ســــارا الرياض
22-12-2010, 12:32
رواية في مقالة
/
أنانيّة جيل
/
/
المكان أرض اليمامة
الزمان عام 2210 للميلاد
الوقت ما قبل الغروب
/
بعد قرنين من الزمان
قوافل الحجيج قفلت راضية مطمئنّة من ارض الحجاز حتى ارض نجد
وعلى مشارف أطلال مدينة خاوية على عروشِها بعد ما هجرها ساكِنوها
كانت قافلة الجازي حطّت للتو رِحالِها
/
غير بعيد ..
فتاة في بحر الثلاثين ممشوقة القوام مقرونة شعر الرأس
ثيابها من الخز والحرير تمشي بِخُطىٍ واثِقة ثابِتة
من ينظُر إليها يلمح الفطنة والذكاء تلمعان في عينين كحلاوين
تفكّر بصمت وتستنتج بحكمة
تتلاشى نُهى الرجال امام عقلها ..
اهتماماتها شتّى وهمُّها مُختلف عن بنات جيلها اللائي همُّهنّ
روج وزوج
/
تقف .. تتنهّد ..
لقد لقينا من سفِرنا هذا نصبا .. فكم خُلق الإنسان في كبد ؟!! .. الجازي تتساءل
/
تسير مُثقلة الخُطى كعادتِها حين يعصف فكرُها بِعمق ..
أثناء ذلك تُبصر جادّة مُعبّدة غطت الرِمال أجزاءً كبيرة منها كانت تُسمّى
طرق المواصلات في ما مضى وكانت إحدى السبُل التي يسلكُها
ضيوف الرحمن للبيت العتيق ..
تسترجع بالذاكِرة تاريخ أرض الأجداد حيث كانت قارِئة جيّدة للتاريخ
تستعيد كيف كانت تلك المدينة للمُترفين والمُعدمين في الوقت ذاته
كانت مدينة تعيش عصرها الذهبي رغم الالم ورغم النهب
رغم قطع الطريق من صعاليك الذهب الاسود
سرابيلهم من كتـــّان وتدابيرهم من قطِران
/
الجازي مؤمنة بِقضاء الله وقدره ومع ذلك
تعيش ناقِمة على ذلكم الجيل المسئول عن إهدار كنوز الأرض وبذّروا حتى توؤموا الشياطين ..
لقد أنعم الله على هذه البِلاد بنعمة النفط ومن المعلوم أنّه سينتهي حتماً يوماً ما
لكن أين خلق البديل والتفكير بالأجيال القادمة ؟ والنئي عن أنانية جيل !!
كيف لم يُخلِّفوا سوى آثار كآثار عاد وثمود من مباني رُمِّمت بعدهم بالطين
/
وبعد قرنين من المد بدء الإنحسار
انحسر النفط ومعه انحسرت الكرامة
/
تتساءل الجازي كيف ضاع نفط بلادِها بهذه البساطة ولم يُستثمر للإجيال القادِمة ؟ !!
الم تكُن هناك عقول تُدرك لتعي ما يتطلّبهُ المستقبل ؟ !!
لكن لا تبرح الجازي بأن يبطل عجبها عند الوقوف على الأسباب ..
/
قرأت في مُذكّرات أحدهم كيف هي سياسة القمع وإستشراء الفساد وبيع وشراء الذمم
والتمجيد والتقديس للإعداء والقسم لهم على الولاء والبراء
وكيفهم بالتدليس مع الناصحين وسياسة الإجتواء لا الإحتواء
/
قرأت كيف بلغ السيل الزُبى حيث تجاوز الصعاليك المدى
وبدّدوا المال والثروات وكأنه مُلك أفراد .. غير آبهين بالجماعة ..
/
تروي أحداهُن بِمُذكّراتِها ::
( صحيح عندنا فقر بس ما يمنع ان نِشرك .. أعني نُشرك الآخر
فكم علمتني أمي أن المشروك مبروك بشرط لا يكون ذى المشروك مسروق ) !!
وتُسهب في ذكر عينات من تلك الفساد بِزمنِها ::
( اعلم ان ابتزاز العطاء والسخاء هو الثناء
حتى صار بيت مالنا بيت مال للعالم والبِغاء
ويكفي استنزافه قصيدة في حفل من ببغاء )
/
تسترجع الجازي
حسبُنا الله ونعم الوكيل
سامح الله جيلاً مضى
فلا حضارة وعلم أنجز ولا كنزاً أبقى
/
سارا الرياض
الجازي فال الله ولا فالك
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم ::
( تفاءلوا بالخير تجِدوه )
/
أنانيّة جيل
/
/
المكان أرض اليمامة
الزمان عام 2210 للميلاد
الوقت ما قبل الغروب
/
بعد قرنين من الزمان
قوافل الحجيج قفلت راضية مطمئنّة من ارض الحجاز حتى ارض نجد
وعلى مشارف أطلال مدينة خاوية على عروشِها بعد ما هجرها ساكِنوها
كانت قافلة الجازي حطّت للتو رِحالِها
/
غير بعيد ..
