عديل الروح
28-09-2002, 03:30
الموضوع : الحب ..
ــ حدثت هذه القصصه على شاب وشابه من قبيلة ( الروله ) وهي حقيقية ولها قصيدة معروفه ولكن للأسف لاأعرف أسمهما ولذلك وضعت أسماء من عندي لتكون متكامله .
معلومات عن العاشقين :
( العاشـــق ) ... فقير جداً يتيم الأم والأب تحبه القبيله كلها لشهامته وطيبه يعمل منذ الصغر راعي لدى والد ( عشيقته ) ..
( العشيـقه ) ... البنت الصغرى يكبرها ثلاث إخوه سناً .. المدلله لدى والدها ذكيه حكيمه .. فائقة الجمال .. إلى درجة أنهم يضربون المثل بجمالها .
البدايــــــة :
@ أحبته منذ طفولتها ومن أول مره رأته فيها .. كانت تحس أنه الرجل المناسب لها .. وكانت تلمح له كلما تراه ببعض الكلمات .. كأنها تقول له ( أحبك ) .. أما هو كلما رأها .. أنزل رأسه وذهب لعمله .. كان يحبها ولاكنه غير متأكد من حبها له .. وكان يقول في نفسه أين أنا منها .. الفقير فقير ..
@ ومع مرور الأيام سنحت الفرصه لأن يتقابلا بعيداً عن الناس كانت ( هيّـــا ) جالسه هي وأعز صديقاتها على ( ضلع ) بعيد عن القبيله تقريباً .. وهو ذاهب إلى الحلال .. رأها ولم يجمح مشاعره .. ذهب إليهما وجرى بينهما الحديث التالي :
هايف : بالخير يابنات ( كان يقصدها هي فقط يبين ذلك من نظرات عينيه )
هيّـــا : بخير وين رايح ( وصديقتها تنظر لهم وتبتسم لأنهم كانا بعالم آخر )
هايف : تبين شي أنا رايح للحلال .
هيّـــا : سلامتك يابعد روحي ( قالتها دون علم .. ومن يولمها .. هو الحب )
@ وهكذا تواصلت اللقاءات في ذلك ( الضلع ) وكانو يكبرون كل يوم سنه من الحب ... سنه من الوفاء .. سنه من الإخلاص .. وكأنهم يقولون للعالم إنتبهوا هذا العالم عالمنا إتركونا وحدنا .. وبعد مرور خمس سنوات وفي أحد الأيام الخوالي قالت له :
هيّـــا : أوعدني ( ياهايف )
هايف : أبشري بس على إيش ؟
هيّـــا : إنك ماتنساني أبد حتى لو ماصار نصيب وماتحب غيري أبد ! لين الموت ؟
هايف : والله ... ياهيّـــا .. ماحب غيرك .. طال العمر أو قصر .. ولين الموت .
هيّـــا : ( إرتمت بين أحضانه ودمعتها على خدها وقالت ) أحبك يابعد هلي ...
هايف : أووووف لاتبكين ياهيّـــا ترى دمعتك غاليه علي ( ودمعته عالقه بعينه )
@ وبعد مرور أشهر وفي نفس المكان قال لها :
هايف : راح أجي اليوم أنا وخالي نخطبك ..
هيّـــا : يابعد عيني .. روحي معك .. الله يوفقنا ..
@ ذهب هايف وخاله إلى ( والد هيّـــا ) لطلب يد ( هيّـــا ) وجرى بينهما ماكان يتوقعه ( هايف ) ... فلقد ثار ( والد هيّـــا ) وقال مابقى إلا إنت يالفقير تتجرأ وتطلب يد بنتي .. والله لو مابقا بالروله غيرك ماتاخذها وطردهم من البيت .. ولم يكتفي بهاذا بل طرده من العمل أيضاً .. وذهب هايف خائب الأمل فلقد ( ذبح حلمه أمامه .. فقط لأنه فقير .. فقير ) .. ولاكن ( هيّـــا ) أتت تبكي لوالدها عندما علمت .. وقالتله وهي تبكي بجنون .. يبا ذبحتني بدينك ليش ترفض( هايف ) فنهرها والدها وضربها وقال لن تتزوجي من هذا الراعي أبداً .. فقالت بل أنا التي لن أتزوج إلا منه وإلا فالموت أحق بي ؟؟؟؟
@ تقابلا باليوم التالي :
هايف : دريتي باللي صار ( وهو يائس )
هيّـــا : تكفى ياهايف حاول مره ثانيه ( وهي تبكي )
هايف : اليوم راح أروح للشيخ بن شعلان وأطلبه يروح معاي ( جاهيه لخطبتك )
هيّـــا : رحله يمكن الله يكتب فيه الخير .
هايف : بس إذا فشلت .. مالي مقعاد بهالديره راح أسافر بعد ماأودعك ..
هيّـــا : تبكي .. ( لاتتكلم .. تبكي فقط .. فهي متعلقه بقليل من الأمل )
@ وافق الشيخ بن شعلان بالذهاب مع ( هايف ) ولاكنهم لم يوفقوا فلقد رفض والدها متعذراً أن البنت محيّره لإبن عمها .. وأن إبن عمها أولى بها .. مما جعل الشيخ يقتنع ويعتذر لهايف .... وعلمت ( هيّـــا ) بخبر الرفض .. فبكت كثيراً لوحدها ونامت ... وهاكذا مات الحلم ..
@ وفي اليوم التالي تقابلا :
هايف : مع السلامه هيّـــا . أنا ماشي ...
هيّـــا : تبكي وتقول .. شلون أعيش بدونك ياهايف .
هايف : ودمعته على خده .. ما أتحمل أشوفك لغيري .
هيّـــا : قاطعته وهي تبكي .. أموت ولاياخذني غيرك .؟
هايف : مالي مقعاد بالهديره .. ما أتحمل .. لاكن تأكدي..ماراح أنساك أبد والله .
هيّـــا : تبكي
هايف : مع السلامه حبيبتي .
هيّـــا : منزله راسه .. وتبكي.
هايف : ركب فرسه وسافر ..
هيّـــا : تنظر إليه وتبكي وتقول في قلبها فمان الله .. وتبكي....
@ بكت ( هيّـــا ) إلى أن رحمها البكاء .. ونامت على ( الضلع ) الذي كانت ترى فيه أحب الناس إلى قلبها .. أما هايف فقد رحل عن جماعته وأهله ولم يودع إلا هيّـــا فقط فرحل من الشمال متجهاً إلى نجد .. بعيداً عن التي يحبها .. لعله ينسى في الغربة بعض العذاب ...
@ أتى الليل وفقدت ( هيّـــا ) .. فبحثت عنها القبيله كلها طويلاً .. فوجدهدتها صديقتها نائمه على ( الضلع ) فهي تعرف سبب حب ( هيّـــا ) لهذا ( الضلع ) .. أحضروها لبيتها .. وأسقوها بعض الأدويه البدويه لأنها كانت تعبانه من أثر البكاء .. ومع مرور الأيام كانت حالت ( هيا ) .. في تدهورٍ مستمر .
@ العام الأول من الفــراق :
كانت تخرج ( للضلع ) كثيراً لوحدها تفكر به تؤنس نفسها بالذكريات الجميله التي عاشتها معه وتنتظر رجوعه .. وتتحاشا الإجتماع بالناس .. وكان أبوها وأمها والمقربون يلاحظون ذلك .
@ العام الثاني من الفراق :
تجلس لوحدها ولاتخرج ولاتتحدث مع أحد ..
@ العام الثالث من الفراق :
قليلة الأكل .. كثيرت البكاء لوحدها .
@ العام الرابع من الفراق :
أصبحت ضعيفه جداً وهي التي كانت تسحر الشباب بجمال جسمها وأصبحت شاحبت الوجه .. تساقط شعرها .. الطويل جداً وأصبح ضئيلاً وقليلا جداً .. ووصل بها المرض إلى أن أصبحت راقدةً على الفراش تنام قليلاً وإذا أفاقت فقط تنظر إلى الأعلى نظرتاً مستقيمه فاتحتاً عيناها لاتلتفت .. لا إلى أمها الذي تقطع قلبها عليها ولا إلى أحد مهما كان .. فقط إلى الأعلى ولاتدمع كأنها جثتاً هامده يسقونها اللبن والزبده .. وقليلاً جداً .. مايتسطيعون ذلك .
