فيوتشر
26-05-2011, 00:37
من الغباء ان يخاض في حكم قيادة المرأة كمجرد قيادة مركبة من قُبوعٍ خلف المقود وإدارة محرك واستعمال تقنياتها بحيث تنساب إطاراتها على قارعة الطريق ثم الانحراف بها يمنة ويسرة والاستدارة بها ثم السير بها حسب الأنظمة المرورية والآداب المرعية ، فكل هذا ليس وارد عند من تكلم بحرمة القيادة ، لأنه ثمة أمور حدد الشارع حرمتها لذاتها – تحريم مقاصد – وقطعاً هي ليست منها ..
بمرور سريع - أو حتى متأني – على الإرث الشرعي لن نجد دليلاً يلمح ولو إلماحاً إلى ذلك ، وهنا ينبغي على من لايفتأ عن استجرار قصة ركوب المرأة للجمل والبغل وتكرارها أن يتوقف .. !! ..
ولكن ثمة أمور هي من قبيل تحريم الوسائل .. أي أنها ليست محرمة لذاتها وإنما لما يحُفّ بها من مفاسد .. وأمثلة ذلك كثيرة في الشريعة الإسلامية .. كتحريم التدخين مثلاً .. فالتدخين لم يحرم لأن دخاناً ينبعث من الفم لأنه لا دليل على ذلك .. إلا أن ما يتبع ذلك من أضرارٍ – ثابتة علمياً – تلحق الضرر ببعض الضروريات الخمس التي أوجب الإسلام حفظها جعل منه عملاً محرماً يستحق الإثم والعقاب ..
البيع والشراء عقد جائز بالإجماع ولكن لما كان مفضياً إلى ترك صلاة الجمعة أو الانشغال عنها جعله الشرع محرماً بعد الأذان الثاني من صلاة الجمعة والعقد باطلاً ..
كذلك صلاة التطوع معدود من أفضل القربات .. يرفع الله العبد بكل سجدة يسجدها درجة .. إلا أنها تعد فعلاً محرماً حينما تؤدَى بُعيد شروق الشمس وقبل غروبها . لما يفضي ذلك من تشبه بالمشركين الذين يتحينون تلك الأوقات ليسجدوا لها من دون الله ..
الطيب والتعطر من المباحات ومن عموم الطيبات التي امتن الله بها على عباده .. إلا أن الشرع جعل التطيب أمراً محرماً على المرأة حينما تمر بالرجال لما يحدث ذلك من فتنة ..
كذلك الشرع نهى عن الجلوس في الطرقات لما في ذلك من أذى قد يلحق بالمارّين مع أن أصل الجلوس يعدّ أمراً لا غضاضة فيه .. فلما أبدوا حاجتهم إليها أباحه لهم شريطة أن يعطوا الطريق حقه ..
ونهى الشرع عن قتال الأمراء أو الخروج على الولاة الظلمة مع أن كف الظلم ورفعه من المشروعات والأعمال المستحبات إلا أنه منعاً للفساد والشر الذي سيكون أعظم من الشر الحاصل منع من ذلك .. وقيده بشرط عسير وهو أن يروا كفراً بواحاً .. ولهم من القوة والتمكين ما يمكنهم من ذلك ..
كل هذه الأمثلة ونظائرها كثيرة في الشريعة الإسلامية تعد قضايا مشابهة لقضية قيادة المرأة للسيارة من حيث أنها ليست محرمة لذاتها وإنما لم يحتفّ بها من المفاسد والأخطار التي لن تقع بدونها ..
في نظري أن أول تلك المفاسد هو ما حدث وما سيحدث في المجتمع من فرقة واصطدام واختلاف .. سيما إذا أخذنا بالاعتبار أن قيادة المرأة هي مطالب قلة لم تحظ بكثير من التأييد .. أوضحت ذلك الاستفتاءات التي قامت بها بعض المؤسسات المحسوبة على التيار المطالب بها .. منها استفتاء قامت به صحيفة الرياض كانت النتيجة مخيبة لآمالهم .. فالأصوات المطالبة كانت لا تتعدى 17% فقط .. بينما الرافضون يتجاوزون الـ 80 % .. وفي دراسة ميدانية نشرتها جريدة الجزيرة عدد 12337 على عينات عشوائية من النساء السعوديات أوضحت الدراسة أن 88% من النساء يرفضن القيادة ..
