المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل نصيحة ببعير ..!!



راعي الوقيد
22-06-2011, 23:25
يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وسار طويلاً وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فأخبره بها ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ، ولما كان (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) صاحبنا بحاجة إلى مكان (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) .وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) الحال عدة سنوات كان (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .

ومضت (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..

وسار الرجل ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فقال له : أنا أعمل في التجارة .
فعجب الرجل (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أن (http://r-alarab.co.cc/play-679.html)ا أبيع نصائح . فقال الرجل (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . فأطرق الرجل (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟
فقال له الشيخ : (http://r-alarab.co.cc/play-679.html)" إذا طلع سهيل لا تأمَن :للسيل " ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .


فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .


فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.


وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب من (http://r-alarab.co.cc/play-679.html)ه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر من (http://r-alarab.co.cc/play-679.html)ه ومن (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .



وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه.



وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) الحركة ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .



وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .


وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) على الندم ولا تنام (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنام (http://r-alarab.co.cc/play-679.html)ه ونام (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) عندها حتى الصباح.


وبعد (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير.






وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر (http://r-alarab.co.cc/play-679.html) بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب.

ولكم التحية

أبو فهد
23-06-2011, 10:03
من أعجب القصص




لاهنت يا أبو فيصل على إيرادها




-----------------
أبو فهد الهمزاني

متفاائل
23-06-2011, 10:51
ياسلام عليك يابو فيصل قصة ثمينه فعلا

سلمت على الاختيار الرائع

راعي الوقيد
23-06-2011, 11:58
ولاتهون يالغالي

مشكور على مرورك الكريم

ولك التحية

راعي الوقيد
23-06-2011, 12:00
حياك الله يابو عمر

مشكور على مرورك الكريم

ولك التحية