الشيخ/عبدالله السالم
04-06-2010, 15:42
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أمّا بعدُ : أيها الأحبةُ في اللهِ آفةٌ مدمّرةٌ ، سبقَ وأن تحدثتُ عنها من على هذا المنبرِ ،كما تحدثَ غيري من الْخُطباءِ والوعَّاظِ ، ولكن لخطورتِها وانتشارِها، أيضاً سأتحدثُ عنها ، في هذا اليومِ المباركِ ، بارك اللهُ فيكم ، فإنَّها آفةٌ مُدّمرةٌ ، يَجبُ النصحُ عنها ، والتحذيرُ منها في كُلِّ آنٍ ومكانٍ ، إنَّها آفةُ المخدراتِ ، وما أدراكَ ما المخدراتُ ، سلاحٌ من أخبثِ وأفتكِ الأسلحةِ ، التي يستخدمُها اليهودُ ، من أجلِ تحطيمِ الشعوبِ ، والسيطرةِ عليها وإذلالِها ، وغزونا بها في هذا الزمانِ ، شَنُّوا بها حرباً شعواءَ ، أسفرتْ ، عن شبابٍ يغرقُون في بحُورِ الإدمانِ ، دمَّرَوا حياتَهُم وأُسَرَهُم ومُستقبلَهم ، وتعلمونَ ما يحدثُ من جرَّاءِ تعاطي المخدراتِ ، من الويلاتِ والنكباتِ والمصائبِ ، والقاعدةُ التي تنطلقُ منها ، أكثرُ الجرائمِ اليومَ ، وخاصةً الوحشيةُ منها ، كالاغتصابِ ، والسّرقةِ ، والاحتيالِ والنّصبِ ، وقتلِ الوالدينِ ، أو أحدِهما ، أو قتلِ الأبناءِ والزوجاتِ ، هي قاعدةٌ واحدةٌ ، قاعدةُ الإدمانِ ، واسألوا رجالَ مكافحةِ المُخدراتِ ، والعاملينَ في مُستشفياتِ الأملِ ، والأطباءَ المعالجينَ ، بل والمدمنينَ أنفُسَهُم ، اسألوهم عن حجمِ هذه المشكلةِ ومدى انتشارِها ، بل يكفي زيارةٌ واحدةٌ لمستشفياتِ الأمراضِ العقليةِ ، والسجُونِ ودورِ الأحداثِ ، لِتعرفوا خطورةَ هذا الأمرِ وفداحتِهِ ، فتحتَ شعارِ جربْ مرةً واحدةً ، تنسى همُومَكَ ، وتُعينُكَ على المذاكرةِ والحفظِ ، وتعيشُ في عالمِ الخيالِ والسّعادةِ ، تحتَ هذه الشعاراتِ البرّاقةِ الزائفةِ ، سقطَ في كمينِ الإدمانِ ، مئاتُ الشبابِ وعشراتُ الفتياتِ ، وفي المجتمعِ ، أُسرٌ لا تعرفُ سوى الرُّعبِ والألمِ والبكاءِ ، تفككٌ أُسريٌّ ، ما سمعَ به التاريخُ ، تشريدٌ للأطفالِ ، وطردٌ من الوظيفةِ ، وفشلٌ دراسيٌّ ، وضياعٌ للمستقبلِ ، واختلالٌ في العقلِ ، وضعفٌ للذاكرةِ وكثرةُ نسيانٍ ، وشرودٌ ذِهنيٌّ ، وسرحانٌ ، وتقيئٌ ونوباتُ صَرَعٍ وغثيانٌ ، واظطراباتٌ نفسّيةٌ ، وانفعالاتٌ عصبيةٌ ، وغضبٌ وتلفٌ في خلايا المُخ وجنونٌ ، وارتعاشٌ في اليدينِ ، وضعفٌ في النظرِ ، وتوترٌ وتشنّجٌ وهلوسةٌ ، وكسلٌ وبلادةٌ ، وشذوذٌ وضعفٌ جِنسيٌّ ، واكتئابٌ وبُكاءٌ ، ومِزِاجٌ نكدٌ، وأظنكُم قد اطلعتُم على تلكَ الصورُ المأسويةِ الْمُحزنةِ الْمُبكيةِ ، التي عُرضتْ في وسائلِ الإعلامِ منذُ زمنٍ مضى ، نهاياتٌ نتنةٌ ، وخاتماتٌ سيئةٌ ، وفضيحةٌ في الدُّنيا قبل الآخرةِ ، لمن ماتوا وهم يتعاطونَ المُخدراتِ ، فلا إلهَ إلا اللهُ ، أيُّ خاتمةٍ سيئةٍ ، وأيُّ نهايةٍ مؤلمةٍ وأيُّ فضيحةٍ وعارٍ في الدُنيا والآخرةِِِ ،يقولُ تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) وقد يظنُ ظانٌ أن الخمرَ وحدَها حرامٌ بنصِّ الكتابِ الكريمِِ ، والسنةِ المطهرةِ ، وقد يستحلُّ بعضُ الناسِ الحشيشةَ ، والأفيونَ ، والإبرَ المخدرةَ ، والحبوبَ المنومةَ ، والهيروينَ ، والكوكائينَ وغيرَ ذلك ، استناداً إلى أنه لا يوجدُ نصٌّ في كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِهِ e يحرمُها بأسمائِها، والواقعُ غيرُ ذلك ، فقد قالَ من أُعطِي َجوامعَ الكلمِ :e{كلُّ مسكرٍ حرامٌ } رواه مسلمٌ وقال e{ما أسكرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ } ولم يفرق e بين نوعٍ ونوعٍ ، لكونِهِ مأكولاً أو مشروباً ، وروى مسلمٌ كذلك عن أمِّ سلمةََ رضي اللهُ عنها قولَها: { نهى رسولُ اللهِ e عن كلِّ مسكرٍ ومفترٍ } فكلُّ ما يدعو إلى الخمولِ والكسلِ وكلُّ ما يدفعُ بالإنسانِ إلى التخديرِ وغيبوبةِ الوعي فهو حرامٌ . فقد وردَ أنه يأتي في آخرِ الزمانِ قومٌ يسمونَ الخمرَ بغيرِ اسمِها ، والأسماءُ لا تُغيرُ الحقائقَ ، ومن أسبابِ الوقوعِ في هذا الداءِ العُضال ، أصدقاءُ الضلالةِ ، ورُفقاءُ السوءِ ، والمشكلةُ في الْجُلساءِ ، أنَّ كُلَّ صاحبٍ يدّعي طُهرَ صَاحبهِ ، ونزاهةَ أنيسِهِ وجليسِه ، ولا يعرفُ السوءَ فيه ، إلاَّ بعد فواتِ الأوانِ ، ومع الأسفِ الشديدِ ، إن من شبابِنا ، من لا يُفرِّقُ بين حامِلَ المسكِ ونافخَ الكيِرِ ، فانتبِهوا يارعاكم الله ، فإنَّ نافخَ الكيرِ ، لبسَ لباسَ بائِعِ المسكِ ، وتنظّفَ وتَجملَ وتطيّبَ ، ليقعَ في فريسته (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) فلا يغرنَكَ منهُ حُسنُ هيئتِهِ وزينتِهِ ، فاحذرهُ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمّا بعد : ومن أسبابِ الوقوعِ في هذا الداءِ الخطيرِ، إهمالُ الوالدينِ وسوءُ التربيةِ ، ومن أرادَ الدليلَ على إهمالِ بعضِ الأباءِ ، فلينظرْ إلى الشبابِ ، وهم في الشوارعِ وعلى الأرصفةِ والإستراحات ، يتعلمُ المراهقُ التدخينَ ، وهي بدايةُ النهايةِ ، فالأناملُ التي اعتادتْ على سجارة ِالتدخينِ ، لا تصعبُ عليها سجارةُ الحشيشِ ، هكذا تبدأُ النهايةُ ، فأينَ آباءُ وأمهاتُ هؤلاءِ ، فَإنَّ المخدراتِ شرٌّ من الخمرِ ، لأنها تفسدُ العقلَ والمزاجَ ، فهي تشاركُ الخمرَ في الإسكارِ ، وتزيدُ عليه في كثرةِ الأضرارِ ، وقد ذكرَ بعضُ العلماءِ فيها ، مائةً وعشرينَ مضرةً دينيةً ودنيويةً ، فَمِنْ أضرارِها الدينيةِ أنها تُنسي ذكرَ اللهِ ، وتُذهبُ الحياءَ والمروءةَ ، وتُسببُ تركَ الصلاةِ والوقوعَ في المحرماتِ ، ومن مضارِها البدنيةِ ، أنها تفسدُ العقلَ وتقطعُ النَّسلَ ، وتُولدُ الْجُذامَ ، وتُوَرِّثُ البرصَ ، وتجلبُ الأسقامَ ، وتُحرقُ الدَّمَ ، وتُضيقُ النَّفَسَ ، وتُفتَتُ الكبدَ ، وتُحدثُ البَخَرَ في الفمِ ، وتُضعِفُ البصرَ ، وتجلبُ الهمومَ والوساوسَ ،وتقتلُ الغَيرةَ في الإنسانِ ، وتُوّرثُ الجنونَ ، حيثُ جعلتْ خلقاً كثيرا مجانينَ ، ومن لم يُجَنْ أُصيبَ بنقصِ العقلِ ، فالمخدراتُ من الآفاتِ الخطيرةِ ، التي تُهددُ المجتمعَ الإنسانيَّ بالفناءِ والدمارِ ، ولا يقلُّ خطرُها ، عن خطرِ الأمراضِ الوبائيةِ ، التي تفتِكُ بالأممِ والشعوبِ ، حتى الدولِ الكافرةِ ، شعرتْ بخطرِ المخدراتِ ، فصارتْ تكافحُها ، فتنبهوا أيها المسلمونَ لهذا الخطرِ ، واحفظوا أولادَكُم ، أن تصيبَهم هذه الآفةُ المدمّرةُ ، لا تتركوهم يَهِيمُونَ في الشوارعِ ، ويخالطونَ الفاسدَ ، ويجالسونَ الضائعَ ، واحذروا بعضُ الوافدينَ إلى هذه البلادِ ، فإنَّهُم لا يُؤمَنُ شرُّهُم ، وهناك وسائلٌ ووسائلٌ ومكرٌ خفيٌّ ، يدبِّرُهُ شياطينُ الأنسِ والجنِّ ، ويغزون به تجمعاتِ الشبابِ ، فأنتم في زمانٍ ، اختلطَ الناسُ فيه من كلِّ جهةٍ ، وهذا يستدعي منكم شدةَ الانتباهِ وقوةَ الحذرِ ، والمحافظةِ على أولادِكم ، أكثرَ مما تحافظونَ على أموالِكُم ، لا سيما وأنتم تعلمونَ ما يحدثُ من جراءِ تعاطي المخدراتِ ، من حوادثِ الطرقِ الْمُريعةِ ، التي هلَكَ فيها أعدادٌ كبيرةٌ من البشرِ ، وذلك من أثرِ تعاطي المخدراتِ والعياذُ باللهِ ، عبادَ اللهِ،صلّوا على المعصومِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ والتَّسليم فإنه يقولُ بأبي هو وأُمي { حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي } ويقول{ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ}اللهم صل وسلّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، ورض اللهم عن أصحابه الأطهار ماتعاقب الليل والنهار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، اللهم أنصرْ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ ، اللهم عليك باليهودِ والنصارى المعتدينَ الحاقدينَ ، ومن كرِهَ الإسلامَ والمسلميَن ، اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونَك ، اللهم شتتْ شملَهم وأوهنْ عزمَهُم ، اللهم أرنا بهم عجائبَ قدرتِك ، وفجاءةَ نقمتِك ، وأليمَ عذابِك اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/mok.rm
اضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/mok.rm)
http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif (http://abosami.com/)
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لا شريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلى رضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً ، أمّا بعد : ومن أسبابِ الوقوعِ في هذا الداءِ الخطيرِ، إهمالُ الوالدينِ وسوءُ التربيةِ ، ومن أرادَ الدليلَ على إهمالِ بعضِ الأباءِ ، فلينظرْ إلى الشبابِ ، وهم في الشوارعِ وعلى الأرصفةِ والإستراحات ، يتعلمُ المراهقُ التدخينَ ، وهي بدايةُ النهايةِ ، فالأناملُ التي اعتادتْ على سجارة ِالتدخينِ ، لا تصعبُ عليها سجارةُ الحشيشِ ، هكذا تبدأُ النهايةُ ، فأينَ آباءُ وأمهاتُ هؤلاءِ ، فَإنَّ المخدراتِ شرٌّ من الخمرِ ، لأنها تفسدُ العقلَ والمزاجَ ، فهي تشاركُ الخمرَ في الإسكارِ ، وتزيدُ عليه في كثرةِ الأضرارِ ، وقد ذكرَ بعضُ العلماءِ فيها ، مائةً وعشرينَ مضرةً دينيةً ودنيويةً ، فَمِنْ أضرارِها الدينيةِ أنها تُنسي ذكرَ اللهِ ، وتُذهبُ الحياءَ والمروءةَ ، وتُسببُ تركَ الصلاةِ والوقوعَ في المحرماتِ ، ومن مضارِها البدنيةِ ، أنها تفسدُ العقلَ وتقطعُ النَّسلَ ، وتُولدُ الْجُذامَ ، وتُوَرِّثُ البرصَ ، وتجلبُ الأسقامَ ، وتُحرقُ الدَّمَ ، وتُضيقُ النَّفَسَ ، وتُفتَتُ الكبدَ ، وتُحدثُ البَخَرَ في الفمِ ، وتُضعِفُ البصرَ ، وتجلبُ الهمومَ والوساوسَ ،وتقتلُ الغَيرةَ في الإنسانِ ، وتُوّرثُ الجنونَ ، حيثُ جعلتْ خلقاً كثيرا مجانينَ ، ومن لم يُجَنْ أُصيبَ بنقصِ العقلِ ، فالمخدراتُ من الآفاتِ الخطيرةِ ، التي تُهددُ المجتمعَ الإنسانيَّ بالفناءِ والدمارِ ، ولا يقلُّ خطرُها ، عن خطرِ الأمراضِ الوبائيةِ ، التي تفتِكُ بالأممِ والشعوبِ ، حتى الدولِ الكافرةِ ، شعرتْ بخطرِ المخدراتِ ، فصارتْ تكافحُها ، فتنبهوا أيها المسلمونَ لهذا الخطرِ ، واحفظوا أولادَكُم ، أن تصيبَهم هذه الآفةُ المدمّرةُ ، لا تتركوهم يَهِيمُونَ في الشوارعِ ، ويخالطونَ الفاسدَ ، ويجالسونَ الضائعَ ، واحذروا بعضُ الوافدينَ إلى هذه البلادِ ، فإنَّهُم لا يُؤمَنُ شرُّهُم ، وهناك وسائلٌ ووسائلٌ ومكرٌ خفيٌّ ، يدبِّرُهُ شياطينُ الأنسِ والجنِّ ، ويغزون به تجمعاتِ الشبابِ ، فأنتم في زمانٍ ، اختلطَ الناسُ فيه من كلِّ جهةٍ ، وهذا يستدعي منكم شدةَ الانتباهِ وقوةَ الحذرِ ، والمحافظةِ على أولادِكم ، أكثرَ مما تحافظونَ على أموالِكُم ، لا سيما وأنتم تعلمونَ ما يحدثُ من جراءِ تعاطي المخدراتِ ، من حوادثِ الطرقِ الْمُريعةِ ، التي هلَكَ فيها أعدادٌ كبيرةٌ من البشرِ ، وذلك من أثرِ تعاطي المخدراتِ والعياذُ باللهِ ، عبادَ اللهِ،صلّوا على المعصومِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ والتَّسليم فإنه يقولُ بأبي هو وأُمي { حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي } ويقول{ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ}اللهم صل وسلّم وأنعم وأكرم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، ورض اللهم عن أصحابه الأطهار ماتعاقب الليل والنهار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين ، اللهم أنصرْ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ ، اللهم عليك باليهودِ والنصارى المعتدينَ الحاقدينَ ، ومن كرِهَ الإسلامَ والمسلميَن ، اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونَك ، اللهم شتتْ شملَهم وأوهنْ عزمَهُم ، اللهم أرنا بهم عجائبَ قدرتِك ، وفجاءةَ نقمتِك ، وأليمَ عذابِك اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
الخطبة بصوت الشيخ :
http://abosami.com/pro/mok.rm
اضغط هنا للتحميل (http://abosami.com/pro/mok.rm)
http://abosami.com/tl4s-abdaula/abdalua_01.gif (http://abosami.com/)