بعض هذه الاستفتاءات كان ستستعمل كورقة ضغط تلوح في وجه السلطة .. يطالب من خلالها بمنح النساء حقوقهم السليبة وردّ كرامتهن المهدرة .. ولكن لما صُدموا بالنتائج اللاذعة تغيرت الموجه إلى مطالبة بعدم الوصاية ومنح الحريات للأقلية المضطهدة !! وكأن قيادتهن للسيارة ستكون في محميات معزولة أو معسكرات مؤمّنة .. !!
من المفاسد أيضا ما سيحصل للنساء من مضايقات حتمية في ظل التخلف الأخلاقي والتدني السلوكي لدى كثير من الشباب السعودي .. لأنه لا مجال للمقارنة بين كثير من الشباب السعودي وغيره من الشباب في الدول الأخرى - لمن طالب بالقيادة أسوة بالنسوة في تلك الدول - .. يعلم ذلك كل من حظي بجولات في البلاد الأخرى التي تتمتع فيها نساؤها بأكثر حرية .. فللشاب السعودي بصمةٌ أخلاقيةٌ واضحةٌ تركت انطباعاً معيناً لا تكاد تخفيه الألسن ولا تواريه الأعين .. فلكونك سعودي يثار حولك هالة من النظرات المرتخية ..
في يقيني أن كثير من الشباب السعودي غير مؤهلين لخطوة تمنح النساء حرية ممارسة حياتهن بفردية و بشكل أوسع .. لأن منطق كثير منهم يقول : أن كل امرأة منفردة تعد مشروعاً وشيكاً لعلاقة رومانسية - أو غير رومانسية – وفرصةٌ يعد تفويتها ضرب من الهبل .. هذا الكلام قد يعده البعض إساءة للظن و جلد للذات لأنه كلام مرير .. ولكن الواقع أشد منه مرارة ..
وسيتفهم ذلك أخي القارئ –الذي لم يتصور الوضع بعد - إذا علم أن النساء اللاتي يعملن في "السنترالات" في بعض الشركات وموظفات العلاقات العامة في البنوك والمستشفيات وبعض الشركات وموظفات الاستقبال لم يسلمن من بعض المحاولات الشبابية الجبانة المخجلة .. قرأت لإحداهن في صحيفة الكترونية تشكي معاناتها وتقول :"يخيل إلي أن مع كل رنة شاب يعاكس" وتقول :" أتلقى يوميا خمسون اتصالاً نصفها تقريبا معاكسات".. هذي الحال من وراء الحجاب والجدر .. فكيف بمن ستنفرد في طرقٍ وممارٍّ وحَوارٍ وإشارات وحوادث سير ومخالفات مرورية وأعطاب مركبات ومحطات وقود الخ .. !! ..
ثم إنه لا يمكن أن تقاس بلادنا بالبلدان العربية والدول الخليجية الأخرى .. فالتمدد العمراني لدى أولئك يأخذ شكلاً عمودياً مما يجعل الأحياء والأزقة أكثر ازدحاماً وأوفر أمناً بخلاف وضعنا الآخذ بالتمدد الأفقي الذي يخلق مساحات بيضاء خالية خاوية مقفرة تجعل منها مفاوز مخيفة لا يسلم فيها الشبان الأشداء .. نسمع كثيراً عن عصابات الإجرام التي تفتعل الحوادث ليترجل السائق من سيارته ثم يلتف متآمرٌ بالجوار فيركب السيارة المصدومة خلسة ويفر بها .. يقف بعدها الرجل الشديد القوي يفرك بيديه لا يجد حيلة ولا يهتدي سبيلا .. فأولئك العتاة كيف سيوفرون النساء اللاتي حتى أكتافهن لم تسلم من الخلع والرضوض من أثر شد الحقائب ..
كل هذه المخاطر كانت حاضرة في أذهان العاقلات .. فقمن بحملات مضادة يطالبن بمنع القيادة رأفة بأنفسهن وبأخواتهن المغرر بهن .. نُشر شيء من ذلك في جريدة المدينة قبل أيام ..
