نايف الصنيدح
06-11-2010, 07:26
المعتصم حنا بدّمه وزوله
...
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اخواني الاعزاء قبيلة شمر مليئة بالبطولات ومكارم الاخلاق وجمعت من الفضائل والصفات الحسنة والمكارم وتصدرت القبائل العربية جميعها
فلله الحمد والمنة على هذه الفضيلة
موضوعنا اليوم قد يكون مر على البعض ولكن وددت ان أجمع القصص ومكارم الاخلاق الشمرية
لكي نظهر الجانب المشرق من تاريخ هذه القبيلة العريقة
( النخوة ونصرة المظلوم )
سأذكر بعض القصص وليس الكل
خمسة مواقف بطولية
حدثت بأوقات مختلفة
لكنها وضعت هذه القصص بصمتها بتاريخ القبيلة وغيرها على مر الازمان
ومازالت تتردد في المجالس حين تذكر البطولات الشمرية
ابطالنا
الشخصيات
من الرجال
1- الأمير عبيد العلي آل رشيد
2- الأمير ضاري الطواله
3- الأمير فايز ابن هذيل
4- الآمير فارس بن شهوان الضيغمي
5- فرسان من خيرة قبيلة شمر في معركة جراب
الشخصيات
من النساء
1- دبية الاسلمية
2- عيده الجنفاوية
3- وحيشة المشلحية
4- سلمى السراي الزويمل
5- نساء من الضياغم
......................................................
كلنا يعرف قصة الخليفة المعتصم بالله ونصرته ( فزعته )الشهيره لتلك المرأة التى سيّر جيشا من أجلها
أيضا قبيلة شمر تزخر بقصص مثل قصة المعتصم بل يوجد لدينا معتصمون كثر في هذه القبيلة
اردت هنا أن أجمع القصص فوجدت أن تراثنا مليء بكل اتجاه نبحث فيه عن مكارم الأخلاق
ومنها اغاثة الملهوف ونصرة المظلوم التى دعى لها الدين
وجاء النبي بها بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف
(( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ))
سأسرد بعض وليس جميع القصص
التى مازالت بذاكرة القبيلة
مع العلم انه يحصل اختلاف بنقل وروايه بعض القصص
مايهمنا المضمون فيها
................................................................................ ..
القصة الأولى
صيحة الاسلمية
الاميرعبيد آل رشيد
ودبية الاسلمية
قصة عبيد العلي الرشيد و عبدالله ابن سليم أميرعنيزه
احداث هذه القصة وقعت بعد معركة بقعاء المشهوره بمدة قصيره حيث زاد حقد اهالي القصيم على قبيلة شمر
بسبب المذبحة التى وقعت عليهم بمعركة بقعاء الشهيرة والتى قتل فيها كبار رجالاتهم وشخصياتهم الهامة0
منهم امير عنيزة يحي السليم (من قبيلة سبيع) حيث تولى الامارة بعده اخوه عبدالله بن سليم وهو الذي حصلت عليه القصة وهذه المعركة تسمى معركة الغريس عام 1261هـ
والقصة يقال ان إمرأة من الأسلم ( حسب ماروي اسمها دبية الاسلمية ) كانت ترعى بإبل لها واغنام في منطقة القصيم قريبا من عنيزة وكان أن صادف مرور أمير عنيزة ابن سليم
حيث كانت المرأة في الحمى فغضب ابن سليم منها وقام بضرب ابنها الشاب الصغير لما عرف انهم من قبيلة شمر
وحنت الأم على ولدها وقامت تطلب الشفاعة لكي يوقف ضرب الابن
لكنه تجاهل الأم وزاد بالضرب فتفطر قلب الأم على ابنها وبغير احساس
قالت كلمتها المشهورة طالبة النصرة من اميرها عبيد بن رشيد حيث انه بطل نجد الاسطورى حينها
( ياعبيد أوق ) بالعامية يعني انظر - وقيل انها قالت ( ياعبيد يارجالي )
ومن الممكن انها قالت الاثنتين بلا شعور طالبة الغوث من هذا الامير الفارس الشجاع
توقف ابن سليم عن ضرب الابن عندما سمع اسم عبيد الرشيد وثارث ثائرته من سماع هذا الاسم الذي مازال في اذهان اهالي عنيزة والقصيم عامة فهو من أباد معظم رجالاتهم وقتل احبابهم واقربائهم وكردة فعل طبيعية بثورة دم قال تهدديني بعبيد
وقام واستل سيفه أمام الأم المسكينة لكي يطفيء نار هذا الحقد القديم وبضربه واحدة قطع رأس هذا الابن الصغير بلا ذنب
كانت هذه الحادثة بالخمس الأواخر من رمضــــــــــان وقيل ليلة العيد
ذهبت الأم المسكينة لقصر الامير عبيد بن رشيد ولما قابلها حراس القصر ( العبيد ) رفضوا ادخالها عليه وحاولوا ابعادها بادئ الأمر لكنها ألحت عليهم بالطلب وبعدها ارسلو للأمير ان هناك امرأه تريد مقابلتك وهي تصيح وتنوح قال ادخلوها علي
فلما اخبرته الخبر
ثارث ثائرة الامير لهذا العمل وخاصة ان ابنها لم يقتل الا بعد ذكر اسم الامير عبيد بن رشيد وطلبه لنصرتها بقولها ( ياعبيد اوق ) او (يا عبيد يا رجالي) وايضا بهذا الشهر الحرام
قال لها الأمير أملي عيونك نوم وسوف نأخذ ثأرك يوم النحر ( عيد الأضحى )وأشار الى مجالسيه بأن كونوا على استعداد لهذا اليوم
وكانت الخطة حربية لأخذ ثأر تلك المرأة التى لم تغب ليلة عن عين هذا الأمير الشجاع
حيث بيّت لهم الثأر
الى أن جاء اليوم الموعود وهو عيد الأضحى من تلك السنة أي بعد مقتل ابن المرأة بشهرين تقريبا
جهز الجيش ومشى الي القصيم وبالتحديد عنيزة
كانت الخطه بأن يرسل عددا قليلا من جيشه قيل انهم ثلاثون حتى يأخذوا وينهبوا مواشي اهل عنيزة صباح عيد الأضحى
وكانت الخطة ناجحه لإستجرار اهالي البلد خارجا عن البلد بهذا العدد القليل من الغزاة كي يفرحوا بهذه الغنيمة التى يظنونها فريسة سهلة
لكن ماكان ينتظرهم هو الموت المؤكد فقد كان جيش ابن رشيد متخفيا ينتظر خروج اهل عنيزه من البيوت والساحات الداخلية للبلدة
كانت اهازيج وزغاريد اهالي القصيم تتعالى في العيد
وكأن هذه القصيدة ( رغم جمالها ) حاضرة عندهم والتى اتت من بعد
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد ** حنا حمـاة الدار ..وشـبّ اشـعالها
هذي عنيـزة ما نبيعه با لزهيد ** لافرّعـنّ البيض نحمى جالهـــا
دونك ودون الغيد مخضر الجريد ** نروي من الضد الحريب سلالها
يا مـا ذبحنا دون غضّــاتٍ تميد ** جنا يز ترمى ولا احد شـالها
لو جبت عناز وشمّـر و الرشيد ** ونجـدٍ جميعه دقّــها وجــلالها
جبته وخلّـيته كما حلـقة حديد ** شرق وجنوب وغربـها وشمـالـها
الدار دونه لا بــةٍ تحمى الطريد *** صعب على كل العدا منا لها
كم سـابق يـوم اللقا جريه يزيد*** عاد اتنا ضربه وضرب امثـالـها
تاطا حديد وفوق راكبها حديـد **** تـوطّـته مــركوبته بنــعـالـها
عيّـنت وين الجـرو تكفى لا تحـيد*** قل لي تعـشّـته الضّـرا وعـيالها
لشاعرهم : علي بن رشيد الخيّـاط يفتخر بأهل عنيزة ورجالها
.
نظر أهالي عنيزة الى غزاة ابن رشيد الذين لايتجاوزن الثلاثين ذلولا وتعجبوا من شجاعتهم وكيفية الاغارة بهذا العدد البسيط
وإنطوت الحيلة عليهم حينها قام الاهالي ومن معهم من الرجال بالهجوم على رجال ابن رشيد طمعا بالغنيمة وكذلك نصرة لبعضهم البعض ولإعادة أدباشهم وقيل أن النساء أيضا شاركت الرجال وخرجت ترقب فعل رجالها وابطالها بهؤلاء الغزاة
تيقن الامير عبيد بن رشيد بعدما رأى النساء أنه لم يبقى رجال في البيوت
فأعطى جيشه إشارة البدء في الهجوم هجم جيش ابن رشيد على أهالي عنيزة وفرسانها
وعندها أيقن القصيميون أنهم وقعوا في الفخ المحكم وماهو الا كمين اطبق عليهم
كان أمير عنيزة إبن سليم لابسا زينته بيوم العيد ولما سمع بالاغارة خرج من بوابة القصر مسرعا نحو فرسانه
وكان الامير عبيد يترصد لكبار الفرسان في المعركة ويجندلهم واحدا تلو الآخر
ومن ضمنهم فارس ذوهيبة وزينه وبدأت عليه علامات وكأنه امير
وقام الامير عبيد الرشيد باللحاق به لانه يتطلع لأخذ ثأر المرأه التى مازال صياحها في أذنيه وأقسم انه سيأخذ الثأر لها
عندما اقترب من هذا الفارس ولما رآه ابو بطين عرف انه الفارس المغوار الاميرعبيد ال رشيد فخاف على نفسه بعد أن لحق به
تكلم ابو بطين بخوف شديد ياشيخ ياعبيد لاتذبحني
رد عليه ابن رشيد من انت
قال انا ابو بطين
قال وين ابن سليم
فأشأر ابو بطين اليه بخوف ان هذا أميرهم
لحق الامير عبيد بن رشيد بأمير عنيزة كأنه الاسد المنقض على فريسته ومن هيبة الموقف فر ابن سليم لعله يلحق ببوابة القصر التى مازال العبيد يهمون بإغلاقها ولكن ابن رشيد ادركه عند بوابة القصر
وأوقعه برمية من رمحه فخر صريعا عند بوابة قصره
عندها تنفس الصعداء فرحا بنصرة المرأة التى وعدها وأوفى لها
لم يصدق اهالى عنيزة بهذه الكارثة الغير متوقعه حتى بتوقيتها
وانها في شهر حرام لايجب فيه سفك الدم وتناسوا فعلتهم
واولهم زوجة ابن سليم الخالدية التى لم تصدق خبر مقتل زوجها ابو صالح بقولتها الشهيره ( ابو صالح مايذبح )
لانها تعرف شجاعته واقدامه ولكن جائه من هو اشجع وادهى منه
عندما بلغ الخبر الامير عبيد بن رشيد
ارتجل هذ الابيات لفارسهم ابو بطين والذي وشى بأميره ابن سليم خوفا على نفسه من الموت
يقول الامير عبيد بن رشيد :-
يابوبطين إنشد لـي الخالديـه
وشلون نومه يوم خلِي المكاني
تلّيت شوقه فوق بنـت العبيـه
عامين ما شمّه عريب الحصانـي
كلـه لعيون صيحـة الاسلميـه
يا فرحة المضيوم و اللي نخاني
وش اللي يحرم دمكم بالضحيـه
وحنـا يحلـل دمنـا برمضانـي
هنا فرح من فرح وتعس من تعس
اعاد هذا الامير الباسل الحق لاصحابه واخذ الثأر ومثلما حزنت تلك المرأه في ابنها وفي عيد الفطر المبارك
فقد رد الصاع لهم واحزنهم في عيدهم بالمثل
لكن ماذا جنوا
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد ** حنا حمـاة الدار ..وشـبّ اشـعالها
هذي عنيـزة ما نبيعه با لزهيد ** لافرّعـنّ البيض نحمى جالهـــا
دونك ودون الغيد مخضر الجريد ** نروي من الضد الحريب سلالها
يا مـا ذبحنا دون غضّــاتٍ تميد ** جنا يز ترمى ولا احد شـالها
لو جبت عناز وشمّـر و الرشيد ** ونجـدٍ جميعه دقّــها وجــلالها
لم يجنوا الا الخسران بفعلهم ولم ينفعهم تفريع البيض في ذلك اليوم العصيب عليهم
يقول شاعر عنيزة المعاصرعبدالرحمن بن ابراهيم البطحي
من ضمن قصيدة له طويله يحاكي فيها قصيدة الخياط راعي البندق
هذى عنيزة مانبيعه بالزهيد ..... السابقة الذكر
واغريس اللي غرّنا فيها عبيد .... سّوء التصرف مدها المحتالها
خيّال سعدى ماتلاقى مع لديد ...... رجليه صيام أو قيظ غالها
وهو من الشواهد على تلك المعركة
لكن تبقى فزعة عبيد بن رشيد مثل يحتذى به
كمعتصم هذا العصر الذي هو فخر لشمر
حيث سير جيشا من اجل إمراءة مظلومة واخذ ثأرها
...................................................
القصة الثانية
فارس بن شهوان الضيغمي
ونساء من الضياغم
فارس بن شهوان بن منصور بن ضغيم هو اخو عرار ومحمد وابن عم عمير وعقيل ابن راشد وهو من أشرس وأشجع فرسان الجزيرة العربية وايضا في العراق بعد رحيله واستتبابه هناك
مقدمة
هاجر هجرته الشهيرة الى المناطق في ارض الفرس وجنوب العراق ويقال انها الاهواز حاليا والله اعلم
بعد غضبه من والده بسبب فتنة احد النساء ومكيدتها له حيث انها تريده لنفسها وابى عليها فدبرت له مكيدة واغضبت اباه عليه حيث رحل والقصة ذكرتها في موضوعي وقفات مع الضياغم في الجزء السابع .
ولاننسى انه بعد معركة الصريف الأولى (أبرق السيح ) في الاسياح التي قتل فيها السلطان مارد والتي ذكرناها في أحد الاجزاء السابقة من موضوعي وقفات مع الضياغم اشتد الخلاف أكثر من سابقه بين عرار وجماعته وعقيل وجماعته (بما يعرف بحروب الضياغم) لأن عرار هو سبب معركة الصريف فقتل عقيل بن راشد محمد بن شهوان أخو عرارفارس وهم أخوه من الأم ( عقيل ومحمد ) وأبناء عم بنفس الوقت
ويقال أن عرار أرسل إلى أخيه فارس بجنوب العراق أو بلاد الفرس يستنجده بأخذ الثار خصوصا أن فارس يملك تسعه وتسعين قرية هناك (كما جاء بقصيدته ويمكن ان تكون مبالغة ) وقيل أن من أرسل له أبوه شهوان كما هو مذكور بالقصيدة ( ولا أعلم هل المعركة هذه قبل حادثة الغرق أم بعدها)
فجمع فارس من الترك أو الفرس من الذين هم بإمرته الكثير من الرجال لكي تكون المعركة حاسمة
ودارت المعركة قرب حائل قرب سميرا وايضا في ريع البكر
وانتصر فارس بمعركته هذه .
يقول فارس بن شهوان بعد المعركة :
يـقــول الـعـبـيـدي والـعـبـيـدي فــــارس ....أنا جـاهــلن والـحــر تـمـضــي جـهـايـلـه
جهـالـة شـجـاع داج فــي ديـــرة الـعــدا.... بسيـف يشـل الـراس مــن عـظـم زايـلـه
مـلـكـت بـــه تـسـعـة وتسـعـيـن قــريــه.... ولله نـكــرم ضيـفـنـا مـــن فـضــا يــلــه
وجبـنـا بــه خمـسـة وعـشـريـن حـجــة....اليـن شـهـوان الـلـي لفتـنـي رســا يـلـه
جـانــي مـــن الـوالــد كـتــابٍ يـشـطـنـي....يـذكــر عـلــى تـيـمـا تــوالــي عـوايـلــه
ونــادى المـنـادي مــن مضـافـه فــارس.... والـلـي يـبـي ا لمـغـزا يـدنـي رحايـلـه
قطـعـت انــا الشطـيـن وانـــا مـهـوجـس....اوجــس بقلـبـي مــن حامـيـاتٍ نجـايـلـه
جـريـت شـقـران الـلـحـى مـــن ديـارهــا....ولا لــي عـلـى الـتــرك حَـيــل واحـايـلـه
إيـلا هــب نسـنـاس العصـيـر استفـزهـم....كـمـا فــز كـتـفـان الـدبــا مـــن مقـايـلـه
وقطـعـت جـويــن وجـــوا مـــن الـغـضـا... وجـــوا مـــن الإرطـــى قـلـيـل ضـلايـلـه
كــــل عـبـيــدي عــلــى ظــهــر عــنــدك... مــــــرّن يـمـايـلـهــا ومــــــراً تـمــايــلــه
أولـهـم يـاطـا عـلـى صــم مــن الـحـجـر.... وتالـيـهـم يـاطــا عـلــى رمـــل يهـايـلـه
ور‘دتــهـــم جـــــو تــيــمــا وســمــيــرا.... والـحـضــر لا غــــدو تـــــولا جـلايــلــه
أولـهــم مـشـروبـه مـــن جـــم صــافــي.... واتلاهـم مشروبـه مـن توالـي هضايـلـه
وشــرطــت لـلـعّــلام تـسـعـيــن بــكـــرة.... وعـيّـانــي الــعّــلام ذهــبـــت حـمـايـلــه
يقول مـا فـارق الميضـاح يـا ميـر باكـر.... مـــن عـقــربِ خـبــث الـمــاء مـسـايـلـه
ونقـيـت مـنـهـم خـمــس مـيــه عـبـيـدي.... وضّـربــتــهــم دو قــلـــيـــل دلايــــلــــه
جـيــنــا فــريـــق نــازلــيــن بـسـمــيــرا.... مـن صلـب ضيغـم كلهـم مـن ســلا يـلـه
سـاعـه وصلنـاهـم شبيـنـا نــار حربـهـم....بـضـلـعٍ ريـعـانـه مــــن الــــدم سـايـلــه
جـــادو بـنــي عـمــي وجـــادو رفـاقـتـي....عـلـى سـربــه بـالـكـون بـانــت فعـايـلـه
لآمــنــهـــم ردوا عـلــيــنــا وســبّــلـــوا.... صـــارت علـيـنـا كـســرة مـــن دبـايـلـه
والله لــــولا كــثـــرٍ بــأعـــداد خـيـلـيـنـا.... مـــا ينـثـنـي مـــن قــومــي إلا قـلايـلــه
لـكــن أذيـــال الـدهــم دهـــم آل راشــــد.... هـمـا لـيـل صـيــف صـادقــات مخـايـلـه
إيـلا قـلـت أخـذنـا بوشـهـم زاد هوشـهـم.... مـــال غـشــى الـبـرقـا وخـيــل تـهـايـلـه
وإلا قـلـت أخـذنـا ضعنـهـم زاد طعـنـهـم.... وعـمـيـر يـثـنـي عـنــد تـالــي رحـايـلـه
يـقـودهــم بـالـحــرب صـبـيــاً مــجـــرب. ...عـقـيــل بــــن راشــــد كــبــار فـعـايـلـه
إيـلا قـطّـب الخـضـرا عقـيـل بــن راشــد.... كـمـا حضـرمـي الـهـور مـحـدن بنـايـلـه
يـفــدى الـعــدا يـبـغـى طــــرادي تـعـمــد.... وهـــدم كـثـيـر الــقــوم لــــولا ثـقـايـلـه
قــلا يـعـه بالخـيـل تسعـيـن مـلـبـس ..... مـــع مثـلـهـا كـثــرت بـقـومـي فـعـايـلـه
يـامـا جــدع بالسـيـف مــن راس خـيٌــّر.... خـــــلاّه بـالـبــيــدا عــلابــيــه مــايــلــه
وذبحت بأخوي من ابوي أخوي من أمي .... وخلـيـت بــه رمـــحٍن طـويــلن يـمــا يـلــه
ذبحـت بـريـع البـكـر عقـيـل بــن راشــد.... وثويـنـي تـثـنـى عـنــد تـالــي رحـايـلـه
وزهمـنـي عقـيـل والقـنـا يـقــرع الـقـنـا.... ولبيـت لــه بالـصـوت والـمـوت غايـلـه
ويـا ليـت يـا الإســلام مــن قـبـل غـايـل.... يعـيـش عقـيـل وألتـجـي فـــي ضـلايـلـه
قطعـت إيــدي بـيـدي وعيـنـي فضختـهـا ….يـقـطـعــك يــاشـــور هـــــاذي دلايــلـــه
عبر الشطين نعم( دجلة والفرات )وهذا دليل على موقعه وايضا عدد القرى التى ملكها تسعين قرية وهذا يدل على عظم هيبته ومكانته
00000000000000000000000000000000000000000000000
مايهمنا بالقصة
عند عودة الفارس من معركته في نجد والقصة تذكر على عدة روايات ولقدمها وعدم تدوينها ضاعت اكثر تفاصييلها الا مايتناقله كبار السن.
ذهب فارس هو جنوده قيل انهم لأحد الغزوات وقيل للبحث عن مدد لإكمال فتوحاته حيث من المعروف أن مملكته تضم أكثر من تسعين قرية وله منارة عظيمة بإسمه حتى قيل أن شط فارس في العراق سمي بإسمه والله أعلم وقيل أيضا أن بلدة الفوارس في في بر فارس كذلك سميت بإسمه وقيل غير ذلك
المهم أنه أستأجر من العجم ( الفرس ) سفن للإبحار بها ونقل جيشه ومن كان برفقته من النساء
فوضع الرجال في سفينه والنساء في سفينة وكان مع السفينة التي بها النساء كي يحرسهن قيل ببحر النجف وقيل بالخليج العربي وعندما انتصفوا في البحر اذا بالبحارة العجم يتهامسون وقاموا بسلب النساء الضيغميات وأخذ كل واحد منهم يمسك بأمرأة ويقول هاذه لي يريدون العار
صاحت النساء مستنجدة بهذا الفارس ( فارس بن شهوان ) وكانت الصيحة هي نهايتهم
وحيث كانت النساء بحمايته في السفينة بينما الرجال بالسفينة الاخرى
فقد وقع هذا الامر بقلب فارسنا واغضبه غضبا شديدا أفقده التحكم
فعندها ادرك فارسنا انه لا قدرة له بمواجة البحارة الفرس لكثرتهم وخاف على النساء من العار وأظلمت الدنيا في وجهه فما كان منه الإ ان لجأ لحيلته الاخيرة وهي اغراق السفينة قيل أنه خرقها وقيل أنه سأل احد البحارة العجم عن المحركات فقال هذا يحرك السفينة وهذا يغرقها فعندما بدأ بإغراق السفينة وهي الحيلة الأخيرة قال له البحارة الفرس بصيحات عاليه السفينة راح تغرق قال فارس قولتة الشهيرة (( تغرق وأنا فيها )) رحم الله فارس مات واغرق السفينة بمن فيها خوفا على النساء من العار وهوالذي طبق المثل المشهور( الموت ولا العار )
وضرب لنا هذا الشجاع درسا في التضحية والنصرة تناقله الأجداد
يقول الشاعر محسن الحمادي الجعفري الشمري قبل مايقارب 80 سنة
في قصيدته وهي دليل قوي على غرق السفينة وسيطرت فارس على تلك الديار
ويذكر فيها انهم دمروا بغداد والعجم والدليل غرق السفينة وهو يقصد جيش فارس وكانت القصة متداوله في عصرهم ومعروفة
يقول مفتخرا :
حنـا الضياغـم زبـدة الـدار والعـرب ..... وحنا كما شمس على الناس شارقه
حـنــا إلـــى غـــزت الـقــاع خيـلـنـا ...... تشـدي لبوابيـرن بهـا النـار عالـقـه
وحـنـا إلــى شــاف نـارنـا حريـبـنـا ...... يـبـغـى الـفــراق ولاتـهـيـا نـفـارقـه
وحنـا إللـي دمـرنـا بـغـداد والعـجـم ...... شــف سفـنـنـا بـالإبـحـار غـارقــه.
اخواني هذه رواية من تلك الروايات المتناقلة عن هذا الفارس الشهم رحمه الله وأموات المسلمين وقد روى لي بعض كبار السن هذه القصيدة ومازال بعضهم حيا يرزق وايضا قابلت اشخاصا افادوا بأن سلاله فارس موجود الى يومنا هذا في ايران وانهم يتحدثون العربية في منطقة الاهواز كما افادني الباحث الاخ غايب العبدي ابو نبهان وهو من اهالي العراق بأن له اصدقاء من سلاله فارس الضيغمي بعضهم في العراق والبعض في ايران ايضا الاخ المؤرخ عقيل القريطي يؤكد ذلك وبعض المهتمين بالتاريخ علما بأن اكثر من يعرف هذه القصة هم كبار السن .
................................................................................ ......................................
القصة الثالثة
الأمير الفارس ضاري بن طواله
وعيدة الجنفاوية
عيدة الشمرية فتاة على قدر كبير من الجمال والعفة تقدم لخطبتها شخص كبير
في السن ومن قبيلة أخرى( السواري من زبيد )، ولم ترغب في ذلك الرجل،لأن أباها فقير الحال وافق على زواج ابنته من ذلك
الشخص الكبير في السن وطلب منه مهراً كبيراً يقدر بخمسين مجيدي وكذلك خمسين ناقة وضحا من الابل،
فوافق المسن على كل ذلك بغية الزواج منها لجمالها ولاخلاقها ونسبها ايضا
وعندما علمت الفتاة بالأمر أخبرت والدها برفضها التام لهذا الزواج، الا ان والدها لم يهتم
وقيل لقلة الحيلة والفقر الذي يعانيه فأغراه ذلك الرجل المسن بالمال، وعندما عرفت الفتاة بأن زواجها قد يحصل ولا محالة منه طلبت من والدها أن
يؤجل الزواج لمدة اسبوع للتفكير فوافق والدها وتم تأجيل الزواج .
احتارت الإبنة في الموقف ولم تجد من ينقذها منه الا الامير الشجاع ضارى الطواله اخو صلفه وكان في مكان يقال له سفوان وينطق صفوان بجنوب العراق وكان يبعد مسافة عنها حيث كانت تسكن الزبير ايضا جنوب العراق لكن القصائد كانت وسيلة الاتصال في ذلك الزمن لسرعة انتشارها
عندما ارسلت هذه القصيدة الى الشيخ ضاري بن طواله من شيوخ شمر، وأخذت
تنخاه في القصيدة لينقذها من هذه الورطة التى هي فيها
ارسلت هذه الابيات وتيقنت انها ستؤثر بهذا الامير أيما تأثير لأن النخوة قاتلة الرجال
قالت في ابياتها الحزينة وهي تمسح دموعها:
تل قلبي تلة القاري........... تلة الهندي بتسنيده
لا تحرك كنه الجاري ....... أخذ المكتوب من سيده
وازبن بعمري على ضاري..... جيزة الشياب ما أريده
شايبٍ خرفان وسواري ...... قامصن عقله يبي عيده
كان أخو صلفه بنا داري...... ما يتثنى عن مواعيده
وعندما وصلت القصيدة الى الشيخ ضاري وقرأها سأل المرسال عن الأمر وأخبره
بالموضوع وأن موعد الزواج خلال أيام قليلة، عندها ركب الشيخ ضاري واتجه ضيفاً
عند والد الفتاة عيده، وبعد أن تأكد من الأمر قال لوالد الفتاة بدل الخمسين مجيدي مائة
وبدل خمسين وضحا من الابل اعطيك مائة على ألا تجبر إبنتك على الزواج من شخص
لا تريده فوافق والد الفتاة وقال للشيخ ضاري إذا كنت ترغب أن أزوجك فأنا موافق
فقال له الشيخ ضاري هي التي تختار من تريده ولا تجبرها،
وبهذه الفزعة الغير مستغربة على هذا الأمير النادر
خلّص تلك الفتاة الحائرة والتى لم تنم اياما
من هذا الموقف العصيب
فقد حركت مشاعره بهذه النخوة العربية الاصيلة في أبياتها الشعرية
وازبن بعمري على ضاري............ جيزة الشياب ما أريده
وهنا
كان أخو صلفه بنا داري................. ما يتثنى عن مواعيده
ففعلا إختارت الرجل المناسب الذي لم يتأخر عن موعده
................................................................................ ...................
القصة الرابعة
خيرة من فرسان شمر بمعركة جراب
+
سلمى السراي الزوميل
في
معركة جراب الشهيرة 1915م 1333هـ
التى وقعت بين الامير سعود بن عبدالعزيز المتعب آل رشيد ( ابو خشم )
وبين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن معه من القبائل المواليه
حيث وقعت هذه المعركة قرب الزلفي بموقع يقال له جراب
وكانت هذه المعركة من أشد المعارك التى حصلت بين الطرفين
حيث تساوت القوى وإشتد القتال
ومن عادت بعض الجيوش سابقا جلب بعض النساء معهم للقتال وتسمى ( العماريات )
لاغراض منها تشجيع وتحفيز الفرسان وبث الحماس فيهم على الاقدام على الموت عندما يشتد الوطيس في المعركة
وكذلك تطبيب الجرحى والمرضى
كانت هناك عمارية اسمها سلمى السراي الزويمل
وعندما إشتد القتال واختلط الحابل بالنابل
وحمي وطيس المعركة
صاحت هذه المرأة تشجع فرسان القبيلة بنخوة عربية
عندما رات فرسان العدو قد اقتربت منهم لأن المعركة كر وفر
أيقن فرسان شمر بقرب اعدائهم ووصلوا الخطوط الحمراء ووجب اتخاذ اجراءات دفاعية وهجومية لردع هذا العدو
عندما سمع فرسان شمر صيحة هذه الفتاه الشمرية
أصبحت الحياة رخيصة عندهم وقاموا يتنافسون في الدفاع وإستبسلوا لابراز شجاعتهم وبطولاتهم
التى لاتظهر الا بهذه المواقف النادرة
ولأن الشجاع لايعرف الا بالحرب
فقد تقدم خيرة فرسان شمر للتصدى لفرسان اعدائهم
كلما صاحت هذه الفتاة بنخوتها لابناء وفرسان قبيلتها إشتد حماسهم وقويت عزيمتهم
فهي بموضع التشجيع ورفع المعنويات
تقدم فرسان القبيلة واحدا تلو الآخر وقاتلوا قتال الابطال
يقال حسب ماقرأت في أحد المصادر أنه وقع تحت اقدام هذه المرأة خمسة وعشرون فارس من خيرة فرسان القبيلة وأشجعهم
وأما الجرحى فكثر
وبهذا لم تنهزم قبيلة شمر في هذه المعركة الشرسه والتى اجتمعت عدة قبائل عليها
هذا الموقف في هذه المعركة
اعتبره المؤرخون بطولي
كون من قتل هم ليسوا فرسان عاديين بل حسب ماذكر أنهم من خيرة فرسان الجيش
ووقعوا بصيحة إمرأة واحدة
حيث يتنافس الرجال على الموت في هذه المواقف البطولية
وايضا حدثت مواقف اكثر بطوله في هذه المعركة
وقتل في هذه المعركة القائد البريطاني الكابتن شكسبير قتلتله فرسان شمر
وغيره الكثير
.
..................................................................
القصة الخامسة
الشيخ فايز بن هذيل بن عمود الشمري
+
وحيشة المشلحية
الشيخ فايز بن هذيل بن عمود الشمري كانت قبيلة العمود تسكن في غرب وجنوب حائل في قرى الشقيق وسقف وغيرها وكانت بين القبائل أحلاف فيما بينها لتردع اعداءها من القبائل الاخرى وكان بين قبيلة العمود وقبيلة الحسين (حسين المجلا ) حلف بينهما وكانت مراعيهم وموارد مائهم تحت حمايتهم جميعاً ولا يتجراء احد على الاقتراب منها الا باذن منهم وبعد ان هاجرت معظم قبائل شمّر الى ارض الجزيره بالعراق وسوريا هاجرت أغلب قبيلة العمود بقيادة شيخهم فايز بن هذيل الى منطقة في شمال سوريا بالقرب من تركيا (نقرة أيوب )
حيث وجدوا الاراضي الخضراء والماء الوفير بعد شح الصحراء في نجد ولم يبقى في ديارهم السابقة الا القلة القليلة وبعض الضعفاء
طمع الاعداء بتلك الاراضي بعد مغادرة ابن هذيل فقاموا بمضايقة الاهالي على المراعي والمواشي وزاد الخطر على قلتهم الباقية لضعفهم بعد نزوح احلافهم من قبيلة العمود
وكانت شاعره تدعى وحيشه المشلحيه من قبيلة الحسين المجلا احست بهذا الظلم والقهر
وتمنت أن يعود عز قبيلتها الى سابق عصره ففي يوم من الأيام مر ابنها وكانت حاسرة رأسها فرأى ان رأس أمه اشتعل شيبا في فترة قصيرة فتعجب من ذلك وسألها عن سرعه هذا الشيب
كانت شاعرتنا قد قتلها الهم والغم مما يحصل بديارها فقامت متأوهه وبحسرة وقالت هذه الأبيات التى فيها نخوة لهذا الشيخ الشجاع فايز بن هذيل
ولكي يخلصهم مما هم فيه وتطالبه وهو في نقرة ايوب و تحثه فيها على العوده الى وطنه وتخبره بما جرى لهم بعد رحيلهم عنهم
ولأن النخوة فعالة بالمجتمع القبلي فقد أرسلت هذه القصيدة لعلها تشفى جروحها التي لن تلتئم الا بعودة هذا الفارس
والقصيده هي
قـــالـــت وحــيــشــة يـــامـــلا لـــيـــه مــاشــيــب.... وغرس الجدود الي غدا وقـت الإفـلاح
يـاغـيــبــة ابــــــن هـــذيـــل يـاغـيــبــة الـــذيـــب....شـفــنــا الـنـكـايــر والـنــكــد عـــقـــب مــــــاراح
مــار يـاراكـب حـمــرا تجـيـبـه تحـاضـيـب....تـــجــــدع يــديـــهـــا بــالـــخـــلا تــــقــــل زنــــــــاح
حــمــرا هـمـيـمــة مـــــن خــيـــار الـمـنـاجـيـب....أكـواعــهــا عـــــن لـمــســة الــــــزور طـــفـــاح
حــمـــرا لــيـــا نـيــشــت بــــــروس الـعـراقــيــب....أســرع مـــن الشـيـهـان لا شـــاف مـلــواح
ركـابــهــا مـــــن عــزوتـــي مــنــقــع الــطــيــب.... ضد الحريب إن صاح بالنزل صياح
وأربــــع لـيـالــي صــــدق مــاهــي تـكـاذيــب.... تلفـي علـى ابـن هذيـل كسـاب الأمـداح
قــــل ديــرتــك ســقــف ولــوهــا الأجـانــيــب..... يروح عليها من الشعب كـل مصـلاح
جــانــا ضـعـنـهـم مــــع دبـشــهــم جـنــاديــب.... وصـار الخطـر منهـم عليـنـا بــالأرواح
عـــجــــل عـلــيــنــا يــاحــصـــان الأطــالــيـــب.... لـك هــدة(ن) تـاخـذ مــع الخـيـل مـسـراح
والقصيده اعتقد انها اطول من ذلك وبعد ان وصلت قصيدة وحيشة المشلحيه من سقف التى هي يرتها الى نقرة ايوب ديرة الشيخ فايزبن هذيل الجديدة وبعد ان انتهى من سماع القصيده تأثّر الشيخ فائز تأثّراً شديداً بها
وتحسر على بعد المسافة وأشار على قومه بالرجوع الى نجد ولكن كبار القوم بعد هذا العناء الذي قطعوه من نجد التى أصابها الجفاء وبعد مارأوه من نعيم في موطنهم الجديد أشاروا بتأجيل العودة الى الربيع ويقال ان الوقت كان حارا وخافوا على انفسهم حيث بعد المسافة وخطر العطش وقلة الأمن
وبعد ان سمع أبن هذيل ذلك الكلام الذي لا يريده اصابه الحزن والقهر لانه وجد نفسه وحيدا برأيه ووقع بحسرة بسبب ما أصابه من قلة الحيلة لنصرة تلك المرأة التي صورت حالتها وحال قومها بعد غيابه عنهم وأراد الانتصار لها حيث هو المقصود بالقصيدة التى يرددها بنفسه
وقد أثرت به تلك الابيات القاتلة
وكم من قصيدة قتلت
يـاغـيــبــة ابــــــن هـــذيـــل يـاغـيــبــة الـــذيـــب.....شـفــنــا الـنـكـايــر والـنــكــد عـــقـــب مــــــاراح
كيف وهي تطلب
عـــجــــل عـلــيــنــا يــاحــصـــان الأطــالــيـــب...... لـك هــدة(ن) تـاخـذ مــع الخـيـل مـسـراح
وقال هذه الابيات من الشعر وقيل انه يناجي شخص قريب منه وكأنه يخاطب نفسه ويتمنى او يمنى النفس بوصوله للنجدة بيوم واحد وهو يقول :
وش هقوتك مدّاد من نقرت ايوب * العصر ما يمسى حوال الغزاله
على اشعل طلق الذراعين مرعوب * اسرع من الشيهان معلف عياله
يذكر لنا جو المناعير مطبوب * سقف ليمن النصي طب جاله
رد عليه منهو كان قريبا اليه برد زاد همه هما وحسرة
قال ان الديار بعيدة يقصد الغزالة( بمنطقة حائل ) ولايمكن ان تقطعها بهذه السرعة
فأيقن هذا الشجاع ان لاحيلة له الا الكمد والقهر
وفجأة سكت عن الكلام وامسك بغرابة الشداد الذي يتّكي عليه واخذ يفركه بيده بقوّه ووضع جبينه على يده التي تمسك بالشداد ولم يتحرك
وقام أحدهم بصب القهوه له وقال تقهو يالامير تقهو يالامير الا انه لم يرد عليه وكرر ذلك عدة مرات ولم يرد عليه
ادرك احدهم ان شيئا حل بهذا الأمير لسكوته المريب
وقاموا بتحريك الشيخ فوجدوه ميتا
مات هذا الشيخ من شدة اليأس والقهر وحسرة من هذه القصيدة التى تستنجده ولبعد المستنجد فيه ولم يقدر على نجدته في ذلك الوقت وهو المعروف بشجاعته و نخوته
................................................................................ ........................
................................................................................ .........
وتبين هذه القصص التى رأيناها ماتتميّز به قبيلة شمر من الوفاء والنخوة ونصرة المظلوم وحيازتها على مكارم الاخلاق فيما سبق وهذه القبيلة مليئة بالنوادر من القصص والبطولات والمكارم
فهي لن تكل ولن تمل من ضرب أروع الأمثلة على مدى التاريخ في مثل هذه المجالات التى يندر ان تجدها
رحم الله هؤلاء ورحم الله اموات المسلمين اجمعين
.
في النهاية نقول أنه عندما تصيح النساء تبيع الرجال أرواحها
وإن كان هناك معتصم واحد بالتاريخ
فقبيلة شمر مليئة بالمعتصمين
جمع وإعداد
نايف بن مطلق الصنيدح الجعفري الشمري
بتاريخ 21-11-1431هـ
الرياض
.
...
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اخواني الاعزاء قبيلة شمر مليئة بالبطولات ومكارم الاخلاق وجمعت من الفضائل والصفات الحسنة والمكارم وتصدرت القبائل العربية جميعها
فلله الحمد والمنة على هذه الفضيلة
موضوعنا اليوم قد يكون مر على البعض ولكن وددت ان أجمع القصص ومكارم الاخلاق الشمرية
لكي نظهر الجانب المشرق من تاريخ هذه القبيلة العريقة
( النخوة ونصرة المظلوم )
سأذكر بعض القصص وليس الكل
خمسة مواقف بطولية
حدثت بأوقات مختلفة
لكنها وضعت هذه القصص بصمتها بتاريخ القبيلة وغيرها على مر الازمان
ومازالت تتردد في المجالس حين تذكر البطولات الشمرية
ابطالنا
الشخصيات
من الرجال
1- الأمير عبيد العلي آل رشيد
2- الأمير ضاري الطواله
3- الأمير فايز ابن هذيل
4- الآمير فارس بن شهوان الضيغمي
5- فرسان من خيرة قبيلة شمر في معركة جراب
الشخصيات
من النساء
1- دبية الاسلمية
2- عيده الجنفاوية
3- وحيشة المشلحية
4- سلمى السراي الزويمل
5- نساء من الضياغم
......................................................
كلنا يعرف قصة الخليفة المعتصم بالله ونصرته ( فزعته )الشهيره لتلك المرأة التى سيّر جيشا من أجلها
أيضا قبيلة شمر تزخر بقصص مثل قصة المعتصم بل يوجد لدينا معتصمون كثر في هذه القبيلة
اردت هنا أن أجمع القصص فوجدت أن تراثنا مليء بكل اتجاه نبحث فيه عن مكارم الأخلاق
ومنها اغاثة الملهوف ونصرة المظلوم التى دعى لها الدين
وجاء النبي بها بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف
(( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ))
سأسرد بعض وليس جميع القصص
التى مازالت بذاكرة القبيلة
مع العلم انه يحصل اختلاف بنقل وروايه بعض القصص
مايهمنا المضمون فيها
................................................................................ ..
القصة الأولى
صيحة الاسلمية
الاميرعبيد آل رشيد
ودبية الاسلمية
قصة عبيد العلي الرشيد و عبدالله ابن سليم أميرعنيزه
احداث هذه القصة وقعت بعد معركة بقعاء المشهوره بمدة قصيره حيث زاد حقد اهالي القصيم على قبيلة شمر
بسبب المذبحة التى وقعت عليهم بمعركة بقعاء الشهيرة والتى قتل فيها كبار رجالاتهم وشخصياتهم الهامة0
منهم امير عنيزة يحي السليم (من قبيلة سبيع) حيث تولى الامارة بعده اخوه عبدالله بن سليم وهو الذي حصلت عليه القصة وهذه المعركة تسمى معركة الغريس عام 1261هـ
والقصة يقال ان إمرأة من الأسلم ( حسب ماروي اسمها دبية الاسلمية ) كانت ترعى بإبل لها واغنام في منطقة القصيم قريبا من عنيزة وكان أن صادف مرور أمير عنيزة ابن سليم
حيث كانت المرأة في الحمى فغضب ابن سليم منها وقام بضرب ابنها الشاب الصغير لما عرف انهم من قبيلة شمر
وحنت الأم على ولدها وقامت تطلب الشفاعة لكي يوقف ضرب الابن
لكنه تجاهل الأم وزاد بالضرب فتفطر قلب الأم على ابنها وبغير احساس
قالت كلمتها المشهورة طالبة النصرة من اميرها عبيد بن رشيد حيث انه بطل نجد الاسطورى حينها
( ياعبيد أوق ) بالعامية يعني انظر - وقيل انها قالت ( ياعبيد يارجالي )
ومن الممكن انها قالت الاثنتين بلا شعور طالبة الغوث من هذا الامير الفارس الشجاع
توقف ابن سليم عن ضرب الابن عندما سمع اسم عبيد الرشيد وثارث ثائرته من سماع هذا الاسم الذي مازال في اذهان اهالي عنيزة والقصيم عامة فهو من أباد معظم رجالاتهم وقتل احبابهم واقربائهم وكردة فعل طبيعية بثورة دم قال تهدديني بعبيد
وقام واستل سيفه أمام الأم المسكينة لكي يطفيء نار هذا الحقد القديم وبضربه واحدة قطع رأس هذا الابن الصغير بلا ذنب
كانت هذه الحادثة بالخمس الأواخر من رمضــــــــــان وقيل ليلة العيد
ذهبت الأم المسكينة لقصر الامير عبيد بن رشيد ولما قابلها حراس القصر ( العبيد ) رفضوا ادخالها عليه وحاولوا ابعادها بادئ الأمر لكنها ألحت عليهم بالطلب وبعدها ارسلو للأمير ان هناك امرأه تريد مقابلتك وهي تصيح وتنوح قال ادخلوها علي
فلما اخبرته الخبر
ثارث ثائرة الامير لهذا العمل وخاصة ان ابنها لم يقتل الا بعد ذكر اسم الامير عبيد بن رشيد وطلبه لنصرتها بقولها ( ياعبيد اوق ) او (يا عبيد يا رجالي) وايضا بهذا الشهر الحرام
قال لها الأمير أملي عيونك نوم وسوف نأخذ ثأرك يوم النحر ( عيد الأضحى )وأشار الى مجالسيه بأن كونوا على استعداد لهذا اليوم
وكانت الخطة حربية لأخذ ثأر تلك المرأة التى لم تغب ليلة عن عين هذا الأمير الشجاع
حيث بيّت لهم الثأر
الى أن جاء اليوم الموعود وهو عيد الأضحى من تلك السنة أي بعد مقتل ابن المرأة بشهرين تقريبا
جهز الجيش ومشى الي القصيم وبالتحديد عنيزة
كانت الخطه بأن يرسل عددا قليلا من جيشه قيل انهم ثلاثون حتى يأخذوا وينهبوا مواشي اهل عنيزة صباح عيد الأضحى
وكانت الخطة ناجحه لإستجرار اهالي البلد خارجا عن البلد بهذا العدد القليل من الغزاة كي يفرحوا بهذه الغنيمة التى يظنونها فريسة سهلة
لكن ماكان ينتظرهم هو الموت المؤكد فقد كان جيش ابن رشيد متخفيا ينتظر خروج اهل عنيزه من البيوت والساحات الداخلية للبلدة
كانت اهازيج وزغاريد اهالي القصيم تتعالى في العيد
وكأن هذه القصيدة ( رغم جمالها ) حاضرة عندهم والتى اتت من بعد
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد ** حنا حمـاة الدار ..وشـبّ اشـعالها
هذي عنيـزة ما نبيعه با لزهيد ** لافرّعـنّ البيض نحمى جالهـــا
دونك ودون الغيد مخضر الجريد ** نروي من الضد الحريب سلالها
يا مـا ذبحنا دون غضّــاتٍ تميد ** جنا يز ترمى ولا احد شـالها
لو جبت عناز وشمّـر و الرشيد ** ونجـدٍ جميعه دقّــها وجــلالها
جبته وخلّـيته كما حلـقة حديد ** شرق وجنوب وغربـها وشمـالـها
الدار دونه لا بــةٍ تحمى الطريد *** صعب على كل العدا منا لها
كم سـابق يـوم اللقا جريه يزيد*** عاد اتنا ضربه وضرب امثـالـها
تاطا حديد وفوق راكبها حديـد **** تـوطّـته مــركوبته بنــعـالـها
عيّـنت وين الجـرو تكفى لا تحـيد*** قل لي تعـشّـته الضّـرا وعـيالها
لشاعرهم : علي بن رشيد الخيّـاط يفتخر بأهل عنيزة ورجالها
.
نظر أهالي عنيزة الى غزاة ابن رشيد الذين لايتجاوزن الثلاثين ذلولا وتعجبوا من شجاعتهم وكيفية الاغارة بهذا العدد البسيط
وإنطوت الحيلة عليهم حينها قام الاهالي ومن معهم من الرجال بالهجوم على رجال ابن رشيد طمعا بالغنيمة وكذلك نصرة لبعضهم البعض ولإعادة أدباشهم وقيل أن النساء أيضا شاركت الرجال وخرجت ترقب فعل رجالها وابطالها بهؤلاء الغزاة
تيقن الامير عبيد بن رشيد بعدما رأى النساء أنه لم يبقى رجال في البيوت
فأعطى جيشه إشارة البدء في الهجوم هجم جيش ابن رشيد على أهالي عنيزة وفرسانها
وعندها أيقن القصيميون أنهم وقعوا في الفخ المحكم وماهو الا كمين اطبق عليهم
كان أمير عنيزة إبن سليم لابسا زينته بيوم العيد ولما سمع بالاغارة خرج من بوابة القصر مسرعا نحو فرسانه
وكان الامير عبيد يترصد لكبار الفرسان في المعركة ويجندلهم واحدا تلو الآخر
ومن ضمنهم فارس ذوهيبة وزينه وبدأت عليه علامات وكأنه امير
وقام الامير عبيد الرشيد باللحاق به لانه يتطلع لأخذ ثأر المرأه التى مازال صياحها في أذنيه وأقسم انه سيأخذ الثأر لها
عندما اقترب من هذا الفارس ولما رآه ابو بطين عرف انه الفارس المغوار الاميرعبيد ال رشيد فخاف على نفسه بعد أن لحق به
تكلم ابو بطين بخوف شديد ياشيخ ياعبيد لاتذبحني
رد عليه ابن رشيد من انت
قال انا ابو بطين
قال وين ابن سليم
فأشأر ابو بطين اليه بخوف ان هذا أميرهم
لحق الامير عبيد بن رشيد بأمير عنيزة كأنه الاسد المنقض على فريسته ومن هيبة الموقف فر ابن سليم لعله يلحق ببوابة القصر التى مازال العبيد يهمون بإغلاقها ولكن ابن رشيد ادركه عند بوابة القصر
وأوقعه برمية من رمحه فخر صريعا عند بوابة قصره
عندها تنفس الصعداء فرحا بنصرة المرأة التى وعدها وأوفى لها
لم يصدق اهالى عنيزة بهذه الكارثة الغير متوقعه حتى بتوقيتها
وانها في شهر حرام لايجب فيه سفك الدم وتناسوا فعلتهم
واولهم زوجة ابن سليم الخالدية التى لم تصدق خبر مقتل زوجها ابو صالح بقولتها الشهيره ( ابو صالح مايذبح )
لانها تعرف شجاعته واقدامه ولكن جائه من هو اشجع وادهى منه
عندما بلغ الخبر الامير عبيد بن رشيد
ارتجل هذ الابيات لفارسهم ابو بطين والذي وشى بأميره ابن سليم خوفا على نفسه من الموت
يقول الامير عبيد بن رشيد :-
يابوبطين إنشد لـي الخالديـه
وشلون نومه يوم خلِي المكاني
تلّيت شوقه فوق بنـت العبيـه
عامين ما شمّه عريب الحصانـي
كلـه لعيون صيحـة الاسلميـه
يا فرحة المضيوم و اللي نخاني
وش اللي يحرم دمكم بالضحيـه
وحنـا يحلـل دمنـا برمضانـي
هنا فرح من فرح وتعس من تعس
اعاد هذا الامير الباسل الحق لاصحابه واخذ الثأر ومثلما حزنت تلك المرأه في ابنها وفي عيد الفطر المبارك
فقد رد الصاع لهم واحزنهم في عيدهم بالمثل
لكن ماذا جنوا
يادارنا لا ترهبي يومك سعيد ** حنا حمـاة الدار ..وشـبّ اشـعالها
هذي عنيـزة ما نبيعه با لزهيد ** لافرّعـنّ البيض نحمى جالهـــا
دونك ودون الغيد مخضر الجريد ** نروي من الضد الحريب سلالها
يا مـا ذبحنا دون غضّــاتٍ تميد ** جنا يز ترمى ولا احد شـالها
لو جبت عناز وشمّـر و الرشيد ** ونجـدٍ جميعه دقّــها وجــلالها
لم يجنوا الا الخسران بفعلهم ولم ينفعهم تفريع البيض في ذلك اليوم العصيب عليهم
يقول شاعر عنيزة المعاصرعبدالرحمن بن ابراهيم البطحي
من ضمن قصيدة له طويله يحاكي فيها قصيدة الخياط راعي البندق
هذى عنيزة مانبيعه بالزهيد ..... السابقة الذكر
واغريس اللي غرّنا فيها عبيد .... سّوء التصرف مدها المحتالها
خيّال سعدى ماتلاقى مع لديد ...... رجليه صيام أو قيظ غالها
وهو من الشواهد على تلك المعركة
لكن تبقى فزعة عبيد بن رشيد مثل يحتذى به
كمعتصم هذا العصر الذي هو فخر لشمر
حيث سير جيشا من اجل إمراءة مظلومة واخذ ثأرها
...................................................
القصة الثانية
فارس بن شهوان الضيغمي
ونساء من الضياغم
فارس بن شهوان بن منصور بن ضغيم هو اخو عرار ومحمد وابن عم عمير وعقيل ابن راشد وهو من أشرس وأشجع فرسان الجزيرة العربية وايضا في العراق بعد رحيله واستتبابه هناك
مقدمة
هاجر هجرته الشهيرة الى المناطق في ارض الفرس وجنوب العراق ويقال انها الاهواز حاليا والله اعلم
بعد غضبه من والده بسبب فتنة احد النساء ومكيدتها له حيث انها تريده لنفسها وابى عليها فدبرت له مكيدة واغضبت اباه عليه حيث رحل والقصة ذكرتها في موضوعي وقفات مع الضياغم في الجزء السابع .
ولاننسى انه بعد معركة الصريف الأولى (أبرق السيح ) في الاسياح التي قتل فيها السلطان مارد والتي ذكرناها في أحد الاجزاء السابقة من موضوعي وقفات مع الضياغم اشتد الخلاف أكثر من سابقه بين عرار وجماعته وعقيل وجماعته (بما يعرف بحروب الضياغم) لأن عرار هو سبب معركة الصريف فقتل عقيل بن راشد محمد بن شهوان أخو عرارفارس وهم أخوه من الأم ( عقيل ومحمد ) وأبناء عم بنفس الوقت
ويقال أن عرار أرسل إلى أخيه فارس بجنوب العراق أو بلاد الفرس يستنجده بأخذ الثار خصوصا أن فارس يملك تسعه وتسعين قرية هناك (كما جاء بقصيدته ويمكن ان تكون مبالغة ) وقيل أن من أرسل له أبوه شهوان كما هو مذكور بالقصيدة ( ولا أعلم هل المعركة هذه قبل حادثة الغرق أم بعدها)
فجمع فارس من الترك أو الفرس من الذين هم بإمرته الكثير من الرجال لكي تكون المعركة حاسمة
ودارت المعركة قرب حائل قرب سميرا وايضا في ريع البكر
وانتصر فارس بمعركته هذه .
يقول فارس بن شهوان بعد المعركة :
يـقــول الـعـبـيـدي والـعـبـيـدي فــــارس ....أنا جـاهــلن والـحــر تـمـضــي جـهـايـلـه
جهـالـة شـجـاع داج فــي ديـــرة الـعــدا.... بسيـف يشـل الـراس مــن عـظـم زايـلـه
مـلـكـت بـــه تـسـعـة وتسـعـيـن قــريــه.... ولله نـكــرم ضيـفـنـا مـــن فـضــا يــلــه
وجبـنـا بــه خمـسـة وعـشـريـن حـجــة....اليـن شـهـوان الـلـي لفتـنـي رســا يـلـه
جـانــي مـــن الـوالــد كـتــابٍ يـشـطـنـي....يـذكــر عـلــى تـيـمـا تــوالــي عـوايـلــه
ونــادى المـنـادي مــن مضـافـه فــارس.... والـلـي يـبـي ا لمـغـزا يـدنـي رحايـلـه
قطـعـت انــا الشطـيـن وانـــا مـهـوجـس....اوجــس بقلـبـي مــن حامـيـاتٍ نجـايـلـه
جـريـت شـقـران الـلـحـى مـــن ديـارهــا....ولا لــي عـلـى الـتــرك حَـيــل واحـايـلـه
إيـلا هــب نسـنـاس العصـيـر استفـزهـم....كـمـا فــز كـتـفـان الـدبــا مـــن مقـايـلـه
وقطـعـت جـويــن وجـــوا مـــن الـغـضـا... وجـــوا مـــن الإرطـــى قـلـيـل ضـلايـلـه
كــــل عـبـيــدي عــلــى ظــهــر عــنــدك... مــــــرّن يـمـايـلـهــا ومــــــراً تـمــايــلــه
أولـهـم يـاطـا عـلـى صــم مــن الـحـجـر.... وتالـيـهـم يـاطــا عـلــى رمـــل يهـايـلـه
ور‘دتــهـــم جـــــو تــيــمــا وســمــيــرا.... والـحـضــر لا غــــدو تـــــولا جـلايــلــه
أولـهــم مـشـروبـه مـــن جـــم صــافــي.... واتلاهـم مشروبـه مـن توالـي هضايـلـه
وشــرطــت لـلـعّــلام تـسـعـيــن بــكـــرة.... وعـيّـانــي الــعّــلام ذهــبـــت حـمـايـلــه
يقول مـا فـارق الميضـاح يـا ميـر باكـر.... مـــن عـقــربِ خـبــث الـمــاء مـسـايـلـه
ونقـيـت مـنـهـم خـمــس مـيــه عـبـيـدي.... وضّـربــتــهــم دو قــلـــيـــل دلايــــلــــه
جـيــنــا فــريـــق نــازلــيــن بـسـمــيــرا.... مـن صلـب ضيغـم كلهـم مـن ســلا يـلـه
سـاعـه وصلنـاهـم شبيـنـا نــار حربـهـم....بـضـلـعٍ ريـعـانـه مــــن الــــدم سـايـلــه
جـــادو بـنــي عـمــي وجـــادو رفـاقـتـي....عـلـى سـربــه بـالـكـون بـانــت فعـايـلـه
لآمــنــهـــم ردوا عـلــيــنــا وســبّــلـــوا.... صـــارت علـيـنـا كـســرة مـــن دبـايـلـه
والله لــــولا كــثـــرٍ بــأعـــداد خـيـلـيـنـا.... مـــا ينـثـنـي مـــن قــومــي إلا قـلايـلــه
لـكــن أذيـــال الـدهــم دهـــم آل راشــــد.... هـمـا لـيـل صـيــف صـادقــات مخـايـلـه
إيـلا قـلـت أخـذنـا بوشـهـم زاد هوشـهـم.... مـــال غـشــى الـبـرقـا وخـيــل تـهـايـلـه
وإلا قـلـت أخـذنـا ضعنـهـم زاد طعـنـهـم.... وعـمـيـر يـثـنـي عـنــد تـالــي رحـايـلـه
يـقـودهــم بـالـحــرب صـبـيــاً مــجـــرب. ...عـقـيــل بــــن راشــــد كــبــار فـعـايـلـه
إيـلا قـطّـب الخـضـرا عقـيـل بــن راشــد.... كـمـا حضـرمـي الـهـور مـحـدن بنـايـلـه
يـفــدى الـعــدا يـبـغـى طــــرادي تـعـمــد.... وهـــدم كـثـيـر الــقــوم لــــولا ثـقـايـلـه
قــلا يـعـه بالخـيـل تسعـيـن مـلـبـس ..... مـــع مثـلـهـا كـثــرت بـقـومـي فـعـايـلـه
يـامـا جــدع بالسـيـف مــن راس خـيٌــّر.... خـــــلاّه بـالـبــيــدا عــلابــيــه مــايــلــه
وذبحت بأخوي من ابوي أخوي من أمي .... وخلـيـت بــه رمـــحٍن طـويــلن يـمــا يـلــه
ذبحـت بـريـع البـكـر عقـيـل بــن راشــد.... وثويـنـي تـثـنـى عـنــد تـالــي رحـايـلـه
وزهمـنـي عقـيـل والقـنـا يـقــرع الـقـنـا.... ولبيـت لــه بالـصـوت والـمـوت غايـلـه
ويـا ليـت يـا الإســلام مــن قـبـل غـايـل.... يعـيـش عقـيـل وألتـجـي فـــي ضـلايـلـه
قطعـت إيــدي بـيـدي وعيـنـي فضختـهـا ….يـقـطـعــك يــاشـــور هـــــاذي دلايــلـــه
عبر الشطين نعم( دجلة والفرات )وهذا دليل على موقعه وايضا عدد القرى التى ملكها تسعين قرية وهذا يدل على عظم هيبته ومكانته
00000000000000000000000000000000000000000000000
مايهمنا بالقصة
عند عودة الفارس من معركته في نجد والقصة تذكر على عدة روايات ولقدمها وعدم تدوينها ضاعت اكثر تفاصييلها الا مايتناقله كبار السن.
ذهب فارس هو جنوده قيل انهم لأحد الغزوات وقيل للبحث عن مدد لإكمال فتوحاته حيث من المعروف أن مملكته تضم أكثر من تسعين قرية وله منارة عظيمة بإسمه حتى قيل أن شط فارس في العراق سمي بإسمه والله أعلم وقيل أيضا أن بلدة الفوارس في في بر فارس كذلك سميت بإسمه وقيل غير ذلك
المهم أنه أستأجر من العجم ( الفرس ) سفن للإبحار بها ونقل جيشه ومن كان برفقته من النساء
فوضع الرجال في سفينه والنساء في سفينة وكان مع السفينة التي بها النساء كي يحرسهن قيل ببحر النجف وقيل بالخليج العربي وعندما انتصفوا في البحر اذا بالبحارة العجم يتهامسون وقاموا بسلب النساء الضيغميات وأخذ كل واحد منهم يمسك بأمرأة ويقول هاذه لي يريدون العار
صاحت النساء مستنجدة بهذا الفارس ( فارس بن شهوان ) وكانت الصيحة هي نهايتهم
وحيث كانت النساء بحمايته في السفينة بينما الرجال بالسفينة الاخرى
فقد وقع هذا الامر بقلب فارسنا واغضبه غضبا شديدا أفقده التحكم
فعندها ادرك فارسنا انه لا قدرة له بمواجة البحارة الفرس لكثرتهم وخاف على النساء من العار وأظلمت الدنيا في وجهه فما كان منه الإ ان لجأ لحيلته الاخيرة وهي اغراق السفينة قيل أنه خرقها وقيل أنه سأل احد البحارة العجم عن المحركات فقال هذا يحرك السفينة وهذا يغرقها فعندما بدأ بإغراق السفينة وهي الحيلة الأخيرة قال له البحارة الفرس بصيحات عاليه السفينة راح تغرق قال فارس قولتة الشهيرة (( تغرق وأنا فيها )) رحم الله فارس مات واغرق السفينة بمن فيها خوفا على النساء من العار وهوالذي طبق المثل المشهور( الموت ولا العار )
وضرب لنا هذا الشجاع درسا في التضحية والنصرة تناقله الأجداد
يقول الشاعر محسن الحمادي الجعفري الشمري قبل مايقارب 80 سنة
في قصيدته وهي دليل قوي على غرق السفينة وسيطرت فارس على تلك الديار
ويذكر فيها انهم دمروا بغداد والعجم والدليل غرق السفينة وهو يقصد جيش فارس وكانت القصة متداوله في عصرهم ومعروفة
يقول مفتخرا :
حنـا الضياغـم زبـدة الـدار والعـرب ..... وحنا كما شمس على الناس شارقه
حـنــا إلـــى غـــزت الـقــاع خيـلـنـا ...... تشـدي لبوابيـرن بهـا النـار عالـقـه
وحـنـا إلــى شــاف نـارنـا حريـبـنـا ...... يـبـغـى الـفــراق ولاتـهـيـا نـفـارقـه
وحنـا إللـي دمـرنـا بـغـداد والعـجـم ...... شــف سفـنـنـا بـالإبـحـار غـارقــه.
اخواني هذه رواية من تلك الروايات المتناقلة عن هذا الفارس الشهم رحمه الله وأموات المسلمين وقد روى لي بعض كبار السن هذه القصيدة ومازال بعضهم حيا يرزق وايضا قابلت اشخاصا افادوا بأن سلاله فارس موجود الى يومنا هذا في ايران وانهم يتحدثون العربية في منطقة الاهواز كما افادني الباحث الاخ غايب العبدي ابو نبهان وهو من اهالي العراق بأن له اصدقاء من سلاله فارس الضيغمي بعضهم في العراق والبعض في ايران ايضا الاخ المؤرخ عقيل القريطي يؤكد ذلك وبعض المهتمين بالتاريخ علما بأن اكثر من يعرف هذه القصة هم كبار السن .
................................................................................ ......................................
القصة الثالثة
الأمير الفارس ضاري بن طواله
وعيدة الجنفاوية
عيدة الشمرية فتاة على قدر كبير من الجمال والعفة تقدم لخطبتها شخص كبير
في السن ومن قبيلة أخرى( السواري من زبيد )، ولم ترغب في ذلك الرجل،لأن أباها فقير الحال وافق على زواج ابنته من ذلك
الشخص الكبير في السن وطلب منه مهراً كبيراً يقدر بخمسين مجيدي وكذلك خمسين ناقة وضحا من الابل،
فوافق المسن على كل ذلك بغية الزواج منها لجمالها ولاخلاقها ونسبها ايضا
وعندما علمت الفتاة بالأمر أخبرت والدها برفضها التام لهذا الزواج، الا ان والدها لم يهتم
وقيل لقلة الحيلة والفقر الذي يعانيه فأغراه ذلك الرجل المسن بالمال، وعندما عرفت الفتاة بأن زواجها قد يحصل ولا محالة منه طلبت من والدها أن
يؤجل الزواج لمدة اسبوع للتفكير فوافق والدها وتم تأجيل الزواج .
احتارت الإبنة في الموقف ولم تجد من ينقذها منه الا الامير الشجاع ضارى الطواله اخو صلفه وكان في مكان يقال له سفوان وينطق صفوان بجنوب العراق وكان يبعد مسافة عنها حيث كانت تسكن الزبير ايضا جنوب العراق لكن القصائد كانت وسيلة الاتصال في ذلك الزمن لسرعة انتشارها
عندما ارسلت هذه القصيدة الى الشيخ ضاري بن طواله من شيوخ شمر، وأخذت
تنخاه في القصيدة لينقذها من هذه الورطة التى هي فيها
ارسلت هذه الابيات وتيقنت انها ستؤثر بهذا الامير أيما تأثير لأن النخوة قاتلة الرجال
قالت في ابياتها الحزينة وهي تمسح دموعها:
تل قلبي تلة القاري........... تلة الهندي بتسنيده
لا تحرك كنه الجاري ....... أخذ المكتوب من سيده
وازبن بعمري على ضاري..... جيزة الشياب ما أريده
شايبٍ خرفان وسواري ...... قامصن عقله يبي عيده
كان أخو صلفه بنا داري...... ما يتثنى عن مواعيده
وعندما وصلت القصيدة الى الشيخ ضاري وقرأها سأل المرسال عن الأمر وأخبره
بالموضوع وأن موعد الزواج خلال أيام قليلة، عندها ركب الشيخ ضاري واتجه ضيفاً
عند والد الفتاة عيده، وبعد أن تأكد من الأمر قال لوالد الفتاة بدل الخمسين مجيدي مائة
وبدل خمسين وضحا من الابل اعطيك مائة على ألا تجبر إبنتك على الزواج من شخص
لا تريده فوافق والد الفتاة وقال للشيخ ضاري إذا كنت ترغب أن أزوجك فأنا موافق
فقال له الشيخ ضاري هي التي تختار من تريده ولا تجبرها،
وبهذه الفزعة الغير مستغربة على هذا الأمير النادر
خلّص تلك الفتاة الحائرة والتى لم تنم اياما
من هذا الموقف العصيب
فقد حركت مشاعره بهذه النخوة العربية الاصيلة في أبياتها الشعرية
وازبن بعمري على ضاري............ جيزة الشياب ما أريده
وهنا
كان أخو صلفه بنا داري................. ما يتثنى عن مواعيده
ففعلا إختارت الرجل المناسب الذي لم يتأخر عن موعده
................................................................................ ...................
