الدكتور محمد الشمري
31-08-2002, 15:33
الكثير من الناس لديهم مفهوم خاطئ عن الأدوية كالمضادات الحيوية والكورتيزون وغيرها، فيستسهلون أخذها واستعمالها عند أي عارض صحي مهما كان بسيطًا ودون وصفة طبية، والكثير من تلك الأدوية قوية ومفيدة، واكتشافها سبب لشفاء الكثير من الناس وإنقاذ حياتهم، لكنها ذات تأثيرات جانبية لا يعلمها ذلك المستخدم لها، الذي عرف تلك الأدوية عن طريق وصفة طبية قديمة انتفى الداعي لوصفها ثانية، أو عن طريق إعلان تجاري أو نصيحة من صديق أو بعد استشارة صيدلي في صيدلية خاصة (وما أكثرهم) وأجرأهم على التطبب في خلق الله بوصف الأدوية وبيعها عشوائيًا.
ولنبدأ هذه الرسالة بالحديث عما انتشر بين الناس هذه الأيام وهو أخذ المعلومة عن الدواء عن طريق الإعلان التجاري عنها، كما يُعلن عن أي مادة استهلاكية أخرى، وقد كانت تلك الأدوية (في الماضي القريب جدًا) من الأدوية التي لا يصفها إلا من هو متخصص في دواعي استخدامها، والسبب في ذلك يعود إلى وجود ثغرة في النظام الرقابي في وزارتي الإعلام والصحة بالسماح للإعلان عن تلك الأدوية، وفي وزارة الصحة لصرف تلك الأدوية وغيرها دون وصفة طبية، وعدم تدخل وزارة الصحة لحماية الناس من جهلهم والتصدي لشركات الأدوية التي لا تهتم إلا بالربح فقط مهما كانت طريقة تسويق أدويتهم. والأمثلة على تلك الأدوية كثيرة ولا داعي لضربها، فقد يُضرب بكلامي عرض الحائط، فأكون عملت لتلك الأدوية دعاية وليس تحذيرًا منها.
تأثيرات جانبية
هل يعرف من سيستخدم تلك الأدوية (عشوائيًا) أن لها تأثيرات جانبية كثيرة، لعل أقلها تعوُّد تلك الأدوية. وحتى العجز الجنسي، وهو ما يخيف الرجال أكثر، فعندما يُقال لهم مثلاً أن التدخين يُسبب العجز الجنسي "وهي حقيقة" يكون التأثير أشد وأكثر إخافة من أن يُقال أن التدخين يُسبب سرطان الرئة!.
الرسالة الأخيرة
وفي هذه الرسالة (التي اسمها الأخيرة) والتي لن يكون الحديث فيها هو الأخير عن الأدوية ونظام الصيدلة لدينا، أركز وأختم بالحديث عن دواء الكورتيزون (أقراص أو مراهم أو قطرات للعين أو الأنف والأذن) وهو دواء له مفعول سحري يُريح المريض في الحال، ولكن بعد فترة من استعماله ـ تطول أو حتى تقصر ـ دون استشارة طبية، تكون نتائجها سلبية وضارة على بعض أعضاء الجسم، بل قد تكون قاتلة.
ونتائج أدوية الكورتيزون السريعة على الجسم تُغري باستخدامها مرة أُخرى دون استشارة ووصفة طبية؛ لإمكانية الحصول عليها من أي صيدلية، بمجرد إبراز العلبة القديمة الفارغة أو كرتون مهترئ يحتفظ به ذلك الجاهل (بالكورتيزون) في جيبه؛ ليُريَهُ للصيدلي عند اللزوم!
ومن الذاكرة أذكر أحد الأطباء الأجانب الكبار (علمًا وعمرًا) كان يُردد على طلبته ومرضاه عبارة عن الكورتيزون، عندما يأتي الحديث عن الأدوية في أثناء محاضراته، كان يقول: (دونُت تيك كورتيزون أنلس يو كونسلت تو كونسلتنت) أي لا تستخدم الكورتيزون إلا بعد أن تستشير اثنين من الأطباء الاستشاريين!
ضحايا الكورتيزون
وفي هذا الخصوص أذكر مريضة أُجريت لها عملية، تمكنت بعدها من المشي (بإذن الله) بعد أن كانت مُقعدة لمدة طويلة؛ بسبب هشاشة العظام الناتجة عن استعمال الكورتيزون لسنوات دون استشارة طبية؛ إذ كانت المريضة تأخذ العلبة الفارغة من الدواء لأقرب صيدلية وتستبدل بها أخرى مليئة بأقراص الكورتيزون السحرية، وبداية استعمالها لدواء الكورتيزون (كما تقول) كان بوصفة طبية لأسبوع فقط، على أن تُراجع الطبيب المعالج بعد ذلك، لكنها لم تفعل واستمرت في أخذ دواء الكورتيزون إلى أن أُقعدت عن المشي، لتستشير الأطباء حينها، ولا شك أن هناك ضحايا كثرا لدواء الكورتيزون، عرفوه بعد أن وصفه وباعه لهم صيدلي في إحدى صيدلياتنا المنتشرة في كل (عابر) .
ولا أُبرئ الأطباء من مشكلات الكورتيزون ومضاره، فبعض الأطباء (خاصة في العيادات الخاصة) يقوم بعلاج حساسية الأنف مثلاً بإبرة كورتيزون لا داعي لها، فيتعود المريض عليها، وتجعل حساسية الأنف البسيطة والبسيط علاجها، والتي يعانيها الكثير من الناس، من الأمراض التي يصعب علاجها على أمهر الأطباء؛ فإبرة الكورتيزون تُريح مريض حساسية الأنف في البداية، وتجعل ذلك المريض يدعو لهذا الطبيب بعد كل صلاة، لتعاوده حساسية الأنف بعد فترة وجيزة وبشكل أشد، تجعل المريض "إن عرف السبب" يدعو على ذلك الطبيب وألا يستجيب الله دعاءه في المرة الأولى!.
ولنبدأ هذه الرسالة بالحديث عما انتشر بين الناس هذه الأيام وهو أخذ المعلومة عن الدواء عن طريق الإعلان التجاري عنها، كما يُعلن عن أي مادة استهلاكية أخرى، وقد كانت تلك الأدوية (في الماضي القريب جدًا) من الأدوية التي لا يصفها إلا من هو متخصص في دواعي استخدامها، والسبب في ذلك يعود إلى وجود ثغرة في النظام الرقابي في وزارتي الإعلام والصحة بالسماح للإعلان عن تلك الأدوية، وفي وزارة الصحة لصرف تلك الأدوية وغيرها دون وصفة طبية، وعدم تدخل وزارة الصحة لحماية الناس من جهلهم والتصدي لشركات الأدوية التي لا تهتم إلا بالربح فقط مهما كانت طريقة تسويق أدويتهم. والأمثلة على تلك الأدوية كثيرة ولا داعي لضربها، فقد يُضرب بكلامي عرض الحائط، فأكون عملت لتلك الأدوية دعاية وليس تحذيرًا منها.
تأثيرات جانبية
هل يعرف من سيستخدم تلك الأدوية (عشوائيًا) أن لها تأثيرات جانبية كثيرة، لعل أقلها تعوُّد تلك الأدوية. وحتى العجز الجنسي، وهو ما يخيف الرجال أكثر، فعندما يُقال لهم مثلاً أن التدخين يُسبب العجز الجنسي "وهي حقيقة" يكون التأثير أشد وأكثر إخافة من أن يُقال أن التدخين يُسبب سرطان الرئة!.
الرسالة الأخيرة
وفي هذه الرسالة (التي اسمها الأخيرة) والتي لن يكون الحديث فيها هو الأخير عن الأدوية ونظام الصيدلة لدينا، أركز وأختم بالحديث عن دواء الكورتيزون (أقراص أو مراهم أو قطرات للعين أو الأنف والأذن) وهو دواء له مفعول سحري يُريح المريض في الحال، ولكن بعد فترة من استعماله ـ تطول أو حتى تقصر ـ دون استشارة طبية، تكون نتائجها سلبية وضارة على بعض أعضاء الجسم، بل قد تكون قاتلة.
ونتائج أدوية الكورتيزون السريعة على الجسم تُغري باستخدامها مرة أُخرى دون استشارة ووصفة طبية؛ لإمكانية الحصول عليها من أي صيدلية، بمجرد إبراز العلبة القديمة الفارغة أو كرتون مهترئ يحتفظ به ذلك الجاهل (بالكورتيزون) في جيبه؛ ليُريَهُ للصيدلي عند اللزوم!
ومن الذاكرة أذكر أحد الأطباء الأجانب الكبار (علمًا وعمرًا) كان يُردد على طلبته ومرضاه عبارة عن الكورتيزون، عندما يأتي الحديث عن الأدوية في أثناء محاضراته، كان يقول: (دونُت تيك كورتيزون أنلس يو كونسلت تو كونسلتنت) أي لا تستخدم الكورتيزون إلا بعد أن تستشير اثنين من الأطباء الاستشاريين!
ضحايا الكورتيزون
وفي هذا الخصوص أذكر مريضة أُجريت لها عملية، تمكنت بعدها من المشي (بإذن الله) بعد أن كانت مُقعدة لمدة طويلة؛ بسبب هشاشة العظام الناتجة عن استعمال الكورتيزون لسنوات دون استشارة طبية؛ إذ كانت المريضة تأخذ العلبة الفارغة من الدواء لأقرب صيدلية وتستبدل بها أخرى مليئة بأقراص الكورتيزون السحرية، وبداية استعمالها لدواء الكورتيزون (كما تقول) كان بوصفة طبية لأسبوع فقط، على أن تُراجع الطبيب المعالج بعد ذلك، لكنها لم تفعل واستمرت في أخذ دواء الكورتيزون إلى أن أُقعدت عن المشي، لتستشير الأطباء حينها، ولا شك أن هناك ضحايا كثرا لدواء الكورتيزون، عرفوه بعد أن وصفه وباعه لهم صيدلي في إحدى صيدلياتنا المنتشرة في كل (عابر) .
ولا أُبرئ الأطباء من مشكلات الكورتيزون ومضاره، فبعض الأطباء (خاصة في العيادات الخاصة) يقوم بعلاج حساسية الأنف مثلاً بإبرة كورتيزون لا داعي لها، فيتعود المريض عليها، وتجعل حساسية الأنف البسيطة والبسيط علاجها، والتي يعانيها الكثير من الناس، من الأمراض التي يصعب علاجها على أمهر الأطباء؛ فإبرة الكورتيزون تُريح مريض حساسية الأنف في البداية، وتجعل ذلك المريض يدعو لهذا الطبيب بعد كل صلاة، لتعاوده حساسية الأنف بعد فترة وجيزة وبشكل أشد، تجعل المريض "إن عرف السبب" يدعو على ذلك الطبيب وألا يستجيب الله دعاءه في المرة الأولى!.