بعض النساء يتعللن بالضرر الحاصل من السائقين .. ومن يدعي ذلك فقد أبعد النجعة .. لأنه لا يعني قيادة المرأة استغناءها عن السائق .. فالسائق لمن اعتاد عليه لا يسدّ مكانه أحد حتى لو ساقت الأسرة برمتها في مجتمع متوانٍ اتكالي كسول .. علماً أنه قد بات أحد مظاهر الترف والبذخ وسمة التفاخر والمباهاة .. وهو ما يفسر ازدياد أعداد السائقين في المجتمعات ذات الرخاء المادي ممن لا تمنع فيه النساء من القيادة .. ومن عجزت عن حل مشكلة الخلوة في مجتمعها الصغير مع السائق فأنَى لها أن تحل ذات المشكلة مع رجل
المرور وعامل المحطة والطرف الآخر في الحادث وأصحاب الفزعات .. !! ..
ثم لو بدا من السائق ما يسوء فاستبداله ممكن .. ولن يكلف معشار قيمة سيارة وردية اللون .. ولكن أنّى لمن مسه الضرر من مجون الشباب وانحطاط الجيل أن يستبدل مجتمع .. !! ..
وبعد ..
فكل هذه ليست بذور الفشل الأساسية للمغامرة التي تمت في مدينة الخبر .. فمن حكمة الله و إتقان تدبيره أن أحاطت بها عوامل أجهضتها .. ووأدتها في مهدها .. أفسدتها وكالبت عليها أصوات العامة .. منها : نوعية المرأة التي قامت بتلك الخطوة .. من حيث ثقافتها ومصدر تعلمها وثقافتها الغربية .. ثم دعمها من قبل امرأة لها سجل فكري قاتم .. ولها مقالات تتطاول على الله تعالى.. وسجلها تتداوله المنتديات الآن .. ما عليك إلا أن تكتب في حقل قوقل "من هي وجيهة الحويدر" لتصدم بنوعية من يسعى للتغيير في المجتمع المسلم المحافظ .. علماً أنها شيعية وهذا الأمر بالذات ذو مضامين مؤثرة سيما في هذه الفترة التي تعاني فيها الدولة من تلك الفئة الآخذة بالتنمّر والاستقواء بدول معادية .. العجيب أن الحويدر لم تقم بالتجربة بنفسها .. ما لسبب يا ترى .. !! ..
والأهم من هذا كله أن تمت هذه التجربة تحت مظلة الفكر الليبرالي وبمباركة رموز الفكر التغريبي الذين لا يحسن المجتمع الظن بهم فطفحت منتيداتهم بمقالات التهييج والتأليب ولم ينحصر ذلك في مسألة القيادة بل تجاوزها إلى غيرها مما ينذر بشر مستطير إن أتيحت الفرصة لنجاح هذه التجربة .. والتي ستجر خلفها قاطرة من المطالب التي ستقلب كيان المجتمع ..
بمرور سريع - أو حتى متأني – على الإرث الشرعي لن نجد دليلاً يلمح ولو إلماحاً إلى ذلك ، وهنا ينبغي على من لايفتأ عن استجرار قصة ركوب المرأة للجمل والبغل وتكرارها أن يتوقف .. !! ..
ولكن ثمة أمور هي من قبيل تحريم الوسائل .. أي أنها ليست محرمة لذاتها وإنما لما يحُفّ بها من مفاسد .. وأمثلة ذلك كثيرة في الشريعة الإسلامية .. كتحريم التدخين مثلاً .. فالتدخين لم يحرم لأن دخاناً ينبعث من الفم لأنه لا دليل على ذلك .. إلا أن ما يتبع ذلك من أضرارٍ – ثابتة علمياً – تلحق الضرر ببعض الضروريات الخمس التي أوجب الإسلام حفظها جعل منه عملاً محرماً يستحق الإثم والعقاب ..
البيع والشراء عقد جائز بالإجماع ولكن لما كان مفضياً إلى ترك صلاة الجمعة أو الانشغال عنها جعله الشرع محرماً بعد الأذان الثاني من صلاة الجمعة والعقد باطلاً ..
كذلك صلاة التطوع معدود من أفضل القربات .. يرفع الله العبد بكل سجدة يسجدها درجة .. إلا أنها تعد فعلاً محرماً حينما تؤدَى بُعيد شروق الشمس وقبل غروبها . لما يفضي ذلك من تشبه بالمشركين الذين يتحينون تلك الأوقات ليسجدوا لها من دون الله ..
الطيب والتعطر من المباحات ومن عموم الطيبات التي امتن الله بها على عباده .. إلا أن الشرع جعل التطيب أمراً محرماً على المرأة حينما تمر بالرجال لما يحدث ذلك من فتنة ..
