اسامه الدندشي
30-12-2010, 22:05
بحث قيد الدراسة والتوثيق
في آل الدنشي
كتب جرجي سر سق
م3 ج2
المقتبس صفر 1326هجرية
الموافق آذار 1908 ميلادية
عرب الدنادشة
يبحث بعض العلماء, عن اصل قبيلة الدنادشة,الساكنة في متصرفية طرابلس الشام,متشوقين لمعرفة أخبار حقيقية عنهم, فأتحفني بعض سكان تلك الجهات بالتفصيلات الآتية:
كان جد عشيرة الدنادشة من اليمن,جاء البلاد الشامية, ونزل حوران,منذ ثلاثماية عام,وساد على تلك البلاد, حتى لقب بال فحيلي. وأكره العريان الضاربة خيامها هناك,أن يدفعوا له "خوة" ومنع العرب من غير حيه من المرور بأراضيه , إلا إذا دفعوا له رسوما مقطوعة من المواشي.
ولقد أهان مرة احد مشايخ عشيرة من العرب تدعى المساليخ من الحسيني,فاغتاظ هذا وعمل مكيدة,فأتاه يوما وعرض عليه حضور جميع شيوخ عشيرة الحسني, ليعطوه عهدا بالخضوع له,فقبل بذلك , ولما وصل القوم ,هجموا عليه وذبحوه في بيته,وفتكوا بجماعته , ونهبوا متاعهم, وفر من بقي منهم واتوا إلى جهات قضاء حصن الأكراد ,وسكنوا في مكان يدعى إلى الآن برج الدنادشة , وهو فوق تلكلخ مسكنهم الحالي, وكان آنذاك مأهولا بجماعة من المتاولة والتركمان, فطردوهم واستولوا على محالهم, ورئيسهم يدعى الشيخ إسماعيل , على جانب عظيم من البسالة والشجاعة , فأعطته الحكومة لقب آغا ووهبته خمس قرى وهي: الفتا يا والحوز, ومدان ,وحير البصل, والموح, التابعة لقضاء حمص , وبموجب فرمان من السلطان ,محمد خان الرابع, عهد لإسماعيل آغا وجماعته,المحافظة على تلك النواحي.
أما لقب دندشلي,فقد سماه به التركمان,ممن لا يزال لهم بعض قرى يسكنونها في القضاء المذكور, وذلك إن إسماعيل آغا كان يتقن زينة خيوله ,ويجللها بأقمشة لها أطراف ودنا دش, .
وبعد أن سكنوا مدة قرن في تلكلخ ,رجع احد إخوان إسماعيل آغا مع قسم من قبيلته,إلى حوران ,وبقي فيها , واسم عشيرته الفحيلية, وفي كل سنة يأتي من حوران جمع من الفحيلية ,لزيارة الدنادشة في ديارهم, ويتوجه أخر من تلكلخ إلى حوران,و "دندش" الساكنون في جهات الهر مل" (منطقة في لبنان), ليس لهم قرابة مع دنادشة تلكلخ, فهؤلاء سنة, وألئك شيعة.
تم ظهر ثلاثة أخوة من الدنادشة لهم شهرة مستفيضة, واسم احدهم حمزة آغا, والثاني إبراهيم آغا , والثالث حمود آغا, فأحبوا تقسيم أملاكهم لمنع الشقاق بينهم, فالقوا قرعة فتفرقوا ,فبنى حمزة آغا محلا وسكن فيه ودعاه باسمه ,أي مشتى حمزة, وسكن إبراهيم آغا قرية تلكلخ, وسكن حمود في محل سماه مشتى حمود,وأسماء هذه المحال التي أصبحت الآن عامرة بذريتهم, مافتئت باقية إلى اليوم, وكل من هؤلاء الثلاثة , أصبح مديرا لأملاكه. ولكل قرية الآن، من هذه القرى رئيس من نسل الأخوة الثلاثة الأكبر.
وأكبرهم ورئيس الجميع يسكن تلكلخ لأنها أهم منازلهم,وهي واقعة إلى جنوبي قلعة الحصن ,مركز القضاء الآن, تبعد عنه نحو ساعة على طريق العجلات, الممتد من طرابلس الشام إلى حمص,أما مشتى حمزة ومشتى حمود, فموقعاهما شرقي تلكلخ وعلى مسافة ساعتين منه.