@ خاف أبوها عليها فهي البنت الوحيدة والصغيره والمدلله لديه فأرسل بإحضار جميع الأطباء المعروفين بكل أنحاء البادية والحاضره ولكنهم لم يستطيعوا معرفت مرضها .. وسمع أن بالعراق حكيم يشخص الأمراض يذهبون إليه كل الناس لمعرفة أمراضهم فهو فقط يشخص المرض ويقول لك العلاج اين هو فقط .. فذهب وأتى بالحكيم .. ودخل الحكيم على ( هيّـــا ) ونظر إليها وإلى حالتها وخرج وجلس مع أبيها ودار بينهما الحديث التالي :
الحكيـــــم : تبي بنتك تشفاء بإذن الله .
والد هيّــــا : أكيد ياحكيم .
الحكيـــــم : زين كم صارلها وهي على هالحال .. بصراحه ..
والد هيّــــا : سكت طويلاً ... وقال من يوم رفضت زواجها من واحد كانت تحبه !
الحكيـــــم : إذن .. ترى علاج بنتك بعد الله بيد هذا الشاب .. وترى بنتك مواته؟
والد هيّــــا : شلون يعني .
الحكيـــــم : يعني بنتك والعلم عند الله .. ماراح تطول .. يمكن تموت..
والد هيّــــا : شلون وليش .
الحكيـــــم : يمكن إذا شافت الشاب هذا ترجع لها الروح .. إلحق على بنتك .
@ أرسل ( والد هيّـــا ) إخوانها الثلاثه .. وخمسه من أولاد عمومتها للبحث عن ( هايف ) بعضهم إلى بلاد الشام والأخر لليمن ونجد والحساء والكويت والبصره .. إلخ ... وبعد مرور ستة شهور .. لقاه أخوها الذي ذهب إلى نجد بعد السؤال عنه كثيراً بين القبائل والقرى .. ووجده ليس ببعيدِ عن حالة ( هيّـــا ) نحيل الجسم شاحب الوجه أصبح يملك عدداً لابأس به من الإبل .. وقال له ماحدث لـ ( هيّـــا ) وأن حياتها بعد الله بيده .. فرجع الحبيب تاركاً كل مايملك وراءه من أجل ( هيّـــا ) وعندما وصل لقبيلته بعد عدة أيام .. سلّم على أبوها .. فتعذر أبوها منه وقال الحكيم إدخل يابني عليها .. فشفائها بيد الله ثم بيدك فدخل هو وأبوها .. وقال أبوها .. وهي تنظر للأعلى فقط .. إنظري ( ياهيّـــا ) هذا ( هايف ) ولقد قبلت به زوجاً لكي فلم تلتفت .. فقام ( هايف ) بالوقوف أمامها وظل ينظر لها وجهاً لوجه ويقول هذا أنا ( ياهيّـــا ) ولقد وافق ولدك على زواجنا .. فدمعت عيناها عندما رأت ( هايف ) .
@ اللـــــــــــــــــــــه .. بعد كل هذه السنين دمعة عيناها ففرح الأب وهايف فدخل الحكيم عليهما وقال إذن أخرجوا دعوها قليلاً .. وذهبوا إلى المجلس .. فدخلت أمها عليها فرحه تريد أن ترى إبنتها فلقد بكت .. يعني إنشاء الله تشافت .. فعندما دخلت وجدتها مغمضت العينين لاتتنفس ... فصاحت صيحتاً سمعها القاصي والداني ( هيّــــا لا ياهيًـــا لاتفعليها ياحبيبتي ) فدخل أبوها وهايف الحكيم .. فوجدوها ميته فعلاً .. قتلها الحب .... الله يرحمها ...
@ أما ( هايف ) فيقولون أنه مات ولم يتزوج أبداً وفاءً لـ ( هيـــاً ) وكتب قصيدة لم أحفظ منها إلا هاذان البيتان يقول فيهما :
كلمتـــــــــها وماتحاكينـــــــي ........ تنثر على الخد دمعتـــــــها
حرمـــــــت كل المزايينــــــي ........ لو اللــــه رفــــــع منيتــــها
... وهكذا إنتهت القصه ... وأتمنى أن لاأكون ثقيل عليكم ...
