الشيخ/عبدالله السالم
12-05-2011, 13:38
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخَالِقُ النَّاسِ مِن تُرابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أَن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، ( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد : أيُها الأخوةُ في اللهِ تعمُّ العالمَ العربيَّ في هذهِ الأيامِ ، حالةٌ من الفوضى والاضطراباتِ والفتنِ، لا تكادُ تسلمُ منها بلدٌ أو يَنجو منها أو من أثرِها أحدٌ، أحداثٌ مُتقاربةٌ، وفِتنٌ مُتلاحقةٌ، وهَرجٌ ومَرجٌ، وهَولٌ وفزعٌ، خَلَخَلةٌ للأمنِ، وزعزعةٌ للمجتمعاتِ، وبلبلةٌ وتشتتٌ، وخصامٌ ونِزَاعاتٌ، وحالةُ عدمِ استقرارٍ، ولا ندري إلى أينَ تتجهُ الأمورُ، وما هي مآلاتُها ونهاياتُها ونتائجُها. هل ستقفُ عندَ حدٍّ معينٍ ؟ أم سَتَستَمرُ إلى ما لا نعلمُ ؟ هل هي خيرٌ أم هي شرٌ ؟ أم فِيها خَيرٌ وفِيها شرٌ؟ هل خيرُها أكبرُ ؟ أم شرُها أكبرُ؟ كلُ ذلك لا أحدَ يستطيعُ أن يَجزمَ بالإجابةِ عليهِ . ولكن الذي نستطيعُ أن نجزمَ به ونحنُ على يقينٍ منه ، أن هذه الأمورَ هي بِقَدرِ اللهِ وعلمِهِ ، وهو الذي يسيرُها سبحانه ، ويعلمُ مَجراها ومَرساها، وهو الذي بيدِهِ جلَّ شأنُهُ ، تصريفُ الأمورِ وتقديرُها والإحاطةُ بها، (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ). وهو وحدَهُ سبحانه القادرُ على كشفِ الضرِّ ورفعِ البلوى، كما هو القادرُ على بقائِهِ واستمرارِهِ، (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 17، 18]. فلا أحدٌ يستطيعُ العلمَ والإحاطةَ ، بِما سَتنتجُ عنه هذه الأحداثُ إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [الأنعام: 59].فواللهِ، مَهمَا تَحذلقَ المتحذلقونَ واستنتجَ المستنتجونَ ، أو حلّلَ المحللونَ ، أو تشدقوا في كلامِهم ، وتَقَعَّروا فيه ، وزوقوا في الكلماتِ ، واستخدموا المصطلحاتِ الصعبةَ والسهلةَ ، فإنَّهم لن يعدوا قدرَهم، وهو كونَهم بشراً ضُعفاءَ ، محدودي العلمِ، محدودي المعرفةِ، قاصري التفكيرِ، وإن امتلكوا ما امتلكوا ، من الشهاداتِ والدراساتِ والخبراتِ، فهم لا يعلمونَ الغيبَ، ولا يملكونَ القدرةَ على تسييرِ الأحداثِ ، بِما يوافقُ أهواءَهم وتحليلاتِهم واستنتاجاتِهم.وإنه ومِما لا شكَ فيه ، أن كثرةَ الفتنِ ، وتتابعَ الأحداثِ ، هو إيذانٌ بنهايةِ العالمِ وخرابِ الدُّنيا ، واقترابِ حدوثِ العلاماتِ الكبرى للساعةِ، خاصةً ونحنُ نرى ما يصاحبُ هذه الأحداثَ والاضطراباتِ ، من أحداثٍ كونيةٍ أيضا ، فهذه أمواجُ الزلازلِ والتسونامي الهائلةُ التي لم تكنْ من قبلُ، والتي أزاحتْ محورَ الأرضِ عن موقعِهِ, وهذه التغيراتُ المناخيةُ ، وما يَتحدثُ عنه علماءُ البيئةِ والفلكِ والجيولوجيا ، من تَغَيُراتٍ كونيةٍ ، كلُّ هذه الأحداثِ هي مقدمةٌ بين يدي الحوادثِ الكبرى ، قبلَ قيامِ الساعةِ , لأن هناكَ تلازُماً كبيراً ، بين الفَتنِ وبينَ علاماتِ الساعةِ، وخاصةً إذا عَلِمنا أن علاماتِ الساعةِ الصغرى ، لم يبقَ مِنها إلا شيءٌ يسيرٌ، وكثيرٌ من علاماتِ الساعةِ التي لم تحدثْ ، لها علاقةٌ بحدوثِ العلاماتِ الكبرى.ولعل من المناسبِ ، أن نذكرَ بعضَ علاماتِ الساعةِ الصغرى ، التي رُبَّما لها عِلاقةٌ بما يحدثُ اليومَ ، من أحداثٍ وفتنٍ واضطراباتٍ:فمن هذه العلاماتِ كثرةُ القتلِ، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، أن رسولَ اللهِ e قال:{ يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ ، وَيُلْقَى الشُّحُّ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ } قَالُوا وَمَا الْهَرْجُ قَالَ{الْقَتْلُ ، الْقَتْلُ } رواه البخاري، وعنه رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ e قالَ: {يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ } قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَ هُوَ ؟ قَالَ{ الْقَتْلُ الْقَتْلُ } رواه البخاري، ومن العلاماتِ أن يتحدثَ عن الناسِ ، أو باسمِ فِئامٍ من الناسِ ، الرجلُ التافِهُ السفيهُ، وكم نَسمعُ في وسائلِ الإعلامِ في هذه الأحداثِ ، أن يأتيَ رجلٌ يُسمى بالمتحدثِ الرسميِّ ، عن فئةٍ أو حزبٍ من الأحزابِ ، أو جهةٍ من الجهاتِ، فإذا بهِ يقولُ السفَهَ ويتحدثُ بالسُّوءِ ، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، أن رسولَ اللهِ e قالَ: { إِنَّهَا سَتَأْتِى عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ }قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ{ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ } رواه أحمد والترمذي، ومن العلاماتِ كثرةُ الزلازلِ، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، أن رسولَ اللهِ e قالَ: { لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ } رواه البخاريُّ، ومن علاماتِ الساعةِ وقوعُ فتنةٌ عظيمةٌ تصيبُ العربَ، فيكثرُ فيها القتلُ والهلاكُ، فعن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما أن رسولَ اللهِ e قالَ: { تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ قَتْلاَهَا فِى النَّارِ اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنَ السَّيْفِ } رواهُ أحمدُ والترمذيُ وأبو داودَ وابنُ ماجه. ومعنى { تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ } أي: تشملُهم هلاكاً, { قَتْلاَهَا فِى النَّارِ } أي: لقتالِهم على الدُّنيا واتباعِهم الشيطانَ والهوى. ثم قالَ: { اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنَ السَّيْفِ } أي: وقعُ اللسانِ وتشجيعِهِ على القتالِ ، أشدُّ من السيفِ. ومَن يُتابعُ الإعلامَ اليومَ ، يرَ مِصداقَ ذلك في تلك التصريحاتِ والتحريضاتِ ، وإذكاءِ الفتنِ والتشجيعِ عليها باللسانِ عبرَ الفضائياتِ وغيرِها من وسائلِ الإعلامِ . أعاذنا اللهُ من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ. بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم ، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،: أمّا بعد أيها الأخوة في الله : من علاماتِ الساعةِ ظهورُ فِتنةُ الأحلاسِ ، وفتنةُ السراءِ ، وظهورُ فتنةِ الدُّهيماءِ. واستمعوا جيدا -أيها الإخوة- لهذا الحديثِ الذي يرويهِ ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما، يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ e فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِى ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ قَالَ{ هِىَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّى وَلَيْسَ مِنِّى وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِىَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ } رواه أبو داودَ وصححَهُ الألباني في السلسلةِ الصحيحةِ. والأحلاسُ: جمعُ حلسٍ، وهو الكساءُ الذي فوقَ ظهرِ البعيرِ تحتَ الرحلِ الخشبي، وهذا الكساءُ ملازمٌ للبعيرِ دوماً. فهذه الفتنةُ سوفَ تلازمُ الناسَ ولا تكادُ تفارقُهم، وهي سوداءُ مظلمةٌ مثلَ الحلسِ.وعرفَّها النبي e بأنها هربٌ وحربٌ، هرب أي: يفرُ بعضُهم من بعضٍ لما بينَهم من العداوةِ والمحاربةِ والاختلافِ، وحربٌ أي: نهبُ مالِ الإنسانِ وأهلِهِ وتركِهِ بلا شيءٍ. وأحداثُ اليومَ في بلادِ العربِ ، شبيهةٌ بهذا إلى حدٍّ كبيرٍ. ثم فتنةُ الدهيماءِ أي: الفتنةُ السوداءُ العظيمةُ والطامةُ العمياءُ، { لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً } أي: لا تتركُ أحداً من الناسِ إلا أصابتْهُ بِمحنةٍ أو بلاءٍ، فأثرُها يعمُّ كلَّ الناسِ، { فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ } أي: إذا توهمَ أن تلك الفتنةَ انتهتْ تمادتْ وزادتْ، حتى يصبحَ فيها الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، وينقسمُ فيها الناسُ إلى قسمينِ لا ثالثَ لهما ويتمايزونَ فيها تماماً، قسمُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه، وقسمُ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، { فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ }اللهم أعذنا من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ ، عباد الله صلّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
للاستماع :
http://www.shmmr.net/talal/atttRe1.mp3
للحفظ : ( اضغط هنا ) (http://www.shmmr.net/talal/atttRe1.mp3) .
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ،: أمّا بعد أيها الأخوة في الله : من علاماتِ الساعةِ ظهورُ فِتنةُ الأحلاسِ ، وفتنةُ السراءِ ، وظهورُ فتنةِ الدُّهيماءِ. واستمعوا جيدا -أيها الإخوة- لهذا الحديثِ الذي يرويهِ ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما، يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ e فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِى ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ قَالَ{ هِىَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِى يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّى وَلَيْسَ مِنِّى وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِىَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ } رواه أبو داودَ وصححَهُ الألباني في السلسلةِ الصحيحةِ. والأحلاسُ: جمعُ حلسٍ، وهو الكساءُ الذي فوقَ ظهرِ البعيرِ تحتَ الرحلِ الخشبي، وهذا الكساءُ ملازمٌ للبعيرِ دوماً. فهذه الفتنةُ سوفَ تلازمُ الناسَ ولا تكادُ تفارقُهم، وهي سوداءُ مظلمةٌ مثلَ الحلسِ.وعرفَّها النبي e بأنها هربٌ وحربٌ، هرب أي: يفرُ بعضُهم من بعضٍ لما بينَهم من العداوةِ والمحاربةِ والاختلافِ، وحربٌ أي: نهبُ مالِ الإنسانِ وأهلِهِ وتركِهِ بلا شيءٍ. وأحداثُ اليومَ في بلادِ العربِ ، شبيهةٌ بهذا إلى حدٍّ كبيرٍ. ثم فتنةُ الدهيماءِ أي: الفتنةُ السوداءُ العظيمةُ والطامةُ العمياءُ، { لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً } أي: لا تتركُ أحداً من الناسِ إلا أصابتْهُ بِمحنةٍ أو بلاءٍ، فأثرُها يعمُّ كلَّ الناسِ، { فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ } أي: إذا توهمَ أن تلك الفتنةَ انتهتْ تمادتْ وزادتْ، حتى يصبحَ فيها الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، وينقسمُ فيها الناسُ إلى قسمينِ لا ثالثَ لهما ويتمايزونَ فيها تماماً، قسمُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه، وقسمُ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ، { فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ }اللهم أعذنا من الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ ، عباد الله صلّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ إن اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذا القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظُكم لعلكم تذكرونَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
للاستماع :
http://www.shmmr.net/talal/atttRe1.mp3
للحفظ : ( اضغط هنا ) (http://www.shmmr.net/talal/atttRe1.mp3) .