شام
25-06-2010, 19:09
تتزايد نسب استخدام الكمبيوتر باطراد بين مختلف شرائح المجتمع السوري، ومعها تتزايد الضرورة باتباع عادات جسدية سليمة لدرء المنعكسات الصحية التي قد يتركها زمن الجلوس الطويل إلى شاشة الكمبيوتر على بعض الأعضاء.
http://www.aljaml.com/node/files/9634.jpg
أول ما يتبادر إلى الذهن لدى تناول هذا الجانب يتعلق بالعينين والجهاز العظمي، إذ إن المخاوف غالبا ما تعتري نفوس الأهالي تجاه الاستخدام المفرط للكمبيوتر من أبنائهم، ومعهم أولئك الذين تفرض عليهم ظروف عملهم التعامل معه ساعات طويلة «أصحاب المهام المكتبية» بسبب هاتين النقطتين، ما يدفع بهم للبحث عن النصائح الواجب اتباعها حول أفضل الوضعيات والممارسات للجلوس أمام الكمبيوتر.
لا مضار إشعاعية على العينين
تقول الدكتورة نسرين فياض الاختصاصية في طب العيون: إن نوعين من الأشعة التي لا تراها العين: الأمواج تحت الحمراء، والأمواج فوق البنفسجية، وكلتاهما ضارة بالعين، بينما الطيف المرئي للعين هو أطوال موجية محددة.
وتفيد الدكتورة فياض بأن «أولى الدراسات التي أجريت على الأشعة الصادرة عن الكمبيوتر كانت لمعرفة إذا ما كانت الأشعة الصادرة عنه فوق بنفسجية أو تحت حمراء، ولكن بعد الدراسة تم الحسم بأنها نوع من الأشعة «المؤينة» غير الضارة مثلها مثل أي أمواج ضوئية عادية».
وتضيف فياض: إن الضرر يمكن أن يقع في مكان آخر، مشيرة إلى أن العين تقوم بحركة ترميش عفوي «عدد رفات معينة من رمش العين خلال الثانية الواحدة»، تعد ضرورية الحدوث للحفاظ على قوتها وصحتها، ولكن بسبب الانتباه والتركيز الشديد الذي يحدث أثناء العمل أمام الكمبيوتر والتحديق فيه لساعات طويلة نتيجة الانشغال الذهني الكامل ينسى المستخدم أو يحاول ألا يرمش إلا عندما يشعر بحرقة في عينيه ما يتسبب في غياب الترميش العفوي.
ونتيجة لتوقف الترميش العفوي يشعر الإنسان وكأن رملا ناعما داخل عينيه، مترافقا بعدم ارتياح واحمرار ما يسبب زيادة في إفراز الأدرينالين الذي يؤدي بدوره إلى توسع حدقة العين، ثم زيادة «فتحة جفنية» مع غياب للترميش العفوي الذي يسرع في تحطيم «فلم الدمع- عبارة عن طبقة من الماء والشحم» مهمتها حماية مقلة العين من الجفاف.
وتبين فياض أن جفاف العين يعد أول العوامل الضارة بها، لأنه يسهل دخول البكتيريا إليها وقد يصل بها للإصابات الإنتانية.
العدسات اللاصقة تزيد الضرر
وتقول فياض: إن اضطراب «فلم الدمع» يتزايد مع التقدم في السن، ما يفترض بأن تزداد سرعة فترة الترميش لتعويض الجفاف الذي يحدثه الجلوس الطويل إلى الكمبيوتر، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون عدسات لاصقة هم أكثر عرضة لهذا الجفاف من غيرهم.
الشاشات الواقية غير مجدية
وتشير فياض إلى أن الاعتقاد السائد بأن استخدام الشاشة أو النظارات الواقية من الكمبيوتر يقي من مضار الاستخدام الطويل على العين اعتقاد خاطئ، لأن لا الشاشة ولا النظارات يمكنهما أن تحميا الإنسان من هذا الجفاف، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يفيد لدرء ذلك هو أن يتذكر الإنسان باستمرار أن عليه أن يرمش أو يغلق عينيه وأن يأخذ قسطاً من الراحة كل نصف ساعة مثلاً.
وأوضحت فياض أن الكمبيوتر يصدر ألواناً مختلفة وأضواء مختلفة منها ما هو معتم ومنها ما هو ساطع ولذلك نرى أن بؤبؤ العين في حركة مستمرة فهو يتضيق تارة عند الإضاءة القوية ويتسع أخرى عند الإضاءة الضعيفة وهذا ما يسبب إرهاقا للعينين بعد فترة من استخدام الكمبيوتر.
تبين الدكتورة فياض أن المشكلة نفسها تحدث عند استخدام الكمبيوتر في غرفة مظلمة.. ولذلك يجب أن تكون الإضاءة كافية وأن نحافظ على استراحة متقطعة من وقت إلى آخر. كما أن استخدام الشاشة الواقية أو النظارات الخاصة ممكن أن تفيد في هذه الحالة عند استخدام الكمبيوتر وخاصة إذا كان الاستخدام لفترات طويلة فإن عضلات العين الداخلية تقوم بتغيير شكل العدسة بحيث تقع الصورة على الشبكية وهذا العمل المتواصل للعضلات يؤدي إلى تشنجها وبخاصة عند كبار السن الذين يعانون من بعد النظر.
مشاكل النظر تزيد المخاطر
تقول الدكتورة فياض: إن مشاكل النظر تزيد من المشاكل التي ترافق العمل الطويل على الكمبيوتر، مشيرة إلى هذه المشكلة شائعة أيضاً، حيث يكون لدى المستخدم «أسواء الانكسار- مشكلة في النظر» ويكون بحاجة لنظارة طبية ما يوجب عليه التأكد من سلامة عينيه، واستخدام النظارات الطبية إذا كان يعاني من طول نظر أو انحراف أو قصر نظر.
وتوضح فياض أن ثمة مجموعة من الإجراءات التي يمكن لمن يعاني من مشاكل في البصر ممارستها للحد من التأثير الضار الإضافي الذي يمكن أن يكرسه الاستخدام الطويل للكمبيوتر، فمثلا من المفيد أن يترك المستخدم لعينيه مجالا للراحة فيرفعها عن الكمبيوتر بعد استخدامه من 30 إلى 60 دقيقة، وأن ينظر من النافذة إلى أبعد نقطة يمكن أن يراها لمساعدة عضلات العين على الاسترخاء وتوفير قسط من الراحة، وبعدها يمكن العودة للكمبيوتر.
وكذا الأمر بالنسبة للإضاءة الصادرة عن جهاز الكمبيوتر وتأثيرها في خلايا الشبكية، فهي بطبيعتها أشعة ضعيفة لن يكون لها تأثير سلبي في الشبكية، وبخاصة إذا حافظ الإنسان على إبقاء مسافة كافية تزيد على 40 سم بينه وبين الكمبيوتر والعمل في ظل إضاءة كافية إضافة إلى اتباع وسائل الراحة بين الحين والآخر.
الاستخدام الطويل وآلام الظهر والرقبة
ويقول الدكتور موفق الرفاعي: إن الجلوس المطول أثناء العمل على الكمبيوتر، يعد أحد أهم أسباب آلام الظهر والرقبة، ويعزى ذلك للوضعية الخاطئة التي قد تسبب صداعاً وتوتراً عضلياً في عضلات الرقبة والصدر والكتفين وأسفل الظهر وألم في المرفقين وألم في أصابع اليد والتهاب في أوتار المعصمين واليدين نتيجة وضع اليدين والرسغين على لوحة المفاتيح.
ويشير الدكتور الرفاعي إلى الأعراض الناتجة عن الجلوس الطويل تتمثل في: ألم وتشنج في عضلات الرقبة والظهر والتهاب في الأنسجة الرخوة لعضلات الرقبة والظهر، إضافة إلى آلام في الكتفين تثار بالحركة والألم الرجيع للأرداف والفخذين، وأعراض الالتصاق العضلي الليفي وهي مناطق عضلية مؤلمة تتركز خلف العنق والكتفين ويمكن تمديدها بوساطة الضغط بأصابع اليدين وأعراض الالتصاق العضلي الليفي هي نتيجة الإجهاد المتكرر للعمل المكتبي.
ممارسات بسيطة لوقاية البنية العظمية
وينصح الرفاعي باتباع مجموعة من السبل للوقاية من الإصابة بالأعراض العظمية آنفة الذكر، وفي مقدمتها الجلوس على كرسي صحي مكتبي من دون ذراعيين مع دعم قطني، بحيث تكون قمة الشاشة موازية لقمة رأس المستخدم وبمسافة موازية لطول الذراعين.
ويبين الرفاعي أنه من الضروري ملامسة الظهر لظهر الكرسي أثناء الجلوس، مع ضبط ارتفاع الكرسي بحيث يكون الفخذان موازيين للأرض، بينما يجب أن يكون الظهر مدعوماً بشكل ثابت ومتزو «يأخذ شكل الزاوية» بانحراف خلفي خفيف، على أن تكون القدمان مدعمتين على الأرض.
ويشير الرفاعي إلى أنه على المستخدم تخصيص استراحة قصيرة كل ساعة عمل، مع إجراء تمارين التمطيط لعضلات الظهر وإجراء حركات دوران للرقبة مع تشبيك اليدين خلف الرأس، كما يمكن أن يتم إجراء حركات بسط للرقبة.
ويحذر الرفاعي من اتباع طرق التداوي للتخلص من الأعراض السابقة، مشيراً إلى أنه يجب تجنب استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب للأعراض الناتجة عن الجلوس الطويل، لأن ذلك يخفي الأعراض ويتسبب في أذية عصبية دائمة.
التقليل من استخدام الماوس
ويشير اختصاصي المعالجة الفيزيائية وإعادة التأهيل فادي سليمان إلى أنه كلما زاد عدد ساعات الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، زادت الشكوى من ألم الظهر والفقرات وخاصة إذا كان يرافقها جلسة خاطئة تؤدي في النهاية إلى تشوهات على المدى الطويل للعمود الفقري، إضافة إلى تشنجات الذراعين والتهاب في أعصاب الرسغ حيث يشتكي المريض من شد في الأكتاف والألم في المفاصل.
ويوضح سليمان أن أهم النصائح التي تعطى لمن يجلسون أمام الكمبيوتر ساعات طويلة، أن تكون الزاوية بين الجذع والفخذ تزيد على 90 درجة (يفضل 110 إلى 120 درجة) ويجب مد القدمين قليلاً إلى الأمام لأن ذلك يقلل من الضغط على حركة العضلات في الظهر ويعمل على استقامة العمود الفقري.
ويفضل سليمان أن يكون ظهر الكرسي مسانداً للفقرات القطنية أسفل الظهر أو وضع وسادة صغيرة خلف الظهر كما يجب أن يكون ارتفاع الكرسي قابلاً للتعديل.
ويؤكد سليمان أنه من الأفضل التقليل من استخدام «الماوس» قدر المستطاع، مشيراً إلى أن الاستخدام الطويل يؤدي للإصابة بالخدر للذراع نتيجة الثبات وقلة الحركة، منوها بالاعتماد على لوحة المفاتيح التي توفر قدراً أكبر من الحركة بالنسبة للذراعين والأصابع.
http://www.aljaml.com/node/files/9634.jpg
أول ما يتبادر إلى الذهن لدى تناول هذا الجانب يتعلق بالعينين والجهاز العظمي، إذ إن المخاوف غالبا ما تعتري نفوس الأهالي تجاه الاستخدام المفرط للكمبيوتر من أبنائهم، ومعهم أولئك الذين تفرض عليهم ظروف عملهم التعامل معه ساعات طويلة «أصحاب المهام المكتبية» بسبب هاتين النقطتين، ما يدفع بهم للبحث عن النصائح الواجب اتباعها حول أفضل الوضعيات والممارسات للجلوس أمام الكمبيوتر.
لا مضار إشعاعية على العينين
تقول الدكتورة نسرين فياض الاختصاصية في طب العيون: إن نوعين من الأشعة التي لا تراها العين: الأمواج تحت الحمراء، والأمواج فوق البنفسجية، وكلتاهما ضارة بالعين، بينما الطيف المرئي للعين هو أطوال موجية محددة.
وتفيد الدكتورة فياض بأن «أولى الدراسات التي أجريت على الأشعة الصادرة عن الكمبيوتر كانت لمعرفة إذا ما كانت الأشعة الصادرة عنه فوق بنفسجية أو تحت حمراء، ولكن بعد الدراسة تم الحسم بأنها نوع من الأشعة «المؤينة» غير الضارة مثلها مثل أي أمواج ضوئية عادية».
وتضيف فياض: إن الضرر يمكن أن يقع في مكان آخر، مشيرة إلى أن العين تقوم بحركة ترميش عفوي «عدد رفات معينة من رمش العين خلال الثانية الواحدة»، تعد ضرورية الحدوث للحفاظ على قوتها وصحتها، ولكن بسبب الانتباه والتركيز الشديد الذي يحدث أثناء العمل أمام الكمبيوتر والتحديق فيه لساعات طويلة نتيجة الانشغال الذهني الكامل ينسى المستخدم أو يحاول ألا يرمش إلا عندما يشعر بحرقة في عينيه ما يتسبب في غياب الترميش العفوي.
ونتيجة لتوقف الترميش العفوي يشعر الإنسان وكأن رملا ناعما داخل عينيه، مترافقا بعدم ارتياح واحمرار ما يسبب زيادة في إفراز الأدرينالين الذي يؤدي بدوره إلى توسع حدقة العين، ثم زيادة «فتحة جفنية» مع غياب للترميش العفوي الذي يسرع في تحطيم «فلم الدمع- عبارة عن طبقة من الماء والشحم» مهمتها حماية مقلة العين من الجفاف.
وتبين فياض أن جفاف العين يعد أول العوامل الضارة بها، لأنه يسهل دخول البكتيريا إليها وقد يصل بها للإصابات الإنتانية.
العدسات اللاصقة تزيد الضرر
وتقول فياض: إن اضطراب «فلم الدمع» يتزايد مع التقدم في السن، ما يفترض بأن تزداد سرعة فترة الترميش لتعويض الجفاف الذي يحدثه الجلوس الطويل إلى الكمبيوتر، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون عدسات لاصقة هم أكثر عرضة لهذا الجفاف من غيرهم.
الشاشات الواقية غير مجدية
وتشير فياض إلى أن الاعتقاد السائد بأن استخدام الشاشة أو النظارات الواقية من الكمبيوتر يقي من مضار الاستخدام الطويل على العين اعتقاد خاطئ، لأن لا الشاشة ولا النظارات يمكنهما أن تحميا الإنسان من هذا الجفاف، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يفيد لدرء ذلك هو أن يتذكر الإنسان باستمرار أن عليه أن يرمش أو يغلق عينيه وأن يأخذ قسطاً من الراحة كل نصف ساعة مثلاً.
وأوضحت فياض أن الكمبيوتر يصدر ألواناً مختلفة وأضواء مختلفة منها ما هو معتم ومنها ما هو ساطع ولذلك نرى أن بؤبؤ العين في حركة مستمرة فهو يتضيق تارة عند الإضاءة القوية ويتسع أخرى عند الإضاءة الضعيفة وهذا ما يسبب إرهاقا للعينين بعد فترة من استخدام الكمبيوتر.
تبين الدكتورة فياض أن المشكلة نفسها تحدث عند استخدام الكمبيوتر في غرفة مظلمة.. ولذلك يجب أن تكون الإضاءة كافية وأن نحافظ على استراحة متقطعة من وقت إلى آخر. كما أن استخدام الشاشة الواقية أو النظارات الخاصة ممكن أن تفيد في هذه الحالة عند استخدام الكمبيوتر وخاصة إذا كان الاستخدام لفترات طويلة فإن عضلات العين الداخلية تقوم بتغيير شكل العدسة بحيث تقع الصورة على الشبكية وهذا العمل المتواصل للعضلات يؤدي إلى تشنجها وبخاصة عند كبار السن الذين يعانون من بعد النظر.
مشاكل النظر تزيد المخاطر
تقول الدكتورة فياض: إن مشاكل النظر تزيد من المشاكل التي ترافق العمل الطويل على الكمبيوتر، مشيرة إلى هذه المشكلة شائعة أيضاً، حيث يكون لدى المستخدم «أسواء الانكسار- مشكلة في النظر» ويكون بحاجة لنظارة طبية ما يوجب عليه التأكد من سلامة عينيه، واستخدام النظارات الطبية إذا كان يعاني من طول نظر أو انحراف أو قصر نظر.
وتوضح فياض أن ثمة مجموعة من الإجراءات التي يمكن لمن يعاني من مشاكل في البصر ممارستها للحد من التأثير الضار الإضافي الذي يمكن أن يكرسه الاستخدام الطويل للكمبيوتر، فمثلا من المفيد أن يترك المستخدم لعينيه مجالا للراحة فيرفعها عن الكمبيوتر بعد استخدامه من 30 إلى 60 دقيقة، وأن ينظر من النافذة إلى أبعد نقطة يمكن أن يراها لمساعدة عضلات العين على الاسترخاء وتوفير قسط من الراحة، وبعدها يمكن العودة للكمبيوتر.
وكذا الأمر بالنسبة للإضاءة الصادرة عن جهاز الكمبيوتر وتأثيرها في خلايا الشبكية، فهي بطبيعتها أشعة ضعيفة لن يكون لها تأثير سلبي في الشبكية، وبخاصة إذا حافظ الإنسان على إبقاء مسافة كافية تزيد على 40 سم بينه وبين الكمبيوتر والعمل في ظل إضاءة كافية إضافة إلى اتباع وسائل الراحة بين الحين والآخر.
الاستخدام الطويل وآلام الظهر والرقبة
ويقول الدكتور موفق الرفاعي: إن الجلوس المطول أثناء العمل على الكمبيوتر، يعد أحد أهم أسباب آلام الظهر والرقبة، ويعزى ذلك للوضعية الخاطئة التي قد تسبب صداعاً وتوتراً عضلياً في عضلات الرقبة والصدر والكتفين وأسفل الظهر وألم في المرفقين وألم في أصابع اليد والتهاب في أوتار المعصمين واليدين نتيجة وضع اليدين والرسغين على لوحة المفاتيح.
ويشير الدكتور الرفاعي إلى الأعراض الناتجة عن الجلوس الطويل تتمثل في: ألم وتشنج في عضلات الرقبة والظهر والتهاب في الأنسجة الرخوة لعضلات الرقبة والظهر، إضافة إلى آلام في الكتفين تثار بالحركة والألم الرجيع للأرداف والفخذين، وأعراض الالتصاق العضلي الليفي وهي مناطق عضلية مؤلمة تتركز خلف العنق والكتفين ويمكن تمديدها بوساطة الضغط بأصابع اليدين وأعراض الالتصاق العضلي الليفي هي نتيجة الإجهاد المتكرر للعمل المكتبي.
ممارسات بسيطة لوقاية البنية العظمية
وينصح الرفاعي باتباع مجموعة من السبل للوقاية من الإصابة بالأعراض العظمية آنفة الذكر، وفي مقدمتها الجلوس على كرسي صحي مكتبي من دون ذراعيين مع دعم قطني، بحيث تكون قمة الشاشة موازية لقمة رأس المستخدم وبمسافة موازية لطول الذراعين.
ويبين الرفاعي أنه من الضروري ملامسة الظهر لظهر الكرسي أثناء الجلوس، مع ضبط ارتفاع الكرسي بحيث يكون الفخذان موازيين للأرض، بينما يجب أن يكون الظهر مدعوماً بشكل ثابت ومتزو «يأخذ شكل الزاوية» بانحراف خلفي خفيف، على أن تكون القدمان مدعمتين على الأرض.
ويشير الرفاعي إلى أنه على المستخدم تخصيص استراحة قصيرة كل ساعة عمل، مع إجراء تمارين التمطيط لعضلات الظهر وإجراء حركات دوران للرقبة مع تشبيك اليدين خلف الرأس، كما يمكن أن يتم إجراء حركات بسط للرقبة.
ويحذر الرفاعي من اتباع طرق التداوي للتخلص من الأعراض السابقة، مشيراً إلى أنه يجب تجنب استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب للأعراض الناتجة عن الجلوس الطويل، لأن ذلك يخفي الأعراض ويتسبب في أذية عصبية دائمة.
التقليل من استخدام الماوس
ويشير اختصاصي المعالجة الفيزيائية وإعادة التأهيل فادي سليمان إلى أنه كلما زاد عدد ساعات الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، زادت الشكوى من ألم الظهر والفقرات وخاصة إذا كان يرافقها جلسة خاطئة تؤدي في النهاية إلى تشوهات على المدى الطويل للعمود الفقري، إضافة إلى تشنجات الذراعين والتهاب في أعصاب الرسغ حيث يشتكي المريض من شد في الأكتاف والألم في المفاصل.
ويوضح سليمان أن أهم النصائح التي تعطى لمن يجلسون أمام الكمبيوتر ساعات طويلة، أن تكون الزاوية بين الجذع والفخذ تزيد على 90 درجة (يفضل 110 إلى 120 درجة) ويجب مد القدمين قليلاً إلى الأمام لأن ذلك يقلل من الضغط على حركة العضلات في الظهر ويعمل على استقامة العمود الفقري.
ويفضل سليمان أن يكون ظهر الكرسي مسانداً للفقرات القطنية أسفل الظهر أو وضع وسادة صغيرة خلف الظهر كما يجب أن يكون ارتفاع الكرسي قابلاً للتعديل.
ويؤكد سليمان أنه من الأفضل التقليل من استخدام «الماوس» قدر المستطاع، مشيراً إلى أن الاستخدام الطويل يؤدي للإصابة بالخدر للذراع نتيجة الثبات وقلة الحركة، منوها بالاعتماد على لوحة المفاتيح التي توفر قدراً أكبر من الحركة بالنسبة للذراعين والأصابع.