، فتسود المعاصي والشنائع ، وتتفشى الذنوب والفظائع ، قال تعالى : (( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )) ، ويقول: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )) فإذا ما رمتم أمطاراً غزاراً ، وماءً وأنهاراً ، وقوة وانتصاراً ، فاستغفروا الله إنه كان غفاراً ، (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ )) ، فداوموا – عباد الله - على الاستغفار ، والتفكر والاستبصار ، والندم والانكسار : (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكِمْ جِنّاتٍ وَيَجْعَلْ لًكُمْ أًَنْهَاراًَ )) ، فالاستغفار ، أمانٌ من عذاب الله الشديد ، وأمنٌ في يوم الوعيد ، قال الوليُّ الحميد : (( وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) فوائد الاستغفار – ياعباد الله -لا تحصى ، وفضائل لا تستقصى ، فهو يقيل العثرات ، ويمحو الزلات ، ويزيل الهفوات ، ويذهب الهموم ، ويزيل الكروبَ والغموم ، قال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " ، اللهم يا باسط اليدين بالعطايا ، اغفر لنا الذنوب والرزايا ، والسيئات والخطايا ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً ، سحاً غدقاً طبقاً مجللاً ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء ولا غرق ، اللهم لتحيي بها البلاد ، وتَسقي به العباد ، ولتجعلَه بلاغًا للحاضر والباد ، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ، اللهم إنا خلق من خلقك ، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عباد الله / اقلِبوا أرديَتكم تأسياً بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وادعوا وأبشروا جعل الله دعائنا مسموعاً وندائنا مرفوعاً , (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
خطبة استسقاء 1433هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسولُه.
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
((يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))
أما بعد : فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
عباد الله :إنكم اجتمعتم بهذا المكان تشكون إلى الله جدبَ أرضكم ، وانحباسَ المطر عن إبّانه ، وإنكم لم تخرجوا أشرين ولا جبارين ، ولا للجاه سائلين ، ولا للمال طالبين ، وإنما خرجتم افتقارًا لربِّ العالمين ، ولمغفرته طالبين ، ولرزقه راغبين ، مبتهلين للولي الحميد ، أن يعفوَ عنكم ، ويتجاوزَ عن ذنوبكم ، ويغفرَ لكم ؛ فَأروا اللهَ من أنفسكم ما يستجلبُ خيْرَه ، ويرفعُ ضرَّه .
عباد الله : ما من ذنبٍ يقع إلا بمعصية ، ولا يرتفع إلا بتوبة ، فالمعاصي معاولُ هدم ، وأدواتُ دفن ، تهدم العقيدة ، وتدفن التوحيد ، والتوبة تجدد الإيمان ، وتَزيد الإحسان ، وتبعث في النفس سراجَ النور ، ومشعلَ الحق والسرور ، لأجل المعاصي والآثام ، والجرائم العظام ، يعاني العالمُ بأكمله تحدياتٍ متنوعة ، ومصائبَ متكاثرة ، وآفاتٍ مختلفة ، فها هو العالم ينادي ، مستغيثًا من ارتفاع معدّلاتِ القتل ، وكثرة أنواع الجنايات ، وتدهور في الاقتصاد ، واحتباس للأمطار ، كل ذلك بما كسبت أيدي العباد ، فقر يُراد ، وغَلاءٌ يزداد ، تضخّمٌ مخيف ، وتمرد سخيف ، ديون تتراكم ، وويلات تتعاظم ، ألا فلنأخذ من ذلكم العظاتَ والعبر، فالربا سببٌ للحرمان من الأمطار ، ومنعُ الزكاة حبسٌ عن الخير المدرار ، وانتشار الفواحش يؤدي إلى موت الدواب والأشجار ، وافتقار الفيافي والقفار ، ألا وإنّ أعظم أسباب فقدان الأمن ، وحلول المخاوف والمصائب ، البعد عن المنهج الإلهي ، والمخالفة للنهج النبوي ، فتسود المعاصي والشنائع ، وتتفشى الذنوب والفظائع ، قال تعالى : (( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ )) ، ويقول: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )) فإذا ما رمتم أمطاراً غزاراً ، وماءً وأنهاراً ، وقوة وانتصاراً ، فاستغفروا الله إنه كان غفاراً ، (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ )) ، فداوموا – عباد الله - على الاستغفار ، والتفكر والاستبصار ، والندم والانكسار : (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكِمْ جِنّاتٍ وَيَجْعَلْ لًكُمْ أًَنْهَاراًَ )) ، فالاستغفار ، أمانٌ من عذاب الله الشديد ، وأمنٌ في يوم الوعيد ، قال الوليُّ الحميد : (( وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) فوائد الاستغفار – ياعباد الله -لا تحصى ، وفضائل لا تستقصى ، فهو يقيل العثرات ، ويمحو الزلات ، ويزيل الهفوات ، ويذهب الهموم ، ويزيل الكروبَ والغموم ، قال صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار ، جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب " ، اللهم يا باسط اليدين بالعطايا ، اغفر لنا الذنوب والرزايا ، والسيئات والخطايا ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء ؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً ، سحاً غدقاً طبقاً مجللاً ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء ولا غرق ، اللهم لتحيي بها البلاد ، وتَسقي به العباد ، ولتجعلَه بلاغًا للحاضر والباد ، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ، اللهم إنا خلق من خلقك ، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عباد الله / اقلِبوا أرديَتكم تأسياً بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وادعوا وأبشروا جعل الله دعائنا مسموعاً وندائنا مرفوعاً , (( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))