ولد الأشراف
18-12-2010, 16:56
مقدمة :
أن من أهم الأحداث في تاريخ العراق والجزيرة العربية في نهاية القرن الثامن عشر هو الغزو الفارسي الكبير لجنوب العراق (1775م).. وقد تصدى لهم زعيما المنتفق الأمير ثامر بن سعدون و أخوه من أمه وولد عمه الأمير ثويني بن عبدالله , ونظرا لضعف الدولة العثمانية في ذلك الوقت فلم تتمكن من أرسال قوات للتصدي لهم ومنع احتلالهم لمدينة البصرة التابعة للدولة العثمانية , وقد تصدت امارة المنتفق لهم لوحدها في معركتين حاسمتين (الفضلية وأبي حلانة) وقتلت منهم أكثر من 16 ألف مقاتل بما في ذلك علي محمد خان وأخواه (قادة جيوشهم واقارب الحاكم للدولة الفارسية ) وبذلك تكون أسرة السعدون وامارة المنتفق قد حمت العراق وشمال وشرق الجزيرة العربية منهم. يتحدث ماكس فرايهير فون أوبنهايم عن أهمية هذا النصر تاريخيا لأسرة السعدون وقبائلهم (قبائل امارة المنتفق) , في كتابه البدو , ج 3 , ص: 598 ((( لكن الربع الأخير من القرن الثامن عشر أوصلهم الى قمة من القوة والنفوذ لم تبلغها أي قبيلة بدوية أخرى في العصر الحديث))).
أطراف المعركتين :
1- الدولة الفارسية الزندية والتي كانت تضم ايران حاليا (ماعدا خرسان) بالاضافة الى اذربيجان ومناطق أخرى . الأسرة الحاكمة : الأسرة الزندية.
2- امارة المنتفق: والتي كانت دولة تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة , مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). الأسرة الحاكمة : أسرة السعدون.
التعريف بحكام المنتفق الأمير ثامر بن سعدون والأمير ثويني بن عبدالله :
1- الامير ثامر (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن ( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.
2- الامير ثويني (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير عبدالله (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن ( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.
الأحداث خلال فترة الأحتلال الفارسي (1775م – 1779م ):
في عام 1775م تحركت قوات فارسية تقدر بخمسين ألف مقاتل لأحتلال البصرة , يذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1848 ((( وبعدها بيومين , أي في 15 يناير 1775 , وصلت الأنباء الى الوكالة البريطانية في البصرة , عن طريق بوشهر , بأن جيشا ايرانيا من 50 ألف رجل قد غادر شيراز بالفعل بقيادة صديق خان شقيق الوكيل لمهاجمة البصرة ))) , ثم حاصرت الدولة الفارسية البصرة وقد كانت المنتفق تزودها بالمؤن بالاضافة الى تواجد بعض قواتهم وقادتهم داخلها للدفاع عن المدينة , كان هذا الأحتلال في نهاية عهد أمير المنتفق عبدالله بن محمد (أمير امارة المنتفق مابين 1743م – 1775م) حيث ان أخر ذكر تاريخيا له كان في بداية هذه الأحداث وقد قام بتقسيم قواته الى قسمين قسم داخل البصرة بقيادة ابن أخيه الأمير ثامر بن سعدون وابنه الامير ثويني بن عبدالله وقسم خارجها لحماية بلدة الزبير بقيادته شخصيا , يذكر لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 228 ((( هذا عدا عن ماحدث من رجوع قسم من شيوخ المنتفك للانجاد كالشيخ ثامر , وقد ابقي في البصرة , والشيخ عبدالله وقد اضطلع بحماية الزبير ))) , يذكر ابن لعبون في تاريخه ,ص: 512 ((( وفي سنة 1189: حاصر العجم البصرة . سار بهم كريم خان الزندي . واستمر الحصار سنة ونصف , ومتسلمها من جهة الروم سليمان باشا وفيها : ثويني بن عبدالله آل شبيب وغيره من المنتفق والعرب))). ومن ثم قرر والي البصرة العثماني تسليم المدينة , فانسحبت منها قوات المنتفق في الفترة التي سبقت التسليم واشاعوا مقتل الأمير ثامر بن سعدون حتى تتمكن قواتهم من الانسحاب , وبعد ذلك احتلتها الدولة الصفوية و استمر الاحتلال حتى عام 1779م . وهذا الحدث يعتبر من أهم الأحداث في تاريخ الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر كون