دموع الذهب
13-06-2011, 00:47
http://galileosm.galileosolutions.net/galileosm/accountsfiles/638/news_70349938-A394-4117-B871-5279A9BF422F.jpg
إن حوارات النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، فيها من العناوين الشيء الكثير ليستفيد منه البيت المسلم، ومن أراد أن يتعلم الحوار العائلي ، فما عليه إلا أن يقتفي خطوات سيد الخلق في حواراته مع أهل بيته .
وقسمت الحوارات إلى عنوانين رئيسيين (الحوار اللفظي) و (الحوار غير اللفظي)
ونقصد بالحوار اللفظي: الحوار الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته من خلال الكلام، والحوار غيراللفظي: الحوار الذي جرى من خلال الحركات أو التعابير غير الكلامية كالإشارة واللمسة والنظرة وهزة الرأس و..، وأدرجت تحتهما عناوين فرعية حسب طبيعة الحوار، وفي ذلك إثراء لمادة السيرة النبوية وإعطاء نصوصها بعدا تحليليا أكبر من كونها قصصا تاريخية .
ومن معاني القدوة في النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون الحياة، أن نسلط الضوء على جانب الحوار مع زوجاته ونستفيد من هذه النصوص العبر والعظات .
ونبدأ هذه الحوارات بالعنوان الأول.
أ-الحوار اللفظي :
قبل أن أبدأ بالعنوان الأول في الحوار اللفظي مع السيدة خديجة، فإنه لا بد من هذه المقدمة حتى نعلم أوصاف هذه الزوجة، و حياتها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
خديجة رضي الله عنها:
جاء في وصفها رضي الله عنها أنها ما زالت تعظم النبي صلى الله عليه وسلم وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها.
قال ابن حجر رحمه الله : ( ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي صلى الله عليه وسلم وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها ) الإصابة جـ7ص603.
قال ابن حجر رحمه الله : (كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها) فتح الباري جـ7ص138 .
قال ابن حجر رحمه الله : ( صدقته صلى الله عليه وسلم في أول وهلة ، ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها ، ووفور عقلها ، وصحة عزمها) فتح الباري جـ7ص134
قال ابن هشام : (آمنت به خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاء من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله ورسوله ، وصدق بما جاء به ، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ، رحمها الله تعالى) السيرة النبوية لابن هشام جـ2ص224.
إن العنوان العريض بعد هذه المقدمة التعريفية بالسيدة خديجة رضي الله عنها، أنها كانت الداعم الأول منذ اللحظة الأولى للوحي، ومن ثم هموم الدعوة الإسلامية التي كان يعاني بها من قومه - صلى الله عليه وسلم- ، فحوارها كان فيه الدعم النفسي المعنوي والمادي ، فهي لم تكتفي أن بشرته بكلماتها بل ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهي لم تواسيه في تخفيف أذى الناس فحسب، بل وضعت كل إمكانياتها المادية في خدمة الدعوة إلى الله عز وجل ، ومن هنا لا نعجب إن كان صلى الله عليه وسلم كثير الحوار معها بعد رجوعه من معاناة أذى الناس له في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى، كما ورد (لايسمع شيئا مما يكره من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها...........) و من هنا كان عنوان الحوار الأول مع السيدة الأولى هو:
- الحوار الزوجي الداعم نفسيا و ماديا:
ومعروف حوارها في تثبيت قلبه أثناء الوحي (...........حيث رجع صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، و تصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل..........) رواه البخاري .
روى الفاكهي في كتاب مكة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب، فاستأذنه أن يتوجه إلى خديجة ، فأذن له، وبعث بعده جارية يقال لها نبعة، فقال لها : انظري ما تقول له خديجة . قالت نبعة : فرأيت عجبا ، ما هو إلا أن سمعت به خديجة ، فخرجت إلى الباب ، فأخذت بيده ، فضمتها إلى صدرها ونحرها ، ثم قالت : بأبي وأمي ، والله ما أفعل هذا لشيء ، ولكني أرجو أن تكون النبي الذي سيبعث، فإن تكن هو فاعرف حقي ومنزلتي ، وادع الإله الذي يبعثك لي . قالت : فقال لها : ( والله لئن كنت أنا هو، قد اصطنعت عندي ما لا أضيعه أبدا ) . فتح الباري جـ7ص134.
