المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زفة واعراس.الشيخ حسن حسين جواد الحميري-رئيس عشائر حمير



رحمن العراقي
23-08-2010, 21:38
زفات .... و .... اعراس
الشيخ حسن حسن الجواد الحميري\رئيس عشائر حمير
تتخذ الحياة الاجتماعيه مظاهر واوجه كثيره... فلكل حالة او فعاليه ممارسه معينه تتفق مع روح هذا النشاط وتتفاعل معه بما يظهره او يبرزه وليكون اكثر التصاقا بالواقعه وليجعل منها اكثر لمعانا وتوهجا وتالقا وانسجاما مع الحاله الانسانيه والنفسيه بما يعبر عنها تعبيرا حقيقياوجادا وصادقا في التعبير عن الانفعالات التي تخالج النفس ومتنفسا لاظهارها و اطلاقها ومن هذه المظاهر ظواهر الاعراس والعرس كايه ظاهره اجتماعيه تطورت على مر التاريخ من الاشكال البدائيه التي تتمثل بالاباحيه الى ان وصل على ماهو عليه في الوقت الحاضر من انظباط وتنظيم واداره وكل ذلك في اطار شرعي وقانوني واخلاقي مع احتفاظ كل مجتمع بمميزات يتميز وينفرد بها عن المجتمعات الاخرى وفيه يتم الاشهار ويتميز فيه عن السفاح وبه يحصل توافق اهالي العروسين اللذين يكونون مرتاحين ومسرورين للحادث السعيد وفي مجتمعنا تتم فيه الاحتفالات والافراح التي تسبق الدخول الشرعي. ويكون ذلك من خلال دعوة اهالي العريس لمعارفهم واصدقائهم ومجيهم للمشاركه في هذا الاحتفال الذي قد حدد له يوم معين وغالبا ما يكون يوم الاثنين او الخميس او ايام الاعياد الدينيه للبركه وفي هذا اليوم ينبري الشباب لابراز مواهبهم في الغناء والاهازيج وضرب الدفوف وغيرها من اعمال الفرح والمرح التي يقوم بها الاصدقاء والاقرباء لاظهار الفرح والابتهاج بما يسر اهل العريسين والحاظرين وكذلك اطلاق العيارات الناريه ونحر الذبائح وقد يهيئ اهل العريس فرقه موسيقيه للغناء او فرقه من الغجر لاحياء ليلة انس وطرب وكثيرا ما يستمر الاحتفال الى ساعات متاخرة من الليل اما النساء فيكون احتفالهن في داخل البيوت حيث يرددن بعض المقاطع الغنائية والصفقات والاهازيج كقولهن(اهلها شيوخ واهل امها سلاطين) واداء بعض الفعاليات التي تناسب الموقف ويتخلل ذلك وجبة طعام وكان في السابق ان تقوم الماشطة بتهيئة العروسه اما حاليا فصالونات الحلاقة النسائيه فان ذلك يدخل في اطار واجبها واصبحت الاونه الاخيره ان يتم استاجار قاعة للنساء لاقامة احتفالهن قبل يوم العرس خاصة لدى العوائل الثرية ويسمى هذا اليوم يوم الحنه اذ توزع فيه الحناء على الحاضرات ويتحلق الاطفال حول العروس التي هي موضع اهتمام الجميع وتكرمهم بالحلوى وقد تصبغ اضافرهم مما يزيد من ابهاجهم وقديما في الريف كان يبادر العريس بالذهاب الى الحمام محاطا باصدقائه حيث يدفع اجور استحمامهم ليعود عند المساء الى الحفل المقام في دارهه او قريبا منها ويصافح جميع الحاضرين ثم ياخذ مكانه في المجلس ولتوضع له الوسائد عن يمينه وعن شماله وهو في ابهى حله. اما في الوقت الحاضر سوى في الريف او المدينه فيكون انطلاق العريس بموكب من داره الى دار العروس ليتم اسقبالهم وتوزع عليهم هناك المرطبات ثم يستصحبهه احد الوجهاء ليقوم بالدخول الى الغرفه التي احتفلت بها النساء بالعروس ووسط فرحة الجميع لياخذ بيدها وليركبا معا في السيارة المعده لهما وغالبا ما تكون سيارة فخمة وجديدة (اخر موديل)تعود له او لاحد اقاربه او اصدقائه. ولاهمية هذا الامر أي السيارة الفارهه التي تقل العروسين وربما لم تتوفر هذه السيارة الفخمة فقد اصبحت هناك مكاتب لتزيين وتاجير سيارات الاعراس. اما العروس فيكون يوم زفافها استثنائيا خاصة انه اليوم الذي ينقلها الى بيت جديد لاتعرف عن اهله وعاداتهم شيئا كثيرا كذلك هو يوم تنتهي عزلتها عن العالم الخارجي كونها لاتضهر للناس خجلا قبل زفافها باسبوع او اكثر او اقل من ذلك . وهو يوم تستقبل فيه المهنئات من اقاربها واقارب زوجها وبصورة عامه ترتدي بدلة بيضاء يوم عرسها وتحظى بالهدايا والنقود وقديما في الريف العراقي كانت تزف العروس من دار اهلها الى دار العريس محاطه بهاله من الرجال والنساء مشيا على الاقدام مع الاهازيج والهلاهل اذا كانت تسكن في نفس المنطقه او ركوبا على الدواب اذا كانت المسافه بعيده محاطه بالشباب والرجال والنساء اللذين امتطوا الخيول وحملوا الاسلحة النارية حيث تكون المطاردة بالخيول واطلاق النار على اشدة .وكان من المعيب ان يحضر العريس هذه الفعالية فهو لا يشاهد عروسته الا يوم زفافها وحاليا وعندما تبدا احتفالية الزفة يكون تجمع اصدقائه واقاربه في داره او في مقهى لينطلقو بعد ذلك في موكب من السيارات باتجاه دار العروس وتتقدم الموكب سيارة العريس المزينة بالاشرطه الملونه البراقه ويكون استخدام المنبهات الصوتيه للسيارات(الهورن) على اشده كما هناك الحركات البهلوانيه التي يقوم بها الشباب كالجلوس على نوافذ السياره او الرقص في داخلها وفي خمسينيات القرن المنصرم وحتى الستينيات منه غالبا ما يتم زفاف العروس الى دار اهل الزوج مباشرة اما في سنوات السبعيات وبعد الرفاه الاقتصادي تغيرت الامور تدريجيا فهناك من العوائل الثريه من يقوم بارسالهما خارج الوطن لتمضية شهر العسل والبعض الاخر يقوم باستاجار جناح او غرفة في فندق من فنادق الدرجه الاولى او الفنادق المخصصه للاعراس كان يكون هذا الفدق في بحيرة الحبانيه او في شمال الوطن الحبيب..وبعد عام 2003 وبعد ان اسقر الوضع الامني اخذت بعض العوائل باستاجار غرف لعرسانها في المدن المقدسه مثل مدينة كربلاء والنجف الاشرف وحاليا توفرت هذه الفنادق ومهياءه لاستقبال العرسان وفي كل محافضه تقريبا ترتادها مواكب العرسان محاطين بمضاهر البهجه والمسره وما ان تصل هذه الفنادق حتى تلاحظ خارجها وفي الشارع العام ان سيارات الاحبه من الاصدقاء والاقارب مع الفرقة الموسيقيه ومصور الفديو والذين يصحبان موكب العريسين منذ انطلاقهما حتى وصولها الفندق فمصور الفديو يصور العروسين واهلما ومعارفهما والدبكات والفعاليات والسيارات السائره خلف موكبهما وكل شارده ووارده ويؤكد على تصوير من يعرفه من الحاضرين . كما ان هناك مصورو الفوتوغراف اللذين يعرضون بضاعتهم لالتقاط الصور الفوتوغرافيه للحضور . كما ان العروسين وقبل دخولهما الى العش الذهبي في الفندق يهتمان بالتقاط صورة ملونه تذكارية وكبيرة في احد الاستوديوها للتصوير...وكان يصاحب الزفة نثر النقود في الهواء في سنوات التسعينات وحاليا تنثر ماده شبيهه بالوفر حيث غالبا مايرش بها على العريس والحاضرين لزيادة البهجة.. وكانت عادة نثر النقود على العروس قديمه فقد وصف المتنبي سيف الدوله الحمداني في قتاله للروم بقوله
نثرتهم على الاحديب نثرة كما نثرت على العروس الدراهم
وعندما ينفرد العريس بعروسته غالبا ما يؤدي اصدقائه اهزوجة(زفيناه وخلصنه منه)ويرافق هذه الاهزوجه ترديدهم لعبارة(صلي على محمد)وبعد خروج العريس من بيت العرس أي من عند عروسه ربما اوهمه البعض من اصدقائه بان هناك اثار مكياج العروس على وجهه فيضطرب لذلك ويحاول مسح هذه الاثار فيكون علامه على تقربه من عروسه مما يستدعي ضحك وفرح الاصدقاء .وبلاحظ ان هناك من الشباب الذي يحب المرح ولا عمل له ان يحمل دفه والات ايقاعه ينتظر وجماعته وصول مواكب العرسان وليؤدوا حركات الرقص والغناء والطرب رغم عدم وجود رابطه لهم باهالي الموكب ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم كانوا ينتظرون هذه المواكب في مدينة بابل التاريخيه او على طريق حله بغداد رغبة منهم في اللهو والتسلية..وربما هنماك من الشباب من شاهد زفه تقف عند احد التقاطعات المروريه فما يلبث الا ان ينزل سريعا من سيارته التي ركبها رغم كونه مستطرقا ليقوم باداء حركات راقصه اذ يتمايل ويترنح طربا حتى تتحرك سيارة العروس.. وما هو جدير بالذكر ان الاغلبيه في مجتمعنا لايكتفي بعقد المحكمه أي العقد الذي يجريه القاضي للطرفين وانما لابد من حضور العاقد الديني حيث برايهم يكتسب العقد الصفه الشرعيه ورغم ان عقد الزواج لايحتاج الى وسيط في المذهب الجعفري اذ يكتفي بالتوافق بين الزوج والزوجه البالغين سن الرشد وبدون حضور شهود وبحضور شهود في المذاهب الاربعه الاخرى وبعد الانتهاء من المبيت في الفندق يقوم الاهل باحضار العروسين الى الدار وربما فاجئا اهليما بترك الغرفه والحضور الى دار اهل الزوج .. وفي الغالب تنحر ذبيحة تحت اقدام العروس تكريما لها وابعادا للنحس.. ومما يلاحظ ان العريس في يوم عرسه يكون محل اهتمام الجميع فجميع حركاته وسكناته مراقبه وخاضعه للتقيم وهو محط اهتمام الجميع ومن الامثال التي قيلت في هذا المجال (العريس واحد والمخبوصين ميه )ولجمالية العرس قيل (عرس ولا هالعيشه هاي )وحيث ان العرس وراءه مهام اجتماعيه فقد قيل(لاوجع كوجع الضرس ولاهم كهم العرس ) ولجميل ذكرى العيد فقد قيل (اذا ضاق صدرك اذكر ايام عرسك) ويوصف الرجل المرتب الهندام( بالعريس) ويقال لاحدهم من باب المداعبه (طالع عريس)لبهاء طلعته ونضافة ملابسه واناقته ويرتدي العريس دشداشه بيضاء بعد الدخول وقبل ذلك فان العريس يرتدي افضل ملابسه يوم عرسه . وسمي اليوم الذي يجتمع فيه الشعب حول موضوع معين فرحا به (بالعرس الوطني) كفوز المنتخب الوطني في مباراة دوليه ومن ضمن ازياء العراس تاج تلبسه العروس على راسها وهناك احد قواميس اللغه العربيه سمي تاج العروس .. وفي العيد يكون ضمن عبارات التهنئه للشباب الغير متزوج او الرجل المتزوج ويرغب بالزواج بثانيه او ثالثه او رابعه بقولهم له (يوم عرسك) والعريس يجود على اصدقائه بالعطور والسكائر والمرطبات مما يزيد في افراحهم وابتهاجهم .. وهناك من العوائل الثريه من يقوم بزواج اكثر من ابن او اخ لهم اقتصادا في الوقت والنفقات ومن الطرائف التي تذكر في هذا المجال ان هناكرجال قديما كانوا يتباهون بزواجهم من اكثر من واحده في ليله واحدة وقد تكون هناك حفلات اعراس جماعيه تشمل العشرات او المئات وقد تتولاها الدوله او جهات خيريه او شخص غني من اهل الخير او تقام كدعايه انتخابيه من قبل حزب معين او مرشح ثري وربما وصل الامر منهم بدفع المهور.. والتهاني للعروسين قد تكون مباشرة او بالهاتف او بالصحف المحليه.. ويحرص العريسان على زياره المراقد المقدسه بعد الزواج في الاسبوع الاول طلبا للبركه وتكون زيارة اهل العروس لها بعد اسبوع من زواجها ..كما يقوم اهل العروسه باهداء بعض الحاجيات لها عند اول زيارة لها بعد الزواج في دار الزوجيه.. اما العريس فيقوم بزيارة اهل العروس في اليوم التالي للزفه اذ يكرم بالهديا والمال ثم يتم تبادل الدعوات بعد الاسبوع الاول بين اهليهما كما يقوم العروسين بتلبية دعوات الاقرباء والاصدقاء لتناول الطعام تكريما وتعارفا والى موضوع اخر والله ولي التوفيق.