الشيخ/عبدالله السالم
13-08-2010, 14:28
الحمدُ للهِ الكريمِ الوهابِ ، ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ هُوَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ والأصحاب ِ، ومن سارَ على نهجِهِم واتبعَ طريقَهُمْ إلى يومِ الحسابِ ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً ، أما بعد : ( يَا أَ يُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُون ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُواْ اللهَ الَّذِيْ تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُوْلُوا قَولاً سَدِيْداً يُصْلِح لَكُم أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيْماً ): أيها الاخوةُ في اللهِ ، لقد منَّ اللهُ علينا جميعاً ببلوغِ هذا الشهرِ الكريمِ ، فنسألُه عزَّ وجلَّ، أن يعينَنا على صيامِهِ وقيامِهِ ، ونسألُه عزَّ وجل ، أن يوفقَنا وإياكم ، لفعلِ الخيراتِ وتقديمِ الطَّاعاتِ ، وأن يتقبلَ منَّا الصيامَ والقيامَ ، ويغفرَ لنا سيئاتِنا ، فإنه عزَّ وجل ، أتاحَ لنا الفرصةَ ، وأعطانا المهلةَ ، ومكننا من العملِ الذي ينفعُنا ، فنعمةٌ عظيمةٌ جدُّ عظيمةٍ ، أن بلَّغَنا اللهُ هذا الشهرَ المباركَ ، فيجبُ علينا أن نفرحَ بها غايةَ الفرحِ ، ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون ) فلنغتنم أوقاتَ هذا الشهرِ الكريم ، بمزيدٍ من الأعمالِ الصالحةِ والقرباتِ ، يقول سُبحانه ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّىَ لَهُ الْذِّكْرَىَ يَقُوُلُ يَا لَيْتَنِيْ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)ولعلَّ مُسرفٍ على نفسِهِ بالذنوبِ والمعاصي ، حَدَّثَ نفسَهُ ، بانتهازِ فُرصةِ رمضاناتٍ مضتْ ، ومَنَّاها بصلاحِها فيها ، وخَانِتِ النفسُ الأمارةُ بالسوءِ بعهدِها ، وها قد منَّ اللهُ عليهِ ببلوغِ هذا الشهرِ الكريمِ ، فماذا هوَ فاعلٌ..؟! وماذا أنتَ صانعٌ؟! في موسمِ الطاعةِ ، وميدانِ العبادةِ ، ومجالِ الصدقةِ ، وشهرِ التوبةِ ، أيُ رمضانٍ سيكونُ رمضانُك هذا العام ، وهذه المرةَ ؟! هل هو رمضانُ المسَوِّفِينَ الكُسالى ، أم رمضانُ المسارعينَ المجدينَ ، التائبين الصَّادقين ؟! ، إنَّ رمضانَ ، فُرصةٌ من فُرصِ الآخرةِ ، التي تَحملُ في طَيَّاتِها ، غُفرانَ الذنوبِ ، وغسْلَ الحَوْبِ.. ، كَمْ تَمرُّ بِنَا الفُرصُ ؟ ونَحنُ لا نَشعرُ بِها. وهذه فُرصةٌ وما أعظمَها من فُرصه ، تَحمِلُ سعادةَ الإنسانِ الأبديةِ ، فأينَ المبادرونَ ؟! وأينَ المسارعونَ ؟!إنَّ الصيامَ ، هُو المدرسةُ التي يتعلمُ منها المسلمونَ ، ويتهذّبُ فيها العابدونَ ، ويتَحَنَّثُ فيها المُتَنَسِّكونَ ، و{ كلُّ عملِ بنِ آدمَ له إلا الصيامَ فإنه لي وأنا أجزي بهِ}هكذا قال اللهُ عزَّ وجل في الحديثِ القدسي الذي رواهُ البخاري في صحيحِهِ من حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه ، وفيهِ أيضاً{الصومُ جنةٌ فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ يومئذٍ ولا يصخبْ فإنْ سابَهُ أحدٌ أو قاتلَهُ فليقلْ إني امرؤٌ صُائمٌ والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ لخلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ يومَ القيامةِ من ريحِ المسكِ وللصائمِ فرحتانِ يفرحُ بهما إذا أفطرَ فرِحَ بفطرِهِ وإذا لقيَ ربَه فرِحَ بصومِهِ } واللهُ عندَهُ حسنُ الثوابِ ، وما ربُّك بظالمٍ ولا بخيلٍ ، ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) يدعُ الإنسانُ طعامَهُ وشرابَهُ للهِ ، فيطعمُهُ اللهُ من ثمارِ الجنةِ ، ويسقيه من السلسبيلِ ، ويَمنعُ الإنسانُ نفسَهُ من شهواتِها ، ويكفُّ نفسَهُ عن القيلِ والقالِ ، فيزوجُه ربُّهُ من الحورِ العين ، والذي عندَ اللهِ كثيرٌ ، والذي تعملُونَهُ قليلٌ ،ومعَ هذا يقولُ اللهُ تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِيْنَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُون وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُون كُلُواْ وَشْرَبُواْ هَنِيْئاً بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون ) سيندمُ عبدٌ واجَهَ الحسابَ بِلا عملٍ ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّا لَهُ الذِّكْرَىَ يَقُولُواْ يَا لَيْتَنِيْ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
فترحَّل من الدنيا بزادٍ من التقى فعمـرُكَ أيَّامٌ وهنَّ قلائِلُ
يا ابنَ آدمَ ، إنَّك ناظرٌ إلى عملِكَ ، يُوزنُ خيُرُهُ وشرُّهُ ، فلا تحقرنَّ من الخيرِ شيئاً أن تفعلهُ ، وإِنْ صَغُرَ ، فإنَّك إذا رأيتَهُ سَرَّكَ مكانُهُ ، ولا تحقرنَّ من الشرِّ شيئاً أن تجتنبه ، فإنَّك إذا رأيتَهُ ، ساءَكَ مكانُهُ ، وَرَحِمَ اللهُ رجلاً كسبَ طيباً ، وأنفقَ قصداً ، وقدَّمَ فضلاً لِيومِ فقرِهِ وفاقتِهِ ،
سبيلُك في الدنيا سبيلُ مسافرٍ ولا بدَّ من زادٍ لكلِّ مسافرِ
ألا فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، وحافظوا على شهرِكُم وأكثروا فيه من طاعةِ ربِّكم ، واغتنموا فضلَ ربِّكم ، ذي الجود والإحسانِ ، وتعرَّضوا لنفحاتِهِ ، في أوقاتِ شهرِكم الحسانِ ، وافتحوا فيه بيوتَكم ، لإطعامِ الجائعينَ ، واعطفوا على أقارِبِكم ، وصلوهم يصلْكم اللهُ برحمتِهِ ، واحذروا أن تمحقوا صومَكم ، بالفسوقِ العصيانِ ، وأكثروا من التسبيحِ والأذكارِ ، وتلاوةِ القرآنِ ، ومن الصلاةِ والسلامِ على النبي المختارِ ، ومن شهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وطلبِ المغفرةِ ، وسؤالِ الجنةِ ، والتَّعوذِ من نارِ جهنمَ ، وإيَّاكم أن تُدخِلوا بُطُونَكم غذاءً حراماً ، في سحورٍ أو فطورٍ، فإنَّ ذلك محضُ خيبةٍ وخسرانٍ ، وادخلوا دارَ الصومِ راشدين واحرصوا على شعائرِ إسلامِكم ، واحذروا أن تكونوا ، من الذين فسدتْ قلوبُهُم ، وضلَّتْ عقولُهُم ، وساءتْ تربيتُهم ، فيفطرون في رمضانَ ، ويُعرضونَ عن ربِّهم ، ويهدمونَ من أركانِ الإسلامِ أقواها ، ولا يَخدَعنَّكم الشيطانُ ، بالتسويفِ والتأخيرِ ، فإن الشيطانَ كما قالَ تعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً ) فإنَّكم لا تدرونَ متى يكونُ المصير ُ، فأين إخوانُكُم الذين كانوا ينافسُونَكم ، في الأعمالِ الصالحةِ ،ويُخالطونَكم في أحوالِكُم كلِّها ، أين الذين كانوا يهجرونَ لذيذَ المنامِ ، ويتمنَّونَ أن لو كان رمضانُ على الدوامِ ، أما طحنتْهُم رحى المنونِ ، وقطعتْ منهم الأعمالَ والآجالَ ، وقَدَمُوا على جميعِ ما قَدَّموا من الأفعالِ ، فانتبهوا رحمكم اللهُ ، ولا تكونوا من الغافلينَ ، ولا تجتر حوا السيئاتِ ، فإن اللهَ عزَّ وجلَّ يقول (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أما بعد أيها الأخوةُ في الله ،إعلموا أن الصيامَ ، إنَّما شُرِعَ ليتحلَّى الإنسانُ بالتقوى ، ويمنعُ جوارِحَهُ من محارمِ اللهِ ، فيتركَ كلَّ فعلٍ محرَّمٍ ،وكلَّ قولٍ محرَّمٍ ، من الغشِّ والخداعِ والظلمِ ، ونقصِ المكاييلِ والموازينِ ، ومنعِ الحقوقِ والنظرِ إلى المُحَّرَمِ ، وسماعِ الأغاني المُحرَّمةِ ، وكلَّ قولٍ محرَّمٍ ، من الكذبِ والغيبةِ والنميمةِ و{من لم يدعْ قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يدعَ طعامَهُ وشرابَهُ } هكذا قالَ الحبيبُ وإن سابهُ أحدٌ أو شاتمهُ ، فليقلْ إني صائمٌ ، ولذا كان من دعاءِ السلف : "اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّم لي رمضانَ، وتسلَّمَه مني فتقبّلْهُ"فكنْ من الذين عقدوا النيةَ ، الصيامِ والقيامِ والتوبةِ لصادقةِ ،وإطعامِ الطعامِ ، وتفطيرِ الصيامِ ، وتفقدِ الأيتامِ والأراملِ والمساكينَ ، لعل اللهَ أن يختمَ لك بالسعادةِ ، ولعلك تُكتبُ في هذا الشهرِ ، من جملةِ العتقاءِ من النارِ ،
واندبْ زماناً سلفا. .سوّدتَ فيه الصُحُفا
ولم تزلْ معتكفاً.. على القبيحِ الشَّنِعِ
كم ليلةٍ أودعتَها. .مآثماً أبدعتَها
لشهوةٍ أطعتَها.. في مرقدٍ ومضجعِ
فالبسْ شعارَ الندمِ.. واسكبْ شآبيبَ الدّمِ
قبلَ زوالِ القدمِ. .وقبلَ سوءِ المصرعِ
عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ ، فإنّه يقولُ بأبي هو وأمي من صلىَّ عليَّا صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشراً ، اللهم صلِّ وسلم وأنعم وأكرم وزد وبارك ، على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار ، ما تعاقب الليل والنهار ، أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين ، وعن التابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنك وفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين .اللهم أعز الإسلام المسلمين ، ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى ، وجميع الكفرة الملحدين ، اللهم يا عظيم العفو ، ويا وسع المغفرة ، ويا قريب الرحمة ، ويا ذا الجلال والإكرام ، هب لنا العافية ، في الدُنيا والآخرة ، اللهم اجعل رزقنا رغدا ، ولا تُشْمِت بنا أحداً ، اللهم إنا نسألك ، بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفينا شر ما أهمنا ، وما لا نهتَمَّ به ، وأن تعيذنا من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ،اللهم رغبنا فيما يبقى ، وزهدنا فيما يفنى وهب لنا اليقين ، الذي لا تسكن النفوس إلا إليه ، ولا يُعوَّلُ في الدين إلا عليه ، اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أيد أمامنا بتأيدك ، وانصر به دينك ، ووفقه إلى هداك ، واجعل عمُلُه في رضاك ، ورزقه اللهم البطانة الصالحة الناصحة ، التي تدله على الخير ، اللهم أرحم موتانا ، وعافي مبتلانا ، واقضي الدين عن مديننا ، ورد ضالنا إليك رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/ank.rm
إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/ank.rm)
http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif
فترحَّل من الدنيا بزادٍ من التقى فعمـرُكَ أيَّامٌ وهنَّ قلائِلُ
يا ابنَ آدمَ ، إنَّك ناظرٌ إلى عملِكَ ، يُوزنُ خيُرُهُ وشرُّهُ ، فلا تحقرنَّ من الخيرِ شيئاً أن تفعلهُ ، وإِنْ صَغُرَ ، فإنَّك إذا رأيتَهُ سَرَّكَ مكانُهُ ، ولا تحقرنَّ من الشرِّ شيئاً أن تجتنبه ، فإنَّك إذا رأيتَهُ ، ساءَكَ مكانُهُ ، وَرَحِمَ اللهُ رجلاً كسبَ طيباً ، وأنفقَ قصداً ، وقدَّمَ فضلاً لِيومِ فقرِهِ وفاقتِهِ ،
سبيلُك في الدنيا سبيلُ مسافرٍ ولا بدَّ من زادٍ لكلِّ مسافرِ
ألا فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، وحافظوا على شهرِكُم وأكثروا فيه من طاعةِ ربِّكم ، واغتنموا فضلَ ربِّكم ، ذي الجود والإحسانِ ، وتعرَّضوا لنفحاتِهِ ، في أوقاتِ شهرِكم الحسانِ ، وافتحوا فيه بيوتَكم ، لإطعامِ الجائعينَ ، واعطفوا على أقارِبِكم ، وصلوهم يصلْكم اللهُ برحمتِهِ ، واحذروا أن تمحقوا صومَكم ، بالفسوقِ العصيانِ ، وأكثروا من التسبيحِ والأذكارِ ، وتلاوةِ القرآنِ ، ومن الصلاةِ والسلامِ على النبي المختارِ ، ومن شهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ ، وطلبِ المغفرةِ ، وسؤالِ الجنةِ ، والتَّعوذِ من نارِ جهنمَ ، وإيَّاكم أن تُدخِلوا بُطُونَكم غذاءً حراماً ، في سحورٍ أو فطورٍ، فإنَّ ذلك محضُ خيبةٍ وخسرانٍ ، وادخلوا دارَ الصومِ راشدين واحرصوا على شعائرِ إسلامِكم ، واحذروا أن تكونوا ، من الذين فسدتْ قلوبُهُم ، وضلَّتْ عقولُهُم ، وساءتْ تربيتُهم ، فيفطرون في رمضانَ ، ويُعرضونَ عن ربِّهم ، ويهدمونَ من أركانِ الإسلامِ أقواها ، ولا يَخدَعنَّكم الشيطانُ ، بالتسويفِ والتأخيرِ ، فإن الشيطانَ كما قالَ تعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً ) فإنَّكم لا تدرونَ متى يكونُ المصير ُ، فأين إخوانُكُم الذين كانوا ينافسُونَكم ، في الأعمالِ الصالحةِ ،ويُخالطونَكم في أحوالِكُم كلِّها ، أين الذين كانوا يهجرونَ لذيذَ المنامِ ، ويتمنَّونَ أن لو كان رمضانُ على الدوامِ ، أما طحنتْهُم رحى المنونِ ، وقطعتْ منهم الأعمالَ والآجالَ ، وقَدَمُوا على جميعِ ما قَدَّموا من الأفعالِ ، فانتبهوا رحمكم اللهُ ، ولا تكونوا من الغافلينَ ، ولا تجتر حوا السيئاتِ ، فإن اللهَ عزَّ وجلَّ يقول (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) بارك الله لي ولكم في القران العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم
الحمد لله على إحسانه ، والشكرله على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً : أما بعد أيها الأخوةُ في الله ،إعلموا أن الصيامَ ، إنَّما شُرِعَ ليتحلَّى الإنسانُ بالتقوى ، ويمنعُ جوارِحَهُ من محارمِ اللهِ ، فيتركَ كلَّ فعلٍ محرَّمٍ ،وكلَّ قولٍ محرَّمٍ ، من الغشِّ والخداعِ والظلمِ ، ونقصِ المكاييلِ والموازينِ ، ومنعِ الحقوقِ والنظرِ إلى المُحَّرَمِ ، وسماعِ الأغاني المُحرَّمةِ ، وكلَّ قولٍ محرَّمٍ ، من الكذبِ والغيبةِ والنميمةِ و{من لم يدعْ قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يدعَ طعامَهُ وشرابَهُ } هكذا قالَ الحبيبُ وإن سابهُ أحدٌ أو شاتمهُ ، فليقلْ إني صائمٌ ، ولذا كان من دعاءِ السلف : "اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّم لي رمضانَ، وتسلَّمَه مني فتقبّلْهُ"فكنْ من الذين عقدوا النيةَ ، الصيامِ والقيامِ والتوبةِ لصادقةِ ،وإطعامِ الطعامِ ، وتفطيرِ الصيامِ ، وتفقدِ الأيتامِ والأراملِ والمساكينَ ، لعل اللهَ أن يختمَ لك بالسعادةِ ، ولعلك تُكتبُ في هذا الشهرِ ، من جملةِ العتقاءِ من النارِ ،
واندبْ زماناً سلفا. .سوّدتَ فيه الصُحُفا
ولم تزلْ معتكفاً.. على القبيحِ الشَّنِعِ
كم ليلةٍ أودعتَها. .مآثماً أبدعتَها
لشهوةٍ أطعتَها.. في مرقدٍ ومضجعِ
فالبسْ شعارَ الندمِ.. واسكبْ شآبيبَ الدّمِ
قبلَ زوالِ القدمِ. .وقبلَ سوءِ المصرعِ
عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ ، فإنّه يقولُ بأبي هو وأمي من صلىَّ عليَّا صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشراً ، اللهم صلِّ وسلم وأنعم وأكرم وزد وبارك ، على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار ، ما تعاقب الليل والنهار ، أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين ، وعن التابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنك وفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين .اللهم أعز الإسلام المسلمين ، ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى ، وجميع الكفرة الملحدين ، اللهم يا عظيم العفو ، ويا وسع المغفرة ، ويا قريب الرحمة ، ويا ذا الجلال والإكرام ، هب لنا العافية ، في الدُنيا والآخرة ، اللهم اجعل رزقنا رغدا ، ولا تُشْمِت بنا أحداً ، اللهم إنا نسألك ، بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفينا شر ما أهمنا ، وما لا نهتَمَّ به ، وأن تعيذنا من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ،اللهم رغبنا فيما يبقى ، وزهدنا فيما يفنى وهب لنا اليقين ، الذي لا تسكن النفوس إلا إليه ، ولا يُعوَّلُ في الدين إلا عليه ، اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أيد أمامنا بتأيدك ، وانصر به دينك ، ووفقه إلى هداك ، واجعل عمُلُه في رضاك ، ورزقه اللهم البطانة الصالحة الناصحة ، التي تدله على الخير ، اللهم أرحم موتانا ، وعافي مبتلانا ، واقضي الدين عن مديننا ، ورد ضالنا إليك رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فذكروا الله العظيم الجليل
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/ank.rm
إضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/ank.rm)
http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif