المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غوانتانامو........لا تنامو



عشق
13-09-2002, 18:07
موضوع تفاعلت معه
وحبيت تشاركوني به

قشر البرتقال
غوانتانامو

يلح عليّ البرتقال .
البرتقالي المتدلي من فوهة الحضارة كأنه إشعاع أو هو لونٌ خارج من قبضة رجل سكير ، محشورٌ في القبضة حتّى تعرّق .
للأسرى باللون الفاضح / المفضوح عن عمدٍ وبعمق نهائيين .
للجسد / القشرة تتفصّد في التحام الحديد ولحمه الحضاري النجس .
للسيدة البغي التي أخرجت الغرفة من محيط عالمها ولونته بالشمس والعنصرية والقبضة .
هؤلاء هم أهلي الآن أكتب لهم لأنهم أهلي ولأنهم أهلٌ للحياة بكرامة مهما كان حجم الخطأ .
فليس لأحدٍ أن يمتص دمي بهذا الشكل المفزع .

لا أدري ماذا يصيبني حين أرى من خلف عدسات تتلصص محتمية خلف سياج المكان على من يمر مقيداً حافياً يشعّ بالإيمان ذاهباً ينظر إلى الأرض بفعل يدٍ تمرّنت القبض على العنق وروِّضت على التقوّس بإبهامها الحجري وبواقيات الشمس وقبعات فاخرة وحذاء عسكري ونوايا أمريكية الصنع والتربية .
ليست شفقة على البرتقالي والجسد ، ولا كراهية للجغرافيا ، وليس للتاريخ علاقة بكل ذلك ولا اللون .
لا الكشف ولا العري .
لا العورة الأمريكية المعلنة ، ولا العدسات والأقفاص . لا أعرف كيف يحدث أن يتدلى البرتقال من المشهد ويبدأ في تقشير الألم وإخراج البذر إلى الغرفة الضيقة المسكونة بالهواجس .
أحياناً يحضر أطفال يلتقطون الحب ، ونساء ، مجتمعات صامتة وتلتقط البذر وتعيد نثره في التربة المهيأة ويكبر البرتقال ، وتخرج براعم من العُقد في الجذع .
عربات أشبه بتوابيت ونعوش تنقل الفاكهة المتروكة في شمس كوبا للتحقيق عن هويتها ونزع شوك عقيدتها وتشويه شكلها بعناقيد الأسئلة وأمواس الحلاقة .
سبعة ، عشرة ، ثلاثة جنود أحياناً يجرّون ثمرة البرتقال إلى غرفة القائد الحليق بنظارته الشمسية ليتمتّع بتقشيرها وفق تربية أمريكية قحّة علمته أن يقول :
ـ America Will Always come first
بينما يقول اللون الناصع المقيّد :
ـ الله أكبر
في المساء يسخر القائد من المقيّد بينما ينام العالم وكأن لا برتقال تحت الشمس .
يسخر القائد مع قبضاته المسترخية لقراءة رسائل حبيباتهم وعزف موسيقى الـ " RED ROXE " وتذكّر النعيم المرصّع بالأنجم الزرق .
لا ملامة هنا مادام الشعب الأمريكي الصديق والإنساني مغيّب تحت الـ " قاعدة " السياسية وأجندات الصراع الحضاري الذي تتزعمه أ! حزاب العولمة وتقوده عاهرة بملابس داخلية تكشف عورتها في الشمس لذكور قادمين من تحت البحر ، بحر الخديعة والخيانة والجريمة لقيادة هذا العهر عن جدارة وتصديره للعالم باسم العدالة .
تقوده لتفرّخ في أعشاش الجغرافيا " قواعدها " العسكرية مرّة باسم القضاء على الإرهاب ومرة باسم المصالح ومرّات باسم حماية حقوق الإنسان وتحقيق العدل .
يخرج البرتقال من الغرفة ليقرأ الـ "حمد " وتنز من رأسه الحليق سورة " الإخلاص " ووجوه من دفنوا بلا تراب تحت غبار الآلة الأمريكية التي نوت تدمير العالم وخبأت نواياها في " ظل " كامب ديفيد وسترات " ديك تشيني " و " كولن باول " وطائرات التجسس و " هوليود " وصالات القمار وغرف الاجتماعات السريّة .
يفوح البرتقال في صلاة الصبح من أثر التقشير ويلتقط رائحته صحفي ومصوّر يزن عدسته ليقول للناس هاكم كتابكم البرتقالي بحزنه ودنياه التي لا تتجاوز المتر الإسمنتي المكشوف .
يقذف المعسكر بكل الوجوه ذات السحنة الصافية في ممرات مكممين وأقرب إلى الأرض دون أن يعرف بأنهم دائماً هم الأقرب وهم عرق الظهيرة ، هم جباه تيممت هذا التعب ويممته شطر إيمانها الأقرب والأطهر .
في ال! ممرات التي تشبه معسكرات تدريب الكلاب البوليسية يحني الجندي رأس القتيل إلى الأرض وكأنه إلى السماء يفعل .