وفكرت السيدة خديجة رضي الله عنها بعقلها الرشيد ورأيها السديد أن تختبر جبريل عليه السلام لتتأكد من حقيقته ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
( يا ابن عم : أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال: نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ) ، فقالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها، فقالت : هل تراه ؟ قال: ( نعم ) ، قالت: فتحول فاقعد على فخذي اليمنى ، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت : هل تراه ؟ قال: (نعم) قالت: فتحول فاجلس في حجري ، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ، قالت: هل تراه؟ قال: (نعم) ، فحسرت فألقت خمارها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرها ثم قالت : هل تراه؟ قال: ( لا) ، قالت : يا ابن عم اثبت وأبشر ، فوالله إنه ملك، ما هذا بشيطان) السيرة النبوية لابن هشام جـ1ص223.
وما فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها يدل على شدة ذكائها وبعد نظرها ، وحرصها على تسكين النبي صلى الله عليه وسلم وتبشيره وتثبيته، لأن الملك غادر المكان عندما كشفت رأسها وأدركت أن هذا التصرف لا يتصرفه شيطان، بل هو ملك من الملائكة .
وهذا ما جعل لفقدها فراغا في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن إسحاق : (فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة وكانت وزير صدق على الإسلام ) السيرة النبوية لابن هشام جـ2ص57 .
وبقيت ذكرى خديجة عالقة في قلبه الشريف ، لا تفارقه ، كأنها أصبحت جزءا منه ، لا تكاد تنفصل عنه ، حتى قالت له السيدة عائشة : ( كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ) رواه البخاري.
-الحوار الترفيهي
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا ألعب بالبنات فقال : ما هذا يا عائشة ؟ فقلت : خيل سليمان ، فضحك) الطبقات لابن سعد ص60.
وكان صلى الله عليه وسلم يقدر لها حداثة سنها وحاجتها إلى اللعب وكان يسرب إليها صواحب يلاعبنها ، وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه مستترة به ، لتنظر إلى الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد ، قالت السيدة عائشة : وكان يوم عيد ، يلعب فيه السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: ( تشتهين تنظرين؟ ) فقلت : نعم فأقامني وراءه ، خدي على خده ، و هو يقول: ( دونكم يا بني أرفدة ) حتى إذا مللت قال : ( حسبك ) . (رواه البخاري).
ومن لطفه صلى الله عليه وسلم بهن أنه كان يمازحهن ويضاحكهن ، قالت : عائشة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له ، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها : كلي ، فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده لها وقال لها : ( ألطخي وجهها ) ففعلت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر عمر ، فقال : يا عبد الله ، يا عبد الله ، فظن أنه سيدخل ، فقال : ( قوما فاغسلا وجوهكما ، قالت عائشة : فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . (رواه أبو يعلى) .
ويسمر معهن مستمعا إلى أحاديثهن ، وحفظت لنا كتب السنة شيئا من هذا السمر الشائق ، فانظر مثلا إلى تحديث السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم حديث أم زرع ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها بعده : ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع ، إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك ) .
وملخص حديث أبي زرع : أن إحدى عشر امرأة تعاهدن على ألا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن ولما جاء دور الحادية عشر أم زرع مدحت زوجها أبا زرع مدحا فاق كل ما سبقه ولما طلقها أبو زرع وتزوجت آخر كريم عدت محاسنه وكرم أخلاقه ولم تنس الثناء على أبي زرع فقالت : لو جمع ذلك كله ما ملأ أصغر وعاء لأبي زرع . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع ) وفي رواية ( ألا إنه طلقها وأنني لم أطلقك ) (البخاري) وزاد (النسائي) قالت عائشة : ( بل أنت خير من أبي زرع ) .
وهذه أمُّنا سودة بنت زمعة فقد اشتهر عنها أنها كانت تضحك النبي صلى الله عليه وسلم في حديثها، قالت سودة بنت زمعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم . قال فضحك. وكانت تضحكه الأحيان بالشيء .
(الطبقات لابن سعد)
- الحوار الديني:
عاثشة بنت أبي بكر:
سألت عائشة النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى:
( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
فقالت : يارسول الله أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله تعالى .؟
قال لا ... ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله تعالى أن لا يتقبل منه ). (رواه أحمد )
حفصة بنت عمر:
عن جابر بن عبدالله أنه قال : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي _ صلى الله عليه وسلم – يقول عند حفصة : لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها , قالت : بلى يارسول الله ! فانتهرها , فقالت حفصة ( وإن منكم إلا واردها ) , فقال النبي – عليه السلام : قد قال الله تعالى : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً ) (رواه مسلم) .
جويرية بنت الحارث:
عن جويرية أنها قالت : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح غدوة ثم انطلق لحاجته ، ثم رجع قريبا من نصف النهار وأنا أسبح ، فقال : ( ما زلت قاعدة؟ قلت نعم ..فقال : ( ألا أعلمك كلمات لو عدلت بهن – أو لو وزن بهن- وزنتهن وهو سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات) (رواه مسلم).
عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة ، وهي صائمة فقال : أصمت أمس ؟
قالت : لا.
قال : أتريدين أن تصومي غدا؟
قالت : لا .
قال : فأفطري إذا. (رواه البخاري).
زينب بنت جحش:
عن زينب بنت جحش قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم محمرا وجهه وهو يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ، وحلق ، قالت : قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) (متفق عليه) .
الحوار العاطفي
عن فاطمة الخزاعية قالت : سمعت عائشة تقول يوما : دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أين كنت منذ اليوم؟ قال : يا حميراء كنت عند أم سلمة . فقلت : وما تشبع من أم سلمة ؟ قالت : فتبسم فقلت : يا رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت أيهما كنت ترعى ؟ قال : التي لم ترع . قلت : فأنا ليس كأحد من نسائك ، كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري . قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . (الطبقات لابن سعد) ص80
وها هي تريد أن تتعرف على مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم بالقول الصريح فتسأله : كيف حبك لي؟ قال : كعقدة الحبل ، وتقول السيدة عائشة : كنت أقول كيف عقدة الحبل يا رسول الله ؟ فيقول على حالها.
وهذا إن كان يرضيها فلا يكفيها ، بل تريد أن تطمئن على جوارها للنبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة أيضا فتسأله : من أزواجك في الجنة ؟ فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم : أنت منهن . ( البخاري ومسلم)
وقد كانت تفتخر بهذا وتدل أحيانا به إدلال الحبيب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له : أرأيت لو نزلت واديا ، وفيه شجرة قد أكل منها ، وجدت شجرا لم يأكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : ( في الذي لم يرتع منها ) . )رواه البخاري(
الحوار في حالة الغضب:
إن من السمو النبوي في الحوار أن تجد حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في حال الغضب والرضا متشابها وإليكم النص:
عن عائشة قالت : كان رسول الله إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال : ( اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها وأعذها من مضلات الفتن ) الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص 80.
الحوار في حالة الرضا :
عن عائشة قالت : لما رأيت رسول الله طيب النفس . قلت : يا رسول الله ادع لي ، قال: ( اللهم اغفر ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت ) . فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيسرك دعائي ؟).
فقالت : ( وما لي لا يسرني دعاؤك ) .
فقال : ( والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة ) رواه البزار بإسناد صحيح .
عندما نقرأ هذين الحديثين وتشابههما في دعائه صلى الله عليه وسلم لها لا يسعنا إلا أن نقول (وإنك لعلى خلق عظيم) ، ولن يجد القارىء فرقا بينهما ،أما السيدة عائشة فكان النبي يعرف متى تكون راضية عنه ومتى تكون غضبى، فقط من خلال حديثها معه وأسلوبها، فلاحظ الفرق!!!.
عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ) قلت : كيف يا رسول الله ؟ قال : ( إذا كنت عني راضية ، قلت لا ورب محمد . وإذا كنت علي غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم ) قالت : أجل والله ما أهجر إلا اسمك . (البخاري ومسلم) .
أيضا هنا رقي في الحوار (ما أهجر إلا اسمك) .
الحوار في حل الخلافات العائلية
عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي .
فقال: ما يبكيكي؟
فقلت : سبتني فاطمة .
فدعا فاطمة فقال: يا فاطمة! سببت عائشة ؟ فقالت: نعم ! يا رسول الله .
فقال: ألست تحبين من أحب ؟ قالت : نعم ! .
قال : وتبغضين من أبغض ؟ قالت : بلى !
قال: فإني أحب عائشة ، فأحبيها .
قالت فاطمة :لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا (رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح).
عن النعمان بن بشير قال :استأذن أبوبكر على النبي فسمع صوت عائشة عالياً , وهي تقول : والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي ! فأهوى إليها أبوبكر ليلطمها , وقال : يا ابنة فلانة , أراك ترفعين صوتك على رسول الله ! فأمسكه رسول الله وخرج أبوبكر مغضباً , فقال رسول الله ياعائشة كيف رأيت أنقذتك من الرجل ) , ثم استأذن أبوبكر بعد ذلك , وقد اصطلح رسول الله وعائشة , فقال : أدخلاني في السلم , كما أدخلتماني في الحرب , فقال رسول الله : ( قد فعلنا ) .(رواه النسائي).
عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين علي وفاطمة كلام ، فدخل رسول لله فألقى له مثالا فاضطجع عليه ، فجاءت فاضطجعت من جانب ، وجاء علي فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته ولم يزل حتى أصلح بينهما ، ثم خرج .
قال فقيل له : دخلت وأنت في حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك . فقال : وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي . (الطبقات لابن سعد ص26).
الحوار في حالة الغيرة:
كانت السيدة عائشة تغير عليه من فرط حبها له . ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا ، قالت : فغرت عليه ، قالت : فجاء فرأى ما أصنع فقال : ما لك يا عائشة ؟ أغرت؟ فقالت: فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفأخذك شيطانك، قالت : يا رسول الله أو معي شيطان ؟ قال: نعم . قلت : ومع كل إنسان؟ قال: نعم . ومعك يا رسول الله ؟ قال : نعم . ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم (فقه سيرة نساء النبي ص59).
الحوار الأخلاقي السلوكي :
عن عائشة رضي الله عنها أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: (السآم عليكم)، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم، قال: ( مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ) (رواه البخاري) .
ويؤيد هذا المعنى من الرفق المقصود منه اتقاء الشر حديث آخر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).(رواه البخاري).
الحوار التوجيهي نحو الأفضل:
علي و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن علي رضي الله عنه أن فاطمة أتت النبي صلى الله علي وسلم تشكو إليه، وما تلقى من يدها في الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة . قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : على مكانكما . فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم .( رواه البخاري ومسلم ).
وفي رواية أخرى:
قال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت ( استقييت الماء ) قد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. فقالت : وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما جاء بك يا بنية؟ قالت : جئت لأسلم عليك ، واستحيت أن تسأله ورجعت فقال : ما فعلت ؟ قالت : استحييت أن أسأله. فأتياه جميعا فقال علي : والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري ، وقالت فاطمة : قد طحنت حتى مجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فأخدمنا . قال : والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم . فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا فقال : مكانكما ، ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا : بلى، فقال كلمات علمنيهن جبريل، تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا آويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين . قال: والله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله . (الطبقات لابن سعد ص25)
ميمونة بنت الحارث:
عن كريب مولى ابن عباس : أن ميمونة بنت الحارث أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أوفعلت؟ قالت: نعم . قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك. (البخاري ومسلم ).
الحوار النفسي:
عاثشة بنت أبي بكر:
عن عائشة قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعه عند رجليه ، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت ، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا ، وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا ، فجعلت درعي في رأسي ، واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت . فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : ما لك يا عائش حشيا رابية ؟! قلت : لا شيء قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير . قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فأخبرته قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت نعم . فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ! قلت : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم . قال : فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك ، فأجبته فأخفيته منك ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك . وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت: قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون . (رواه مسلم)
وفي حديث الإفك الطويل (........... فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ، لا أشعر من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، وإنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ؟ ) ثم ينصرف ، فذلك الذي يريبني ولا أشعر ................) . (رواه البخاري) .
فالريب الذي ورد في نفس السيدة عائشة أنها لا تجد اللطف الذي تعرفه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بالنسبة لها كافيا حتى يداخلها الريب، ويحدث عندها هذا الحوار النفسي رغم عدم معرفتها ما الحدث .
ميمونة بنت الحارث:
عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال: أقسمت إلا فتحته لي . فقلت له : تذهب إلى أزواج في ليلتي هذه . قال : ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي . (الطبقات لابن سعد 138).
اللهم صلي وسلم وبارك على الهادي الامين...معلم الخير للبشريه...
وارضى اللهم عن ازواجه واله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين...
إن حوارات النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، فيها من العناوين الشيء الكثير ليستفيد منه البيت المسلم، ومن أراد أن يتعلم الحوار العائلي ، فما عليه إلا أن يقتفي خطوات سيد الخلق في حواراته مع أهل بيته .
وقسمت الحوارات إلى عنوانين رئيسيين (الحوار اللفظي) و (الحوار غير اللفظي)
ونقصد بالحوار اللفظي: الحوار الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته من خلال الكلام، والحوار غيراللفظي: الحوار الذي جرى من خلال الحركات أو التعابير غير الكلامية كالإشارة واللمسة والنظرة وهزة الرأس و..، وأدرجت تحتهما عناوين فرعية حسب طبيعة الحوار، وفي ذلك إثراء لمادة السيرة النبوية وإعطاء نصوصها بعدا تحليليا أكبر من كونها قصصا تاريخية .
ومن معاني القدوة في النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون الحياة، أن نسلط الضوء على جانب الحوار مع زوجاته ونستفيد من هذه النصوص العبر والعظات .
ونبدأ هذه الحوارات بالعنوان الأول.
أ-الحوار اللفظي :
قبل أن أبدأ بالعنوان الأول في الحوار اللفظي مع السيدة خديجة، فإنه لا بد من هذه المقدمة حتى نعلم أوصاف هذه الزوجة، و حياتها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
خديجة رضي الله عنها:
جاء في وصفها رضي الله عنها أنها ما زالت تعظم النبي صلى الله عليه وسلم وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها.
قال ابن حجر رحمه الله : ( ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي صلى الله عليه وسلم وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها ) الإصابة جـ7ص603.
قال ابن حجر رحمه الله : (كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها) فتح الباري جـ7ص138 .
قال ابن حجر رحمه الله : ( صدقته صلى الله عليه وسلم في أول وهلة ، ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها ، ووفور عقلها ، وصحة عزمها) فتح الباري جـ7ص134
قال ابن هشام : (آمنت به خديجة بنت خويلد، وصدقت بما جاء من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله ورسوله ، وصدق بما جاء به ، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ، رحمها الله تعالى) السيرة النبوية لابن هشام جـ2ص224.
إن العنوان العريض بعد هذه المقدمة التعريفية بالسيدة خديجة رضي الله عنها، أنها كانت الداعم الأول منذ اللحظة الأولى للوحي، ومن ثم هموم الدعوة الإسلامية التي كان يعاني بها من قومه - صلى الله عليه وسلم- ، فحوارها كان فيه الدعم النفسي المعنوي والمادي ، فهي لم تكتفي أن بشرته بكلماتها بل ذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهي لم تواسيه في تخفيف أذى الناس فحسب، بل وضعت كل إمكانياتها المادية في خدمة الدعوة إلى الله عز وجل ، ومن هنا لا نعجب إن كان صلى الله عليه وسلم كثير الحوار معها بعد رجوعه من معاناة أذى الناس له في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى، كما ورد (لايسمع شيئا مما يكره من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها...........) و من هنا كان عنوان الحوار الأول مع السيدة الأولى هو:
- الحوار الزوجي الداعم نفسيا و ماديا:
ومعروف حوارها في تثبيت قلبه أثناء الوحي (...........حيث رجع صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، و تصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل..........) رواه البخاري .
روى الفاكهي في كتاب مكة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب، فاستأذنه أن يتوجه إلى خديجة ، فأذن له، وبعث بعده جارية يقال لها نبعة، فقال لها : انظري ما تقول له خديجة . قالت نبعة : فرأيت عجبا ، ما هو إلا أن سمعت به خديجة ، فخرجت إلى الباب ، فأخذت بيده ، فضمتها إلى صدرها ونحرها ، ثم قالت : بأبي وأمي ، والله ما أفعل هذا لشيء ، ولكني أرجو أن تكون النبي الذي سيبعث، فإن تكن هو فاعرف حقي ومنزلتي ، وادع الإله الذي يبعثك لي . قالت : فقال لها : ( والله لئن كنت أنا هو، قد اصطنعت عندي ما لا أضيعه أبدا ) . فتح الباري جـ7ص134.
