منصور الغايب
17-05-2011, 13:34
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
بيت الشعر هذا قالته الخنساء رضي الله عنها حين كانت تبكي على أخيها صخر إبان جاهليتها ، الخنساء كأنها كانت تعلم بحالنا بعدها فأرادت أن توجه لنا رسالة عابرة للأزمان انتقلت من زمن لآخر دون الحاجة لآلة زمن ، مفاد تلك الرسالة أن " اللي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته " ، وهي دعوة لنا للكف عن الكم الهائل من التسخط الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب وكأنه أصبح أحد الواجبات اليومية التي يجب أن تمر على آذاننا ، فمن متسخط من وضعه المادي إلى متسخط من وضعه الاجتماعي إلى من يسب ويشتم دوامه وسيارته وزوجته وأولاده وجاره ...... إلى غير ذلك من سيل التسخط الذي يحتاج لسد كسد مأرب حتى تحتمي خلفه .
المتسخط مخلوق مسكين يثير الشفقة فلاهو بما أنعم الله عليه مستمتع ولا هو لما ابتلاه الله من نقص صابر ولا هو لجلسائه مسلٍّ ومسامر ، حديثه لاتحبه الآذان ومشاهدة وجهه المكفهر ممرضة للأبدان ، لاهو بالذي بنعم الله عليك ذكرك ، ولاهو بالذي عند مصابك صبرك ، لاتشبعه اللقمة ولا اللقمتان ولايملأ عينه من الذهب واديان ، دائما يشكو للناس حاله وقلة حيلته ونقص ماله ، والناس يفرون منه فرارهم من المجذوم ، فإن مجالسته ممرضة للقلوب وإن داء التسخط داء معدٍ .
والدي علمني كلمة أحفظها كما أحفظ السورة من القرآن وهي : " ياولدي من عافاك أغناك " ، العافية وما أدراك ماالعافية كنز وأي كنز تاج على رؤوس أصحابها لايراه إلا من ابتلاه الله بقلة العافية والمعافاة ، وقد ذكرها الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله : (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .
فالعافية هي أول مايدعوك لتحمل كل المنغصات التي تعرض لك في حياتك والنظر لمصائب الآخرين ومقارنة مصابك بمصابهم هو الحجر الثاني في مواجهتك لتلك المنغصات وابتعادك عن جيوش المتسخطين وعدم مجالستهم هو الحجر الثالث الذي ستركب عليه قدر الصبر حتى تفوح منه رائحة الاحتساب .
وأكثر مايثير العجب هو أن غالبية المتسخطين لايكونون من المعدمين غالبا بل من متوسطي الدخل ولكن قربهم المكاني في حساب الطبقات من الطبقة العليا ربما هو من يجعلهم ينظرون لأعلى دائما متناسين أن من يبص لفوق تنكسر رقبته كما يقول المصريون .
تفاءل وانظر للحياة بعيني جميل حتى ترى الجمال يحيط بك متمثلا قول أبي ماضي : كن جميلا ترَ الوجود جميلا .
على إخوانهم لقتلت نفسي
بيت الشعر هذا قالته الخنساء رضي الله عنها حين كانت تبكي على أخيها صخر إبان جاهليتها ، الخنساء كأنها كانت تعلم بحالنا بعدها فأرادت أن توجه لنا رسالة عابرة للأزمان انتقلت من زمن لآخر دون الحاجة لآلة زمن ، مفاد تلك الرسالة أن " اللي يشوف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته " ، وهي دعوة لنا للكف عن الكم الهائل من التسخط الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب وكأنه أصبح أحد الواجبات اليومية التي يجب أن تمر على آذاننا ، فمن متسخط من وضعه المادي إلى متسخط من وضعه الاجتماعي إلى من يسب ويشتم دوامه وسيارته وزوجته وأولاده وجاره ...... إلى غير ذلك من سيل التسخط الذي يحتاج لسد كسد مأرب حتى تحتمي خلفه .
المتسخط مخلوق مسكين يثير الشفقة فلاهو بما أنعم الله عليه مستمتع ولا هو لما ابتلاه الله من نقص صابر ولا هو لجلسائه مسلٍّ ومسامر ، حديثه لاتحبه الآذان ومشاهدة وجهه المكفهر ممرضة للأبدان ، لاهو بالذي بنعم الله عليك ذكرك ، ولاهو بالذي عند مصابك صبرك ، لاتشبعه اللقمة ولا اللقمتان ولايملأ عينه من الذهب واديان ، دائما يشكو للناس حاله وقلة حيلته ونقص ماله ، والناس يفرون منه فرارهم من المجذوم ، فإن مجالسته ممرضة للقلوب وإن داء التسخط داء معدٍ .
والدي علمني كلمة أحفظها كما أحفظ السورة من القرآن وهي : " ياولدي من عافاك أغناك " ، العافية وما أدراك ماالعافية كنز وأي كنز تاج على رؤوس أصحابها لايراه إلا من ابتلاه الله بقلة العافية والمعافاة ، وقد ذكرها الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله : (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .
فالعافية هي أول مايدعوك لتحمل كل المنغصات التي تعرض لك في حياتك والنظر لمصائب الآخرين ومقارنة مصابك بمصابهم هو الحجر الثاني في مواجهتك لتلك المنغصات وابتعادك عن جيوش المتسخطين وعدم مجالستهم هو الحجر الثالث الذي ستركب عليه قدر الصبر حتى تفوح منه رائحة الاحتساب .
وأكثر مايثير العجب هو أن غالبية المتسخطين لايكونون من المعدمين غالبا بل من متوسطي الدخل ولكن قربهم المكاني في حساب الطبقات من الطبقة العليا ربما هو من يجعلهم ينظرون لأعلى دائما متناسين أن من يبص لفوق تنكسر رقبته كما يقول المصريون .
تفاءل وانظر للحياة بعيني جميل حتى ترى الجمال يحيط بك متمثلا قول أبي ماضي : كن جميلا ترَ الوجود جميلا .