ورئيسهم في تلكلخ ,هو على جانب عظيم من الكرم ودماثة الأخلاق, محب للفقراء والمحتاجين, بيته مفتوح الأبواب, لكل من يقصده, وهو عبدا لله آغا , وله من العمر نحو الستين أو أكثر, ومنازل الاغوات مبنية على النسق الجديد,ومنها ما كلف ألوفا من الليرات الذهبية , وأملاك الدنادشة كثيرة ومتسعة, لاسيما أراضيهم في سهل البقيعة المشهور بخصبة, وأكثر خبزهم من طحين الذرة الصفراء, وقلما يستعملون دقيق الحنطة, ولكل من الاغوات مضافة , لقبول الزائرين , ومن عاداتهم , أن لا يتناولوا طعامهم مع حريمهم, بل يأكلون في مضافا تهم, وجد بها ضيوف أم لم يوجد.
ولهم ولع عظيم بركوب الصافتات الجياد,يعنون كثيرا بتربيتها , وقل فيهم من لا يركبها ويتفنن فيها, وعند محمد بك الدندشلي, صاحب بيت في تلكلخ , فرس أصلها حمدا نية زرقاء اللون , لا يبيعها لو دفع له فيها خمسمائة ليرة عثمانية ذهبية, وعند ركوبهم يحملون الرماح والسيوف , وفي أعراسهم يدقون الطبول , وينفقون على خيولهم وأفراحهم نفقات باهظة, وفي حكم محمد خان الرابع الذي جلس على تخت السلطنة سنة 1059 منحهم فرمان يملك القرى المذكورة أنفا. انتهى النص
دواني القطوف في اخبار بني المعلوف
المؤرخ اللبناني عيسى اسكندر معلوف
كان الفحيليون( الدنادشة) اليوم متجاورين ,وبني المعلوف (الغساسنة) سابقا في حوران ويسكنون "اللجأ "
"فصارت تلك البلدة المنيعة حصنا لمن يلتجئئ اليها,وسكانها يدافعون عن جيرانهم النازلين في"اللجأ "من الغسانيين وسواهم, فتأيدت فيها كلمتهم واشتهرت سطوتهم فكانو عشيرة كبية حسدهم الجيران من العرب وغيرهم ولاسيما الفحيليون من العشائر التي كانت تخيم في "اللجأ " ص 145
و "كان في عشيرة ابي راجح ابراهيم المعلوف ابنة جميلة الطلعة اسمها "لطيفة" ابية النفس رقيقة العواطف وكانت تسير في اكثر الايام على متن جوادكريم,وحولها خوادمها على الحمير ناقلات الطعام الى اسيادهن في الحقول,وكثيرات غيرهن يحملن على رؤؤسهن اطباقا من الطعام الى الحصاد,عدوا على الارجل.
فسارت"لطيفة" ذات يوم بهذا الموكب ممتعة نظرهابما مر وصفه من المحاسن,مبتهجة بأغاني بعض النساء والبنات وهن سائرات غير حاسبات لعوادي الزمان.
فما ابتعدت عن البلدة بموكبها هذا,حتى فاجأها من احد المضايق,بعض فرسان الفحيليين يتجارون كأنهم يقصدون أختطافها,وهم يتحادثون ويومئون لها,فطار لبها رعبا,ولم يلبثوا ان أحدقوا بها احداق الهالة بالقمر,فلم تتمكن من الهرب, ولكنها دافعت عن نفسها بشجاعة,فلم يلحقوا بها اذى, ولكنهم استوقفوا خوادمها, وأكلوا ما على رؤسهن من الطعام, وهي تنتظر اليهم من بعيد ,بعين يكسرها الحياءأدبا ,ويكسوها الغضب حمرة,الى ان فرغ الطعام,فساروا في سبيلهم,وتركوهاموغرة الصدرحنقا,موردة الخدين خجلا,مصطكة الركبتين رعبا,حاسبة ذلك اهانة كبيرة لقومها,وحطا من مقامهم,وتحاملا عليهم.فلم تستطع صبرا ةقد نالها مانالها من الد اعدائها .
