الفصول الأربعة
10-09-2002, 09:35
منذ زمان بعيد...وفكرة رومانسية حالمة تداعب أجفاني البريئة ...
حلم بات يراودني ...مذ صدمت ألواني الطفولية سواد الدنيا المادية...
وأظافري البيضاء لم تزل طرية ناعمة...
فكرة الزواج من شاب أعمى العين... لا القلب ...
شاب فقد بصره مذ كتبت له الأقدار ... أن ينزل من رحم ...
وظلمات ثلاث ... ليفجأ بالكون حوله...ألف ظلمة...
خطرت في خاطري ...البعيد عن النضج المتعارف عليه ... مع أني كنت ( وقد أكون لا أزال )
أرى أنها اقرب للنضج من كل نضج يدعيه ( الناضجون!!) حولي ...
راودتني كطيف حالم ... أياما وليالي ... ولازالت في فؤادي قطرات منها...
لطالما أبهرتني المقدرة العجيبة التي يمتلكها من فقد بصره...تلك الحواس ...
السادسة ... والسابعة... والألف ...
وتسائلت كثيرا لماذا لا نمتلكها...
واكتشفت أن في كل منا ... ألف حاسة أودعها الله في عقلنا الجبار...
ولكن انغمارنا في تفاهات يسميها ( العقلاء ) ... واقعا...
اعجز عقلنا الرائع عن استخدامها ...
وبتنا لا نرى بالعقل ...سوى أطياف الذاكرة...( يسمونه الماضي ...)
وبالعين لم نعد نرى غير الجماد القاسي ...( يسمونه واقعا)
من البحر لا نرى إلا موجه...
ولا من الشجر إلا أوراقه المتناثرة التي بعثرت غباراً للتو مسحناه...
من الشمس لا نرى غير حرقتها ... وصفرتها البائسة في حر الصحراء ...
من الليل لا نرى إلا بؤسه وظلامه...
من ضحكة طفل ... لا نسمع سوى الإزعاج...
ومن اللبن ... لا نرى سوى بقعه البيضاء ...
التي يخلفها على ملابس الأطفال ..
نعم...في غمرة أحلامي... أبصرت فارسها أعمى...
يرى من الكون ما لا نراه... يرى الحياة في ما نسميه نحن... الظلمة...
يتلمس روح الأشياء ... لا أجسادها المنهكة...
يخاطر بعقله العميق ... وفكره الساحر ...
خيالاتي وأحلامي ...
يرى من اللبن طعمه...
من الشجر حفيفه ...
من النهر يرى موسيقاه الرقراقة تداعب أجفانه...
من البحر ... يرى أعماقه المظلمة ... الملأى بروائع الخلق وسحره...
يرى زرقة السماء في صوت العصافير ...
ولون الشمس ... في دفء النهار ...
وجمال الكون .. بلمسة ناعمة... وصوت حنون...
أما أنا ...
فيراني في روحي ...
يخاطرني ... وأخاطره...
لا بكلمات ... بل بفيض الروح ونظرة الفؤاد...
يتصورني ملاكا ... يشدو في حديقة فؤاده...
يرى جمالي ... في انسياب شِعري على أسماعه...
جاذبيتي ... يتلمسها ... في طهر وإيمان يضمخ به خافقي ...
يرى بهجته في ركوب جياد عقلي الجامحة...
يحس بانتعاشة تسري في أوصاله ... حين تتناثر عبقات من ورودي ..
تداعب خلايا ه ...
بروحه يراني وأراه بروحي ...
خططت لكل شيء ... رسمت القصة في خيالي ...
وأعدت اللقطات في ذهني مرات ومرات...حتى أرى كل التفاصيل ...
حين يتقدم لخطبتي ... سيرى دموع فرح في عيني ... وقد هربت من مقلتاي لتحط على خدي المبتسم...
لن أستطيع أن أخبئ عنه شيء... فهو أعمى عن النور ..
لا عن القلوب ...وبالذات قلبي ...
سيبحر في أعماقي ... ويسمع خواطري وأمنياتي ....
سيشاهد معي أحلامي... ويسمع تغاريد قلبي تفضح فرحتي بلقاءه...
سيحس بنبضات قلبي الخافقة بكل ما في وسعها من قوة...حتى ينفجر صدري ... ليتدحرج
قلبي في حضنه الدافئ ...ويستقر هناك...
فيرفعه من حضنه... ويقبله ثم يضمه ... ليحفظه قريبا من قلبه ...
ستلتقط أذناي ... كلمات عزاء ... وأخرى تصبرني على مصابي ...
وأخرى قد تنعتني بالجنون...قد استلم رسائل شفقة...وقد أتلقى شيئا من شماتة ...
ولكني لن أسمعها ... لن تصل الى أبعد من صيوان أذني ... لترتد بأمواجها الثرثارة عنه...
وتتبعثر في الأثير ...فليست سوى كلمات غافلة... من عمي لا يفقهون...
لن أسمع إلا تغريد العصافير ... وتراتيل الصلاة...
لن أسمع سوى خفقات قلبه ... تقول لي :
مبروك علينا...
حين سنخرج معا ... تتأبط ذراعاي ذراعاه...لأقوده وسط زحام دنيا العميان...
ويقودني هو ... في عالم المبصرين ...
سأريه الألوان بكلماتي ... وسيجعلني هو أشم روائح غفلت خلايا دماغي عنها ...لأتعرف على طريقي ...
سأريه جمال الورد بأشعاري ... وسيسمعني هو ما تقوله الوردة عني وعن الكون...
حين يحين موعد الصلاة... سأدله على المسجد...
وأوجهه للقبلة... أما هو ... فسيريني كيف أصلي ...
لأسمع في الكون تسابيح الرحمن...
وأرى بروحي... نور ربي وقبساته...
لأحلق بقلبي العاشق في فضاءات طاهرة من كل حب غير حب الله...
وأنسى كل الكون ... لأتذكر خالقه...
سأصحبه الى مطاعمي المفضلة...وهو سيذيقني أطيب طعم وألذه...
حين يعلمني كيف آكل مغمضة العينين ,..,
أتتحسس من كل شيء لبه...روحه ... وفؤاده...
فأرى بأنفي ... وأسمع بقلبي ...
وأتكلم بروحي ... وأراه بيداه ...
حين يأتي دور انتقاء خاتم الزواج... سأختار ما يمكن أن ينقش عليه اسمه واسمي...
وتاريخ مولدنا معا ...
وهو سيريني كيف أقرأه ... فقط بأناملي ...لنراه نحن فقط ... لا أحد غيرنا...
حين ننتقي الساعات... التي تحسب لنا دقائق عمرنا الحالم...سيمسك يدي ... يضعها على صدري ...
( بنبض قلبك وخفقاته... ستعرفين ... القصيرة هي الدقائق ... والطويلة هي السنون...)
أتبسم ضاحكة في أعماقي ... لتنشق ملامحه العذبة عن ابتسامة تبادلني فيض ارتياحي ...
حين نذهب لاختيار أثاث كوخنا البسيط ...
سأنتقي من حولي ما يتناسق وألوان السقف ... وإطارات النوافذ...
وريش العصافير ....
أما هو ... فسيبحث عما يريحه ويريحني ...
كرسي خشبي هزاز ... يسعنا معاً كأرجوحة...
طاولة مستديرة...كما قلبينا...
الكراسي منتفخة لينة... لتخفف من وطأة أحلامنا الجامحة الثائرة على الكون...
سجاد رسمت عليه بيوت الله ..تستقبلنا طاهرة عند كل صلاة...
مطبخ خشبي أبنوسي ... ينفث روائح الغابات وعبق الأمطار في طعامنا...
أما السرير ... فبحر عذب ... يتسع كل أمانينا وأسرارنا...
وحين يأتي دور الملابس ...سأتركها له ليختارها ...
سينتقي لنفسه أجنحة بيضاء ... ليحلق في سمائي عاليا...
ويستريح بين غيوم أحلامي ...
ويستنشق عليل أنسام روحي التواقة...
أما أنا ... فسينتقي لي ... قطعة من سحاب السماء ...
يدثرني بها يوم الزفاف... يرصع صدري بجواهر مائية من دموع فرح ...
أمطرتها السحاب ...
ويطير بجناحيه... حاملا إياي بين عينيه ...
لنستقر في كوخنا الدافئ ...
القابع فوق وجه القمر
حلم بات يراودني ...مذ صدمت ألواني الطفولية سواد الدنيا المادية...
وأظافري البيضاء لم تزل طرية ناعمة...
فكرة الزواج من شاب أعمى العين... لا القلب ...
شاب فقد بصره مذ كتبت له الأقدار ... أن ينزل من رحم ...
وظلمات ثلاث ... ليفجأ بالكون حوله...ألف ظلمة...
خطرت في خاطري ...البعيد عن النضج المتعارف عليه ... مع أني كنت ( وقد أكون لا أزال )
أرى أنها اقرب للنضج من كل نضج يدعيه ( الناضجون!!) حولي ...
راودتني كطيف حالم ... أياما وليالي ... ولازالت في فؤادي قطرات منها...
لطالما أبهرتني المقدرة العجيبة التي يمتلكها من فقد بصره...تلك الحواس ...
السادسة ... والسابعة... والألف ...
وتسائلت كثيرا لماذا لا نمتلكها...
واكتشفت أن في كل منا ... ألف حاسة أودعها الله في عقلنا الجبار...
ولكن انغمارنا في تفاهات يسميها ( العقلاء ) ... واقعا...
اعجز عقلنا الرائع عن استخدامها ...
وبتنا لا نرى بالعقل ...سوى أطياف الذاكرة...( يسمونه الماضي ...)
وبالعين لم نعد نرى غير الجماد القاسي ...( يسمونه واقعا)
من البحر لا نرى إلا موجه...
ولا من الشجر إلا أوراقه المتناثرة التي بعثرت غباراً للتو مسحناه...
من الشمس لا نرى غير حرقتها ... وصفرتها البائسة في حر الصحراء ...
من الليل لا نرى إلا بؤسه وظلامه...
من ضحكة طفل ... لا نسمع سوى الإزعاج...
ومن اللبن ... لا نرى سوى بقعه البيضاء ...
التي يخلفها على ملابس الأطفال ..
نعم...في غمرة أحلامي... أبصرت فارسها أعمى...
يرى من الكون ما لا نراه... يرى الحياة في ما نسميه نحن... الظلمة...
يتلمس روح الأشياء ... لا أجسادها المنهكة...
يخاطر بعقله العميق ... وفكره الساحر ...
خيالاتي وأحلامي ...
يرى من اللبن طعمه...
من الشجر حفيفه ...
من النهر يرى موسيقاه الرقراقة تداعب أجفانه...
من البحر ... يرى أعماقه المظلمة ... الملأى بروائع الخلق وسحره...
يرى زرقة السماء في صوت العصافير ...
ولون الشمس ... في دفء النهار ...
وجمال الكون .. بلمسة ناعمة... وصوت حنون...
أما أنا ...
فيراني في روحي ...
يخاطرني ... وأخاطره...
لا بكلمات ... بل بفيض الروح ونظرة الفؤاد...
يتصورني ملاكا ... يشدو في حديقة فؤاده...
يرى جمالي ... في انسياب شِعري على أسماعه...
جاذبيتي ... يتلمسها ... في طهر وإيمان يضمخ به خافقي ...
يرى بهجته في ركوب جياد عقلي الجامحة...
يحس بانتعاشة تسري في أوصاله ... حين تتناثر عبقات من ورودي ..
تداعب خلايا ه ...
بروحه يراني وأراه بروحي ...
خططت لكل شيء ... رسمت القصة في خيالي ...
وأعدت اللقطات في ذهني مرات ومرات...حتى أرى كل التفاصيل ...
حين يتقدم لخطبتي ... سيرى دموع فرح في عيني ... وقد هربت من مقلتاي لتحط على خدي المبتسم...
لن أستطيع أن أخبئ عنه شيء... فهو أعمى عن النور ..
لا عن القلوب ...وبالذات قلبي ...
سيبحر في أعماقي ... ويسمع خواطري وأمنياتي ....
سيشاهد معي أحلامي... ويسمع تغاريد قلبي تفضح فرحتي بلقاءه...
سيحس بنبضات قلبي الخافقة بكل ما في وسعها من قوة...حتى ينفجر صدري ... ليتدحرج
قلبي في حضنه الدافئ ...ويستقر هناك...
