جهز الهمزاني
30-08-2002, 01:02
(((شارع الثلاثين )))) قصه و غلاف
بعد التحيه
تصميم غلاف كتاب ـ للكاتب الصحفي فارس الهمزاني ـ بجريدة
الاقتصادية ..... والكتاب الان تحت الطبع وسيصدر قريبا انشاالله
احدى القصص ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شارع الثلاثين
بدأت الحفلة بلا جمهور !
المكان خال من نسمات الهواء .. تلاعب الرياح أغصان الهبوب محركة مشاعر السماء وأحاسيس الأرض .. تتقاذف العبارات اليانعة بهمسات وردية .. تحت أشعة القمر وعلى الرمضاء تسير النغمات بلا أحذية ..هناك الجميع يبتسمون !
يخرج طفل متأبطاً همه وحزنه .. يحمل حقيبة الملل على ظهره .. تحتوي على كتب ودفاتر مضادات للكآبة .
يسأله والده وهو يعرف جيداً الإجابة :
ـ إلى أين ؟
يجيب بحرارة وهو يكتنز شيء في يده :
ـ إلى شارع الثلاثين !
بغضب الأباء ..وبسلطتهم القهرية الرجعية البائسة :
ـ ماذا تفعل في شارع الثلاثين الذي تمتطيه قدماك كل يوم ؟ ألم تمل منه ؟
يرد بخجل وبعذوبة الأطفال :
ـ أذهب إلى حيث المتعة .. حيث تدفن الهموم .. حيث تغرس أشجار الأمل بسقيا ماء القدر .. لأنه شارع الثلاثين!
تختلف الحياة في شارع الثلاثين .. تجول فئات كثيرة في الشارع الذي أعدت أرصفته بعناية فائقة .. تسير فيه الزهور .. والناس من حولها تنتشي فرحاً .. أسراب من البلابل تغرد بلا ألم .. الجميع يضحكون .. غالباً ما تجد من يعبس في وجهك ؛ لديهم أمل في أن الحياة خلقت من أجلهم .. لأجل أن يبتسموا ، ولأجل أن يطربوا .. فقط لأنهم بشر ، فهم يحبون !
تحلق العاطفة في شارع الثلاثين بجناحي السلام .. تغوص نبرات الحب في مقلة كل من يسير في الشارع .. الأطفال يتراشقون الحجارة بمداعبة روحية نحو ثبات الأقوى .. يتميز الشحاذين في شارع الثلاثين بروحية المحيا ، يسلم عليك وكأنه أخ لك .. بأسلوب جميل وطاهر .. يشحذ .. ليسوا جشعين ويكتفون بالقليل ، يعرفون أسماءهم ؛ يعرفون أن هذا الشخص سوف يعود يوماً ومعه خزنة من جواهر النماء ؛ ونقود الوفاء .
يداهم الضباب الشارع .. تتجول النساء في صخب الأسواق الممتعة بضجيج العرض والطلب ..يتمخطرن في مشيتهن لجلب العطاشى .. تسلهم العيون بنظرات تحمل في جوانحها الود .. تلتقط الرموش بث القلوب الشفافة ، في محاولة لاستقبال بعض اللسعات المشفرة ..لسعات جميلة مؤلمة ممتعة شافية لجرحى المآسي الدامية .. تطبب المصابين بوخز الزمن ، وعثرات الحزن .. تُبيد عواصف الحقد ، ورياح العتمة .
يتراقص الشباب برائحتهم الرجولية وبهمساتهم السحرية مكسرين جروح الروح .. بمشيتهم الثملة يقومون بسحب غطاء القلوب لتصبح مكشوفة ..عارية .. قابلة لامتصاص رحيق السحاب الخارج من التراب .. يبتلعون الحب بكبسولات الحنان ؛ وبحقن تقتل الحرمان يسدون جوعهم العاطفي ..تلتهب أسراب العصافير المصفقة بحماس الذاكرة .. ذاكرة مكدودة بهواجس تجثم فوق الصدور .. يعلمون جيداً أنه لابد أن تستقبل نزيلاً في رحابة فندق القلوب !
يعود الطفل بعد رحلة عشق في بهو الشارع .. يعكف الأب حاجبيه مشمراً عن يديه :
ـ أين كنت طوال اليوم ؟ ألم أحذرك ؟ ألم أنبهك بعدم التأخر ؟ ماذا أحضرت معك ؟ أيها اللعين ؟
يرد على والده .. متأبطاً وردة متوهجة والابتسامة تملأ وجنتيه :
ـ أحضرت قلباً آخر !
مايو 2002م
بعد التحيه
تصميم غلاف كتاب ـ للكاتب الصحفي فارس الهمزاني ـ بجريدة
الاقتصادية ..... والكتاب الان تحت الطبع وسيصدر قريبا انشاالله
احدى القصص ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شارع الثلاثين
بدأت الحفلة بلا جمهور !
المكان خال من نسمات الهواء .. تلاعب الرياح أغصان الهبوب محركة مشاعر السماء وأحاسيس الأرض .. تتقاذف العبارات اليانعة بهمسات وردية .. تحت أشعة القمر وعلى الرمضاء تسير النغمات بلا أحذية ..هناك الجميع يبتسمون !
يخرج طفل متأبطاً همه وحزنه .. يحمل حقيبة الملل على ظهره .. تحتوي على كتب ودفاتر مضادات للكآبة .
يسأله والده وهو يعرف جيداً الإجابة :
ـ إلى أين ؟
يجيب بحرارة وهو يكتنز شيء في يده :
ـ إلى شارع الثلاثين !
بغضب الأباء ..وبسلطتهم القهرية الرجعية البائسة :
ـ ماذا تفعل في شارع الثلاثين الذي تمتطيه قدماك كل يوم ؟ ألم تمل منه ؟
يرد بخجل وبعذوبة الأطفال :
ـ أذهب إلى حيث المتعة .. حيث تدفن الهموم .. حيث تغرس أشجار الأمل بسقيا ماء القدر .. لأنه شارع الثلاثين!
تختلف الحياة في شارع الثلاثين .. تجول فئات كثيرة في الشارع الذي أعدت أرصفته بعناية فائقة .. تسير فيه الزهور .. والناس من حولها تنتشي فرحاً .. أسراب من البلابل تغرد بلا ألم .. الجميع يضحكون .. غالباً ما تجد من يعبس في وجهك ؛ لديهم أمل في أن الحياة خلقت من أجلهم .. لأجل أن يبتسموا ، ولأجل أن يطربوا .. فقط لأنهم بشر ، فهم يحبون !
تحلق العاطفة في شارع الثلاثين بجناحي السلام .. تغوص نبرات الحب في مقلة كل من يسير في الشارع .. الأطفال يتراشقون الحجارة بمداعبة روحية نحو ثبات الأقوى .. يتميز الشحاذين في شارع الثلاثين بروحية المحيا ، يسلم عليك وكأنه أخ لك .. بأسلوب جميل وطاهر .. يشحذ .. ليسوا جشعين ويكتفون بالقليل ، يعرفون أسماءهم ؛ يعرفون أن هذا الشخص سوف يعود يوماً ومعه خزنة من جواهر النماء ؛ ونقود الوفاء .
يداهم الضباب الشارع .. تتجول النساء في صخب الأسواق الممتعة بضجيج العرض والطلب ..يتمخطرن في مشيتهن لجلب العطاشى .. تسلهم العيون بنظرات تحمل في جوانحها الود .. تلتقط الرموش بث القلوب الشفافة ، في محاولة لاستقبال بعض اللسعات المشفرة ..لسعات جميلة مؤلمة ممتعة شافية لجرحى المآسي الدامية .. تطبب المصابين بوخز الزمن ، وعثرات الحزن .. تُبيد عواصف الحقد ، ورياح العتمة .
يتراقص الشباب برائحتهم الرجولية وبهمساتهم السحرية مكسرين جروح الروح .. بمشيتهم الثملة يقومون بسحب غطاء القلوب لتصبح مكشوفة ..عارية .. قابلة لامتصاص رحيق السحاب الخارج من التراب .. يبتلعون الحب بكبسولات الحنان ؛ وبحقن تقتل الحرمان يسدون جوعهم العاطفي ..تلتهب أسراب العصافير المصفقة بحماس الذاكرة .. ذاكرة مكدودة بهواجس تجثم فوق الصدور .. يعلمون جيداً أنه لابد أن تستقبل نزيلاً في رحابة فندق القلوب !
يعود الطفل بعد رحلة عشق في بهو الشارع .. يعكف الأب حاجبيه مشمراً عن يديه :
ـ أين كنت طوال اليوم ؟ ألم أحذرك ؟ ألم أنبهك بعدم التأخر ؟ ماذا أحضرت معك ؟ أيها اللعين ؟
يرد على والده .. متأبطاً وردة متوهجة والابتسامة تملأ وجنتيه :
ـ أحضرت قلباً آخر !
مايو 2002م