الشيخ/عبدالله الواكد
05-08-2010, 23:56
الخطبة الأولى
أيها الإخوة المسلمون : قال الله سبحانه وتعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [البقرة:185].
أيها المسلمون : أقبل عليكم ضيف كريم وموسم عظيم ، وميدان يتنافس فيه المتنافسون، ومضمار يتسابق فيه الصالحون، تتهذب به النفوس وتتزكى فيه القلوب ، شهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه مردةُ الشياطين ، وتضاعف به الحسنات ، وتغفر الخطايا والسيئات ، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تبارك وتعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان: فرحة ٌعند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخَلوفُ فِيهِ أطيب عند الله من ريح المسك)) متفق عليه
الصوم ياعباد الله : فريضة من فرائض الإسلام، وحصنٌ حصينٌ من الشهوات وجُنّةٌ من النار، سلك الناس في استقبال هذا الشهر مسالك شتى ، فينظر إليه ثلة من الناس ، على أنه حرمانٌ من اللذات والشهوات ، يصومون عن الطعام والشراب على مضضٍ ، وربما لا يتورعون عن غيبةٍ ، ولا يرعوون عن نميمةٍ، نفسوسهم مضطربة ، وصدورهم ضيقة ، سَئِمَوا ذكرَ رمضان ، واستثقلوا قدومه ومروره ، فهو أثقل الشهور عليهم ، والعياذ بالله ، يكابدون فيه العناء من الجوع ، والمشقة من العطش ، فلا يَرون في رمضان ، إلا ِقيدا يكبل شهواتهم ، ووثاقا يعطل رغباتهم ، وخندقا يحاصرهم من كل جانب ،
وينظر إليه فئام من الناس ، على أنه موسمٌ للأغذية والأشربة ، ومضمارٌ للموائدُ ، فكأن رمضانَ حفلة زفاف أو وليمة ُنجاح تُبسط فيها المأكولات والمشروبات ، والتي قد يكون مآل بعضها ، إلى صندوق النفايات
وينظر إليه جم من الأمة ، هداهم الله ، على أنه ميقات للَّهو والسمر والسهر، في الليل سهر على الملهيات ، وفي النهار جيف هامدة ، ونوم إلى الغروب ، ليلهم ضياع، ونهارهم خسران ، أوقاتهم تمضي بين مجالس الغيبة والنميمة ، وبين قنوات البث المباشر ببرامجها السافرة ، ومسلسلاتها الضائعة ، وهرائها المتكرر ، وسبحان الله
ما تنشط برامج التلفزة ، وما تصاغ المسلسلات الساقطه ، إلا لرمضان ، فكأن شياطين الأنس ، يسدون مكان شياطين الجن ومردتهم ، إذا صفدوا في رمضان ،
وينظر إليه قلة من الناس ، ولله الحمد ، على أنه هو وحده شهر العمل ، وغيره من الشهور عطلة لا عمل فيها
فلا يعرف هؤلاء الله إلا في رمضان، فكم ممن يدّعي الإسلام ويجاور مساجدَ الله لم يُرَ فيها مصلّيًا إلا في رمضان، وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، وإن تعجب فعجب حالهم ، فرقوا بين رب الشهور وهو واحد، إذا جاء رمضان جاؤوا ، وإذا انسلخ رمضان ولوا على أدبارهم نفورًا ،
وينظر إليه آخرون بمناظير أخرى ( قد علم كل أناس مشربهم ) نسأل الله أن يهديهم جميعا ، وأما أهل رمضان ، فإنهم أولائك الذين ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، ويسألون الله أن يبلغهم إياه ، وتزداد فرحتهم بدخوله ، فيشمرون عن ساعد الجد ، وتنبسط منهم اليد ، ويجتهدون في الطاعة بشتى أنواعها ، يصومون ويقومون ويصلون ويعتكفون ، يسبحون ويستغفرون ويتصدقون ويحسنون ويتلون كتاب الله ، يستقبلون رمضان بالبكاء من خشية الله ، ويخبتون لمن رحم الناس بهذا الشهر الكريم ، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، ويسألون الله قبوله منهم والعفو عنهم فيه والتجاوز عن سيئاتهم ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ، ويبارك لنا فيما بقي من شعبان ، ويبلغنا رمضان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
أيها الناس : اتقوا الله حق التقوى، وابتغوا بصيامكم وجه الله تعالى قال عليه الصلاة والسلام : ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه ، واعلموا أن شهر رمضان شهر الحب والوئام والرحمة والمغفرة ، فكونوا فيه من أسرع الناس إلى الخير وأقربهم إلى الطاعة، كونوا من أوسع الناس صدورًا وأرحمهم قلوبًا وألينهم نفوسًا وأنداهم ألسنًا وأبعدهم عن المخاصمة والمشاتمة والسباب، اغفروا الزلة، واكظموا الغيظ، وتجاوزوا عن المخطئين، فتلك أسمى معاني الصيام التي يجب أن يتربى الناس عليها وصلوا وسلموا على نبيكم محمد وآله وصحبه أجمعين...
أيها الإخوة المسلمون : قال الله سبحانه وتعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [البقرة:185].
أيها المسلمون : أقبل عليكم ضيف كريم وموسم عظيم ، وميدان يتنافس فيه المتنافسون، ومضمار يتسابق فيه الصالحون، تتهذب به النفوس وتتزكى فيه القلوب ، شهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه مردةُ الشياطين ، وتضاعف به الحسنات ، وتغفر الخطايا والسيئات ، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تبارك وتعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان: فرحة ٌعند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخَلوفُ فِيهِ أطيب عند الله من ريح المسك)) متفق عليه
الصوم ياعباد الله : فريضة من فرائض الإسلام، وحصنٌ حصينٌ من الشهوات وجُنّةٌ من النار، سلك الناس في استقبال هذا الشهر مسالك شتى ، فينظر إليه ثلة من الناس ، على أنه حرمانٌ من اللذات والشهوات ، يصومون عن الطعام والشراب على مضضٍ ، وربما لا يتورعون عن غيبةٍ ، ولا يرعوون عن نميمةٍ، نفسوسهم مضطربة ، وصدورهم ضيقة ، سَئِمَوا ذكرَ رمضان ، واستثقلوا قدومه ومروره ، فهو أثقل الشهور عليهم ، والعياذ بالله ، يكابدون فيه العناء من الجوع ، والمشقة من العطش ، فلا يَرون في رمضان ، إلا ِقيدا يكبل شهواتهم ، ووثاقا يعطل رغباتهم ، وخندقا يحاصرهم من كل جانب ،
وينظر إليه فئام من الناس ، على أنه موسمٌ للأغذية والأشربة ، ومضمارٌ للموائدُ ، فكأن رمضانَ حفلة زفاف أو وليمة ُنجاح تُبسط فيها المأكولات والمشروبات ، والتي قد يكون مآل بعضها ، إلى صندوق النفايات
وينظر إليه جم من الأمة ، هداهم الله ، على أنه ميقات للَّهو والسمر والسهر، في الليل سهر على الملهيات ، وفي النهار جيف هامدة ، ونوم إلى الغروب ، ليلهم ضياع، ونهارهم خسران ، أوقاتهم تمضي بين مجالس الغيبة والنميمة ، وبين قنوات البث المباشر ببرامجها السافرة ، ومسلسلاتها الضائعة ، وهرائها المتكرر ، وسبحان الله
ما تنشط برامج التلفزة ، وما تصاغ المسلسلات الساقطه ، إلا لرمضان ، فكأن شياطين الأنس ، يسدون مكان شياطين الجن ومردتهم ، إذا صفدوا في رمضان ،
وينظر إليه قلة من الناس ، ولله الحمد ، على أنه هو وحده شهر العمل ، وغيره من الشهور عطلة لا عمل فيها
فلا يعرف هؤلاء الله إلا في رمضان، فكم ممن يدّعي الإسلام ويجاور مساجدَ الله لم يُرَ فيها مصلّيًا إلا في رمضان، وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، وإن تعجب فعجب حالهم ، فرقوا بين رب الشهور وهو واحد، إذا جاء رمضان جاؤوا ، وإذا انسلخ رمضان ولوا على أدبارهم نفورًا ،
وينظر إليه آخرون بمناظير أخرى ( قد علم كل أناس مشربهم ) نسأل الله أن يهديهم جميعا ، وأما أهل رمضان ، فإنهم أولائك الذين ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، ويسألون الله أن يبلغهم إياه ، وتزداد فرحتهم بدخوله ، فيشمرون عن ساعد الجد ، وتنبسط منهم اليد ، ويجتهدون في الطاعة بشتى أنواعها ، يصومون ويقومون ويصلون ويعتكفون ، يسبحون ويستغفرون ويتصدقون ويحسنون ويتلون كتاب الله ، يستقبلون رمضان بالبكاء من خشية الله ، ويخبتون لمن رحم الناس بهذا الشهر الكريم ، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، ويسألون الله قبوله منهم والعفو عنهم فيه والتجاوز عن سيئاتهم ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ، ويبارك لنا فيما بقي من شعبان ، ويبلغنا رمضان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
أيها الناس : اتقوا الله حق التقوى، وابتغوا بصيامكم وجه الله تعالى قال عليه الصلاة والسلام : ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه ، واعلموا أن شهر رمضان شهر الحب والوئام والرحمة والمغفرة ، فكونوا فيه من أسرع الناس إلى الخير وأقربهم إلى الطاعة، كونوا من أوسع الناس صدورًا وأرحمهم قلوبًا وألينهم نفوسًا وأنداهم ألسنًا وأبعدهم عن المخاصمة والمشاتمة والسباب، اغفروا الزلة، واكظموا الغيظ، وتجاوزوا عن المخطئين، فتلك أسمى معاني الصيام التي يجب أن يتربى الناس عليها وصلوا وسلموا على نبيكم محمد وآله وصحبه أجمعين...