في الوحدة يفرش القتيل سجادته ويرتل صلواته بخشوع وكأنه ينتظر الملائكة القريبة كوعد الله .
في المساء يمرر القتيل دمه إلى مساحة مجاورة ليمتزجا في جذعٍ واحدٍ يكره البرتقال .
ونسترخي في انتظار مشاهد أخرى نحكي عنها بشراهة وحزن أحياناً .
بينما يُطلبُ من جمعيات حقوق الإنسان أن تتحوّل إلى جمعيات رفق ، تكدّس ملفاتها بعيداً عن العين الأمريكية وحقوق دفاعها الذي يتحوّل إلى هجومٍ شرس مادام الضحية بلا مأوى وبلا قيمة .
هذه السيدة التي دخلت إلى غرف نومنا لتعلمنا كيف ننجب أبناءنا بطريقتها الخاصة ، أبناء يلبسون الجينز قبل الولادة ويرتلون النشيد الأمريكي قبل جرعة الحليب .
هذه السيدة التي تربي الكلاب على تسميم الإنسان باسم السياسة وتمييع الرأي بحجة الحقيقة وتزييف الحقيقية بنجوم الماكينة الإعلامية .
بينما يمرّ البرتقال جريحاً / قتيلاً أمام العدسات التي تصدّر لها أوامر المنع قبل أن تركب طائرة البحث عن غصنٍ هشٍ مُسَيَّجٍ بفضيحة كبرى ومكتنز باللون الفاقع المقشّر في اللي! ل والمقيّد بالعنجهية والذلّ .
يمرُُّ اللون رافعاً رأسه إلى الأرض ومنتظراً هشاشتها أن تتهيأ بجلالٍ لتضم الجسد القادم من ساحة المعركة وتطلق صيحتها الأولى .
سحقاً للحديد وزمن اللكنة السياسية الأمريكية والأوامر والدين الدنيوي .
سحقاً لنا ونحن ننتظر أن تبث وسائل الإعلام المبجّلة مشاهد للـ " فرهول " خلف سياجه لننتقل إلى عالمنا الخاص المعبأ برائحة الساندويتش والكوكا كولا والرفاهية بينما يبقى أبناء أسرى " غوانتانامو " تحت رحمة الدعاء الصغير في الليل بأن تفك الأصابع قشر البرتقال عن الجسد .
سحقاً لإنسانيتنا التي أصبحت لعبة للمنظمات وملفاتها .
لهذا الزمن / الغراب / الوهم .
لنا ونحن بلا هويّة .
ومرحى للسجاجيد البيض الغرّ في المكان الضيّق / المتسع للوحدة والتوحيد .
نحن أيها الظل / ظلاً لمخيلتك التي حاصرتها أسئلة المحقق وهو ينفخ في وجهك رائحة الجنسية السياسية في غرف الخشب المكيّفة بعيداً عن الحق والعدل .
رموك هناك ؟
حاصروك ؟
قيدوك ؟
اتسخت برائحتهم ؟
( هذه الضمائر تعنيك يا رائحة البرتقال المقيّدة ، تعنيك وحدك لأن ضمائرنا أصبحت بلا ستيكية ! وفارغة )
أشر إلى ضميرك ، حدد مكانه في الجسد / في الروح ورتّل سورة الحمد علناً ووطنك علناً وقضاياك علناً .
لا تخف .
لا تخف حين حلقوا شعرك كانوا يبحثون عن موس حلاقة ، هكذا هم جبناء في الوقت الذي يدخلون أصابعهم فيه بحثاً عن مفصل / فصيلةٍ تتوحد معهم في القبض على معلومة لرجلٍ غادر .
أطلق صيحتك باتجاه المحقق .
قل : بأنه يقود معسكر الخيانة لكل شعوب العالم وبأنه جبان وقذِر .
قلها في وجهه ووجه من أنجبه سياسياً .
وشخّ عليهم من قفصك .
اطلب ماءً طاهراً للصلاة ، وصل طويلاً ليس بينك وبين الله مسافة .
الملائكة بين يديك ومن خلفك في انتظار نزع هذا الجحيم .
يا غوانتانامو يا فضيحة العصر في كوبا بالراية الأمريكية
كوني أقل
اتسعي لهواجس الجسد الحر في اللون المار على القفص .
هذا القفص الشاهدُ والجسد الشهيد .
و ..............
ليكن البرتقال لون الحضارة إذن .
ليكن البرتقالي فضيحتنا .
فيا أيها البرتقالي الحبيس / القتيل .
ألا أيها البرتقالي الساجدُ ....
الأرض وجهتك ....................والله معك
....
....
....
...
..
.
مـــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــ ـــقـــــــــــــــــــــــــــــولـــــ ــــــــــــــــــــــــــ

عبدالله الجعيثن
13-09-2002, 19:39
للتقبيل | عفوا access deanid

الفيتو
13-09-2002, 20:09
:confused: :confused: :confused:

لا تعليق فالمشاركة مبينه نفسه

يسلمو عشق وبانتظار جديدك