فأشارت الى خوادمها أن يملأن الاطباق من ابعار الجما ونحوها ويغطينها,ويستأنسن المسير معها الى الحقل ففعلن.
وكان روعها يهدأ كلما طال الوقت,ولكن الذكرى كانت تثير احزانها حتى وصلت الى محاصد قومها,فأقبل أحدهم عليها يحيها كالعادة,فرآها كئيبة النفس, مقطبة الوجه,تترقرق الدمعة في عينيها السوداوين دموع الحزن,وكانت قد اعتادت أن ترد التحية بهشاشة ولطف.ثم تناول الاطباقورفع عنها االغطاء,فاْْْذا مملوءة ممتأنف من النفوس,وتمجه الاذواق,فسأل "لطيفة"
ماهذا ياابنة العم؟
فقالت:له" هذا طعام من لايحفظ على كرامة عشيرته ولا يذود عنحوضه بجميع قوته"وأجهشت بالبكاء قائلة بلسان ليلى بنت لكيز الوائلية:
ليت للبراق عينا فترى ماأقاسي من بلاء و عنا
عذبت اختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحا ومسا
........................
يابني المعلوف:سيروا تنصروا وذروا الغفلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم وعليكم, مابقيتم في الدنا
فما اتمت كلامها هذا حتى سالت عينيها بالدموع واجتمع حولها اخوتها وبنو أعمامها وأتباعهم,فقصت عليهم احدى خوادمها ماجرى لها,فحرك ساكن غيظهم,وتأكدوا أن اعداءهم الفحيليين الذين سرحو مواشيهم,ذلك اليومفي زروعهم ومنعوهم وأهانوهم,هم الذين قصدوا الايقاع ب"لطيفة".فشكروا الله على خلاصها,ونووا أخذ الثأر منهم والفتك بهم,فعقدوا اجتماعا في تلكالليلة,وأقروا فيه على أنهم,بعد جمع زرعهم ودياستها وبيعها مع مقتنياتهم ,يفتكون بخصومهم ويتركون بلادهم قلصدين "لبنان"لما انتشر فيه الراحةبالفتح العثماني,ولكن ثورة الغزالي نائب دمشق في تلك السنة ,سببت اضطرابا في حوران وما يجاورها".
ثم"ان بني المعلوفبدأوا ببيع مواشيهم, ووافقهم الغلاء الذي حدث عام 1519الماضية,وارتفاع أسعار المواشي,فباعوا معظمها,وأبقوايحتاجون اليه منها".
فأرسل فروع "ابراهيم "شيوخهم ونساءهم واولادهم وخدامهم ومواشيهمأمامهعم,وتآمر الباقون منهم مع أنسبائهم ألآخرين على الفتك بأعدائهم ففعلوا,ولحقت سلالة ابراهيم بفروعها "في لبنان"وأنسباؤهم انتقلوا الى جهات اخرىوجهل أمرهم,فتمزقت امر هذه الاسرة وخرجت من بلدتهم"دامة العليا"واستولى على املاكهم العرب ثم الدروز, وكان ذلك سنة1920
(وذكر المعلوف في الهامش :ان هذه الرواية متفق رعليها من جميع بني المعلوف,وقد ايدها الايكونوموس الفضل سليمان غباين النائب الأسقفي لطائفة الروم الكاثوليك في حوران بكتبة بخط يده في 24تشرين الثاني سنة 1906,وان ألسنة الحوارنة تتناقل ذلك حتى اليوم)
هذا وان بعضا من بني المعلوف,أثناء هربهم من حوران الى لبنان انتقلوا السهل البقاع فزرعوا حب الدخن ونسبوا اليه,ثم انتقل بعضهم الى نواحي حمص وسكنوا قرية المشيرفة على الحدود السورية البنانية مطلة على على سهل البقيعة والنهر الكبير الجنوبي, وقرية المقيبلة التي تقابل "المشيرفة"من الناحية البنانية على مدخل "وادي خالد"الذي قطعه رعمسيس الثاني المصري قبل الميلاد بألف وخمسماية سنة.وموقع القريتين,المشيرفة والمقيبلة,يشرف على قلعة حصن الاكراد.وهناك في المشيرفة ةالمقييبلة نالوا مكانة عند بكوات الدنادشة, وبادلوهم الولاء, ثم اختلفوا" انتهى نص المؤرخ اسكندر
وينفي المؤرخ حسن النمر الدندشي مؤلف كتاب الدنادشة 1919 الثورة السورية الأم الذي اعتمدنا عليه في تثبيت النص أن يكون قد تم اي خلاف بين الدنادشة ومسيحيي المشرفة والمقيبلة,ونحن نؤكد بالمشاهدة وبالمنقول بالتواتر ذلك,و نؤكد على علاقة ود وتأخي بين الدنادشة وألئك.
ويتحدث المؤرخون امثال جودة علي , وجرجي زيدان, عن يوم حليمه بدل لطيفة,يقول جواد علي في مؤلفه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام"وقد زعم بعض أهل الأخيار،إن اليوم الذي انتصر فيه الغساسنة على الضجاعمة هو "يوم حليمة". وذلك أن الحرب لما ثارث بين الضجاعمة والغساسنة للسبب الذي ذكرته وقالوا "خذ من جذع ما أعطاك"، كان لرئيس غسان ابنة جميلة يقال لها "حليمة". فأعطاها خلوقاً لتخلق به قومها، وانتصر الغساسنة بذلك اليوم على الضجاعم. فقالوا: "ما يوم حليمة بسر".
وعن طلب زعيم الغساسنة من ملك الضجاعم رغبة امراء غسان في القدوم اليه للأتفاق معه على الرسوم التي يرغبها,وعندما يأتون يهجمون عليه ويقتلوه ويشتتوا الضجاعم ,وفي رواية ثالثة يرسل امير غسان جابي الضجاعم الى شقيقه جزع المعروف بحمقه,وعندما طالب الجابي جزيع بالرسوم قدم له سيفا من ذهب وعندما قبض الجابي على جزع السيف ,سحب جزع السيف وقتل الجابي, ودارت حربا وتنادا كل من الغساسنة والضجاعم بنخوته , هزم على اثرها الضجاعم واصبحت الغساسنه عمالا للروم بدل الضجاعم.
وسنتناول ونتابع الموضوع, حتى نثبته او ننفيه ,بالتعاون مع الاخوة القراء اصحاب الصلة.
اسامه الدندشي
في آل الدنشي
كتب جرجي سر سق
م3 ج2
المقتبس صفر 1326هجرية
الموافق آذار 1908 ميلادية
عرب الدنادشة
يبحث بعض العلماء, عن اصل قبيلة الدنادشة,الساكنة في متصرفية طرابلس الشام,متشوقين لمعرفة أخبار حقيقية عنهم, فأتحفني بعض سكان تلك الجهات بالتفصيلات الآتية:
كان جد عشيرة الدنادشة من اليمن,جاء البلاد الشامية, ونزل حوران,منذ ثلاثماية عام,وساد على تلك البلاد, حتى لقب بال فحيلي. وأكره العريان الضاربة خيامها هناك,أن يدفعوا له "خوة" ومنع العرب من غير حيه من المرور بأراضيه , إلا إذا دفعوا له رسوما مقطوعة من المواشي.
ولقد أهان مرة احد مشايخ عشيرة من العرب تدعى المساليخ من الحسيني,فاغتاظ هذا وعمل مكيدة,فأتاه يوما وعرض عليه حضور جميع شيوخ عشيرة الحسني, ليعطوه عهدا بالخضوع له,فقبل بذلك , ولما وصل القوم ,هجموا عليه وذبحوه في بيته,وفتكوا بجماعته , ونهبوا متاعهم, وفر من بقي منهم واتوا إلى جهات قضاء حصن الأكراد ,وسكنوا في مكان يدعى إلى الآن برج الدنادشة , وهو فوق تلكلخ مسكنهم الحالي, وكان آنذاك مأهولا بجماعة من المتاولة والتركمان, فطردوهم واستولوا على محالهم, ورئيسهم يدعى الشيخ إسماعيل , على جانب عظيم من البسالة والشجاعة , فأعطته الحكومة لقب آغا ووهبته خمس قرى وهي: الفتا يا والحوز, ومدان ,وحير البصل, والموح, التابعة لقضاء حمص , وبموجب فرمان من السلطان ,محمد خان الرابع, عهد لإسماعيل آغا وجماعته,المحافظة على تلك النواحي.
أما لقب دندشلي,فقد سماه به التركمان,ممن لا يزال لهم بعض قرى يسكنونها في القضاء المذكور, وذلك إن إسماعيل آغا كان يتقن زينة خيوله ,ويجللها بأقمشة لها أطراف ودنا دش, .
وبعد أن سكنوا مدة قرن في تلكلخ ,رجع احد إخوان إسماعيل آغا مع قسم من قبيلته,إلى حوران ,وبقي فيها , واسم عشيرته الفحيلية, وفي كل سنة يأتي من حوران جمع من الفحيلية ,لزيارة الدنادشة في ديارهم, ويتوجه أخر من تلكلخ إلى حوران,و "دندش" الساكنون في جهات الهر مل" (منطقة في لبنان), ليس لهم قرابة مع دنادشة تلكلخ, فهؤلاء سنة, وألئك شيعة.
تم ظهر ثلاثة أخوة من الدنادشة لهم شهرة مستفيضة, واسم احدهم حمزة آغا, والثاني إبراهيم آغا , والثالث حمود آغا, فأحبوا تقسيم أملاكهم لمنع الشقاق بينهم, فالقوا قرعة فتفرقوا ,فبنى حمزة آغا محلا وسكن فيه ودعاه باسمه ,أي مشتى حمزة, وسكن إبراهيم آغا قرية تلكلخ, وسكن حمود في محل سماه مشتى حمود,وأسماء هذه المحال التي أصبحت الآن عامرة بذريتهم, مافتئت باقية إلى اليوم, وكل من هؤلاء الثلاثة , أصبح مديرا لأملاكه. ولكل قرية الآن، من هذه القرى رئيس من نسل الأخوة الثلاثة الأكبر.
وأكبرهم ورئيس الجميع يسكن تلكلخ لأنها أهم منازلهم,وهي واقعة إلى جنوبي قلعة الحصن ,مركز القضاء الآن, تبعد عنه نحو ساعة على طريق العجلات, الممتد من طرابلس الشام إلى حمص,أما مشتى حمزة ومشتى حمود, فموقعاهما شرقي تلكلخ وعلى مسافة ساعتين منه.
ورئيسهم في تلكلخ ,هو على جانب عظيم من الكرم ودماثة الأخلاق, محب للفقراء والمحتاجين, بيته مفتوح الأبواب, لكل من يقصده, وهو عبدا لله آغا , وله من العمر نحو الستين أو أكثر, ومنازل الاغوات مبنية على النسق الجديد,ومنها ما كلف ألوفا من الليرات الذهبية , وأملاك الدنادشة كثيرة ومتسعة, لاسيما أراضيهم في سهل البقيعة المشهور بخصبة, وأكثر خبزهم من طحين الذرة الصفراء, وقلما يستعملون دقيق الحنطة, ولكل من الاغوات مضافة , لقبول الزائرين , ومن عاداتهم , أن لا يتناولوا طعامهم مع حريمهم, بل يأكلون في مضافا تهم, وجد بها ضيوف أم لم يوجد.
ولهم ولع عظيم بركوب الصافتات الجياد,يعنون كثيرا بتربيتها , وقل فيهم من لا يركبها ويتفنن فيها, وعند محمد بك الدندشلي, صاحب بيت في تلكلخ , فرس أصلها حمدا نية زرقاء اللون , لا يبيعها لو دفع له فيها خمسمائة ليرة عثمانية ذهبية, وعند ركوبهم يحملون الرماح والسيوف , وفي أعراسهم يدقون الطبول , وينفقون على خيولهم وأفراحهم نفقات باهظة, وفي حكم محمد خان الرابع الذي جلس على تخت السلطنة سنة 1059 منحهم فرمان يملك القرى المذكورة أنفا. انتهى النص
دواني القطوف في اخبار بني المعلوف
المؤرخ اللبناني عيسى اسكندر معلوف
كان الفحيليون( الدنادشة) اليوم متجاورين ,وبني المعلوف (الغساسنة) سابقا في حوران ويسكنون "اللجأ "
"فصارت تلك البلدة المنيعة حصنا لمن يلتجئئ اليها,وسكانها يدافعون عن جيرانهم النازلين في"اللجأ "من الغسانيين وسواهم, فتأيدت فيها كلمتهم واشتهرت سطوتهم فكانو عشيرة كبية حسدهم الجيران من العرب وغيرهم ولاسيما الفحيليون من العشائر التي كانت تخيم في "اللجأ " ص 145
و "كان في عشيرة ابي راجح ابراهيم المعلوف ابنة جميلة الطلعة اسمها "لطيفة" ابية النفس رقيقة العواطف وكانت تسير في اكثر الايام على متن جوادكريم,وحولها خوادمها على الحمير ناقلات الطعام الى اسيادهن في الحقول,وكثيرات غيرهن يحملن على رؤؤسهن اطباقا من الطعام الى الحصاد,عدوا على الارجل.
فسارت"لطيفة" ذات يوم بهذا الموكب ممتعة نظرهابما مر وصفه من المحاسن,مبتهجة بأغاني بعض النساء والبنات وهن سائرات غير حاسبات لعوادي الزمان.
فما ابتعدت عن البلدة بموكبها هذا,حتى فاجأها من احد المضايق,بعض فرسان الفحيليين يتجارون كأنهم يقصدون أختطافها,وهم يتحادثون ويومئون لها,فطار لبها رعبا,ولم يلبثوا ان أحدقوا بها احداق الهالة بالقمر,فلم تتمكن من الهرب, ولكنها دافعت عن نفسها بشجاعة,فلم يلحقوا بها اذى, ولكنهم استوقفوا خوادمها, وأكلوا ما على رؤسهن من الطعام, وهي تنتظر اليهم من بعيد ,بعين يكسرها الحياءأدبا ,ويكسوها الغضب حمرة,الى ان فرغ الطعام,فساروا في سبيلهم,وتركوهاموغرة الصدرحنقا,موردة الخدين خجلا,مصطكة الركبتين رعبا,حاسبة ذلك اهانة كبيرة لقومها,وحطا من مقامهم,وتحاملا عليهم.فلم تستطع صبرا ةقد نالها مانالها من الد اعدائها .
فأشارت الى خوادمها أن يملأن الاطباق من ابعار الجما ونحوها ويغطينها,ويستأنسن المسير معها الى الحقل ففعلن.
وكان روعها يهدأ كلما طال الوقت,ولكن الذكرى كانت تثير احزانها حتى وصلت الى محاصد قومها,فأقبل أحدهم عليها يحيها كالعادة,فرآها كئيبة النفس, مقطبة الوجه,تترقرق الدمعة في عينيها السوداوين دموع الحزن,وكانت قد اعتادت أن ترد التحية بهشاشة ولطف.ثم تناول الاطباقورفع عنها االغطاء,فاْْْذا مملوءة ممتأنف من النفوس,وتمجه الاذواق,فسأل "لطيفة"
ماهذا ياابنة العم؟
فقالت:له" هذا طعام من لايحفظ على كرامة عشيرته ولا يذود عنحوضه بجميع قوته"وأجهشت بالبكاء قائلة بلسان ليلى بنت لكيز الوائلية:
ليت للبراق عينا فترى ماأقاسي من بلاء و عنا
عذبت اختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحا ومسا
........................
يابني المعلوف:سيروا تنصروا وذروا الغفلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم وعليكم, مابقيتم في الدنا
فما اتمت كلامها هذا حتى سالت عينيها بالدموع واجتمع حولها اخوتها وبنو أعمامها وأتباعهم,فقصت عليهم احدى خوادمها ماجرى لها,فحرك ساكن غيظهم,وتأكدوا أن اعداءهم الفحيليين الذين سرحو مواشيهم,ذلك اليومفي زروعهم ومنعوهم وأهانوهم,هم الذين قصدوا الايقاع ب"لطيفة".فشكروا الله على خلاصها,ونووا أخذ الثأر منهم والفتك بهم,فعقدوا اجتماعا في تلكالليلة,وأقروا فيه على أنهم,بعد جمع زرعهم ودياستها وبيعها مع مقتنياتهم ,يفتكون بخصومهم ويتركون بلادهم قلصدين "لبنان"لما انتشر فيه الراحةبالفتح العثماني,ولكن ثورة الغزالي نائب دمشق في تلك السنة ,سببت اضطرابا في حوران وما يجاورها".
ثم"ان بني المعلوفبدأوا ببيع مواشيهم, ووافقهم الغلاء الذي حدث عام 1519الماضية,وارتفاع أسعار المواشي,فباعوا معظمها,وأبقوايحتاجون اليه منها".
فأرسل فروع "ابراهيم "شيوخهم ونساءهم واولادهم وخدامهم ومواشيهمأمامهعم,وتآمر الباقون منهم مع أنسبائهم ألآخرين على الفتك بأعدائهم ففعلوا,ولحقت سلالة ابراهيم بفروعها "في لبنان"وأنسباؤهم انتقلوا الى جهات اخرىوجهل أمرهم,فتمزقت امر هذه الاسرة وخرجت من بلدتهم"دامة العليا"واستولى على املاكهم العرب ثم الدروز, وكان ذلك سنة1920
(وذكر المعلوف في الهامش :ان هذه الرواية متفق رعليها من جميع بني المعلوف,وقد ايدها الايكونوموس الفضل سليمان غباين النائب الأسقفي لطائفة الروم الكاثوليك في حوران بكتبة بخط يده في 24تشرين الثاني سنة 1906,وان ألسنة الحوارنة تتناقل ذلك حتى اليوم)
هذا وان بعضا من بني المعلوف,أثناء هربهم من حوران الى لبنان انتقلوا السهل البقاع فزرعوا حب الدخن ونسبوا اليه,ثم انتقل بعضهم الى نواحي حمص وسكنوا قرية المشيرفة على الحدود السورية البنانية مطلة على على سهل البقيعة والنهر الكبير الجنوبي, وقرية المقيبلة التي تقابل "المشيرفة"من الناحية البنانية على مدخل "وادي خالد"الذي قطعه رعمسيس الثاني المصري قبل الميلاد بألف وخمسماية سنة.وموقع القريتين,المشيرفة والمقيبلة,يشرف على قلعة حصن الاكراد.وهناك في المشيرفة ةالمقييبلة نالوا مكانة عند بكوات الدنادشة, وبادلوهم الولاء, ثم اختلفوا" انتهى نص المؤرخ اسكندر
وينفي المؤرخ حسن النمر الدندشي مؤلف كتاب الدنادشة 1919 الثورة السورية الأم الذي اعتمدنا عليه في تثبيت النص أن يكون قد تم اي خلاف بين الدنادشة ومسيحيي المشرفة والمقيبلة,ونحن نؤكد بالمشاهدة وبالمنقول بالتواتر ذلك,و نؤكد على علاقة ود وتأخي بين الدنادشة وألئك.
ويتحدث المؤرخون امثال جودة علي , وجرجي زيدان, عن يوم حليمه بدل لطيفة,يقول جواد علي في مؤلفه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام"وقد زعم بعض أهل الأخيار،إن اليوم الذي انتصر فيه الغساسنة على الضجاعمة هو "يوم حليمة". وذلك أن الحرب لما ثارث بين الضجاعمة والغساسنة للسبب الذي ذكرته وقالوا "خذ من جذع ما أعطاك"، كان لرئيس غسان ابنة جميلة يقال لها "حليمة". فأعطاها خلوقاً لتخلق به قومها، وانتصر الغساسنة بذلك اليوم على الضجاعم. فقالوا: "ما يوم حليمة بسر".
وعن طلب زعيم الغساسنة من ملك الضجاعم رغبة امراء غسان في القدوم اليه للأتفاق معه على الرسوم التي يرغبها,وعندما يأتون يهجمون عليه ويقتلوه ويشتتوا الضجاعم ,وفي رواية ثالثة يرسل امير غسان جابي الضجاعم الى شقيقه جزع المعروف بحمقه,وعندما طالب الجابي جزيع بالرسوم قدم له سيفا من ذهب وعندما قبض الجابي على جزع السيف ,سحب جزع السيف وقتل الجابي, ودارت حربا وتنادا كل من الغساسنة والضجاعم بنخوته , هزم على اثرها الضجاعم واصبحت الغساسنه عمالا للروم بدل الضجاعم.
وسنتناول ونتابع الموضوع, حتى نثبته او ننفيه ,بالتعاون مع الاخوة القراء اصحاب الصلة.
اسامه الدندشي