المشرف العام
12-12-2010, 13:05
دائما مقدام حفظني الله ورعاني ..:qannaj:
هذه صفه لازمتني منذ نعومة أظافري ، كُنت لا أجيد لعب كرة القدم ومع ذلك عندما يتجمع الفِتية تجدني أول من يدخل الميدان بانتظار التوزيع ، رغم أنني اشتاق إلى أن أكون في الطليعة وقريب من مرمى الخصم ، إلا أنهم دائما ما يزجّوا بي في المؤخرة وتحديدا بين الدفاع والحارس [ لصغر سني ] ، ومهمّتي تكون كاميكازية :) ، فعند عبور المهاجم خطوط الدفاع وينشغل باقتناص الفرصة للتسديد ، أقوم بالارتماء أمام قذيفته لكي أعيقها من بلوغ مرمى حارسي.. مع الوقت أصبح لدي عضلات جميله حول الخصر وبمقدمة البطن من جراء الضربات القاسية التي كنت أتلقاها..
رغم أنها صفه متنحية بعائلتنا ولا ادري من أين اكتسبتها إلا أنني مؤمن أن صفة الإقدام صفة يستحق الاحتفاء بها ، تطورت هذه الصفة بمرحلة الشباب ولم اكتفي بما في الأرض ، بل تطورت إلى ما في السماء ، ففي طائرة الـ سي 130 ضجيج المحرك وصوت الرياح داخل الطائرة يجعل الراكب بها في حاله من الهلع ولغتنا داخلها بالإشارة ، كنت مقداما حفظني الله كعادتي.. حرصت على أن أكون بمقدمة الطائرة ولا أخفيكم أن بها تباهي وبها " نذخه " فبالطابور المصطف بعض الحسناوات ، كانت هي محاولتي الأولى ، يراقب الجميع ضوء احمر بجدار الطائرة الداخلي .. متى ما أصبح اخضر فهذا مؤشر على أننا في منطقة القفر المظلي ، أضيء لنا الضوء الأخضر ثم امسك بيدي مدربي وشدني للوقوف ثم وقف الجميع خلفي ، نظرت لهم وهم ينظرون لي ، قضيت ثواني وأنا أبحر في بحر الاعتزاز بالنفس على ضفافه تعوم الشجاعة، خاتما هذه النشوة بدعوات قلبيه لصفة الإقدام وما أكسبت نفسي من شعور .
عندما فتح مدربنا الباب ، رغم صغر الباب إلا أنه يُخال إليّ - من هول ما رأيت - أن جانب الطائرة تمت إزاحته ، قدّمني مدربنا لاقف على طرف الباب .. فوقفت وطلب مني الإمساك بحافتي الباب والوقوف استعدادا للقفز ، كان أحد أيام شتاء جورجيا القارس والثلوج تغطي قمم أشجار الصنوبر وكذلك جداول الماء في منطقة القفز متجمدة .. أشعر بتجمد وجهي وأطرافي ، حاولت الرجوع فكان الطابور خلفي والغيم أمامي وأشجار الصنوبر رؤوسها كالمسامير تحتي ، في هذه اللحظات اختفت جميع الأصوات ماعدا صوت بنبضات قلبي .. هي كانت ثواني ولكن استرجعت بها سيرة حياتي واحسب أنني مقدم إلى مماتي ، بهذا اللحظات علمت أن ماآل إليه حالتي هو بسبب تلك الصفة التي تبنّيتها وأنني وقعت بشرورها .. تلاشت فترة السكون عندما تلقيت ضربة مفادها الإذن لي بالقفز ..فقفزة ، وأصبحت معلقا بين السماء والأرض لبعض دقائق قبل أن اصل إلى الأرض ..!!
كانت تجربة صعبه كفيله بأن أعيد ترتيب أوراقي واستبعاد صفة الإقدام .. التي لطالما عانيت منها الأمرين ، فهي تجني علىّ وتتركني أتحمل عواقبها.
وكلّما شعرت بأنني في مأزق وتمعّنت الوضع حولي ، عرفت أن هذه الصفة خلف كل المآزق ، وآخرها ما جرّته عليّ .. هو مأزق الانضمام لهذا الدوري الثقافي، فمالي ومال الكتابة ومالي مال ابنها البار القلم، ومالي ومال مقدمتها ومتنها وخاتمتها .. لم أجربها من قبل بشكل قابل للنقد أو التمحيص والتدقيق ، ومع ذلك أجد نفسي بين جهابذة القلم وفرسان الكلمة .
آخذ نفسا عميقا . .
ثم أعيد وأكرر ، يدا نفسي أوكتا وفاها نفخ
/
ذات الإنسان لها قدرة هائلة على تخزين ما يمرّ بك في حياته ، الغوص فيها واستخراج كنوزها .. هو ما يُحْدِث الفرق بين هذا وذلك، إن لم تكن غواصا ماهرا فتعلم وإن لم تستطع التعلم فحاول وإن حاولت وفشلت فحاول مرة أخرى " ثانيه وثالثه ورابعة " واستفد من عثراتك في كل محاولة
اخوكم
ابو سلطان
هذه صفه لازمتني منذ نعومة أظافري ، كُنت لا أجيد لعب كرة القدم ومع ذلك عندما يتجمع الفِتية تجدني أول من يدخل الميدان بانتظار التوزيع ، رغم أنني اشتاق إلى أن أكون في الطليعة وقريب من مرمى الخصم ، إلا أنهم دائما ما يزجّوا بي في المؤخرة وتحديدا بين الدفاع والحارس [ لصغر سني ] ، ومهمّتي تكون كاميكازية :) ، فعند عبور المهاجم خطوط الدفاع وينشغل باقتناص الفرصة للتسديد ، أقوم بالارتماء أمام قذيفته لكي أعيقها من بلوغ مرمى حارسي.. مع الوقت أصبح لدي عضلات جميله حول الخصر وبمقدمة البطن من جراء الضربات القاسية التي كنت أتلقاها..
رغم أنها صفه متنحية بعائلتنا ولا ادري من أين اكتسبتها إلا أنني مؤمن أن صفة الإقدام صفة يستحق الاحتفاء بها ، تطورت هذه الصفة بمرحلة الشباب ولم اكتفي بما في الأرض ، بل تطورت إلى ما في السماء ، ففي طائرة الـ سي 130 ضجيج المحرك وصوت الرياح داخل الطائرة يجعل الراكب بها في حاله من الهلع ولغتنا داخلها بالإشارة ، كنت مقداما حفظني الله كعادتي.. حرصت على أن أكون بمقدمة الطائرة ولا أخفيكم أن بها تباهي وبها " نذخه " فبالطابور المصطف بعض الحسناوات ، كانت هي محاولتي الأولى ، يراقب الجميع ضوء احمر بجدار الطائرة الداخلي .. متى ما أصبح اخضر فهذا مؤشر على أننا في منطقة القفر المظلي ، أضيء لنا الضوء الأخضر ثم امسك بيدي مدربي وشدني للوقوف ثم وقف الجميع خلفي ، نظرت لهم وهم ينظرون لي ، قضيت ثواني وأنا أبحر في بحر الاعتزاز بالنفس على ضفافه تعوم الشجاعة، خاتما هذه النشوة بدعوات قلبيه لصفة الإقدام وما أكسبت نفسي من شعور .
عندما فتح مدربنا الباب ، رغم صغر الباب إلا أنه يُخال إليّ - من هول ما رأيت - أن جانب الطائرة تمت إزاحته ، قدّمني مدربنا لاقف على طرف الباب .. فوقفت وطلب مني الإمساك بحافتي الباب والوقوف استعدادا للقفز ، كان أحد أيام شتاء جورجيا القارس والثلوج تغطي قمم أشجار الصنوبر وكذلك جداول الماء في منطقة القفز متجمدة .. أشعر بتجمد وجهي وأطرافي ، حاولت الرجوع فكان الطابور خلفي والغيم أمامي وأشجار الصنوبر رؤوسها كالمسامير تحتي ، في هذه اللحظات اختفت جميع الأصوات ماعدا صوت بنبضات قلبي .. هي كانت ثواني ولكن استرجعت بها سيرة حياتي واحسب أنني مقدم إلى مماتي ، بهذا اللحظات علمت أن ماآل إليه حالتي هو بسبب تلك الصفة التي تبنّيتها وأنني وقعت بشرورها .. تلاشت فترة السكون عندما تلقيت ضربة مفادها الإذن لي بالقفز ..فقفزة ، وأصبحت معلقا بين السماء والأرض لبعض دقائق قبل أن اصل إلى الأرض ..!!
كانت تجربة صعبه كفيله بأن أعيد ترتيب أوراقي واستبعاد صفة الإقدام .. التي لطالما عانيت منها الأمرين ، فهي تجني علىّ وتتركني أتحمل عواقبها.
وكلّما شعرت بأنني في مأزق وتمعّنت الوضع حولي ، عرفت أن هذه الصفة خلف كل المآزق ، وآخرها ما جرّته عليّ .. هو مأزق الانضمام لهذا الدوري الثقافي، فمالي ومال الكتابة ومالي مال ابنها البار القلم، ومالي ومال مقدمتها ومتنها وخاتمتها .. لم أجربها من قبل بشكل قابل للنقد أو التمحيص والتدقيق ، ومع ذلك أجد نفسي بين جهابذة القلم وفرسان الكلمة .
آخذ نفسا عميقا . .
ثم أعيد وأكرر ، يدا نفسي أوكتا وفاها نفخ
/
ذات الإنسان لها قدرة هائلة على تخزين ما يمرّ بك في حياته ، الغوص فيها واستخراج كنوزها .. هو ما يُحْدِث الفرق بين هذا وذلك، إن لم تكن غواصا ماهرا فتعلم وإن لم تستطع التعلم فحاول وإن حاولت وفشلت فحاول مرة أخرى " ثانيه وثالثه ورابعة " واستفد من عثراتك في كل محاولة
اخوكم
ابو سلطان