ابو فارس
23-12-2010, 00:12
لا أرضاً قطع ولا ظهرا أبقى
لئن نسيت فلن انسَ وانا صغير. حين اخذني والدي الى محل ادوات البناء لشراء احتياجات منزلنا . حيث كنا في مراحل تشطيب البيت . دخلت المحل واذا صاحب المحل سعودي .يباشر العمل ومحاسبة الزبائن . طاولته من الحديد ممتلئة من الصدأ والغبار. ومما لفت انتباهي انه لايملك كرسي ليجلس عليه . بل كان يستعمل (سطل) اصباغ ليضع عليها سجادته ويجلس . كان محلا صغيرا لبداية تاجر من تجار الخفجي . الان هو من اكبر المحلات. يتعامل مع ارامكو لتوريد بعض المواد . سمحٌ جدا بتعامله واتوقع ان كل شخص بنى منزلا بالخفجي قد اشترى منه عليه . اضافة الى مايملكه من عقارات واملاك متفرقة . بارك الله له فيها جميعا.
كان سر نجاحه عوامل كثيرة من اهمها في نظري . انه ترقى من اشياء بسيطة الى اعظم منها .وكذلك اشرافه المباشر . وعدم تسليم مهام العمل الى عماله.
على عكس هذه الصورة هناك من اثقل نفسه بالعمل والتفكير وتلك البدايات الكبيرة التي هي اكبر من الامكانيات المادية والتنظيرية ليقع في هوة العجز او الخسائر.
فتقدير الامور تحتاج الى عقل ثاقب . وفكر نيّر. وترويٍ واتزان , كي يتم ترتيب الاولويات. ويبدأ تقييم الحياة على اسس من التدرج والترقي بمراحل الانجاز . فعلى قدر القفز يكون ألم السقوط . وهو في شك من النجاة.
هذا المثال قدمته لاني عاشرت هذه الاحداث والا ففي تاريخنا شواهد واثباتات على ان العمل اليسير والحركة البسيطة الدائمة على وجه متصل هي افضل من عمل يكتنفه الانقطاع ويشوشه الملل والفتور.
فافضل العمل ادومه وان قل
من جانب اخر متداخل شكلا ومظمونا مع هذه الفكرة ما قاله بكر المزني، رحمه الله : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره.
اذن العمل لايقاس بكثرته وانما بمسوغات ومسببات اخرى ويقصد بذلك العبادات القلبية. فيصدق في ابي بكر ماقاله الشاعر
من لي بمثل مشيك المدلل @@@ تمشي الهوينا وتأتي في الأول
ثبات خطوات . وعمل دؤوب . وطاعة مستمرة. وحسن تبتل واخلاص ويقين وصدق . وكل ماتسمو به الروح , من خلال البر والخير . هي بلاشك مفترق طرق بين الاخيار واضدادهم.
وهذا المنهج لايفسده سطوة حماس . ولا قوة نشاط . بل هو محجوم مكبل بقيود الشرع والعقل
فهاهم فتيان ثلاثة سألوا عن اعمال النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها . فقال احدهم اني اصوم ولا افطر و قال الاخر اني اقوم ولا انام وقال الاخير اني لا اتزوج النساء . اخذا بالجد والعمل وبعدا عن الدنيا – كما يعتقدون – فرد النبي صلى الله عليه وسلم منهجهم ببيان منهاجه المعتدل فهو يصوم ويفطر ويقوم وينام ويتزوج النساء .
فالطريق طويل وله عراقيل ومثبطات . وان استفراغ الجهد من اوله يجعل باقيه في صعوبة بالغة فيفتر العزم وتضعف الهمة ويقل النشاط وربما كانت النتيجة ابعد واعظم ألما
ففي الحديث الصحيح ( لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)
وكما ورد في حديث ضعيف السند صحيح المعنى
كالمُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى
لئن نسيت فلن انسَ وانا صغير. حين اخذني والدي الى محل ادوات البناء لشراء احتياجات منزلنا . حيث كنا في مراحل تشطيب البيت . دخلت المحل واذا صاحب المحل سعودي .يباشر العمل ومحاسبة الزبائن . طاولته من الحديد ممتلئة من الصدأ والغبار. ومما لفت انتباهي انه لايملك كرسي ليجلس عليه . بل كان يستعمل (سطل) اصباغ ليضع عليها سجادته ويجلس . كان محلا صغيرا لبداية تاجر من تجار الخفجي . الان هو من اكبر المحلات. يتعامل مع ارامكو لتوريد بعض المواد . سمحٌ جدا بتعامله واتوقع ان كل شخص بنى منزلا بالخفجي قد اشترى منه عليه . اضافة الى مايملكه من عقارات واملاك متفرقة . بارك الله له فيها جميعا.
كان سر نجاحه عوامل كثيرة من اهمها في نظري . انه ترقى من اشياء بسيطة الى اعظم منها .وكذلك اشرافه المباشر . وعدم تسليم مهام العمل الى عماله.
على عكس هذه الصورة هناك من اثقل نفسه بالعمل والتفكير وتلك البدايات الكبيرة التي هي اكبر من الامكانيات المادية والتنظيرية ليقع في هوة العجز او الخسائر.
فتقدير الامور تحتاج الى عقل ثاقب . وفكر نيّر. وترويٍ واتزان , كي يتم ترتيب الاولويات. ويبدأ تقييم الحياة على اسس من التدرج والترقي بمراحل الانجاز . فعلى قدر القفز يكون ألم السقوط . وهو في شك من النجاة.
هذا المثال قدمته لاني عاشرت هذه الاحداث والا ففي تاريخنا شواهد واثباتات على ان العمل اليسير والحركة البسيطة الدائمة على وجه متصل هي افضل من عمل يكتنفه الانقطاع ويشوشه الملل والفتور.
فافضل العمل ادومه وان قل
من جانب اخر متداخل شكلا ومظمونا مع هذه الفكرة ما قاله بكر المزني، رحمه الله : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره.
اذن العمل لايقاس بكثرته وانما بمسوغات ومسببات اخرى ويقصد بذلك العبادات القلبية. فيصدق في ابي بكر ماقاله الشاعر
من لي بمثل مشيك المدلل @@@ تمشي الهوينا وتأتي في الأول
ثبات خطوات . وعمل دؤوب . وطاعة مستمرة. وحسن تبتل واخلاص ويقين وصدق . وكل ماتسمو به الروح , من خلال البر والخير . هي بلاشك مفترق طرق بين الاخيار واضدادهم.
وهذا المنهج لايفسده سطوة حماس . ولا قوة نشاط . بل هو محجوم مكبل بقيود الشرع والعقل
فهاهم فتيان ثلاثة سألوا عن اعمال النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها . فقال احدهم اني اصوم ولا افطر و قال الاخر اني اقوم ولا انام وقال الاخير اني لا اتزوج النساء . اخذا بالجد والعمل وبعدا عن الدنيا – كما يعتقدون – فرد النبي صلى الله عليه وسلم منهجهم ببيان منهاجه المعتدل فهو يصوم ويفطر ويقوم وينام ويتزوج النساء .
فالطريق طويل وله عراقيل ومثبطات . وان استفراغ الجهد من اوله يجعل باقيه في صعوبة بالغة فيفتر العزم وتضعف الهمة ويقل النشاط وربما كانت النتيجة ابعد واعظم ألما
ففي الحديث الصحيح ( لكل عمل شرة ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)
وكما ورد في حديث ضعيف السند صحيح المعنى
كالمُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى