بالمختصر..
29-12-2010, 10:54
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
في كل مكان و زمان نلقاهم و في ظروف متباينة نتعامل معهم هم حولنا , هم بعض زملاء العمل وبعض الأصدقاء و جزء من الأقارب و الأحبة و الإخلاء و بضع من الجيران و المعارف .
يمثلون جزأً هاماً من محيطنا المعيشي الذي يجب أن نتعامل معه بلا شك بذكاء اجتماعي و عاطفي شديدان من اجل أن يسير المركب و تأمن الرحلة و تتحقق الأهداف و نصل إلى المبتغى بأذن الله بغير خسائر أو تضحيات .
الصدام معهم فقدان للطاقات و مضيعة للأوقات و انحراف عن الخط العام الذي ارتضاه الإنسان الطبيعي لنفسه هو خط البناء و الاعمار , الطموح و السمو , العمل الجاد و الارتقاء المستمر في كل مناحي الحياة .
هم و لا شك محطات في هذا الطريق لأنهم يشكلون جزء لا بأس به من الوسط الاجتماعي الذي نتعامل معه و يحيط بنا كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة .
و لكن يجب ألا نتوقف كثيراً في هذ المحطات حينما نختلف معهم أو لا يعجبنا سلوكهم في الحياة أو تصرفاتهم في العمل أو المنزل أو لا تعجبنا ردود أفعالهم أو انفعالاتهم أو سلبيتهم أو مخالفتهم للسائد العام الطبيعي الإنساني الذي فطر عليه الإنسان و هو حب الآخرين و الإحسان إليهم و التعاون معهم على البر و التقوى و عدم التعاون معم على الإثم و العدوان .
إنها الشخصيات ذات الطبيعة الصعبة حيث هي صعبة حينما نتعامل معه و صعبة حينما نريد أن نفهمها وصعبة حينما نريد أن نتعاون أو نتكامل معه !!
من هم ؟ و كيف اعرفهم ؟ وما هي طرق التعامل المثالية معهم ؟
إنها أسئلة يسألها العالم بأسرة من شرقه إلى غربة ومن جنوبه إلى شماله , فلا يخلوا منزل أو مكان عمل أو دراسة أو عش زوجية أو تجمع سكاني من الشخصيات الصعبة .
وهي كالتالي : الانفعالي , المتهكم , المتذمر , المحطم , المزاجي , الحساس , العنيد , المتردد , السلبي , اللامبالي , المحبط , الشكاك , المغرور , المراوغ , الغامض , المتحول , النرجسي , المتكبر , المنافق , المهمش للآخرين , الدكتاتوري أو المتسلط
كلها نماذج تمر حولنا كل يوم قد تهدد حياة البعض و قد تشكل على البعض الآخر , قد نتوقف حائرين أمام هذه الشخصيات و هذه النماذج و لكن هناك عدة مخارج و حلول مبتكرة و سلسة للتعامل مع ذوي الطباع الصعبة .
و من هذه النصائح والأفكار :
1/ لا بد أن تتمتعوا بالثقة الكبيرة بالله أولاً و بأنفسكم ثانياً فهي الثروة الأهم في حياتنا فلا يسوؤكم حديث شاذ أو سلوك مشين أو تصرف مستنكر و ضعوا دائماً هذه الأمور الخارجة عن المألوف في حجمها الصغير و اعتبروها مما طلبه الله عز و جل منا حينما قال سبحانه :
(خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )
2/ إذا كان شخصاً عزيزا و مقرباً فمن الأجمل و الأكمل استخدام الصراحة و المكاشفة معه حول هذه السلبيات و الإشكاليات التي قد تعكر صفو العلاقة و تسهم في تدميرها و سلب روحها البراقة .
3/ لا تعطي أحد الفرصة لكي ينال منك أو يسئ إليك بشكل مباشر أو أن يهضم حقك و قم بالسيطرة على الوضع بحزم و ابتسامه في آن معاً و احذر من فقدان الأعصاب أو الهيجان الذي يجلب الخسارة لك و لصحتك دائماً و اعلم أن الندم لا يبني بيتاً هدمه التهور و طالب بحقوقك بتعقل و ثبات .
4/ عمق العلاقة دوماً مع الأشخاص المتوازنين أكثر و الذين تستطيع أن تتنبأ بتصرفاتهم و انفعالاتهم و توجهاتهم أكثر من غيرهم فهم باختصار كتاب مفتوح فالشفافية و الصدق و الصراحة أركان العلاقة الصحية و الشراكة الإستراتيجية.
5/ كن مستمعاً جيدا للجميع و لا تقاطع و احتفظ بالكلام الواقعي و المنطقي و الذي تقتنع فيه و فيه تكون المصلحة وغير ذلك من الأحاديث السلبية أو الأقوال المزعجة أو السلوكيات الغير متحضرة فلا تنسى أن لك أذناً ثانية فسارع بإخراجها بلا تردد .
6/ لا تشغل يومك و غدك , مشاعرك و أحاسيسك , فكرك و حياتك بتصرفات السفهاء أو الحاسدين أو الحاقدين أو أصحاب المصالح و احمد الله الذي ميزك بالعقل و الحكمة و التوازن الروحي و النفسي و العقلي و الجسدي و ترفع عن هذه التصرفات و لا تشغل نفسك بها و عيش حياتك بسعادة و طمأنينة و اتجه إلى هدفك بكل تركيز و إيمان .
7/ ارفع شعار التسامح وا لتغافل دائماً في التعامل مع الآخرين و ابتعد عن تصيد الأخطاء و العثرات خصوصاً في أي سلوك أو تصرف يسئ إليك إساءة مباشرة أو يلحقك منه ضرر لاسيما إننا إذا أدركنا أن المؤمن يجب أن يغلب جانب إحسان الظن بالآخرين و التعاطي مع الأخطاء البشرية الطبيعية و الغير مقصوده بواقعية و بتهوين للأمور و ليس تهويل له .
8/ خذ بيد الجميع و تعاون معهم بحب و رقي و ساعدهم للتخلص من الإشكاليات الموجود في شخصياتهم و ذواتهم و أفكارهم و أعطى ذلك الإصلاح حقه من الوقت و الصبر و التحمل و التشجيع و سوف ترون الفرق بأذن الله .
9/ لا تغضب دائما من تصرفات هذه الشخصيات فهي في الغالب شخصيات مستفزه و قدّر إن هناك خلل ما يقع الآن , و بدل أن تفقد السيطرة على مشاعرك و أحاسيسك و انفعالاتك , بادر في إصلاح ذاتك أولاً و من حولك ثانياً بحب و رقي و مد جسور التعاون المثمر مع الآخرين و تعامل مع الأمور دوما بحكمة و تعقل و تبصر .
10/ كافئ الناس و اشكرهم على تصرفاتهم الجيدة و الحضارية خصوصاً المقربين منك و شجعهم دائماً على أفضل الأقوال و الأفعال و حفز فيهم دوماً تعلم الجديد من المهارات الاجتماعية الهامة و ساعدهم على التمتع بالذكاء الاجتماعي و الايجابية في التعامل مع الآخرين و الإحسان إلى الجميع.
11/ الحوار الهادف من أساسيات النجاح في العلاقات الإنسانية و الكل منا محتاج إلى الآخر للارتقاء نحو المعالي فلا يوجد مكان للفردية و الأنانية في عالمنا اليوم فلا بد أن ندرك أهمية التواصل البناء مع الآخرين رغم اختلافاتنا في الطباع و العادات والقناعات و التوجهات .
12/ أتقن فن الاحتواء و تدرب عليه , فمن الشخصيات من تحتويه بابتسامة صادقة و كلمة طيبة و إنصاتك له باهتمام و أخرى بالحب و العاطفة و اللمسة الحانية و أخرى بكرم أخلاقك و تعاملك و بعضهم بصبرك و حلمك و تحملك و فريق بنصحك و إرشادك و صدقك .
13/ لا تستغل هذه الطباع السيئة في الآخرين لكي تهاجمهم أو تعايرهم بل تعاون معهم للتقويم من أنفسهم و تبادل الخبرات و المعلومات في ما بينكم لحاضر مزهر و غدٍ جميل .