وفكرت السيدة خديجة رضي الله عنها بعقلها الرشيد ورأيها السديد أن تختبر جبريل عليه السلام لتتأكد من حقيقته ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
( يا ابن عم : أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال: نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ) ، فقالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها، فقالت : هل تراه ؟ قال: ( نعم ) ، قالت: فتحول فاقعد على فخذي اليمنى ، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت : هل تراه ؟ قال: (نعم) قالت: فتحول فاجلس في حجري ، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ، قالت: هل تراه؟ قال: (نعم) ، فحسرت فألقت خمارها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرها ثم قالت : هل تراه؟ قال: ( لا) ، قالت : يا ابن عم اثبت وأبشر ، فوالله إنه ملك، ما هذا بشيطان) السيرة النبوية لابن هشام جـ1ص223.
وما فعلته السيدة خديجة رضي الله عنها يدل على شدة ذكائها وبعد نظرها ، وحرصها على تسكين النبي صلى الله عليه وسلم وتبشيره وتثبيته، لأن الملك غادر المكان عندما كشفت رأسها وأدركت أن هذا التصرف لا يتصرفه شيطان، بل هو ملك من الملائكة .
وهذا ما جعل لفقدها فراغا في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن إسحاق : (فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة وكانت وزير صدق على الإسلام ) السيرة النبوية لابن هشام جـ2ص57 .
وبقيت ذكرى خديجة عالقة في قلبه الشريف ، لا تفارقه ، كأنها أصبحت جزءا منه ، لا تكاد تنفصل عنه ، حتى قالت له السيدة عائشة : ( كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ) رواه البخاري.
-الحوار الترفيهي
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا ألعب بالبنات فقال : ما هذا يا عائشة ؟ فقلت : خيل سليمان ، فضحك) الطبقات لابن سعد ص60.
وكان صلى الله عليه وسلم يقدر لها حداثة سنها وحاجتها إلى اللعب وكان يسرب إليها صواحب يلاعبنها ، وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه مستترة به ، لتنظر إلى الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد ، قالت السيدة عائشة : وكان يوم عيد ، يلعب فيه السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: ( تشتهين تنظرين؟ ) فقلت : نعم فأقامني وراءه ، خدي على خده ، و هو يقول: ( دونكم يا بني أرفدة ) حتى إذا مللت قال : ( حسبك ) . (رواه البخاري).
ومن لطفه صلى الله عليه وسلم بهن أنه كان يمازحهن ويضاحكهن ، قالت : عائشة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له ، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها : كلي ، فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده لها وقال لها : ( ألطخي وجهها ) ففعلت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر عمر ، فقال : يا عبد الله ، يا عبد الله ، فظن أنه سيدخل ، فقال : ( قوما فاغسلا وجوهكما ، قالت عائشة : فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . (رواه أبو يعلى) .
ويسمر معهن مستمعا إلى أحاديثهن ، وحفظت لنا كتب السنة شيئا من هذا السمر الشائق ، فانظر مثلا إلى تحديث السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم حديث أم زرع ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها بعده : ( كنت لك كأبي زرع لأم زرع ، إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك ) .
وملخص حديث أبي زرع : أن إحدى عشر امرأة تعاهدن على ألا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن ولما جاء دور الحادية عشر أم زرع مدحت زوجها أبا زرع مدحا فاق كل ما سبقه ولما طلقها أبو زرع وتزوجت آخر كريم عدت محاسنه وكرم أخلاقه ولم تنس الثناء على أبي زرع فقالت : لو جمع ذلك كله ما ملأ أصغر وعاء لأبي زرع . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع ) وفي رواية ( ألا إنه طلقها وأنني لم أطلقك ) (البخاري) وزاد (النسائي) قالت عائشة : ( بل أنت خير من أبي زرع ) .
وهذه أمُّنا سودة بنت زمعة فقد اشتهر عنها أنها كانت تضحك النبي صلى الله عليه وسلم في حديثها، قالت سودة بنت زمعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم . قال فضحك. وكانت تضحكه الأحيان بالشيء .
(الطبقات لابن سعد)
- الحوار الديني:
عاثشة بنت أبي بكر:
سألت عائشة النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى:
( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
فقالت : يارسول الله أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله تعالى .؟
قال لا ... ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله تعالى أن لا يتقبل منه ). (رواه أحمد )
حفصة بنت عمر:
عن جابر بن عبدالله أنه قال : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي _ صلى الله عليه وسلم – يقول عند حفصة : لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها , قالت : بلى يارسول الله ! فانتهرها , فقالت حفصة ( وإن منكم إلا واردها ) , فقال النبي – عليه السلام : قد قال الله تعالى : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً ) (رواه مسلم) .
جويرية بنت الحارث:
عن جويرية أنها قالت : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح غدوة ثم انطلق لحاجته ، ثم رجع قريبا من نصف النهار وأنا أسبح ، فقال : ( ما زلت قاعدة؟ قلت نعم ..فقال : ( ألا أعلمك كلمات لو عدلت بهن – أو لو وزن بهن- وزنتهن وهو سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات) (رواه مسلم).
عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة ، وهي صائمة فقال : أصمت أمس ؟
قالت : لا.
قال : أتريدين أن تصومي غدا؟
قالت : لا .
قال : فأفطري إذا. (رواه البخاري).
زينب بنت جحش:
عن زينب بنت جحش قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم محمرا وجهه وهو يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ، وحلق ، قالت : قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) (متفق عليه) .
الحوار العاطفي
عن فاطمة الخزاعية قالت : سمعت عائشة تقول يوما : دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أين كنت منذ اليوم؟ قال : يا حميراء كنت عند أم سلمة . فقلت : وما تشبع من أم سلمة ؟ قالت : فتبسم فقلت : يا رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت أيهما كنت ترعى ؟ قال : التي لم ترع . قلت : فأنا ليس كأحد من نسائك ، كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري . قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . (الطبقات لابن سعد) ص80
وها هي تريد أن تتعرف على مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم بالقول الصريح فتسأله : كيف حبك لي؟ قال : كعقدة الحبل ، وتقول السيدة عائشة : كنت أقول كيف عقدة الحبل يا رسول الله ؟ فيقول على حالها.
وهذا إن كان يرضيها فلا يكفيها ، بل تريد أن تطمئن على جوارها للنبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة أيضا فتسأله : من أزواجك في الجنة ؟ فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم : أنت منهن . ( البخاري ومسلم)
وقد كانت تفتخر بهذا وتدل أحيانا به إدلال الحبيب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له : أرأيت لو نزلت واديا ، وفيه شجرة قد أكل منها ، وجدت شجرا لم يأكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : ( في الذي لم يرتع منها ) . )رواه البخاري(
الحوار في حالة الغضب:
إن من السمو النبوي في الحوار أن تجد حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في حال الغضب والرضا متشابها وإليكم النص:
عن عائشة قالت : كان رسول الله إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال : ( اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها وأعذها من مضلات الفتن ) الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص 80.
الحوار في حالة الرضا :
عن عائشة قالت : لما رأيت رسول الله طيب النفس . قلت : يا رسول الله ادع لي ، قال: ( اللهم اغفر ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت ) . فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيسرك دعائي ؟).
فقالت : ( وما لي لا يسرني دعاؤك ) .
فقال : ( والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة ) رواه البزار بإسناد صحيح .
عندما نقرأ هذين الحديثين وتشابههما في دعائه صلى الله عليه وسلم لها لا يسعنا إلا أن نقول (وإنك لعلى خلق عظيم) ، ولن يجد القارىء فرقا بينهما ،أما السيدة عائشة فكان النبي يعرف متى تكون راضية عنه ومتى تكون غضبى، فقط من خلال حديثها معه وأسلوبها، فلاحظ الفرق!!!.
عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ) قلت : كيف يا رسول الله ؟ قال : ( إذا كنت عني راضية ، قلت لا ورب محمد . وإذا كنت علي غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم ) قالت : أجل والله ما أهجر إلا اسمك . (البخاري ومسلم) .
أيضا هنا رقي في الحوار (ما أهجر إلا اسمك) .
الحوار في حل الخلافات العائلية
عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي .
فقال: ما يبكيكي؟
فقلت : سبتني فاطمة .
فدعا فاطمة فقال: يا فاطمة! سببت عائشة ؟ فقالت: نعم ! يا رسول الله .
فقال: ألست تحبين من أحب ؟ قالت : نعم ! .
قال : وتبغضين من أبغض ؟ قالت : بلى !
قال: فإني أحب عائشة ، فأحبيها .
قالت فاطمة :لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا (رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح).
