محمدالمهوس
11-08-2011, 06:07
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله دائم الفضل والإحسان، أنعم علينا بشهر رمضان، وجعله أحدَ أركان الإسلام، وعجَّل فيه لعباده العطاء والإنعام، أحمده سبحانه على جوده المدرار، وأشكره على نعمه الغزار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .....
أمّا بعد: أيها الناس / اتقوا الله تعالى في الموارد والمصادِر، فتقواه خيرُ ما أعِدَّ لليومِ الآخر، والمتّقِي هو المنتصر والظافِر، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
عباد الله / نعم الله تتجدد بمرور أيام رمضان، وآلاؤه تتوالى علينا بتوالي ليالي هذا الشهر الفضيل ، فلله الحمد على هذه النعمة.
ومعرفة نعمة الله علينا في هذا الشهر يا عباد الله هو الذي يجدد النشاط في النفس ويبعث العزيمة على استغلال كل لحظات هذا الشهر الكريم ، وأن يكون الشهر كله في عبادة وطاعة لله بل العمر كله قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ
عباد الله / لقد أنهينا ثلث رمضان الأول ، فلا بد من حساب، كيف مضت أيام الشهر الماضية؟ وكيف انقضت لياليه، ذهب الثلث والثلث كثير، فماذا فعلنا وقدمنا فيما مضى فإن كان خيراً فلنستمر على هذا الخير وإن كان ثم تقصير أو نقص أو كسل أو فتور وهذا هو الواقع والملاحظ فعلينا استدراك ذلك باستحضار النية أثناء الصيام ، وأن العبد يصوم لرب العالمين، والهدف من امتناعه عن الملذات هو إرضاء رب العالمين ، قال صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»متفق عليهومن ذلك تذكر الأجر في هذا الصيام والاحتساب في ذلك ، واستشعار قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه عن أبي هريرة .
وهذا يكون في كل الشهر ، وكذلك نستشعر أجر الصيام العظيم والذي يكون بغير اعتبار عدد معين كما قال صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي )) رواه مسلم عن أبي هريرة .
وكذلك نستشعر أن الصيام سبب لتكفير جميع الذنوب، إلا الكبائر قال صلى الله عليه وسلم :((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر))
عباد الله / فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة، يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة "باب الريان"، والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك، وفتح أبواب الجنة، وتغليق أبواب الجحيم، وسلسلة الشياطين كل هذه الأشياء وغيرها إذا استشعرنا فضلها وعملنا جادين على الحصول عليها يبعث الهمة ويضاعف الجهد في استغلال لحظات هذا الشهر الكريم.
قال صلى الله عليه وسلم :((إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردت الجن وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة- أول الشهر وأوسط الشهر وآخر الشهر كل ليلة، في جميع رمضان-: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر)).
وقال صلى الله عليه وسلم :(( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد:قل آمين، قال محمد : آمين)) رواه الترمذي, وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم :((من صام يوماً في سبيل الله ـ يعني: صابراً ومحتسباً، وقيل في الجهاد ـ باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مائة عام))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً)).
عباد الله / ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى من هذا الشهر هو تنويع العبادة في أيام الشهر من صيام، وقيام، وقرآن، وإطعام، وإنفاق، وزكاة وصدقة، وصلة رحم ، وبر ، ودعوة ، وغير ذلك من أنواع العبادات .
ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى من هذا الشهر تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى، وهذا إذا بقيت فكم من الناس الذين وافاتهم آجالهم ولم يدركوا هذا الشهر فهذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض الغبار والقيام لله رب العالمين.
اللهم اجعلنا ممن عمر هذا الشهر بالعبادة، اللهم أعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك، وارزقنا توبة نصوحاً، وعملاً متقبلاً، وصياماً مبروراً، وقياماً مشكوراً. اللهم إنا نبرأ إليك من تقصيرنا، اللهم إنا نسألك أن تتجاوز عما أسرفنا فيه من حق أنفسنا. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
عباد الله / إن شهر الصيام فرصة تعلو فيها الهمم فما تزال الهمة العالية بصاحبها تضربه بسياط اللوم و التأنيب وتزجره عن مواقف الذل و اكتساب الرذائل و حرمان الفضائل حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد ، كيف لا و الصائم يقضي شهراً كاملاً من وقته يناجي ربه و يستغفره و يستهديه و يسأله المزيد من فضله ، يتلو كتاب الله ويتصدق و يصلي ويدعو فتطيب نفسه وينشرح صدره و غير ذلك من الفضائل ، وإن هذه المعاني و الأعمال الخيرة تحتاج من النفس إلى صبر و مصابرة و لكنها لذة بالنهاية فالمكارم منوطة بالمكاره و السعادة لا يعبر إليها إلا على جسر المشقة .
الله أكبر إن عيني قد رأت * نوراً بآفاق السما يتلالا
فلعله فجر الأخوة قد بدا * يحي النفوس و يبعث الآمالا
ويميط عن هذي القلوب قناعها * فتعود ترسل نورها إرسالا
وتروح بالإسلام تكسر قيدها * و تفك عن أعناقها الأغلالا
و ترد للدنيا عدالة أحمد * و تعيد للإسلام تلك الحالا
اللهم أحينا سعداء وتوفنا شهداء و اجعلنا في الجنة مع النبيين و الصديقين و الشهداء ، هذا وصلوا على النبي المجتبى والرسول المصطفى ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله دائم الفضل والإحسان، أنعم علينا بشهر رمضان، وجعله أحدَ أركان الإسلام، وعجَّل فيه لعباده العطاء والإنعام، أحمده سبحانه على جوده المدرار، وأشكره على نعمه الغزار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .....
أمّا بعد: أيها الناس / اتقوا الله تعالى في الموارد والمصادِر، فتقواه خيرُ ما أعِدَّ لليومِ الآخر، والمتّقِي هو المنتصر والظافِر، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
عباد الله / نعم الله تتجدد بمرور أيام رمضان، وآلاؤه تتوالى علينا بتوالي ليالي هذا الشهر الفضيل ، فلله الحمد على هذه النعمة.
ومعرفة نعمة الله علينا في هذا الشهر يا عباد الله هو الذي يجدد النشاط في النفس ويبعث العزيمة على استغلال كل لحظات هذا الشهر الكريم ، وأن يكون الشهر كله في عبادة وطاعة لله بل العمر كله قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ
عباد الله / لقد أنهينا ثلث رمضان الأول ، فلا بد من حساب، كيف مضت أيام الشهر الماضية؟ وكيف انقضت لياليه، ذهب الثلث والثلث كثير، فماذا فعلنا وقدمنا فيما مضى فإن كان خيراً فلنستمر على هذا الخير وإن كان ثم تقصير أو نقص أو كسل أو فتور وهذا هو الواقع والملاحظ فعلينا استدراك ذلك باستحضار النية أثناء الصيام ، وأن العبد يصوم لرب العالمين، والهدف من امتناعه عن الملذات هو إرضاء رب العالمين ، قال صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»متفق عليهومن ذلك تذكر الأجر في هذا الصيام والاحتساب في ذلك ، واستشعار قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه عن أبي هريرة .
وهذا يكون في كل الشهر ، وكذلك نستشعر أجر الصيام العظيم والذي يكون بغير اعتبار عدد معين كما قال صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي )) رواه مسلم عن أبي هريرة .
وكذلك نستشعر أن الصيام سبب لتكفير جميع الذنوب، إلا الكبائر قال صلى الله عليه وسلم :((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر))
عباد الله / فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة، يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة "باب الريان"، والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك، وفتح أبواب الجنة، وتغليق أبواب الجحيم، وسلسلة الشياطين كل هذه الأشياء وغيرها إذا استشعرنا فضلها وعملنا جادين على الحصول عليها يبعث الهمة ويضاعف الجهد في استغلال لحظات هذا الشهر الكريم.
قال صلى الله عليه وسلم :((إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردت الجن وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة- أول الشهر وأوسط الشهر وآخر الشهر كل ليلة، في جميع رمضان-: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر)).
وقال صلى الله عليه وسلم :(( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد:قل آمين، قال محمد : آمين)) رواه الترمذي, وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم :((من صام يوماً في سبيل الله ـ يعني: صابراً ومحتسباً، وقيل في الجهاد ـ باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مائة عام))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض))، وقال: ((من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً)).
عباد الله / ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى من هذا الشهر هو تنويع العبادة في أيام الشهر من صيام، وقيام، وقرآن، وإطعام، وإنفاق، وزكاة وصدقة، وصلة رحم ، وبر ، ودعوة ، وغير ذلك من أنواع العبادات .
ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى من هذا الشهر تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى، وهذا إذا بقيت فكم من الناس الذين وافاتهم آجالهم ولم يدركوا هذا الشهر فهذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض الغبار والقيام لله رب العالمين.
اللهم اجعلنا ممن عمر هذا الشهر بالعبادة، اللهم أعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك، وارزقنا توبة نصوحاً، وعملاً متقبلاً، وصياماً مبروراً، وقياماً مشكوراً. اللهم إنا نبرأ إليك من تقصيرنا، اللهم إنا نسألك أن تتجاوز عما أسرفنا فيه من حق أنفسنا. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
عباد الله / إن شهر الصيام فرصة تعلو فيها الهمم فما تزال الهمة العالية بصاحبها تضربه بسياط اللوم و التأنيب وتزجره عن مواقف الذل و اكتساب الرذائل و حرمان الفضائل حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد ، كيف لا و الصائم يقضي شهراً كاملاً من وقته يناجي ربه و يستغفره و يستهديه و يسأله المزيد من فضله ، يتلو كتاب الله ويتصدق و يصلي ويدعو فتطيب نفسه وينشرح صدره و غير ذلك من الفضائل ، وإن هذه المعاني و الأعمال الخيرة تحتاج من النفس إلى صبر و مصابرة و لكنها لذة بالنهاية فالمكارم منوطة بالمكاره و السعادة لا يعبر إليها إلا على جسر المشقة .
الله أكبر إن عيني قد رأت * نوراً بآفاق السما يتلالا
فلعله فجر الأخوة قد بدا * يحي النفوس و يبعث الآمالا
ويميط عن هذي القلوب قناعها * فتعود ترسل نورها إرسالا
وتروح بالإسلام تكسر قيدها * و تفك عن أعناقها الأغلالا
و ترد للدنيا عدالة أحمد * و تعيد للإسلام تلك الحالا
اللهم أحينا سعداء وتوفنا شهداء و اجعلنا في الجنة مع النبيين و الصديقين و الشهداء ، هذا وصلوا على النبي المجتبى والرسول المصطفى ...