رعـد الـمـزون
19-08-2011, 00:04
بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ
:::**:::
:::**:::
طـرائـف ولـطـائـف مـن حـيـاة الـشـاعـر الـحـطـيـئـة
يُـكـنـى بـأبو مُـلَـيْـكـة
واسـمـه جـرول بن أوس بن مالك العبسي
أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر رضي الله عـنـه
فـهـو شـاعـر مـخـضـرم مـات وعـمـره مـائـة وعـشـرون عـامـا
عـاش مـنـهـا سـبـعـون عـامـا فـي الـجـاهـلـيـة وخـمـسـون فـي الإسـلام
ولد في بني عـبـس فـشَـبَّ مـحـرومـا مـظـلـوما لا يـجـد مـدداً مـن أهـلـه
ولا سـنـدا مـن قـومـه فـاضـطـر إلـى قـرض الـشـعـر يـجـلـب بـه الـقـوت
:::**:::
والـحـطـيـئـة لـقـب غـلـب عـلـيـه لـقِـصَـرِهِ ودمـامـتـه
فـقـد كـان قـصـيـرا قـريـبـا مـن الأرض
دمـيـم الـخـلـقـة لا تـطـمـئـن إلـيـه الـنـفـس
مـمـا جـعـل الـنـاس تـسـخـر مـنـه وتـزدريـه
فـجـعـل يـدافـع عـن نـفـسـه بـمـا يـمـلـك مـن سـلاح وهـو الـهـجـاء
يـدفـع بـه الـعـدوان ، ويـنـقـم بـه لـنـفـسـه مـن بيئةٍ ظـلـمـتـه
ولعـل هـذا هـو سـبـب شـدة هـجـاءه الـنـاس فـقـد كـان هـجـاءه مـن الـهـجـاء الـشـديـد
فـكـان سـيـفـا مـاضـيـا ضـد خـصـومـه ، يـتـقـيـه الـنـاس جـمـيـعـا ويـخـشـونـه
ولم يـسـلـم أحـد مـن لـسـانـه حـتـى والـديـه
ولـم تـسـلـم نـفـسـه مـنـه فـقـد هـجـا نـفـسـه أيـضـا
:::**:::
وكـان إذا مـدح قـومـا رفـعـهـم وإذا هـجـا قـومـا وضَـعَـهـم
فـكـان يـعـتـاش مـن هـجـاء الـنـاس ، يـعـطـيـه هـؤلاء الـمـال لـيـهـجـو أولـئـك
ويـعـطـيـه غـيـرهـم لـيـهـجـو آخـريـن
فـاشـتـكـى مـنـه الـنـاس إلـى الـخـلـيـفـة عـمـر رضي الله عـنـه
فـحـبـسـه ثـم أطـلـقـه ، ورتَّـب لـه رزقـاً عـلـى أن لا يـهـجـو أحـد
فـانـقـطـع عـن الـهـجـاء طـيـلـة عـهـد عـمـر رضي الله عـنـه
:::**:::
سـألـوه مـرة : يـا أبـا مـلـيـكـه ، مـن أشـعـر الـعـرب
قـال : هـذا الـجُـحـيـر إذا طـمـع بـخـيـر ،،، وأشـار إلـى فـمـه
:::**:::
رأى مـرة وجـهـه فـي الـمـاء وكـان دمـيـمـا ، فـقـال يـهـجـو نـفـسـه
أبَـت شـفـتـاي الـيـــوم إلا تـكـلُّـمـاً ،،، بـسـوء فـمـا أدري لـمـن أنـا قـائـلـه
أرى لـي وجـهـا شـوَّه الله خـلـقـه ،،، فـقُـبِّـح مـن وجـــهٍ وقُـبِّــحَ حـامـلـه
:::**:::
وهـجـا أمـه فـقـال
جــزاك الله شـرَّا يـا عـجــوز ولـقَّــاك الـعـقـوق مـن الـبـنـيـنَ
تـنـحَّـيْ فـاجـلـسـي مِـنِّـي بـعـيــدا أراح الله مـنـك الـعـالـمـيـنَ
غـربـالا إذا اسـتُـودِعْـت سِـرًّا وكـانـونـاً عـلـى الـمـتـحـدثـيـن
:::**:::
وهـجـا أبـاه فـقـال
بـئـس الـشـيـخ أنـت لـدى الـمـخـازي وبـئـس الـشـيـخ أنـت لـدى الـمـعـالـي
جـمـعــــتَ الـلــــؤم لا حــيَّـــاك ربــــــي وأبــواب الـسـفـاهـــة والـضــــلالِ
:::**:::
وهـجـا الـحـطـيـئـة الـزبـرقـان بـن بـدر بـالـشـعـر الـذي يـقـول فـيـه
لـمـا بـدا لـي مـنــكـم غـيــب أنـفـسـكـم ولـم يـكـن لـجـراحـي فـيـكــم آسِ
ازمـعــت يأسـاً مـريـحـا مـن نـوالـكـم ولـن تـرى طـاردا لـلـحُـر كـالـيـاسِ
جـار لـقـوم اطـالـوا هــون مـنــــزلـه وغــادروه مـقـيـمـا بـيـن أرمــاسِ
ملُّـوا قِـــراه وهـــرَّتـــــه كــلابـهــم وجــرحـــوه بـأنـيـــاب واضـــراسِ
دع الـمـكـارم لا تـرحـل لـبـغـيَـتِـهـا واقـعـد فـإنـك أنـت الـطـاعـم الـكاسي
سَـيـري امـام فـإن الأكـثـريـن حـصـى والأكـرمـيـن أبًـا مـن آل شـمــــاس
مـن يـفـعـل الـخـيـر لا يـعـدم جـوازيـه لا يـذهـب الـعـرف بين الله والناس
فـاشـتـكــاه الـزبـرقـان عـنـد عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه ، وأنـشـده الـبـيـت
دع الـمـكـارم لا تـرحـل لـبـغـيَـتِـهـا واقـعـد فـإنـك أنـت الـطـاعـم الـكاسي
فـقـال عـمـر : مـا أرى بـه بـأسـًا
قـال الـزبـرقـان : والله يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، مـا هُـجـيـت بـبـيـت قـط أشـد عـلـيَّ مـنـه
فـبـعـث عـمـر إلـى الـشـاعـر حـسـان بـن ثـابـت رضي الله عـنـه
وقـال : انـظـر إن كـان هـجـاه
قـال حـسـان : مـا هـجـاه ، ولـكـن سَـلَـحَ عـلـيـه ! ! !
فـقـال عـمـر لـلـحـطـيـئـة :
والله لأشـغـلـنـك عـن أعـراض الـمـسـلـمـيـن
فـأمـر بـالـحـطـيـئـة إلـى الـحـبـس
ولـم يـكـن عـمـر يـجـهـل مـوضـع الـهـجـاء فـي هـذا الـبـيـت
ولـكـنـه كـره أن يـتـعـرض لـشـأنـه فـبـعـث إلـى شـاعـر مـثـلـه
فـلـمـا ضـاق بـه الـسـجـن كـتـب الـحـطـيـئـة إلـى عـمـر مـن الـحـبـس ،،، يـقـول ...
مـاذا تـقـول لأفـراخ بـــــذي مَــــــــرَخٍ ،،، زُغْــب الـحـواصـل لا مـاء ولا شـجـر
ألـقـيـت كـاسـيـهـم فـي قـعـر مُـظـلـمـة ،،، فـاغـفـر عـلـيــك ســــلام الله يـا عُـمـر
أنـت الإمـام الـذي مـن بـعــد صـاحـبـه ،،، ألـقـت إلـيـك مـقـالـيــد الـنُّـهَـى الـبَـشَـر
مـا آثــــروك بـهـــا إذ قــدَّمـــوك لـهـا ،،، لـكـن لأنـفـسـهـم قـد كــانــــت الإثَـــــر
فـلـمـا قـرأ عـمـر رضي الله عـنـه
مـاذا تـقـول لأفـراخ بـــــذي مَــــــــرَخٍ ،،، زُغْــب الـحـواصـل لا مـاء ولا شـجـر
دمـعـت عـيـنـاه تـأثـرًا فـأمـر بـإطـلاقـه وأخـذ عـلـيـه ألاَّ يـهـجـو رجـلا مـسـلـمـاً
:::**:::
ويُـروى أنـه أراد سـفـرا فـلـمـا قـدَّم راحـلـتـه
قـالـت لـه امـرأتـه : مـتـى تـرجـع ؟ ..... قـال :
عُـدِّي الـسـنـيـن لـغـيْـبَـتـي وتـصـبَّـري ،،، ودَعِـي الـشـهـور فـإنـهـن قِـصـار
فـقـالـت زوجـتـه
اذكــر صــبــابـتـنـا إلـيــك وشــوقــنـا ،،، وارحـــم بـنـــاتـــك إنـهُـــن صـغـار
:::**:::
لـمـا حـضـرتـه الـوفـاة اجـتـمـع أهـلـه وبـنـو عـمـه حـولـه
فـقـالـوا : يـا حُـطَـيْء أوصـي
قـال : وبِـمَ أوصـي ؟ مـالـي بـيـن بَـنِـيّ
قـالـوا : قـد عـلـمـنـا أن مـالـك بـيـن بـنـيـك فـأوْصِ
قـال : مـالـي لـلـذكـور دون الإنـاث ! !
قـالـوا : إن الله لـم يـأمـر بـذا ... فـأوْصِ
قـال : أخـبـروا أهـل ضـابـئ بـن الـحـارث أنـه كـان شـاعـرا حـيـث يـقـول
لـكـل جـديـد لـذة غـيـر أنـنـي ،،،،، وجـدت جـديـد الـمـوت غـيـر لـذيـذ
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
قـال : أوصـيـكـم بـالـشـعـر خـيـرا ،،، ثـم أنـشـأ يـقـول
الـشـعـر صـعـب وطـويـل سُـلَّـمُـه ،،،،، إذا ارتـقـــى إلـى الــــــذي لا يـعـلـمـه
زلَّـت بـه إلـى الـحـضـيـض قـدمـه ،،،،، والـشـعـر لا يـطـيـعـــه مــن يـظـلـمـه
يـريـد أن يَـعــــرِبَـه فـيُـعـجِــمُـــه ،،،،، ولـم يَــزل مـن حـيــث يـأتـي يـخـرمـه
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
فـبـكـى
قـالـوا : ومـا يـبـكـيـك ؟
قـال : أبـكـي الـشـعـر الـجـيـد مـن راويـة الـسـوء
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
قـال : واجـزعـاه عـلـى الـمـديـح الـجـيـد يُـمـدح بـه مـن لـيـس مـن أهـلـه
قـالـوا : أوصـي لـلـمـسـاكـيـن
قـال : أوصـيـهـم بـالـمـسـألـة وأوصـي الـنـاس أن لا يُـعـطـوهـم
قـالـوا : أعـتـق غـلامـك فـإنـه قـد رعـى عـلـيـك ثـلاثـيـن سـنـة
قـال : هـو عـبـد مـا بـقـي عـلـى الأرض عَـبْـسـي ! !
ثـم قـال : احـمـلـونـي عـلـى حـمـاري ودُوروا بـي حـول هـذا الـتـــل
فـإنـه لـم يَـمُـت عـلـى الـحـمـار كـريـم ، فـعـسـى ربـي أن يـرحـمـنـي
:::**::: :::**:::
:::**:::
:::**:::
:::**:::
طـرائـف ولـطـائـف مـن حـيـاة الـشـاعـر الـحـطـيـئـة
يُـكـنـى بـأبو مُـلَـيْـكـة
واسـمـه جـرول بن أوس بن مالك العبسي
أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر رضي الله عـنـه
فـهـو شـاعـر مـخـضـرم مـات وعـمـره مـائـة وعـشـرون عـامـا
عـاش مـنـهـا سـبـعـون عـامـا فـي الـجـاهـلـيـة وخـمـسـون فـي الإسـلام
ولد في بني عـبـس فـشَـبَّ مـحـرومـا مـظـلـوما لا يـجـد مـدداً مـن أهـلـه
ولا سـنـدا مـن قـومـه فـاضـطـر إلـى قـرض الـشـعـر يـجـلـب بـه الـقـوت
:::**:::
والـحـطـيـئـة لـقـب غـلـب عـلـيـه لـقِـصَـرِهِ ودمـامـتـه
فـقـد كـان قـصـيـرا قـريـبـا مـن الأرض
دمـيـم الـخـلـقـة لا تـطـمـئـن إلـيـه الـنـفـس
مـمـا جـعـل الـنـاس تـسـخـر مـنـه وتـزدريـه
فـجـعـل يـدافـع عـن نـفـسـه بـمـا يـمـلـك مـن سـلاح وهـو الـهـجـاء
يـدفـع بـه الـعـدوان ، ويـنـقـم بـه لـنـفـسـه مـن بيئةٍ ظـلـمـتـه
ولعـل هـذا هـو سـبـب شـدة هـجـاءه الـنـاس فـقـد كـان هـجـاءه مـن الـهـجـاء الـشـديـد
فـكـان سـيـفـا مـاضـيـا ضـد خـصـومـه ، يـتـقـيـه الـنـاس جـمـيـعـا ويـخـشـونـه
ولم يـسـلـم أحـد مـن لـسـانـه حـتـى والـديـه
ولـم تـسـلـم نـفـسـه مـنـه فـقـد هـجـا نـفـسـه أيـضـا
:::**:::
وكـان إذا مـدح قـومـا رفـعـهـم وإذا هـجـا قـومـا وضَـعَـهـم
فـكـان يـعـتـاش مـن هـجـاء الـنـاس ، يـعـطـيـه هـؤلاء الـمـال لـيـهـجـو أولـئـك
ويـعـطـيـه غـيـرهـم لـيـهـجـو آخـريـن
فـاشـتـكـى مـنـه الـنـاس إلـى الـخـلـيـفـة عـمـر رضي الله عـنـه
فـحـبـسـه ثـم أطـلـقـه ، ورتَّـب لـه رزقـاً عـلـى أن لا يـهـجـو أحـد
فـانـقـطـع عـن الـهـجـاء طـيـلـة عـهـد عـمـر رضي الله عـنـه
:::**:::
سـألـوه مـرة : يـا أبـا مـلـيـكـه ، مـن أشـعـر الـعـرب
قـال : هـذا الـجُـحـيـر إذا طـمـع بـخـيـر ،،، وأشـار إلـى فـمـه
:::**:::
رأى مـرة وجـهـه فـي الـمـاء وكـان دمـيـمـا ، فـقـال يـهـجـو نـفـسـه
أبَـت شـفـتـاي الـيـــوم إلا تـكـلُّـمـاً ،،، بـسـوء فـمـا أدري لـمـن أنـا قـائـلـه
أرى لـي وجـهـا شـوَّه الله خـلـقـه ،،، فـقُـبِّـح مـن وجـــهٍ وقُـبِّــحَ حـامـلـه
:::**:::
وهـجـا أمـه فـقـال
جــزاك الله شـرَّا يـا عـجــوز ولـقَّــاك الـعـقـوق مـن الـبـنـيـنَ
تـنـحَّـيْ فـاجـلـسـي مِـنِّـي بـعـيــدا أراح الله مـنـك الـعـالـمـيـنَ
غـربـالا إذا اسـتُـودِعْـت سِـرًّا وكـانـونـاً عـلـى الـمـتـحـدثـيـن
:::**:::
وهـجـا أبـاه فـقـال
بـئـس الـشـيـخ أنـت لـدى الـمـخـازي وبـئـس الـشـيـخ أنـت لـدى الـمـعـالـي
جـمـعــــتَ الـلــــؤم لا حــيَّـــاك ربــــــي وأبــواب الـسـفـاهـــة والـضــــلالِ
:::**:::
وهـجـا الـحـطـيـئـة الـزبـرقـان بـن بـدر بـالـشـعـر الـذي يـقـول فـيـه
لـمـا بـدا لـي مـنــكـم غـيــب أنـفـسـكـم ولـم يـكـن لـجـراحـي فـيـكــم آسِ
ازمـعــت يأسـاً مـريـحـا مـن نـوالـكـم ولـن تـرى طـاردا لـلـحُـر كـالـيـاسِ
جـار لـقـوم اطـالـوا هــون مـنــــزلـه وغــادروه مـقـيـمـا بـيـن أرمــاسِ
ملُّـوا قِـــراه وهـــرَّتـــــه كــلابـهــم وجــرحـــوه بـأنـيـــاب واضـــراسِ
دع الـمـكـارم لا تـرحـل لـبـغـيَـتِـهـا واقـعـد فـإنـك أنـت الـطـاعـم الـكاسي
سَـيـري امـام فـإن الأكـثـريـن حـصـى والأكـرمـيـن أبًـا مـن آل شـمــــاس
مـن يـفـعـل الـخـيـر لا يـعـدم جـوازيـه لا يـذهـب الـعـرف بين الله والناس
فـاشـتـكــاه الـزبـرقـان عـنـد عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه ، وأنـشـده الـبـيـت
دع الـمـكـارم لا تـرحـل لـبـغـيَـتِـهـا واقـعـد فـإنـك أنـت الـطـاعـم الـكاسي
فـقـال عـمـر : مـا أرى بـه بـأسـًا
قـال الـزبـرقـان : والله يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، مـا هُـجـيـت بـبـيـت قـط أشـد عـلـيَّ مـنـه
فـبـعـث عـمـر إلـى الـشـاعـر حـسـان بـن ثـابـت رضي الله عـنـه
وقـال : انـظـر إن كـان هـجـاه
قـال حـسـان : مـا هـجـاه ، ولـكـن سَـلَـحَ عـلـيـه ! ! !
فـقـال عـمـر لـلـحـطـيـئـة :
والله لأشـغـلـنـك عـن أعـراض الـمـسـلـمـيـن
فـأمـر بـالـحـطـيـئـة إلـى الـحـبـس
ولـم يـكـن عـمـر يـجـهـل مـوضـع الـهـجـاء فـي هـذا الـبـيـت
ولـكـنـه كـره أن يـتـعـرض لـشـأنـه فـبـعـث إلـى شـاعـر مـثـلـه
فـلـمـا ضـاق بـه الـسـجـن كـتـب الـحـطـيـئـة إلـى عـمـر مـن الـحـبـس ،،، يـقـول ...
مـاذا تـقـول لأفـراخ بـــــذي مَــــــــرَخٍ ،،، زُغْــب الـحـواصـل لا مـاء ولا شـجـر
ألـقـيـت كـاسـيـهـم فـي قـعـر مُـظـلـمـة ،،، فـاغـفـر عـلـيــك ســــلام الله يـا عُـمـر
أنـت الإمـام الـذي مـن بـعــد صـاحـبـه ،،، ألـقـت إلـيـك مـقـالـيــد الـنُّـهَـى الـبَـشَـر
مـا آثــــروك بـهـــا إذ قــدَّمـــوك لـهـا ،،، لـكـن لأنـفـسـهـم قـد كــانــــت الإثَـــــر
فـلـمـا قـرأ عـمـر رضي الله عـنـه
مـاذا تـقـول لأفـراخ بـــــذي مَــــــــرَخٍ ،،، زُغْــب الـحـواصـل لا مـاء ولا شـجـر
دمـعـت عـيـنـاه تـأثـرًا فـأمـر بـإطـلاقـه وأخـذ عـلـيـه ألاَّ يـهـجـو رجـلا مـسـلـمـاً
:::**:::
ويُـروى أنـه أراد سـفـرا فـلـمـا قـدَّم راحـلـتـه
قـالـت لـه امـرأتـه : مـتـى تـرجـع ؟ ..... قـال :
عُـدِّي الـسـنـيـن لـغـيْـبَـتـي وتـصـبَّـري ،،، ودَعِـي الـشـهـور فـإنـهـن قِـصـار
فـقـالـت زوجـتـه
اذكــر صــبــابـتـنـا إلـيــك وشــوقــنـا ،،، وارحـــم بـنـــاتـــك إنـهُـــن صـغـار
:::**:::
لـمـا حـضـرتـه الـوفـاة اجـتـمـع أهـلـه وبـنـو عـمـه حـولـه
فـقـالـوا : يـا حُـطَـيْء أوصـي
قـال : وبِـمَ أوصـي ؟ مـالـي بـيـن بَـنِـيّ
قـالـوا : قـد عـلـمـنـا أن مـالـك بـيـن بـنـيـك فـأوْصِ
قـال : مـالـي لـلـذكـور دون الإنـاث ! !
قـالـوا : إن الله لـم يـأمـر بـذا ... فـأوْصِ
قـال : أخـبـروا أهـل ضـابـئ بـن الـحـارث أنـه كـان شـاعـرا حـيـث يـقـول
لـكـل جـديـد لـذة غـيـر أنـنـي ،،،،، وجـدت جـديـد الـمـوت غـيـر لـذيـذ
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
قـال : أوصـيـكـم بـالـشـعـر خـيـرا ،،، ثـم أنـشـأ يـقـول
الـشـعـر صـعـب وطـويـل سُـلَّـمُـه ،،،،، إذا ارتـقـــى إلـى الــــــذي لا يـعـلـمـه
زلَّـت بـه إلـى الـحـضـيـض قـدمـه ،،،،، والـشـعـر لا يـطـيـعـــه مــن يـظـلـمـه
يـريـد أن يَـعــــرِبَـه فـيُـعـجِــمُـــه ،،،،، ولـم يَــزل مـن حـيــث يـأتـي يـخـرمـه
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
فـبـكـى
قـالـوا : ومـا يـبـكـيـك ؟
قـال : أبـكـي الـشـعـر الـجـيـد مـن راويـة الـسـوء
قـالـوا : هـذا لا يـغـنـي عـنـك شـيـئـا فـأوْصِ
قـال : واجـزعـاه عـلـى الـمـديـح الـجـيـد يُـمـدح بـه مـن لـيـس مـن أهـلـه
قـالـوا : أوصـي لـلـمـسـاكـيـن
قـال : أوصـيـهـم بـالـمـسـألـة وأوصـي الـنـاس أن لا يُـعـطـوهـم
قـالـوا : أعـتـق غـلامـك فـإنـه قـد رعـى عـلـيـك ثـلاثـيـن سـنـة
قـال : هـو عـبـد مـا بـقـي عـلـى الأرض عَـبْـسـي ! !
ثـم قـال : احـمـلـونـي عـلـى حـمـاري ودُوروا بـي حـول هـذا الـتـــل
فـإنـه لـم يَـمُـت عـلـى الـحـمـار كـريـم ، فـعـسـى ربـي أن يـرحـمـنـي
:::**::: :::**:::
:::**:::