القصة الرابعة
خيرة من فرسان شمر بمعركة جراب
+
سلمى السراي الزوميل
في
معركة جراب الشهيرة 1915م 1333هـ
التى وقعت بين الامير سعود بن عبدالعزيز المتعب آل رشيد ( ابو خشم )
وبين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن معه من القبائل المواليه
حيث وقعت هذه المعركة قرب الزلفي بموقع يقال له جراب
وكانت هذه المعركة من أشد المعارك التى حصلت بين الطرفين
حيث تساوت القوى وإشتد القتال
ومن عادت بعض الجيوش سابقا جلب بعض النساء معهم للقتال وتسمى ( العماريات )
لاغراض منها تشجيع وتحفيز الفرسان وبث الحماس فيهم على الاقدام على الموت عندما يشتد الوطيس في المعركة
وكذلك تطبيب الجرحى والمرضى
كانت هناك عمارية اسمها سلمى السراي الزويمل
وعندما إشتد القتال واختلط الحابل بالنابل
وحمي وطيس المعركة
صاحت هذه المرأة تشجع فرسان القبيلة بنخوة عربية
عندما رات فرسان العدو قد اقتربت منهم لأن المعركة كر وفر
أيقن فرسان شمر بقرب اعدائهم ووصلوا الخطوط الحمراء ووجب اتخاذ اجراءات دفاعية وهجومية لردع هذا العدو
عندما سمع فرسان شمر صيحة هذه الفتاه الشمرية
أصبحت الحياة رخيصة عندهم وقاموا يتنافسون في الدفاع وإستبسلوا لابراز شجاعتهم وبطولاتهم
التى لاتظهر الا بهذه المواقف النادرة
ولأن الشجاع لايعرف الا بالحرب
فقد تقدم خيرة فرسان شمر للتصدى لفرسان اعدائهم
كلما صاحت هذه الفتاة بنخوتها لابناء وفرسان قبيلتها إشتد حماسهم وقويت عزيمتهم
فهي بموضع التشجيع ورفع المعنويات
تقدم فرسان القبيلة واحدا تلو الآخر وقاتلوا قتال الابطال
يقال حسب ماقرأت في أحد المصادر أنه وقع تحت اقدام هذه المرأة خمسة وعشرون فارس من خيرة فرسان القبيلة وأشجعهم
وأما الجرحى فكثر
وبهذا لم تنهزم قبيلة شمر في هذه المعركة الشرسه والتى اجتمعت عدة قبائل عليها
هذا الموقف في هذه المعركة
اعتبره المؤرخون بطولي
كون من قتل هم ليسوا فرسان عاديين بل حسب ماذكر أنهم من خيرة فرسان الجيش
ووقعوا بصيحة إمرأة واحدة
حيث يتنافس الرجال على الموت في هذه المواقف البطولية
وايضا حدثت مواقف اكثر بطوله في هذه المعركة
وقتل في هذه المعركة القائد البريطاني الكابتن شكسبير قتلتله فرسان شمر
وغيره الكثير
.
..................................................................
القصة الخامسة
الشيخ فايز بن هذيل بن عمود الشمري
+
وحيشة المشلحية
الشيخ فايز بن هذيل بن عمود الشمري كانت قبيلة العمود تسكن في غرب وجنوب حائل في قرى الشقيق وسقف وغيرها وكانت بين القبائل أحلاف فيما بينها لتردع اعداءها من القبائل الاخرى وكان بين قبيلة العمود وقبيلة الحسين (حسين المجلا ) حلف بينهما وكانت مراعيهم وموارد مائهم تحت حمايتهم جميعاً ولا يتجراء احد على الاقتراب منها الا باذن منهم وبعد ان هاجرت معظم قبائل شمّر الى ارض الجزيره بالعراق وسوريا هاجرت أغلب قبيلة العمود بقيادة شيخهم فايز بن هذيل الى منطقة في شمال سوريا بالقرب من تركيا (نقرة أيوب )
حيث وجدوا الاراضي الخضراء والماء الوفير بعد شح الصحراء في نجد ولم يبقى في ديارهم السابقة الا القلة القليلة وبعض الضعفاء
طمع الاعداء بتلك الاراضي بعد مغادرة ابن هذيل فقاموا بمضايقة الاهالي على المراعي والمواشي وزاد الخطر على قلتهم الباقية لضعفهم بعد نزوح احلافهم من قبيلة العمود
وكانت شاعره تدعى وحيشه المشلحيه من قبيلة الحسين المجلا احست بهذا الظلم والقهر
وتمنت أن يعود عز قبيلتها الى سابق عصره ففي يوم من الأيام مر ابنها وكانت حاسرة رأسها فرأى ان رأس أمه اشتعل شيبا في فترة قصيرة فتعجب من ذلك وسألها عن سرعه هذا الشيب
كانت شاعرتنا قد قتلها الهم والغم مما يحصل بديارها فقامت متأوهه وبحسرة وقالت هذه الأبيات التى فيها نخوة لهذا الشيخ الشجاع فايز بن هذيل
ولكي يخلصهم مما هم فيه وتطالبه وهو في نقرة ايوب و تحثه فيها على العوده الى وطنه وتخبره بما جرى لهم بعد رحيلهم عنهم
ولأن النخوة فعالة بالمجتمع القبلي فقد أرسلت هذه القصيدة لعلها تشفى جروحها التي لن تلتئم الا بعودة هذا الفارس
والقصيده هي
قـــالـــت وحــيــشــة يـــامـــلا لـــيـــه مــاشــيــب.... وغرس الجدود الي غدا وقـت الإفـلاح
يـاغـيــبــة ابــــــن هـــذيـــل يـاغـيــبــة الـــذيـــب....شـفــنــا الـنـكـايــر والـنــكــد عـــقـــب مــــــاراح
مــار يـاراكـب حـمــرا تجـيـبـه تحـاضـيـب....تـــجــــدع يــديـــهـــا بــالـــخـــلا تــــقــــل زنــــــــاح
حــمــرا هـمـيـمــة مـــــن خــيـــار الـمـنـاجـيـب....أكـواعــهــا عـــــن لـمــســة الــــــزور طـــفـــاح
حــمـــرا لــيـــا نـيــشــت بــــــروس الـعـراقــيــب....أســرع مـــن الشـيـهـان لا شـــاف مـلــواح
ركـابــهــا مـــــن عــزوتـــي مــنــقــع الــطــيــب.... ضد الحريب إن صاح بالنزل صياح
وأربــــع لـيـالــي صــــدق مــاهــي تـكـاذيــب.... تلفـي علـى ابـن هذيـل كسـاب الأمـداح
قــــل ديــرتــك ســقــف ولــوهــا الأجـانــيــب..... يروح عليها من الشعب كـل مصـلاح
جــانــا ضـعـنـهـم مــــع دبـشــهــم جـنــاديــب.... وصـار الخطـر منهـم عليـنـا بــالأرواح
عـــجــــل عـلــيــنــا يــاحــصـــان الأطــالــيـــب.... لـك هــدة(ن) تـاخـذ مــع الخـيـل مـسـراح
والقصيده اعتقد انها اطول من ذلك وبعد ان وصلت قصيدة وحيشة المشلحيه من سقف التى هي يرتها الى نقرة ايوب ديرة الشيخ فايزبن هذيل الجديدة وبعد ان انتهى من سماع القصيده تأثّر الشيخ فائز تأثّراً شديداً بها
وتحسر على بعد المسافة وأشار على قومه بالرجوع الى نجد ولكن كبار القوم بعد هذا العناء الذي قطعوه من نجد التى أصابها الجفاء وبعد مارأوه من نعيم في موطنهم الجديد أشاروا بتأجيل العودة الى الربيع ويقال ان الوقت كان حارا وخافوا على انفسهم حيث بعد المسافة وخطر العطش وقلة الأمن
وبعد ان سمع أبن هذيل ذلك الكلام الذي لا يريده اصابه الحزن والقهر لانه وجد نفسه وحيدا برأيه ووقع بحسرة بسبب ما أصابه من قلة الحيلة لنصرة تلك المرأة التي صورت حالتها وحال قومها بعد غيابه عنهم وأراد الانتصار لها حيث هو المقصود بالقصيدة التى يرددها بنفسه
وقد أثرت به تلك الابيات القاتلة
وكم من قصيدة قتلت
يـاغـيــبــة ابــــــن هـــذيـــل يـاغـيــبــة الـــذيـــب.....شـفــنــا الـنـكـايــر والـنــكــد عـــقـــب مــــــاراح
كيف وهي تطلب
عـــجــــل عـلــيــنــا يــاحــصـــان الأطــالــيـــب...... لـك هــدة(ن) تـاخـذ مــع الخـيـل مـسـراح
وقال هذه الابيات من الشعر وقيل انه يناجي شخص قريب منه وكأنه يخاطب نفسه ويتمنى او يمنى النفس بوصوله للنجدة بيوم واحد وهو يقول :
وش هقوتك مدّاد من نقرت ايوب * العصر ما يمسى حوال الغزاله
على اشعل طلق الذراعين مرعوب * اسرع من الشيهان معلف عياله
يذكر لنا جو المناعير مطبوب * سقف ليمن النصي طب جاله
رد عليه منهو كان قريبا اليه برد زاد همه هما وحسرة
قال ان الديار بعيدة يقصد الغزالة( بمنطقة حائل ) ولايمكن ان تقطعها بهذه السرعة
فأيقن هذا الشجاع ان لاحيلة له الا الكمد والقهر
وفجأة سكت عن الكلام وامسك بغرابة الشداد الذي يتّكي عليه واخذ يفركه بيده بقوّه ووضع جبينه على يده التي تمسك بالشداد ولم يتحرك
وقام أحدهم بصب القهوه له وقال تقهو يالامير تقهو يالامير الا انه لم يرد عليه وكرر ذلك عدة مرات ولم يرد عليه
ادرك احدهم ان شيئا حل بهذا الأمير لسكوته المريب
وقاموا بتحريك الشيخ فوجدوه ميتا
مات هذا الشيخ من شدة اليأس والقهر وحسرة من هذه القصيدة التى تستنجده ولبعد المستنجد فيه ولم يقدر على نجدته في ذلك الوقت وهو المعروف بشجاعته و نخوته
................................................................................ ........................
................................................................................ .........
وتبين هذه القصص التى رأيناها ماتتميّز به قبيلة شمر من الوفاء والنخوة ونصرة المظلوم وحيازتها على مكارم الاخلاق فيما سبق وهذه القبيلة مليئة بالنوادر من القصص والبطولات والمكارم
فهي لن تكل ولن تمل من ضرب أروع الأمثلة على مدى التاريخ في مثل هذه المجالات التى يندر ان تجدها
رحم الله هؤلاء ورحم الله اموات المسلمين اجمعين
.
في النهاية نقول أنه عندما تصيح النساء تبيع الرجال أرواحها
وإن كان هناك معتصم واحد بالتاريخ
فقبيلة شمر مليئة بالمعتصمين
جمع وإعداد
نايف بن مطلق الصنيدح الجعفري الشمري
بتاريخ 21-11-1431هـ
الرياض
.