فتاة في بحر الثلاثين ممشوقة القوام مقرونة شعر الرأس
ثيابها من الخز والحرير تمشي بِخُطىٍ واثِقة ثابِتة
من ينظُر إليها يلمح الفطنة والذكاء تلمعان في عينين كحلاوين
تفكّر بصمت وتستنتج بحكمة
تتلاشى نُهى الرجال امام عقلها ..
اهتماماتها شتّى وهمُّها مُختلف عن بنات جيلها اللائي همُّهنّ
روج وزوج
/
تقف .. تتنهّد ..
لقد لقينا من سفِرنا هذا نصبا .. فكم خُلق الإنسان في كبد ؟!! .. الجازي تتساءل
/
تسير مُثقلة الخُطى كعادتِها حين يعصف فكرُها بِعمق ..
أثناء ذلك تُبصر جادّة مُعبّدة غطت الرِمال أجزاءً كبيرة منها كانت تُسمّى
طرق المواصلات في ما مضى وكانت إحدى السبُل التي يسلكُها
ضيوف الرحمن للبيت العتيق ..
تسترجع بالذاكِرة تاريخ أرض الأجداد حيث كانت قارِئة جيّدة للتاريخ
تستعيد كيف كانت تلك المدينة للمُترفين والمُعدمين في الوقت ذاته
كانت مدينة تعيش عصرها الذهبي رغم الالم ورغم النهب
رغم قطع الطريق من صعاليك الذهب الاسود
سرابيلهم من كتـــّان وتدابيرهم من قطِران
/
الجازي مؤمنة بِقضاء الله وقدره ومع ذلك
تعيش ناقِمة على ذلكم الجيل المسئول عن إهدار كنوز الأرض وبذّروا حتى توؤموا الشياطين ..
لقد أنعم الله على هذه البِلاد بنعمة النفط ومن المعلوم أنّه سينتهي حتماً يوماً ما
لكن أين خلق البديل والتفكير بالأجيال القادمة ؟ والنئي عن أنانية جيل !!
كيف لم يُخلِّفوا سوى آثار كآثار عاد وثمود من مباني رُمِّمت بعدهم بالطين
/
وبعد قرنين من المد بدء الإنحسار
انحسر النفط ومعه انحسرت الكرامة
/
تتساءل الجازي كيف ضاع نفط بلادِها بهذه البساطة ولم يُستثمر للإجيال القادِمة ؟ !!
الم تكُن هناك عقول تُدرك لتعي ما يتطلّبهُ المستقبل ؟ !!
لكن لا تبرح الجازي بأن يبطل عجبها عند الوقوف على الأسباب ..
/
قرأت في مُذكّرات أحدهم كيف هي سياسة القمع وإستشراء الفساد وبيع وشراء الذمم
والتمجيد والتقديس للإعداء والقسم لهم على الولاء والبراء
وكيفهم بالتدليس مع الناصحين وسياسة الإجتواء لا الإحتواء
/
قرأت كيف بلغ السيل الزُبى حيث تجاوز الصعاليك المدى
وبدّدوا المال والثروات وكأنه مُلك أفراد .. غير آبهين بالجماعة ..
/
تروي أحداهُن بِمُذكّراتِها ::
( صحيح عندنا فقر بس ما يمنع ان نِشرك .. أعني نُشرك الآخر
فكم علمتني أمي أن المشروك مبروك بشرط لا يكون ذى المشروك مسروق ) !!
وتُسهب في ذكر عينات من تلك الفساد بِزمنِها ::
( اعلم ان ابتزاز العطاء والسخاء هو الثناء
حتى صار بيت مالنا بيت مال للعالم والبِغاء
ويكفي استنزافه قصيدة في حفل من ببغاء )
/
تسترجع الجازي
حسبُنا الله ونعم الوكيل
سامح الله جيلاً مضى
فلا حضارة وعلم أنجز ولا كنزاً أبقى
/
سارا الرياض
الجازي فال الله ولا فالك
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم ::
( تفاءلوا بالخير تجِدوه )