14/ ترفع عن توافه الأمور و صغائر الأشياء و لا تعيرها أي اهتمام فالأنفس الكبيره هي التي تنزل الأشياء منازلها و تضعها في مكانها الطبيعي و اعلم أن إضاعة الحياة في التوافه و التفكير فيها هو طريقك إلى عالم القلق و التوتر و الاكتئاب و الخوف و الإحباط و الفشل .
15/ لا حظوا أبنائكم و طلابكم و من يقعون تحت مسئولياتكم و تأكدوا من أنهم لا توفر لديهم هذه الصفات و الطباع الصعبة لأنها سوف تكون من حواجز النجاح و التفوق بكل آسف لهم في المستقبل و قد تسهم في فشلهم و تخبطهم في الحياة و إدخالهم في نفق مظلم لا يستطيعون الخروج منه .
16/ التقويم و التصحيح في بناء الشخصية و تغير القناعات إلى الأفضل و الأجمل و الأكمل ليس صعباً في هذا الزمان فإن كنت من أصحاب تلك الصفات و تلك الطبائع الصعبة فبادر بالتصويب و التصحيح و التنقيح عن طريق استشارة المختصين و حضور الدورات التدريبية المتخصصة في إدارة الذات و تنمية القدرات و التحكم في الشخصية و تطويرها و التخلص من القناعات السلبية و الطباع السيئة و قراءة الكتب المتخصصة و زيارة المواقع الثرية و متابعة البرامج الرائدة في هذا المجال و ارفع على الدوام شعار جدد حياتك دائماً .
و لا ننسى دوما و دائماً أن أكثر من 85 % من أسباب النجاح الشخصي و النفسي و العملي و الاجتماعي يعود إلى التميز و الرقي و التحضر و الايجابية في التعامل مع الآخرين و كسب ودهم و بناء الحب و العلاقات المميزة معهم و ان المكمل و هو 15 % لهذه النسبة المخصصة للنجاح و السعادة و الطمأنينة في الحياة يعود إلى الذكاء و الفطنة .
و من هنا أؤكد أهمية السعي في تطوير و تنمية قدراتنا و مهاراتنا في كل المجالات خصوصاً مجال العلاقات الإنسانية و التعامل مع جميع صنوف البشر و عقلياتهم و عاداتهم و قيمهم و توجهاتهم بذكاء شديد و تقدير بالغ للتفاوت بين الناس في هذا الباب الحيوي و الهام من أبواب الحياة العصرية و المتسارعة , و لنتخلق بأخلاق رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم العالية و الراقية و المثالية و نستفيد من سيرته العظيمة في هذا العلم الهام الذي اهتمت به شعوب الأرض قاطبة و أسست له معاهد خاصة حول العالم تعلم المهارات الاجتماعية و تؤلف فيه مئات الكتب و الآلاف الأبحاث و المحاضرات و الدورات التدريبية و ورش العمل و المؤتمرات رغبة في أن يستطيع الإنسان أن يفهم أخوه الإنسان و ان يتعامل معه بإحسان و احترام و رقي و لباقة و ان يتكامل معه و يتعاون بشكل إيجابي لخير الدنيا و الآخرة و مصلحة الأجيال القادمة و اللاحقة.
" شعرة معاوية "
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و هو احد دهات العرب الأربعة عندما سأله أحد الأعراب : كيف حكمت أربعين عاما ، و لم تحدث فتنة واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟
فأجابه: إن بيني و بين الناس شعرة ، إذا أرخو شددت و إذا شدوا أرخيت .
" تأصيل "
قال تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَ خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )
" بصمة عقلية "
لقد خلق الله الإنسان بإمكانيات كبيرة و طاقات عظيمة و لكن هناك نقاط قوة و نقاط ضعف في كل إنسان و هي سمة من سمات البشر فإن أردت أن تتمتع بنقاط القوة فقط و تتخلص من نقاط الضعف فأحسن في فهم الآخرين و التعامل معهم و من ثم إعلان الشراكة المستديمة و التكامل البشري الرائع معهم الذي يصنع المعجزات على جميع المستويات .
كتبه :
سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية و تطوير الذات
.