عن النعمان بن بشير قال :استأذن أبوبكر على النبي فسمع صوت عائشة عالياً , وهي تقول : والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي ! فأهوى إليها أبوبكر ليلطمها , وقال : يا ابنة فلانة , أراك ترفعين صوتك على رسول الله ! فأمسكه رسول الله وخرج أبوبكر مغضباً , فقال رسول الله ياعائشة كيف رأيت أنقذتك من الرجل ) , ثم استأذن أبوبكر بعد ذلك , وقد اصطلح رسول الله وعائشة , فقال : أدخلاني في السلم , كما أدخلتماني في الحرب , فقال رسول الله : ( قد فعلنا ) .(رواه النسائي).
عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين علي وفاطمة كلام ، فدخل رسول لله فألقى له مثالا فاضطجع عليه ، فجاءت فاضطجعت من جانب ، وجاء علي فاضطجع من جانب فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته ولم يزل حتى أصلح بينهما ، ثم خرج .
قال فقيل له : دخلت وأنت في حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك . فقال : وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي . (الطبقات لابن سعد ص26).
الحوار في حالة الغيرة:
كانت السيدة عائشة تغير عليه من فرط حبها له . ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا ، قالت : فغرت عليه ، قالت : فجاء فرأى ما أصنع فقال : ما لك يا عائشة ؟ أغرت؟ فقالت: فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفأخذك شيطانك، قالت : يا رسول الله أو معي شيطان ؟ قال: نعم . قلت : ومع كل إنسان؟ قال: نعم . ومعك يا رسول الله ؟ قال : نعم . ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم (فقه سيرة نساء النبي ص59).
الحوار الأخلاقي السلوكي :
عن عائشة رضي الله عنها أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: (السآم عليكم)، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم، قال: ( مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ) (رواه البخاري) .
ويؤيد هذا المعنى من الرفق المقصود منه اتقاء الشر حديث آخر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).(رواه البخاري).
الحوار التوجيهي نحو الأفضل:
علي و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن علي رضي الله عنه أن فاطمة أتت النبي صلى الله علي وسلم تشكو إليه، وما تلقى من يدها في الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة . قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : على مكانكما . فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم .( رواه البخاري ومسلم ).
وفي رواية أخرى:
قال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت ( استقييت الماء ) قد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه. فقالت : وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما جاء بك يا بنية؟ قالت : جئت لأسلم عليك ، واستحيت أن تسأله ورجعت فقال : ما فعلت ؟ قالت : استحييت أن أسأله. فأتياه جميعا فقال علي : والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري ، وقالت فاطمة : قد طحنت حتى مجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فأخدمنا . قال : والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم . فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا فقال : مكانكما ، ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا : بلى، فقال كلمات علمنيهن جبريل، تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا آويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين . قال: والله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله . (الطبقات لابن سعد ص25)
ميمونة بنت الحارث:
عن كريب مولى ابن عباس : أن ميمونة بنت الحارث أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أوفعلت؟ قالت: نعم . قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك. (البخاري ومسلم ).
الحوار النفسي:
عاثشة بنت أبي بكر:
عن عائشة قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعه عند رجليه ، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت ، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا ، وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا ، فجعلت درعي في رأسي ، واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت . فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : ما لك يا عائش حشيا رابية ؟! قلت : لا شيء قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير . قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فأخبرته قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت نعم . فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ! قلت : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم . قال : فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك ، فأجبته فأخفيته منك ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك . وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت: قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون . (رواه مسلم)
وفي حديث الإفك الطويل (........... فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ، لا أشعر من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، وإنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم ؟ ) ثم ينصرف ، فذلك الذي يريبني ولا أشعر ................) . (رواه البخاري) .
فالريب الذي ورد في نفس السيدة عائشة أنها لا تجد اللطف الذي تعرفه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بالنسبة لها كافيا حتى يداخلها الريب، ويحدث عندها هذا الحوار النفسي رغم عدم معرفتها ما الحدث .
ميمونة بنت الحارث:
عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال: أقسمت إلا فتحته لي . فقلت له : تذهب إلى أزواج في ليلتي هذه . قال : ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي . (الطبقات لابن سعد 138).
اللهم صلي وسلم وبارك على الهادي الامين...معلم الخير للبشريه...
وارضى اللهم عن ازواجه واله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين...