ابو ضاري
11-02-2011, 01:49
رسالة إلى طبيبة
أختي الطبيبة ..
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
لكِ مني تحية يملؤها خالص الأماني أن يرفع الله شأنكِ ، ويطهر قلبكِ ، ويملأ حياتكِ سعادة وطمأنينة وإيمانًا .
أختي الطبيبة .. حادثت نفسي يومًا بأنني لو تفكرت في قمم الأماني ماذا سأرى آمال الناس ترجو أن تحصل عليه ؟!
فرأيت أن الناس تتمنى لو أنها تحصل جبال السعادة فتختزنها في خزائنها ، وما رأيت من أماني الناس شيئًا خارج درب السعادة !!وعندما تتفكري في أعظم هذا الدرب فلن تجديه يتجاوز رضا الإله ؟!
وقد رأيت أن الله قد وهبكِ نعمة في عملكِ واختصاصكِ تصلين بها إلى تحصيل السعادة والحياة بها .. فهذه مريضة قد أعجزها الألم فتشفى بإذن الله على يديكِ ، وهذه مصابة ترجعين بسمة قد فقدتها شفتاها وهذه علِيلة تمسحين دمعة حزن قد أغرقت خديها .
أختي الطبيبة .. إن الطب له تأثير السحر على الناس جاذبية واحترامًا وتقديرًا ، وكلنا نحس هذا ونشاهده ، فأنتي إذاً في مكانة تيسر لكِ كل خير .. فاستعيني بالله واستنشقي معاني هذه الزهور التي أهديها إليكِ .
فأما الزهرة الأولى .. فوصيتي إليكِ ألا تجعلي عملكِ تجارة بلا مبادئ ، وتكَسُّباً بلا قِيَم ، بل كوني غنية بمبادئكِ ووفياً لِقِيَمكِ ، فأنتي الطبيبة الرحيمة حتى لو لم تلقي جزاءً ماديًا يُذكر ، و أنتي الطبيبة الرقيقة حتى لو قسا عليكِ آحاد الناس، و أنتي الصبورة والباذلة المعطاءة حتى لو لم يُقَدِّر الناس قيمة عملكِ أو مجهودكِ .
وأما الزهرة الثانية .. فرجائي منكِ دائمًا أن تضعي نفسكِ مكان مريضتك ، وأن تتصوري حالتها التي هي فيها إذا كنتِ مكانها - وكيف أنها ضعفت نفسها حتى صارت كالطفلة الصغيرة التي تفرح بالابتسامة وتُقَوِّي عزيمتها الكلمة الطيبة وتشد من أزرها اليد الحانية - وعندها فاسألي نفسكِ : كيف كنتِ تتمنين أن تكون طبيبتك لو كنتِ مكانها ؟
وأما الزهرة الثالثة .. فأنتِ تعرفين أن الطبيبة هي مكان سر المريضة ، وموضع ثقتها وطمأنينتها فاحذري أن تكشفي عورتها ، أو تفضحي سرها ، وتذكري أن الله يستر عورتكِ إذا أنتِ سترتِ عورات الناس ، ولم تفضحيهم في أسرارهم ، ففي الحديث [من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة] .
وأما الزهرة الرابعة .. فلقد شاهدت عدداً من الطبيبات كأنهن وحوش ضارية قد أعمتهن حب المادة والحرص على الدنيا حتى ذهبت ذممهن وماتت قلوبهن ، و شاهدنا كذلك وجوهاً عابسة وابتسامة باردة تزيد المريضة مرضاً ، والمبتلية ألَمَاً، فاحذري أن تكونِ منهن ، ونحمد الله أنكِ مازلتِ على عهدنا بكِ في التضحية والبذل والصدق ، ونسأل الله أن يسلمكِ من هذه الصور المحزنة .
المصدر مفكرة الإسلام
أختي الطبيبة ..
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
لكِ مني تحية يملؤها خالص الأماني أن يرفع الله شأنكِ ، ويطهر قلبكِ ، ويملأ حياتكِ سعادة وطمأنينة وإيمانًا .
أختي الطبيبة .. حادثت نفسي يومًا بأنني لو تفكرت في قمم الأماني ماذا سأرى آمال الناس ترجو أن تحصل عليه ؟!
فرأيت أن الناس تتمنى لو أنها تحصل جبال السعادة فتختزنها في خزائنها ، وما رأيت من أماني الناس شيئًا خارج درب السعادة !!وعندما تتفكري في أعظم هذا الدرب فلن تجديه يتجاوز رضا الإله ؟!
وقد رأيت أن الله قد وهبكِ نعمة في عملكِ واختصاصكِ تصلين بها إلى تحصيل السعادة والحياة بها .. فهذه مريضة قد أعجزها الألم فتشفى بإذن الله على يديكِ ، وهذه مصابة ترجعين بسمة قد فقدتها شفتاها وهذه علِيلة تمسحين دمعة حزن قد أغرقت خديها .
أختي الطبيبة .. إن الطب له تأثير السحر على الناس جاذبية واحترامًا وتقديرًا ، وكلنا نحس هذا ونشاهده ، فأنتي إذاً في مكانة تيسر لكِ كل خير .. فاستعيني بالله واستنشقي معاني هذه الزهور التي أهديها إليكِ .
فأما الزهرة الأولى .. فوصيتي إليكِ ألا تجعلي عملكِ تجارة بلا مبادئ ، وتكَسُّباً بلا قِيَم ، بل كوني غنية بمبادئكِ ووفياً لِقِيَمكِ ، فأنتي الطبيبة الرحيمة حتى لو لم تلقي جزاءً ماديًا يُذكر ، و أنتي الطبيبة الرقيقة حتى لو قسا عليكِ آحاد الناس، و أنتي الصبورة والباذلة المعطاءة حتى لو لم يُقَدِّر الناس قيمة عملكِ أو مجهودكِ .
وأما الزهرة الثانية .. فرجائي منكِ دائمًا أن تضعي نفسكِ مكان مريضتك ، وأن تتصوري حالتها التي هي فيها إذا كنتِ مكانها - وكيف أنها ضعفت نفسها حتى صارت كالطفلة الصغيرة التي تفرح بالابتسامة وتُقَوِّي عزيمتها الكلمة الطيبة وتشد من أزرها اليد الحانية - وعندها فاسألي نفسكِ : كيف كنتِ تتمنين أن تكون طبيبتك لو كنتِ مكانها ؟
وأما الزهرة الثالثة .. فأنتِ تعرفين أن الطبيبة هي مكان سر المريضة ، وموضع ثقتها وطمأنينتها فاحذري أن تكشفي عورتها ، أو تفضحي سرها ، وتذكري أن الله يستر عورتكِ إذا أنتِ سترتِ عورات الناس ، ولم تفضحيهم في أسرارهم ، ففي الحديث [من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة] .
وأما الزهرة الرابعة .. فلقد شاهدت عدداً من الطبيبات كأنهن وحوش ضارية قد أعمتهن حب المادة والحرص على الدنيا حتى ذهبت ذممهن وماتت قلوبهن ، و شاهدنا كذلك وجوهاً عابسة وابتسامة باردة تزيد المريضة مرضاً ، والمبتلية ألَمَاً، فاحذري أن تكونِ منهن ، ونحمد الله أنكِ مازلتِ على عهدنا بكِ في التضحية والبذل والصدق ، ونسأل الله أن يسلمكِ من هذه الصور المحزنة .
المصدر مفكرة الإسلام