الشيخ/عبدالله السالم
07-01-2011, 13:27
الحمد لله الذي أحاط بكل شيءٍ علما، وأحصى كل شيءٍ عددا( يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ) (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أشهدُ أن لاإله لنا غيرُهُ ولا ربَّ لنا سِواه ، ولا نعبدُ إلاَّ إيَّاه ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ، وسلَّم تسليماًكثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوارَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَاوَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًاسَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْيُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ): أما بعد:أيها الأحبةُ في اللهِ: فإنَّ عِلمَ الغيَّبَ ، ممّا استأثرَ بِهِ اللهُ ، ولا يستطيعُ أحدٌ أن يَكشفَ ذلك، أو يعلَمَه قال تعالى (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل:65]،ويقولُ سُبحانَه(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34)وقال لنبيِّهِ:r(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:188]، فلا محمّدٌ r يعلَمُ الغيبَ، ولا سائرُ الأنبياءِ والمرسلينَ عليهم الصلاةُ والسلام ، ولا الملائكةُ المقرَّبونَ ، بل إنَّ الملائكة يقولون (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ثُمَّ يدّعي مُدَّعونَ في زَمَنِنا هذا ، أَنَّهُم يَستطِيعونَ أن يُحدِّدُوا للعبدِ مسارَ حياتِهِ ، ويُخبروهُ بمستَقبَلِهِ وحظِّهِ ، وماذا سيكونُ له وماذا سيَجني ، وماذا سيصيرُ عليهِ ، وهؤلاء الضَّربُ من النّاسِ ، من مدَّعِي الكِهانةِ والاطِّلاعِ [على] علمِ الغَيبِ ، سواءً كانوا جَهَلةً ، أو على مستوًى من الثّقافةِ والعِلمِ ، لكِنَّهم على ضلالٍ في أمورِهم كلِّها، هؤلاءِ يأتيهم الجهلةُ والحمقَى والمغفَّلونَ ، فيقولُ له: أعطِني حظِّي ، وصِفْ لي حَظّي في هذه الدّنيا ، ماذا سَأجني؟ وماذا سيكونُ؟ وماذا سيحصُلُ عليَّ ؟ فيُعطيَهُ قِيلاً وقالَ ، كلُّها كَذِبٌ وافتراءٌ ، وادِّعاءُ عِلمِ غيبٍ لا يعلمُهُ إلاَّ اللهُ ، فَيظنُّ الضَّانُ أنّ هؤلاءِ صادقونَ، وأنَّ لديهم قُدرةً على الاطلاعِ على المغيَّباتِ، وهذا من الجهلِ والضّلالِ، بل اعتقادُ ذلك كفرٌ والعياذُ باللهِ . لقَد كانتِ الشياطينُ قبلَ مبعَثِ محمّدٍ r يَسترِقونَ السمعَ، فربّما سَمِعوا كلمةً ، فأضافوا إليها كَذِباً تسعًا وتسعينَ كلِمةً ، فلمّا اقتربَ المبعَثُ النبويُّ ، حُرِسَتِ السّماءُ ، ورُمِيَتِ الشياطينُ بالشُّهبِ، فلم يستطيعوا أن يتطرَّقوا إلى الوحي، قالَ تعالى عنهم: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا *وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا *وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) [الجن:8-10]. نَعم، لقد أرادَ اللهُ بالخلقِ الرَّشَدَ ، بمبعَثِ محمّدٍ r ، فَحِمَايةً للوحيِ وصيانةً له ، مِن أَنْ تَتطرَّقَ إليهِ أيدي الشياطينِ ، حُرِسَتِ السماءُ وحفِظَتْ، فلا يُمكِنُ لِشيطَانٍ أن يَستَرِقَ، قالَ تعالى: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ *وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ) ، والسَّحَرةُ والمشعوِذونَ ، لهم في هذا البابِ حِكاياتٌ ضالّةٌ ، وأخبارٌ سيِّئةٌ ، يأتيهم المريضُ فيقولُ له: ائتِني بثيابِكَ وملابسِ آبائِكَ أو أهلِكَ، ثمّ يقولُ له: لقد سَحَرَكَ فلانٌ وفلانٌ ، وفُلانةٌ بِنتُ فلانٍ ، في مُوضِع كذا.. وإلى آخرِهِ ، فيظنُّ الضَّانُّ ، أنّ هؤلاءِ صَادقونَ ، وأنهم مُطَّلعونَ على علمِ الغيبِ، وكذَبوا واللهِ، ولو صَدقوا حِينًا ، فَهم الكَذَبةُ دائمًا وأبدًا ؛ لأنَّ هذا لا يعلمُهُ إلا اللهُ ، لكن اتِّصالَ القرينِ بالقرينِ ، الشيطانِ بالشيطانِ ، رُبَمَا يَنقُلُ له أخبارًا ، فيظنُّ الظّانُّ ، أنَّ هذا علمُ الغيبِ ، وعِلمُ الغَيبِ لا يَعلمُهُ إلاَّ اللهُ ، ولهذا قالَ نبيُّنا r : { مَنْ أَتَى كَاهِناً أَوْ عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ r } وقالَ:r{مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ حُجِبَتْ عَنْهُ التَّوْبَةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ صَدَّقَهُ بِمَا قَالَ كَفَرَ} وقالَ:r{مَن أتى كاهنًا فسألَهُ عن شيءٍ لم تقبَلْ له صلاةٌ أربعينَ يومًا} فيا أيّها المسلِمُ، استقِمْ على طاعةِ اللهِ، وخذْ بالأسبابِ التي تُنجيكَ من عذابِ اللهِ ، وخُذْ بالأسبابِ التي شُرِعَتْ لكَ ، في تَحقيقِ مصالحِ دُنياكَ وسلامةِ بدنِكَ وأهلِكَ من البلاءِ ، وفوِّضْ أمرَكَ إلى اللهِ، واعلمْ أنَّ الأمرَ كلَّهُ بيدِ اللهِ، (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنعام:17].إِنَّ تعلُّقَ القلوبِ بهؤلاءِ ، ودعوَى الالتجاءِ إليهم ، والفزَعِ إليهم عندَ كلِّ المصائبِ ، ممّا يُضعِفُ التوكّلَ على اللهِ، ويجعلُ هذا العبدَ متعلقًا قَلبُهُ بغيرِ اللهِ، ويظنُّ أنَّ غيرَ اللهِ عندَهُ الشفاءُ ، وعندَهُ رفعُ البلاءِ ، فلنَحذرْ من الاغترارِ بهم، ولنجعَلْ ثقتَنا بربِّنا والْتِجَاءَنا إلى ربِّنا ، وتوكُّلَنا على ربِّنا ، واعتمادَنا على ربِّنا، وأن تتعلَّقَ قلوبُنا بربِّنا ، خوفًا ومحبّةً ورجاءً، وأن نعلمَ أنَّ اللهَ مالكُ النّفعِ والضُّرِّ، والأمورُ بيدِهِ، والأسبابُ التي شرَعَها لَنَا نأخذُ بِها، وأَمّا الأسبابُ الباطلةُ ، التي تُفسِدُ عقيدتَنا ، وتُبعِدُنا عن ربِّنا ، وتُشكِّكنا في كمالِ قدرتِهِ وعِلمِهِ ، فلا يَجوزُ لنا أن نلتجِئَ إليها، ولا أن نأخذَ بها، ولا أن نغترَّ بأولئكَ المشعوِذينَ الدجّالينَ الكذّابينَ.
بارك اللهُ لي ولكم في القرانِ العظيمِ
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.أمّا بعد: فيا أيّها الناسُ، اتّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. فَإنَّ مَن تعلَّقَ بأولئكَ الضالّينَ ، وكِلَ إليهم ، وتعلَّقَ قلبُهُ بهم، ولن ينفَعوهُ ولن يدفَعوا عنه ضرَرًا، وربما أعطاهُم شيئًا من حقِّ اللهِ وأشرَكَهم في عبادةِ اللهِ، أمّا المؤمنُ فهو متعلِّقٌ باللهِ، واثقٌ باللهِ، مفوِّضٌ أمرَهُ إلى اللهِ، راضٍ بما قضَى اللهُ وقدَّرَهُ، عالمًا أنَّ ما يجرِي ، فبقضاءِ اللهِ وقدَرِهِ، فهو مؤمنٌ مطمئنٌّ، يسألُ اللهَ العفوَ والعافيَةَ دائمًا في الدّنيا والآخرةِ، ويصبِرُ ويرضَى ويحتسِبُ كلَّ ذلك في سبيلِ اللهِ.هكذا المؤمنُ حقًّا، يعلَمُ أنَّ له ربًّا مدبِّرًا، آمَنَ بِهِ ربًّا وإلهًا، عبَدَهُ وأخلَصَ العبادةَ لَهُ ، وتعلَّقَ قلبُهُ به، وأيقَنَ أنَّ ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكنْ، فلَم يلتفِتْ لأولئكَ، ولم يغترَّ بهم، ولم ينخدِعَ بهم، وإنما هو دائمًا:يقول "حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ، لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللهِ، تحصَّنتُ باللهِ الذي لا إلهَ إلا هو الحيُّ القيومُ، واستدفعتُ الشرَّ كلَّهُ بلا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ"، يُحصِّنُ نفسَهَ بالأورادِ ، فيقرأُ الأورادَ الشرعيّةَ ، مما في كتابِ اللهِ أو صحَّ عن رسولِ اللهِ r ، إذا أصبحَ وإذا أمسى ، فيُحَصِّنُ نفسَهُ بالأورادِ التي في القرآنِ والسنّةِ، فيكونُ ذا سبباً لراحةِ قلبِهِ ، وطمأنينةِ نفسِهِ ، ويعلمُ أن ما شاءَ اللهُ كانَ وما لم يشأْ لم يكنْ ، والأمورُ كلُّها بيدِ اللهِ، لكن أولئكَ الضالّونَ ،المُدَّعون لعلمِ الغيبِ ، فلا يُصغِي إليهم، ولا يَلتفتُ إليهم ، ولا يَتَعلَّقُ قلبُهُ بهم، بل يبغِضُهم للهِ ، ويكرَهُهم ويبتعِدُ عنهم ، ويعلَمُ كَذِبَهم وضَلالَهم.واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هدي محمّدٍ r ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعَة، ومن شذّ شذّ في النّار.وصلّوا ـ رحمكم الله ـ علَى عبد الله ورسوله محمّد كما أمرَكم بذلك ربّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].اللَّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء ، الأءمةِ الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِوالنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَالمغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، فيالدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.ياربالعالمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْكلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلماتوالمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِوَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/ghyb.rm
إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/ghyb.rm)
http://abosami.com/upload/aln3esa-1295783025.jpg
بارك اللهُ لي ولكم في القرانِ العظيمِ
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ، فاستغفروه وتوبُوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.أمّا بعد: فيا أيّها الناسُ، اتّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. فَإنَّ مَن تعلَّقَ بأولئكَ الضالّينَ ، وكِلَ إليهم ، وتعلَّقَ قلبُهُ بهم، ولن ينفَعوهُ ولن يدفَعوا عنه ضرَرًا، وربما أعطاهُم شيئًا من حقِّ اللهِ وأشرَكَهم في عبادةِ اللهِ، أمّا المؤمنُ فهو متعلِّقٌ باللهِ، واثقٌ باللهِ، مفوِّضٌ أمرَهُ إلى اللهِ، راضٍ بما قضَى اللهُ وقدَّرَهُ، عالمًا أنَّ ما يجرِي ، فبقضاءِ اللهِ وقدَرِهِ، فهو مؤمنٌ مطمئنٌّ، يسألُ اللهَ العفوَ والعافيَةَ دائمًا في الدّنيا والآخرةِ، ويصبِرُ ويرضَى ويحتسِبُ كلَّ ذلك في سبيلِ اللهِ.هكذا المؤمنُ حقًّا، يعلَمُ أنَّ له ربًّا مدبِّرًا، آمَنَ بِهِ ربًّا وإلهًا، عبَدَهُ وأخلَصَ العبادةَ لَهُ ، وتعلَّقَ قلبُهُ به، وأيقَنَ أنَّ ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكنْ، فلَم يلتفِتْ لأولئكَ، ولم يغترَّ بهم، ولم ينخدِعَ بهم، وإنما هو دائمًا:يقول "حسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ، لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللهِ، تحصَّنتُ باللهِ الذي لا إلهَ إلا هو الحيُّ القيومُ، واستدفعتُ الشرَّ كلَّهُ بلا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ"، يُحصِّنُ نفسَهَ بالأورادِ ، فيقرأُ الأورادَ الشرعيّةَ ، مما في كتابِ اللهِ أو صحَّ عن رسولِ اللهِ r ، إذا أصبحَ وإذا أمسى ، فيُحَصِّنُ نفسَهُ بالأورادِ التي في القرآنِ والسنّةِ، فيكونُ ذا سبباً لراحةِ قلبِهِ ، وطمأنينةِ نفسِهِ ، ويعلمُ أن ما شاءَ اللهُ كانَ وما لم يشأْ لم يكنْ ، والأمورُ كلُّها بيدِ اللهِ، لكن أولئكَ الضالّونَ ،المُدَّعون لعلمِ الغيبِ ، فلا يُصغِي إليهم، ولا يَلتفتُ إليهم ، ولا يَتَعلَّقُ قلبُهُ بهم، بل يبغِضُهم للهِ ، ويكرَهُهم ويبتعِدُ عنهم ، ويعلَمُ كَذِبَهم وضَلالَهم.واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هدي محمّدٍ r ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعَة، ومن شذّ شذّ في النّار.وصلّوا ـ رحمكم الله ـ علَى عبد الله ورسوله محمّد كما أمرَكم بذلك ربّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].اللَّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء ، الأءمةِ الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِوالنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَالمغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، فيالدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.ياربالعالمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْكلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلماتوالمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِوَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/ghyb.rm
إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/ghyb.rm)
http://abosami.com/upload/aln3esa-1295783025.jpg