إلى اللقاء مع قصه وقصيدة جديد
عديل الروح
ــ حدثت هذه القصصه على شاب وشابه من قبيلة ( الروله ) وهي حقيقية ولها قصيدة معروفه ولكن للأسف لاأعرف أسمهما ولذلك وضعت أسماء من عندي لتكون متكامله .
معلومات عن العاشقين :
( العاشـــق ) ... فقير جداً يتيم الأم والأب تحبه القبيله كلها لشهامته وطيبه يعمل منذ الصغر راعي لدى والد ( عشيقته ) ..
( العشيـقه ) ... البنت الصغرى يكبرها ثلاث إخوه سناً .. المدلله لدى والدها ذكيه حكيمه .. فائقة الجمال .. إلى درجة أنهم يضربون المثل بجمالها .
البدايــــــة :
@ أحبته منذ طفولتها ومن أول مره رأته فيها .. كانت تحس أنه الرجل المناسب لها .. وكانت تلمح له كلما تراه ببعض الكلمات .. كأنها تقول له ( أحبك ) .. أما هو كلما رأها .. أنزل رأسه وذهب لعمله .. كان يحبها ولاكنه غير متأكد من حبها له .. وكان يقول في نفسه أين أنا منها .. الفقير فقير ..
@ ومع مرور الأيام سنحت الفرصه لأن يتقابلا بعيداً عن الناس كانت ( هيّـــا ) جالسه هي وأعز صديقاتها على ( ضلع ) بعيد عن القبيله تقريباً .. وهو ذاهب إلى الحلال .. رأها ولم يجمح مشاعره .. ذهب إليهما وجرى بينهما الحديث التالي :
هايف : بالخير يابنات ( كان يقصدها هي فقط يبين ذلك من نظرات عينيه )
هيّـــا : بخير وين رايح ( وصديقتها تنظر لهم وتبتسم لأنهم كانا بعالم آخر )
هايف : تبين شي أنا رايح للحلال .
هيّـــا : سلامتك يابعد روحي ( قالتها دون علم .. ومن يولمها .. هو الحب )
@ وهكذا تواصلت اللقاءات في ذلك ( الضلع ) وكانو يكبرون كل يوم سنه من الحب ... سنه من الوفاء .. سنه من الإخلاص .. وكأنهم يقولون للعالم إنتبهوا هذا العالم عالمنا إتركونا وحدنا .. وبعد مرور خمس سنوات وفي أحد الأيام الخوالي قالت له :
هيّـــا : أوعدني ( ياهايف )
هايف : أبشري بس على إيش ؟
هيّـــا : إنك ماتنساني أبد حتى لو ماصار نصيب وماتحب غيري أبد ! لين الموت ؟
هايف : والله ... ياهيّـــا .. ماحب غيرك .. طال العمر أو قصر .. ولين الموت .
هيّـــا : ( إرتمت بين أحضانه ودمعتها على خدها وقالت ) أحبك يابعد هلي ...
هايف : أووووف لاتبكين ياهيّـــا ترى دمعتك غاليه علي ( ودمعته عالقه بعينه )
@ وبعد مرور أشهر وفي نفس المكان قال لها :
هايف : راح أجي اليوم أنا وخالي نخطبك ..
هيّـــا : يابعد عيني .. روحي معك .. الله يوفقنا ..
@ ذهب هايف وخاله إلى ( والد هيّـــا ) لطلب يد ( هيّـــا ) وجرى بينهما ماكان يتوقعه ( هايف ) ... فلقد ثار ( والد هيّـــا ) وقال مابقى إلا إنت يالفقير تتجرأ وتطلب يد بنتي .. والله لو مابقا بالروله غيرك ماتاخذها وطردهم من البيت .. ولم يكتفي بهاذا بل طرده من العمل أيضاً .. وذهب هايف خائب الأمل فلقد ( ذبح حلمه أمامه .. فقط لأنه فقير .. فقير ) .. ولاكن ( هيّـــا ) أتت تبكي لوالدها عندما علمت .. وقالتله وهي تبكي بجنون .. يبا ذبحتني بدينك ليش ترفض( هايف ) فنهرها والدها وضربها وقال لن تتزوجي من هذا الراعي أبداً .. فقالت بل أنا التي لن أتزوج إلا منه وإلا فالموت أحق بي ؟؟؟؟
@ تقابلا باليوم التالي :
هايف : دريتي باللي صار ( وهو يائس )
هيّـــا : تكفى ياهايف حاول مره ثانيه ( وهي تبكي )
هايف : اليوم راح أروح للشيخ بن شعلان وأطلبه يروح معاي ( جاهيه لخطبتك )
هيّـــا : رحله يمكن الله يكتب فيه الخير .
هايف : بس إذا فشلت .. مالي مقعاد بهالديره راح أسافر بعد ماأودعك ..
هيّـــا : تبكي .. ( لاتتكلم .. تبكي فقط .. فهي متعلقه بقليل من الأمل )
@ وافق الشيخ بن شعلان بالذهاب مع ( هايف ) ولاكنهم لم يوفقوا فلقد رفض والدها متعذراً أن البنت محيّره لإبن عمها .. وأن إبن عمها أولى بها .. مما جعل الشيخ يقتنع ويعتذر لهايف .... وعلمت ( هيّـــا ) بخبر الرفض .. فبكت كثيراً لوحدها ونامت ... وهاكذا مات الحلم ..
@ وفي اليوم التالي تقابلا :
هايف : مع السلامه هيّـــا . أنا ماشي ...
هيّـــا : تبكي وتقول .. شلون أعيش بدونك ياهايف .
هايف : ودمعته على خده .. ما أتحمل أشوفك لغيري .
هيّـــا : قاطعته وهي تبكي .. أموت ولاياخذني غيرك .؟
هايف : مالي مقعاد بالهديره .. ما أتحمل .. لاكن تأكدي..ماراح أنساك أبد والله .
هيّـــا : تبكي
هايف : مع السلامه حبيبتي .
هيّـــا : منزله راسه .. وتبكي.
هايف : ركب فرسه وسافر ..
هيّـــا : تنظر إليه وتبكي وتقول في قلبها فمان الله .. وتبكي....
@ بكت ( هيّـــا ) إلى أن رحمها البكاء .. ونامت على ( الضلع ) الذي كانت ترى فيه أحب الناس إلى قلبها .. أما هايف فقد رحل عن جماعته وأهله ولم يودع إلا هيّـــا فقط فرحل من الشمال متجهاً إلى نجد .. بعيداً عن التي يحبها .. لعله ينسى في الغربة بعض العذاب ...
@ أتى الليل وفقدت ( هيّـــا ) .. فبحثت عنها القبيله كلها طويلاً .. فوجدهدتها صديقتها نائمه على ( الضلع ) فهي تعرف سبب حب ( هيّـــا ) لهذا ( الضلع ) .. أحضروها لبيتها .. وأسقوها بعض الأدويه البدويه لأنها كانت تعبانه من أثر البكاء .. ومع مرور الأيام كانت حالت ( هيا ) .. في تدهورٍ مستمر .
@ العام الأول من الفــراق :
كانت تخرج ( للضلع ) كثيراً لوحدها تفكر به تؤنس نفسها بالذكريات الجميله التي عاشتها معه وتنتظر رجوعه .. وتتحاشا الإجتماع بالناس .. وكان أبوها وأمها والمقربون يلاحظون ذلك .
@ العام الثاني من الفراق :
تجلس لوحدها ولاتخرج ولاتتحدث مع أحد ..
@ العام الثالث من الفراق :
قليلة الأكل .. كثيرت البكاء لوحدها .
@ العام الرابع من الفراق :
أصبحت ضعيفه جداً وهي التي كانت تسحر الشباب بجمال جسمها وأصبحت شاحبت الوجه .. تساقط شعرها .. الطويل جداً وأصبح ضئيلاً وقليلا جداً .. ووصل بها المرض إلى أن أصبحت راقدةً على الفراش تنام قليلاً وإذا أفاقت فقط تنظر إلى الأعلى نظرتاً مستقيمه فاتحتاً عيناها لاتلتفت .. لا إلى أمها الذي تقطع قلبها عليها ولا إلى أحد مهما كان .. فقط إلى الأعلى ولاتدمع كأنها جثتاً هامده يسقونها اللبن والزبده .. وقليلاً جداً .. مايتسطيعون ذلك .
@ خاف أبوها عليها فهي البنت الوحيدة والصغيره والمدلله لديه فأرسل بإحضار جميع الأطباء المعروفين بكل أنحاء البادية والحاضره ولكنهم لم يستطيعوا معرفت مرضها .. وسمع أن بالعراق حكيم يشخص الأمراض يذهبون إليه كل الناس لمعرفة أمراضهم فهو فقط يشخص المرض ويقول لك العلاج اين هو فقط .. فذهب وأتى بالحكيم .. ودخل الحكيم على ( هيّـــا ) ونظر إليها وإلى حالتها وخرج وجلس مع أبيها ودار بينهما الحديث التالي :
الحكيـــــم : تبي بنتك تشفاء بإذن الله .
والد هيّــــا : أكيد ياحكيم .
الحكيـــــم : زين كم صارلها وهي على هالحال .. بصراحه ..
والد هيّــــا : سكت طويلاً ... وقال من يوم رفضت زواجها من واحد كانت تحبه !
الحكيـــــم : إذن .. ترى علاج بنتك بعد الله بيد هذا الشاب .. وترى بنتك مواته؟
والد هيّــــا : شلون يعني .
الحكيـــــم : يعني بنتك والعلم عند الله .. ماراح تطول .. يمكن تموت..
والد هيّــــا : شلون وليش .
الحكيـــــم : يمكن إذا شافت الشاب هذا ترجع لها الروح .. إلحق على بنتك .
@ أرسل ( والد هيّـــا ) إخوانها الثلاثه .. وخمسه من أولاد عمومتها للبحث عن ( هايف ) بعضهم إلى بلاد الشام والأخر لليمن ونجد والحساء والكويت والبصره .. إلخ ... وبعد مرور ستة شهور .. لقاه أخوها الذي ذهب إلى نجد بعد السؤال عنه كثيراً بين القبائل والقرى .. ووجده ليس ببعيدِ عن حالة ( هيّـــا ) نحيل الجسم شاحب الوجه أصبح يملك عدداً لابأس به من الإبل .. وقال له ماحدث لـ ( هيّـــا ) وأن حياتها بعد الله بيده .. فرجع الحبيب تاركاً كل مايملك وراءه من أجل ( هيّـــا ) وعندما وصل لقبيلته بعد عدة أيام .. سلّم على أبوها .. فتعذر أبوها منه وقال الحكيم إدخل يابني عليها .. فشفائها بيد الله ثم بيدك فدخل هو وأبوها .. وقال أبوها .. وهي تنظر للأعلى فقط .. إنظري ( ياهيّـــا ) هذا ( هايف ) ولقد قبلت به زوجاً لكي فلم تلتفت .. فقام ( هايف ) بالوقوف أمامها وظل ينظر لها وجهاً لوجه ويقول هذا أنا ( ياهيّـــا ) ولقد وافق ولدك على زواجنا .. فدمعت عيناها عندما رأت ( هايف ) .
@ اللـــــــــــــــــــــه .. بعد كل هذه السنين دمعة عيناها ففرح الأب وهايف فدخل الحكيم عليهما وقال إذن أخرجوا دعوها قليلاً .. وذهبوا إلى المجلس .. فدخلت أمها عليها فرحه تريد أن ترى إبنتها فلقد بكت .. يعني إنشاء الله تشافت .. فعندما دخلت وجدتها مغمضت العينين لاتتنفس ... فصاحت صيحتاً سمعها القاصي والداني ( هيّــــا لا ياهيًـــا لاتفعليها ياحبيبتي ) فدخل أبوها وهايف الحكيم .. فوجدوها ميته فعلاً .. قتلها الحب .... الله يرحمها ...
@ أما ( هايف ) فيقولون أنه مات ولم يتزوج أبداً وفاءً لـ ( هيـــاً ) وكتب قصيدة لم أحفظ منها إلا هاذان البيتان يقول فيهما :
كلمتـــــــــها وماتحاكينـــــــي ........ تنثر على الخد دمعتـــــــها
حرمـــــــت كل المزايينــــــي ........ لو اللــــه رفــــــع منيتــــها
... وهكذا إنتهت القصه ... وأتمنى أن لاأكون ثقيل عليكم ...
إلى اللقاء مع قصه وقصيدة جديد
عديل الروح