ابو ضاري
17-05-2011, 16:31
وضوح الغاية والهدف
د . ابراهيم الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحسد وسوء الظن والغل إذا أصاب القلب انشغل
بالخلق عن الخالق , وازدادت همومه وكثر كلامه فلا تسمعه
إلا منتقصاً للآخرين مغتاباً لهم , لا هم له سوى الكلام
والقيل والقال , بل يحزن لفرح أخيه ويفرح لحزنه .
وبلية البلايا أنه يرى أنه على حق وكل من خالفه فهو على
باطل {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } وربما عرف أنه أخطئ واكتشف الخلل ولكنها الشهوة الخفية ـ أعاذنا الله منها ـ في التصدر والتربع وحب الرئاسة أهلكته و أصمته ـ أعاذنا الله من ذلك ـ .
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه **** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى .
فلو كان ذا عقل ما عاب غيرة **** وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى .
و أقول هل أنت رجل صفر ؟ وهل أنت امرأة صفر أم لا ؟ .
امتحان يسير لمعرفة النفس , أجب بينك وبين نفسك على
هذه الأسئلة السريعة :
أنظر لنفسك عند قراءة كتاب بل رسالة من الرسائل الصغيرة ؟
أنظر لنفسك عند حفظ شئ من القرآن والاستمرار عليه ؟
أنظر لنفسك عندما تريد الإنفاق أو التردد في المقدار ؟
أنظر لنفسك عند قيام الليل , بل عند المحافظة على الوتر
؟
أنظر لنفسك وتقصيرك في الدعوة إلي الله والشح في الوقت
لها ؟
أنظر لنفسك عند طلب العلم , والمواصلة والاستمرار على
ذلك ؟
أنظر لنفسك والشجاعة في إنكار المنكرات وتحمل الأذى في
سبيل الله ؟
أنظر لنفسك والإشتياق إلى الجنة والسعي لتكون من أهلها
؟
أنظر لنفسك واهتمامها بالمسلمين و أحوالهم , وهل تحزن لمصابهم , وضابط ذلك الدعاء لهم ؟
أنظر لنفسك في الأعمال الخيرية , والمشاريع الدعوية ومدى حرصك عليها والرغبة فيها ؟
أحب على نفسك بهذه الأسئلة السريعة وغيرها , حتى تعلم هل أنت رجل صفر , أم أنك رجل ممتاز , أجب على نفسك بصراحة , فإن أول العلاج أن تعرف الداء و أن تعرف أنك أخطأت , فاتهم النفس وقف معها وصارحها , عندها سينطلق الإنسان .
ولكن ما هو العلاج ؟؟ وما هو الطريق ؟ العلاج يتلخص في وضوح الهدف والغاية والمبدأ ….
فرحم الله حرام بن ملحان يوم أن عرف هدفه في الحياة , أرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع القُرّاء إلي قبيلة من قبائل مشركي قريش , فكان يعرض عليهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويبلغهم الرسالة , فأشاروا إلى رجل منهم أن اطعنه من خلفه فطعنه بالرمح من ظهره حتى أنفذه من صدره , فإذا بحرام رضي الله عنه و أرضاه يلتفت إلى القاتل ويقول الله أكبر الله أكبر فزت ورب الكعبة , سبحان الله يا حرام تغادر الدنيا وشهواتها , تغادر الزوجة والأطفال , فأي فوز هذا الذي فزت فيه ؟ .
ولكنة يعلم رضي الله عنه لماذا يعيش , إن أسمى أمانيه أن يموت في سبيل الله , و إن أعظم أمانيه أن يصيبه أمر في سبيل الله , إنه يقرأ في سبيل الله {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
د . ابراهيم الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحسد وسوء الظن والغل إذا أصاب القلب انشغل
بالخلق عن الخالق , وازدادت همومه وكثر كلامه فلا تسمعه
إلا منتقصاً للآخرين مغتاباً لهم , لا هم له سوى الكلام
والقيل والقال , بل يحزن لفرح أخيه ويفرح لحزنه .
وبلية البلايا أنه يرى أنه على حق وكل من خالفه فهو على
باطل {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } وربما عرف أنه أخطئ واكتشف الخلل ولكنها الشهوة الخفية ـ أعاذنا الله منها ـ في التصدر والتربع وحب الرئاسة أهلكته و أصمته ـ أعاذنا الله من ذلك ـ .
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه **** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى .
فلو كان ذا عقل ما عاب غيرة **** وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى .
و أقول هل أنت رجل صفر ؟ وهل أنت امرأة صفر أم لا ؟ .
امتحان يسير لمعرفة النفس , أجب بينك وبين نفسك على
هذه الأسئلة السريعة :
أنظر لنفسك عند قراءة كتاب بل رسالة من الرسائل الصغيرة ؟
أنظر لنفسك عند حفظ شئ من القرآن والاستمرار عليه ؟
أنظر لنفسك عندما تريد الإنفاق أو التردد في المقدار ؟
أنظر لنفسك عند قيام الليل , بل عند المحافظة على الوتر
؟
أنظر لنفسك وتقصيرك في الدعوة إلي الله والشح في الوقت
لها ؟
أنظر لنفسك عند طلب العلم , والمواصلة والاستمرار على
ذلك ؟
أنظر لنفسك والشجاعة في إنكار المنكرات وتحمل الأذى في
سبيل الله ؟
أنظر لنفسك والإشتياق إلى الجنة والسعي لتكون من أهلها
؟
أنظر لنفسك واهتمامها بالمسلمين و أحوالهم , وهل تحزن لمصابهم , وضابط ذلك الدعاء لهم ؟
أنظر لنفسك في الأعمال الخيرية , والمشاريع الدعوية ومدى حرصك عليها والرغبة فيها ؟
أحب على نفسك بهذه الأسئلة السريعة وغيرها , حتى تعلم هل أنت رجل صفر , أم أنك رجل ممتاز , أجب على نفسك بصراحة , فإن أول العلاج أن تعرف الداء و أن تعرف أنك أخطأت , فاتهم النفس وقف معها وصارحها , عندها سينطلق الإنسان .
ولكن ما هو العلاج ؟؟ وما هو الطريق ؟ العلاج يتلخص في وضوح الهدف والغاية والمبدأ ….
فرحم الله حرام بن ملحان يوم أن عرف هدفه في الحياة , أرسله النبي صلى الله عليه وسلم مع القُرّاء إلي قبيلة من قبائل مشركي قريش , فكان يعرض عليهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويبلغهم الرسالة , فأشاروا إلى رجل منهم أن اطعنه من خلفه فطعنه بالرمح من ظهره حتى أنفذه من صدره , فإذا بحرام رضي الله عنه و أرضاه يلتفت إلى القاتل ويقول الله أكبر الله أكبر فزت ورب الكعبة , سبحان الله يا حرام تغادر الدنيا وشهواتها , تغادر الزوجة والأطفال , فأي فوز هذا الذي فزت فيه ؟ .
ولكنة يعلم رضي الله عنه لماذا يعيش , إن أسمى أمانيه أن يموت في سبيل الله , و إن أعظم أمانيه أن يصيبه أمر في سبيل الله , إنه يقرأ في سبيل الله {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }