محمد العربي
02-11-2011, 04:11
هناك حكمة اظن انها من اروع الحكم التي سمعت بها , وهي من الحكم الهندية والتي اظنها من روائع الحكم الواقعية فهي تقول :
"انتِ تفتحين الستارة لتدخل اشعة الشمس الى الغرفة , ولكنكِ بذا تسمحين لأشعة الشمس الصادرة من وجهكِ بأن تخرج من الغرفة !! عينيكِ تدمعان كالشلال , لكن مياه الشلال تسقط على الصخور الخشنة ودموعكِ تسقط على يديكِ الناعمتين , هل رأيتِ "راجو" على دراجته وهو ممسك بدلو ماء ليحضره الى بيته , فرقٌ بينه وبين "كريشنا" ومعه دلو الماء وهو يجوب شوارع الدمام ليغسل السيارات , تلك هي الحياة أماندي , الماء يبقى في الماعون ولكنه سرعان ما يذهب ان كان في الماعون ثقباً !!"
هل عدت يوماً بذاكرتك الى الوراء وبطريقة متأنية وجادة ؟ هل نظرت مرةً الى الوراء لتتبين ما تبعثر خلفك وأنت تجري الى الأمام ؟!
بهذه الصفة , قليلٌ من يفعل ذلك إلا ان كان الامر عشوائياً وعلى عجل . مع أن الأمر فيه متعةً وفيه تصحيح مسار لمَ انت عليه وما انت مقبل اليه . بل إن اروع ما في ذلك انك تُجدد بعض الاحداث وتقوم بتحليلها وتصويرها من اكثر من جانب .
يقولون بأن كبير السن لديه الحكمة والرأي السديد في بعض المعضلات , لكن ذلك ليس من ثمار الخبرة والتجربة , بل هي السكينة والهدوء الذي اجبرته عليهما الوحدة فجعلته يُعيد حساب الامور ويُجدد تقييمها .
انا لا ادري لم العجلة التي نحن فيها , ونترك هذه السكينة والهدوء الى وقتٍ آخر ؟ ولم الراحل يتوقف وراحلته ليرتاح قليلاً , ولا يُنزل رِحاله عنها بل انه يعيد شدها مرةً أُخرى وذلك قبل ان يرتاح !
لو تبين السائر والراكب وصاحب الدراجة ايضاً كريشنا بأن هذه الحياة هي حياة كذب وتزوير وتحريف وتحوير لكان امرنا مختلفٌ كثيراً .
تصير الاحلام احمالاً لمن اراد تحقيقها , وقد تبقى تلك الاحمال وقد تتبدد تلك الاحلام . فالواقع شيء والحلم كذلك شيءٌ آخر . فالانسان يرنو الى الاحلام اكثر من الوقائع , بل ولا يشعر بالحياة ورونقها وجمال سحرها وعجائب زخارفها إلا إن كان يسبح في طيف احلامه , وينسى انه في واقع مؤلم ومُبكي , واقع خداع ومكر واقع مرارة وحسرة واقع لا طعم له ولا رائحة بل ولا تجد حاسةً واحدة توصلك الى صفة هذا الواقع وكنهه .
ليت ابن آدم يترك الآخرين في حالهم , ليته يكف عنهم وينكب على حاله , ليت الرجل لا يجد عيناً تنظره او تُحقره , ولا شخصاً يتجنى عليه بأمرٍ كذب لا يجني منه غير الآثام وكثيرٌ من الخصوم .
هي المدينة الفاضلة من ينشغل سكانها بامورهم وهمومهم الخاصة ويتركوا الآخرين وشأنهم , حتى وان وصل الامر بأن لا يجد العاطس من يشمته ولا يجد المنكوب مسعفاً ولا الفقير معيناً ولا تجد صرخة امرأة أُذناً تُسمعْ , تُسمعْ مايَعقِل , وما يعقل قد يحرك ساكناً .
