عبدالواحد
30-06-2010, 23:53
رسخت في أذهان النقاد عبارة طريفة أطلقها معلق تلفزيوني نرويجي بعد فوز منتخب بلاده على انكلترا 2-1 يوم 9 سبتمبر عام 1981 في لقاء أقيم ضمن تصفيات قارة اوروبا المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا.
وصرخ المعلق بيورن ليليان: «اللورد نيلسون، السيد ونستون تشرتشل، السيد انتوني ايدن، هنري كوبر، الليدي ديانا، مارغريت تاتشر هل تسمعوني؟... مارغريت اولادكم عندنا دخلوا الجحيم، لقد ألحقنا بهم الهزيمة ».
في تلك المباراة التي اقيمت في اوسلو تقدم الانكليز بهدف برايان روبسون لكن اصحاب الأرض سجلوا بعد ذلك هدفين، وكادت انكلترا تفشل في بلوغ مونديال اسبانيا لكن منافستها رومانيا خسرت 3 مباريات متتالية في الجولات الاخيرة من منافسات المجموعة ما منح انكترا الفرصة لتحتل المركز الثاني خلف هنغاريا ليتأهلا معا الى النهائيات.
الأول من أمس، سخرت الصحف البريطانية في اعدادها الصادرة الجمعة من منتخب فرنسا اثر خسارته امام المكسيك واستبشرت بعودة بطل العالم 1998 ووصيف البطل 2006 مبكرا الى باريس، لكن كان على تلك الصحف التريث قليلا وانتظار نتيجة لقاء منتخب انكلترا مع الجزائر لتستمتع بالشماتة بلا حذر وتعيد الى الاذهان بكل ثقة تأهل فرنسا الى النهائيات بـ«يد» تييري هنري.
ويتعين على انكلترا الان الفوز على سلوفينيا يوم الاربعاء المقبل في الجولة الاخيرة من المجموعة الثالثة حتى تضمن التأهل الى الدور الثاني وتتفادى خروجا مهينا وينبغي الفوز بعدد وافر من الاهداف لضمان صدارة المجموعة اذ عليها التفوق على الولايات المتحدة التي في حال فوز الاخيرة على الجزائر وربما يفيد انكلترا التعادل اذا سقطت الولايات المتحدة مع الجزائر في فخ التعادل سلبيا على ان تخرج انكلترا متعادلة 3-3.
وعلى الانكليز تقديم الشكر والعرفان والامتنان للحكم المالي كومان كوليبالي الذي الغى هدفا صحيحا للولايات المتحدة حرمها من صدارة المجموعة وضمان بلوغ الدور الثاني الى حد كبير في مقابل منح الحكم سلوفينيا نقطة مجانية ستجعلها أقل شراسة امام انكلترا في الجولة المقبلة.
وأدخلت انكلترا نفسها في حسابات معقدة للتأهل رغم أن منتخب فابيو كابيللو دخل هذه المرة بطموحات عالية بعد عروض جيدة في التصفيات بينما وضع النقاد منتخب الاسود الثلاثة ضمن أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم واستعادة اللقب المفقود منذ 44 عاما.
امام الولايات المتحدة غاب التأثير عن انكلترا غير ان الاخيرة افتقرت أمام الجزائر إلى التماس كوساد سوء الفهم بين اللاعبين وبدا التوتر على الخطوط، ولاحظ الجميع الخوف على وجوه اللاعبين لذا قدمت واحدة من اسوأ مبارياتها منذ السقوط امام كرواتيا2- 3في تصفيات كـأس أمم اوروبا 2008، وربما يعبر استنكار المهاجم واين روني في نهاية المباراة لرد فعل الجمهور الانكليزي عن الضغط الذي يرزح تحته لاعبو المنتخب العريق.
اداء انكلترا كان مخيبا للامال ومحبطا لجماهيرها، ولوحظ ان اللاعبين لا يمتلكون الشجاعة في الملعب لطلب الكرة وغاب القائد الفعلي عن الفريق ووقع جميع اللاعبين في اخطاء مضحكة في التحكم والتمرير وعكس اصطدام اللاعب بزميله حالة اللاوعي التي تمر فيها انكلترا.
يقول الخبير والمدرب السابق تيري فينابلز: «تصبح كرة القدم سهلة عندما يجد اللاعب اكثر من زميل للتمرير له لكننا في مباراة الجزائر لم نشاهد لاعبا يأتي لطلب الكرة من زميله... انها ماساة ان يتهرب لاعب من المسؤولية».
مباراة الجزائر أظهرت حالة البؤس التي تعيشها انكلترا كما كشفت عن ارتباك المدرب فابيو كابيللو رغم أنه مدرب له صولات وجولات وسيرة ذاتية زاخرة في التدريب الا ان اللاعب الانكليزي السابق تريفور فرانسيس يرى ان:» كابيللو يمتلك خبرة واسعة في تدريب الاندية لذلك لم يجد حلولا في اختبار دولي مهم وبدا افتقاره للتجربة الدولية».
ويعتقد الناقد سايمون بارنز في تحليله لاداء انكلترا امام الولايات المتحدة والجزائر أن «لم يكن ( الحارس) روبرت غرين من فقد أعصابه وارتبك بل كان فابيو كابيللو ذلك المدرب المخضرم صاحب السيرة الذاتية المذهلة في التدريب لأنه اكتشف في مباراة الولايات المتحدة انه بعد كل هذه السنوات، يخوض اول تجربة في نهائيات كأس العالم لذلك اجرى تبديلا بعد نصف ساعة من المباراة، كما ان فابيو كان مترددا قبل المونديال لدرجة انه لم يصل الى قرار حول حارسه الاساسي قبل وقت مناسب من انطلاق النهائيات فضلا عن تغيير الكابتن لاسباب واهية تعكس مدى التشويش الذي يسود افكاره».
واتخذ كابيللو قرارات مثيرة للجدل منها اصراره على اشراك المدافع ليدلي كينغ رغم أن اللاعب يعاني الاصابة واستدعى جيمي كاراغر المعتزل دوليا في وقت استبعد ثيو والكوت من اجل الابقاء على ارون لينون وشون رايت فيليبس.
اما تشكيلته امام الجزائر، فقد خذلته كثيرا واتضح ان اميل هيسكي وفرانك لامبارد رغم سوء الاخرين الا انهما اسوا مما يظن فابيو الذي اخرج جو كول من حساباته ولم يشركه في لقاء اول من امس في وقت كانت المباراة بحاجة للاعب مثل كول... وايضا والكوت.
انكلترا ربما لن تستمر في جنوب افريقيا الى ما بعد الاربعاء بسبب المنتخب المذعور الذي يقدم حاليا اسوأ العروض واذا لم يعالج كابيللو الاخطاء واهمها ابقاء لامبارد على مقاعد البدلاء لمنح ستفين جيرارد اكبر والاستعانة بجو كول وعلاج روني نفسيا فان معلقا سلوفينيا اخر سيوجه رسالة الى رئيس وزراء بريطانيا الجديد ديفيد كاميرون.
النهار :
عدنان يوسف
وصرخ المعلق بيورن ليليان: «اللورد نيلسون، السيد ونستون تشرتشل، السيد انتوني ايدن، هنري كوبر، الليدي ديانا، مارغريت تاتشر هل تسمعوني؟... مارغريت اولادكم عندنا دخلوا الجحيم، لقد ألحقنا بهم الهزيمة ».
في تلك المباراة التي اقيمت في اوسلو تقدم الانكليز بهدف برايان روبسون لكن اصحاب الأرض سجلوا بعد ذلك هدفين، وكادت انكلترا تفشل في بلوغ مونديال اسبانيا لكن منافستها رومانيا خسرت 3 مباريات متتالية في الجولات الاخيرة من منافسات المجموعة ما منح انكترا الفرصة لتحتل المركز الثاني خلف هنغاريا ليتأهلا معا الى النهائيات.
الأول من أمس، سخرت الصحف البريطانية في اعدادها الصادرة الجمعة من منتخب فرنسا اثر خسارته امام المكسيك واستبشرت بعودة بطل العالم 1998 ووصيف البطل 2006 مبكرا الى باريس، لكن كان على تلك الصحف التريث قليلا وانتظار نتيجة لقاء منتخب انكلترا مع الجزائر لتستمتع بالشماتة بلا حذر وتعيد الى الاذهان بكل ثقة تأهل فرنسا الى النهائيات بـ«يد» تييري هنري.
ويتعين على انكلترا الان الفوز على سلوفينيا يوم الاربعاء المقبل في الجولة الاخيرة من المجموعة الثالثة حتى تضمن التأهل الى الدور الثاني وتتفادى خروجا مهينا وينبغي الفوز بعدد وافر من الاهداف لضمان صدارة المجموعة اذ عليها التفوق على الولايات المتحدة التي في حال فوز الاخيرة على الجزائر وربما يفيد انكلترا التعادل اذا سقطت الولايات المتحدة مع الجزائر في فخ التعادل سلبيا على ان تخرج انكلترا متعادلة 3-3.
وعلى الانكليز تقديم الشكر والعرفان والامتنان للحكم المالي كومان كوليبالي الذي الغى هدفا صحيحا للولايات المتحدة حرمها من صدارة المجموعة وضمان بلوغ الدور الثاني الى حد كبير في مقابل منح الحكم سلوفينيا نقطة مجانية ستجعلها أقل شراسة امام انكلترا في الجولة المقبلة.
وأدخلت انكلترا نفسها في حسابات معقدة للتأهل رغم أن منتخب فابيو كابيللو دخل هذه المرة بطموحات عالية بعد عروض جيدة في التصفيات بينما وضع النقاد منتخب الاسود الثلاثة ضمن أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم واستعادة اللقب المفقود منذ 44 عاما.
امام الولايات المتحدة غاب التأثير عن انكلترا غير ان الاخيرة افتقرت أمام الجزائر إلى التماس كوساد سوء الفهم بين اللاعبين وبدا التوتر على الخطوط، ولاحظ الجميع الخوف على وجوه اللاعبين لذا قدمت واحدة من اسوأ مبارياتها منذ السقوط امام كرواتيا2- 3في تصفيات كـأس أمم اوروبا 2008، وربما يعبر استنكار المهاجم واين روني في نهاية المباراة لرد فعل الجمهور الانكليزي عن الضغط الذي يرزح تحته لاعبو المنتخب العريق.
اداء انكلترا كان مخيبا للامال ومحبطا لجماهيرها، ولوحظ ان اللاعبين لا يمتلكون الشجاعة في الملعب لطلب الكرة وغاب القائد الفعلي عن الفريق ووقع جميع اللاعبين في اخطاء مضحكة في التحكم والتمرير وعكس اصطدام اللاعب بزميله حالة اللاوعي التي تمر فيها انكلترا.
يقول الخبير والمدرب السابق تيري فينابلز: «تصبح كرة القدم سهلة عندما يجد اللاعب اكثر من زميل للتمرير له لكننا في مباراة الجزائر لم نشاهد لاعبا يأتي لطلب الكرة من زميله... انها ماساة ان يتهرب لاعب من المسؤولية».
مباراة الجزائر أظهرت حالة البؤس التي تعيشها انكلترا كما كشفت عن ارتباك المدرب فابيو كابيللو رغم أنه مدرب له صولات وجولات وسيرة ذاتية زاخرة في التدريب الا ان اللاعب الانكليزي السابق تريفور فرانسيس يرى ان:» كابيللو يمتلك خبرة واسعة في تدريب الاندية لذلك لم يجد حلولا في اختبار دولي مهم وبدا افتقاره للتجربة الدولية».
ويعتقد الناقد سايمون بارنز في تحليله لاداء انكلترا امام الولايات المتحدة والجزائر أن «لم يكن ( الحارس) روبرت غرين من فقد أعصابه وارتبك بل كان فابيو كابيللو ذلك المدرب المخضرم صاحب السيرة الذاتية المذهلة في التدريب لأنه اكتشف في مباراة الولايات المتحدة انه بعد كل هذه السنوات، يخوض اول تجربة في نهائيات كأس العالم لذلك اجرى تبديلا بعد نصف ساعة من المباراة، كما ان فابيو كان مترددا قبل المونديال لدرجة انه لم يصل الى قرار حول حارسه الاساسي قبل وقت مناسب من انطلاق النهائيات فضلا عن تغيير الكابتن لاسباب واهية تعكس مدى التشويش الذي يسود افكاره».
واتخذ كابيللو قرارات مثيرة للجدل منها اصراره على اشراك المدافع ليدلي كينغ رغم أن اللاعب يعاني الاصابة واستدعى جيمي كاراغر المعتزل دوليا في وقت استبعد ثيو والكوت من اجل الابقاء على ارون لينون وشون رايت فيليبس.
اما تشكيلته امام الجزائر، فقد خذلته كثيرا واتضح ان اميل هيسكي وفرانك لامبارد رغم سوء الاخرين الا انهما اسوا مما يظن فابيو الذي اخرج جو كول من حساباته ولم يشركه في لقاء اول من امس في وقت كانت المباراة بحاجة للاعب مثل كول... وايضا والكوت.
انكلترا ربما لن تستمر في جنوب افريقيا الى ما بعد الاربعاء بسبب المنتخب المذعور الذي يقدم حاليا اسوأ العروض واذا لم يعالج كابيللو الاخطاء واهمها ابقاء لامبارد على مقاعد البدلاء لمنح ستفين جيرارد اكبر والاستعانة بجو كول وعلاج روني نفسيا فان معلقا سلوفينيا اخر سيوجه رسالة الى رئيس وزراء بريطانيا الجديد ديفيد كاميرون.
النهار :
عدنان يوسف