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
في كل مكان و زمان نلقاهم و في ظروف متباينة نتعامل معهم هم حولنا , هم بعض زملاء العمل وبعض الأصدقاء و جزء من الأقارب و الأحبة و الإخلاء و بضع من الجيران و المعارف .
يمثلون جزأً هاماً من محيطنا المعيشي الذي يجب أن نتعامل معه بلا شك بذكاء اجتماعي و عاطفي شديدان من اجل أن يسير المركب و تأمن الرحلة و تتحقق الأهداف و نصل إلى المبتغى بأذن الله بغير خسائر أو تضحيات .
الصدام معهم فقدان للطاقات و مضيعة للأوقات و انحراف عن الخط العام الذي ارتضاه الإنسان الطبيعي لنفسه هو خط البناء و الاعمار , الطموح و السمو , العمل الجاد و الارتقاء المستمر في كل مناحي الحياة .
هم و لا شك محطات في هذا الطريق لأنهم يشكلون جزء لا بأس به من الوسط الاجتماعي الذي نتعامل معه و يحيط بنا كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة .
و لكن يجب ألا نتوقف كثيراً في هذ المحطات حينما نختلف معهم أو لا يعجبنا سلوكهم في الحياة أو تصرفاتهم في العمل أو المنزل أو لا تعجبنا ردود أفعالهم أو انفعالاتهم أو سلبيتهم أو مخالفتهم للسائد العام الطبيعي الإنساني الذي فطر عليه الإنسان و هو حب الآخرين و الإحسان إليهم و التعاون معهم على البر و التقوى و عدم التعاون معم على الإثم و العدوان .
إنها الشخصيات ذات الطبيعة الصعبة حيث هي صعبة حينما نتعامل معه و صعبة حينما نريد أن نفهمها وصعبة حينما نريد أن نتعاون أو نتكامل معه !!
من هم ؟ و كيف اعرفهم ؟ وما هي طرق التعامل المثالية معهم ؟
إنها أسئلة يسألها العالم بأسرة من شرقه إلى غربة ومن جنوبه إلى شماله , فلا يخلوا منزل أو مكان عمل أو دراسة أو عش زوجية أو تجمع سكاني من الشخصيات الصعبة .
وهي كالتالي : الانفعالي , المتهكم , المتذمر , المحطم , المزاجي , الحساس , العنيد , المتردد , السلبي , اللامبالي , المحبط , الشكاك , المغرور , المراوغ , الغامض , المتحول , النرجسي , المتكبر , المنافق , المهمش للآخرين , الدكتاتوري أو المتسلط
كلها نماذج تمر حولنا كل يوم قد تهدد حياة البعض و قد تشكل على البعض الآخر , قد نتوقف حائرين أمام هذه الشخصيات و هذه النماذج و لكن هناك عدة مخارج و حلول مبتكرة و سلسة للتعامل مع ذوي الطباع الصعبة .
و من هذه النصائح والأفكار :
1/ لا بد أن تتمتعوا بالثقة الكبيرة بالله أولاً و بأنفسكم ثانياً فهي الثروة الأهم في حياتنا فلا يسوؤكم حديث شاذ أو سلوك مشين أو تصرف مستنكر و ضعوا دائماً هذه الأمور الخارجة عن المألوف في حجمها الصغير و اعتبروها مما طلبه الله عز و جل منا حينما قال سبحانه :
(خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )
2/ إذا كان شخصاً عزيزا و مقرباً فمن الأجمل و الأكمل استخدام الصراحة و المكاشفة معه حول هذه السلبيات و الإشكاليات التي قد تعكر صفو العلاقة و تسهم في تدميرها و سلب روحها البراقة .
3/ لا تعطي أحد الفرصة لكي ينال منك أو يسئ إليك بشكل مباشر أو أن يهضم حقك و قم بالسيطرة على الوضع بحزم و ابتسامه في آن معاً و احذر من فقدان الأعصاب أو الهيجان الذي يجلب الخسارة لك و لصحتك دائماً و اعلم أن الندم لا يبني بيتاً هدمه التهور و طالب بحقوقك بتعقل و ثبات .
4/ عمق العلاقة دوماً مع الأشخاص المتوازنين أكثر و الذين تستطيع أن تتنبأ بتصرفاتهم و انفعالاتهم و توجهاتهم أكثر من غيرهم فهم باختصار كتاب مفتوح فالشفافية و الصدق و الصراحة أركان العلاقة الصحية و الشراكة الإستراتيجية.
5/ كن مستمعاً جيدا للجميع و لا تقاطع و احتفظ بالكلام الواقعي و المنطقي و الذي تقتنع فيه و فيه تكون المصلحة وغير ذلك من الأحاديث السلبية أو الأقوال المزعجة أو السلوكيات الغير متحضرة فلا تنسى أن لك أذناً ثانية فسارع بإخراجها بلا تردد .
6/ لا تشغل يومك و غدك , مشاعرك و أحاسيسك , فكرك و حياتك بتصرفات السفهاء أو الحاسدين أو الحاقدين أو أصحاب المصالح و احمد الله الذي ميزك بالعقل و الحكمة و التوازن الروحي و النفسي و العقلي و الجسدي و ترفع عن هذه التصرفات و لا تشغل نفسك بها و عيش حياتك بسعادة و طمأنينة و اتجه إلى هدفك بكل تركيز و إيمان .
7/ ارفع شعار التسامح وا لتغافل دائماً في التعامل مع الآخرين و ابتعد عن تصيد الأخطاء و العثرات خصوصاً في أي سلوك أو تصرف يسئ إليك إساءة مباشرة أو يلحقك منه ضرر لاسيما إننا إذا أدركنا أن المؤمن يجب أن يغلب جانب إحسان الظن بالآخرين و التعاطي مع الأخطاء البشرية الطبيعية و الغير مقصوده بواقعية و بتهوين للأمور و ليس تهويل له .
8/ خذ بيد الجميع و تعاون معهم بحب و رقي و ساعدهم للتخلص من الإشكاليات الموجود في شخصياتهم و ذواتهم و أفكارهم و أعطى ذلك الإصلاح حقه من الوقت و الصبر و التحمل و التشجيع و سوف ترون الفرق بأذن الله .
9/ لا تغضب دائما من تصرفات هذه الشخصيات فهي في الغالب شخصيات مستفزه و قدّر إن هناك خلل ما يقع الآن , و بدل أن تفقد السيطرة على مشاعرك و أحاسيسك و انفعالاتك , بادر في إصلاح ذاتك أولاً و من حولك ثانياً بحب و رقي و مد جسور التعاون المثمر مع الآخرين و تعامل مع الأمور دوما بحكمة و تعقل و تبصر .
10/ كافئ الناس و اشكرهم على تصرفاتهم الجيدة و الحضارية خصوصاً المقربين منك و شجعهم دائماً على أفضل الأقوال و الأفعال و حفز فيهم دوماً تعلم الجديد من المهارات الاجتماعية الهامة و ساعدهم على التمتع بالذكاء الاجتماعي و الايجابية في التعامل مع الآخرين و الإحسان إلى الجميع.
11/ الحوار الهادف من أساسيات النجاح في العلاقات الإنسانية و الكل منا محتاج إلى الآخر للارتقاء نحو المعالي فلا يوجد مكان للفردية و الأنانية في عالمنا اليوم فلا بد أن ندرك أهمية التواصل البناء مع الآخرين رغم اختلافاتنا في الطباع و العادات والقناعات و التوجهات .
12/ أتقن فن الاحتواء و تدرب عليه , فمن الشخصيات من تحتويه بابتسامة صادقة و كلمة طيبة و إنصاتك له باهتمام و أخرى بالحب و العاطفة و اللمسة الحانية و أخرى بكرم أخلاقك و تعاملك و بعضهم بصبرك و حلمك و تحملك و فريق بنصحك و إرشادك و صدقك .
13/ لا تستغل هذه الطباع السيئة في الآخرين لكي تهاجمهم أو تعايرهم بل تعاون معهم للتقويم من أنفسهم و تبادل الخبرات و المعلومات في ما بينكم لحاضر مزهر و غدٍ جميل .
14/ ترفع عن توافه الأمور و صغائر الأشياء و لا تعيرها أي اهتمام فالأنفس الكبيره هي التي تنزل الأشياء منازلها و تضعها في مكانها الطبيعي و اعلم أن إضاعة الحياة في التوافه و التفكير فيها هو طريقك إلى عالم القلق و التوتر و الاكتئاب و الخوف و الإحباط و الفشل .
15/ لا حظوا أبنائكم و طلابكم و من يقعون تحت مسئولياتكم و تأكدوا من أنهم لا توفر لديهم هذه الصفات و الطباع الصعبة لأنها سوف تكون من حواجز النجاح و التفوق بكل آسف لهم في المستقبل و قد تسهم في فشلهم و تخبطهم في الحياة و إدخالهم في نفق مظلم لا يستطيعون الخروج منه .
16/ التقويم و التصحيح في بناء الشخصية و تغير القناعات إلى الأفضل و الأجمل و الأكمل ليس صعباً في هذا الزمان فإن كنت من أصحاب تلك الصفات و تلك الطبائع الصعبة فبادر بالتصويب و التصحيح و التنقيح عن طريق استشارة المختصين و حضور الدورات التدريبية المتخصصة في إدارة الذات و تنمية القدرات و التحكم في الشخصية و تطويرها و التخلص من القناعات السلبية و الطباع السيئة و قراءة الكتب المتخصصة و زيارة المواقع الثرية و متابعة البرامج الرائدة في هذا المجال و ارفع على الدوام شعار جدد حياتك دائماً .
و لا ننسى دوما و دائماً أن أكثر من 85 % من أسباب النجاح الشخصي و النفسي و العملي و الاجتماعي يعود إلى التميز و الرقي و التحضر و الايجابية في التعامل مع الآخرين و كسب ودهم و بناء الحب و العلاقات المميزة معهم و ان المكمل و هو 15 % لهذه النسبة المخصصة للنجاح و السعادة و الطمأنينة في الحياة يعود إلى الذكاء و الفطنة .
و من هنا أؤكد أهمية السعي في تطوير و تنمية قدراتنا و مهاراتنا في كل المجالات خصوصاً مجال العلاقات الإنسانية و التعامل مع جميع صنوف البشر و عقلياتهم و عاداتهم و قيمهم و توجهاتهم بذكاء شديد و تقدير بالغ للتفاوت بين الناس في هذا الباب الحيوي و الهام من أبواب الحياة العصرية و المتسارعة , و لنتخلق بأخلاق رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم العالية و الراقية و المثالية و نستفيد من سيرته العظيمة في هذا العلم الهام الذي اهتمت به شعوب الأرض قاطبة و أسست له معاهد خاصة حول العالم تعلم المهارات الاجتماعية و تؤلف فيه مئات الكتب و الآلاف الأبحاث و المحاضرات و الدورات التدريبية و ورش العمل و المؤتمرات رغبة في أن يستطيع الإنسان أن يفهم أخوه الإنسان و ان يتعامل معه بإحسان و احترام و رقي و لباقة و ان يتكامل معه و يتعاون بشكل إيجابي لخير الدنيا و الآخرة و مصلحة الأجيال القادمة و اللاحقة.
" شعرة معاوية "
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و هو احد دهات العرب الأربعة عندما سأله أحد الأعراب : كيف حكمت أربعين عاما ، و لم تحدث فتنة واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟
فأجابه: إن بيني و بين الناس شعرة ، إذا أرخو شددت و إذا شدوا أرخيت .
" تأصيل "
قال تعالى ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَ خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )
" بصمة عقلية "
لقد خلق الله الإنسان بإمكانيات كبيرة و طاقات عظيمة و لكن هناك نقاط قوة و نقاط ضعف في كل إنسان و هي سمة من سمات البشر فإن أردت أن تتمتع بنقاط القوة فقط و تتخلص من نقاط الضعف فأحسن في فهم الآخرين و التعامل معهم و من ثم إعلان الشراكة المستديمة و التكامل البشري الرائع معهم الذي يصنع المعجزات على جميع المستويات .
كتبه :
سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية و تطوير الذات
.
.