لكن هذه ليست مدينة فاضلة ..
هذا اصلاً هو الواقع الذي نعيشه !!
"انتِ تفتحين الستارة لتدخل اشعة الشمس الى الغرفة , ولكنكِ بذا تسمحين لأشعة الشمس الصادرة من وجهكِ بأن تخرج من الغرفة !! عينيكِ تدمعان كالشلال , لكن مياه الشلال تسقط على الصخور الخشنة ودموعكِ تسقط على يديكِ الناعمتين , هل رأيتِ "راجو" على دراجته وهو ممسك بدلو ماء ليحضره الى بيته , فرقٌ بينه وبين "كريشنا" ومعه دلو الماء وهو يجوب شوارع الدمام ليغسل السيارات , تلك هي الحياة أماندي , الماء يبقى في الماعون ولكنه سرعان ما يذهب ان كان في الماعون ثقباً !!"
هل عدت يوماً بذاكرتك الى الوراء وبطريقة متأنية وجادة ؟ هل نظرت مرةً الى الوراء لتتبين ما تبعثر خلفك وأنت تجري الى الأمام ؟!
بهذه الصفة , قليلٌ من يفعل ذلك إلا ان كان الامر عشوائياً وعلى عجل . مع أن الأمر فيه متعةً وفيه تصحيح مسار لمَ انت عليه وما انت مقبل اليه . بل إن اروع ما في ذلك انك تُجدد بعض الاحداث وتقوم بتحليلها وتصويرها من اكثر من جانب .
يقولون بأن كبير السن لديه الحكمة والرأي السديد في بعض المعضلات , لكن ذلك ليس من ثمار الخبرة والتجربة , بل هي السكينة والهدوء الذي اجبرته عليهما الوحدة فجعلته يُعيد حساب الامور ويُجدد تقييمها .
انا لا ادري لم العجلة التي نحن فيها , ونترك هذه السكينة والهدوء الى وقتٍ آخر ؟ ولم الراحل يتوقف وراحلته ليرتاح قليلاً , ولا يُنزل رِحاله عنها بل انه يعيد شدها مرةً أُخرى وذلك قبل ان يرتاح !
لو تبين السائر والراكب وصاحب الدراجة ايضاً كريشنا بأن هذه الحياة هي حياة كذب وتزوير وتحريف وتحوير لكان امرنا مختلفٌ كثيراً .
تصير الاحلام احمالاً لمن اراد تحقيقها , وقد تبقى تلك الاحمال وقد تتبدد تلك الاحلام . فالواقع شيء والحلم كذلك شيءٌ آخر . فالانسان يرنو الى الاحلام اكثر من الوقائع , بل ولا يشعر بالحياة ورونقها وجمال سحرها وعجائب زخارفها إلا إن كان يسبح في طيف احلامه , وينسى انه في واقع مؤلم ومُبكي , واقع خداع ومكر واقع مرارة وحسرة واقع لا طعم له ولا رائحة بل ولا تجد حاسةً واحدة توصلك الى صفة هذا الواقع وكنهه .
ليت ابن آدم يترك الآخرين في حالهم , ليته يكف عنهم وينكب على حاله , ليت الرجل لا يجد عيناً تنظره او تُحقره , ولا شخصاً يتجنى عليه بأمرٍ كذب لا يجني منه غير الآثام وكثيرٌ من الخصوم .
هي المدينة الفاضلة من ينشغل سكانها بامورهم وهمومهم الخاصة ويتركوا الآخرين وشأنهم , حتى وان وصل الامر بأن لا يجد العاطس من يشمته ولا يجد المنكوب مسعفاً ولا الفقير معيناً ولا تجد صرخة امرأة أُذناً تُسمعْ , تُسمعْ مايَعقِل , وما يعقل قد يحرك ساكناً .
لكن هذه ليست مدينة فاضلة ..
هذا اصلاً هو الواقع الذي نعيشه !!