احتلال الدولة الفارسية للبصرة كان يهدف الى جعلها مركز عسكري ينطلقون منه لاحتلال بقية سواحل الجزيرة العربية حتى مسقط . ذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1869 , متحدثا عن كريم خان الزندي بعد احتلاله للبصرة ((( كما أمر بأن يقدم اليه وصف تفصيلي وواضح للبلاد الممتدة من البصرة باتجاه مسقط , ومن هذه التعليمات الأخيرة يبدو أن الوكيل لم يكن يهدف لأن يستغل هذا الأقليم ماليا فقط , بل وينوي أيضا اتخاذه قاعدة لفتوحات أخرى))). ولأن امارة المنتفق هي القوة الكبرى المواجهة للجيش الفارسي (كونها تضم معظم مناطق و قبائل جنوب ووسط العراق حضر وبادية) والتي ينبغي عليهم أخضاعها حتى يسيطروا على العراق ويتجوا الى شرق الجزيرة العربية فقد أرسل صادق خان الزند الى أمراء المنتفق يطلب منهم الخضوع له ويهددهم , وتم رفض طلبه , فقام بارسال جيش يتكون من ستة آلاف خيال وثلاثة آلاف من المشاة مع ثمانية عشر زورقا نهريا تحمل المدافع , وقد تصدت المنتفق لهذه القوة وهزمتها وأبادة أغلبها في معركة الفضلية الشهيرة في تاريخ العراق , هذه الهزيمة كانت قاسية جدا للفرس ولكريم خان الزند ممادفعه الى تجهيز قوة أكبر ودعمها بقوات من بني كعب ومن عشائر الكثير وقادها علي محمد خان , وقد ابيد هذا الجيش أيضا بخطة عسكرية محكمه من المنتفق وقتل القائد علي محمد خان وأخواه . يتحدث عباس العزاوي , في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 6 , ص 95 , حوادث سنة 1193هـ - 1779م , عن علي محمد خان والمعركة الثانية مع الدولة الصفوية ((( وتقدم الى المنتفق بنحو عشرة آلاف... ولم تمض مدة حتى انجلت الحرب عن انتصار العرب . وهلك في هذه الحرب علي محمد خان وأخواه وباد جيشهم سوى 35 خيالا وغنمت العشائر كافة مهماتهم ومعداتهم))). يذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1874 , متحدثا عن خطة المنتفق العسكرية للأمير ثامر بن سعدون في المعركة الثانية مع الدولة الفارسية ((( وبعدها نجح الشيخ ثامر شيخ المنتفق في استدراج قوة ايرانية كبيرة من البصرة الى مساحة من الأرض , يحدها مجرى الماء من الشمال , وشط العرب من الشرق وخليج من الجنوب وهي تبعد حوالي 17 ميلا عن المدينة , وهناك كان عدد ضخم من عرب المنتفق بانتظار وصول القوة الايرانية , حيث أعملوا فيها القتل حتى أبادوها عن أخرها , وكان من بين القتلى علي محمد خان نفسه ومن هذه الحوادث نستطيع أن نفهم أن الأيرانيين لم تكن لهم أي سيطرة خارج أسوار مدينة البصرة ))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة, ج : 1 , ص: 209 ((( وكانت الشخصية العربية الأخرى التي يشار لها بالبنان في العراق حينذاك ثويني العبدالله شيخ مشايخ المنتفك , من آل شبيب , الذي أبلى بلاء حسنا , بالاشتراك مع ابن عمه ثامر المحمد المانع , في قتال الفرس حينما جردوا على عشائر المنتفك من البصرة ( وكانوا قد احتلوها في عهد كريم خان زند) حملات قوية استطاع المنتفكيون تدميرها عن بكرة أبيها في موقعتي الفضلية وأبي حلانة))).
يلخص ابن الغملاس المعركتين في كتابه البصرة .. ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني , ص 78 ((( ثم بعد أن استولوا على البصرة بهذه الصورة الشنيعة توجهوا بعساكرهم الكثيرة الى جهة المنتفق فلما سمع بهم ثامر وثويني رئيسا المنتفق جمعا لهم قوة كافية من العربان والعشائر وخرجا لمقابلتهم وذلك في سنة 1191 فالتقى الجمعان في محل يقال له الفضلية في غربي شط الفرات فاشتعلت نار الحرب بينهما فما استدامت غير نصف نهار حتى انجلت عن انهزام العجم انهزاما شنيعا وعقبهم فرسان العرب حتى قتل منهم خلق كثير وغرق منهم جانب عظيم , واستولت العرب على خيلهم وأسلحتهم وعددهم وكانت أموالا كثيرة لاتعد ولاتحصى . قيل: وأحصي من قتل من العجم في هذه الوقعة فبلغ زهاء ستة آلاف قتيل , فلما وصل الخبر الى شيراز غضب كريم خان الزندي فجمع عسكرا ضخما مدهشا وأرسلهم في قيادة محمد علي خان الزندي ليستأصلوا المنتفق عن أخرهم , ولما أخبر رؤساء المنتفق بذلك تهيأوا لهم واستعدوا للموت , فبرزوا لهم في محل يقال له أبو حلانه فالتقى الجمعان في المحل المذكور وحمي وطيس الحرب فلم تمض ثمان ساعات حتى انكشفت الحرب عن انهزام العجم ولم يتخلص من القتل الا العشر منهم , وكانت هذه الوقعة من أعظم الوقائع التي انكسرت بها شوكت العجم وهي في يوم الخامس عشر من ذي القعده سنة 1192 وقد استولت العرب على مهمات العساكر الأعجمية وخيولهم وأموالهم وكان ممن قتل فيهم محمد علي خان القائد ))). ويذكر المؤرخ ابن سند البصري (المولود عام 1765م ) غنائم المنتفق في المعركة الثانية , كتاب مختصر مطالع السعود في أخبار الوالي داوود المقتطع من خزانة التواريخ النجدية , ص: 259 ((( وغنم العرب مغنما لم يسمع بمثله لأن العجم كانوا متمولين من أموال أهل البصرة , ووفدت الشعراء ثويني للتهنيئة , خصوصا بقتل محمد علي خان , وممن شهد هذه الواقعة وأبدى من البسالة غايتها حمود بن ثامر ومحمد بن عبدالعزيز بن مغامس ))) . ونذكر هنا أبيات من قصيدة المؤرخ والشاعر عثمان بن سند المعاصر للأحداث والتي قالها على لسان زعيما المنتفق ثامر بن سعدون وثويني بن عبدالله بعد هزيمتهم للفرس :
إذا لم ترض إلا السيف منّا
فإنّا المانعون لما حمينا
حماة الجار كم باغٍ لوينا
وكم ضمٍّ بمرهفةٍ أبينا
أترضى أن يغشمرنا معادٍ
ويسقينا ببيض الهند حينا
وفينا العزّ نجنيه ببيضً
وسمرٍ ينحنين وكم حنينا
وغمرة معمعٍ خضنا بخيلٍ
رياحٌ لا تسابق إن جرينا
وكم من كيخمٍ أردت ظبانا
وعزٍّ بالصوارم قد بنينا
سقينا من نحاربه بسجلٍ
إلى أن عاد منقاداً إلينا
وما إن فاتنا ملكٌ بثأرٍ
وما عن سعي مأثرةٍ ونينا
وما إن سامنا الأمراء خسفاً
فإن راموا بنا خسفاً عصينا
أسرّة عزّنا صهوات كمتٍ
تطير بنا متى نحن اشتهينا
تطير بنا إلى أبطال حربٍ
كعقبانٍ على صيدٍ هوينا
فيا علج الأعاجم إنّ بيضاً
نضوناها بقتلك قد وأينا
ورثناهنّ عن آباء صدقٍ
نضوها قبل ما نحن انتضينا
وأوصونا ونوصي وارثينا
بتلك البيض ما حرباً جنينا
ستندم إن تكن لقيتك منّا
فوارس لا يرون القتل شينا
(شبيبيّون) أنجبهم نزارٌ
يرون عليهم الغارات دينا
سنقريك السيوف قرىً جميلاً
ونسقيك الحتوف إذا التقينا
حتى قال:
ولا عذرٌ لنا عن قتل قومٍ
سباب الصحب جرّهمو إلينا
إذا لم نقرهم بالبيض ضرباً
يذيقهم المنون فلا اهتدينا
إذا لم نحم من عجمٍ ذماراً
بسبّهم الصحاب فلا اتقينا
فصبراً يا عدوّ الله صبراً
لأسيافٍ بها العليا ارتقينا
فعنك يضيق رحب الأرض عمّا
قريبٍ، والعلوج تقول إينا
بعد النصر حاصرت المنتفق البصرة , وبعد وصول خبر وفاة الحاكم كريم خان الزند في أيران , هرب صادق خان من البصرة مع جيشه خوفا من أن تجتاحه المنتفق , ودخلت المنتفق البصرة , وبقيت سلطة المدينة بيد أمراء المنتفق ورفض الأمير ثامر بن سعدون عودة الوالي العثماني سليمان باشا للمدينة لكن بعد مقتل الأمير ثامر في معركة مع تحالف الخزاعل وافق الأمير ثويني بن عبدالله على عودة المدينة للحكم العثماني . وأخيرا يلخص ماكس فرايهير فون أوبنهايم تفاصيل الاحتلال والمعركتين ونتيجتهما في كتابه البدو , ج 3 , ص: 599 (((صحيح أن المنتفق كانوا قد فوتوا فرصة منع الفرس من عبور شط العرب , لكنهم شاركوا بشجاعة في الدفاع عن المدينة التي قاومت الحصار سنة ونصف السنة والتي كان المنتفق وبني خالد يزودونها بالمؤن . بعد سقوط البصرة تابع المنتفق الحرب . ونصبوا كمينا للفرس المتقدمين على الفرات عند الفضلية , قرب عرقة , وهزموا عند أبو حلانه جيشا ثانيا يقوده أخو كريم خان . ولذلك حصل المنتفق , بعد انسحاب الفرس عام 1779م , على السلطة في البصرة ))).
بعض المصادر :
1- كتاب الــــبـــدو , ج: 3 , ص: 598 – 599 , ماكس فرايهير أوبنهايم.
2- دليل الخليج , ج: 4 , ص: 1865 – 1879 , ج ج لوريمر.
3- أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 228 – 233 , ستيفن همسلي لونكريك.
4- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية , قسم الحوادث في امارة الشيخ ثويني .
5- امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية 1546م -1918م , ص: 117 – 131 .
6- البصرة .. ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني , ص: 78 , ابن الغملاس.
7- تاريخ الدول الفارسية بالعراق , ص: 115-116 , علي ظريف الأعظمي .
8- مختصر تاريخ البصرة , ص: 159 – 161 .
9- مطالع السعود بأخبار الوالي داود , ص: 257 – 259 , الجزء المقتطع من كتاب خزانة التواريخ النجدية , الشيخ عثمان بن سند البصري.
10- صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة , المؤرخ جعفر الخياط , ج 1 , ص: 209 .
.......................................................................
بعض الاقوال في اسرة السعدون وامارة المنتفق من 1530م إلى 1918 م:
لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين .
وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال . وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.
وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها .
(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)
ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون ، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل ، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم ...
(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)
آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا الى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق , وهم ينتسبون الى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم الى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الانكليزي بقيادة أعجمي السعدون .... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة .
(القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) لمؤلفه : يونس الشيخ ابراهيم السامرائي.
آل سعدون هم عائلة شريفة هبطت العراق في أوائل القرن العاشر للهجرة وأسسوا فيه إمارة كبرى دامت أربعمائة سنة تقريباً وقد تولى المشيخة منهم شيوخ كثيرون. وهم قوم يرجعون بأنفسهم إلى الحجاز وبأنسابهم إلى أشارف الحجاز وأمرائه فهم قرشيون هاشميون علويون.
(تاريخ السعدون - المؤرخ عبدالله الناصر)
فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.
(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)
مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى.
(ماكس فرايهير فون أوبنهايم - البدو ج3 )
لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده , من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون , أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد , ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق . رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون إلى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة.
(حليم حسن الأعرجي - كتاب (آل الأعرجي _أحفاد عبيدالله الأعرج).)
فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , وبنوسعيد , وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا .
(عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد – ابراهيم فصيح الحيدري)
كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها.
( المؤرخ عباس العزاوي , كتاب عشائر العراق – قسم امارة المنتفق- عند حديثه عن امارة المنتفق وعشائرها وقبائلها )
قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب.
(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)
إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة مايقارب من (50,000) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر ...
(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)
في ظل الأسرة الحجازية الجبارة ، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل ، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية ، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون ) متمسكين بكبرياء وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم البلاد ، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919 ....
(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)
وكان المنتفق لهم يد على البصرة من نحو مائة سنة وهم رؤساؤها ويأكلون جملة من نخيلها بسبب أن آباءهم قد جعلوهم أهل البصرة حفاظا للنخيل , وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم .
(البسام – تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق – عند حديثه عن أحداث سنة 1859م)
إيجاد الفكرة العربية وبث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسة في هذا القطر فإن أول من استفز للقضية بعد أن درت ومزقتها أعمال المغول والتتار والأتراك والفرس هم آل سعدون فأول ساع للبعث وأول دماغ حمل الفكرة الصالحة وهو دماغ الشيخ ثويني العبد الله فسعى لعقد حلف عربي يتكون من أضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق تكون غايته طرد الأتراك من العراق وتأسيس دولة عربية
(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم مآثر آل سعدون))-)
عندما يترعرع الصبي يعلم الرماية والفروسية ويعود على احتمال المشاق ومواجهة المخاطر والصعوبات ويلقن استهجان الموت الطبيعي والاستخفاف به وقد بلغ منهم هذا أنه إذا أصيب الصبي بجرح وجيء به لأهله مضرجا بالدماء يقابله أهله وذووه بقولهم (عريس عريس) وتتعالى الزغاريد وتقام الأفراح والولائم.
(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم تقاليد آل سعدون وعاداتهم الأجتماعية))-)
وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات ,فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب.
(حسين خلف الشيخ خزعل – تاريخ الجزيرة العربية , ج1)
أحدثت دويا في تاريخ العراق , وخذلت قوى الجيش العثماني مرارا عديدة , وحكمت البصرة زمنا طويلا , وزاد نطاق سلطانها الى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود لواء المنتفق .
(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن امارة المنتفق))- )
وقد هاجروا من الحجاز الى بلاد مابين النهرين في أوائل القرن السادس عشر. وفي ظل عائلة السعدون حافظ اتحاد المنتفق على استقلاله من الأتراك حتى سنة 1863 .
( ديكسون - كتاب الكويت وجاراتها , ج1 -((عند حديثه عن أسرة آل سعدون))-)
أن من أهم الأحداث في تاريخ العراق والجزيرة العربية في نهاية القرن الثامن عشر هو الغزو الفارسي الكبير لجنوب العراق (1775م).. وقد تصدى لهم زعيما المنتفق الأمير ثامر بن سعدون و أخوه من أمه وولد عمه الأمير ثويني بن عبدالله , ونظرا لضعف الدولة العثمانية في ذلك الوقت فلم تتمكن من أرسال قوات للتصدي لهم ومنع احتلالهم لمدينة البصرة التابعة للدولة العثمانية , وقد تصدت امارة المنتفق لهم لوحدها في معركتين حاسمتين (الفضلية وأبي حلانة) وقتلت منهم أكثر من 16 ألف مقاتل بما في ذلك علي محمد خان وأخواه (قادة جيوشهم واقارب الحاكم للدولة الفارسية ) وبذلك تكون أسرة السعدون وامارة المنتفق قد حمت العراق وشمال وشرق الجزيرة العربية منهم. يتحدث ماكس فرايهير فون أوبنهايم عن أهمية هذا النصر تاريخيا لأسرة السعدون وقبائلهم (قبائل امارة المنتفق) , في كتابه البدو , ج 3 , ص: 598 ((( لكن الربع الأخير من القرن الثامن عشر أوصلهم الى قمة من القوة والنفوذ لم تبلغها أي قبيلة بدوية أخرى في العصر الحديث))).
أطراف المعركتين :
1- الدولة الفارسية الزندية والتي كانت تضم ايران حاليا (ماعدا خرسان) بالاضافة الى اذربيجان ومناطق أخرى . الأسرة الحاكمة : الأسرة الزندية.
2- امارة المنتفق: والتي كانت دولة تضم معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة , مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). الأسرة الحاكمة : أسرة السعدون.
التعريف بحكام المنتفق الأمير ثامر بن سعدون والأمير ثويني بن عبدالله :
1- الامير ثامر (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن ( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.
2- الامير ثويني (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير عبدالله (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن ( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.
الأحداث خلال فترة الأحتلال الفارسي (1775م – 1779م ):
في عام 1775م تحركت قوات فارسية تقدر بخمسين ألف مقاتل لأحتلال البصرة , يذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1848 ((( وبعدها بيومين , أي في 15 يناير 1775 , وصلت الأنباء الى الوكالة البريطانية في البصرة , عن طريق بوشهر , بأن جيشا ايرانيا من 50 ألف رجل قد غادر شيراز بالفعل بقيادة صديق خان شقيق الوكيل لمهاجمة البصرة ))) , ثم حاصرت الدولة الفارسية البصرة وقد كانت المنتفق تزودها بالمؤن بالاضافة الى تواجد بعض قواتهم وقادتهم داخلها للدفاع عن المدينة , كان هذا الأحتلال في نهاية عهد أمير المنتفق عبدالله بن محمد (أمير امارة المنتفق مابين 1743م – 1775م) حيث ان أخر ذكر تاريخيا له كان في بداية هذه الأحداث وقد قام بتقسيم قواته الى قسمين قسم داخل البصرة بقيادة ابن أخيه الأمير ثامر بن سعدون وابنه الامير ثويني بن عبدالله وقسم خارجها لحماية بلدة الزبير بقيادته شخصيا , يذكر لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 228 ((( هذا عدا عن ماحدث من رجوع قسم من شيوخ المنتفك للانجاد كالشيخ ثامر , وقد ابقي في البصرة , والشيخ عبدالله وقد اضطلع بحماية الزبير ))) , يذكر ابن لعبون في تاريخه ,ص: 512 ((( وفي سنة 1189: حاصر العجم البصرة . سار بهم كريم خان الزندي . واستمر الحصار سنة ونصف , ومتسلمها من جهة الروم سليمان باشا وفيها : ثويني بن عبدالله آل شبيب وغيره من المنتفق والعرب))). ومن ثم قرر والي البصرة العثماني تسليم المدينة , فانسحبت منها قوات المنتفق في الفترة التي سبقت التسليم واشاعوا مقتل الأمير ثامر بن سعدون حتى تتمكن قواتهم من الانسحاب , وبعد ذلك احتلتها الدولة الصفوية و استمر الاحتلال حتى عام 1779م . وهذا الحدث يعتبر من أهم الأحداث في تاريخ الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر كون احتلال الدولة الفارسية للبصرة كان يهدف الى جعلها مركز عسكري ينطلقون منه لاحتلال بقية سواحل الجزيرة العربية حتى مسقط . ذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1869 , متحدثا عن كريم خان الزندي بعد احتلاله للبصرة ((( كما أمر بأن يقدم اليه وصف تفصيلي وواضح للبلاد الممتدة من البصرة باتجاه مسقط , ومن هذه التعليمات الأخيرة يبدو أن الوكيل لم يكن يهدف لأن يستغل هذا الأقليم ماليا فقط , بل وينوي أيضا اتخاذه قاعدة لفتوحات أخرى))). ولأن امارة المنتفق هي القوة الكبرى المواجهة للجيش الفارسي (كونها تضم معظم مناطق و قبائل جنوب ووسط العراق حضر وبادية) والتي ينبغي عليهم أخضاعها حتى يسيطروا على العراق ويتجوا الى شرق الجزيرة العربية فقد أرسل صادق خان الزند الى أمراء المنتفق يطلب منهم الخضوع له ويهددهم , وتم رفض طلبه , فقام بارسال جيش يتكون من ستة آلاف خيال وثلاثة آلاف من المشاة مع ثمانية عشر زورقا نهريا تحمل المدافع , وقد تصدت المنتفق لهذه القوة وهزمتها وأبادة أغلبها في معركة الفضلية الشهيرة في تاريخ العراق , هذه الهزيمة كانت قاسية جدا للفرس ولكريم خان الزند ممادفعه الى تجهيز قوة أكبر ودعمها بقوات من بني كعب ومن عشائر الكثير وقادها علي محمد خان , وقد ابيد هذا الجيش أيضا بخطة عسكرية محكمه من المنتفق وقتل القائد علي محمد خان وأخواه . يتحدث عباس العزاوي , في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 6 , ص 95 , حوادث سنة 1193هـ - 1779م , عن علي محمد خان والمعركة الثانية مع الدولة الصفوية ((( وتقدم الى المنتفق بنحو عشرة آلاف... ولم تمض مدة حتى انجلت الحرب عن انتصار العرب . وهلك في هذه الحرب علي محمد خان وأخواه وباد جيشهم سوى 35 خيالا وغنمت العشائر كافة مهماتهم ومعداتهم))). يذكر لوريمر في كتابه دليل الخليج , القسم التاريخي , ج4 , ص: 1874 , متحدثا عن خطة المنتفق العسكرية للأمير ثامر بن سعدون في المعركة الثانية مع الدولة الفارسية ((( وبعدها نجح الشيخ ثامر شيخ المنتفق في استدراج قوة ايرانية كبيرة من البصرة الى مساحة من الأرض , يحدها مجرى الماء من الشمال , وشط العرب من الشرق وخليج من الجنوب وهي تبعد حوالي 17 ميلا عن المدينة , وهناك كان عدد ضخم من عرب المنتفق بانتظار وصول القوة الايرانية , حيث أعملوا فيها القتل حتى أبادوها عن أخرها , وكان من بين القتلى علي محمد خان نفسه ومن هذه الحوادث نستطيع أن نفهم أن الأيرانيين لم تكن لهم أي سيطرة خارج أسوار مدينة البصرة ))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة, ج : 1 , ص: 209 ((( وكانت الشخصية العربية الأخرى التي يشار لها بالبنان في العراق حينذاك ثويني العبدالله شيخ مشايخ المنتفك , من آل شبيب , الذي أبلى بلاء حسنا , بالاشتراك مع ابن عمه ثامر المحمد المانع , في قتال الفرس حينما جردوا على عشائر المنتفك من البصرة ( وكانوا قد احتلوها في عهد كريم خان زند) حملات قوية استطاع المنتفكيون تدميرها عن بكرة أبيها في موقعتي الفضلية وأبي حلانة))).
يلخص ابن الغملاس المعركتين في كتابه البصرة .. ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني , ص 78 ((( ثم بعد أن استولوا على البصرة بهذه الصورة الشنيعة توجهوا بعساكرهم الكثيرة الى جهة المنتفق فلما سمع بهم ثامر وثويني رئيسا المنتفق جمعا لهم قوة كافية من العربان والعشائر وخرجا لمقابلتهم وذلك في سنة 1191 فالتقى الجمعان في محل يقال له الفضلية في غربي شط الفرات فاشتعلت نار الحرب بينهما فما استدامت غير نصف نهار حتى انجلت عن انهزام العجم انهزاما شنيعا وعقبهم فرسان العرب حتى قتل منهم خلق كثير وغرق منهم جانب عظيم , واستولت العرب على خيلهم وأسلحتهم وعددهم وكانت أموالا كثيرة لاتعد ولاتحصى . قيل: وأحصي من قتل من العجم في هذه الوقعة فبلغ زهاء ستة آلاف قتيل , فلما وصل الخبر الى شيراز غضب كريم خان الزندي فجمع عسكرا ضخما مدهشا وأرسلهم في قيادة محمد علي خان الزندي ليستأصلوا المنتفق عن أخرهم , ولما أخبر رؤساء المنتفق بذلك تهيأوا لهم واستعدوا للموت , فبرزوا لهم في محل يقال له أبو حلانه فالتقى الجمعان في المحل المذكور وحمي وطيس الحرب فلم تمض ثمان ساعات حتى انكشفت الحرب عن انهزام العجم ولم يتخلص من القتل الا العشر منهم , وكانت هذه الوقعة من أعظم الوقائع التي انكسرت بها شوكت العجم وهي في يوم الخامس عشر من ذي القعده سنة 1192 وقد استولت العرب على مهمات العساكر الأعجمية وخيولهم وأموالهم وكان ممن قتل فيهم محمد علي خان القائد ))). ويذكر المؤرخ ابن سند البصري (المولود عام 1765م ) غنائم المنتفق في المعركة الثانية , كتاب مختصر مطالع السعود في أخبار الوالي داوود المقتطع من خزانة التواريخ النجدية , ص: 259 ((( وغنم العرب مغنما لم يسمع بمثله لأن العجم كانوا متمولين من أموال أهل البصرة , ووفدت الشعراء ثويني للتهنيئة , خصوصا بقتل محمد علي خان , وممن شهد هذه الواقعة وأبدى من البسالة غايتها حمود بن ثامر ومحمد بن عبدالعزيز بن مغامس ))) . ونذكر هنا أبيات من قصيدة المؤرخ والشاعر عثمان بن سند المعاصر للأحداث والتي قالها على لسان زعيما المنتفق ثامر بن سعدون وثويني بن عبدالله بعد هزيمتهم للفرس :
إذا لم ترض إلا السيف منّا
فإنّا المانعون لما حمينا
حماة الجار كم باغٍ لوينا
وكم ضمٍّ بمرهفةٍ أبينا
أترضى أن يغشمرنا معادٍ
ويسقينا ببيض الهند حينا
وفينا العزّ نجنيه ببيضً
وسمرٍ ينحنين وكم حنينا
وغمرة معمعٍ خضنا بخيلٍ
رياحٌ لا تسابق إن جرينا
وكم من كيخمٍ أردت ظبانا
وعزٍّ بالصوارم قد بنينا
سقينا من نحاربه بسجلٍ
إلى أن عاد منقاداً إلينا
وما إن فاتنا ملكٌ بثأرٍ
وما عن سعي مأثرةٍ ونينا
وما إن سامنا الأمراء خسفاً
فإن راموا بنا خسفاً عصينا
أسرّة عزّنا صهوات كمتٍ
تطير بنا متى نحن اشتهينا
تطير بنا إلى أبطال حربٍ
كعقبانٍ على صيدٍ هوينا
فيا علج الأعاجم إنّ بيضاً
نضوناها بقتلك قد وأينا
ورثناهنّ عن آباء صدقٍ
نضوها قبل ما نحن انتضينا
وأوصونا ونوصي وارثينا
بتلك البيض ما حرباً جنينا
ستندم إن تكن لقيتك منّا
فوارس لا يرون القتل شينا
(شبيبيّون) أنجبهم نزارٌ
يرون عليهم الغارات دينا
سنقريك السيوف قرىً جميلاً
ونسقيك الحتوف إذا التقينا
حتى قال:
ولا عذرٌ لنا عن قتل قومٍ
سباب الصحب جرّهمو إلينا
إذا لم نقرهم بالبيض ضرباً
يذيقهم المنون فلا اهتدينا
إذا لم نحم من عجمٍ ذماراً
بسبّهم الصحاب فلا اتقينا
فصبراً يا عدوّ الله صبراً
لأسيافٍ بها العليا ارتقينا
فعنك يضيق رحب الأرض عمّا
قريبٍ، والعلوج تقول إينا
بعد النصر حاصرت المنتفق البصرة , وبعد وصول خبر وفاة الحاكم كريم خان الزند في أيران , هرب صادق خان من البصرة مع جيشه خوفا من أن تجتاحه المنتفق , ودخلت المنتفق البصرة , وبقيت سلطة المدينة بيد أمراء المنتفق ورفض الأمير ثامر بن سعدون عودة الوالي العثماني سليمان باشا للمدينة لكن بعد مقتل الأمير ثامر في معركة مع تحالف الخزاعل وافق الأمير ثويني بن عبدالله على عودة المدينة للحكم العثماني . وأخيرا يلخص ماكس فرايهير فون أوبنهايم تفاصيل الاحتلال والمعركتين ونتيجتهما في كتابه البدو , ج 3 , ص: 599 (((صحيح أن المنتفق كانوا قد فوتوا فرصة منع الفرس من عبور شط العرب , لكنهم شاركوا بشجاعة في الدفاع عن المدينة التي قاومت الحصار سنة ونصف السنة والتي كان المنتفق وبني خالد يزودونها بالمؤن . بعد سقوط البصرة تابع المنتفق الحرب . ونصبوا كمينا للفرس المتقدمين على الفرات عند الفضلية , قرب عرقة , وهزموا عند أبو حلانه جيشا ثانيا يقوده أخو كريم خان . ولذلك حصل المنتفق , بعد انسحاب الفرس عام 1779م , على السلطة في البصرة ))).
بعض المصادر :
1- كتاب الــــبـــدو , ج: 3 , ص: 598 – 599 , ماكس فرايهير أوبنهايم.
2- دليل الخليج , ج: 4 , ص: 1865 – 1879 , ج ج لوريمر.
3- أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث , ص: 228 – 233 , ستيفن همسلي لونكريك.
4- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية , قسم الحوادث في امارة الشيخ ثويني .
5- امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية 1546م -1918م , ص: 117 – 131 .
6- البصرة .. ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني , ص: 78 , ابن الغملاس.
7- تاريخ الدول الفارسية بالعراق , ص: 115-116 , علي ظريف الأعظمي .
8- مختصر تاريخ البصرة , ص: 159 – 161 .
9- مطالع السعود بأخبار الوالي داود , ص: 257 – 259 , الجزء المقتطع من كتاب خزانة التواريخ النجدية , الشيخ عثمان بن سند البصري.
10- صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة , المؤرخ جعفر الخياط , ج 1 , ص: 209 .
.......................................................................
بعض الاقوال في اسرة السعدون وامارة المنتفق من 1530م إلى 1918 م:
لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين .
وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال . وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.
وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها .
(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)
ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون ، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل ، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم ...
(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)
آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا الى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق , وهم ينتسبون الى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم الى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الانكليزي بقيادة أعجمي السعدون .... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة .
(القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) لمؤلفه : يونس الشيخ ابراهيم السامرائي.
آل سعدون هم عائلة شريفة هبطت العراق في أوائل القرن العاشر للهجرة وأسسوا فيه إمارة كبرى دامت أربعمائة سنة تقريباً وقد تولى المشيخة منهم شيوخ كثيرون. وهم قوم يرجعون بأنفسهم إلى الحجاز وبأنسابهم إلى أشارف الحجاز وأمرائه فهم قرشيون هاشميون علويون.
(تاريخ السعدون - المؤرخ عبدالله الناصر)
فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.
(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)
مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى.
(ماكس فرايهير فون أوبنهايم - البدو ج3 )
لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده , من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون , أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد , ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق . رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون إلى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة.
(حليم حسن الأعرجي - كتاب (آل الأعرجي _أحفاد عبيدالله الأعرج).)
فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , وبنوسعيد , وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا .
(عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد – ابراهيم فصيح الحيدري)
كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها.
( المؤرخ عباس العزاوي , كتاب عشائر العراق – قسم امارة المنتفق- عند حديثه عن امارة المنتفق وعشائرها وقبائلها )
قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب.
(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)
إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة مايقارب من (50,000) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر ...
(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)
في ظل الأسرة الحجازية الجبارة ، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل ، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية ، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون ) متمسكين بكبرياء وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم البلاد ، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919 ....
(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)
وكان المنتفق لهم يد على البصرة من نحو مائة سنة وهم رؤساؤها ويأكلون جملة من نخيلها بسبب أن آباءهم قد جعلوهم أهل البصرة حفاظا للنخيل , وصار كل قبيلة منهم لهم نخيل معروفة وقرى معلومة من البصرة وأيديهم عليها . واستمرت بعدهم في أيدي أولادهم ثم أولاد أولادهم , وجعلوها ملكا لهم وعجز عنهم صاحب بغداد , وكانت الرئاسة على المنتفق لآل سعدون من آل شبيب وصاروا ملوكا وملكوا البصرة وسوق الشيوخ ومابينهما من باد وحاضر فهو تحت ايديهم .
(البسام – تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق – عند حديثه عن أحداث سنة 1859م)
إيجاد الفكرة العربية وبث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسة في هذا القطر فإن أول من استفز للقضية بعد أن درت ومزقتها أعمال المغول والتتار والأتراك والفرس هم آل سعدون فأول ساع للبعث وأول دماغ حمل الفكرة الصالحة وهو دماغ الشيخ ثويني العبد الله فسعى لعقد حلف عربي يتكون من أضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق تكون غايته طرد الأتراك من العراق وتأسيس دولة عربية
(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم مآثر آل سعدون))-)
عندما يترعرع الصبي يعلم الرماية والفروسية ويعود على احتمال المشاق ومواجهة المخاطر والصعوبات ويلقن استهجان الموت الطبيعي والاستخفاف به وقد بلغ منهم هذا أنه إذا أصيب الصبي بجرح وجيء به لأهله مضرجا بالدماء يقابله أهله وذووه بقولهم (عريس عريس) وتتعالى الزغاريد وتقام الأفراح والولائم.
(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم تقاليد آل سعدون وعاداتهم الأجتماعية))-)
وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات ,فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب.
(حسين خلف الشيخ خزعل – تاريخ الجزيرة العربية , ج1)
أحدثت دويا في تاريخ العراق , وخذلت قوى الجيش العثماني مرارا عديدة , وحكمت البصرة زمنا طويلا , وزاد نطاق سلطانها الى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود لواء المنتفق .
(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن امارة المنتفق))- )
وقد هاجروا من الحجاز الى بلاد مابين النهرين في أوائل القرن السادس عشر. وفي ظل عائلة السعدون حافظ اتحاد المنتفق على استقلاله من الأتراك حتى سنة 1863 .
( ديكسون - كتاب الكويت وجاراتها , ج1 -((عند حديثه عن أسرة آل سعدون))-)