كذلك الشرع نهى عن الجلوس في الطرقات لما في ذلك من أذى قد يلحق بالمارّين مع أن أصل الجلوس يعدّ أمراً لا غضاضة فيه .. فلما أبدوا حاجتهم إليها أباحه لهم شريطة أن يعطوا الطريق حقه ..
ونهى الشرع عن قتال الأمراء أو الخروج على الولاة الظلمة مع أن كف الظلم ورفعه من المشروعات والأعمال المستحبات إلا أنه منعاً للفساد والشر الذي سيكون أعظم من الشر الحاصل منع من ذلك .. وقيده بشرط عسير وهو أن يروا كفراً بواحاً .. ولهم من القوة والتمكين ما يمكنهم من ذلك ..
كل هذه الأمثلة ونظائرها كثيرة في الشريعة الإسلامية تعد قضايا مشابهة لقضية قيادة المرأة للسيارة من حيث أنها ليست محرمة لذاتها وإنما لم يحتفّ بها من المفاسد والأخطار التي لن تقع بدونها ..
في نظري أن أول تلك المفاسد هو ما حدث وما سيحدث في المجتمع من فرقة واصطدام واختلاف .. سيما إذا أخذنا بالاعتبار أن قيادة المرأة هي مطالب قلة لم تحظ بكثير من التأييد .. أوضحت ذلك الاستفتاءات التي قامت بها بعض المؤسسات المحسوبة على التيار المطالب بها .. منها استفتاء قامت به صحيفة الرياض كانت النتيجة مخيبة لآمالهم .. فالأصوات المطالبة كانت لا تتعدى 17% فقط .. بينما الرافضون يتجاوزون الـ 80 % .. وفي دراسة ميدانية نشرتها جريدة الجزيرة عدد 12337 على عينات عشوائية من النساء السعوديات أوضحت الدراسة أن 88% من النساء يرفضن القيادة ..
بعض هذه الاستفتاءات كان ستستعمل كورقة ضغط تلوح في وجه السلطة .. يطالب من خلالها بمنح النساء حقوقهم السليبة وردّ كرامتهن المهدرة .. ولكن لما صُدموا بالنتائج اللاذعة تغيرت الموجه إلى مطالبة بعدم الوصاية ومنح الحريات للأقلية المضطهدة !! وكأن قيادتهن للسيارة ستكون في محميات معزولة أو معسكرات مؤمّنة .. !!
من المفاسد أيضا ما سيحصل للنساء من مضايقات حتمية في ظل التخلف الأخلاقي والتدني السلوكي لدى كثير من الشباب السعودي .. لأنه لا مجال للمقارنة بين كثير من الشباب السعودي وغيره من الشباب في الدول الأخرى - لمن طالب بالقيادة أسوة بالنسوة في تلك الدول - .. يعلم ذلك كل من حظي بجولات في البلاد الأخرى التي تتمتع فيها نساؤها بأكثر حرية .. فللشاب السعودي بصمةٌ أخلاقيةٌ واضحةٌ تركت انطباعاً معيناً لا تكاد تخفيه الألسن ولا تواريه الأعين .. فلكونك سعودي يثار حولك هالة من النظرات المرتخية ..
في يقيني أن كثير من الشباب السعودي غير مؤهلين لخطوة تمنح النساء حرية ممارسة حياتهن بفردية و بشكل أوسع .. لأن منطق كثير منهم يقول : أن كل امرأة منفردة تعد مشروعاً وشيكاً لعلاقة رومانسية - أو غير رومانسية – وفرصةٌ يعد تفويتها ضرب من الهبل .. هذا الكلام قد يعده البعض إساءة للظن و جلد للذات لأنه كلام مرير .. ولكن الواقع أشد منه مرارة ..
وسيتفهم ذلك أخي القارئ –الذي لم يتصور الوضع بعد - إذا علم أن النساء اللاتي يعملن في "السنترالات" في بعض الشركات وموظفات العلاقات العامة في البنوك والمستشفيات وبعض الشركات وموظفات الاستقبال لم يسلمن من بعض المحاولات الشبابية الجبانة المخجلة .. قرأت لإحداهن في صحيفة الكترونية تشكي معاناتها وتقول :"يخيل إلي أن مع كل رنة شاب يعاكس" وتقول :" أتلقى يوميا خمسون اتصالاً نصفها تقريبا معاكسات".. هذي الحال من وراء الحجاب والجدر .. فكيف بمن ستنفرد في طرقٍ وممارٍّ وحَوارٍ وإشارات وحوادث سير ومخالفات مرورية وأعطاب مركبات ومحطات وقود الخ .. !! ..
ثم إنه لا يمكن أن تقاس بلادنا بالبلدان العربية والدول الخليجية الأخرى .. فالتمدد العمراني لدى أولئك يأخذ شكلاً عمودياً مما يجعل الأحياء والأزقة أكثر ازدحاماً وأوفر أمناً بخلاف وضعنا الآخذ بالتمدد الأفقي الذي يخلق مساحات بيضاء خالية خاوية مقفرة تجعل منها مفاوز مخيفة لا يسلم فيها الشبان الأشداء .. نسمع كثيراً عن عصابات الإجرام التي تفتعل الحوادث ليترجل السائق من سيارته ثم يلتف متآمرٌ بالجوار فيركب السيارة المصدومة خلسة ويفر بها .. يقف بعدها الرجل الشديد القوي يفرك بيديه لا يجد حيلة ولا يهتدي سبيلا .. فأولئك العتاة كيف سيوفرون النساء اللاتي حتى أكتافهن لم تسلم من الخلع والرضوض من أثر شد الحقائب ..
كل هذه المخاطر كانت حاضرة في أذهان العاقلات .. فقمن بحملات مضادة يطالبن بمنع القيادة رأفة بأنفسهن وبأخواتهن المغرر بهن .. نُشر شيء من ذلك في جريدة المدينة قبل أيام ..
بعض النساء يتعللن بالضرر الحاصل من السائقين .. ومن يدعي ذلك فقد أبعد النجعة .. لأنه لا يعني قيادة المرأة استغناءها عن السائق .. فالسائق لمن اعتاد عليه لا يسدّ مكانه أحد حتى لو ساقت الأسرة برمتها في مجتمع متوانٍ اتكالي كسول .. علماً أنه قد بات أحد مظاهر الترف والبذخ وسمة التفاخر والمباهاة .. وهو ما يفسر ازدياد أعداد السائقين في المجتمعات ذات الرخاء المادي ممن لا تمنع فيه النساء من القيادة .. ومن عجزت عن حل مشكلة الخلوة في مجتمعها الصغير مع السائق فأنَى لها أن تحل ذات المشكلة مع رجل
المرور وعامل المحطة والطرف الآخر في الحادث وأصحاب الفزعات .. !! ..
ثم لو بدا من السائق ما يسوء فاستبداله ممكن .. ولن يكلف معشار قيمة سيارة وردية اللون .. ولكن أنّى لمن مسه الضرر من مجون الشباب وانحطاط الجيل أن يستبدل مجتمع .. !! ..
وبعد ..
فكل هذه ليست بذور الفشل الأساسية للمغامرة التي تمت في مدينة الخبر .. فمن حكمة الله و إتقان تدبيره أن أحاطت بها عوامل أجهضتها .. ووأدتها في مهدها .. أفسدتها وكالبت عليها أصوات العامة .. منها : نوعية المرأة التي قامت بتلك الخطوة .. من حيث ثقافتها ومصدر تعلمها وثقافتها الغربية .. ثم دعمها من قبل امرأة لها سجل فكري قاتم .. ولها مقالات تتطاول على الله تعالى.. وسجلها تتداوله المنتديات الآن .. ما عليك إلا أن تكتب في حقل قوقل "من هي وجيهة الحويدر" لتصدم بنوعية من يسعى للتغيير في المجتمع المسلم المحافظ .. علماً أنها شيعية وهذا الأمر بالذات ذو مضامين مؤثرة سيما في هذه الفترة التي تعاني فيها الدولة من تلك الفئة الآخذة بالتنمّر والاستقواء بدول معادية .. العجيب أن الحويدر لم تقم بالتجربة بنفسها .. ما لسبب يا ترى .. !! ..
والأهم من هذا كله أن تمت هذه التجربة تحت مظلة الفكر الليبرالي وبمباركة رموز الفكر التغريبي الذين لا يحسن المجتمع الظن بهم فطفحت منتيداتهم بمقالات التهييج والتأليب ولم ينحصر ذلك في مسألة القيادة بل تجاوزها إلى غيرها مما ينذر بشر مستطير إن أتيحت الفرصة لنجاح هذه التجربة .. والتي ستجر خلفها قاطرة من المطالب التي ستقلب كيان المجتمع ..