فيرفعه من حضنه... ويقبله ثم يضمه ... ليحفظه قريبا من قلبه ...
ستلتقط أذناي ... كلمات عزاء ... وأخرى تصبرني على مصابي ...
وأخرى قد تنعتني بالجنون...قد استلم رسائل شفقة...وقد أتلقى شيئا من شماتة ...
ولكني لن أسمعها ... لن تصل الى أبعد من صيوان أذني ... لترتد بأمواجها الثرثارة عنه...
وتتبعثر في الأثير ...فليست سوى كلمات غافلة... من عمي لا يفقهون...
لن أسمع إلا تغريد العصافير ... وتراتيل الصلاة...
لن أسمع سوى خفقات قلبه ... تقول لي :
مبروك علينا...
حين سنخرج معا ... تتأبط ذراعاي ذراعاه...لأقوده وسط زحام دنيا العميان...
ويقودني هو ... في عالم المبصرين ...
سأريه الألوان بكلماتي ... وسيجعلني هو أشم روائح غفلت خلايا دماغي عنها ...لأتعرف على طريقي ...
سأريه جمال الورد بأشعاري ... وسيسمعني هو ما تقوله الوردة عني وعن الكون...
حين يحين موعد الصلاة... سأدله على المسجد...
وأوجهه للقبلة... أما هو ... فسيريني كيف أصلي ...
لأسمع في الكون تسابيح الرحمن...
وأرى بروحي... نور ربي وقبساته...
لأحلق بقلبي العاشق في فضاءات طاهرة من كل حب غير حب الله...
وأنسى كل الكون ... لأتذكر خالقه...
سأصحبه الى مطاعمي المفضلة...وهو سيذيقني أطيب طعم وألذه...
حين يعلمني كيف آكل مغمضة العينين ,..,
أتتحسس من كل شيء لبه...روحه ... وفؤاده...
فأرى بأنفي ... وأسمع بقلبي ...
وأتكلم بروحي ... وأراه بيداه ...
حين يأتي دور انتقاء خاتم الزواج... سأختار ما يمكن أن ينقش عليه اسمه واسمي...
وتاريخ مولدنا معا ...
وهو سيريني كيف أقرأه ... فقط بأناملي ...لنراه نحن فقط ... لا أحد غيرنا...
حين ننتقي الساعات... التي تحسب لنا دقائق عمرنا الحالم...سيمسك يدي ... يضعها على صدري ...
( بنبض قلبك وخفقاته... ستعرفين ... القصيرة هي الدقائق ... والطويلة هي السنون...)
أتبسم ضاحكة في أعماقي ... لتنشق ملامحه العذبة عن ابتسامة تبادلني فيض ارتياحي ...
حين نذهب لاختيار أثاث كوخنا البسيط ...
سأنتقي من حولي ما يتناسق وألوان السقف ... وإطارات النوافذ...
وريش العصافير ....
أما هو ... فسيبحث عما يريحه ويريحني ...
كرسي خشبي هزاز ... يسعنا معاً كأرجوحة...
طاولة مستديرة...كما قلبينا...
الكراسي منتفخة لينة... لتخفف من وطأة أحلامنا الجامحة الثائرة على الكون...
سجاد رسمت عليه بيوت الله ..تستقبلنا طاهرة عند كل صلاة...
مطبخ خشبي أبنوسي ... ينفث روائح الغابات وعبق الأمطار في طعامنا...
أما السرير ... فبحر عذب ... يتسع كل أمانينا وأسرارنا...
وحين يأتي دور الملابس ...سأتركها له ليختارها ...
سينتقي لنفسه أجنحة بيضاء ... ليحلق في سمائي عاليا...
ويستريح بين غيوم أحلامي ...
ويستنشق عليل أنسام روحي التواقة...
أما أنا ... فسينتقي لي ... قطعة من سحاب السماء ...
يدثرني بها يوم الزفاف... يرصع صدري بجواهر مائية من دموع فرح ...
أمطرتها السحاب ...
ويطير بجناحيه... حاملا إياي بين عينيه ...
لنستقر في كوخنا الدافئ ...
القابع فوق وجه القمر