الجارود
01-09-2002, 21:21
بسم الله الرحمن الرحيم
الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : ( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مدى ، قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ... .) روه الإمام مسلم في صحيحه (2913) من طريق سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك .... فذكره .
وهذا الخبر موقوف لفظاً ، مرفوع حكماً ، فلا مجال للاجتهاد في مثل هذا .
وهو علم من أعلام النبوة المحمدية ، حيث تحقق هذا الخبر ، وأصبح في دنيا الواقع من الأمور الظاهرة ، وذلك أن رأس الكفر العالمي ، وحاملة لواء الإرهاب والعنف ، أمريكا فرضت الحصار على الشعب العراقي المسلم البريء ، ولا غرابة في ذلك فأمريكا تعشق الظلم والبغي والعدوان ، وقد شمل ظلمها كل نوع وجنس وهوية وملة ، فعلى أمريكا تدور رحى الهمجية والتطرف ، وهي حاملة كأس الموت ، وهي السابقة في كل الميادين الإجرامية ، وهي رائدة الكبر والطغيان والتمرد والإجرام ، فأمريكا لا ترعى لشيخ حرمة ، ولا لطفل رحمة ، ولا لمرآة عاطفة .
كم قتلت أمريكا في العراق
وكم قتلت في فلسطين
وكم قتلت في أفغانستان
وكم قتلت في حرب فيتنام
وكم قتلت في اليابان
وكم قتلت .... وكم دمرت .... وكم أجرمت ... ؟ !!
تعجز الأقلام عن تسويدها، ولا يسع الصحف عرضها ، ولا تستطيع الذاكرة استيعابها .
أمريكا عدوة الإنسانية ، ليس المسلمين فحسب بل من كل ملة ، اسألوا أفريقيا السوداء واليابان ، واسألوا أمريكا الجنوبية ، الذين يجزرون بعشرات الملايين ، أرقام خيالية، وأعداد رنانة ، ووفيات فوق حسابات البشر ، قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.
وطريقة القتل عندهم طريقة وحشية وليست إنسانية ، فهم يصبون وابلاً من الأطنان على الأبرياء وكأنهم يصبون على جبال صماء ، وصدق الله حيث يقول ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ) .
وفي ليلة من ليالي عام 1366هـ – في الحرب العالمية الثانية – دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو ، بإسقاط القنابل الحارقة ، وقتلت 100مائة ألف شخص في يوم واحد ، وشردت مليون نسمة ، ولا حظ أحد كبار الجنرال كيرتس لوماي بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا ، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت ، وكانت الحرارة شديدة جداً حتى إن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان ، وذابت الهياكل المعدنية ، وتفجر الناس في ألسنة من اللهب وتعرضت أثناء الحرب حوالي 64 مدينة يابانية ، واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية ولذلك فإن اليابان لا تزال – حتى اليوم – تعاني من آثارها .
وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي ، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان وهو يكن في ضميره الثقافة الأمريكية ( العالم الآن في متناول أيدينا ) .
وتشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة ، وكان هذا تمهيدا لعمليات الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد أقطار أخرى لم تهدد واشنطن .
ما بين عام 1371هـ وعام 1392هـ ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني ، وكوري ، وفيتنامى ، ولاووسي وكمبودي ، وتشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية ، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في بيونغ يانغ، ومدن رئيسة أخرى .
ويذكرنا هذا بالهجمات الحارقة على طوكيو التقدير الأعلى للقتلى الصينيين حوالى 3 ملايين .
وفي منتصف عام 1382هـ سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص ، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة .
ولذلك فإن جهاز الأمن القومي الأمريكي في فيتنام يعطي أكبر دليل عن المسافة الكبيرة بين القيم والممارسات الأمريكية ، ويؤكد أن لا مجال لحقوق الإنسان ! في السياسة الأمريكية ، ولا مكان لها أمام المصالح .
وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 1391هـ إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم .
وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح ما بين عام 1385هـ و عام 1406هـ.
وقاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون – وهم السكان الأصليون لأمريكا ، وفي وقعت بيكووت التي شنت لمقتل أحد المستوطنين ، وأحرق فيها 700هندي وقبض على معظم من تبقى من الهنود وعرضوهم للبيع بسوق النخاسة في برمودا ، وأصدرت الحكومة الجديدة بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة ، وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين وكان ذلك عام 1245 هـ ، وهجر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70,000 ألف هندي فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل ، وعرفت هذه الرحلة تاريخياً بـ رحلة الدموع ، ولم تكتف أمريكا بهذا القدر من الإجرام ، فبعد وقت قصير أخذ المهاجرون في الاندفاع نحو الغرب متوغلين في الأراضي التي خصصت للهنود ، وكان الذي حفزهم على ذلك هو اكتشاف الذهب في هذه المنطقة ، فرحل كثير منهم إلى هناك ، وكان هؤلاء المتطرفون الشريرون يقتلون الحيوانات البرية التي كان الهنود يعتمدون عليها في طعامهم ، ثم إن الحكومة الأمريكية المتطرفة نقلت هؤلاء الهنود من هذه الأرض إلى أماكن مخصصة (مستوطنات مغلقة ) ثم بعد هذه المراحل من الحرب والتشريد الشرس انخفض عدد الهنود إلى 350ألفاً فقط ، بدلاً من مليون وزيادة ، يعني أبيد على يد الأمريكان 750ألفاً ، وكان هذا هو الخيار الأمريكي في تقرير مصير الشعب الهندي الأحمر !!! .
وفي معركة جتسبيرج التي سقط فيها خلال ثلاثة أيام فقط ! 45000 ألف من الأفريقيين السود ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير .
هذه جرائم الطاغية الباغية رأس الكفر أمريكا في حق غير المسلمين ، وهذا ما لطخته أمريكا في أيديها القذرة النجسة ، وهذه جرائمها وأرقامها الخيالية ، فهي لا تراعي لذي حرم حرمته ، ولا لحر حريته ، ولا للإنسان إنسانيته .
وأما جرائمهم في دماء المسلمين فحدث ولا حرج ، فملفاتهم سوداء من دماء المسلمين ، ودم المسلم دم وحشي في قاموس أمريكا ، وليس له حرمة البته ، بل هو في نظر أمريكا أخس من الكلاب النجسة ، ولذلك فإنهم يصورون الإسلام بأبشع الصور فالإسلام عند أمريكا ( عبارة عن نتوء شاذ ليس من المعتقدات القديمة ولا الجديدة ، بل هو من ظلمات البيئة العربية ) و يقول خبير السياسة الخارجية للحزب الجمهوري "جيمس جورج جاتدس" ( الإسلام ولد من خلال العنف والحروب والإرهاب) ثم أضاف أيضاً قائلاً ( سأترك الأمر للخبراء ليحددوا أيهما – الشيوعية أم الإسلام –حقق نتائج أكبر كآلة قتل عظيمة للمسيحيين ) .
وقد ثبت ، أنهم يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه المسيح ، وأنه رجل شاذ ، وتزوج عدت مرات للوصول إلى السلطة ، ومثل هذه الادعاءات الملعونة تدرس لديهم في مناهجهم الدراسية ، وقد أنتجوا أكثر من 700 فيلم يسئ للإسلام والمسلمين ، ويزيف دور المرأة في الإسلام ، ومن ذلك إلحاق أعمال الإرهاب والعنف بالعرب والمسلمين ، فقد قاموا مؤخراً بإنتاج فيلم عدائي باسم " أكاذيب حقيقية " تكلفته "150" مليون دولار ، يلحق الكثير من التهم بالمسلمين ويكيلها لهم كيلاً ، وكان من آخر هذه السلسلة ما قامت به شركة "نايكي" من إساءة للإسلام بوضعها لفظ الجلالة تعالى الله على الأحذية التي تنتجها ، ويرى الرئيس السابق نكسون أن ليس هناك من شعب حتى ولا الصين الشعبية له صورة سلبية في ضمير الأمريكيين بالقدر الذي للعالم الإسلامي .
وهذه قائمةٌ فيها كشف الإحصائيات ، في قتلهم الوحشي الشنيع ضد المسلمين
يقول هوج ستيفتر من معهد الدراسات المستقلة ، عن حصار العراق ، هو أكثر الجرائم ، وحشية في القرن العشرين ، وتقول منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة – برنامج الغذاء العالمي – في التحذير الخاص رقم 237في يوليو 1993م ، إنه بلد اقتصاده مدمر ، بسبب استمرار العقوبات التي شلت فعلياً الاقتصاد كله ، وأدت إلى عوز مستمر وجوع مزمن ، ونقص في التغذية ، وبطالة متفشية ، ومعاناة واسعة الانتشار .... ويتناول عدد كبير من العراقيين حالياً كمية من الغذاء تقل عما يتناوله السكان في الأقطار الأفريقية التي تحل بها الكوارث) .
وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي ، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات ، وأصيب الآلف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين ، وهبط عمر العراقيين 20سنة للرجال و 11سنة للنساء ، بسبب الحصار والقصف الأمريكي ، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي وأوضح بيان لوزارة الصحة العراقية أن مجموع الذين توفوا من الصغار والكبار بسبب الحصار المفروض على العراق منذ محرم – 1411هـ وحتى صفر – 1422هـ بلغ مليوناً و489,959 شخصاً ، كما أعلنت وزارت الصحة العراقية أن أكثر من 184ألف عراقي توفوا عام 1421هـ بسبب انعكاسات الحظر المفروض على العراق ، وأن من بينهم أكثر من 84ألف طفل دون سن الخامسة ، كما أشار البيان المذكور إلى أن عدد العراقيين الذين توفوا منذ فرض الحظر في أغسطس 1990م ، وحتى نهاية عام 2001م بلغ مليوناً 639,629شخصاً ، بينهم 674,780طفلاً دون سن الخامسة ، وفي نفس الوقت فأمريكا مستفيدة اقتصادياً من هذا الحصار ، فقد أكد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أن الولايات المتحدة ربحت جراء الحصار على العراق واستمراره 300 مليار دولار ، بينما خسرت روسيا حوالي 70 مليار دولار ، وتركيا 35 مليار.
وقد رفع أحد المحامين النصارى الأمريكيين دعوى على الرئيس الأمريكي جورج بوش – الأب – يطالب فيها بمحاكمته على أنه مجرم حرب ، بسبب ما أحدثه في العراق من قتل وتدمير !!! 0
وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي .
وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية ، وإن من المناسب في هذا المقام أن نذكر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ، إن إسرائيل وأمريكا وجهان لعملة واحدة ، إن السياسة الأمريكية هي السياسة الإسرائيلية الصهيونية ، والسياسة الصهيونية هي السياسة الأمريكية ولذا العلاقة بين أمريكا والصهاينة في فلسطين وطيدة وقوية ، وهما الشريكان في الأعمال اللا إنسانية ، ولعله من الأدلة على ذلك أن الإسلام هو المتهم الأول في النظرة الأمريكية ولا زالت الجهود قوية لإعطاء الإرهاب وجهاً إسلامياً ، بينما اليهود في مؤسساتهم ومجازرهم في فلسطين يفعلون أنوعاً وألواناً من الجرائم التي يستحقون أن يكونوا هم المتهمين الأولين لدى أمريكا والمتمثلة في سرقات الوثائق وخلخلة القانون الأمريكي ، وتجذير العنف والجنس عن طريق الأفلام والجريمة المخططة ، وأقرب نموذج لنا هو ذلك الضابط البحري الأمريكي اليهودي "جوناثان بولارد" الذي سرق ما يقارب 800 ألف وثيقة سرية أمريكية ، وإرسالها إلى إسرائيل ، ثم بعد هذه الخيانة والإساءة للأمن الأمريكي تضغط إسرائيل ضغطاً متميزاً ومتواصلاً من أجل إطلاق سراحه والعفو عنه !!! .
وما بين تاريخ 1412و1414هـ قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال 0
وفي عام 1419هـ شنت أمريكا هجوماً عنيفاً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان ، وقصفوا خلاله معمل الشفاء للدواء في السودان ، وقتلوا أكثر من مائتين وحتى هذه الساعة لا يوجد سبب واحد ومعلن للفجوة بين أمريكا والسودان غير الإسلام والقضاء على السودان ، بصفته كيانا عربياً أفريقياً إسلامياً موحداً ، ولأجل ذلك كثفت أمريكا جهودها وسعت للالتقاء بجميع المعارضين الميرغني و الصادق المهدي وقارنق ، وألبت جميع جيرانها ضدها ، ودعمت حركة التمرد وبعض الدول المحيطة بها ، وقامت بحملة دعائية اتجاهها ، والعجيب أن أمريكا تسعى بكل طاقاتها للضغط على العرب من أجل السلام مع إسرائيل ، وفي نفس الوقت تقف بكل إمكانياتها في عرقلة السلام مع السودان من خلال توضيف النصارى في الجنوب ، والذي تصل نسبتهم إلى 5% من السكان فقط ، حيث إن عددهم 1,629,706 نسمة ، ويأتي القرار الأمريكي المشئوم يدين السودان ، ثم تأتي الصواريخ الأمريكية لتقصف مصنع الشفاء للأدوية ، وهي لا تملك أدلة تستدل بها ، وهل يقبل المنطق أن هذا المصنع يهدد الأمن الأمريكي ؟ إن الهدف الحقيقي لضرب السودان هو العنجهية الأمريكية ، وإضعاف السودان اقتصادياً والضغط عليها سياسياً ، وهذا الهدف هو - أيضاً – هدف إدانة السودان بممارسة الاضطهاد الديني مع ملاحظة أن أمريكا تضغط – بقوة – على السودان من أجل فصل الدين عن الدولة رغم الأكثرية المسلمة في السودان .
وقتل في أفغانستان فقط خلال ثلاثة أشهر فقط من 7 أكتوبر وحتى 7 ديسمبر نتيجة القصف الأمريكي – ما لا يقل عن 50000 أفغاني جلهم إن لم يكونوا كلهم من المدنيين.
وحصار على ليبيا ، وأدى هذا الحصار الغاشم إلى كوارث كبرى ، وفواجع عظمى ، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار ، بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2مليار دولار من عام 7/3/1413هـ حتى نهاية 20/11/1414هـ كما أعلنت أمانة الصحة الليبية أن 300رضيع ، وأكثر من 140 امرأة ماتوا بسبب نقص الأدوية أو تأخر وصولها من جراء الحضر الجوي المفروض على ليبيا منذ رمضان – 1412هـ ، ومات أكثر من 300مريض كانوا بحاجة إلى العلاج في الخارج أثناء نقلهم براً إلى الدول المجاورة ، كما أفادت الإحصائيات إلى أن قطاع الزراعة تأثر إلى حد كبير ، وبخاصة المواشي ، حيث أدى نقص الأدوية البيطرية إلى خسارة تقدر بحوالي 40ألف طن من اللحوم ، وهذا كله في غضون سنوات قصيرة من بدأ الحصار فما بالنا بما وصلت إليه الخسائر الآن .
وقتلت إسرائيل بمباركة ومعونة أمريكا أكثر من 17000 شخص في غزوها لجنوب لبنان .
وقتل عسكريو أندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم أمريكي .
وتسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15000 طفل أفغاني .
وأما معاملتهم للأسرى فأسوء معاملة ، فالإنسانية معدومة لديهم ، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، وقد تمثلت في أمريكا أعظم أنواع الإرهاب المنظم وبلغ فيهم الاضطهاد والإرهاب مبلغاً لم يشهد مثله في عالمنا الحاضر ، بل وعلى مر التاريخ المتقدم ، لقد خالفوا الأديان والشرائع بل والقوانين الوضعية.
لقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من هؤلاء الأسرى في غونتناموا في كل مناسبة حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه ، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى ، كما توضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس : السمع والبصر بل وحتى الفم والأنف وضع عليها أغطية كثيفة ، والمتأمل للصور يشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان ، فقد يكون هذا راجعاً لتعطيل الحواس المذكورة ، وقد يكون آسريهم استخدوا وسائل أخرى لهذا الغرض ، ومن الواضح خلال تصريحات المسؤلين الأمريكيين أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى .
فهم بذالك خالفوا كل الأديان والشرائع .
وخالفوا أيضاً القوانين الوهمية فإن من الاتفاقات القانونية أن إجبار أسير الحرب على الإدلاء باعترافاته هو عمل إرهابي ، لأن الاتفاقية الأولى والثانية لعام 1368هـ ، في مادتها رقم 12، والاتفاقية الثالثة في مادتها رقم 13، قد نصت جميعها على ضرورة المعاملة الإنسانية .
ومن خلال النظر في صور هؤلاء الأسرى يتضح لدينا عدة أمور :
الأمر الأول : أن الإدارة الأمريكية ليس لديها قانون ولا دستور يمكن أن تعامل به هؤلاء الأسرى .
الأمر الثاني : توضح هذه الصور مدى الغطرسة الأمريكية في التعامل مع هذه القضية .
الأمر الثالث : تكشف لنا هذه الصور مدى الرعب الذي يكتنف هؤلاء الأمريكان من هؤلاء الضعفاء الأسرى حيث نلحظ أن عدد الجنود الذين يحيطون بالأسير الواحد في بعض الأحيان يبلغون أربعة عشر جندياً أمريكيا مدججين بالسلاح وأنظارهم جميعاً متجهة صوب الأسير المقبوض عليه من الجانبين ، هذا مع الأغطية التي على العينين والفم والأذنين والأنف !! .
الأمر الرابع : حسن الدين الإسلامي ، وذلك أن أمم الأرض جميعها التي خلقها الله من طينة واحدة ، والتي تتشابه في النزعات والعواطف والمشاعر قد يغلب عيها الحقد ومشاعر الكراهة في وقت من الأوقات فلا ترى بأساً في تغيير قوانينها التي تخالف أهوائها ورغباتها في الانتقام ، وذلك من أجل إشباع هذه الرغبات كما يحدث تماماً في الوقت الراهن في الدول الغربية وبالذات أمريكا ، بل وكما يحدث في كثير من البلدان حتى التي تنتسب إلى الإسلام وهي لا تطبقه .
إلا الأمة الإسلامية فليس لديها أن تحكم عواطفها ومشاعرها ، بل هي أحكام طاهرة منزلة من حكيم حميد ، وواضحة جلية غير قابلة للتحويل والتبدبل ، بل إن الإسلام نهى عن التمثيل بالقتلى ، فالمسلم ملزم بهذا الشرع الحكيم ليس له أي مجال لتغييره وفق نزواته ومتطلباته وأهوائه كما يفعله على هذا النحو الغرب الفاجر مع قوانينه .
ولأجل ذلك يعترف من ينتسب إلى دعاة حقوق الإنسان أن ليس لديهم أرض ثابتة يقفون عليها ، ولا منهج منضبط يسيرون عليه ، وإن كانوا صادقين ، فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه ! ؟ .
فأسير المسلمين يصور للكفار المقامات السامية في الأمانة والرحمة الشرعية فلا يستحل المحرمات لأجل أنه أسير بين يدي الكفار ، فهذا خبيب لما أسر ظلماً وعدواناً استعار من بعض بنات الحارث موسى ليستحد بها فأعارته ، قالت فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك ، والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر ، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيباً فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ، ثم قال
ما أبالي حين أقتل مـسلماً ... على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
رواه الإمام البخاري في صحيحه (4086) من طريق الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت ..... فذكره فخبيب رضي الله عنه وأرضاه ، منعه الدين من قتل هذا الطفل ، ولهذا تعجبت من أمانته ودينه هذه المرأة الكافرة .
ومن محاسن الدين الإسلامي أنه حرم قتل الأسير إذا أسلم ، ومحاسن الإسلام في معاملة الأسرى كثيرة مبسوطة في كتب الفقه والحديث .
ثم إن الإرهاب الأمريكي تعدى ولم يقف على حد حتى وصل إلى المساجد ، ففي مدينة "ممفيس" أطلق جار المسجد النار على المصلين وهم يؤدون صلاة الفجر ، وبعد يومين تم إطلاقه بكفالة وبدون أن يفتش رجال الأمن بيته ، رغم أنه اعترف بارتكاب الجريمة ، وقد تكررت الحوادث هذه في مسجد "دنفربكولو" ومسجد "بوبا" وفي ولاية كاليفورنيا ومسجد "جرنيفيل" وتعرض المركز الإسلامي في "سبرينج فيلد" للتدمير التام .
وهذا غير المجازر التي باركتها أمريكا في الشيشان والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا وكشمير والفلبين وجزر الملوك وتيمور وغيرها من الأرضي الإسلامية .
ويا الله يا للمسلمين من هذا الجرائم المؤلمة ، والأفعال الشنيعة ، والمواقف المؤلمة... أين أمة المليار ، من هذه الثيران الهائجة ، والوحوش الشريرة ، والمواقف الفضيعة
أين العقلانية ؟ ! أين الإنسانية ؟ ! أين القيم الأخلاقية ؟ ! بل أين القوانين الدولية؟ ! والأعراف المرتسمة ، ! أليس فيهم رجل رشيد ؟ !
حقاً إن هذه جرائم وحشية ! وأفعال شيطانية ! وتصرفات حيوانية صامته .
وأين القانون من ظلم الغرب للإسلام ، ظلم مركب ، دفع المستشرق البرتغالي ارنولد أن يقول ( جل أسفي كان على هذا التحامل والتجريح على الإسلام دون غيره من الأديان الأخرى ) .
الموقف الشرعي من حصار الشعب العراقي
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : ( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مدى ، قلنا من أين ذاك ؟ قال من قبل الروم ... .) روه الإمام مسلم في صحيحه (2913) من طريق سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك .... فذكره .
وهذا الخبر موقوف لفظاً ، مرفوع حكماً ، فلا مجال للاجتهاد في مثل هذا .
وهو علم من أعلام النبوة المحمدية ، حيث تحقق هذا الخبر ، وأصبح في دنيا الواقع من الأمور الظاهرة ، وذلك أن رأس الكفر العالمي ، وحاملة لواء الإرهاب والعنف ، أمريكا فرضت الحصار على الشعب العراقي المسلم البريء ، ولا غرابة في ذلك فأمريكا تعشق الظلم والبغي والعدوان ، وقد شمل ظلمها كل نوع وجنس وهوية وملة ، فعلى أمريكا تدور رحى الهمجية والتطرف ، وهي حاملة كأس الموت ، وهي السابقة في كل الميادين الإجرامية ، وهي رائدة الكبر والطغيان والتمرد والإجرام ، فأمريكا لا ترعى لشيخ حرمة ، ولا لطفل رحمة ، ولا لمرآة عاطفة .
كم قتلت أمريكا في العراق
وكم قتلت في فلسطين
وكم قتلت في أفغانستان
وكم قتلت في حرب فيتنام
وكم قتلت في اليابان
وكم قتلت .... وكم دمرت .... وكم أجرمت ... ؟ !!
تعجز الأقلام عن تسويدها، ولا يسع الصحف عرضها ، ولا تستطيع الذاكرة استيعابها .
أمريكا عدوة الإنسانية ، ليس المسلمين فحسب بل من كل ملة ، اسألوا أفريقيا السوداء واليابان ، واسألوا أمريكا الجنوبية ، الذين يجزرون بعشرات الملايين ، أرقام خيالية، وأعداد رنانة ، ووفيات فوق حسابات البشر ، قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.
وطريقة القتل عندهم طريقة وحشية وليست إنسانية ، فهم يصبون وابلاً من الأطنان على الأبرياء وكأنهم يصبون على جبال صماء ، وصدق الله حيث يقول ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ ) .
وفي ليلة من ليالي عام 1366هـ – في الحرب العالمية الثانية – دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو ، بإسقاط القنابل الحارقة ، وقتلت 100مائة ألف شخص في يوم واحد ، وشردت مليون نسمة ، ولا حظ أحد كبار الجنرال كيرتس لوماي بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا ، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت ، وكانت الحرارة شديدة جداً حتى إن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان ، وذابت الهياكل المعدنية ، وتفجر الناس في ألسنة من اللهب وتعرضت أثناء الحرب حوالي 64 مدينة يابانية ، واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية ولذلك فإن اليابان لا تزال – حتى اليوم – تعاني من آثارها .
وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي ، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان وهو يكن في ضميره الثقافة الأمريكية ( العالم الآن في متناول أيدينا ) .
وتشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة ، وكان هذا تمهيدا لعمليات الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد أقطار أخرى لم تهدد واشنطن .
ما بين عام 1371هـ وعام 1392هـ ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني ، وكوري ، وفيتنامى ، ولاووسي وكمبودي ، وتشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية ، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في بيونغ يانغ، ومدن رئيسة أخرى .
ويذكرنا هذا بالهجمات الحارقة على طوكيو التقدير الأعلى للقتلى الصينيين حوالى 3 ملايين .
وفي منتصف عام 1382هـ سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص ، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة .
ولذلك فإن جهاز الأمن القومي الأمريكي في فيتنام يعطي أكبر دليل عن المسافة الكبيرة بين القيم والممارسات الأمريكية ، ويؤكد أن لا مجال لحقوق الإنسان ! في السياسة الأمريكية ، ولا مكان لها أمام المصالح .
وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد وعام 1391هـ إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم .
وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح ما بين عام 1385هـ و عام 1406هـ.
وقاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر – يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون – وهم السكان الأصليون لأمريكا ، وفي وقعت بيكووت التي شنت لمقتل أحد المستوطنين ، وأحرق فيها 700هندي وقبض على معظم من تبقى من الهنود وعرضوهم للبيع بسوق النخاسة في برمودا ، وأصدرت الحكومة الجديدة بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة ، وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين وكان ذلك عام 1245 هـ ، وهجر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70,000 ألف هندي فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل ، وعرفت هذه الرحلة تاريخياً بـ رحلة الدموع ، ولم تكتف أمريكا بهذا القدر من الإجرام ، فبعد وقت قصير أخذ المهاجرون في الاندفاع نحو الغرب متوغلين في الأراضي التي خصصت للهنود ، وكان الذي حفزهم على ذلك هو اكتشاف الذهب في هذه المنطقة ، فرحل كثير منهم إلى هناك ، وكان هؤلاء المتطرفون الشريرون يقتلون الحيوانات البرية التي كان الهنود يعتمدون عليها في طعامهم ، ثم إن الحكومة الأمريكية المتطرفة نقلت هؤلاء الهنود من هذه الأرض إلى أماكن مخصصة (مستوطنات مغلقة ) ثم بعد هذه المراحل من الحرب والتشريد الشرس انخفض عدد الهنود إلى 350ألفاً فقط ، بدلاً من مليون وزيادة ، يعني أبيد على يد الأمريكان 750ألفاً ، وكان هذا هو الخيار الأمريكي في تقرير مصير الشعب الهندي الأحمر !!! .
وفي معركة جتسبيرج التي سقط فيها خلال ثلاثة أيام فقط ! 45000 ألف من الأفريقيين السود ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير .
هذه جرائم الطاغية الباغية رأس الكفر أمريكا في حق غير المسلمين ، وهذا ما لطخته أمريكا في أيديها القذرة النجسة ، وهذه جرائمها وأرقامها الخيالية ، فهي لا تراعي لذي حرم حرمته ، ولا لحر حريته ، ولا للإنسان إنسانيته .
وأما جرائمهم في دماء المسلمين فحدث ولا حرج ، فملفاتهم سوداء من دماء المسلمين ، ودم المسلم دم وحشي في قاموس أمريكا ، وليس له حرمة البته ، بل هو في نظر أمريكا أخس من الكلاب النجسة ، ولذلك فإنهم يصورون الإسلام بأبشع الصور فالإسلام عند أمريكا ( عبارة عن نتوء شاذ ليس من المعتقدات القديمة ولا الجديدة ، بل هو من ظلمات البيئة العربية ) و يقول خبير السياسة الخارجية للحزب الجمهوري "جيمس جورج جاتدس" ( الإسلام ولد من خلال العنف والحروب والإرهاب) ثم أضاف أيضاً قائلاً ( سأترك الأمر للخبراء ليحددوا أيهما – الشيوعية أم الإسلام –حقق نتائج أكبر كآلة قتل عظيمة للمسيحيين ) .
وقد ثبت ، أنهم يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه المسيح ، وأنه رجل شاذ ، وتزوج عدت مرات للوصول إلى السلطة ، ومثل هذه الادعاءات الملعونة تدرس لديهم في مناهجهم الدراسية ، وقد أنتجوا أكثر من 700 فيلم يسئ للإسلام والمسلمين ، ويزيف دور المرأة في الإسلام ، ومن ذلك إلحاق أعمال الإرهاب والعنف بالعرب والمسلمين ، فقد قاموا مؤخراً بإنتاج فيلم عدائي باسم " أكاذيب حقيقية " تكلفته "150" مليون دولار ، يلحق الكثير من التهم بالمسلمين ويكيلها لهم كيلاً ، وكان من آخر هذه السلسلة ما قامت به شركة "نايكي" من إساءة للإسلام بوضعها لفظ الجلالة تعالى الله على الأحذية التي تنتجها ، ويرى الرئيس السابق نكسون أن ليس هناك من شعب حتى ولا الصين الشعبية له صورة سلبية في ضمير الأمريكيين بالقدر الذي للعالم الإسلامي .
وهذه قائمةٌ فيها كشف الإحصائيات ، في قتلهم الوحشي الشنيع ضد المسلمين
يقول هوج ستيفتر من معهد الدراسات المستقلة ، عن حصار العراق ، هو أكثر الجرائم ، وحشية في القرن العشرين ، وتقول منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة – برنامج الغذاء العالمي – في التحذير الخاص رقم 237في يوليو 1993م ، إنه بلد اقتصاده مدمر ، بسبب استمرار العقوبات التي شلت فعلياً الاقتصاد كله ، وأدت إلى عوز مستمر وجوع مزمن ، ونقص في التغذية ، وبطالة متفشية ، ومعاناة واسعة الانتشار .... ويتناول عدد كبير من العراقيين حالياً كمية من الغذاء تقل عما يتناوله السكان في الأقطار الأفريقية التي تحل بها الكوارث) .
وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي ، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات ، وأصيب الآلف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين ، وهبط عمر العراقيين 20سنة للرجال و 11سنة للنساء ، بسبب الحصار والقصف الأمريكي ، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي وأوضح بيان لوزارة الصحة العراقية أن مجموع الذين توفوا من الصغار والكبار بسبب الحصار المفروض على العراق منذ محرم – 1411هـ وحتى صفر – 1422هـ بلغ مليوناً و489,959 شخصاً ، كما أعلنت وزارت الصحة العراقية أن أكثر من 184ألف عراقي توفوا عام 1421هـ بسبب انعكاسات الحظر المفروض على العراق ، وأن من بينهم أكثر من 84ألف طفل دون سن الخامسة ، كما أشار البيان المذكور إلى أن عدد العراقيين الذين توفوا منذ فرض الحظر في أغسطس 1990م ، وحتى نهاية عام 2001م بلغ مليوناً 639,629شخصاً ، بينهم 674,780طفلاً دون سن الخامسة ، وفي نفس الوقت فأمريكا مستفيدة اقتصادياً من هذا الحصار ، فقد أكد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أن الولايات المتحدة ربحت جراء الحصار على العراق واستمراره 300 مليار دولار ، بينما خسرت روسيا حوالي 70 مليار دولار ، وتركيا 35 مليار.
وقد رفع أحد المحامين النصارى الأمريكيين دعوى على الرئيس الأمريكي جورج بوش – الأب – يطالب فيها بمحاكمته على أنه مجرم حرب ، بسبب ما أحدثه في العراق من قتل وتدمير !!! 0
وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي .
وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية ، وإن من المناسب في هذا المقام أن نذكر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ، إن إسرائيل وأمريكا وجهان لعملة واحدة ، إن السياسة الأمريكية هي السياسة الإسرائيلية الصهيونية ، والسياسة الصهيونية هي السياسة الأمريكية ولذا العلاقة بين أمريكا والصهاينة في فلسطين وطيدة وقوية ، وهما الشريكان في الأعمال اللا إنسانية ، ولعله من الأدلة على ذلك أن الإسلام هو المتهم الأول في النظرة الأمريكية ولا زالت الجهود قوية لإعطاء الإرهاب وجهاً إسلامياً ، بينما اليهود في مؤسساتهم ومجازرهم في فلسطين يفعلون أنوعاً وألواناً من الجرائم التي يستحقون أن يكونوا هم المتهمين الأولين لدى أمريكا والمتمثلة في سرقات الوثائق وخلخلة القانون الأمريكي ، وتجذير العنف والجنس عن طريق الأفلام والجريمة المخططة ، وأقرب نموذج لنا هو ذلك الضابط البحري الأمريكي اليهودي "جوناثان بولارد" الذي سرق ما يقارب 800 ألف وثيقة سرية أمريكية ، وإرسالها إلى إسرائيل ، ثم بعد هذه الخيانة والإساءة للأمن الأمريكي تضغط إسرائيل ضغطاً متميزاً ومتواصلاً من أجل إطلاق سراحه والعفو عنه !!! .
وما بين تاريخ 1412و1414هـ قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال 0
وفي عام 1419هـ شنت أمريكا هجوماً عنيفاً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان ، وقصفوا خلاله معمل الشفاء للدواء في السودان ، وقتلوا أكثر من مائتين وحتى هذه الساعة لا يوجد سبب واحد ومعلن للفجوة بين أمريكا والسودان غير الإسلام والقضاء على السودان ، بصفته كيانا عربياً أفريقياً إسلامياً موحداً ، ولأجل ذلك كثفت أمريكا جهودها وسعت للالتقاء بجميع المعارضين الميرغني و الصادق المهدي وقارنق ، وألبت جميع جيرانها ضدها ، ودعمت حركة التمرد وبعض الدول المحيطة بها ، وقامت بحملة دعائية اتجاهها ، والعجيب أن أمريكا تسعى بكل طاقاتها للضغط على العرب من أجل السلام مع إسرائيل ، وفي نفس الوقت تقف بكل إمكانياتها في عرقلة السلام مع السودان من خلال توضيف النصارى في الجنوب ، والذي تصل نسبتهم إلى 5% من السكان فقط ، حيث إن عددهم 1,629,706 نسمة ، ويأتي القرار الأمريكي المشئوم يدين السودان ، ثم تأتي الصواريخ الأمريكية لتقصف مصنع الشفاء للأدوية ، وهي لا تملك أدلة تستدل بها ، وهل يقبل المنطق أن هذا المصنع يهدد الأمن الأمريكي ؟ إن الهدف الحقيقي لضرب السودان هو العنجهية الأمريكية ، وإضعاف السودان اقتصادياً والضغط عليها سياسياً ، وهذا الهدف هو - أيضاً – هدف إدانة السودان بممارسة الاضطهاد الديني مع ملاحظة أن أمريكا تضغط – بقوة – على السودان من أجل فصل الدين عن الدولة رغم الأكثرية المسلمة في السودان .
وقتل في أفغانستان فقط خلال ثلاثة أشهر فقط من 7 أكتوبر وحتى 7 ديسمبر نتيجة القصف الأمريكي – ما لا يقل عن 50000 أفغاني جلهم إن لم يكونوا كلهم من المدنيين.
وحصار على ليبيا ، وأدى هذا الحصار الغاشم إلى كوارث كبرى ، وفواجع عظمى ، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار ، بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2مليار دولار من عام 7/3/1413هـ حتى نهاية 20/11/1414هـ كما أعلنت أمانة الصحة الليبية أن 300رضيع ، وأكثر من 140 امرأة ماتوا بسبب نقص الأدوية أو تأخر وصولها من جراء الحضر الجوي المفروض على ليبيا منذ رمضان – 1412هـ ، ومات أكثر من 300مريض كانوا بحاجة إلى العلاج في الخارج أثناء نقلهم براً إلى الدول المجاورة ، كما أفادت الإحصائيات إلى أن قطاع الزراعة تأثر إلى حد كبير ، وبخاصة المواشي ، حيث أدى نقص الأدوية البيطرية إلى خسارة تقدر بحوالي 40ألف طن من اللحوم ، وهذا كله في غضون سنوات قصيرة من بدأ الحصار فما بالنا بما وصلت إليه الخسائر الآن .
وقتلت إسرائيل بمباركة ومعونة أمريكا أكثر من 17000 شخص في غزوها لجنوب لبنان .
وقتل عسكريو أندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم أمريكي .
وتسبب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15000 طفل أفغاني .
وأما معاملتهم للأسرى فأسوء معاملة ، فالإنسانية معدومة لديهم ، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، وقد تمثلت في أمريكا أعظم أنواع الإرهاب المنظم وبلغ فيهم الاضطهاد والإرهاب مبلغاً لم يشهد مثله في عالمنا الحاضر ، بل وعلى مر التاريخ المتقدم ، لقد خالفوا الأديان والشرائع بل والقوانين الوضعية.
لقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من هؤلاء الأسرى في غونتناموا في كل مناسبة حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك ، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه ، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى ، كما توضح الصور أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس : السمع والبصر بل وحتى الفم والأنف وضع عليها أغطية كثيفة ، والمتأمل للصور يشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان وربما الزمان ، فقد يكون هذا راجعاً لتعطيل الحواس المذكورة ، وقد يكون آسريهم استخدوا وسائل أخرى لهذا الغرض ، ومن الواضح خلال تصريحات المسؤلين الأمريكيين أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى .
فهم بذالك خالفوا كل الأديان والشرائع .
وخالفوا أيضاً القوانين الوهمية فإن من الاتفاقات القانونية أن إجبار أسير الحرب على الإدلاء باعترافاته هو عمل إرهابي ، لأن الاتفاقية الأولى والثانية لعام 1368هـ ، في مادتها رقم 12، والاتفاقية الثالثة في مادتها رقم 13، قد نصت جميعها على ضرورة المعاملة الإنسانية .
ومن خلال النظر في صور هؤلاء الأسرى يتضح لدينا عدة أمور :
الأمر الأول : أن الإدارة الأمريكية ليس لديها قانون ولا دستور يمكن أن تعامل به هؤلاء الأسرى .
الأمر الثاني : توضح هذه الصور مدى الغطرسة الأمريكية في التعامل مع هذه القضية .
الأمر الثالث : تكشف لنا هذه الصور مدى الرعب الذي يكتنف هؤلاء الأمريكان من هؤلاء الضعفاء الأسرى حيث نلحظ أن عدد الجنود الذين يحيطون بالأسير الواحد في بعض الأحيان يبلغون أربعة عشر جندياً أمريكيا مدججين بالسلاح وأنظارهم جميعاً متجهة صوب الأسير المقبوض عليه من الجانبين ، هذا مع الأغطية التي على العينين والفم والأذنين والأنف !! .
الأمر الرابع : حسن الدين الإسلامي ، وذلك أن أمم الأرض جميعها التي خلقها الله من طينة واحدة ، والتي تتشابه في النزعات والعواطف والمشاعر قد يغلب عيها الحقد ومشاعر الكراهة في وقت من الأوقات فلا ترى بأساً في تغيير قوانينها التي تخالف أهوائها ورغباتها في الانتقام ، وذلك من أجل إشباع هذه الرغبات كما يحدث تماماً في الوقت الراهن في الدول الغربية وبالذات أمريكا ، بل وكما يحدث في كثير من البلدان حتى التي تنتسب إلى الإسلام وهي لا تطبقه .
إلا الأمة الإسلامية فليس لديها أن تحكم عواطفها ومشاعرها ، بل هي أحكام طاهرة منزلة من حكيم حميد ، وواضحة جلية غير قابلة للتحويل والتبدبل ، بل إن الإسلام نهى عن التمثيل بالقتلى ، فالمسلم ملزم بهذا الشرع الحكيم ليس له أي مجال لتغييره وفق نزواته ومتطلباته وأهوائه كما يفعله على هذا النحو الغرب الفاجر مع قوانينه .
ولأجل ذلك يعترف من ينتسب إلى دعاة حقوق الإنسان أن ليس لديهم أرض ثابتة يقفون عليها ، ولا منهج منضبط يسيرون عليه ، وإن كانوا صادقين ، فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه ! ؟ .
فأسير المسلمين يصور للكفار المقامات السامية في الأمانة والرحمة الشرعية فلا يستحل المحرمات لأجل أنه أسير بين يدي الكفار ، فهذا خبيب لما أسر ظلماً وعدواناً استعار من بعض بنات الحارث موسى ليستحد بها فأعارته ، قالت فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك ، والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر ، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيباً فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ، ثم قال
ما أبالي حين أقتل مـسلماً ... على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
رواه الإمام البخاري في صحيحه (4086) من طريق الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت ..... فذكره فخبيب رضي الله عنه وأرضاه ، منعه الدين من قتل هذا الطفل ، ولهذا تعجبت من أمانته ودينه هذه المرأة الكافرة .
ومن محاسن الدين الإسلامي أنه حرم قتل الأسير إذا أسلم ، ومحاسن الإسلام في معاملة الأسرى كثيرة مبسوطة في كتب الفقه والحديث .
ثم إن الإرهاب الأمريكي تعدى ولم يقف على حد حتى وصل إلى المساجد ، ففي مدينة "ممفيس" أطلق جار المسجد النار على المصلين وهم يؤدون صلاة الفجر ، وبعد يومين تم إطلاقه بكفالة وبدون أن يفتش رجال الأمن بيته ، رغم أنه اعترف بارتكاب الجريمة ، وقد تكررت الحوادث هذه في مسجد "دنفربكولو" ومسجد "بوبا" وفي ولاية كاليفورنيا ومسجد "جرنيفيل" وتعرض المركز الإسلامي في "سبرينج فيلد" للتدمير التام .
وهذا غير المجازر التي باركتها أمريكا في الشيشان والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا وكشمير والفلبين وجزر الملوك وتيمور وغيرها من الأرضي الإسلامية .
ويا الله يا للمسلمين من هذا الجرائم المؤلمة ، والأفعال الشنيعة ، والمواقف المؤلمة... أين أمة المليار ، من هذه الثيران الهائجة ، والوحوش الشريرة ، والمواقف الفضيعة
أين العقلانية ؟ ! أين الإنسانية ؟ ! أين القيم الأخلاقية ؟ ! بل أين القوانين الدولية؟ ! والأعراف المرتسمة ، ! أليس فيهم رجل رشيد ؟ !
حقاً إن هذه جرائم وحشية ! وأفعال شيطانية ! وتصرفات حيوانية صامته .
وأين القانون من ظلم الغرب للإسلام ، ظلم مركب ، دفع المستشرق البرتغالي ارنولد أن يقول ( جل أسفي كان على هذا التحامل والتجريح على الإسلام دون غيره من الأديان الأخرى ) .